كيف نخدم الدين من خلال السياسة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المتفائل
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المتفائل

    كيف نخدم الدين من خلال السياسة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    عاوز اخذ رايكم فى شئ يا جماعة

    كيف نسخر اللسياسه لخدمة الدين ؟ كيف نستخدم السياسة بطريقة شرعية بدون كذب او مجاملة او تدليس ؟

    و هو دور الايجابى و السلبى التى قدمته فى الدولة الاسلامية ؟ و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة داعية إلى التوحيد; 14 أكت, 2010, 01:39 ص. سبب آخر: اضافة التاء المربوطة لكلمة جماعة
  • ابومريم المكي
    5- عضو مجتهد

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 27 فبر, 2010
    • 796
    • باحث
    • مسلم

    #2
    المسألة والله أعلم تختلف من بلد إلى بلد والنظرة الواقعية هي الأنفع للمسلمين وخير الناس أنفعهم للناس ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ودفع المفسدة الكبرى بالصغرى وقاعدة القبول بأقل الضررين ولا ينكر المنكر إذا غلب على الظن حدوث منكر أكبر منه وفي بعض البلدان اذا اختلطت الدعوة بالسياسة ضيق الحاكم على الدعوة وبذل ما يستطيع في إيقافها وفي بعضها لا بد من اختلاط الدعوة بالسياسة كتركيا مثلا وفي المثل (أهل مكة أدرى بشعابها) شريطة احترام القواعد الشرعية وترتيب الأولويات .

    تعليق

    • نائل سيد أحمد
      2- عضو مشارك

      • 17 يون, 2006
      • 176

      #3
      حديث الصيام / السياسي

      ] شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه [

      في شهر رمضان المبارك يكثر المسلم من تلاوة القرآن وتدبره ، ففي مثل هذا الشهر الفضيل نزل القرآن العظيم ، وكان فرقانا بين الحق والباطل ، بين الكفر والإيمان . بعد أن تجلت فيه بينات الهدى وبدا الفرق واضحا بين الظلمات والنور .
      والمتدبر لكتاب الله يرى عرضه للصراع بين الكفر والإيمان منذ عهد آدم عليه السلام حتى ظهور الإسلام وأخبر عن استمراره إلى يوم القيامة . وقد كان الصراع ماثلا بشقيه الفكري والمادي حتى وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

      ولم يكن الأذى الشديد الذي ناله رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه البررة ليثنيهم عن العمل لتحقيق الغاية التي عملوا من أجلها وهي إظهار الإسلام { ليظهره على الدين كله } وبعد أن ظهر بإقامة أول دولة إسلامية استمر الصراع مع الكفر وأهله حتى عصرنا الحالي حيث هدمت دولة الخلافة الإسلامية ، وغاب الإسلام عن الحياة _ العلاقات _ وحلت أفكار الكفر وقوانينه ، وتقلبت على الأمة عهود من الذل ، وفقدت العزة والكرامة ، وتكالبت دول الكفر على إذلال المسلمين والدوس على كرامتهم ونهب مقدرات بلادهم .

      وبعد أن تفردت أمريكا بقيادة العالم ، ازدادت الهجمة شراسة على الإسلام والمسلمين ، وظهر ما عندهم من حقد موروث ، وبدت العداوة والبغضاء من أفواههم وقد سبق لأجدادهم الصليبيين أن استحبوا العمى على الهدى بعد أن نظروا لنور الإسلام بأعين مغمضة .

