رسالة شرعية لغير الجبناء

تقليص

عن الكاتب

تقليص

rozahroz مسلم و الحمد لله اكتشف المزيد حول rozahroz
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • rozahroz
    0- عضو حديث
    • 28 يول, 2010
    • 5
    • مهندسة حاسب
    • مسلم و الحمد لله

    #1

    رسالة شرعية لغير الجبناء

    إنما تحيى الأمم بعقائدها وأفكارها ، وتموت بشهواتها ولذاتها وبقدر ما تنتشر في الأمة من مبادئ خيرة وعقائد صحيحة بقدر ما تضرب جذورها في أعماق الأرض ، وترسل مجموعة سيقانها وأوراقها يانعة لتستظل بها البشرية من لفح الحياة وسعيرها المادي ومن لظى الحقد والحسد والتنافس على المتاع الحقير والعرض القريب .
    و الأمة الإسلامية إنما عاشت على مر التاريخ البشري بالعقيدة الربانية وبالدماء التي أريقت من أجل نشر هذه العقيدة وغرسها في واقع الحياة ، وحياة الأمة إنما ترتبط بمداد العلماء العاملين ودماء الشهداء ، وما أجمل أن نخط تاريخ الأمة الإسلامية بمداد العلماء ودماء الشهداء ، فتصبح خارطة التاريخ الإسلامي ملونة بخطين أحدهما اسود وهو ماخطه العالم بمداد قلمه والثاني أحمر وهو ماخطه الشهيد بدمه وأجمل من هذا أن يكون الدم واحد والريشة واحدة فتكون يد العالم التي تبذل المداد وتحرك القلم هي نفس اليد تنزف الدم وتحرك الأمم وبقدر مايزداد عدد العلماء الشهداء بقدر ماتنقذ الأجيال من رقادها وتنقذ من ضياعها وتستفيق من سباتها .
    فالتاريخ لايكتب سطوره إلا بالدم ، والمجد لايبنى صرحه إلا بالجماجم والعزة والرفعة لايمكن أن تقوم إلا على تلال من الأشلاء، والاجساد والممالك والامجاد والدول والمجتمعات لايمكن أن تقام إلا بالنماذج ، إن الذين يظنون أنهم يستطيعون أن يغيروا واقعاً أو يبدلوا مجتمعاً دون دماء وتضحيات وأشلاء دون أرواح شهداء أبرياء يبذلون في سبيل الله هؤلاء لايدركون طبيعة هذا الدين ولا يعلمون نهج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
    إن التاريخ لا يسجل بمداده إلا بدماء أمثال هؤلاء الشهداء إلا قصص هؤلاء وبمثل هؤلاء تقام الأمم و تحيى المبادئ وتنتصر العقائد ...!!
    وقد يبدوا للعين القصيرة و للأفق الضيق وللإنسان المحصور في حدود الزمان والمكان إنها قصت حصلت وانتهت وفتح فك الموت فاه وابتلع هؤلاء الشهداء ثم مضى بعجلته التي لا تبقي كبيراً ولا صغيراً ، ولكن العين المبصرة والقلب المنير ليدرك أن هذه التضحيات هي غذاء الأجيال القادمة لقرون طويلة هذه القصص وهذه النماذج ستبقى أعلاماً شامخة على طول جادة هذا الطريق لمن أراد أن يسلكها من السالكين أو يتأسى بأولئك الصفوة الصالحين ... قال تعالى ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتده ) الأنعام 90
    وقد يظن بعض المخدوعين الموتورين أن هذه التضحيات التي سقطت على هذا الطريق قد تذهب هدراً وتضيع هباءً وليكن معلوماً إن دماء الأبرياء الشهداء ثقيلة في ميزان الرحمن (( والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك )) رواه مسلم .
    قليل هم الذين يحملون المبادئ وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من تبليغ هذه المبادئ وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم فهم قليل من قليل من قليل ، ولا يمكن أن يوصل إلى المجد إلا عبر هذا الطريق ولا يمكن أن تقام لهذا الدين بنيان ولا أن تشرع له سفينة ولا أن يرفع له راية إلا عبر هذا الطريق وهذا الطريق وحده .... قال تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) آل عمران 142.
    لابد إن كنتم جادين في تغيير واقعكم أن ترتقوا إلى قمم الذرى حيث يعطر الرصاص وحده عن عزة هذا الدين وعن منعة المسلمين وعن إباء المؤمنين وانه لا طريق إلا هذا الطريق إن كنتم جادين .
    فبناة الأمم وصانعوا المجد قليلون لكن الذي يريد أن يصنع مجداً يجب أن يتسلق قمة المجد على بحور من دمائه وعرقه من دماء الذين رباهم من حوله من أشلاء الذين رباهم حتى يصل إلى قمة المجد والمجد لايبنى إلا عبر هذا الطريق طريق الجهاد المبارك.
    هؤلاء الشهداء صناع التاريخ بناة الأمم صانعوا المجد سادة العزة هؤلاء يبنون للأمم كيانها ، يخطون للأمة عزتها جماجمهم صرح العزة أجسادهم بنيان الكرامة ، دمائهم ماء الحياة لهذا الدين وإلى يوم الدين ، شهداء يشهدون أن المبادئ أغلى من الأرواح وأن الشرائع التي يعيش الإنسان لتطبيقها أغلى من الأجساد وأمم لا تقدم الدماء لا تستحق الحياة ولن تعيش .... قال تعالى ( إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير ) التوبة 39
    فلا تظنون أن التضحيات تذهب هدراً ولا تظنون إن الدماء تضيع هباءً إن دماء الأبرياء ثقيلة في ميزان الرحمن إن رب العزة قد أهلك الأرض كلها في يوم من الأيام من أجل اثني عشر مؤمناً دخلوا السفينة مع نوح عليه السلام .
    الأرض بأنسها و حيواناتها وأشجارها وأحيائها أغرقت من أجل اثني عشر مؤمناً نجاهم الله عز وجل في الفلك المشحون ثم عمرت هذه الأرض من جديد بهذه الصفوة الصالحة وهذا النفر القليل الذي لا يتجاوز اثني عشر رجل.
    فلتحسب الدعوات دائماً في حسابها أن الجيل الأول الذين يبلغون هذا الدين يكبرون عليهم أربع في عداد الشهداء إن الجيل الأول كله إنما يذهب وقوداً للتبليغ وزاداً لإيصال الكلمات التي لا تحيى إلا بالقلوب وبالدماء .

مواضيع ذات صلة

تقليص

مواضيع من نفس المنتدى الحالي

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة kanrya, 16 ينا, 2011, 06:29 م
ردود 342
57,453 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة نصرة الإسلام
ابتدأ بواسطة العبادي محمد, 10 فبر, 2015, 12:04 ص
ردود 173
17,867 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة العبادي محمد
ثابت: صحح أقوالك
بواسطة ام مريم
ابتدأ بواسطة ام مريم, 2 ماي, 2007, 03:57 م
ردود 167
43,998 مشاهدات
1 رد فعل
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
ابتدأ بواسطة رسالة حق, 30 أكت, 2006, 06:04 م
ردود 126
23,414 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة نصرة الإسلام
ابتدأ بواسطة محب المصطفى, 22 ينا, 2014, 07:44 م
ردود 117
13,818 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محب المصطفى
بواسطة محب المصطفى
يعمل...