بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الادراك والتمييز بين تجريم الفعل وتحريمه وايقاع العقوبة
بداهتا لا يصح معاقبة انسان حتى ولو كان لديه القدرة على الادراك والتمييز على فعل ليس لديه علم بجرمة او تحريمه او فعل لم يتم اساسا تجريمه او تحريمة هذا فى حالة المدرك او المميز اما اذا كان الانسان يفتقر اساسا الى ايا منهما ( الادراك والتمييز) فسوف يكون من الخطأ اصدار اى امر اليه لاستواء الامر عنده فى الفعل وعدم الفعل او بمعنى اخر الفرق عنده منعدم بين الخير والشر اوبين الخطا والصواب اندراجا تحت التمييز مما يجعلنا لا نعول على هذا الامر لعبثة وافتقاره الى الحكمة واذا قرأنا معا الايات التى وردت فى الانجيل قبل حدوث الخطيئة نجد فى سفر التكوين (2-17) يقول الرب (واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها تموت موتا) فالرب قال لادم لا تاكل من شجرة معرفة الخير والشر ولان ادم لا يعرف الفرق بين الخير والشر ولم يصل الى مرحلة التمييز بين الخطا والصواب حتى انه كان لا يعرف اذا كان عريان ام لا اكل منها وبعد الاكل منها اصبح عارفا لذلك اى الفرق بين الخطا والصواب كما جاء فى صفر التكوين (3-12) (قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر) اذن ادم بناء على الفقرات السابقة لم يكن يعرف الفرق بين الخير والشر قبل الاكل من الشجرة حتى انه كان يجهل حالة هل هو عريان ام لا ولم يعلم ذلك الا بعد ان وقفت ثمرة المعرفة فى حلقه فلماذا يحاسب الانسان على شىء ليس له ذنب فيه والا ما هو الفرق بين المعرفة و عدم المعرفة او بين العالم و الجاهل ام ان الامر سيان وما هى الحكمة من المعرفة اصلا لا يمكن ان تكون المعرفة نوع من العبث , اذن لكى يعاقب الانسان لابد ان يتمتع اولا بالقدرة على الادراك والتمييز بين الخير والشر ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى صححه الامام الالبانى (رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق ) نظرا لانعدم التمييز او عدم اكتماله لكلا الثلاثة وليس هذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فقط بل كان للمسيح عليه السلام كلام مقارب لذلك مرتبط ايضا بالتمييز والقدرة عليه فلقد كان عليه السلام يعتبر الأولاد أبراراً وأنقياء ولم يولدوا خطاة وهذا واضح من تصريحاته التي يقول فيها :
(( دَعُوا الصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ، وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاءِ مَلَكُوتَ اللهِ! الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ كَأَنَّهُ وَلَدٌ صَغِيرٌ، لَنْ يَدْخُلَهُ أَبَداً!» ثُمَّ ضَمَّ الأَوْلاَدَ بِذِرَاعَيْهِ وَأَخَذَ يُبَارِكُهُمْ وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ. )) مرقص [ 10 : 13 – 16 ]
وهو القائل في متى الإصحاح الثامن عشر :
(( فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ يَسْأَلُونَهُ: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ، إِذَنْ، فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟ 2فَدَعَا إِلَيْهِ وَلَداً صَغِيراً وَأَوْقَفَهُ وَسْطَهُمْ، 3وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَتَحَوَّلُونَ وَتَصِيرُونَ مِثْلَ الأَوْلاَدِ الصِّغَارِ، فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ أَبَداً. 4فَمَنِ اتَّضَعَ فَصَارَ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ الصَّغِيرِ، فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. . . . 10إِيَّاكُمْ أَنْ تَحْتَقِرُوا أَحَداً مِنْ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاءِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ )) واخيرا هل يمكن او يعقل لاى انسان ان يقول لطفله الرضيع لا تقتل ,لا تزن , لاتسرق او يرد له الصفعة صفعتان والغريب ان الطفل الرضيع سوف يكون علمه فى هذه المرحلة اكثر من ادم قبل ان ياكل من الشجرة فيمكنه على الاقل عن طريق اساسه بالبرودة معرفة نفسه ان كان عريان ام لا مما يعنى ان ادم كان قبل الاكل من الشجرة يفتقر حتى الى ذلك .
