نجاسة المشرك كما وردت في القرآن الكريم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د.أمير عبدالله مسلم اكتشف المزيد حول د.أمير عبدالله
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11252
    • طبيب
    • مسلم

    نجاسة المشرك كما وردت في القرآن الكريم

    نجاسة المشرك كما وردت في القرآن الكريم

    تأليف
    د . محمد بن عبد الله بن صالح السحيم
    عضو هيئة التدريس قسم الدراسات الإسلامية
    في كلية التربية جامعة الملك سعود


    جاء القرآن صريحا في وصف المشركين بالنجاسة، قال تعالى:( إنما المشركون نجس( (120) . فما المراد بالنجس المذكور في هذه الآية؟ وما سببه؟.



    وقبل الخوض في المراد الشرعي من هذا الوصف، يحسن بنا أن ننظر في معنى النجس عند أهل اللغة .

    النجس: ضد الطاهر، والنجس: القذر من الناس ومن كل شيء قذرته. و نجس الشيء بالكسر ينجس نجسا فهو نجس، ورجل نجِس و نجَس، والجمع أنجاس، وقيل: النجس يكون للواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد , يقال : رجل نجس، ورجلان نجس، وقوم نجس، قال الله تعالى:( إنما المشركون نجس ( فإذا كسروا ثنوا وجمعوا وأنثوا، فقالوا: أنجاس ونجسة. وقال الفراء: نجس لا يجمع , ولا يؤنث. وقال أبو الهيثم في قوله : ( إنما المشركون نجس ) أي أنجاس أخباث، في الحديث أن النبي كان إذا دخل الخلاء قال:(اللهم إني أعوذ بك من النجس الرجس الخبيث المخبث) (121)

    يقول الفيروز أبادي في قاموسه :( النجس بالفتح وبالكسر وبالتحريك وككتف وعضد ضد الطاهر، وقد نجس كسمع، ... وتنجس فعل فعلا يخرج به عن النجاسة)(122). ويقول القاضي عياض - رحمه الله - في مشارق الأنوار في مادة ( ن ج س ):( قوله : إن المؤمن لا ينجس , بضم الجيم ثلاثي , وبفتحها - أيضا - والرجس: النجس , يقال : نجس ونجس بفتحهما للواحد والاثنين والجمع والذكر والأنثى , قاله الكسائي , وقال غيره : إنما يقال بفتحهما , فإذا أتبعته رجس قلت بالوجه الآخر بكسر النون وسكون الجيم والنجس كل مستقذر)(123) .

    بينما أورد أبو السعادات مادة (نتن) حيث تضمنت هذه المادة معنى مقاربا لمعنى النجس. وقال :( فيها [ أي في هذه المادة] (ما بال دعوى الجاهلية دعوها فإنها منتنة). أي مذمومة في الشرع، مجتنبة مكروهة كما يجتنب الشيء النتن، .... ومنه حديث بدر (لو كان المطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له) يعني أسارى بدر , واحدهم نتن كزمن وزمنى؛ سماهم نتنى لكفرهم , كقوله تعالى :(إنما المشركون نجس)(124).

    وقال الراغب الأصفهاني في مفرداته :( نجس : النجاسة القذارة وذلك ضربان: ضرب يدرك بالحاسة. وضرب يدرك بالبصيرة، والثاني وصف الله تعالى به المشركين , فقال :( إنما المشركون نجس).(125)



    أما المعنى المراد بالنجس في هذه الآية فقد اختلف فيه المفسرون على قولين :

    القول الأول: أنها نجاسة معنوية (126) نفسانية؛ لأنهم يجْنبون ولا يغتسلون . وهذا قول جمهور السلف والخلف , ومنهم أئمة المذاهب الأربعة ؛ لأن الله أحل طعامهم ، وثبت عن النبي ( في ذلك من فعله وقوله ما يفيد عدم نجاسة ذواتهم ، فأكل في آنيتهم , وشرب منها , وتوضأ فيها , وأنزلهم في مسجده (127) .

