سؤال

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ملحدة جديد لا ديني اكتشف المزيد حول ملحدة جديد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • انس
    7- عضو مثابر
    حارس من حراس العقيدة

    • 30 ينا, 2010
    • 1202
    • biotechnologist
    • مسلم بكل فخر

    #16
    هل كانت دينتك الاسلام .......

    لماذا لم تردى على اخوانك فى الانسانية فى ردودهم المفحمة يا ملحدة
    وعلى الرغم من عمق الألم : ما زال قلبى تسكنه السكينة والطمأنينة والثقة بأن آخر هذه المحنة ستتمخض لصالحنا ويخسأ الفسقة والطغاة , وسيكون فرجٌ بعد الشدّة ,وفرحٌ بعد الحزن ..قد ننتظر .. واثقين أن الرياح ستدفع شراعنا !( محمد أحمد الراشد )

    تعليق

    • (((ساره)))
      مشرفة الأقسام النصرانية
      والمشرفة العامة على
      صفحة الفيسبوك للمنتدى

      • 11 سبت, 2006
      • 9472
      • مسلمة ولله الحمد والمنة

      #17
      بارك الله في جميع الأخوة والأخوات وجزاكم كل خير على ردودكم الرائعة ... مرحبًا بالزميلة "ملحدة" :

      السبب اني أخيرااكتشفت ان العالم وجد نفسه ومافي اله في الدنيا يحكم بالمعني الفعلي وانه يكون قادر على كل شيء في الارض السماء
      كيف اكتشفت ذلك ؟!!
      سوقي لنا الأسباب من فضلك !
      اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

      تعليق

      • إيمان أحمد
        مشرفة الأقسام الإسلامية

        • 9 يون, 2006
        • 2427
        • مسلمة

        #18
        السلام على من اتبع الهدى

        زميلتنا الفاضلة يا من تتسمي ملحدة

        مرحبا بك بيننا والحمد لله أن دلك الله تبارك وتعالى الذي تظنين به الظنون علينا

        اذن لماذا وجد هذا التفكير الجديد في داخلي !اليست الافضل ان يجعل تفكيري كأي انسان مؤمن بوجود خالق للكون


        هذا السؤال بالضبط ما سأله كيمو أقصد كريم المتشكك في دينه في هذا المسلسل

        تائه في مِحراب شيخ "مسلسل متجدد بإذن الله"

        قال للشيخ ليه الانسان هو اللي في حيرة بس من دون المخلوقات

        والشيخ هيرد عليه , يارب تدخلي الموضوع وتشوفي ردود الشيخ وإن شاء الله تلقى صدى في صدرك

        في نفس الوقت اكتب الموضوع ولا يزال خوف من المجهول لا اعلمه


        ولن تزال هذه المخاوف أبدا معك إلا في حالة واحدة

        أن يموت قلبك

        ولا أحسب أن قلبك قد مات بعد

        أحييك على فتح موضوع وأعتقد أنك تريدين الراحة

        ولا راحة إلا باتباع دين الإسلام

        وأتمنى اطلاعك على المسلسل

        وبالله التوفيق


        وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
        أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

        تعليق

        • في حب الله
          المشرفة على أقسام
          المذاهب الفكرية الهدامة

          • 28 مار, 2007
          • 8324
          • باحث
          • مسلم

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ملحدة جديد
          عاوزة اسال عن الخالق يعني الله تبعكم
          من خلق الله ؟
          أهلاً بالزميلة الفاضلة

          إذا قلنا أن هناك من وجد الخالق فمعناه أنه مخلوق
          وبما أنه مخلوق فإذاً هو ليس الله عز وجل
          وستظلي في سلسلة طويلة إلا أن تجدي أن هناك خالق غير مخلوق ولا مولود
          وهذا الذي ستصلين إليه هوالله الواحد الأحد
          لذا فسؤال من خلق الله باطل من الناحية العقلية


          المشاركة الأصلية بواسطة ملحدة جديد
          السبب اني أخيرااكتشفت ان العالم وجد نفسه ومافي اله في الدنيا يحكم بالمعني الفعلي وانه يكون قادر على كل شيء في الارض السماء
          وكيف اكتشفتِ هذا الإكتشاف؟!!

          مثلا تقولون انه الله قادر على كل شيء
          اذن لماذا وجد هذا التفكير الجديد في داخلي !اليست الافضل ان يجعل تفكيري كأي انسان مؤمن بوجود خالق للكون
          على الاقل ؟!لماذا لم يجعل كل البشر مثل بعض ام انه خلقهم حتي يختبرهم ويبتليهم !
          لماذا جعل الناس اديان وصراع للابد هل خلق (عباده) حتي يعذبوا ؟!اذن كيف يكون رحيم !
          إذا تدخل الله عز وجل في حرية إختيار الإنسان للخير والشر
          إذا سيكون الإنسان مسير وليس مخير
          وحينها لا داعي لحسابه ولا لعقله
          تريدين أن يجعلكِ الله مؤمنة أو كافرة .... فأين اختيارك وعقلك من الأمر كله؟!
          أنتِ حرة زميلتنا الفاضلة فحكمي عقلك واختاري ما تشاءين


          أ
          خيرا اكتشفت أيضا ان الانسان تحكمه مشاعر + افكار
          في نفس الوقت اكتب الموضوع ولا يزال خوف من المجهول لا اعلمه لربما بسبب ان التربية كانت من البداية على انه هناك خالق لهذا الكون

          تعديل بسيط
          الإنسان له مشاعر وأفكار وعقل وقلب ونفس
          فالإنسان مجموعة من التعقيدات
          وله اختيار
          إن ارتاحت كل هذه التعقيدات ووجدت طريقها فلتسلكه
          ولكن لا يجب عليكِ أن تتركي نفسك للأهواء وقط
          ابحثي بجدية عن معتقدك ورؤيتك

          ونسأل الله عز وجل لكِ التوفيق والهداية
          واهلاً بكِ مجددا

          وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
          وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
          @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
          --------------------------------------
          اللهم ارزقني الشهادة
          اللهم اجعل همي الآخرة

          تعليق

          • showman2
            11- عضو متألق
            • 1 يون, 2007
            • 2092
            • مسلم

            #20
            فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴿٥﴾ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ﴿٦﴾ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴿٧﴾ إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴿٨﴾ سورة الطارق

            ملحدة
            إقرأى الأيات جيدآ ثم إسئلى نفسك كيف جئت إلى الدنيا ولآ أخالك زرع شيطانى بل جئت من أبوين
            وأبويك من أين جاءوا وهكذا حتى وصولآ للآنسان الأول أدم واخبرينا من أين جاء






            تعليق

            • سمير ساهر
              2- عضو مشارك
              • 10 أكت, 2009
              • 270
              • باحث
              • مسلم

