خطفوا مرات ابونا ... وبكرة حيخطفونا !!
في مثل هذه الأوقات من ست سنوات وبالتحديد في عام 2004 - تجمهر الآلاف من النصارى داخل وخارج الكاتدرائية المرقصية بالعباسية ، وقطعوا الطريق العام في شارع امتداد رمسيس وهو من أخطر الشوارع الرئيسية في مصر ، وتكمن خطورة هذا الشارع في أنه يصل وسط البلد ورمسيس حيث محطة مصر للقطارات ، وبين ميادين العباسية ومدينة نصر ومصر الجديدة ، قام الآلاف من النصارى وقتها بقطع الطريق العام وتحطيم السيارات والاعتداء على الأمن مما أدى إلى إصابة العشرات من جنود الأمن المركزي ..
كانت الصيحات من الشباب النصراني كما سجلتها وسائل الإعلام المختلفة تعبر عن مدى الجهل الشديد الذي يعيشه الشباب النصراني ، وكيفية تحكم الكنيسة وتضليل الرأي العام النصراني وتأثيره القوي على النصارى ، خرجت الصيحات والهتافات العدائية ضد البلد المسلمة ، والمسلمين الإرهابيين ، وهتافات مثل " خطفوا مرات ابونا .. وبكرة هيخطفونا " وغيرها من العبارات .
لم يكن التجمهر من نصارى مصر في الكاتدرائية المرقصية فقط ، ولكن التظاهر شمل كل كنائس مصر التي اتشحت بالسواد وأعلن شنودة رسمياً الاعتكاف في دير وادي النطرون حتى يتم عودة الأخت المهندسة " وفاء قسطنطين "
ووفاء قسطنطين هي مهندسة زراعية في منتصف الأربعينات زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير بدمنهور ، تركت بيت زوجها ومكثت عند صديقة لها وأعلنت إسلامها وطلبت حماية الأمن ، شنودة يعلم أنه بإشارة صغيرة من صباع يده يستطيع أن يهيج جموع النصارى في طول مصر وعرضها ، وأنه يعرف كيف يستطيع الضغط على النظام للحصول على أية مكاسب مهما كانت ، يعلم من أين تؤكل الكتف ، يدير الدفة بعناية شديدة وبدقة متناهية ، ويعلم تماماً كيف يحصل على أعلى المكاسب بأقل مجهود ..
قام شنودة بإعلان اعتكافه رسمياً في الدير ، وهذا الفعل كفيل بأن يهيج النصارى في مصر كلها وأعلن مطالبه من داخل الدير ولن يقبل بأقل منها وهي كالآتي :
1 - تسليم وفاء قسطنطين للكنيسة فوراً
2 – الإفراج عن جميع المعتقلين الذين قبض عليهم أثناء المظاهرة ووجهت لهم تهم الإضرار بالمال العام وبمتتلكات الغير ، وتهمة الشغب وإحداث الفوضى ، وتهمة إصابة رجال الشرطة إصابات متفاوتة .
الأمر كان في غاية التوتر وتوصلت الأجهزة الأمنية لمكان وفاء قسطنطين التي طلبت منهم الحماية لأنها مسلمة بكامل إرادتها وتخشى على نفسها من بطش الكنيسة .
طلب الأمن من الكنيسة أن يحدد جلسات نصح وإرشاد لوفاء قسطنطين في مكان متفق عليه وبعدها تترك الكنيسة وفاء قسطنطين لتقرر بكامل إرادتها إما أن تعود للنصرانية أو الإسلام .
وبالفعل اختارت الكنيسة فيلا تابعة لها لتقيم فيها جلسات النصح والإرشاد لوفاء التي استمرت أيام قليلة ، ثم اختفت وفاء قسطنطين بعدها تماماً عن الأنظار فقد تم إيداعها أحد الأديرة وأعلنوا على الملأ أنها عادت للمسيحية ولكن الحقيقة كانت غير ذلك .
فقد أثبت الدكتور زغلول النجار وتحدى كل الكنيسة المصرية أن لديه أخبار من مصادر موثقة أن وفاء قسطنطين قد قتلت في الدير ، وتحدى الكنيسة المصرية أن تظهر وفاء قسطنطين للرأي العام ، وانتظر الجميع من الكنيسة أن تظهر وفاء قسطنطين حتى يسكت الدكتور النجار وتخزيه وتفضح كذبه أمام الناس ، وتثبت كذلك صدق ادعائها أن قسطنطين قد عادت مسيحية ، وأن ما أشاعوه عنها من أنها مسيحية ولدت مسيحية وعاشت مسيحية وسوف تموت مسيحية هو كلام صحيح ، ولكن الأمر أصبح أكثر تعقيداً فقد رفضت الكنيسة أن تظهر وفاء قسطنطين وأصبحت في موقف في غاية الحرج أمام الرأي العام ، وحينها يتقين الجميع بقتل وفاء قسطنطين خلف جدران الأديرة مثلها مثل العشرات التي لم يعلن عنهم .
ما أشبه الليلة بالبارحة ، يتكرر نفس السيناريو ولكن هذه المرة ليس من ناحية الشمال ولكنه من ناحية الجنوب حيث أكبر المحافظات المصرية قلقاً طائفياً " محافظة المنيا " وكنيسة مارجرجس بدير مواس وزوجة كاهن الكنيسة ، شابة لم يتعد عمرها ال 25 عاماً متزوجة من الكاهن من ثلاث سنوات فقط أي أنها زوجة حديثة نسبياً ,
فجأة تترك بيت زوجها ولم تعد ، حتى هذه اللحظات لا نعرف ما هو السبب في اختفائها ، ولا يهمنا من قريب أو من بعيد أن تكون زوجة الكاهن قد أسلمت وهربت مثل قسطنطين ، ولكن ما يهمنا هو رد الفعل النصراني وكيف يظهر بوضوح ثقافة النصراني وتهيئته لنتائج مسبقة على حدث معين ، بمجرد حدوث واقعة اختفاء زوجة الكاهن حتى ذهب البعض أن الموضوع هو اختطاف ومنهم من بدأ في التهديد والوعيد ، ومنهم من حمل على عاتقه نشر أخبار وتصريحات مغلوطة وكاذبة في وسائل الإعلام ، وكأن كل فتاة نصرانية تهرب من بيت أهلها هي مخطوفة وخاطفيها هم المسلمين الإرهابيين .
حتى كتابة هذه السطور وهناك المئات من النصارى مجتمعين في المطرانية في المنيا ، ومنهم من شد الرحيل إلى القاهرة حتى يعيد نفس سيناريو وفاء قسطنطين وعمل اعتصام ومظاهرات ، ولكن هذه المرة شنودة في منتجعه الخاص بكليفلاند في الولايات المتحدة الأمريكية – سافر لها يوم الاثنين الماضي بطائرة خاصة حتى يطمئن على صحته ، ومن المستحيل أن يعلن اعتكافه في كليفلاند ، ولكن الأمور في اعتقادي لن تسير في طريق مستقيم ، نحن في انتظار نهاية القصة ونتمنى أن تنته على خير ..
المصدر
http://www.tanseerel.com/main/articl...rticle_no=8711
تعليق