    وقال ابن عاشور عند تفسير هذه الآية:(فالمشرك نجس لأجل عقيدة إشراكه، وقد يكون جسده نظيفا مطيبا لا يستقذر، وقد يكون مع ذلك مستقذر الجسد ملطخا بالنجاسات؛ لأن دينه لا يطلب منه التطهر، ولكن تنظفهم يختلف باختلاف عوائدهم وبيئتهم ، والمقصود من هذا الوصف لهم في الإسلام تحقيرهم وتبعيدهم عن مجامع الخير، ولا شك أن خباثة الاعتقاد أدنى بصاحبها إلى التحقير من قذارة الذات، ولذلك أوجب الغسل على المشرك إذا أسلم؛ انخلاعا عن تلك القذارة المعنوية بالطهارة الحسية لإزالة خباثة نفسه) (128) .

    وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - :( وأي نجاسة أبلغ ممن كان يعبد مع الله آلهة لا تنفع ولا تضر، ولا تغني عنه شيئا؟! وأعمالهم ما بين محاربة لله، وصد عن سبيل الله، ونصر للباطل، ورد للحق، وعمل بالفساد في الأرض لا في الصلاح؛ فعليكم أن تطهروا أشرف البيوت وأطهرها منهم) (129)


    القول الثاني : أنها نجاسة ذاتية ، كما ذهب إلى ذلك بعض الظاهرية والزيدية، وهو مروي عن الحسن البصري (130) . وقد نصر هذا القول الرازي في تفسيره . ولا شك أن القول الأول هو الذي تنصره الأدلة .



    وإذا ثبت أن المشرك نجسٌ نجاسةً معنوية , فهل يجوز له دخول المسجد الحرام، وسائر المساجد، والبلاد الإسلامية أو لا؟

    اختلف الفقهاء في دخول الكفار المسجد الحرام وغيره من المساجد وبلاد الإسلام، وقد لخص الإمام البغوي - رحمه الله - أقوال الفقهاء، وبيّن أن بلاد الإسلام في حق الكفار ثلاثة أقسام، ونقل عنه ذلك محمد رشيد رضا في تفسيره، وهذه الأقسام هي:
    القسم الأول: الحرم , فلا يجوز لكافر أن يدخله بحال ذميا كان أو مستأمنا؛ لظاهر الآية، وبه قال مالك والشافعي وأحمد، وجوّز أبو حنيفة وأهل الكوفة للمعاهد دخول الحرم.

    القسم الثاني: الحجاز , وحده ما بين اليمامة واليمن ونجد والمدينة الشريفة، وقال الكلبي: حد الحجاز ما بين جبلي طيء وطريق العراق ـ فيجوز للكافر دخول أرض الحجاز بالإذن، ولكن لا يقيمون فيها أكثر من مقام المسافر , وهو ثلاثة أيام.

    القسم الثالث: سائر بلاد الإسلام , فيجوز للكافر أن يقيم فيها بعهد وأمان وذمة؛ ولكن لا يدخلون المساجد إلا بإذن المسلم. (131)

    وبناء على ذلك , فسواء كان المشرك نجسا نجاسة معنوية أم ذاتية فيجب منعه من دخول الحرم؛ ولذا أمر الله إبراهيم, وإسماعيل عليهما السلام أن يطهرا بيته للطائفين والعاكفين والركع السجود ،فقال سبحانه وتعالى:( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير( (132). والأمر بالتطهير يقتضي المنع مما ينجسه أو يدنسه، ولا شك أن أعظم ما تدنس به المقدسات هو وقوع الكفر فيها، وتردد الكفار في جنباتها، وانتصاب الأوثان والأصنام في عرصاتها.



    بل قد جاء النهي صريحا للمؤمنين بأن يمنعوا الكفار من القرب منها فضلا عن دخولها , والتردد في عرصاتها، وعلل الباري جل ثناؤه ذلك بما يلي :

    الأول : أنهم كفار , والكفر في حد ذاته موجب للحرمان من عمارة المساجد، سواء كانت عمارة حسية أو معنوية؛ قال تعالى:( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله ( (133) ؛ لأنها مساجد الله , فلا حق لغير الله فيها .