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة ملحدة جديد
              السبب اني أخيرااكتشفت ان العالم وجد نفسه ومافي اله في الدنيا يحكم بالمعني الفعلي وانه يكون قادر على كل شيء في الارض السماء
              السيدة ملحدة
              العالم وجد نفسه، ربما تقصدي أنَّ العالم أوجد نفسه بنفسه.
              إنْ كان كذلك، فيوجد في المنطق شيء اسمه "دور"، والـ"دور" يؤدي إلى تناقض، ولذلك هو مستحيل.
              ها هو الـ"دور" في كلامك:
              كلمة أوجد نفسه، تعني أنَّه لم يكن موجودًا فأوجد نفسه، وهذا يقتضي أنْ يكون هذا العالم عدمًا، ثم استحال وجودًا، واستحالته وجودًا بمقتضى أنَّه أوجد نفسه بنفسه حَدَث بلا مُرَجِّح، وهذا باطل، فلا يمكن للمعدوم أنْ يصير موجودًا بلا مُرَجَّح من خارجه، فهو ممكن الوجود، وهو الذي تكون نسبة الوجود إليه كنسبة العدم، وترجيح وجوده على عدم وجوده، لا يمكن أنْ يكون من نفسه؛ وإلَّا فإنَّه يؤدي إلى "دور":
              هنا الواجد والمُنْوجِد واحد، والواجد عقليًا متقدم على المنوجِد، والمنوجِد متأخر عن الواجِد، ولكن كلامك يضرب مبادئ العقل عرض الحائط؛ حيث يصير الواجِد متقدم على نفسه، ومتأخر عن نفس، وكذلك المنوجِد؛ ثم أنَّ المنوجِد يفتقِر في وجوده إلى الواجِد، ولكن في نفس الوقت الواجد يفتقر في وجوده إلى المنوجد؛ وهذا تناقض، فمستحيل أنْ يوجد شيء حيث يكون المُوجِد مفتقر في وجوده إلى المنوجد منه؛ فهذا يؤدي إلى العدم المطلق، بما أنَّك لا تؤمنين إلَّا بوجود هذا العالم، والكن هذا العالم موجود؛ وهنا يسقط كلامك، فوجود هذا العالم يقتضي سقوط كلامك.
              والملحدون الذين يفهمون هذا الكلام، قالوا: إنَّ العالم أزلي، فليس لوجوده بدايه؛ ولذلك فلا يحتاج إلى مُوجِد.
              كلامهم هذا لا دليل لهم عليه، فمن أين لهم أنَّ هذا العالم أزلي؟!
              البعض خرج من هذا المأزق، حيث قالوا: لا يمكننا معرفة ما إذا كان هذا العالم أزلي أم له مُوجِد قد أوجده، فالأدلة تبدو متكافئة، وهؤلاء يسمون باللاأدريين، وهم أصحاب تكافؤ الأدلة.



              المشاركة الأصلية بواسطة ملحدة جديد
              مثلا تقولون انه الله قادر على كل شيء
              اذن لماذا وجد هذا التفكير الجديد في داخلي !اليست الافضل ان يجعل تفكيري كأي انسان مؤمن بوجود خالق للكون
              على الاقل ؟!لماذا لم يجعل كل البشر مثل بعض ام انه خلقهم حتي يختبرهم ويبتليهم !
              نعم الله قادر على كل شيء، وهذا لا يعني أنَّ تفكيرك الجديد خارج قدرة الله، أبدًا، فهو داخل في قدرة الله، ولكنه لم يُرِد لكِ هذا؛ وإلَّا فتكوني مجبورة غير حرة، وهذا غير صحيح، فيمكنك أنْ تكتبي الآن أو لا تكتبي، ويمكنك أنْ تؤمني أو تكفري، وهذا لكي تتحقق الحرية، والقوانين في هذه الحياة وُجِدَتْ لأنَّ الإنسان حر، وإلَّا فهي عبث، والعقلاء لا يُسَلِّمون بهذا، وتذكري أنَّه ليس أنتِ وحدكِ من أصبتِ فهذا التفكير، فيوجد غيرك أصيب بهذا التفكير؛ فراجع تفكيره؛ واعتدل مزاجه، وأنا أُصِبْتُ في مدة من حياتي بهذا النوع من التفكير، وبعد مدة من أصابتي بهذا النوع من التفكير تركته.

              بشأن الاختبار والابتلاء، فأنتِ إنْ اعترضي عليهما من الله، وتركتِ الإيمان به؛ فإنَّ الاختبار والابتلاء لا ينتهيان، بل يبقيان ما دامتِ الحياة على الأرض، فالأمر سيان في حالة اعتراضك، وكذلك في حالة عدم اعتراضك.
              وهنا إمَّا أنْ ترفعي ضغط دمك؛ لأنَّك تضيقين من هذه الحياة، بسبب الاعتراض، وأمَّا أنْ تتعاملي إزاء هذه الحياة بحكمة، وتعيشي هادئة، خصوصًا وأنَّ الاعتراض لا يجلب مفعة، بل يجلب مضرة.

              وبهذا فمطلبك أنْ يكون الخلق مثل بعضه، يسقط لتصادمه أولًا مع الاختبار، ومن ثم مع الواقع، حتى في حالة اعتراضك؛ فلا يتغيَّر شيء، ثم مطلب أنْ يخلق الناس مثل بعضهم قد يعارضها بعض الناس فمصالحهم متعارضة، فأنتِ إذا لم تحبي التجربة هذه التي تمرين بها، فغيرك ربَّما يستحسنها، وغيركما ربما يقف إزائها باللامبالاة، فرد الفعل إزاء نوع الفكر الذي تخوضين تجربته تختلف من إنسان إلى آخر، وبشأن الله فهو هكذا خلقنا، أرضينا بهذا أم سخطنا، والسخص يُوَجِّع، فلا مفر إلَّا بالرضى.


              الذي أراده أنَّ مصابك هذا ليس سيئًا من حيث ما بعده، فمصابك جعلك تخوضي تجربة، ربما لم تفكري ولا لمرَّة واحدة في أنْ تخوضي هذه التجربة، بل لو خُيِّرتي قبل التجربة في أنْ تخوضي التجربة، لقلتِ: أستغفرُ الله، ولهربتِ لكي لا تخوضي هذه التجربة هروبك من الأسد.


              المشاركة الأصلية بواسطة ملحدة جديد
              لماذا جعل الناس اديان وصراع للابد هل خلق (عباده) حتي يعذبوا ؟!اذن كيف يكون رحيم !
              صفات الله كثيرة، والله إذا عذب أحداً فلا يظلمه، بل بعدل، وهو موجود في حياتنا، وإنْ رحمه فبرحمته.
              هو رحيم، ولكنك لأنَّك تخوضين هذه التجربة؛ فإنَّ الأفكار التي نشأتِ عليها تنهار الواحدة تلو الأخرى في نفسك، وهذا يجعلك تتصادمي مع الواقع وربما مع ما بعده أيضًا، وربما تقارني بين ما كان عليه حالك سابقًا وحالك الذي أنتِ عليه الآن؛ فينتج نوعًا من الضيق في نفسك؛ وهذا يجعلك لا ترين صفة الرحمة في هذا الوجود، وهذا خطأ، فالصفات موجودة ولكن لا بد أنْ تخوضي التجارب لكي تشعري بها، ولا تكتفي بصفة واحدة ثم تنزلينها على كل الحياة، كأنَّها جحيم، فهذه النتيجة إنْ كانت صحيحة من حيث هي انعكاس لشعورك، فهي غير صحيحة من حيث أنَّ شعور غيرك يعكس شيء يضاد شعورك، وهو يرى الرحمة في الحياة، وقد يرى الصفات متعددة فيخوص غمار تجربتها، وهكذا هي الحياة كلنا يخوض تجارب اللذة والألم، ولكي لا يساء تفسير كلمة اللذة فأقول: أي شيء يجعل الكائن الحي في حال مريح وسكيني، وفرح، وسعادة، فهو لذة، ويمكن أنْ تَحْدُث عبر أكل شيء لذيذ، أو شرب شيء لذيذ، أو سماع شيء جميل، أو رؤية شيء جميل.



              المشاركة الأصلية بواسطة ملحدة جديد
              أخيرا اكتشفت أيضا ان الانسان تحكمه مشاعر + افكار
              في نفس الوقت اكتب الموضوع ولا يزال خوف من المجهول لا اعلمه لربما بسبب ان التربية كانت من البداية على انه هناك خالق لهذا الكون
              هذا ليس اكتشافًا جديدًا، فأنتِ تخوضي تجربة، ككثير من الناس، وستخرجي منها بنتيجة ما، ولا أريد أنْ أستعجلها.
              المشاعر والأفكار خلقها الله لتتفاعل مع الواقع الداخلي للإنسان، وكذلك مع واقعه الخارجي، وإلَّا فكيف يفهم نفسه ويفهم الأشياء؟!
              ربما تقولي في نفسك: إنَّني كنتُ مؤمنة بالله، وفجأة أجدُ نفسي لا أؤمن به؛ هذا يعني أنَّ قضية الإيمان بالله تُمْلِيها علينا أفكارنا ومشاعرنا، وليست - قضية - أصيلة فينا، بل طارئة علينا؛ وإذا كان كذلك، فلماذا لا أنفض هذه الفكرة عن نفسي كلية، ولكن هل حقًا نفضها يكون انعكاسًا لحقيقة خارج الذهن، أم أنَّها من عبثية الذهن، أم من الذهن عمومًا بمعزل عن كلمة عبثية، دون أنْ يكون أنعكاس لحقيقة ما بغض النظر عمَّا إذا كانت داخل الذهن أو خارج الذهن، إلخ.

