بعد اعتناق عميل وكالة الإستخبارات السويسرية الإسلام قدّم معلومات مهمّة عن الوكالة أحرجت السلطات السويسرية بشكل كبير. وفي لقاء صحفي معه بالقاهرة سرد المسلم الجديد كلود كوفاسي قصّته المليئة بالاحداث العجيبة بدءاً بسويسرا حتّى وصوله إلى مصر.
وذكر كوفاسي أنه اشتغل سنوات طويلة في الاستخبارت السويسرية وكانت آخر مهمّة له فيها هي الاندساس داخل المركز الإسلامي بجينيف، حيث قدّم نفسه لمسؤولي المركز على أنه رجل أوروبي يشدّه الفضول إلى دين الإسلام. فكسب بذلك ثقة الجماعة. لكن كوفاسي يعيش الآن في مصر بعيداً عن الاستخبارات والجوسسة. ويسكن هناك مع أمريكيين اثنين من المؤلفة قلوبهم مثله.
وشاءت الأقدار أن يلتقي كوفاسي مع مراسل القناة السابعة التركية في القاهرة على مائدة الإفطار في هذا الشهر الكريم حيث قدّم نبذة عن رحلته من جينيف إلى القاهرة، من حياة الكذب إلى نعيم الصدق والإيمان. وبدأ كوفاسي اللقاء الصحفي بقوله أنه: "قد أُوكلت إلي مهمّة الاندساس في المركز الإسلامي بجينيف.وكان هدفي هو الاختلاط بالمسلمين هناك والتقرّب من مدير المركز الشيخ هاني رمضان لأكون من المقربين إليه. وكانت وكالة الاستخبارات تشتبه في أنه يؤثّر في الشباب المسلم هناك ويرسلهم إلى العراق ليقوموا بعمليات انتحارية". وعن نجاحه في التسرب إلى المركز الإسلامي لأول مرّة قال كوفاسي: "تعرفت على الشيخ هانيرمضان في شباط 2003 فطلبت منه أن يشرح لي دين الإسلام. وقلت له إنني اهتم بالجوانب الثقافية لهذا الدين.
وبعد أن كسب الجاسوس ثقة جميع من في المركز أظهر اعتناقه للإسلام حسب ما تتطلبه مهمّته الإستخباراتية. ولكنه من حيث لا يدري كان قد تأثر كثيراً بما عاشه في تلك الفترة، غير أنه لم يستمع لنداء قلبه وواصل مهمّته السرّية. وأضاف كوفاسي: "لقد أصبحت مسلماً اسماً فقط. وحفظت أول سورة من القرآن. وكنت أذهب إلى الجامع خمس مرات في اليوم لأصلي. وكان ذلك طبعاً ما يمليه عليّ ضميري المهني، غير أن مهمّتي هذه حرّكت في ضميري البشري أشياء أخرى، ولكنني لم أستمع لصوت الضمير وواصلت مهمّتي". وبعد أشهر من التحريات والتمحيص والتجسس على مَن في المركز توصّل الجاسوس كوفاسي إلى أن الشيخ هاني رمضان بريء من التهمة التي تشبه الاستخبارات السويسرية بارتكابه إياها. وكتب كوفاسي في آخر تقرير له عن الشيخ: "إن هاني رمضان ليس من المنسقين للعمليات الإرهابية كما تصوّره أجهزة الإعلام والاستخبارات، بل إنه لا يعدو أن يكون رجل دين نذر نفسه لكسب رضاء ربه بكل إخلاص".
لقد أثّرت استقامة الشيخ وبقية جماعة المركز في العميل كوفاسي بشكل كبير، واقتنع أنه لن يواصل كذبةَ أنه مسلم. وحول ذلك قال كوفاسي: "لقد كان مرتادو المركز الإسلامي بجينبف أكثر الناس استقامةً من بين كل مَن عرفت طيلة حياتي، وخصوصاً الشيخ هاني رمضان. لذلك فقد بدأت المهمّة التي أقوم بها هناك تثقل عليّ شيئاً فشيئاً". غير أن عذاب الضمير لم يدم طويلاً، فقد اعتنق "الأخ كوفاسي" الإسلام بعد أن استمع لصوت ضميره الحي، وأصبح يؤدّي صلواته عن قناعة وليس لما تقتضيه المهنة. وقدّم تقريره الذي يبرّئ فيه الشيخ هاني رمضان إلى وكالة الاستخبارات التي لم تثق في تقريره ذلك، وطلبت منه تقريراً يدين الشيخ هاني رمضان. فرفض كوفاسي ذلك بشدّة واستقال من العمل.
وبعد ذلك كان ما كان، حيث يقول كوفاسي: "بعد استقالتي من الوظيفة مباشرة تعرّض منزلي إلى عملية سطو، وتعرّضت إلى الاعتداء بالضرب في الشارع، فاتصلت بأصدقاء لي صحفيين وأخبرتهم عن المسألة بتفاصيلها فنشروا الخبر الذي أثار زوبعة في البلد". وبفضل الحوارات الصحفية التي أدلى بها كوفاسي تمت عرقلة محاولة اعتقال بريء بتهمة باطلة. وبفضل نشر تلك الأخبار أيضاً استطاع كوفاسي أن يحمي نفسه من الاعتداءات التي كان يتعرض إليها، حيث أفاد: "بعد الأخبار التي تمّ نشرها عرضت عليّ وكالة الاستخبارات المال والخروج من البلد بأمان في حال سكوتي وعدم تصريحي بتفاصيل أكثر حول القضية، فقبلت العرض وها أنا في القاهرة". لقد غيّر الإسلام الكثير من حياة كوفاسي؛ لقد جهر الكذب الذي كان يمارسه في كل لحظة أثناء أدائه مهمّة التجسّس على المسلمين. وهو الآن لا يعرف للكذب مكاناً في حياته حيث قال: "أنا الآن اتمتّع بحياة لا مجال فيها للكذب. لقد قاطعتني عائلتي بسبب اعتناقي الإسلام، لكن لي الآن كثير من الإخوة المسلمين والحمد لله رب العالمين
تعليق