وقد وقع بين يدي "مصحفهم" الذي طُبع منذ مدَّة طويلة (طبع حجر)، طبعة منه ليس عليها بيانات نشر، وأخرى مطبوع عليها: بيروت: بيت اليتيم، وكلتاهما مصوَّرتان من النسخة الأصل التي تقع في (269 ص).
ولا يرمي هذا المقال إلى تعريف هذا "المصحف" ودراسته، أو نقده ومقارنته بدين الإسلام، بل المقصود نقل فقرات قليلة منه تدلُّ على عقيدة هذه الفرقة بوضوح، لا يعرفها كثير من الناس، المسلمين منهم وغيرهم. بالإضافة إلى ذكر معلومات أخرى عن عقيدتهم من كتب أخرى لهم. وسيظهر للقارئ أن عقيدتهم تشكل ديناً آخر، وأنه يُطلق عليهم "فرقة" تجاوزاً.
عنوان "المصحف" المذكور، الذي يعتبر بالنسبة لهم كالقرآن عند المسلمين، وقد كتب على "هيئته" ونُقلت منه آيات، أو كلمات من آيات عديدة، هو " مصحف المنفرد بذاته"، والمقصود بهذا المنفرد هو الحاكم الفاطمي، المسمى بالحاكم بأمر الله.
جاء في (ص4) منه – تعالى الله عن كل ما يقولون، وناقل الكفر ليس بكافر- "ونشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك" والمقصود الحاكم المذكور، ففي (ص6) منه: "بأمر مولانا وبإرادته العلي الأعلى…باسم هذا الجسم المتجسم، داعياً معيداً لأمر مولانا الحاكم…".
وفي الصفحة التالية: "إنه يأمركم بما يدنيكم من الظهور، من الحاكم، من الله، من حقائقكم، فهل أنتم راجعون إلى مالك الأديان"؟
وجاء في (ص 189): ولقد أخذ مولاكم الحاكم عليكم ميثاقاً غليظاً أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً".
ويرد في "المصحف" المذكور اسم حمزة بن علي، وهو من مؤسسي المذهب الدرزي (ت 433 هـ) وهو الذي أظهر دعوتهم وجاهر بتأليه الحاكم وقال إنه رسوله، وأقرَّه الحاكم على ما نعت به نفسه، فلقبه برسول الله!
وحمزة هذا عند الدروز من الخمسة المعصومين…
وعلي بن أحمد السُّموقي، المتوفى نحو سنة 420 هـ، كتب معظم رسائل الدروز، ويحسب أنه واضع أسس الديانة الدرزية وناشرها ومؤيدها، ومنزلته في الدرزية كمنزلة بولس في النصرانية.
وله رسائل وضعها مع مؤسسي هذه الدعوة حمزة المذكور، وإسماعيل التميمي، سميت بـ "رسائل الحكمة"، التي سبقت الإشارة إليها في مقدمة هذا المقال.
وقد ورد في مقدمتها من الطبعة الجديدة، لكاتب درزي: وهي -أي العقيدة الدرزية-: تختلف اختلافاً عميقاً وجوهرياً عن الإسلام، مع أنها نشأت في ظله، واعتمدت على كتابه، وتختلف عن اليهودية والنصرانية... غير أنها تجلُّ الفلسفة اليونانية...إلخ.
وقال في ص 17: بوسعنا أن نلخص العقيدة الدرزية بما يلي: لقد مرت الخليقة منذ وجودها في اثنين وسبعين دوراً، ونحن اليوم في الدور الأخيرمنها، وكان الله في كل دور يتجلى للعالم ويكشف عن نفسه ويظهر في صورة إنسان، فكان ظهوره الأخير في شخص الحاكم بأمر الله، الخليفة الفاطمي السادس، أما في الدور الأول فكان ظهوره باسم "العلي الأعلى" الذي لا نعرف عنه شيئاً!
قال: ثم تستفيض "رسائل الحكمة" في الكلام على ألوهية الحاكم وإثباتها بشتى الطرق، فنرى في تصرفاته وأعماله الشاذة منها والجدية معنى إلهياً وحكمة سامية تعلو مدارك البشر...
وذكر أن الدروز يؤولون كل ما في الكتب السماوية، وأن المقصود بإبليس فيها " محمدٌ" [صلى الله عليه وسلم، وهو الذي بشر به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام>. وأورد أشياء من عقيدتهم في نبينا لا يُطاق كتابتها!!
