تويت
الجبهات المعادية للإسلام
إن قارب النجاة الوحيد وسط الطوفان من البلايا التي تهب علي العالم الإسلامي من يمين ويسار هو الإسلام .
ولذلك فإن كل ثقب يحاول البعض إحداثه في هذا القارب هو مؤامرة لاقتراف جريمة قتل , لا قتل فرد أو أفراد بل قتْل عالم بأثره , ومؤامرة لجعْل الظلام يحتوي مستقبل الدنيا .
لقد تأكد لنا كما نحس وجودنا أن الإسلام هو الآن سياج حياتنا. هناك صيحات قد تكون جهيرة وقد تكون وساوس في الصدور تقول .. يجب علي هذه الأمة أن ترتد عن دينها , وأن تتنازل عن أرضها , وكفاها ما عاشته من قرون مضت !!
هذه النية في قلوب أعدائنا ,
وما الذي ينجينا من هذه النيات الغادرة الخسيسة؟
أنه الإسلام وحده ,
إنه معاشنا و معادنا ويومنا وغدنا.
ولذلك أقرر أن كل محاولة لتشويه معالم الإسلام برأي يذكر أو مقال ينشر أو خيانة تُسر أو تُعلن فهي مؤامرة علي مستقبل أمة كاملة لكي تهلك.
فإذا كنا نعرف سبيل الاستقامة فيجب أن نعرف سبيل المجرمين
وقد قال تعالي :
{وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (55) الأنعام
ويجب أن نعرف أن آباءنا كانوا يدرسون الملل و النحل الشائعة في الدنيا ,
لماذا ؟ يريدون أن يردّوا علي ما بها من شبهات
وأن يعرفوا ما فيها من علل ,
وأن يُبصّروا أبناءهم بالباطل ليدمغوه بما أوتوا من حق .
كان هذا قديماً وكان هدفهم من دراسة الملل والنحل , أو مايسمي في عصرنا الآن بمقارنة الأديان.
ولكن الأمر تحول فأصبحت دراسة سبيل المجرمين , أو دراسة الجبهات الأخرى شيئاً لا بد منه لنعرف مكامن الخطر , من أين يجيئنا ؟ وكيف نتقي هذا الخطر؟
أصبحت دراسة سبيل المجرمين وجبهات المعارضين فرضاً .
الجبهات المعادية للإسلام :
1- جبهة الفاتيكان أو الكاثوليك : هذه الجبهة تتكون من الفاتيكان كدولة تمثل الخلافة المسيحية . فالحلفاء في الحرب العالمية الثانية أوعزوا إلي كمال أتاتورك فرمي بالخلافة التركية في البحر , نعم كانت خلافة شبحاً ولكنها كانت رمزاً , وكانت تمثل أبوة ثقافية وروحية للمسلمين , فإذا أصبحت الأمة يتيمة لا أُبوّة لها فإن العبث بثقافتها يسهل , والإغارة علي مخلفاتها تتيسر . لقد رموا بالخلافة الإسلامية في البحر ـ 3
هذه الخلافة لها شعبتان , شعبة سياسية , وشعبة اقتصادية .
من ناحية الشعبة السياسية: فأمريكا الجنوبية فيها عشرون دولة كلها تدين بالكاثوليكية وتتبع البابا وتنطق باللغة الأسبانية. وماجلاّن لم يكن مستكشفاً جغرافياً وإنما مبشراً مسيحياً وقد حاول أن يرفع علم الصليبية علي الفلبين فقتله أحد المسلمين والجبهة الكاثوليكية جبهة قوية , ففرنسا أم الكثلكة مع الفاتيكان مع ايطاليا كما ينتشر الكاثوليك في ألمانيا وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وعديد من دول أوربا الشرقية .
ومن ناحية الشعبة الاقتصادية : تمتلك هذه الجبهة إمكانات هائلة , ولا تستغربوا إذا
قلت لكم: إنها من الناحية الاقتصادية تلي القوة العظمي , فالبابا يملك مالاً ضخماً
يوجهه لخدمة التبشير يعادل في ضخامته ما تملكه أمريكا!!