    الثاني : أن هذه المواطن والمقدسات والحرمات أقيمت لعبادة الله وحده ، وأقام إبراهيم الخليل عليه السلام أول مسجد ـ وهو الكعبة ـ عنوانا على التوحيد ، وإعلانا به، كما قال تعالى:( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا( (134) ، فلا حق لغير المسلم بالاقتراب منها أو المرور فيها فضلا عن أن يتعبد فيها.

    الثالث : أنهم يشهدون على أنفسهم بالكفر(135) في حالهم ومقالهم، فكيف مع شهادتهم على أنفسهم بالكفر يطمعون بالقرب من المقدسات، ومن مواضع عبادة الله, ومشاركة المؤمنين بالله في مواضع العبادة ؟. يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - : ( فإذا كانوا شاهدين على أنفسهم بالكفر وعدم الإيمان الذي هو شرط لقبول الأعمال، فكيف يزعمون أنهم عُمّار مساجد الله، والأصل منهم مفقود، والأعمال منهم باطلة ؟!)(136).

    الرابع : أن المشركين نجس فلا يكونون أهلا لدخول الحرم ما داموا متصفين بهذه الصفة التي تلبسوا بها في طوعهم واختيارهم (137) .

    وقال الجصاص في أحكام القرآن عند قوله تعالى :( إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا..
    ( : إطلاق اسم النجس على المشرك من جهة أن الشرك الذي يعتقده يجب اجتنابه , كما يجب اجتناب النجاسات والأقذار؛ فلذلك سماهم نجسا، والنجاسة في الشرع تنصرف على وجهين , أحدهما: نجاسة الأعيان، والآخر: نجاسة الذنوب، وكذلك الرجس والرجز ينصرف على هذين الوجهين في الشرع، قال الله تعالى:( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان((138)، وقال في وصف المنافقين: ( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس((139) فسماهم رجسا , كما سمى المشركين نجسا)(140).

    وقال الشوكاني - رحمه الله - عند قوله تعالى: ( فلا يقربوا المسجد الحرام ) قال :
    (الفاء للتفريع ، فعدم قربانهم للمسجد الحرام متفرع على نجاستهم، والمراد بالمسجد الحرام : جميع الحرم، وروي ذلك عن عطاء ، فيمنعون عنده من جميع الحرم). (141)


    يتبع
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11252
    • طبيب
    • مسلم

    #2
    منع غير المسلمين من دخول الحرم




    كثيرا ما يتردد في وسائل الإعلام، وفي المؤتمرات الصحفية، وفي مواقع الشبكة العنكبوتية التساؤلات التالية:
    يحرم الإسلام على غير المسلمين دخول مكة، وكذلك دخول المدينة؛ ويعلل ذلك بأن غير المسلم نجس.
    أليس هذا دليلاً قاطعاً على احتقار المسلم لغيره من بني البشر؟ .
    أليس هذا من الاعتداء على حقوق الإنسان وكرامته؟ .
    أليس هذا من الاعتداء على حق المعاملة بالمثل؟ والمسلمون يدخلون معابد ومقدسات غير المسلمين ؟ .
    أليست مكة بيت الله ؟ .
    أليس الله رب الجميع ؟ .
    لماذا يحتكر المسلمون بيت الله لأنفسهم دون غيرهم ؟ ؟ .

    وهذه التساؤلات والشبه كلها واهية، بل هي أوهى من بيت العنكبوت، كما سيتبين لك فيما بعد، ولعل من المناسب أن تكون الإجابة على هذه التساؤلات مجملة؛ لأن إجابة بعضها متعلقة بالإجابة على بعضها الآخر، ولئلا يمل القارىء من تكرار الأدلة , وتردد الحجج.

