بسم الله الرحمن الرحيم
في العصور الوسطى كانت للكنيسة سلطة تفوق سلطة الدول فالبابوية وازدياد سلطانها السياسي إلى جانب سلطانها الديني غدت تمثل إحدى القوى الحاكمة في إيطاليا، وخير ما يوضح نفوذ البابوية في هذه الفترة هو تضاعف ممتلكاتها الكنيسة، تلك الممتلكات التي لم تضمن للبابوية مورداً مالياً ضخماً فحسب بل حققت لها نوعاً من النفوذ المادي والمعنوي في البلاد .
وكانت الكنيسة الفرنسية في القرن 18 هيئه شبه مستقلة استقلالا ذاتيا، تتدخل في حياة المجتمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي علي جميع المستويات، وتفلت في الوقت المناسب من هيمنة الدولة. (كما يحدث الآن في مصر)
مع أن الكهنة هناك لم يتجاوز عددهم المائة ألف فانهم ملكوا عشر الأرض فضلا عن التمتع بدخل لا يستهان به من العشور المفروضة علي الفلاحين، وكانوا يحكمون أنفسهم بمجامع تعقد مرة كل خمس سنوات.
وإذا كان هذا الأمر قد تحقق في إيطاليا وفرنسا (أوربا) وهي دول مسيحية وسكانها الأصليين مسيحيون فلا عجب لأن الكنيسة كانت تتحكم في مسيحيين ودولة مسيحية بالرغم من أن المسيحيون أنفسهم ثاروا على الكنيسة وقاموا بإضعاف سلطانها مما جعلهم يخرجون من عصور الظلام إلى عصور النور .
أما العجيب هو أن نجد وأننا في القرن 21 أن سلطان الكنيسة عاد مرة أخرى ، ولكن هذه المرة عاد في دولة مسلمة والغالبية العظمى من سكانها يدينون بالإسلام !!
ومن مظاهر عودة هذا السلطان للكنيسة ما يلي:
1- رفض تطبيق أحكام القضاء كما حدث من الرفض العلني لحكم المحكمة بإلزام الكنيسة بإعطاء المسيحيون تصريح بالزواج الثاني.
2- استعداء الدول الأجنبية على مصر عن طريق أقباط المهجر والذين يخضعون بصورة مباشرة للكنيسة المصرية!
3- إجبار الأجهزة الامنية على مخالفة القانون بتسليم أشخاص أشهروا إسلامهم قسرا للكنيسة الأرثوذكسية ثم انقطاع أخبارهم بعد هذا ! فالأجهزة الأمنية ليس من حقها تسليم أي شخص لأي جهة بدون وجود حكم قضائي !!
4- التحريض على الفتنة باستمرار والتهديد بالقيام بالمظاهرات والاعتصامات ثم تستجيب الحكومة لمطالب الكنيسة خوفا من هذا.
5- وجود أحكام كنسية تطبق على المسيحيين بعيدة عن أحكام الدولة .
و بهذا نكون قد عدنا ونحن في دولة إسلامية إلى عصور الظلام الوسطى التي كانت تمنح فيها الكنيسة صكوك الغفران والتي تم تغيير اسمها الآن وأصبح من سلطة البابا أن يحرم شخص مسيحي من دخول الكنيسة وأن يشلح الرهبان ويفعل ما يحلو له .
كل هذا ونحن في بلد الأزهر الشريف والذي أصبحت أعتقد انه ليس في مصر ولا يسمع بكل ما يحدث للمسلمين والمسلمات الجدد من الكنيسة الأرثوذكسية .... إنها الأمانة التي يجب أن يؤديها الأزهر الشريف أو يعلنها صريحة أنه لا علاقة له بأي شيء يحدث للمسلمين في مصر.