أعتذر اعتذاراً شديداً فقد انشغلت بعض الشيء ..
فوائد ( قد ) كلها بلاغية تفهم من سياق الموقف ..
وحتى مع الفعل الماضي - الذي معه تدل في الغالب على اليقين - ربما دلت على التوقع ..
المهم سؤالنا عن دلالة ( قد ) مع الفعل المضارع ..
تختلف هذه الدلالة مع اختلاف ( المتعلق ) الذي يأتي بعدها ..
نتخيل مثلاً ثلاثة رجال:
الأول: له ابن اسمه ( أحمد ) وهو ولد لا يهتم بالمذاكرة والتعلم
والثاني: له ابن اسمه ( زيد ) فيه بعض الذكاء وبعض المثابرة
والثالث: له ابن اسمه ( حسن ) ولد مجتهد وله رغبة في أن يصبح ذا شأن ..
موعد الامتحانات قريب ..
فجلس الثلاثة رجال وتذكر كل منهم ولده ..
قال أبو أحمد: ( قد ينجح أحمد ) .. هنا يظهر الرجاء في أن ينجح أحمد .. وهذا الرجاء ضعيف لأن نسبة توقع نجاحه ضعيفة (من وجهة نظر الأب) .. لذا أفادت ( قد ) : التقليل ..
قال أبو زيد : ( قد ينجح زيد) .. هنا : الرجاء في نجاح زيد أكثر من الحالة السابقة لأن نسبة توقع نجاحه عالية (من وجهة نظر الأب) .. لذا أفادت ( قد ) : التوقع ..
قال أبو حسن: ( قد ينجح حسن) .. الرجاء في نجاح حسن وصل إلى حد اليقين؛ لأن نسبة توقع نجاحه لا شك فيه (من وجهة نظر الأب) .. لذا أفادت ( قد ) : التحقيق ..
إذاً :
إذا كان حدوث الفعل مشكوكاً فيه أفادت التقليل ..
وإذا كان حدوث الفعل محققاً أفادت التحقيق ..
والحالة الوسط بينهما تسمى التوقع ..
ويمكنك ترتيبها حسب توقع الحدث كما يلي:
( تقليل - توقع - تحقيق)
وهناك حالة رابعة ( لا يوافق عليها بعض أهل اللغة) حيث تكون درجة التوقع بين (التوقع والتحقيق) يسمونها التكثير ..
( تقليل - توقع - تكثير - تحقيق)
طبق هذا على قول الله تعالى :
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (الحج: 97)
قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ..... (البقرة: 144)
فعلم الله ( متعلق " قد " ) لا شك فيه .. وأنه أحاط بكل شيء علماً .. لذا قد أفادت التحقيق ..
ورؤية الله ( متعلق " قد " ) لا شك فيها .. وأنه أحاط بكل شيء رؤية .. لذا قد أفادت التحقيق ..
وغيره مما شابه من آيات ..
والله أعلم ..
سؤال:
بما أن ( قد ) أفادت التحقيق لماذا لم يأتي بالأفعال في صيغة الماضي؛ كأن يقول: "ولقد علمنا أنه يضيق صدرك" ، "قد رأينا تقلب وجهك" ..
كمثل قوله تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (الجاثية: 16)
سانتظر الإجابة منك ..
تعليق