وهذه الجبهة تعمل في صمت ووضعت خطتها لتقليص الإسلام في أفريقيا ودول آسيا المسلمة .
2- جبهة العالم البروتستانتي : ويقودها مجلس الكنائس العالمي وهي التي أوجدت اليهود
في فلسطين وقد قال(وايزمن) في مذكراته: أن (بلفور) أعطي بني إسرائيل تعهداً بجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود , ما كان يخدمنا بقدر ما كان ينفّس عن عاطفة دينية
تملكه!! . نعم فالبروتستانت لهم صلة قوية بالعهد القديم وليس بكنائسهم تــــماثيل (أصنام) كما في كنائس المذاهب الأخرى , والسبب أنهم يرون الأصنام ممنوعة بنص العهد القديم عندهم. والبروتستانت هم الكثرة الكاثرة في إنجلترا و الكثرة العظمي في الولايات المتحدة , وأثر هؤلاء في قيام إسرائيل معروف , لأن العهد القديم يؤكــد ضرورة إعادة إسرائيل و إقامتها علي أنقاض فلسطين . و البروتستانت يُكوِّنون المبشرين علي نحو غريب, فهم لا يعترفون بالسلك الكهنوتي
وإنما يشغِّلون رؤساء بنوك , أطباء , صيادلة , مهندسين , يشغلونهم في جميع المشروعات العالمية
الني تباشرها الدول العظمي , وعن طريق هذه المؤسسات المدنية تُخدم المسيحية .
3- الجبهة اليهودية : اليهود قلة في العالم فعددهم حوالي 14مليون نسمة و لهم قدرات علمية ومالية
وفنية ودعائية تجعلهم يصنعون الأعاجيب , وهم بقوتهم يستطيعون تحريك أجهزة كثيرة في العالم.
وهو الملاحظ في مدي تأثيرهم علي القوة العظمي(أمريكا) ودول الاتحاد الأوربي .
4- الجبهة الشيوعية : والتي سقطت في الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية ومتمثلة في الصين الآن و
نعلم مدي محاربتهم المعلنة وغير المعلنة للإسلام والمسلمين .
5- الجبهة الوثنية : جبهة عباد الصنم ولهم قتلي كل سنة من المسلمين في الهند , وقد قال تعالي:
{ لَتَجِدَنَّأَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَوَالَّذِينَأَشْرَكُواْ}82المائدة .
هذه جبهات خمس ذكرتها علي عجل لكي أسأل نفسي بعد ذلك : فما العمل إذا كان المسلمون في هذا العالم هدفاً لتلك الجبهات كلها ؟ والأمة الإسلامية الآن مهزومة بالرغم من أن عددها يزيد علي الألف مليون نسمة , لماذا؟؟ لأن الغرب استطاع أن يمزقها إلي دويْلات وقوميات وحتى لاتعود إلي دينها والي خلافتها الإسلامية .
وللنهوض من عثرتنا يجب أن نراجع أنفسنا في عدة قضايا من أهمها :
القضايا الهامة للتقدم:
1- قضية القوميات :
يجب أن يراجع المسلمون أنفسهم فلقد صنع الغرب لكل بلد إسلامي قومية خاصة فمثلا مصر والسودان والعراق وتركيا لكل منها قومية خاصة وأصبح لكل بلد إسلامي حدود يتحرك داخلها وعلم يقاتل تحته وجيش خاص به وينظر للآخرين أنهم جيران أو غرباء عنه . وهذا أول الخراب في العالم الإسلامي , يجب أن نعيد النظر في هذه القوميات التي مزقتـنا , يجب أن يتصدر الشعور الإسلامي كل شعور آخر , يجب أن يتصدر الولاء الإسلامي كل ولاء آخر , يجب أن تسبق الأخوة الإسلامية أي أخوة من العِرْق أو من الدم فمن الذي يفرق بين مسلم في فلسطين او مسلم في مصر أو في أي مكان آخر ؟؟ قصة القوميات التي صنعها الغرب لكي يقْضِموا الرغيف لقمة لقمة ويسعل الابتلاع والهضم إذا استبقيناها فالدائرة ستدور علينا , والمصير للهاوية.
