وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
جهد مميز و موفق إن شاء الله
نصر الله بكم الدين
وتحضرنى هذه الآية
قال تعالى:
{لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعدما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم، وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين...} التوبة
فقد نزلت فى الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك دون عذر و هم من المؤمنين و لما نزل بهم العقاب بأن منع المسلمون من الحديث معهم حزن الثلاثة و تألموا و ندموا على ما فعلوا
ولما علم ملك الروم النصرانى أحب أن يستغل الفرصة فأرسل إلى كعب بن مالك -أخد الثلاثة الذين خلفوا- رسالة تدعوه للقدوم إليه مع الوعد بالتمكين و المال و الملك
فماذا كان من كعب بن مالك رضى الله عنه؟
هل ضعف أمام المادة؟
هل هجر الإسلام للعقوبة التى نزلت به؟
هل شهر بالإسلام و المسلمين؟
لقد حرق كعب رضى الله عنه رسالة ملك الروم و قال"وهذا أيضا من البلاء"
اعتبر كعب رضى الله عنه أنه قد وصل إلى نوع آخر من البلاء وهو طمع ملك الروم في تنصره
و اشتد الحزن و التوبة حتى أنزل الله فيه وفى صاحبيه آيات التوبة
وحين نقارن بين حال كعب رضى الله عنه وبين رحومة و محمد حجازى و نجلاء الإمان نجد الفرق بين الثرى و الثريا:
1-لقد أخطأ كعب رضى الله عنه و ندم و كان صادقا فى ندمه
و أخطأ المنافقون الثلاثة- رحومة و حجازى و نجلاء- ولكنهم لم يتوبوا من أخطائهم بلا زادوا فوق الكبائر شركا و كفرا
2-وكان ملك الروم هو من عرض على كعب السفر إليه مع وعد بالإعانة بالمال و الرئاسة و الملك
بينما كان المنافقون الثلاثة هم من سعوا إلى منظمات التنصير يطلبون الدعم و التبرعات و يشهرون بالقساوسة أنفسهم-كما فى حالتى حجازى و نجلاء- للحصول على مزيد من المال
3-و حين جاءت الدنيا من مال و ملك و شهرة تحت قدمى كعب رضى الله عنه رفضها و ألقى برسالة ملك الروم فى النار و اعتبر هذا من زيادة البلاء عليه كونه قد صار مطمعا لأعداء الإسلام
بينما كان الثلاثة الذين نافقوا هم الساعون للمال و الشهرة فخرجوا فى فضائيات عالمية يسبون الإسلام و يشهرون به و يشحذون المال ممن ألغوا عقولهم و فطرتهم و اتبعوا هواهم
4-لقد أبى كعب ضى الله عنه أن يكون سببا فى كسر شوكة الإسلام بينما كان الثلاثة الذين كفروا أول المشهرين بالإسلام و أول المهاجمين له
فما أصعب المقارنة بين الثلاثة الذين صدقوا و الثلاثة الذين كفروا و نافقوا و تبجحوا
فكان جزاء الثلاثة الذين صدقوا اليسر بعد العسر و التوبة بعد الذنب و آيات تتلى تمدحهم و تعدهم بالمغفرة
جزاؤهم المدح و الثناء فى الدنيا و المغفرة و التوبة فى الآخرة
أما جزاء الذين كفروا الخزى و سوء السمعة و الفضائح فى الدنيا
و أسأل الله لهم الهدى و التوبة قبل أن يموتوا على ذلك فيندمون حين لا ينفع الندم حين لا ينفعهم مال و لا شهرة و يتبرأ منهم من ساندوهم فى الدنيا و يحشر الجميع إلى حيث شاء الله
تعليق