    فأقول مستعينا بالله : إن الله سبحانه وتعالى شرع الشرائع، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل؛ من أجل أن يرتقي الجنس الإنساني، ويبلغ كماله المنشود، فأبى الكافر إلا أن يظلم نفسه, ويدنسها، ويوبقها بالكفر والمعاصي، ويمنعها حقها الفطري , وهو عبادة الله وحده، فأبى أن يعبّدها لله ، وعبّدها لغيره، ثم يطالب أن يسوى بينه وبين من يعبد الله، كلا فلا يستوي المؤمن والكافر، كما لا يستوي الخبيث والطيب .



    وأما بيان زيف هذه المطالبة، وسقوط هذه الشبهة فيتضح من خلال الوجوه التالية : ـ

    الوجه الأول : أن هذا الدين حق، ولا يقبل الله في الدنيا والآخرة دينا غيره، قال تعالى: ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين( (164) . وقد جعله الله مهيمنا على ما سبقه من الأديان والشرائع قال تعالى: ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه( (165). وهذا الدين هو ملة إبراهيم ( - وهو النبي المبجل من جميع أصحاب الأديان - قال تعالى: ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا ( (166)



    الوجه الثاني : أن أنبياءهم بشروا أقوامهم بهذا النبي الخاتم ، وبهذا الدين الكامل، قال تعالى: (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد (. (167)

    وكتب اليهود والنصارى مملوءة بالشواهد المنقولة عن أنبيائهم التي تبشرهم بمقدم هذا النبي ( كقول موسى ( مخبرا عن الله أنه يقول: (أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك، واجعل كلامي في فمه , فيكلمهم بكل ما أوصيه به ). (168) وجاء أيضا قول موسى ( :( إن الرب تعالى جاء من طور سيناء، وأشرق من ساعير، وظهر من جبال فاران). (169) وفي هذا النص إشارة إلى مواطن الرسالات الثلاث، فطور سيناء إشارة لرسالة موسى ( ، وساعير إشارة إلى موطن رسالة عيسى (، وفاران - وهي جبال مكة - إشارة إلى مهبط الرسالة الخاتمة، رسالة نبينا محمد ( .



    الوجه الثالث : شهادة من أسلم من أهل الكتاب من اليهود والنصارى أن هذا الدين حق، فقد صنفوا في ذلك مصنفات كثيرة، وضمنوها من الأدلة والبراهين والحجج ما فيه حجة عل كل مبطل، ومن هذه الكتب : بذل المجهود , في إفحام اليهود , للمهتدي السموأل،كان يهوديا فأسلم، والدين والدولة في إثبات نبوة نبينا محمد ( لعلي بن ربّن الطبري، والنصيحة الإيمانية , في فضيحة الملة النصرانية , لنصر بن يحيى المتطبب، وتحفة الأريب في الرد على أهل الصليب , لعبد الله الترجمان، ومحمد ( في التوراة والإنجيل والقرآن , لإبراهيم خليل أحمد، وكل هؤلاء كانوا نصارى؛ فهداهم الله إلى الإسلام، (170) وقد نقل عن هذه الكتب أئمة الإسلام كابن تيمية, وابن القيم, والقرافي, وابن حزم, ورحمة الله الهندي ...وغيرهم ممن صنف في مجال الجدل مع أهل الكتاب .



    الوجه الرابع : تضمنت كتب اليهود والنصارى أن النبوة تنزع منهم، وتعطى أمةً تقدرها حق قدرها؛ ولذلك ذكّرهم المسيح ( بما يجدونه في كتبهم حينما قال لهم : ( أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية... لذلك أقول لكم : إن ملكوت الله ينزع منكم، ويعطى لأمة تعمل أثماره). (171)

    ويلحظ القارىء تشابها كبيرا بين هذا النص وبين ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ? قال: ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة. قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين).(172)