      وقد يظن بعض المسلمين أن هجمة أمريكا والكفر على بلادهم هو بدافع نهب ثرواتها فحسب ، لذلك غزت أمريكا الخليج في المرة الأولى وهي تحضر لغزوه مجددا .
      والحقيقة أن المسألة تتعدى نهب الثروات وأخذ الخيرات إلى تغيير بنية المجتمعات وإعادة صياغتها ، فهي قد ثبتت أقدامها في الخليج ، وخدمها في ذلك حكامه وعلى رأسهم صدام حسين . أما المسألة الآن فمختلفة ، فهي تريد لهذه الأمة أن تتحلل من إسلامها بعد انتباهها من غفلتها ، حيث كان الكفر قد صال وجال عقودا طويلة بعد هدم الخلافة ، ولما بدا لأمريكا والغرب عامة أن هذه الأمة باتت تشحذ إرادتها للانطلاق وكسر كل قيود الكفر أخذوا يختلقون الذرائع لتركيز الهجمة عليها تارة لتجفيف " منابع الإرهاب " وأخرى للتخلص من " حواضن الإرهاب " ويقصدون بذلك المدارس الشرعية ودروس المساجد وبقايا ما يدرس في المناهج مما له علاقة بالجهاد والعداء للكفر والكفار ، وهم لا يكفون عن مهاجمة مفاهيم الإسلام عن الحكم وإمكانية تطبيق الإسلام بعد أن استيقنوا أن المسلمين لا يرون حلا لقضاياهم إلا بإيصال الإسلام إلى الحكم وتطبيقه في واقع الحياة ، وقد سبق أن ركزوا على إيهام الناس بفشل الإٍسلام إذا وصل إلى الحكم ، واصطنعوا لذلك نماذج صنعوها على أعينهم ، كل ذلك لإيجاد النفور من وجود الإسلام في سدة الحكم ، وقد أخذوا مؤخرا بالترويج لما يسمى بـ " الإسلام المعتدل " الذي سيكون السلاح الجديد الذي يشهرونه على مفاهيم الإسلام الصادقة ، وسيتولى كبر السير في هذه الهجمة من جندوهم ويجندوهم من فقهاء السلاطين ، وسيركزون من خلال هذا " الإسلام المعتدل " على محاولة إزالة كل مفهوم عند المسلمين يظهر أمريكا والغرب الكافر كأعداء لهذه الأمة أي انتزاع كل ما يدفع الأمة للانفجار في وجه الكفر والكفار ، وإظهارها أنها لا تقابلهم بمواجهتهم وصدامهم بل بالخنوع والذل المغلفين تضليلا وزورا وبهتانا بما يذكرونه عن تسامح الإسلام ووسطيته .

      بل إن مسألة نهب الثروات يختلف فيها قصد أمريكا ودول الغرب الكافر إذا ما كانت المسألة تخص بلاد المسلمين ، فهي بالنسبة لبلاد المسلمين فإنها تسعى لتجريدهم من قوتهم المادية قبل تشكل إرادة المسلمين وتصلبها للانطلاق من جديد بإيجاد كيان لهم ، بل وكانت بعض الاتفاقيات التي عقدها الكفار مع بلاد المسلمين ذرائع جاهزة للتدخل ، يضاف إلى ذلك إثارة مسألة خرق حقوق الإنسان وغيرها ، أما هذه السنوات الأخيرة فقد باتت ترسي عرفا دوليا يمكنها من التدخل الفوري وذلك ما صار يعرف بسياسة " مكافحة الإرهاب " ، حيث غدت الدول منقوصة السيادة رسميا ، وقد أصبح الاتهام لدولة ما بأنها تحتضن " الإرهاب " أو تؤويه أو حتى لا تسير مع أمريكا في محاربته " إما معنا أو مع الإرهاب " كافيا للتدخل المباشر واعتبار سيادة الدول أو الدولة المقصودة أمرا لا قيمة له ، وليس ما حصل بالأمس في اليمن قرب مأرب من قتل لبعض أبناء المسلمين بصاروخ من طائرة أمريكية ، وبذريعة الاشتباه بعلاقتهم بـ "الإرهاب " إلا مثالا صارخا على عدم اعتبار سيادة الدول أمام تأمين مصالحها وتحقيق سياساتها .

      لقد كانت الدول الاستعمارية تعمد إلى تقسيم الدول المستعمرة إلى أجزاء ليسهل عليها التدخل والاحتفاظ والسيطرة عليها ، ولكن أمريكا اليوم جعلت هذا الأسلوب ليس بكل تلك الأهمية بعد تمكنها من إرساء أعراف تؤدي إلى كسر سيادة الدول وتحطيمها حتى تغدو سيادة الدولة سخرية وبلا قيمة في ظل العولمة ( الوجه الآخر للاستعمار ) والتفرد .