              باختصار، إنْ آمنتِ بالله؛ فستعيشين هذه الحياة بحلوها ومرها، وإنْ لم تؤمني به؛ فستعيشينها بحلوها ومرها أيضًا، فالأمر سيان، وهنا أذكر آية جميلة حفظتها قبل مدة، وهي:"
              وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا ممَّا رزقهم الله"، يعني الأمر بسيط، لا يوجد حمل ثقيل بشأن الإيمان بالله واليوم الآخر، فإنْ لم يكن الله موجودًا - وهو غير صحيح -، فلن تخسري شيئًا، وإنْ كان موجودًا فقد ربحتِ.
              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله المصري; 28 يول, 2010, 06:55 ص. سبب آخر: تصحيح و تنقيح بعض الكلمات

              تعليق

              • متأمل
                3- عضو نشيط
                • 1 أبر, 2009
                • 389
                • أى عمل شريف
                • مسلم

                #22
                مثلا تقولون انه الله قادر على كل شيء
                اذن لماذا وجد هذا التفكير الجديد في داخلي !اليست الافضل ان يجعل تفكيري كأي انسان مؤمن بوجود خالق للكون
                على الاقل ؟!لماذا لم يجعل كل البشر مثل بعض ام انه خلقهم حتي يختبرهم ويبتليهم !
                لماذا جعل الناس اديان وصراع للابد هل خلق (عباده) حتي يعذبوا ؟!اذن كيف يكون رحيم !
                طريق الخير أو الشر بيد الإنسان كما جاء في الآيات الكريمة:


                قال سبحانه وتعالى

                {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (108)من سورة يونس.


                وقال سبحانه وتعالى
                > قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها"الشمس


                فكل نفس أمامها طريقين طريق تقوى الله وطاعته وهو طريق الهداية . وأيضا أمامها طريق الفجور طريق معصية الرحمن وإتباع الشيطان وهو طريق الضلالة



                إن مجاهدة المؤمن نفسه وأهوائه يزرع الخشية في قلبه والتَّقوى في نفسه، ويحرِّك الفكر لما هو أرقى؛ فيوصل إلى سبل السعادة والنجاح، والصَّادق الملتزم بهذه المسيرة محسن يحظى بعطاء الله وقُربهِ عزَّ وجل وهدايته
                قال سبحانه وتعالى.
                : {والَّذين جاهَدوا فينا لنَهديَنَّهُمْ سُبُلَنا وإنَّ الله لَمَع المحسنين}

                أن الله عز وجل خلق للإنسان القدرة والإرادة والعقل والفطرة ، وهداه بالدين الحق إلى ما يميز به الخير من الشر .وجعل الله للإنسان مشيئة وإرادة ، وهذا ظاهر من حرية الإنسان في الاختيار بين المتضادات والمختلفات ، فيختار الخير وضده ، والفعل وتركه أو فعل غيره ، وجعل الله للإنسان القدرة على فعل ما يشاء ، فيقدر على فعل ما شاء من الضدين بالقدرة التي أعطاه الله إياها .فصار خلق الإنسان وخلق إرادته وقدرته سببا لحرية العبد في إرادة وفعل ما يشاء ،وبثبوت الحرية تثبت المسؤولية واستحقاق الثواب والعقاب .



                أصل الدين واحد وهو الاسلام

                سأخبرك أولا ما هو الإسلام

                إن الإسلام هو الخضوع والإنقياد التام أى الإستسلام الكامل لأوامر الله عز وجل أى طاعة مسلمة مجردة لا تحكمها أهواء طاعة تامة لله سبحانه وتعالى لكل ما أمرنا به سبحانه وتعالى والإنتهاء عما نهانا عنه . الإسلام لله تعالى قلبا وعقلا وجسدا وروحا

                ابراهيم واسماعيل كانا يدعوان الله : " رَبَّنَا واجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ". من سورة البقرة
                أي واجعلنا مستسلمين لأمرك خاضعين لطاعتك

                ويعقوب يوصي بنيه فيقول : "فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ".أي مخصلون ومنقادون لله بالطاعة

                وموسى يقول لقومه : " يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ " . أي إن كنتم مذعنين لله بالطاعة

                فجميع الأنبياء مسلمين أى خاضعين مذعنين مستسلمين لله رب العالمين

                قال سبحانه وتعالى:
                {شَرَعَ لكم من الدِّينِ ما وصَّى به نوحاً والَّذي أَوحينا إليك وما وصَّينا به إبراهيمَ وموسى وعيسى أن أَقِيموا الدِّينَ ولا تتفرَّقوا فيه..} (42 الشورى آية 13).


                الإسلام بهذا المعنى هو دين موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبلهم، لأن معناه الاستسلام والانقياد لله تعالى وإفراده وحده بالعبادة.


                فائدة الدين

                إن الدين هو دستور يقوم على الصدق والعدل، والهداية والإنابة في أصل كلِّ رسالة سماوية، وبِغَضِّ النظر عما طرأ على ذلك الأصل من تحريف وتبديل مماجعله أديان متعددة ولكن يبقى الدين الصحيح . ولهذا كان من مهامِّ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعيد للرسالات السابقة ضياءها ونقاءها، وأن يزيل عنها الدخائل الَّتي شوَّهتها وحرَّفتها عن المسار الَّذي اختاره الله لعباده، ويتمِّم التشريعات الَّتي تكفل سعادة الإنسان وأمنه واستقراره، وعُلُوَّ شأنه في دنياه وآخرته.

                إن الدين هو ضوابط إلهية ، وقوانين سماوية تنظم حياة الإنسان وتنسق مشاعره، وتهذب سلوكه، وتحرك للسرِّ الإلهي المُوْدَع بين جنبيه ليعلو فوق النَّوازع والشهوات، فتسمو الروح لتهيمن على كيانه، فتصبح مصدر انطلاقه نحو مرضاة ربِّه، والعروج درجات في معالي الكمال.

                وبشيء من الرويَّة والصبر والتأمُّل، وبشيء من ومضات الصدق النفسي، يتوصَّل الإنسان إلى هذه الحقيقة، وإذا ما شاء أن يدركها فما عليه إلا أن يشرع بفتح أبواب عقله وقلبه لاستقبال تعاليم الله، والانقياد لها كما هي؛ لأنها من لَدُن مشرِّع حكيم يعلم مصلحته ويعلم سرَّ سعادته.



                وبشيء من التواضع لعظمة الله، والرضا بما شرعه، سيُفتح أمامه باب واسع من المعرفة الَّتي تتولَّد عنها السَّكينةُ والطمأنينة، فمن تواضع لله رفعه، ومن رضي بما أمر به ألبسه ثوب الرضا الَّذي تكمن السعادة المنشودة بين طياته.

                تعليق

                • متأمل
                  3- عضو نشيط
                  • 1 أبر, 2009
                  • 389
                  • أى عمل شريف
                  • مسلم

                  #23
                  السائلة الكريمة

                  فى المشاركة السابقة أجبنا على ما ورد فى سؤالك لماذا لم يجعل كل البشر مثل بعض ام انه خلقهم حتي يختبرهم ويبتليهم ! وهل خلق عباده حتى يعذبوا إذن فكيف يكون رحيم


                  وكانت الإجابة كالتالى مع التوضيح والزيادة


                  طريق الخير أو الشر بيد الإنسان كما جاء في الآيات الكريمة:


                  قال سبحانه وتعالى

                  {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (108)من سورة يونس.