2- قضية اللغة العربية :
وهي بداهة عدو للإنجليز و الفرنسيين واليهودية والصليبية في العالم كله!! كيف استحيا اليهود لغة ميتة هي العبرية؟ ما كان بنطق بها أحد , كيف جعلوها الآن لغة الطب والهندسة و العلوم والأحياء والفيزياء والكيمياء ؟ كيف أحيوا لغة ميتة ؟ وكيف نحن نميت لغة حية ؟!! اللغة العربية لغة القرآن الكريم التي شرف الله العرب وأنزل القرآن بلغتهم . لابد من التعصب للغة العربية وإعادتها لغة رسمية وشعبية ولغة التخاطب
ولغة الإعلام والعلوم في كل ناحية لماذا لا نقلد اليهود في إحياء لغتنا العربية؟؟!!
3- الحكم والمال :
أريد أن أسأل نفسي وأسألكم : مامسافة التخلف بيننا وبين العالم في الأمور الإنسانية العامة ؟
العالم الآن يحكم بالشورى , هناك مجالس عموم و لوردات وكونجرس ومجالس نواب , وهؤلاء لهم في الشوري أنظمة يضبطون بها أمورهم , ويحكمون بها سياستهم , ويوقفون نزوات الحاكم من أن تمضي في طريقها . لحساب من يقال: إن الشوري في الإسلام سورة في القرآن؟ لقد التزم بها رسول الله صلي الله عليه وسلم في جميع غزواته ورأينا أول خليفة للمسلمين يأتي عن طريق بيعة عامة من الجمهور .
الأوربيون يسخرون منا ويقولون : المال العربي يُراق في الشهوات وعُلب الليل و أندية القمار ولا يذهب إلي المصالح العامة!! أريد أن أقف وقفة أحاسب فيها قومي ونفسي: ما تصنعون في الشوري ؟ وما تصنعون في المال العام؟ هذا شيء لابد من مدارسته ,أن نكون فيه علي مستوي لا يسمح لأحد أن يسخر منا.
رجل إيطالي في الصومال تبنّي 30 ألف طفل مسلم ينشئهم علي النصرانية!! رجل لديه مال وظفه في خدمة دينه .. في إندونيسيا استطاعت حركات التبشير أن تصنع الكثير .. محاولات الانقلاب في إندونيسيا
خلفت نحو مائة طفل لا عائل لهم , تحركت أجهزة الكنيسة علي عجل , وبنيت الملاجئ والمحاضن والأماكن
التي تجعل هؤلاء يتربون في أحضان الكنيسة!! نحن قوم نُحسِنْ الفتك بالثروات الضخمة في أرخص الأغراض .
4- كيف نخدم ديننا ؟ :
بالقدرة علي خدمة مبادئنا بالامكانات الصحيحة التي تبعث الأمة وتأخذ بيدها من عثرتها وتتوحد بها فالمسلمون هم خير أمة أُخرجت للناس وقوميتهم هي الإسلام نذوب فيها ونتوحد من أجلها قومية إسلامية .
5- التجديد والتصحيح :
نريد أن نجدد أنفسنا ونجدد ديننا والتجديد بمعني أن نمنع كل دَرَن لحق بجوهر هذا الدين وشأنه , التجديد في الإسلام أن أعيد الدين سماوياً كما نزل من عند الله ليس فيه غبار ولا عُكار. لا نلغي نصاً فهذا مستحيل , لن آتي من عندي بشيء , ولكن أبذل جهدي في أن أعود إلي ما كان عليه سلفنا الأول , وسلفنا الأول كانوا رجالاً عقلاء ذوي أدب وقدرة , فهموا دينهم فهماً صحيحاً عامراً بالحكمة والدقة , وإستطاعوا أن يحملوه للناس فدخل فيه الناس أفواجاً .
الأمر لا يحتاج إلي عبقرية, تدخل المسلمون في الإسلام, هذا هو المطلوب , فإن المسلمين الآن عبء
علي الإسلام!!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
وصلّي اللهُ علي سيدنا محمد وآله وسلم,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,,
ــــــــــــــــــــــــــــ
محاضرة للشيخ /محمد الغزالي(رحمه الله) بأحد مساجد قطر (بتصرف).
تعليق