"واخيرا نجد كثيرا من الا سئلة المحيرة التى تتبادر الى الذهن منها هل المعرفة شىء مذموم يجب الابتعاد عنه.
المعرفةالتى كانت دائماولاتزال سلم للوصول إلى الحقيقةبين امواج الضلال ومد الحيرة،ولم تحرم إلا في زمن الطغاة والمستبدين ، فهل كان بحث آدم عنهاوتشوقه إليها جريمة! أليس ذلك تحقيقاً للمشيئة الإلهية في إقامة الجنس البشري.
ثانيا كيف يعاقب آدم - حسب النص - على ذنب ما كان له أن يدرك قبحه،إذ لم يعرف بعدُ الخير من الشر،بل و نتساءل: كيف وقع آدم في الإثم وهو غير ميال للشر والخطيئة التي دخلت للإنسان بعده كما يزعم النصارى.
ويبقى السؤال الأهم : ماهي معصيةآدم؟وتأتي الإجابةالتوراتية واضحة،لقد أكل من الشجرة المحرمة، شجرة معرفة الخير والشر ،لقد عرفا الخير و الشر. فماذا ترتب على هذه المعرفة من ثمرة؟ لايذكرالنص التوراتي لهذه الفعلة أثراً سوى أن آدم و حواء عرفا بأنهما عريانان ، إذا انكشفت لهما الأمور بمعرفتهما للخير و الشر". (عقيدة الخطيئة الاولى وفداء الصليب – وليد المسلم)
(ملاحظة يجب ان تراعى ان الانسان الذى ليس لديه قدرة على التمييز يستحيل عليه التفريق بين الخير والشر خصوصا اذا كان هناك شىء محرم تم تحليله تحت عنوان الناسخ والمنسوخ والعكس صحيح تحت نفس العنوان لان الشىء الذى يتردد بين الاحلال والتحريم لا يمكن للانسان ان يميزه تحت ايا من عنوانى الخير والشر ولا يمكنه ايضا الوصول الى رؤية تميزه لان تصنيفة يتردد بين ذلك وذلك والذى يحدد تصنيفه النهائىالذى يمكن ان يتغير حسب الظروف والاحوال هو الله واذاكان التصنيف نسبى ومتعلق بالذات الالهية فلا يمكن للانسان ان يحسم الامر فيه او ان يصل الى رؤية شاملة متعلقة به الا اذا كان هناك اطلاقاما اذا صنفه الانسان بدون اطلاق فسوف يجد نفسه فى حيرة هل يصنفه قبل النسخ ام بعده وخصوصا اذا لم يكن لديه علم بذلك او ذلك كأن يكون قد اتى بعد انتهاء هذه القضية فما البال اذا كانت هذه المصطلحات هى الاخرى مبهمة بالنسبة للانسان وليس لديه ادنى فكرة عنها وهناك امثلة كثيرة للنسخ وردت فى الانجيل مثل زواج الاشقاء فى الاجيال الاولى لابناء ادم وذبح ابراهيم لابنه وتعدد الزوجات وغير ذلك حتى ان النسخ يمكن ان يكون فى نفس الايةففى (إنجيل متى 5 ، 38-44) يقول المسيح سمعتم أنه قيل : عين بعين وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم : لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الايمن فحوِّل له الآخر أيضًا ، ومن أراد أن يخاصمك وأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا ، ومن سخرك ميلًا واحدًا فاذهب معه اثنين . من سألك فأعطه ، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده "
" سمعتم أنه قيل : تحب قريبك وتبغض عدوك ، وأما أنا فأقول لكم : أحبوا أعدائكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم), لو قرات الايات السابقة سوف تجد ان الفقرات الأولى من الآيات التى بدأت بسمعتم انه قيل قد نسخت بما بعدها لأنها شريعة توراتيةإذن القدرة على التمييز من الشروط الواجب توفهرها لا يقاع العقاب ودحض الاعذار التى تمنع ذلك الايقاع فيجب ان اعلم ان فعل هذه الشىء خطيئة وان فعل هذه الخطيئة يترتب عليه عقاب حجمه كذا وكذا والذى يحدد ذلك هو الله وحده ) واخيرا للفصل يمكنك ان تتخيل معى ان امامك اربعة اشخاصقلت للاول