                  وقال سبحانه وتعالى
                  > قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها"الشمس


                  فكل نفس أمامها طريقين طريق تقوى الله وطاعته وهو طريق الهداية . وأيضا أمامها طريق الفجور طريق معصية الرحمن وإتباع الشيطان وهو طريق الضلالة



                  إن مجاهدة المؤمن نفسه وأهوائه يزرع الخشية في قلبه والتَّقوى في نفسه، ويحرِّك الفكر لما هو أرقى؛ فيوصل إلى سبل السعادة والنجاح، والصَّادق الملتزم بهذه المسيرة محسن يحظى بعطاء الله وقُربهِ عزَّ وجل وهدايته
                  قال سبحانه وتعالى.
                  : {والَّذين جاهَدوا فينا لنَهديَنَّهُمْ سُبُلَنا وإنَّ الله لَمَع المحسنين}

                  أن الله عز وجل خلق للإنسان القدرة والإرادة والعقل والفطرة ، وهداه بالدين الحق إلى ما يميز به الخير من الشر .وجعل الله للإنسان مشيئة وإرادة ، وهذا ظاهر من حرية الإنسان في الاختيار بين المتضادات والمختلفات ، فيختار الخير وضده ، والفعل وتركه أو فعل غيره ، وجعل الله للإنسان القدرة على فعل ما يشاء ، فيقدر على فعل ما شاء من الضدين بالقدرة التي أعطاه الله إياها .فصار خلق الإنسان وخلق إرادته وقدرته سببا لحرية العبد في إرادة وفعل ما يشاء
                  قال سبحانه وتعالى
                  {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } (29) سورة الكهف

                  ،وبثبوت الحرية تثبت المسؤولية واستحقاق الثواب من نعيم والعقاب من عذاب

                  ******

                  أما رحمة الله

                  يجدها من يتدبرها ، في كل مكان، وفي كل شيء، وفي كل حال، يجدها في نفسه، وفيما حوله،ورحمة الله لاتعز على طالب في أي مكان ولا في أي حال ورحمة الله تتمثل في مظاهر لايحصيها العد، ويعجز الانسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها، فمن مظاهرها:
                  - خلق الانسان، وتكوينه، وتكريمه، وتسخير الأرض له، وهدايته بالرسل والكتب..
                  - ومن قبل بفطره على معرفته ومحبته، قال تعالى :
                  { وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها } ، وقال:{ وما بكم من نعمة فمن الله }.
                  - ورحمة الله ليست قاصرة على ما وهب وأعطى، بل تمتد إلى حرم
                  ومنع: فما حرم شيئا إلا رحمة بخلقه، وما منع رزقا إلا لرحمته بعباده، حرم الربا، والزنا، والخمر، والقمار، رحمة بهم، حتى لاتفسد معيشتهم حياتهم،

                  .ومن رحمة الله أن تحس برحمة الله:
                  فرحمة الله تضمك وتغمرك وتفيض عليك، ولكن شعورك بوجودها هو الرحمة، ورجاؤك فيها، وتطلعك إليها هو الرحمة، وثقتك بها، وتوقعها في كل أمر هو الرحمة..
                  والعذاب في احتجابك عنها، أو يأسك منها، أو شكك فيها، وهو عذاب لايصبه الله على مؤمن أبدا:

                  { إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} ..


                  **********



                  وبالنسبة إلى سؤالك

                  لماذا جعل الناس اديان وصراع للابد ؟؟

                  كانت الإجابة كالتالى

                  أصل الدين واحد وهو الاسلام

                  سأخبرك أولا ما هو الإسلام

                  إن الإسلام هو الخضوع والإنقياد التام أى الإستسلام الكامل لأوامر الله عز وجل أى طاعة مسلمة مجردة لا تحكمها أهواء طاعة تامة لله سبحانه وتعالى لكل ما أمرنا به سبحانه وتعالى والإنتهاء عما نهانا عنه . الإسلام لله تعالى قلبا وعقلا وجسدا وروحا

                  ابراهيم واسماعيل كانا يدعوان الله : " رَبَّنَا واجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ". من سورة البقرة
                  أي واجعلنا مستسلمين لأمرك خاضعين لطاعتك

                  ويعقوب يوصي بنيه فيقول : "فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ".أي مخصلون ومنقادون لله بالطاعة

                  وموسى يقول لقومه : " يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ " . أي إن كنتم مذعنين لله بالطاعة

                  فجميع الأنبياء مسلمين أى خاضعين مذعنين مستسلمين لله رب العالمين

                  قال سبحانه وتعالى:
                  {شَرَعَ لكم من الدِّينِ ما وصَّى به نوحاً والَّذي أَوحينا إليك وما وصَّينا به إبراهيمَ وموسى وعيسى أن أَقِيموا الدِّينَ ولا تتفرَّقوا فيه..} (42 الشورى آية 13).


                  الإسلام بهذا المعنى هو دين موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبلهم، لأن معناه الاستسلام والانقياد لله تعالى وإفراده وحده بالعبادة.

                  فائدة الدين

                  إن الدين هو دستور يقوم على الصدق والعدل، والهداية والإنابة في أصل كلِّ رسالة سماوية، وبِغَضِّ النظر عما طرأ على ذلك الأصل من تحريف وتبديل مماجعله أديان متعددة ولكن يبقى الدين الصحيح . ولهذا كان من مهامِّ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعيد للرسالات السابقة ضياءها ونقاءها، وأن يزيل عنها الدخائل الَّتي شوَّهتها وحرَّفتها عن المسار الَّذي اختاره الله لعباده، ويتمِّم التشريعات الَّتي تكفل سعادة الإنسان وأمنه واستقراره، وعُلُوَّ شأنه في دنياه وآخرته.





                  ******


                  أما بالنسبة لما ورد فى هذا الإقتباس


                  أخيرا اكتشفت أيضا ان الانسان تحكمه مشاعر + افكار
                  في نفس الوقت اكتب الموضوع ولا يزال خوف من المجهول لا اعلمه لربما بسبب ان التربية كانت من البداية على انه هناك خالق لهذا الكون

                  السائلة الكريمة

                  إن الدين هو ضوابط إلهية ، وقوانين سماوية تنظم حياة الإنسان وتنسق مشاعره، وتهذب سلوكه، وتحرك للسرِّ الإلهي المُوْدَع بين جنبيه ليعلو فوق النَّوازع والشهوات،فتسمو الروح لتهيمن على كيانه، فتصبح مصدر انطلاقه نحو مرضاة ربِّه، والعروج درجات في معالي الكمال.

                  وبشيء من الرويَّة والصبر والتأمُّل، وبشيء من ومضات الصدق النفسي، يتوصَّل الإنسان إلى هذه الحقيقة، وإذا ما شاء أن يدركها فما عليه إلا أن يشرع بفتح أبواب عقله وقلبه لاستقبال تعاليم الله، والانقياد لها كما هي؛ لأنها من لَدُن مشرِّع حكيم يعلم مصلحته ويعلم سرَّ سعادته.




                  وبشيء من التواضع لعظمة الله، والرضا بما شرعه، سيُفتح أمامه باب واسع من المعرفة الَّتي تتولَّد عنها السَّكينةُ والطمأنينة، فمن تواضع لله رفعه، ومن رضي بما أمر به ألبسه ثوب الرضا الَّذي تكمن السعادة المنشودة بين طياته.