وقد وقفت على رسالة للسموقي بعنوان "رسالة التبيين والاستدراك لبعض ما لم تدركه العقول في كشف الكفر المحجوب من الإلحاد والإشراك" الذي يبدو فيها موقفهم من الإسلام ونبيّه. وقد نشرها أنور ياسين في الرقم (3) من "سلسلة الأديان السرية" سنة 1405 هـ، تحت عنوان "النبي محمد في العقيدة الدرزية" وذلك في "ذكرى مرور ألف سنة على ظهور الله في شخص الحاكم بأمر الله، ووجود العقل الكلي في شخص حمزة بن علي قائم الزمان وهادي المستجيبين" كما كُتب تحت العنوان، تعالى الله عن ذلك.
وقد بدأ رسالته بقوله: "توكلت على المولى الإله الحاكم مأزل الأزل وتوسلت إليه بوليه القائم الهادي علة العلل…".
وقال من بعد: لما تعقبت من شريعة الإبليس المواضع البينة الخلل…". ويعني به محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ويعني بشريعته القرآن الكريم، كما وضحه محققه في الهامش، وأورد لهم ألقاباً أخرى ينعتون بها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، لا يطاوعني القلم في كتابتها، أقلها فيه قول السموقي: "المسرف الكذاب".
وفي كتاب "تعليم الدين الدرزي" الذي قدَّم له أنور ياسين، وصدر عام 1405 هـ (1985 م) في سلسلة "الأديان السرية"، ذكر في المقدمة أن هذا الكتاب معروف في كل قرية و مجلس وخلوة عند الدروز، لتعليم "جهّالهم" خاصَّة، وأنه طبع بالعربية أكثر من مرة، وهو موجود في معظم مكتبات العالم، وهو على طريقة السؤال و الجواب، من ذلك:
سؤال الجاهل: أدرزي أنت؟
جواب العاقل: نعم، بقوة مولانا الحاكم سبحانه.
س: ما هو الدرزي؟
ج: هو الذي كتب على نفسه الميثاق، وعبدَ الحاكم الخلاّق.
س: ما فُرضَ عليك؟
ج: صدق اللسان، وعبادة الحاكم، وباقي الشروط السبعة.
ويتبين لنا من بعد، أن الدرزية نحلة لا تنتمي إلى الإسلام، بل هي مناقضة له، كما يبدو ذلك من أقوال مؤسسيها.
ولا يرمي هذا المقال إلى تعريف هذا "المصحف" ودراسته، أو نقده ومقارنته بدين الإسلام، بل المقصود نقل فقرات قليلة منه تدلُّ على عقيدة هذه الفرقة بوضوح، لا يعرفها كثير من الناس، المسلمين منهم وغيرهم. بالإضافة إلى ذكر معلومات أخرى عن عقيدتهم من كتب أخرى لهم. وسيظهر للقارئ أن عقيدتهم تشكل ديناً آخر، وأنه يُطلق عليهم "فرقة" تجاوزاً.
عنوان "المصحف" المذكور، الذي يعتبر بالنسبة لهم كالقرآن عند المسلمين، وقد كتب على "هيئته" ونُقلت منه آيات، أو كلمات من آيات عديدة، هو " مصحف المنفرد بذاته"، والمقصود بهذا المنفرد هو الحاكم الفاطمي، المسمى بالحاكم بأمر الله.
جاء في (ص4) منه – تعالى الله عن كل ما يقولون، وناقل الكفر ليس بكافر- "ونشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك" والمقصود الحاكم المذكور، ففي (ص6) منه: "بأمر مولانا وبإرادته العلي الأعلى…باسم هذا الجسم المتجسم، داعياً معيداً لأمر مولانا الحاكم…".
وفي الصفحة التالية: "إنه يأمركم بما يدنيكم من الظهور، من الحاكم، من الله، من حقائقكم، فهل أنتم راجعون إلى مالك الأديان"؟
وجاء في (ص 189): ولقد أخذ مولاكم الحاكم عليكم ميثاقاً غليظاً أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً".
ويرد في "المصحف" المذكور اسم حمزة بن علي، وهو من مؤسسي المذهب الدرزي (ت 433 هـ) وهو الذي أظهر دعوتهم وجاهر بتأليه الحاكم وقال إنه رسوله، وأقرَّه الحاكم على ما نعت به نفسه، فلقبه برسول الله!