    الوجه الخامس : تضمن الإنجيل حرمان غير بني إسرائيل من الهداية, وحصرها فيهم، وعدم جواز تقديمها إلى غيرهم، فقد جاء في إنجيل متى : أن امرأة طلبت من المسيح ( أن يشفي ابنتها؛ فرفض، فشفع في شأنها حواريوه فقال لهم: ( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، فأتت, وسجدت له قائلة: يا سيدي أعني. فأجاب, وقال: ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين, ويطرح للكلاب). (173)
    والحرْمَان من الهداية أعظم من الحرْمَان من مكان العبادة؛ لأن الهداية لا تُتَلقى إلا من رسول، بينما يستطيع العبد أن يعبد ربه في كل مكان.
    وإذا كانت هذه الرسالة مقصورة على أهلها، فإن رسالة محمد ( موجهة إلى كل البشر، فقد وجه محمد ( كتبه ورسله إلى الملوك والزعماء, كما هو مشهور من كتب السنة والسيرة .



    الوجه السادس : أن كتب أهل الكتاب نصت ـ كما مر معنا ـ على نجاسة الكافر والمشرك، وأنه ينجس الزمان والمكان الذي يحل فيه، ويجب نفيه وإبعاده عن المدينة والمحلة التي يسكنها غيره. بل توجب هذه النصوص نفي الأبرص, وتجعله نجسا .

    وقد يقول قائل منهم: إننا تركنا ذلك, ولا نعتقده. فنقول: لا تزال فئام منكم كثيرة تعتقد ذلك, وتدين به، وهب أنكم تركتم العمل بهذا, فهل نطالب بأن نترك العمل بشرعنا ؟ فأنتم تركتم ذلك كما تركتم غيره من شعائر دينكم، ونحن تمسكنا بما أمرنا الله به من تحريم أن يقرب حرمه كافر أو مشرك، كما تمسكنا ببقية شرائع ديننا، وأنتم ضيعتم هذا الأمر كما ضيعتم بقية شرائع دينكم .




    الوجه السابع : أن منع غير المسلمين من دخول الحرم ليس احتقارا لذواتهم؛ وإنما هو تنزيه للمكان الذي شرع الله تطهيره من أن يقربه من يحمل في قلبه الكفر بالله، أو يشرك معه آلهة أخرى، فإذا كان البيت الحرام أمر الله ببنائه تعظيما لذكره، وإعلانا لتوحيده؛ فلا يجوز أن يتردد الكفار في الموطن الذي جعله الله خالصا للتوحيد، وميدانا لعبادة الله وحده، وقد مر معنا أن نصوصهم تمنع من دخول العصاة في الأماكن المقدسة .



    الوجه الثامن : أن الرسول الذي بلغ البشرية أمر تحريم الحرم، وتحريم أن يدخله مشرك- هو إبراهيم الخليل ( ، وهو أبو الأنبياء ، وهو النبي الذي يدعي جميع أتباع الأديان: اليهودية، والنصرانية، والإسلام، أنهم يتبعونه , ويبجلونه , ويعظمونه، فمن كان حقا متبعا لإبراهيم ومعظما لما حرمه ومنعه؛ فليحرم ما حرمه، وليمتنع مما منعه .

    والمسلمون حينما يمنعون الكفار من دخول الحرم، فإنما يتبعون أمر الله الذي بلغه إبراهيم إلى البشرية، وجدده نبينا محمد ( ، فهم متبعون لا مبتدعون، ويقتفون أثر الأنبياء , ولا يمارسون الاحتقار أو التفرقة العنصرية؛ إذ لم يكن تشريعا خاصا بشريعة محمد ( ؛ بل كان تشريعا ربانيا منذ خلق الله السموات والأرض .



    الوجه التاسع : أن جَعْلَ الإسلام المشركَ نجسا نجاسة حكمية إنما هو بسبب ما اتصف به من شرك وكفر، بينما جعلت نصوص أهل الكتاب أن من سواهم فهم أنجاس نجاسة ذاتية، وأنه ينجس المكان كما في سفر حزقيال: ( يكفيكم كل رجاساتكم - يا بيت إسرائيل - بإدخالكم أبناء الغريب الغلف القلوب، الغلف اللحم؛ ليكونوا في مقدسي , فينجسوا بيتي).(174) ووصفوا - أيضا - بأنهم كلاب، ولا يحسن أن تقدم لهم الهداية، كما مر معنا في الوجه الخامس.(175)



    الوجه العاشر : أن الإسلام يجعل أصل الجنس البشري واحدا , وهو آدم عليه السلام، كما قال تعالى :( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء( (176) . وعلى هذا فلا فرق بين الناس إلا بالتقوى , قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم( (177). فالله سبحانه وتعالى جعل الناس شعوبا وقبائل؛ ليتعارفوا، لا ليتفاخروا , ويحتقر بعضهم بعضا .