                  تعليق

                  • _الساجد_
                    مشرف قسم النصرانية

                    • 23 مار, 2008
                    • 4599
                    • مسلم

                    #24
                    الإخوة الأفاضل :
                    لتحقيق أكبر فائدة من الحوار البناء مع الضيفة الكريمة .. يجب أن نقف أولاً عند جملتها :
                    السبب اني أخيرااكتشفت ان العالم وجد نفسه ومافي اله في الدنيا يحكم بالمعني الفعلي وانه يكون قادر على كل شيء في الارض السماء

                    فما معنى هذه الجملة التى تتكون من ثلاث نقاط :
                    السبب اني أخيرااكتشفت ان العالم وجد نفسه

                    ومافي اله في الدنيا يحكم بالمعني الفعلي

                    وانه يكون قادر على كل شيء في الارض السماء

                    نترك للضيفة توضيح قولها السابق ..
                    فهذه الثلاث نقاط هي مفتاح كل ما عند الضيفة من أحاسيس ومشاعر وأفكار ..


                    تعليق

                    • سمير ساهر
                      2- عضو مشارك
                      • 10 أكت, 2009
                      • 270
                      • باحث
                      • مسلم

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة _الساجد_
                      الإخوة الأفاضل :
                      لتحقيق أكبر فائدة من الحوار البناء مع الضيفة الكريمة .. يجب أن نقف أولاً عند جملتها :

                      فما معنى هذه الجملة التى تتكون من ثلاث نقاط :



                      نترك للضيفة توضيح قولها السابق ..
                      فهذه الثلاث نقاط هي مفتاح كل ما عند الضيفة من أحاسيس ومشاعر وأفكار ..
                      الأخ ساجد
                      لقد رددنا على كلامها، فلا تُتِح لها الفرصة وكأننا لم نرد عليها.

                      تعليق

                      • سمير ساهر
                        2- عضو مشارك
                        • 10 أكت, 2009
                        • 270
                        • باحث
                        • مسلم

                        #26
                        أرجو من الإخوة في الإدارة أنْ يوسع كل منكم صدره بشأن هذا الموضوع، فهو صحيح منقول من كتاب لأحد مفكري ومؤرخي المعتزلة، إلَّا أنَّ الموضوع عادي يرد على قضية ستجدوا لها رواجًا كبيرًا في هذا العصر الانترنتي، وإنْ كان رواجها في العصور القديمة منحصر في فئة قليلة.
                        لقد نقلتُ موضوعًا أمس من كتاب موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لابن تيمية، ولم أضِق صدرًا به، فهو ممَّا يحصل الاتفاق بشأنه بين العقلاء، من حيث عمومه، وهذا بالضبط شأن الموضوع الذي انقله من كتاب النظر والمعارف للقاضي عبد الجبار.

                        المشاركة الأصلية بواسطة ملحدة جديد
                        أخيرا اكتشفت أيضا ان الانسان تحكمه مشاعر + افكار
                        في نفس الوقت اكتب الموضوع ولا يزال خوف من المجهول لا اعلمه لربما بسبب ان التربية كانت من البداية على انه هناك خالق لهذا الكون
                        السيدة ملحدة
                        جئت لك بموضوع من كتاب النظر والمعارف للقاضي عبد الجبار، وهو رد على عبارة "مشاعر + أفكار"، وهذه العبارة لا بد من فهمها كما وردت في السياق يا إخوة، فهي تماثل قول السفسطائية، حيث قال زعيمهم بروتجاروس: "أنَّ الإنسان هو معيار الأشياء"، وهذا ينطبق على المتناقضات، هذا إنْ لي يصح المخرج الذي وجده بعض الناس لهم:
                        في إبطال قول من ينفي الحقائق


                        اعلم أنَّ أبا القاسم البلخي – رحمه الله -، منع من مكالمتهم؛ لأنَّ ما جحدوه هو الأصل، ولا دليل عليه؛ فلا تصح محاجتهم، وإنْ كان في المتقدمين من ناقضهم، بأنْ قال: أبعلم قلتم؟ أنَّه لا علم ولا حقيقة!، فإنْ قالوا: "نعم"؛ ثبَّتوا العلم، وإنْ قالوا:”لا"؛ لم يستحقوا جوابًا، وإنْ أظهروا الشك، قيل لهم:أتعلمون أنَّكم شاكون، أو لا، على سبيل ما تقدم؟ وبيَّن أنَّ أحدهم إذا نزل به مكروه، يفعل فعل العالم. وعلى هذا الحد أجرى الكلام في كتاب"الآراء والديانات"، لأنَّه ذكر فيه أنَّ مِنَ الناس مَنْ نفى العقل والتمييز، فزعم أنَّ ما شاهدوه ظن وحسبان.


                        قال: ومن الغلط مناظرتهم والرد عليهم؛ لأنَّ من يزعم أنَّه لا يعلم أيناظر أم لا، بل لا يدري أموجود هو أم لا؛ كيف يرد عليه، وهل مخاطبته إلَّا كالسكوت عنه؟ ولا يجوز فيمن هذا حاله إلَّا التأدب دون غيره، وإذا كان يرد إليه في المناظرة، والمشاهدات؛ وقد جحدها، فكيف يصح أنْ يكلم؟ وإذا اعترفوا بجهل المشاهدات، ولا علم أصح منه، فكيف يدل على صحته؟


                        وقال بعضهم: قد أحلُّوا أنفسهم من أوَّل وهلة، المحل الذي نجتهد أنْ نلجئهم إليه؛ لأنَّ آكد ما سقط به قول الخصم أنْ يلجأ إلى إنكار العلوم المتعارفة.


                        وقد ذكر الشيخ أبو علي، أنَّ السوفسطائية إنَّما جهلت أنَّ علمها علم، وطريقته الاكتساب، ويجوز أنْ يُكلموا في ذلك ويناظروا.


                        وشيخنا أبو هاشم قد ذكر ذلك، وقال: المعتقِد يستدل على اعتقاده علمًا بسكون النفس إلى معتقده. وجملة ما يجب أنْ يحصل في ذلك، أنَّ يفصِل بين ما يعلمه العالم باضطرار، وبين ما يعلمه باستدلال؛ فمتى نازع المنازع قولًا في الضروري؛ علم كذبه فيه، ولم تصح محاجته ومناظرته بإيراد الأدلة، وإنْ صح أنْ ينبه بذكر أمور: على أنَّ ما أنكره، هو عارف به، ليلجأ بذلك إلى إنكار أمثاله، وإلى إثبات المناقضة في كلامه؛ لا أنْ الذي يورد عليه يكون حجاجًا، وإنَّما يجري مجرى الخبر عمَّا هو عارف، ليتدرج به إلى الاعتراف بما أنكره. وما كان طريقه الاستدلال، استعمل فيه طريقة المحاجة بإيراد الحجج والأدلة، ليُزال المبطل عن اعتقاده الباطل إلى الحق. فأمَّا من أنكر ما يعلم باضطراد، فنحن عالمون بأنَّه عارف بالأمر الذي أنكر معرفته؛ فلا يصح أنْ نطلب بمكالمته، إزالته عن الاعتقاد، مع علمنا بصحة اعتقاده، وإنَّما يجب أنْ نجتهد في إزالته عن الإنكار الفاسد، بالطريقة التي قدمنا؛ إذ لا دليل على ما أنكره، فنُذَكِّرُه.


                        وإذ لا يصح أنْ يقيم الحجة بالأدلة على من يعرف – هل يوجد هنا حرف "لا" يا إخوة - المدلول، لأنَّه لو رام أنْ ينظر فيما أوردناه من دليل؛ لتعذر عليه.


