فلسفة اخرى للرد على فلسفة النصارى

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابن النعمان
    7- عضو مثابر
    حارس من حراس العقيدة

    • 22 فبر, 2010
    • 1222
    • اخصائي تحاليل طبية
    • مسلم

    فلسفة اخرى للرد على فلسفة النصارى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    فلسفة اخرى للرد على فلسفة النصارى

    الانسان الشرير بطبيعته يكفى له فى فعل كل الشرور وجود سبيل لذلك , او بمعنى اخر لو اتيحت له الفرصة لن يتردد فى ارتكاب كل ما يخطر على بال من شرور و رذائل .

    فاذا لم نجدلهذا الإنسان الشرير بطبيعته اى فعل من أفعال الشر ,ولكن انتبه ليس ذلك لحبه للخير ولكن لعدم توفر السبل لديهلفعل الشرور والآثام فهل يتم اعتباره طاهرا نقيا من كل حطيئة

    وعلى العكس من ذلكالإنسان الخير بطبيعته يكفى له فى فعل كل افعال الخير وجود السبيل لذلك او بمعنى اخر , لو اتيحت له الفرصة لن يتردد فى طرق كل ما يخطر على بال من ابواببر وصلاح .

    فاذا لم نجد لهذا الانسان الخير بطبيعته اى فعل من افعال الخيروليس ذلك لكراهيته للخير او محبته للشر ولكن لعدم توفر السبل لفعل ايا من هذه الافعال فهل يتم اعتباره شيطان .

    لو ربطنا بين فلسفة النصارى التي تظهر ان الإنسان ذو طبيعة شريرة , وهذه الفلسفة , نجد انه من الطبيعي أن يلقى ادم في الجحيم بعد خلقه مباشرة , لأنه لو أراد الخالق عقابه عدلا وحالت رحمته دون ذلك فلن يتأتى اى حل لهذه المشكلة , لان الفداء لن يغير من طبيعة الإنسان الشريرة المستحقة للجحيم او يجدى فيها فى الأصل لأنه متعلق بشىء آخر وهو الذنوب والمعاصي مع العلم بان الله هو الذي خلق الإنسان بهذه الطبيعة قبل ان ينزل من رحم أمه فهى ما عليها إلا الولادة وهو عليه الخلق والإنشاء والجبل وذلك يتقدم على ذلك (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) الاية (67) من سورة غافر , وكثيرا ما يقول المسيحيون عن العذراء بانها كانت وعاء للمسيح وهذا يجعل مدار الامر كله على الخلق الموكول اليه سبحانه وتعالى لا على الولادة الشكلية . اذن طبيعة قابلية الوقوع في الخطأ وحرية الاختيار هي طبيعة مخلوقة مع الإنسان و ليست وراثية من آدم فهل من العدل الالهى ان يرد الله لانسان ان ينزل من رحم امه وهو مكفوف البصر ثم يلقى عليه اشد اللوم عند الوقوع فى فوهة سحيقة أوقعه فيها عماه المتعلق بارادته هو الإلهية لا ارادة هذا المخلوق فاذا لم يكن ذلك من العدل فكيف يلقى الله اللوم على طبيعة مخلوقه من قبلة هو ليس للإنسان دخل فيها او إرادة الا اذا كان للانسان الاختيار من بادىء الأمر اما اذا قيل لا ! لابد من فعل الأفعال المناسبة لهذه الطبيعة للحكم عليهانقول بالقياس على ذلك لابد ايضا من توفر ذلك الشرط بالنسبة لابناء ادمفلا يحكم عليهم بطبيعة شريرة او غير شريرة الا بعد وجود شاهد متمثل فى الفعل , واذا كانت طبيعة الإنسان خليط بين الخير والشر , فمن الطبيعي ان يفعل الإنسان الخير فى أحيان ويفعل الشر فى أحيان أخرى فالشر المحض لا يمكن ان يأتى من غير طبيعة شريرة محضة والعكس صحيح ايضا فى الخير المحض ومن جانب اخر فعل الانسان المتردد بين الخير والشر يدل على وجود الخير بجانب الشر . وهذا شىء بديهى التفت اليه الانسان منذ القدم مما جعله يعتقد فى وجود الهين احدهم للخير و الثانى للشر كما حدث مع الفرس فى هرمز واهرمان