      وبعد هذا كله قد يظن ظان عدم إمكانية وقدرة المسلمين على الوقوف في وجه أمريكا وغزوها للعالم وبقية بلاد المسلمين خاصة ، ولكننا نذكر المسلمين بأن الأساس العقائدي الذي قامت عليه أمريكا باعتبارها رأس الكفر وكذلك بقية المعسكر الغربي إنما هو أساس باطل، والباطل لا بد زاهق أمام الحق وهو الإسلام] إن الباطل كان زهوقا [ .

      ونذكر المسلمين بأن حضارة أمريكا ودول الغرب الكافرة قد بنيت على أساس مادي أهملت فيه كل القيم من روحية وإنسانية وأخلاقية وأعلت من شأن القيمة المادية النفعية والتي تورث من يسعى لها الشقاء والصراع على المنافع ، ولم تخلف حضارة في تاريخ البشر حربين عالميتين مدمرتين أزهقت فيهما عشرات الملايين من الأنفس كما خلفت مثل تلك الحضارة المادية التي لا تعرف إلا مقياس المنفعة ، وتؤدي بذلك إلى نهب الخيرات وسلب إرادة الشعوب وسيادة الدول ، فهي حضارة غير إنسانية ، لا تورث السعادة للناس وتحفز بوجهها البشع الأمم والشعوب للفظها والتخلص منها ، ومن كانت هذه حضارته وهذا وصفها فإنها حضارة قصيرة النفس ، ذلك أنها تحمل بذور فنائها معها وأن بقاءها ناتج عن خلو الساحة من الحضارة الإسلامية التي تجسد مفاهيمها دولة الخلافة الإسلامية .

      ونذكِّر المسلمين بأن الله تكفل بالنصر لمن ينصره ، فبعد أن انتبه المسلمون إلى الإسلام وأخذت أنظارهم تتجه إلى أنه هو الحل لكافة قضاياهم كان لا بد من أن ينطلقوا انطلاقة ( المارد من القمقم ) فتتصلب إرادتهم ويوطنوا أنفسهم على التضحية لإعادة الإسلام إلى واقع الحياة ، فهم بعقيدتهم وتمسكهم بها أشد سطوة من المارد في عيون عدوهم ، بل وكأنهم لا يستشعرون قوتهم وإمكانياتهم وضرورة الخروج من القمقم الذي يحشرون أنفسهم فيه .
      إن عصابات الكفر التي تحكم بلاد المسلمين لو كانت تعقل ما سارت مع أمريكا خطوة واحدة بعد أن شاهدوها كيف تجازيهم على عبوديتهم لها ، ولو كانت الأمة بجيوشها والمتنفذين من أبنائها أكثر انتباها لعلموا مدى سهولة تخليص العباد والبلاد الآن من يد أمريكا قبل أن تذبحهم وتذبح أبناءهم بسيفها الذي تخوفهم بوهجه . ولو كان أبناء الأمة أكثر انتباها لأخذوا على أيدي المؤثرين بينهم كي لا يغرقوا جميعا وهم ما زالوا يملكون أطواق نجاتهم بأيديهم ويملكون كسر عصا أمريكا حيث تشكل عصابات الحكم في بلادنا أجزاء من تلك العصا التي تلوح لنا بها .

      إن شهر الصوم كان على مر تاريخ المسلمين شهرا فاصلا لمعارك حاسمة وصراع دام بين الإسلام والكفر ، فبه تتجدد عزيمة الأمة فتقبل على التضحية والبذل والعطاء رجاء نيل ما وعدهم الله به من أجر ومثوبة ، وخير ما كانوا يجودون به في هذا الشهر العظيم وما يتقربون به إلى الله هو أرواحهم وأموالهم في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر الإسلام وحمله إلى العالمين لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، فكيف بنا اليوم وقد ضاع سلطاننا وتمزقت أمتنا واحتلت مقدساتنا وسفكت دماؤنا وانتهكت أعراضنا وهدمت بيوتنا وضيق علينا أيما تضييق في شؤون حياتنا ، وعلت أحكام الكفر وقوانينه في ديارنا بل وحورب الإسلام من قبل الحكام وأدواتهم وأسيادهم ، كلهم اجتمعوا لطمسه ودك معالمه بعد أن غدت تخيفهم حركة المسلمين على أساسه ، ليسهل إبقاء المسلمين تحت ذل أولئك العتاة المجرمين وجبروتهم .