                        وقد علمنا أنَّ العلم، بأنَّ الإنسان يعتقد ما أدركه، ضروري، وكذلك العلم بأنَّه ساكن النفس إليه، ضروري. وإنْ كان العلم بإثبات العلم وكونه مفارقًا لما ليس بعلم، طريقه الدليل. فإنْ كان السوفسطائي يقول: أنِّي لا أعتقد المدركات، ولا تسكن نفسي إلى ما أعتقد منها من وجودها، ومفارقة الأسود للأبيض، والحلو للحامض، والطويل للقصير، والصغير للكبير؛ فقد جحد ما يعلمه باضطرار، فيجب أنْ ننبه على فساد قوله، بما حكيناه في صدر هذا الباب؛ وبأنْ نُبَيِّن أنَّ تصرفه فيما أدركه، على ما ذكرناه، يخالف تصرف الظان المبخت، وأنَّه يطابق المعرفة بحال ما تصرف فيه، وأنَّ حكمه يخالف حكم المشاهد إذا كان صبيًا غير عاقل، كما يفارق تصرف الظان المبخت، فنسلك معه التنبيه، وهذا المسلك.
                        فأمَّا إنْ قال:"إنِّي أتصوَّر علمي بصورة الظن والحسبان، وأجوِّز في معلومه لهذه الجهة ما أجوزه في الظن، وأجري اعتقادي مجرى اعتقاد النائم فيما يشاهده ويرى، واعتقاد من يظن السراب ماء"، فالذي يجب أنْ يُسلك في مكالمته، بيان حال العلم، وما به يفارق ما ليس بعلم بسكون النفس، ونجعل ذلك دلالة على أنَّ ما أوجبه يجب أنْ يكون صحيحًا مفارقًا للظن الذي يجوز فيه أنْ لا يحصل مظنونه على ما ظن. وصارت هذه الطريقة في الدلالة على مفارقة حال العلم لغيره، تميز له الاستدلال بصحة الفعل من زيد، وتعذره من عمرو، على اختصاصه بحال؛ لأنَّا نعلم سكون النفس عند وجود العلم، وتعذر ذلك في الاعتقاد الذي هو ظن وتقليد وتبخيت، كما نعرف الفعل من واحد دون آخر.


                        فليس لأحد أنْ يقول:"إنَّكم رجعتم في هذا الباب إلى الذي ادعيتم فيه الضرورة"؛ لأنَّا وإنْ رجعنا إليه، فقد جعلناه دليلًا على غيره؛ فهو مفارق للوجه الذي يمنع فيه من الاستدلال، لأنَّه إنكار لنفس الضرورة، لا ما الضرورة دالة عليه.


                        ولو أنَّ منكرًا أنكر أنْ يعرف الفصل بين من يصح الفعل منه، وبين من يتعذر عليه؛ لكان جاحدًا للضرورة. فإذا خالف في كونه قادرًا، أو ضاف الفعل إلى الله سبحانه، أو إلى الطبع، كلمناه في ذلك، وجعلنا الضرورة دالة على فساد قوله.


                        فإنْ قيل: فيجب على ما قدمتم، أنْ لا يصح أنْ يستدل الإنسان بفعله المحكم على أنَّه عالم؛ وذلك صحيح فيه، كصحته في غيره؛ وفي ذلك دلالة على أنَّ علمه بأنَّه عالم، مكتسب.


                        فلو قال قائل:"إنَّ سكون نفسه لا يرجع إلى العلم؛ فلا يجب أنْ يكون عالمًا ومفارقًا للظان"، لكان منازعًا فيما طريقُه الدليل.


                        فيجب أنْ نبيِّن أنَّ سكون النفس يقتضيه الاعتقاد، ونرجع إلى كونه معتقدًا، فيصح إثبات كونه عالمًا، ويصح أيضًا أنْ يدل على ذلك بالفعل؛ فلا مطعن بذلك فيما قدمناه.


                        ولذلك جاز أنْ تدخل الشبهة في الألم، فيقول قائل: إنَّه يرجع إلى علة. ومنهم من يقول: إلى كونه مدركًا، مع نفور الطبع؛ وإنْ كان العلم به في الأصل، ضروريًا.


                        والعلم بانَّه سُمِّي عالمًا، واعتقاده علمًا، طريقه أيضًا اللغة. فلا يمتنع أنْ يحصل اللبس فيه، وتصح فيه المناظرة. ولذلك قال كثير من الناس: إنَّ العالم هو المعتقد للشيء، على ما هو به فقط. وبعضهم خالف فيه.


                        فأمَّا تعلقهم بأنَّ المدرك يسكن إلى أنَّ السراب ماء، وأنَّ العسل إذا غلب الصفراء عليه مرًا، كسكونه إلى سائر ما يدركه، ثم ينكشف له خلاف ما اعتقده؛ فما الذي تأمنه من مثله في سائر المدركات التي يعلمها، فبعيد. لأنَّ نفسه لا تسكن إلى أنَّ ما رآه ماء وإنما تشاهده بصفة الماء لشبهة به في البياض واللمعان واضطرابه في الموضع الذي أدركه. فما أدركه صحيح، وإنْ أخطأ في اعتقاده ماء. وليس كذلك ما نعلمه من كون الماء ماء، عند مشاهدته له.


                        وقد بيَّنا من قبل، كثيرًا من علل الخطأ في الإدراك. وبيَّنا أنَّ الإدراك في الحقيقة لم يخطئ، وإنَّما أخطأ المدرِك في الاعتقاد عنده لضروب ذكرناها لا وجه لإعادتها. وبيَّنا أنَّ اعتقاد النائم لا شبهة فيه، لأنَّه لا تسكن نفسه إليه، وهو في بابه أبعد ممَّن يظن السراب ماء. ولذلك ربَّما يرى رأسه مباينًا لجسده، ويرى نفسه ميتًا مشاهدًا لغيره. وكل ذلك ممَّا نعلم ضرورة فساده.


                        وما قدمناه، يسقط قول من يقول: إنْ كان ما به يعلمون العلم علمًا نفسه، لم يصح؛ وإنْ كان غيره، فيجب أنْ لا يعلم إلَّا بعلم آخر؛ وذلك يوجد إثبات ما لا نهاية له؛ ليصح أنْ يعرف الإنسان علمه، ويثق بما علمه؛ وذلك محال. لأنَّا لا نوجب أنْ لا يعلم الإنسان أنَّه عالم، إلَّا بعد أنْ يعرف كل علم حصل في قلبه. بل متى حصل في قلبه العلم بأنَّه عالم، علم نفسه عالمة بالمعلوم، سواء علم علمه أم لا. ولذلك صح أنْ يعلم المدركات بالاضطرار، ولا يعلم نفسه عالمًا باضطرار، ولا أنَّ له علمًا.


                        ولسنا نقول: أنَّ علمه بأنَّ العلم علم، هو نفسه؛ بل لا بد من علمين: أحدهما يعلم به نفس الاعتقاد، والآخر أنَّه علم. ولذلك صح التنازع في كون العلم علمًا، مع كونه عالمًا باعتقاده. فلو كان المعلم يعلم نفسه، لما صح ذلك.


                        وهذا هو الذي يختاره شيخنا أبو عبد الله – رحمه الله -، وقد مر مثله في كلام أبي هاشم – رحمه الله -، فيما أظن. وإنْ كان الأكثر في كلامه، ما يقوله شيخنا أبو على – رحمه الله -، من أنَّه يعلم علمًا بنفسه، لأنَّه صار علمًا لكون معلومه على ما تناوله. وقد علم به معلومه. فالعلم بأنَّه علم بنفسه، من حيث تناول المعلوم؛ وإنْ كان العلم بأنَّه اعتقاد غيره، وهو في بابه عندهما – رحمهما الله -، كالخبر الصدق والدلالة. فكما أنَّ العلم بصدق الخبر، هو علم بانَّ مخبره على ما تناوله؛ وكذلك تكون الدلالة دلالة أنَّ مدلوله على ما تناوله؛ فكذلك القول في العلم.


                        وليس الأمر كذلك، لأنَّا قد بيَّنا أنَّه لا بد في العلم من أنْ يختص بصفة لها يُقتضى سكون النفس؛ كما أنَّ العالم لا بد من أنْ يختص بحال، لها يصح الفعل المحكم منه؛ وكما أنَّ القبيح يجب أنَّ يختص بوجه له يقبح. فالعلم بأنَّه عِلم "عِلم" بأنَّه وقع على الوجه الذي يقتضي سكون النفس، وإنْ كان لا بد من أنْ يقارنه العلم بأنَّه العلم بمعلومه، إذا علم أنَّ العلم علم بكيت وكيت. فأمَّا إنْ علمه علمًا في الجملة، فإنَّما يجب أنْ يعلم أنَّ له معلومًا، أو بما هو في حكم المعلوم.