    و طبقا للحل الذى يطلق عليه اسم حل التكافل بين اجزاء الوجود الشر لا يناقض الخير فى جوهره ولكنه جزء متتم له او شرط لازم لتحقيقه . فلا معنى للشجاعة بغير الخطر , ولا معنى للكرم بغير الحاجة , ولا معنى للصبر بغير الشدة , ولا معنى لفضيلة من الفضائل بغير نقيضة تقابلها وترجح عليها , وقد يطرد هذا القول فى لذاتنا المحسوسة : يطرد فى فضائلنا النفسية ومطالبنا العقلية , اذ نحن لا نعرف لذة الشبع بغير الم الجوع , ولا نستمتع بالرى مالم نشعر قبله بلهفة الظمأ , ولا يطيب لنا منظر جميل الا اذا كانت طبيعتنا تستاء من المنظر القبيح كما ورد فى كتاب حقائق الاسلام واباطيل خصومه للعقاد وهذا يجعل من الطبيعى عدم اخذ الفعل الآنى للانسان فى الحكم عليه لانه قد يفعل فعل فى آن , ثم يفعل فعل مناقضا له فى ان اخر الا اذا حكمنا على قفص من الفاكهة بالفساد لان اقداره رمت لنا بثمرة معطوبة دون اشتكشاف باقى الثمار واذا كان الانسان قادرا على الخير فهو ايضا قادرا على مقاومة الشر اذا ارادذلك الى الدرجة التى تجعله يرجح كفة الخير على كفة الشر ليجد سبيل ممهدا الى الحياة الابدية والعكس صحيح ليجد طريقا ممهدا الى الجحيم واذا كانت مقاومة الشر فضيلة تندرج تحت لواء الخير فكيف تتاتى اذا لم يكن هناك فعلا شر يجب مقاومته باختيار الإنسان وعلى ذلك لابد ان يكون هناك اختيار للانسان والاختيار لا يكون الا بين شيئين احدهما مناقض للاخر او مبطلا ومعطلا له فهو ليس كالملائكة شانهم الطاعة فلا يعرفون غيرها وبذلك لا يتكبدون معاناة مقاومة الشر او شهوات النفس او وساوس الشيطان (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) الاية (6) من سورة التحريم مما يجعلهم يفتقرون الى فضائل كمقاومة الشر و شهوات النفس و وساوس الشيطان بينما يتمتعون هم بها , وايضا هم ليسو كالشياطين لا يستخدمون قدراتهم الا على الشر والاغواءوليس لهم اى ميل او بادرة لفعل ايا من افعالالخير و الصواب مع قدرتهم على ذلك (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) الايات من سورة الاعراف , فابليس هو الذى اختار العصيان مع قدرته على الطاعة ولم يستغفر او يتوب او حتى يعتذر وهم ايضا ليسو كالأنبياء معصومون من فعل الخطأ لكونهم قدوة ومثل للاقتداء والاحتذاء فلا يمكن للانسان العادى ان يكون معصوما من فعل الخطا الا اذا كان الله عاجزا عن العفو الغفران .

    اذن الفعل ما هو الا شاهد فقط على طبيعة الانسان المترددة بين الخير والشر .

    واذا شهد الفعل الشرير على شريرية هذا الانسان فان الفعل الخيربالقياسسوف يشهد ايضا على خيرية نفس هذا الانسان واذا سلمنا بان الانسان الخير طبيعته كذلك يجب ان نسلم ايضا بان الانسان الشرير طبيعته كذلك .

    هذا يجرنا الى هذا التسائل

    اذا كان الله غفورا رحيما وكلى القدرة ولا يريد تعقيد الامور فلما لم يمنع ادم من فعل المعصية فى الاساس ؟

    تاتينا الاجابة من الكلام السابق .

    منع ادم من فعل المعصية لن يغير من الامر شيئا ما دام كان عازما على فعل ذلك لان المنع لن يغير من رغبته المتعطشة للعصيان عند هذا اللحظة بالتحديد "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" حديث صحيح رواه الامام البخارى , ويؤيد ذلك قول المسيح عليه السلام (قد سمعتم انه قيل للاوابين لا تزن اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة لكى يشتهيها فقد زنى بها فى قلبه فان شككتك عينك اليمنى فاقلعها والقها عنك فانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله فى جهنم )وهذا لا ينفى رغبة الانسان فى الطاعة فى احيان اخرى فطبيعة الانسان الحقيقية هى التغير والتبدل حتى يثبت ويستقر على حال فى النهاية ومن كل ذلك نصل الى هذه النتيجة .

    العمل ما هو الا شاهد فقط على اتصاف الانسان بالخيرية او الشريريةوهذه الشهادة ليست لله فهو لا يحتاج هذه الشهادة ((وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى )) الاية السابعة من سورة طه, انما هى من الفعل للفاعل حجة له اوعليه ولابد من هذا الشاهد قبل النطق بالحكم نظرا لعدل الله المطلق الذى يشترط وجود حيثيات وشواهد قبل الحكم .

    (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) الاية (21) من سورة فصلت .

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 ساعات
ردود 0
4 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 ساعات
ردود 3
8 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 ساعات
ردود 0
5 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
رد 1
10 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
ردود 0
5 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...