الامام ابن تيمية رجّح التأويل على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا النص
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحباب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الاخوة الاحباب فى خضم الدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد الهجمات الغربية الشرسة(الصليبية والالحادية ) , يتمسك الاخ براى اخذ بظاهر نص لحديث( وله ذلك ) ,
ولكن الداء المرفوض هو ان يضرب بعرض الحائط اى اراء اخرى لعلماء الائمة الاجلاء , ثم يتطاول عليهم , وياخذه التعصب الاعمى فيسب ويشتم علماءنا وائمتنا الافاضل , فهذا هو ما احذر منه الاخوة الاحباب , فعقوبة هذا عند الله عز وجل شديدة لقوله تعالى :
( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58))سورة الأحزاب
ولذلك انقل لكم راى للامام ابن تيمية رحمة الله(اكبر مدافع عن السنة النبوية والحديث الشريف بلا خلاف ) فيقول فى كتاب:
رفع الملام عن الأئمة الأعلام - (1 / 36)
للمجتهد المصيب أجران وللمخطىء أجر واحد...
وفي الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر "
فتبين أن المجتهد مع خطئه له أجر، وذلك لأجل اجتهاده وخطؤه مغفور له، لأن درك الصواب في جميع أعيان الأحكام إما متعذر أو متعسر وقد قال تعالى : { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } [ الحج : 78 ] ،
وقال تعالى : { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [ البقرة : 185 ] .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه عام الخندق : " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فأدر كتهم صلاة العصر في الطريق فقال بعضهم : لا نصلي إلا في بني قريظة وقال بعضهم : لم يرد منا هذا، فصلوا في الطريق . فلم يعب واحدة من الطائفتين " فالأولون تمسكوا بعموم الخطاب فجعلوا صورة الفوات داخلة في العموم والآخرون: كان معهم من الدليل ما يوجب خروج هذه الصورة عن العموم فإن المقصود المبادرة إلى القوم .
وهي مسألة اختلف فيها الفقهاء اختلافا مشهورا : هل يخص العموم بالقياس ؟ ومع هذا فالذين صلوا في الطريق كانوا أصوب . ) انتهى الكتاب
فالرسول صلى الله عليه وسلم اقر كلا الطائفتين , الذين اولوا النص والذين اخذوا بظاهر النص ,
اى وافق على كلا الاسلوبين فى فهم واستنباط فقه النص .
والامام ابن تيمية رحمة الله قال فى كتابه (؟ ومع هذا فالذين صلوا في الطريق كانوا أصوب .) انتهى
اى ان الامام ابن تيمية رحمة الله (اكبر مدافع عن السنة النبوية والحديث الشريف بلا خلاف ) رجح الطائفة التى اولت النص على الطائفة التى اخذت بظاهر النص .
فالذين صلوا فى الطريق اولوا النص على ان الرسول كان يقصد الاسراع والمبادرة عليه الصلاة والسلام .
واهم درس لنا :
فان الرسول عليه الصلاة والسلام اعطانا درس هام جدا:
ان الناس عقول مختلفة وان هناك اكثر من فهم واحد للنص طالما تتحمله اللغة العربية .
فكل اراء علماء الامة نحترمها ونتفهمها , ولك ان تأخذ بإحداها ولكن لا تسفه الرأى الاخر للعلماء ولا تتطاول عليه . ...
وهذا ماقصدته من هذا المبحث القصير
لا تسفه الرأى الاخر للعلماء ولا تتطاول عليه. ...
مناسبة المقال:
هو انتشار ظاهرة سب علماء المسلمين على النت , مما يؤجج نار الفتنة والوقيعة بين المسلمين , اتباع هذا واتباع ذاك.
فاحببت :
** نشر تقافة احترام الرأى الاخر واراء علماء الامة , ولك ان تأخذ بإحداها ولكن لا تسفه الرأى الاخر للعلماء ولا تتطاول عليه , فقد اقر الرسول صلى الله عليه وسلم الخلاف بين اصحابه كما اوضحنا
**للمجتهد المصيب أجران وللمخطىء أجر واحد...
** عدم التعصب فلا تسفه الرأى الاخر للعلماء ولا تتطاول عليه ولا تشتمه. حتى لا تقع تحت طائلة الاية الكريمة (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58))سورة الأحزاب
** ان الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية .
** ان الوحدة بين المسلمين فرض لقوله تعالى
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46
{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32
** احب التنويه لامر هام جدا:
اعداء الامة (يهود وصليبين وغيرهم ) يريدون زرع الفتنة و نشرالخلاف والشقاق بيننا , ويؤججونها باستمرار , بل ولهم عملاء فى الامة الاسلامية , ممن هم مسلمين فى البطاقة (بل يتخفون تحت عباءة الاخوة ) وبعض الناس بلا درايه يقع فى هذا ويكرر ورائهم , فاردت التنويه , فانظر الى قوله تعالى الذى اعتبر الوحدة بين المسلمين ايمان , والفرقة والنزاع والشجار كفر :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }آل عمران100
تفسير الجلالين :
ونزل لما مر بعض اليهود على الأوس والخزرج وغاظهم تألفهم فذكروهم بما كان بينهم في الجاهلية من الفتن فتشاجروا وكادوا يقتتلون: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين)
واستغفر الله لى ولكم ولسائر المسلمين
وصلى الله على النبى الكريم محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة واتم التسليم
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
تعليق