الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى أما بعد :-
اخواني قبل أن أبدء في طرحي لهذا التساؤل المهم لدي مقدمة لابد من التنويه عليها حتى تتم الأفائدة للجميع .
الكل ياأخواني يعلم علم اليقين أن كلمة الله عزوجل أو وحيه واحد ومستحيل أن يتناقض فالتناقض صفة بشرية محالة على الله عزوجل .
الكل يعلم أيضا أن الكتاب المقدس عند النصارى كما يقولون مكتوب بواسطة أناس مسوقين بالروح القدس وذلك لأنهم يكتبون كلمة الرب فوجود الروح القدس ضروري حتى لا يكون هناك تناقض أو اختلاف في الكلام وهذا ما يميز هؤلاء الكتاب عن الكتاب العاديين فالكاتب العادي يمكن أن يحدث خطأ في كتابه أم باعتبار قاعدة النصارى فالكاتب المؤيد من الروح القدس مستحيل أن يذكر تناقضا أو اختلافا لأنه يكتب كلمة الرب كما يقولون وهي واحدة لا تبديل فيها ولا تغيير .
ولكن ........... هل حقا لا يوجد أي تناقض أو اختلاف بين الأسفار التي كتبها هؤلاء الأشخاص المسوقين من الروح القدس .......؟؟؟
تعاالوا بنا لنرى سويا ونتصفح الكتاب المقدس لنرى هل حقا يوجد تناقض واختلاف أم لا ........؟
سوف نفتح صفحات الكتاب المقدس سويا بين الأصحاح الثاني من سفر عزرا وبين الأصحاح السابع من سفر نحميا ونرى كيف يصور الكاتبان حدثا مهما وهو رجوع الأقوام الذين سباهم ملك بابل نبوخذناصر ورجعوا الى أورشليم .......... فيذكرهم كلا الكاتبيان بأسمائهم وأعدادهم ولنرى تعليق القس انطونيوس فكري على هذه النقطة اذ يقول ...( نجد في هذا الأصحاح أسماء من عادوا الى أورشليم وذكر أسمائهم هو لتكريمهم " أنا أكرم الذين يكرمونني " فمن أكرم الله وعاد وسط هذه المشقات التي سبق وذكرناها يكرمه الله بذكر اسمه في الكتاب المقدس )
فكلا الكاتبين قد صورا هذا الحدث المهم الخطير وذكرا الأقوام العائدة وبأعدادها وولعلم ننوه أن كلا الكاتبين قد عاصر بعضهما الأخر وذلك كما يقول القس أنطونيوس فكري في تفسيره لسفر عزرا وذلك في المقدمة في الصفحة الخامسة اذ يقول ........ ( نحميا :- هذا كان معينا كوال على اليهود . وقد تزامن وجود نحميا مع عزرا في نفس الوقت أثناء فترة ملك ارتحشستا لونجيمانوس . ولكل منهما عمله )
وباالتالي نستنتج شيئا مهما وهو أن الأثنان لابد أن يكتبا نفس الحدث بنفس تفاصيله ولا يوجد أي اختلاف يبنهما على الأطلاق لأنهم مساقون من الرووح القدس ويكتبون كلمة الرب وكلمة الرب لا تتناقض أبدا ولكن هل حدث ذلك ؟
تعالوا لنضع عدد من الشواهد التي اختلف وتناقض الكاتبين المسوقين من الروح القدس فيها :-
1-بنو أرح :-
سفر عزرا اصحاح 2 عدد 5 ....... بنو آرح سبع مئة وخمسة وسبعون. 775
سفر نحميا اصحاح 7 عدد 10....... بنو آرح ست مئة واثنان وخمسون. 652
2-بنو فحث موآب من بني يشوع ويوآب :-
سفر عزرا اصحاح 2 عدد 6 ...... بنو فحث موآب من بني يشوع ويوآب ألفان وثمان مئة واثنا عشر. 2812
سفر نحميا اصحاح 7 عدد 11 ...... بنو فحث موآب من بني يشوع ويوآب ألفان وثمان مئة وثمانية عشر. 2818
3-بنو زتو :-
سفر عزرا اصحاح 2 عدد 8 ........ بنو زتو تسع مئة وخمسة وأربعون. 945
سفر نحميا اصحاح 7 عدد 13 ...... بنو زتو ثمان مئة وخمسة وأربعون. 845
4 – بنو باني :-
سفر عزرا اصحاح 2 عدد 10....... بنو باني ست مئة واثنان وأربعون. 642
سفر نحميا اصحاح 7 عدد 15........ بنو بنوي ست مئة وثمانية وأربعون. 648
5-بنو باباي :-
سفر عزرا اصحاح 2 عدد 11........ بنو باباي ست مئة وثلاثة وعشرون 623
سفر نحميا اصحاح 7 عدد 16 ....... بنو باباي ست مئة وثمانية وعشرون. 628
6-بنو عادين :-
سفر عزرا اصحاح 2 عدد 15........ بنو عادين أربع مئة وأربعة وخمسون. 454
سفر نحميا اصحاح 7 عدد 20....... بنو عادين ست مئة وخمسة وخمسون. 655
7- بنو حشوم :-
سفر عزرا اصحاح 2 عدد 19........ بنو حشوم مئتان وثلاثة وعشرون. 223
سفر نحميا اصحاح 7 عدد 22....... بنو حشوم ثلاث مئة وثمانية وعشرون 328
أكتفى بهذا القدر من الشواهد التي أوردها الكاتبين وأذكر أنهما مسوقان من الروح القدس والتي ذكرا فيها أعداد الأقوام التي عادت من سبي بابل الى أورشيلم ولكن هل كانت اعداد العائدين متفقة مع بعضها البعض طبقا لرواية الكاتبين المسوقين من الروح القدس ؟
الجواااااااااااااااااااب ......... لا
اذن فما فائدة وجود الروح القدس التي امتلئ بها الكاتبين أثناء كتابتهما لكلمة الرب ؟
كيف لكلمة الرب أن تتناقض ؟
ألم يكن الرب قادرا على أن يوحي العدد الصحيح لكلا الكاتبين حتى لا يحدث شك ولبس للقارئ ؟
الحقيقة ان هذه المشكلة تضعنا أمام خيار من ثلاثة خيارات لا رابع لهم وعلى الجميع أن يختار خيارا منهم :-
الخيار الأول :- أما أن يكون عزرا قد كتب الأعداد الصحيحة للذين عادوا من السبي ونحميا أخطأ وبالتالي لا يكون مسوقا من الروح القدس .
الخيار الثاني :- اما أن يكون نحميا قد ذكر الأعداد الصحيحة للذين عادوا من السبي وعزرا قد أخطأ وبالتالي لا يكون مسوقا من الروح القدس .
الخيار الثالث :- وهو أن كلا الكاتبين قد أخطأ وأنهما لم يكونا مسوقين من الروح القدس أصلا وانما هم كتاب عاديون يكتبون من تلقاء أنفسهم وذلك لأن كلا منهما يتناقض الأخر .....وهذا هو الرأي الذي أميل اليه .
وصدق الله اذ يقول .......... ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً 82 النساء )
هذا وبالله التوفيق
كتبه الراجي عفو ربه
دكتور أزهري
تعليق