      فهل يكون هذا الشهر الفضيل قبسا للمسلمين ينهلون منه العزيمة والمضاء ويسعون فيه إلى تحطيم الكفر وأنظمته وإزالتها من بلادهم ويعملون مع العاملين لإيجاد الإسلام في واقع الحياة والدولة والمجتمع بإقامة دولة الخلافة الإسلامية ؟؟.

      الله نسأل أن يمن على هذه الأمة بأمر رشد يعز فيه أولياؤه ويذل فيه أعداؤه ويطبق فيه كتابه وسنة نبيه ويعود الإسلام عزيزا وينال المسلمين عزة دينهم فيعزوا بين الناس .

      ]هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين[
      الآية: (( وقل الحمد لله سيريكم ءاياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)).
      MSN [email protected]

      تعليق

      • المتفائل

        #4
        وقد أخذوا مؤخرا بالترويج لما يسمى بـ " الإسلام المعتدل "
        طيب و هل نحن اسلامنا مش معتدل و لا ايه مش احنا وسط ؟

        تعليق

        • المتفائل

          #5
          ام هل انت تقصد بأنهم عاوزيين يهدمو من الاسلام بحجة الوسطية ؟

          تعليق

          • نائل سيد أحمد
            2- عضو مشارك

            • 17 يون, 2006
            • 176

            #6
            الوسطية والاعتدال في القرآن والسنة
            مفهوم الوسطية والاعتدال
            للدكتور
            ناصر بن عبد الكريم العقل

            الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وبعد :
            فإن الله تعالى ميز هذه الأمة (أمة الإسلام) بالوسطية بين الأمم فقال سبحانه وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة : 143] ، والوسطية هنا تعني : العدل والخيار وسائر أنواع الفضل ، فهي أفضل الأمم .
            ثم ميز الله أهل السنة والجماعة بالوسطية بين فرق المسلمين ، فقال صلى الله عليه وسلم لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ . . . الحديث .
            فأهل السنة هم في جملتهم (العدول الخيار) أهل التوسط والاعتدال في كل أمور الدين : عقيدة وعلما وعملا وأخلاقا ومواقف . وسط بين الغلو والتقصير وبين التفريط والإفراط في سائر الأمور .
            وسأتحدث في هذه المقالة عن مفهوم الوسطية والاعتدال في اللغة والاصطلاح ، وهو موضوع الفرع الأول من المحور الأول في ندوة ( أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو ) .
            مفهوم الوسطية والاعتدال :
            أ - مفهوم الاعتدال : الاعتدال لغة : قال في القاموس المحيط : ( العدل : ضد الجور ، وما قام في النفس أنه مستقيم ) ، و( عدل الحكم تعديلا : أقامه ، و( عدل ) فلانا : زكّاه ، و( عدل ) الميزان ( سواه ) ، و( الاعتدال توسط حال بين حالين في كم أو كيف ، وكل ما تناسب فقد اعتدل ، وكل ما أقمته فقد عدَلته وعدّلته ) ، والعدول : هم الخيار .
            وذكر في القاموس المحيط : من معاني العدل والاعتدال : الحكم بالعدل ، والاستقامة ، والتقويم ، والتسوية ، والمماثلة ، والموازنة ، والتزكية ، والمساواة ، والإنصاف ، والتوسط .
            أما اصطلاحا فالاعتدال : هو التزام المنهج العدل الأقوم ، والحق الذي هو وسط بين الغلو والتنطع ، وبين التفريط والتقصير ، فالاعتدال والاستقامة وسط بين طرفين هما : الإفراط والتفريط .
            والاعتدال هو : الاستقامة والتزكية ، والتوسط والخيرية .
            فالاعتدال يرادف الوسطية التي ميز الله بها هذه الأمة ، قال تعالى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ .
            وقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا بقوله : ( والوسط : العدل ) ، ومن معاني العدل والوسط : الخيار .
            ولا يتحقق الاعتدال في الاعتقاد والعمل والعلم والدعوة وغيرهما إلا بالتزام الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين .
            ب - مفهوم الوسطية : الوسطية في اللغة : قال في المعجم الوسيط الصحيح :
            ( وسط ) الشيء - ( يسطه ) وسطا ، وسِطة : صار في وسطه ويقال : وسط القوم ، ووسط المكان . فهو واسط . و - القوم ، وفيهم وساطة : توسط بينهم بالحق والعدل .
            ( وسُط ) الرجل - ( يوسُط ) وساطة ، وسِطة : صار شريفا وحسيبا . فهو وسيط .
            ( أوسط ) القومَ : صار في وسطهم .
            ( توسط ) فلان : أخذ الوسط بين الجيد والرديء . و - بينهم : وسط فيهم بالحق والعدل . و- الشيءَ : صار في وسطه . يقال : توسط القومَ .
            ( الأوسط ) : المعتدل من كل شيء ، وأوسط الشيء : ما بين طرفيه . وهو من أوسط قومه : من خيارهم .
            ( الوسَط ) وسط الشيء : ما بين طرفيه ، وهو منه . والمعتدل من كل شيء . يقال : شيء وسط : بين الجيد والرديء . وما يكتنفه أطرافه ولو من غير تساو . والعدل . والخير : ( يوصف به المفرد وغيره ) . وفي التنزيل العزيز : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا : عدولا أو خيارا . وهو من وسط قومه : من خيارهم .
            والصلاة الوسطى : العصر ، لتوسطها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل ، وقيل الصلاة الوسطى : الفضلى ، وفسرها بعضهم بالجمعة . ( ج ) وُسَط .
            (الوَسوط) : المتوسط . وبيت من بيوت الشَّعْر أكبر من المظلة وأصغر من الخباء أو هو أصغرها . ( ج ) وسط .
            الوُسوط : وُسوط الشمس ، توسطها السماء .
            ( الوسيط ) : المتوسط بين المتخاصمين ، و- المتوسط بين المتبايعين أو المتعاملين . و- المعتدل بين شيئين . وهي وسيطة . ( ج ) وسطاء ، ويقال هو وسيط فيهم : أوسطهم نسبا وأرفعهم مجدا .
            فالوسطية تأتي بمعنى : التوسط بين شيئين ، وبمعنى العدل ، والخيار ، والأجود ، والأفضل ، وما بين الجيد والرديء ، والمعتدل ، وبمعنى الحسب والشرف .
            ونجد أهل السنة والسلف الصالح - بحمد الله - تحققت فيهم هذه المعاني الفاضلة ، كما سيأتي بيانه .
            الوسطية في الشرع والاصطلاح : وردت الوسطية في القرآن الكريم في أكثر من آية وفي السنة في أكثر من حديث على المعاني التالية :
            ( 1 ) بمعنى العدل والخيرية والتوسط بين الإفراط والتفريط ، ومن ذلك قوله عز وجل وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا أي ، عدلا [ سورة البقرة - آية 143 ] . وبهذا المعنى فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري فقال : ( الوسط : العدل ) ( صحيح البخاري ك التفسير ح 4487 ) .
            ( 2 ) وفسرها ابن جرير الطبري ( 3 / 242 ) بمعنى التوسط بين الإفراط والتفريط .
            ( 3 ) وكذلك ابن كثير ( 1 / 275 ) فسرها : بالخيار الأجود .
            ( 4 ) وتأتي الوسطية في السنة كذلك بمعنى الأوسط والأعلى كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم الفردوس بأنه أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ - [ البخاري ك الجهاد ح 2790 ] .
