جارتنا أُم شالوم..! مقال عجبنى جدا
كانت جارتنا أم شالوم ست عفية وشرانية وكلها عدوانية. ولعل هذا ما جعل سكان عمارتنا يلتمسون رضاها في الرايحة والجاية تجنبا لأذاها، فيما عدا السبعاوي بيه اللي ساكن في الدور الرابع فقد حاول والحق يقال ان يعمل فيها عنتر. وكان مثيرا للدهشة ان يخرج لها بالبيجامة عصر كل يوم ليردح لها في البلكونة .. وكان غريبا ان تطل عليه أم شالوم من شباك جانبي وتنظر اليه هازئة ثم تضحك ضحكتها الساخرة الطويلة !!
وذات يوم فوجئنا باصوات استغاثة صادرة من الدور الرابع فهرعنا جميعا بالجلاليب والبيجامات والشباشب لاستطلاع الامر فوجدنا ام شالوم عاكشة السبعاوي وفين يوجعك ثم دلدلته من شباك المنور وهو يصرخ بفزع: سايق عليكي النبي يا أم شالوم ما تسيبيني انا عايز أربي العيال!! لكن ام شالوم المفترية تركته يسقط في المنور جثة هامدة! ولم يجرؤ أحد على اتهامها بقتل السبعاوي وقيل في التحقيقات انه انتحر بسبب أزمة عاطفية !
بعد هذه الحادثة طاحت ام شالوم في العمارة واستمرأت ضرب الجميع على قفاهم. وفي يوم لم تطلع له شمس لقحت جتتها على المعلم حوكشة الرجل السكرة ساكن الدور الارضي والذي هو على المعاش واشبعته ضربا ! كما ضربت عم سيدهم اللي ساكن في السطوح وشغال في بنك التسليف حتى أنه من شدة الرعب عملها على روحه. وجارتنا الست لبنى ضربتها علقة ساخنة ومزعت لها هدومها بحجة اضرب المربوط يخاف السايب!!
لم يعد احد في عمارتنا قادرا على فتح فمه أمام أم شالوم، وحتى حين دلقت زبالتها أمام ابواب شققنا التزمنا جميعا الصمت. وحين استولت على الاسانسير لحسابها ووضعت عليه قفلا قررنا جميعا وغالبيتنا من العواجيز ان نطلع على السلالم. وعندما عايرنا سكان العمارات المجاورة باننا فئران وأرانب كنا نهز رؤوسنا في حكمة مفتعلة ونقول كل شيء وله آخر!!
بالطبع لم يتغير شيء مع الزمن بل على العكس زادت ام شالوم تجبرا وزدنا نحن والحمد لله حكمة بعد ان تعلمنا من السبعاوي رأس الذئب الطائر. وحتى حين هددها عم اسكندر ساكن الدور السابع باللجوء الى الشرطة بعد ان وضعت كراكيبها امام شقته رفعت له أم شالوم حاجب الاشمئناط الشمال ثم فرشت له الملاية وقالت: شرطة مين يا ابو شرطة؟!! ده القسم ده انا حاطاه في.....جيبي!
في الحقيقة لم تكن ام شالوم تناور فعلاقتها بالشرطة كما علاقتها بكل البلطجية آخر حلاوة! والاهم من ذلك انها كانت تحظى بحماية السنجاوي فتوة الحتة الذي كان يلعب بالبيضة والحجر! صحيح ان السنجاوي لم يدخل بنفسه أبدا في خناقة من اجل ام شالوم لكنه كان يعتبرها والحق يقال حتة من كبده!! ولعل هذا ما جعله يقتل جارنا المعلم صيام ساكن الدور الثالث وعياله حين حاولوا ان يلعبوا في العمارة دور الفتوة. قطع السنجاوي رقابهم جميعا بدم بارد واستولى على شقتهم ثم خرج من القضية كالشعرة من العجينة دون ان يوجه له اتهام واحد!
ومع انبطاحنا ومشينا تحت الحيط زاد استخفاف أم شالوم بنا حتى أنها كانت تعتبرنا دون الحشرات. وهكذا اوقفت عليوة بيه ساكن الدور الثامن امام مدخل العمارة وضربته بشلة ثم خبطت منه محفظته! وبعد يومين سيحت دم حفيد المعلم حوكشة لدرجة انه من زعله اصيب بجلطة كان ح يروح فيها! واخيرا القت مية وسخة على غسيل الست مرجانة وحين عاتبتها الاخيرة اخرجت لها مطواة قرن غزال وقالت لها: اي كلمة زيادة ح تحصلي السبعاوي!!
وهكذا فوجئنا ذات يوم بالمعلم حوكشة يحمل كفنه على يديه ويتوجه الى شقة ام شالوم رافعا الراية البيضاء. وبعد قعدة عرب طويلة تنازل لها عن البلكونة والمطبخ وجزء من الحمام مقابل سكوتها عنه. وبعد اسبوع جلس معها حسونة ساكن الدور الثالث واعطاها مفتاح العربية بتاعته وصافي يا لبن حليب يا قشطة! وباستسلام الرجلين قرر باقي السكان دفع الاتاوات لأم شالوم على امل ان تتركهم في حالهم!
