أوجه الإختلاف بين الشفاعة في الإسلام وبين الخلاص والفداء في المسيحية
ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ــ على مدار خمسة وعشرون يوماً ونحن ننتظر الأستاذ زكـا أن يأتينا بأوجه المساواة بين الشفاعة في الإسلام والفداء والخلاص في المسيحية .. وفشل الأستاذ فشلاً ذريعاً كما توقعنا بفضل الله .. ولو كان الحق معه لما خذله الله للدرجة التي جعلته يقول أن الشفاعة تتساوى مع الفداء والخلاص .. في أن الشفاعة عقيدة ثابتة عند المسلمين كما أن الخلاص والفداء عقيدة ثابتة عند النصارى !!!
ــ ناهيك عن الكذب والخلط المتعمد والتدليس وقلب الحقائق وتتويه الحوار الذي جعلني مذهولاً لأني حينما اخترت أن أتحاور مع زكـا لم أكن أتصور للحظة أن يتحاور معي بهذا الأسلوب السفسطائي .. وهو الذي قال عن نفسه أنه باحث عن الحق ..
وحيث أن الضيف أعلن إفلاسه في هذا الحوار وتبين للجميع أن بضاعته مزجاة .. فلم يضع وجه تساوي واحد مقنع بين الشفاعة والفداء .. لذا أجد نفسي مضطراً لوضع أوجه الإختلاف الواضحة بين الشفاعة في الإسلام والخلاص والفداء في النصرانية ..
الإختلاف الأول : ــ مبدأ الخلاص والفداء يحط من عظمة الله تعالى ــ فالله القادر على كل شيء لم يجد سوى هذه الطريقة الدموية (الكفارة غير المحدودة)للتوفيق بين عدل الله ورحمته ولغفران الخطايا .
ــ يقول الأنبا شنودة الثالث : ــ
الخطية هى عصيان لله، وتعد على حقوقه، وعدم محبة له..
والله غير محدود، اذن فالخطية غير محدودة لأنها موجهة ضد الله غير المحدود.
ومهما عمل الانسان فان أعماله محدودة، لذلك لا تغفر الخطية الا كفارة غير محدودة..
ولا يوجد غير محدود الا الله. لذلك لم يكن هناك حل لمغفرة الخطية سوى أن يتجسد الله ذاته ويموت. ويكون موته كفارة غير محدودة.
والله غير محدود، اذن فالخطية غير محدودة لأنها موجهة ضد الله غير المحدود.
ومهما عمل الانسان فان أعماله محدودة، لذلك لا تغفر الخطية الا كفارة غير محدودة..
ولا يوجد غير محدود الا الله. لذلك لم يكن هناك حل لمغفرة الخطية سوى أن يتجسد الله ذاته ويموت. ويكون موته كفارة غير محدودة.
(لذلك لم يكن هناك حل !!)
الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي ــ الأنبا شنودة الثالث..
ــ بينما مفهوم الشفاعة في الإسلام يتفق تمـام الإتفاق مع عظمة الله جل وعلا ــ يقول تعالى : ــ
{ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً }النبأ38 .. والمتأمل لــ ( وقال صواباً) يفهم أن المتشفع لم يغير إرادة الله عز وجل وهو الذي قال أنه هو الغفور الرحيم ــ غاية لأمر أن الشفاعة إظهارفضل وإعلان تكريم وتشريف لأنبيائه الكرام عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه ولعباده الصالحين الذين وإظهار فضل الله على المشفوع لهم ــ وإلا فإن الله قادر على أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يخرج من يشاء منها بدون شفاعة .
======================
الإختلاف الثاني : ــ الشفاعة لا تسقط مبدأ العدل الإلهي في مجازاة المؤمنين على حسب إختلاف درجات إيمانهم وأعمالهم الصالحة ــ فالإختلاف بين المؤمنين في إيمانهم وأعمالهم الصالحة سيقابله إختلاف في ثواب أعمالهم .
ــ بينما مبدأ الخلاص والفداء لم يقدم حلاً لهذه النقطة إطلاقاً !!