يجب ان تسير من هذا الطريق وان لم تفعل فالعقاب وقلت للثانى يجب ان لا تسير فى هذا الطريق فان فعلت فالثواب ولم تقل شىء بالنسبة للاول او الثانى فيما يتعلق بالسير او عدم السير وبعد انتهاء كلامك مشى كلا من الاربعة اشخاص فى نفس الطريق مع وجود طرق اخرى فما هو مصير كلا منهما الاجابة عن هذا السؤال سوف تجعلك تفهم اهمية العلاقة بين التمييز والعقاب من ناحية وبين العقاب وتقدم الانذار والتحذير مع العلم بجرم الفعل من ناحية اخرى فان عاقبت الاول فلن تجد سبب لذلك الا رميه بانذارك وتحذيرك وتجريمك لهذا الفعل المتمثل فى العصيان عرض الحائط وان اثبت الثانى فلن تجد سببلذلك الا اعتباره الطاعة وثقته بك فى الوعد بالثواب اما الثالث والرابع فلن تجد سبب لاثابتهم او سبب لعقابهم لعدم وجود قياس حيث ان كلا منها على حدة يجب ان تعاقبه قياسا على الاول و يحب ان تثيبه قياسا على الثانى ويجب الا تعاقبه او تثيبه قياسا على باقى الطرق التى لم ياتى نص بتجريم السير فيها مما يحعلك تدرك اهمية وصدق الكلام السابق الكلام الذى يتوافق مع العقل والعدل والفطرة فلابد من الانذار والتحذير والاعلام بجرم الفعل قبل الاخذ بالعقاب , والا لكان الفعل مباح هذا لو تكلمنا عن اقل ما يتطلبه العدل فى حالة من له قدرة على التمييز فما بالك اذا كان الانسان يفتقر اصلا اليه .
يمكننا ان نقيس ما سبق على ادم مع اعتبار قدرته على التمييز فعندما اكل ادم من شجرة معرفة الخير والشر كما ورد فى الانجيل اصبح من الخاطئين بالاضافة الى ما استتبع ذلك من غضب الهى واستحقاق للعقاب فما هو السبب الذى ادى الى كل ذلك وهذه الشجرة شجرة كغيرها من الاشجار لن اجعلك تفكر كثيرا مع ان الامر لا يحتاج الى ذلك , السبب هو الامر الالهى بعدم الاكل من هذه الشجرة والذى ادى بدوره الى تجريم ذلك الفعل ولو لم يكن هناك امر بعدم الاكل لكان الفعل مباح وليس على ادم فى الاكل من الشجرة من شىء والدليل على ذلك ان ادم كان ياكل من الاشجار الاخرى التى لم يرد فيها النهى , هذا اذا كان ادم لديه القدرة على الادراك والتمييز فما البال لو كان ادم مفتقرا اليهما فى الاساس الا يدل ذلك على افتقار الامر الصادر اليه الى الحكمة وعدم خلوه فى نفس الوقت من العبث والضلال فمن الطبيعى ان يصدر اليه الامر بعد تمتعه بالمعرفة وهذا ما يقوله العقل والنقل والترتيب المنطقى كما ورد فى القرآن الكريم ,المعرفة اولا ثم الامر و التكليف قال تعالى( وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الاية 31 من سورة البقرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الادراك والتمييز بين تجريم الفعل وتحريمه وايقاع العقوبة
بداهتا لا يصح معاقبة انسان حتى ولو كان لديه القدرة على الادراك والتمييز على فعل ليس لديه علم بجرمة او تحريمه او فعل لم يتم اساسا تجريمه او تحريمة هذا فى حالة المدرك او المميز اما اذا كان الانسان يفتقر اساسا الى ايا منهما ( الادراك والتمييز) فسوف يكون من الخطأ اصدار اى امر اليه لاستواء الامر عنده فى الفعل وعدم الفعل او بمعنى اخر الفرق عنده منعدم بين الخير والشر اوبين الخطا والصواب اندراجا تحت التمييز مما يجعلنا لا نعول على هذا الامر لعبثة وافتقاره الى الحكمة واذا قرأنا معا الايات التى وردت فى الانجيل قبل حدوث الخطيئة نجد فى سفر التكوين (2-17) يقول الرب (واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها تموت موتا) فالرب قال لادم لا تاكل من شجرة معرفة الخير والشر ولان ادم لا يعرف الفرق بين الخير والشر ولم يصل الى مرحلة التمييز بين الخطا والصواب حتى انه كان لا يعرف اذا كان عريان ام لا اكل منها وبعد الاكل منها اصبح عارفا لذلك اى الفرق بين الخطا والصواب كما جاء فى صفر التكوين (3-12) (قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر) اذن ادم بناء على الفقرات السابقة لم يكن يعرف الفرق بين الخير والشر قبل الاكل من الشجرة حتى انه كان يجهل حالة هل هو عريان ام لا ولم يعلم ذلك الا بعد ان وقفت ثمرة المعرفة فى حلقه فلماذا يحاسب الانسان على شىء ليس له ذنب فيه والا ما هو الفرق بين المعرفة و عدم المعرفة او بين العالم و الجاهل ام ان الامر سيان وما هى الحكمة من المعرفة اصلا لا يمكن ان تكون المعرفة نوع من العبث , اذن لكى يعاقب الانسان لابد ان يتمتع اولا بالقدرة على الادراك والتمييز بين الخير والشر ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى صححه الامام الالبانى (رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق ) نظرا لانعدم التمييز او عدم اكتماله لكلا الثلاثة وليس هذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فقط بل كان للمسيح عليه السلام كلام مقارب لذلك مرتبط ايضا بالتمييز والقدرة عليه فلقد كان عليه السلام يعتبر الأولاد أبراراً وأنقياء ولم يولدوا خطاة وهذا واضح من تصريحاته التي يقول فيها :
(( دَعُوا الصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ، وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاءِ مَلَكُوتَ اللهِ! الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ كَأَنَّهُ وَلَدٌ صَغِيرٌ، لَنْ يَدْخُلَهُ أَبَداً!» ثُمَّ ضَمَّ الأَوْلاَدَ بِذِرَاعَيْهِ وَأَخَذَ يُبَارِكُهُمْ وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ. )) مرقص [ 10 : 13 – 16 ]
وهو القائل في متى الإصحاح الثامن عشر :
(( فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ يَسْأَلُونَهُ: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ، إِذَنْ، فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟ 2فَدَعَا إِلَيْهِ وَلَداً صَغِيراً وَأَوْقَفَهُ وَسْطَهُمْ، 3وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَتَحَوَّلُونَ وَتَصِيرُونَ مِثْلَ الأَوْلاَدِ الصِّغَارِ، فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ أَبَداً. 4فَمَنِ اتَّضَعَ فَصَارَ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ الصَّغِيرِ، فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. . . . 10إِيَّاكُمْ أَنْ تَحْتَقِرُوا أَحَداً مِنْ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاءِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ )) واخيرا هل يمكن او يعقل لاى انسان ان يقول لطفله الرضيع لا تقتل ,لا تزن , لاتسرق او يرد له الصفعة صفعتان والغريب ان الطفل الرضيع سوف يكون علمه فى هذه المرحلة اكثر من ادم قبل ان ياكل من الشجرة فيمكنه على الاقل عن طريق اساسه بالبرودة معرفة نفسه ان كان عريان ام لا مما يعنى ان ادم كان قبل الاكل من الشجرة يفتقر حتى الى ذلك .