لكن هذا الامل كان اشبه بحلم ابليس في الجنة! فلم تنجح الاتاوات في اقناع ام شالوم بالسلام بل على العكس طاحت في الجميع وفرضت قانونها على العمارة. وفي ليلة من ذات الليالي حاصرت اسماعين افندي وعياله في البدروم واشتبكت معهم في خناقة غير متكافئة ثم تركتهم محبوسين على امل ان يموتوا جوعا. وفي ظل هذه الاوضاع الكئيبة تمرد الابناء على آبائهم لكن الكبار ضربوا الصغار على قفاهم! وحدثت فتنة كبري في العمارة حين طالبت ام شالوم باقي السكان بالدخول معها بالاكراه في مشروعات مشتركة!
وبعد قعدات عرب ووسايط وتدخل مباشر من السنجاوي واسطة الخير وافقنا جميعا على فكرة المشروعات المشتركة. وفي لحظة تجل طالبنا ام شالوم باثبات حسن نيتها والجلاء عن حتة من جراش العمارة الذي احتلته سنة 48 واستولت على بدرومه سنة 67 لكنها عملت ودن من طين وودن من عجين. فاقترحنا عليها على الأقل ان تتعامل بإنسانية مع عباس السايس وعياله الذين حولتهم الي خدامين يعملون مقابل لقمتهم! ففرشت لنا الملاية قائلة: مالكوش دعوة بعباس ده السايس بتاعي ولحم كتافه من خيري! بس عياله لازم يدوروا لهم على حتة تانية يتتاووا فيها !
وبعد جولات من المفاوضات واللت والعجن والأخذ والرد سلمنا لأم شالوم بملكية الجراش دون منازع لكننا طالبناها على استحياء أن تسمح لنا بركن عربياتنا امامه ففرشت لنا الملاية كعادتها ثم اخرجت من شنطتها قزازة مية نار وقالت: الراجل فيكم يركن عربيته قدام الجراش بتاعي ويشوف انا ح اعمل فيه ايه!!
وهكذا لجأنا مرة أخرى ونحن نرتعد الى السنجاوي واسطة الخير فقال ضاحكا:
-ما فيش قدامكم يارجالة غير انكم تعملوا زي المعلم حوكشة وحسونة افندي! كل واحد يشيل كفنه على ايديه ويروح يراضيها ويخش معاها في مشروع يمكن تسيبه في حاله!!
- ايوه يا معلم بس دي ناوية تلهف العمارة كلها زي ما لهفت الجراش !
فهز السنجاوي كتفيه بلا مبالاة وقال:
-وماله يا اخوانا!! المهم انكم تدلعوا المحروس ابنها شالوم وتجيبوا له شكاليطة عشان تبطل تضربكم على قفاكم!!!
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=36801
وذات يوم فوجئنا باصوات استغاثة صادرة من الدور الرابع فهرعنا جميعا بالجلاليب والبيجامات والشباشب لاستطلاع الامر فوجدنا ام شالوم عاكشة السبعاوي وفين يوجعك ثم دلدلته من شباك المنور وهو يصرخ بفزع: سايق عليكي النبي يا أم شالوم ما تسيبيني انا عايز أربي العيال!! لكن ام شالوم المفترية تركته يسقط في المنور جثة هامدة! ولم يجرؤ أحد على اتهامها بقتل السبعاوي وقيل في التحقيقات انه انتحر بسبب أزمة عاطفية !
بعد هذه الحادثة طاحت ام شالوم في العمارة واستمرأت ضرب الجميع على قفاهم. وفي يوم لم تطلع له شمس لقحت جتتها على المعلم حوكشة الرجل السكرة ساكن الدور الارضي والذي هو على المعاش واشبعته ضربا ! كما ضربت عم سيدهم اللي ساكن في السطوح وشغال في بنك التسليف حتى أنه من شدة الرعب عملها على روحه. وجارتنا الست لبنى ضربتها علقة ساخنة ومزعت لها هدومها بحجة اضرب المربوط يخاف السايب!!
لم يعد احد في عمارتنا قادرا على فتح فمه أمام أم شالوم، وحتى حين دلقت زبالتها أمام ابواب شققنا التزمنا جميعا الصمت. وحين استولت على الاسانسير لحسابها ووضعت عليه قفلا قررنا جميعا وغالبيتنا من العواجيز ان نطلع على السلالم. وعندما عايرنا سكان العمارات المجاورة باننا فئران وأرانب كنا نهز رؤوسنا في حكمة مفتعلة ونقول كل شيء وله آخر!!
بالطبع لم يتغير شيء مع الزمن بل على العكس زادت ام شالوم تجبرا وزدنا نحن والحمد لله حكمة بعد ان تعلمنا من السبعاوي رأس الذئب الطائر. وحتى حين هددها عم اسكندر ساكن الدور السابع باللجوء الى الشرطة بعد ان وضعت كراكيبها امام شقته رفعت له أم شالوم حاجب الاشمئناط الشمال ثم فرشت له الملاية وقالت: شرطة مين يا ابو شرطة؟!! ده القسم ده انا حاطاه في.....جيبي!