وحمزة هذا عند الدروز من الخمسة المعصومين…
وعلي بن أحمد السُّموقي، المتوفى نحو سنة 420 هـ، كتب معظم رسائل الدروز، ويحسب أنه واضع أسس الديانة الدرزية وناشرها ومؤيدها، ومنزلته في الدرزية كمنزلة بولس في النصرانية.
وله رسائل وضعها مع مؤسسي هذه الدعوة حمزة المذكور، وإسماعيل التميمي، سميت بـ "رسائل الحكمة"، التي سبقت الإشارة إليها في مقدمة هذا المقال.
وقد ورد في مقدمتها من الطبعة الجديدة، لكاتب درزي: وهي -أي العقيدة الدرزية-: تختلف اختلافاً عميقاً وجوهرياً عن الإسلام، مع أنها نشأت في ظله، واعتمدت على كتابه، وتختلف عن اليهودية والنصرانية... غير أنها تجلُّ الفلسفة اليونانية...إلخ.
وقال في ص 17: بوسعنا أن نلخص العقيدة الدرزية بما يلي: لقد مرت الخليقة منذ وجودها في اثنين وسبعين دوراً، ونحن اليوم في الدور الأخيرمنها، وكان الله في كل دور يتجلى للعالم ويكشف عن نفسه ويظهر في صورة إنسان، فكان ظهوره الأخير في شخص الحاكم بأمر الله، الخليفة الفاطمي السادس، أما في الدور الأول فكان ظهوره باسم "العلي الأعلى" الذي لا نعرف عنه شيئاً!
قال: ثم تستفيض "رسائل الحكمة" في الكلام على ألوهية الحاكم وإثباتها بشتى الطرق، فنرى في تصرفاته وأعماله الشاذة منها والجدية معنى إلهياً وحكمة سامية تعلو مدارك البشر...
وذكر أن الدروز يؤولون كل ما في الكتب السماوية، وأن المقصود بإبليس فيها " محمدٌ" [صلى الله عليه وسلم، وهو الذي بشر به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام>. وأورد أشياء من عقيدتهم في نبينا لا يُطاق كتابتها!!
وقد وقفت على رسالة للسموقي بعنوان "رسالة التبيين والاستدراك لبعض ما لم تدركه العقول في كشف الكفر المحجوب من الإلحاد والإشراك" الذي يبدو فيها موقفهم من الإسلام ونبيّه. وقد نشرها أنور ياسين في الرقم (3) من "سلسلة الأديان السرية" سنة 1405 هـ، تحت عنوان "النبي محمد في العقيدة الدرزية" وذلك في "ذكرى مرور ألف سنة على ظهور الله في شخص الحاكم بأمر الله، ووجود العقل الكلي في شخص حمزة بن علي قائم الزمان وهادي المستجيبين" كما كُتب تحت العنوان، تعالى الله عن ذلك.
وقد بدأ رسالته بقوله: "توكلت على المولى الإله الحاكم مأزل الأزل وتوسلت إليه بوليه القائم الهادي علة العلل…".
وقال من بعد: لما تعقبت من شريعة الإبليس المواضع البينة الخلل…". ويعني به محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ويعني بشريعته القرآن الكريم، كما وضحه محققه في الهامش، وأورد لهم ألقاباً أخرى ينعتون بها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، لا يطاوعني القلم في كتابتها، أقلها فيه قول السموقي: "المسرف الكذاب".
وفي كتاب "تعليم الدين الدرزي" الذي قدَّم له أنور ياسين، وصدر عام 1405 هـ (1985 م) في سلسلة "الأديان السرية"، ذكر في المقدمة أن هذا الكتاب معروف في كل قرية و مجلس وخلوة عند الدروز، لتعليم "جهّالهم" خاصَّة، وأنه طبع بالعربية أكثر من مرة، وهو موجود في معظم مكتبات العالم، وهو على طريقة السؤال و الجواب، من ذلك:
سؤال الجاهل: أدرزي أنت؟
جواب العاقل: نعم، بقوة مولانا الحاكم سبحانه.
س: ما هو الدرزي؟
ج: هو الذي كتب على نفسه الميثاق، وعبدَ الحاكم الخلاّق.
س: ما فُرضَ عليك؟
ج: صدق اللسان، وعبادة الحاكم، وباقي الشروط السبعة.
ويتبين لنا من بعد، أن الدرزية نحلة لا تنتمي إلى الإسلام، بل هي مناقضة له، كما يبدو ذلك من أقوال مؤسسيها.
منقووووووووووووول
تعليق