            ( 5 ) ويأتي معنى الوسطية على اعتبار الشيء بين الجيد والرديء ، كما قال ابن عباس - في رواية عنه - كَانَ الرَّجُلُ يَقُوتُ أَهْلَهُ قُوتًا دُونًا ، وَبَعْضُهُمْ قُوتًا فِيهِ سَعَةٌ ، فَقَالَ اللَّهُ : مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ [ المائدة : 89 ] . الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ .
            ( 6 ) وفسر بعضهم : ( أوسط ) في الآية بأنه : الأعدل والأمثل ، فتكون الآية على هذا التفسير مندرجة تحت المعنى الأول الذي هو ( العدالة والخيار والأجود ) .
            ( 7 ) كما تأتي الوسطية بمعنى : ما بين طرفي الشيء وحافتيه .
            ومن ذلك قوله تعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى [ البقرة : 238 ] ، والصلاة الوسطى صلاة العصر ، وسميت الوسطى ؛ لأن قبلها صلاتين ، على اختلاف في تحديد أي الصلوات هي .
            ومن ذلك ما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا ، وَخَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ ، وَخُطُوطًا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ ، وَخَطًّا خَارِجًا مِنَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ ، وَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : هَذَا الْإِنْسَانُ الْخَطُّ الْأَوْسَطُ ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَانِبِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ .
            ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : وَسِّطُوا الْإِمَامَ وَسُدُّوا الْخَلَلَ .
            ( 8 ) وتأتي الوسطية بمعنى التوسط الظرفي . ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : لَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الْحَلْقَةِ ، ضعفه الألباني : ضعيف سنن أبي داود ( 393 ) .
            وتأتي الوسطية مقابل :
            الغلو : وهو مجاوزة الحد . قال تعالى : لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [ النساء : 171 ، المائدة : 77 ] . وقال صلى الله عليه وسلم : إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ .
            - والإفراط : وهو بمعنى الغلو ، وهو تجاوز القدر في الأمور .
            - والتفريط : وهو بمعنى التقصير .
            فمنهج أهل السنة وسط في ذلك بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة .
            - والجفاء : خلاف البر والصلة . قال صلى الله عليه وسلم في حق القرآن : وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ . أي : لا تنقطعوا عن تلاوته .
            فأهل السنة وسط بين جفاء الأعراب ، وتقعر العجم .
            - والظلم : وهو مجاوزة الحق . ولذلك سمى الله الشرك ظلما إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [ لقمان : 13 ] .
            فأهل السنة هم الوسط في العدل والإنصاف . وعليه ؛ فالوسطية ، والاعتدال معنيان مترادفان في المفهوم اللغوي ، والشرعي الاصطلاحي ، فهما : العدل والاستقامة والخيرية والاعتدال والقصد والفضل والجودة .
            فالاعتدال والوسطية منهج الحق ومنهج الأنبياء وأتباعهم ، ويتمثل ذلك بالإسلام بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وبالسنة ، ومنهج السلف بعد ظهور الأهواء والافتراق ، فأهل السنة والجماعة هم العدول الأخيار في العقيدة والعبادة والأخلاق والمواقف .
            هذا ، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل الحق والعدل والاستقامة ، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى ، ويقيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والله حسبنا ونعم الوكيل .
            وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


            الآية: (( وقل الحمد لله سيريكم ءاياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)).
            MSN [email protected]

            تعليق

            • نائل سيد أحمد
              2- عضو مشارك

              • 17 يون, 2006
              • 176

              #7
              وهذا بحث واسع أتمنى أن يعمل معكم الرابط :

              الإرهاب والعنف والتطرف في ميزان الشرع .... التطرف: هو مجاوزة حد الاعتدال وأفرط

              www.murajaat.com/researches_files/183.doc -
              الآية: (( وقل الحمد لله سيريكم ءاياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)).
              MSN [email protected]

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ أسبوع واحد
              ردود 10
              50 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة الراجى رضا الله
              ابتدأ بواسطة د تيماء, 11 سبت, 2024, 12:31 ص
              رد 1
              48 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
              ردود 0
              26 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة د تيماء
              بواسطة د تيماء
              ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
              ردود 0
              32 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة د تيماء
              بواسطة د تيماء
              ابتدأ بواسطة سُليمان العَمري, 22 يول, 2024, 09:04 م
              ردود 0
              26 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة سُليمان العَمري
              يعمل...