في الحقيقة لم تكن ام شالوم تناور فعلاقتها بالشرطة كما علاقتها بكل البلطجية آخر حلاوة! والاهم من ذلك انها كانت تحظى بحماية السنجاوي فتوة الحتة الذي كان يلعب بالبيضة والحجر! صحيح ان السنجاوي لم يدخل بنفسه أبدا في خناقة من اجل ام شالوم لكنه كان يعتبرها والحق يقال حتة من كبده!! ولعل هذا ما جعله يقتل جارنا المعلم صيام ساكن الدور الثالث وعياله حين حاولوا ان يلعبوا في العمارة دور الفتوة. قطع السنجاوي رقابهم جميعا بدم بارد واستولى على شقتهم ثم خرج من القضية كالشعرة من العجينة دون ان يوجه له اتهام واحد!
ومع انبطاحنا ومشينا تحت الحيط زاد استخفاف أم شالوم بنا حتى أنها كانت تعتبرنا دون الحشرات. وهكذا اوقفت عليوة بيه ساكن الدور الثامن امام مدخل العمارة وضربته بشلة ثم خبطت منه محفظته! وبعد يومين سيحت دم حفيد المعلم حوكشة لدرجة انه من زعله اصيب بجلطة كان ح يروح فيها! واخيرا القت مية وسخة على غسيل الست مرجانة وحين عاتبتها الاخيرة اخرجت لها مطواة قرن غزال وقالت لها: اي كلمة زيادة ح تحصلي السبعاوي!!
وهكذا فوجئنا ذات يوم بالمعلم حوكشة يحمل كفنه على يديه ويتوجه الى شقة ام شالوم رافعا الراية البيضاء. وبعد قعدة عرب طويلة تنازل لها عن البلكونة والمطبخ وجزء من الحمام مقابل سكوتها عنه. وبعد اسبوع جلس معها حسونة ساكن الدور الثالث واعطاها مفتاح العربية بتاعته وصافي يا لبن حليب يا قشطة! وباستسلام الرجلين قرر باقي السكان دفع الاتاوات لأم شالوم على امل ان تتركهم في حالهم!
لكن هذا الامل كان اشبه بحلم ابليس في الجنة! فلم تنجح الاتاوات في اقناع ام شالوم بالسلام بل على العكس طاحت في الجميع وفرضت قانونها على العمارة. وفي ليلة من ذات الليالي حاصرت اسماعين افندي وعياله في البدروم واشتبكت معهم في خناقة غير متكافئة ثم تركتهم محبوسين على امل ان يموتوا جوعا. وفي ظل هذه الاوضاع الكئيبة تمرد الابناء على آبائهم لكن الكبار ضربوا الصغار على قفاهم! وحدثت فتنة كبري في العمارة حين طالبت ام شالوم باقي السكان بالدخول معها بالاكراه في مشروعات مشتركة!
وبعد قعدات عرب ووسايط وتدخل مباشر من السنجاوي واسطة الخير وافقنا جميعا على فكرة المشروعات المشتركة. وفي لحظة تجل طالبنا ام شالوم باثبات حسن نيتها والجلاء عن حتة من جراش العمارة الذي احتلته سنة 48 واستولت على بدرومه سنة 67 لكنها عملت ودن من طين وودن من عجين. فاقترحنا عليها على الأقل ان تتعامل بإنسانية مع عباس السايس وعياله الذين حولتهم الي خدامين يعملون مقابل لقمتهم! ففرشت لنا الملاية قائلة: مالكوش دعوة بعباس ده السايس بتاعي ولحم كتافه من خيري! بس عياله لازم يدوروا لهم على حتة تانية يتتاووا فيها !
وبعد جولات من المفاوضات واللت والعجن والأخذ والرد سلمنا لأم شالوم بملكية الجراش دون منازع لكننا طالبناها على استحياء أن تسمح لنا بركن عربياتنا امامه ففرشت لنا الملاية كعادتها ثم اخرجت من شنطتها قزازة مية نار وقالت: الراجل فيكم يركن عربيته قدام الجراش بتاعي ويشوف انا ح اعمل فيه ايه!!
وهكذا لجأنا مرة أخرى ونحن نرتعد الى السنجاوي واسطة الخير فقال ضاحكا:
-ما فيش قدامكم يارجالة غير انكم تعملوا زي المعلم حوكشة وحسونة افندي! كل واحد يشيل كفنه على ايديه ويروح يراضيها ويخش معاها في مشروع يمكن تسيبه في حاله!!
- ايوه يا معلم بس دي ناوية تلهف العمارة كلها زي ما لهفت الجراش !
فهز السنجاوي كتفيه بلا مبالاة وقال:
-وماله يا اخوانا!! المهم انكم تدلعوا المحروس ابنها شالوم وتجيبوا له شكاليطة عشان تبطل تضربكم على قفاكم!!!
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=36801
تعليق