    الوجه الحادي عشر : أن الإسلام وضع القواعد الشرعية التي تكفل التعايش البشري الراقي، وينهى عن كل ما يدعو إلى الأحقاد والضغائن، واحتقار الخلق، كما قال ( :(إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، والناس بنو آدم , وآدم من تراب، لينتهين أقوام فخرهم برجال، أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن).(178) فبين النبي ( أصل الخليقة، ونهى عن التفاخر الممقوت، ووضح أسس التفاضل المحمود الذي يحقق للبشرية السعادة والرقي المنشود.



    الوجه الثاني عشر : أن الله سبحانه خلق خلقه لغاية شريفة، وهي عبادته سبحانه وتعالى، ونهى عن معصيته ، وأخبر أن البشرية إما مؤمن تقي، أو فاجر شقي ، ولا يستوي- شرعا وعقلا - البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فمن سوى بينهما فقد سوى بين المتضادات, وجمع بين المتفرقات، والله, وهو رب الجميع ـ المسلم والكافر ـ هو الذي أمر أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام أن يمنعوا الكافر من دخول الحرم، وأوجب عليهم أن يبلغوا أتباعهم وجوب المحافظة على هذه الأوامر الإلهية؛ فمن قام بها فقد أطاع الله، ومن خالفها فقد عصى ربه، واستوجب عقوبته .



    الوجه الثالث عشر : أن المسلمين لا يمنعون الكفار من دخول سائر المساجد؛ وإنما يمنعونهم من دخول الحرم المكي والحرم المدني، فليس لقائل أن يقول: كما يدخل المسلمون سائر المعابد، فليؤذن لغير المسلمين بدخول الحرمين، فالمعابد تقابلها المساجد، والحرمان لا تقابلهما المعابد .

    كما أن هذا المنع ليس من الاعتداء على حق المعاملة بالمثل؛ لأن من حق غير المسلمين أن يمنعوا المسلم من دخول سائر معابدهم ومقدساتهم، والمسلمون لا يطالبون غيرهم بأن يؤذن لهم بدخول معابدهم؛ فقد أغناهم الله ببيوت الله عن بيوت من سواه .



    الوجه الرابع عشر : أن الجزيرة العربية هي الحصانة الجغرافية للدين الإسلامي، كما ورد ذلك في البيان الصادر عن المجلس الأعلى للدعوة والإغاثة في جلسته المنعقدة في القاهرة بتاريخ 10/10/2000 م، والحرمان الشريفان هما قلبها وقاعدتها وأساسها، فكيف يطالب غير المسلم أن يظهر دينه المخالف للإسلام في قلب العالم الإسلامي وأساسه وقاعدته.

    إن لكل دين أساساً وحصانة يحرص أتباعه على المحافظة عليها نقية من كل دخل، صافية من كل شائبة؛ حتى يبقى للدين كيان محفوظ يحفظ به على مر الأجيال .




    الوجه الخامس عشر : أن المملكة العربية السعودية - وهي تحافظ على هذا الأمر الرباني - إنما تقوم بواجب شرعي يفرضه عليها دينها.