                        في إبطال القول بأنَّ حقيقة كل شيء ما يعتقده المعتقد


                        وقد حَكَى أبو عثمان الجاحظ – رحمه الله -، وغيره، أنَّ فرقة من أصحاب التجاهل زعمت أنَّ لا حقيقة للأشياء في نفسها وحقيقتها عند كل أحد ما يعتقده. وهذا كالخل الذي يحيا فيه دوده، فإنْ طرح في غيره مات؛ وكالعسل الذي يجده المعتدل المزاج حلوًا، وصاحب المرة الصفراء يجده مُرًا، فهو حلو مَرَّة، ومُرٌّ مَرَّة، متى أُضِيف إليهما.


                        قالوا: وذلك كالاستحسان والاستقباح، لأنَّ زيدًا يستحسن الحادثة، ويستقبحها عمرو، ويريدها أحدهما، ويكرهها الآخر، ويشتهيها أحدهما، وينفر طبع الآخر عنها. فكذلك يجب إذا اعتقد أحدهما أنَّ العالم قديم، والآخر أنَّه مُحْدَث، أنْ تكون حقيقته أنْ يكون قديمًا ومُحْدَثًا بالإضافة إليهما.


                        وهذه الفرقة أقرت بالحقائق على بعض الوجوه؛ وفارقت من ينفي الحقائق أيضًا، وإنْ كان من جهة المعنى لا فرق بينهما، فيما نعلم باضطرار؛ لأنَّا قد بيَّنا أنَّ العلم بأنَّه معتقِد وساكن النفس، ضروري؛ وإنْ كانت الشبهة قد تحصل في أنَّ سكون النفس يَتَّبِعِ الاعتقاد أو غيره، وأنَّه يجب فيه من حيث كان علمًا ومن حيث يقع على الوجوه التي قدمناها؛ فلا بد من حصول العلم لكلا الطائفتين بما ادعيناه ضروريًا ومن صحة علمهم، ومن صحة توصلهم من جهة الاستدلال إلى ما قلنا أنَّه يعلم باكتساب.
                        وإنْ كانت الطائفة قد أخطأت من وجه آخر، لأنَّها اعتقدت جواز كون الشيء على كل صفة يصح أنْ يعتقدها معتقد؛ وهذا في كثير من الصفات يعلم بطلانه باضطرار، فحالهم فيه كحال من ينكر العلم بالمشاهدات، لأنَّه لا فرق بين العلم باستحالة كون الشيء موجودًا معدومًا، وقديمًا مُحْدَثًا، وبين العلم بحال المدرك إذا ارتفع اللبس. فمن جوَّز كون الشيء قديمًا مُحْدَثًا، من حيث اعتقد المعتقِد ذلك فيه؛ فحاله في التجاهل، كحال من جوَّز فيما نشاهده أسود، كونه أبيض، والأصل في هذا الباب أنَّ اعتقاد المعتقِد لا يؤثر فيما عليه المعتقَد؛ لأنَّه لو أثَّر في ذلك؛ لوجب أنْ يكون المعتقَد على الصفة التي يختص بها لاعتقاد المعتقِد، ولوجب أنْ يكون اعتقاده موجبًا لكونه كذلك. ولو كان كذلك؛ لوجب أنْ يكون اعتقادًا لسائر ما يعتقده في أنَّه يوجب كونه على ما هو عليه يميز له السبب في إيجابه حدوث المسبَّب، وهذا يوجب؛ أنْ يصح منا وقوع الحسم – ربما الجسم - والقدرة، إذا اعتقدنا ذلك فيهما؛ بل يوجب أنْ يكون تعالى موجودًا ومختصًا بسائر ما هو عليه من جهتنا، إذا اعتقدنا كونه كذلك؛ بل يوجب إذا اعتقد المعتقِد في الشيء جوهرًا سوادًا، أنْ يحصل بهذه الصفة؛ وقد بيَّنا فساد ذلك؛ بل يوجب على هذا صحة كون الشيء الواحد بياضًا سوادًا، إذا اعتقد المعتقِد أنَّ ذلك فيه، وقديمًا ومُحْدثًا، وموجودًا معدومًا، وقد بيَّنا أنَّ العلم باستحالة ذلك ضروري.
                        وليس لهم أنْ يقولوا: ما أدَّى منه إلى المستحيل؛ لم يؤثر اعتقاد المعتقِد فيه؛ وما لم يؤدِ إلى ذلك؛ جاز أنْ نبينه على الصفات التي يعتقدها المعتقدون فيه؛ وذلك لأنَّ الاعتقاد، إذا ثبت أنَّه لا يؤثر في كون المُحْدَث قديمًا، والقديم مُحْدَثًا، وفي قلب الأجناس؛ فيجب أنْ لا يكون مؤيدًا في سائر الأمور، وأنْ يعتبر في كون المعتقَد على ما يختص به حاله، لا بحال الاعتقاد؛ ولذلك يثبت على ما هو به، وإنْ لم يعتقِد أحد فيه ما هو عليه؛ ولذلك قلنا: إنَّ العلم وإنْ كان يتعلق بالشيء على ما هو به، فإنَّه لا يصير علمًا على ما هو به، لمكان العلم. كما لا يصير العلم علمًا، لكون معلومه على ما هو به، وقد شرحنا ذلك من قبل، فإذا لم يجب ذلك على قولهم هذا؛ فبأنْ لا يجب ذلك في الاعتقاد أوْلى. وكان يجب على قولهم هذا، إذا كان الإنسان قادرًا على الاعتقادات المختلفة في الأمور، أنْ يقدر أنْ يجعلها على الصفات التي يصح أنْ يعتقدها فيه، فيجعل السواد مرَّة سوادًا، ومرَّة بياضًا، والجسم مرَّة قديمًا، ومرَّة مُحْدَثًا، وقد علمنا أنَّه إنْ كان قديمًا لم يجُز أنْ يتغيَّر حاله، وإنْ كان محدثا فكمثل.
                        وقد بيَّنا ذلك في الرد على النصارى في الاتحاد، وأبطلنا قولهم في الناسوت، مع حدوثه عند الاتحاد يصير قديمًا، واللاهوت يصير مُحْدَثًا مع ثبوت قِدمه. وكان يجب، على هذا القول، أنْ يصح أنْ ينكشف للإنسان ثانيًا بطلان اعتقاده أولًا؛ وأنْ لا يعلم نفسه، بل غيره، جاهلًا.
                        وفي بطلان ذلك، لما نجده في أنفسنا، دلالة على هذا القول. ويفارق هذا، ما نقوله في مسائل الاجتهاد: إنَّ كل مجتهد فيه مصيب، وإنْ حَكَمَ أحدهما بالتحريم والآخر بالتحليل؛ لأنَّ المحرِّم، في هذه المسائل، هو ما يفعله أحد المجتهدين أو من يستفتيه ويرجع إلى قوله، والمحلِّل ما يفعله المجتهد الآخر، أو من يقلده. وإذا كان المحلل غير المحرم، لم يتناف القول فيهما بذلك. ولو كان المحلِّل هو المحرِّم على وجهين أو عند حصول شرطين، كان لا يَمْتَنِع ذلك أيضًا.