"واخيرا نجد كثيرا من الا سئلة المحيرة التى تتبادر الى الذهن منها هل المعرفة شىء مذموم يجب الابتعاد عنه.
المعرفةالتى كانت دائماولاتزال سلم للوصول إلى الحقيقةبين امواج الضلال ومد الحيرة،ولم تحرم إلا في زمن الطغاة والمستبدين ، فهل كان بحث آدم عنهاوتشوقه إليها جريمة! أليس ذلك تحقيقاً للمشيئة الإلهية في إقامة الجنس البشري.
ثانيا كيف يعاقب آدم - حسب النص - على ذنب ما كان له أن يدرك قبحه،إذ لم يعرف بعدُ الخير من الشر،بل و نتساءل: كيف وقع آدم في الإثم وهو غير ميال للشر والخطيئة التي دخلت للإنسان بعده كما يزعم النصارى.
ويبقى السؤال الأهم : ماهي معصيةآدم؟وتأتي الإجابةالتوراتية واضحة،لقد أكل من الشجرة المحرمة، شجرة معرفة الخير والشر ،لقد عرفا الخير و الشر. فماذا ترتب على هذه المعرفة من ثمرة؟ لايذكرالنص التوراتي لهذه الفعلة أثراً سوى أن آدم و حواء عرفا بأنهما عريانان ، إذا انكشفت لهما الأمور بمعرفتهما للخير و الشر". (عقيدة الخطيئة الاولى وفداء الصليب – وليد المسلم)
(ملاحظة يجب ان تراعى ان الانسان الذى ليس لديه قدرة على التمييز يستحيل عليه التفريق بين الخير والشر خصوصا اذا كان هناك شىء محرم تم تحليله تحت عنوان الناسخ والمنسوخ والعكس صحيح تحت نفس العنوان لان الشىء الذى يتردد بين الاحلال والتحريم لا يمكن للانسان ان يميزه تحت ايا من عنوانى الخير والشر ولا يمكنه ايضا الوصول الى رؤية تميزه لان تصنيفة يتردد بين ذلك وذلك والذى يحدد تصنيفه النهائىالذى يمكن ان يتغير حسب الظروف والاحوال هو الله واذاكان التصنيف نسبى ومتعلق بالذات الالهية فلا يمكن للانسان ان يحسم الامر فيه او ان يصل الى رؤية شاملة متعلقة به الا اذا كان هناك اطلاقاما اذا صنفه الانسان بدون اطلاق فسوف يجد نفسه فى حيرة هل يصنفه قبل النسخ ام بعده وخصوصا اذا لم يكن لديه علم بذلك او ذلك كأن يكون قد اتى بعد انتهاء هذه القضية فما البال اذا كانت هذه المصطلحات هى الاخرى مبهمة بالنسبة للانسان وليس لديه ادنى فكرة عنها وهناك امثلة كثيرة للنسخ وردت فى الانجيل مثل زواج الاشقاء فى الاجيال الاولى لابناء ادم وذبح ابراهيم لابنه وتعدد الزوجات وغير ذلك حتى ان النسخ يمكن ان يكون فى نفس الايةففى (إنجيل متى 5 ، 38-44) يقول المسيح سمعتم أنه قيل : عين بعين وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم : لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الايمن فحوِّل له الآخر أيضًا ، ومن أراد أن يخاصمك وأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا ، ومن سخرك ميلًا واحدًا فاذهب معه اثنين . من سألك فأعطه ، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده "
" سمعتم أنه قيل : تحب قريبك وتبغض عدوك ، وأما أنا فأقول لكم : أحبوا أعدائكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم), لو قرات الايات السابقة سوف تجد ان الفقرات الأولى من الآيات التى بدأت بسمعتم انه قيل قد نسخت بما بعدها لأنها شريعة توراتيةإذن القدرة على التمييز من الشروط الواجب توفهرها لا يقاع العقاب ودحض الاعذار التى تمنع ذلك الايقاع فيجب ان اعلم ان فعل هذه الشىء خطيئة وان فعل هذه الخطيئة يترتب عليه عقاب حجمه كذا وكذا والذى يحدد ذلك هو الله وحده ) واخيرا للفصل يمكنك ان تتخيل معى ان امامك اربعة اشخاصقلت للاول يجب ان تسير من هذا الطريق وان لم تفعل فالعقاب وقلت للثانى يجب ان لا تسير فى هذا الطريق فان فعلت فالثواب ولم تقل شىء بالنسبة للاول او الثانى فيما يتعلق بالسير او عدم السير وبعد انتهاء كلامك مشى كلا من الاربعة اشخاص فى نفس الطريق مع وجود طرق اخرى فما هو مصير كلا منهما الاجابة عن هذا السؤال سوف تجعلك تفهم اهمية العلاقة بين التمييز والعقاب من ناحية وبين العقاب وتقدم الانذار والتحذير مع العلم بجرم الفعل من ناحية اخرى فان عاقبت الاول فلن تجد سبب لذلك الا رميه بانذارك وتحذيرك وتجريمك لهذا الفعل المتمثل فى العصيان عرض الحائط وان اثبت الثانى فلن تجد سببلذلك الا اعتباره الطاعة وثقته بك فى الوعد بالثواب اما الثالث والرابع فلن تجد سبب لاثابتهم او سبب لعقابهم لعدم وجود قياس حيث ان كلا منها على حدة يجب ان تعاقبه قياسا على الاول و يحب ان تثيبه قياسا على الثانى ويجب الا تعاقبه او تثيبه قياسا على باقى الطرق التى لم ياتى نص بتجريم السير فيها مما يحعلك تدرك اهمية وصدق الكلام السابق الكلام الذى يتوافق مع العقل والعدل والفطرة فلابد من الانذار والتحذير والاعلام بجرم الفعل قبل الاخذ بالعقاب , والا لكان الفعل مباح هذا لو تكلمنا عن اقل ما يتطلبه العدل فى حالة من له قدرة على التمييز فما بالك اذا كان الانسان يفتقر اصلا اليه .
يمكننا ان نقيس ما سبق على ادم مع اعتبار قدرته على التمييز فعندما اكل ادم من شجرة معرفة الخير والشر كما ورد فى الانجيل اصبح من الخاطئين بالاضافة الى ما استتبع ذلك من غضب الهى واستحقاق للعقاب فما هو السبب الذى ادى الى كل ذلك وهذه الشجرة شجرة كغيرها من الاشجار لن اجعلك تفكر كثيرا مع ان الامر لا يحتاج الى ذلك , السبب هو الامر الالهى بعدم الاكل من هذه الشجرة والذى ادى بدوره الى تجريم ذلك الفعل ولو لم يكن هناك امر بعدم الاكل لكان الفعل مباح وليس على ادم فى الاكل من الشجرة من شىء والدليل على ذلك ان ادم كان ياكل من الاشجار الاخرى التى لم يرد فيها النهى , هذا اذا كان ادم لديه القدرة على الادراك والتمييز فما البال لو كان ادم مفتقرا اليهما فى الاساس الا يدل ذلك على افتقار الامر الصادر اليه الى الحكمة وعدم خلوه فى نفس الوقت من العبث والضلال فمن الطبيعى ان يصدر اليه الامر بعد تمتعه بالمعرفة وهذا ما يقوله العقل والنقل والترتيب المنطقى كما ورد فى القرآن الكريم ,المعرفة اولا ثم الامر و التكليف قال تعالى( وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الاية 31 من سورة البقرة
تعليق