    وموقعها الشرعي والجغرافي والسياسي فرض عليها التزامات إدارية وأدبية أمام بقية العالم الإسلامي - بحكوماته وبشعوبه - الذي يبلغ تعداده ملياراً ومائتي ألف مسلم؛ إذ هذه البقعة الشريفة المباركة هي قبلة صلاتهم، وإليها يتجهون في كل يوم خمس مرات ، وهي مهوى أفئدتهم ، يقصدونها من جميع أنحاء المعمورة؛ لأداء مناسك الحج والعمرة، وهذا الأمر لا خيار للملكة العربية السعودية فيه؛ إذ يستند إلى أمر إلهي، وتشريع رباني، ويعتمد على قاعدة من قواعد الشريعة، وليس أساسه قانونا وضعيا، أو حكما برلمانيا قابلاً للتبديل والتغيير، بل لا تملك أي سلطة على وجه الأرض حق التبديل أو التغيير في هذا الأمر الإلهي، بل على جميع المسلمين السمع والطاعة .




    الوجه السادس عشر : أن هذه البقعة الخاصة لها أحكام خاصة، فكما يمنع الكافر من دخولها، فكذلك المسلم يحرم عليه فيها ما لا يحرم عليه في غيرها، بل إن المسلم يعاقب بنية الإثم فيها, ولو كان خارج الحرم، كما قال تعالى : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم((179) وهذه الخصوصية شملت الحيوان والطير والنبات , فلا يصاد صيدها، ولا يقطع شجرها، ولا يختلى خلاها.



    الوجه السابع عشر : أن أهل الجاهلية - مع شركهم وبعدهم عن هدي الأنبياء - كانوا يعظمون الحرم، ويمتنعون فيه عن أشياء لا يمتنعون عنها خارج الحرم - كما مر معنا - فوجب على أتباع الأنبياء أن يعظموا الحرم تعظيما أعظم من تعظيم أهل الجاهلية له، وتعظيم الحرم من تعظيم الله، وتعظيم شعائر الله يدل على تقوى القلب , وزكاة النفس، قال تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب((180). فتعظيم الحرم يدل على التقوى، والمطالبةُ بامتهان الحرم والاستهانةِ بما عظم الله علامةٌ على فساد القلب، وخبث الطوية، وسوء المقصد.



    الوجه الثامن عشر : أن وجود الكفار والمشركين والأوثان والأصنام في أماكن العبادة, بل في أشرفها مكانا وأعظمها حرمة - يخالف مقصود العبادة وغايتها، وهو تعظيم الله سبحانه وتعالى وعبادته وحده لا شريك له , بل يخالف شرع الله الذي أمر أن لا يقربها كافر أو مشرك.



    الوجه التاسع عشر : أن النجاسات المعنوية كالشرك والكفر ووجود الأوثان - أعظم أثرا , وأبلغ في التدنيس لأماكن العبادة من النجاسات الحسية؛ وما ذاك إلا لأن النجاسات المعنوية تخالف مقصود العبادة وغايتها، ولا يمكن تنظيفها منها وتطهيرها إلا بإزالتها وإبعادها عنها.



    الوجه العشرون : أن هذه المواطن والمقدسات والحرمات أقيمت لعبادة الله وحده ، وأقام إبراهيم الخليل عليه السلام أول مسجد - وهو الكعبة - عنوانا على التوحيد، وإعلانا به، كما قال تعالى:( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا( (181) ، فلا حق لغير المسلم بالاقتراب منها أو المرور فيها فضلا عن أن يتعبد فيها. فإذا أذن الله بعمارته لتوحيده، فكيف يؤذن لمن أراد تدنيسه بالكفر والشرك الذي يخالف غاية وجوده - أن يقربه ؟!.



    الوجه الحادي والعشرون : أن الله عهد إلى إبراهيم في ذريته في قوله تعالى: ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين((182). فالإمامة بالدين مرتبة شريفة لا ينالها إلا المتقون، فمن اتصف بالكفر والشرك فلا يناله عهد الله، قال الشيخ السعدي - رحمه الله - :( لا ينال الإمامة في الدين من ظلم نفسه وضرها، وحط من قدرها؛ لمنافاة الظلم لهذا المقام، فإنه مقامٌ آلتهٌ الصبرُ واليقينُ، ونتيجته أن يكون صاحبه على جانب عظيم من الإيمان والأعمال الصالحة، والأخلاق الجميلة، والشمائل السديدة، والمحبة التامة، والخشية والإنابة، فأين الظلم من هذا المقام ؟)(183) .