                        وليس كذلك ما قالوه؛ لأنَّهم أثبتوا الشيء على صفتين ضدين؛ ويستحيل كونه عليهما من حيث اعتقد المعتقِد أنَّ ذلك الشيء فيه. ومثل ذلك لا نجيزه في الاعتقاد، ولا غيره. وإنَّما شاع في مسائل الاجتهاد، - على -ما قدمناه؛ لأنَّ الكلام فيها يتناول أفعال المكلَّفين في المستقبل. فأمَّا إذا كان الكلام على أمر متقدم، فلا بد من كونه على صفة واحدة، فاعتقادالمعتقِد فيه أنَّه ليس عليها، أو أنَّه على الصفة المضادة لها؛ جهل لا محالة.
                        فأمَّا تعلقهم باستحسان زيد الخلقة، واستقباح عمرو لها؛ فإنَّ ذلك إذا صح في الحقيقة، لم يمتنع مثله في المذاهب.
                        فقد بيَّنا من قبل أنَّ ذلك إنَّما صح من حيث يرجع ذلك إلى شهوة أحدهما للنظر إليها، ونفور الآخر عنه؛ وحال الخلقة لا يتغيَّر. وليس كذلك ما قالوه لأنَّهم حكموا بأنَّ المعتقِد على صفتين ضدين لمكان الاعتقاد. وقد بيَّنا من قبل إنَّما صح في الاستحسان والاستقباح، وإنْ كانت الخلقة على صفة واحدة؛ لأنَّ المدرِك لاختصاصه بحال واحدة، قد يشتهي، وقد ينفر الطبع به.
                        وليس كذلك حال المذاهب؛ ولهذا يجوز أنْ يعتقِد أحد في الظلم، مع علمه بكونه ظلمًا، وأنَّه حسن، ولو اعتقَد أحدهما فيه أنَّه حسن من جهة العقل؛ لكان اعتقاده جهلًا. ومتى حملهم ما قدمناه على ارتكاب التشوية بين المذاهب، وبين استحسان الخلق، وأنَّ المذاهب لا حقيقة لها في أنفسها، وإنَّما يُعْتَبَر فيها اعتقاد المعتقِد، كالاستحسان والاستقباح؛ بطل ذلك من وجهين:
                        أحدهما: لأنَّه مفارقةلقول هذه الفرقة إلى قول السوفسطائية الذين لا يثبتون لشيء من الأشياء "حقيقة”.
                        والثاني: إنَّا قد أثبتنا لمَا يستحسن ويستقبح حقيقة. لكنَّا بيَّنا أنَّه لكونه على صفة واحدة، قد يشتهي، وقد ينفر الطبع عنه؛ فيجب، على هذا، أنْ تثبت لسائر المعتقدات "حقيقة”.
                        فإذا لم يصح أنْ تكون حقيقتها أنْ تكون قديمة ومُحْدَثَة، وعلى صفات متضادة، لم يبقَ إلَّا ما قلناه؛ ولذلك لم نجوِّز كون الواحد منا مستحسنًا للخلقة، ومستقبحًا لها، في الوقت الواحد على وجه واحد، لما أوجب ذلك تضاد صفة الحي. ويجب، على ذلك، أنْ يخرُج الشيء من أنْ يكون قديمًا أو مُحْدَثًا، أو موجودًا أو معدومًا، متى لم يعتقِد أحد فيه ذلك!. كما تخرُج الخلقة من أنْ تكون مستحسنة مستقبحة، متى لم يستحسنها أحد ولا يستقبحها!؛ وفساد ذلك ظاهر. وإنَّما صح في دود الخل أنْ يعيش فيه دون غيره، لأنَّه يتغذى بالخل، ولا يؤثِّر الخل في مجاري أنفاسه من حيث يُبْنَى بُنْيَة مخصوصة، وليس كذلك غيره، لأنَّ الخل لا يؤثِّر فيه ولا يغذيه، كالسمك يعيش في الماء لاختصاصه بِبُنْيَة، لا يؤثِّر الماء في مجاري أنفاسه، معها. ويفارق غيره من الحيوانات؛ ولذلك يتقلب بخروجه من الماء، من حيث تغلب عليه الحرارة، وقد زالت المادة المُسَكِّنة لها من الماء الذي يصل إلى موضع الحمأ واللهيب. فما في هذا، ممَّا يستشهد به، فيما قالوه من التجاهل.


                        فإنْ قال: أليس في الأدوية ما ينفع زيد، ويضر عمرًا؛ وإنِ استحال كونه ضارًا لمن هو نافع؟، فهلَّا جاز مثله في المذاهب؟
                        قيل له: إنَّ الدواء لا يوجد ضررًا ولا نفعًا، وإنَّما يحدثان أو أحدهما عند تناوله بالعادة. وقد أجرى، تعالى، العادة فيه أنْ يحدُث عند المضار والمنافع بحسب المصالح. وليس كذلك حال الجسم؛ لأنَّه لا يجوز أنْ يكون قديمًا ومُحْدَثًا، ولا بالعادة ولا غيرها. وقد بيَّنا أنَّ الضرر والنفع قد يتَّبع الشهوة والنفور دون حال الشيء نفسه؛ وليس كذلك حال المذاهب.
                        فإمَّا إدراك صاحب المرَّة "العسل مُرًّا"، وإدراك غيره له حلوًا، فالتعلق به بعيد؛ لأنَّ إدراك أجزاء العسل لا يختلف فيهما، وإنَّما تقترن في صاحب الصفراء بالعسل "المُرَّة" فتغلب العسل، أو تغلب على موضع الذوق، فيصير مُدْرَكًا مع العسل غيره؛ وصاحب الدم يدرِك مفردًا عن المُرَّة؛ فلذلك يختلفان. ولو أدركاه على حد واحد؛ لما اختلفا.
                        فما في هذا، يتطرق به إلى جواز كون الشيء على صفات متضادة، وإنَّما صح ذلك في العسل، عند مجاورة غيره له، في الذوق، على نحو يصح في الماء، إذا أذيب فيه الزعفران، أنْ يدرَك بلونه، وإنْ كان لون الماء لم يتغيَّر. وقد يبقى من الدواء الكريه في فم شاربه بعض الأجزاء؛ فإذا أكل غيره؛ لم يجد طعمه على نحو ما يجده غيره، لاختلاط تلك الأجزاء به؛ فكذلك القول في العسل. فإذا جاز، أنْ يظن الرأي – كلمة الرأي غير واضحة في هذا السياق - للأسود والأبيض إذا اختلطا، أنَّه كالمُلَوَّن بلون آخر، فما الذي يمنع ما ذكرناه؟!.
                        ولما قدمنا، تختلف حال صاحب المُرَّة الصفراء فيما يذوقه، ففيه ما يذوقه ويجده مُرَّا، وفيه ما يجده بخلافه، من حيث كانت المُرَّة الحاصلة في موضع دونه، يختلف تأثيرها فيما يؤثِّر فيه من حلو وحامض.
                        وقد بيَّنا، في باب الإدراك، أنَّ الطعن بذلك لا يجب أنْ يوثق بشيء ممَّا نُدرِكه؛ لا يصح؛ لأنَّه إذا سكتت النفس إلى المدرَك عند زوال الشبهة ووجوه اللبس، والثقة به حاصلة؛ فإنَّما لا يثق بما يُدْرِكه عند حصول شبهة، وليس - هذه ليس يتيمة -. ويجب في الذائق أنْ يعتبر، فمتى وجد طعم ما يذوقه مختلفًا، مع سلامة حاله، علم في اختلاف الطعوم؛ ومتى وجد طعم ما يذوقه يختلف لأجل اختلاف أحواله، نحو غلبة الصفراء عليه مَرَّة والدم أخرى؛ لم يجُز أنْ يَحْكُم باختلاف طعم الذوق.


                        من صفحة 47 – 53 من كتاب المعارف والنظر.

                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة محمد,,, منذ 2 أسابيع
                        رد 1
                        25 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة الراجى رضا الله
                        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
                        ردود 0
                        26 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة كريم العيني
                        بواسطة كريم العيني
                        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
                        ردود 0
                        24 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة كريم العيني
                        بواسطة كريم العيني
                        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
                        ردود 3
                        36 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
                        ردود 0
                        55 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                        يعمل...