    وقال ابن عاشور:( وفي الآية تنبيه على أن أهل الكتاب والمشركين يومئذ ليسوا جديرين بالإمامة؛ لاتصافهم بأنواع من الظلم كالشرك وتحريف الكتاب)(184) .



    الوجه الثاني والعشرون : أن الله كما حكم على الكفار بالظلم فقد بين أنهم سفهاء, ومن علامة سفههم أنهم يكفرون بالله, ثم يدعون أحقيتهم بالولاية الدينية، وينسون الحظ الأعلى, وهو الرغبة في الجنة , ويطلبون لأنفسهم الحظ الأدنى, وهو دخول الأماكن المقدسة؛ ألا يعلمون أن الأماكن المقدسة لا تقدس أحدا .


    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق

    • د.أمير عبدالله
      حارس مؤسِّس

      • 10 يون, 2006
      • 11252
      • طبيب
      • مسلم

      #3
      اقرأ كذلِك ..............


      نجاسة المشرك كما وردت في العهد القديم والعهد الجديد

      تأليف

      د . محمد بن عبد الله بن صالح السحيم
      عضو هيئة التدريس قسم الدراسات الإسلامية
      في كلية التربية جامعة الملك سعود



      https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=265414#post265414
      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
      *******************
      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
      ********************
      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

      تعليق

      • نصرة الإسلام
        المشرفة العامة
        على الأقسام الإسلامية

        • 17 مار, 2008
        • 14565
        • عبادة الله
        • مسلمة ولله الحمد

        #4
        جزاكم الله خيراً وبارك فيكم دكتور أمير


        الحق والباطل لا يستويان
        حقيقة قاطعة تغيب عن أذهان هؤلاء الذين يريدون مساواة المسلم الذي يتبع دين الحق بالكافر الذي يتبع الباطل بزعم أن الكافر يرى نفسه على الحق أيضاً !!!!!
        وهذا مما يُعْجَبُ له !!
        فمنذ متى ينعقد إثبات الحق وإبطال الباطل على وجهات النظر والرؤى الشخصية ؟؟؟!!!!
        إثبات الحق وإبطال الباطل إنما يكونان بناء على الأدلة الصحيحة القاطعة العقلية والنقلية


        وإلا لو اتبعنا هذا المنطق الفاسد القائم على أن كُلاً يرى نفسه على الحق
        لما استطاع قاضٍ أن يقضي بحكم واحد بين متنازعيْن (فكل من المتنازعين يرى نفسه على الحق)
        لكن الحكم يكون بناءً على الدلائل الصحيحة التي تميز صاحب الحق عن صاحب الباطل
        ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو فاقد لعقله


        فالحق والباطل لا يستويان
        وينبني على هذه الحقيقة الدامغة , العديد من الأحكام
        واحدة منها هي "منع غير المسلمين من دخول المسجد الحرام"
        بارك الله في الجميع
        فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
        شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
        مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
        لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
        إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
        أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
        خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
        الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

        أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
        <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
        ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

        تعليق

        • ayatmenallah
          13- عضو مقدام
          حارس من حراس العقيدة
          • 22 سبت, 2009
          • 2383
          • مدرس
          • مسلم

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          جزاكم الله خيرا

          للرفع






          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 14 أكت, 2024, 04:59 ص
          ردود 0
          29 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة الفقير لله 3
          بواسطة الفقير لله 3
          ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 3 أكت, 2024, 11:34 م
          رد 1
          19 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة الفقير لله 3
          بواسطة الفقير لله 3
          ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 02:37 م
          رد 1
          26 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة الفقير لله 3
          بواسطة الفقير لله 3
          ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 12:04 م
          ردود 0
          19 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة الفقير لله 3
          بواسطة الفقير لله 3
          ابتدأ بواسطة مُسلِمَة, 5 يون, 2024, 04:11 ص
          ردود 0
          63 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة مُسلِمَة
          بواسطة مُسلِمَة
          يعمل...