ــ وقد اعترف بذلك زكا أثناء الحوار ــ حيث قال : ــ
والخلاص هنا للجميع ...ليس لواحد على حساب الآخر وليس هناك مفضلاً عن غيره ..
==================
الفارق الثالث : ــ مفهوم الفداء والخلاص إهانة للمسيح
يقول بولس : ــ
غل 3 :13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة.
ــ بينما الشفاعة في الإسلام تكريم لمحمد وللمسيح ولأنبياء الله الكرام عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه .
ــ وبينما يقول بولس في الكتاب عن المسيح المخلص الفادي أنه (لعنة) .. نجد القرآن الكريم يقول عن المسيح الشفيع أنه (وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) .. إقرأ في تفسير الجلالين : ــ
(وجيهاً) ذا جاه (في الدنيا) بالنبوة (والآخرة) بالشفاعة والدرجات العلا (ومن المقربين) عند الله .
=====================
الفارق الرابع : ــ مفهوم الشفاعة لا يتنافى مع العقل والفطرة الإنسانية ــ بينما مفهوم الخلاص والفداء يتناقض وبشدة مع العقل والفطرة الإنسانية .
====================
الفارق الخامس : ــ الشفاعة لا تسقط الأعمال الصالحة للمؤمنين بل تشجع فعلها .... (مثل الحث على قراءة القرآن وإكثار السجود والحث على العدل وعدم الظلم .
فقد سأل خادم لرسول الله فقال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، فقال: فأعني بكثرة السجود .
وقال صلى الله عليه وسلم : ــ إقرأوا القرآن فإنه يوم القيامة شفيع لصاحبه .
وقوله صلى الله عليه وسلم (أنا شفيع لكل رجلين اتخيا في الله من مبعثي إلى يوم القيامة)
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَمْ تَنَلْهُمَا شَفَاعَتِي ، أَوْ لَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي ، أَوْلنْ أَشْفَعَ لَهُمَا : أَمِيرٌ ظَلُومٌ غَشُومٌ عَسُوفٌ ، وَكُلُّ غَالٍ مَارِقٌ "
ــ بينما الخلاص والفداء يسقط الأعمال الصالحة ولا تجعلها سبباً في خلاص الإنسان بل يعتبرها نتيجة للخلاص ومعلوم عقلاً أن الأعمال الصالحة تتفاوت من شخص لآخر.. ولا يخفى على عاقل مافي هذا المبدأ من دعوة إلى التراخي عن العمل الصالح وعدم وجود حافز قوي للقيام بها .
يقول بولس في رسالته لغلاطية : ــ لانه ان كان بالناموس بر فالمسيح اذا مات بلا سبب
ولذا فلا حرج أن يكتب القس اسبر عجاج قائلاً ( لأنه إن استطاع أحد أن يخلص بأعماله فالمسيح إذن مات بلاسبب) !
===================
الفارق السادس : ــ الشفاعة لا تطلب سوى من الله عز وجل في دعائنا بينما الخلاص يطلب من المسيح دون الآب في الغالب ــ أو من المسيح مع الآب ــ ولا يخفى ما في ذلك من شرك بالله تعالى عما يصفون .
====================
الفارق السابع : ــ الشفاعة الكفارية التي إختص بها المسيح دون غيره في الإيمان المسيحي هي لغفران الخطايا وتخص الخطاة.. بينما الشفاعة العظمى التي إختص بها الرسول عليه الصلاة والسلام ليست لغفران الخطايا .. وإنما هي لإنهاء الإنتظار .
================
الفارق الثامن : ــ الإبن يسوع هو الوحيد الذي قام الفداء لأجل غفران الخطايا في الإيمان المسيحي .. بينما الرسول عليه الصلاة والسلام لن يكون الشفيع الوحيد الذي يتشفع عند الله عز وجل لإخراج من في النار .
=================
الفارق التاسع : ــ
ــ الخلاص والفداء ما هو إلا تأثر بالوثنيات القديمة ــ فبوذا الذي سبق معبود النصارى بمئات الأعوام يقول : ــ
((دعوا الآثام التي ارتكبت في هذا العالم تقع علىّ كي يخلص العالم )) !!
وهذا عين ما يعتقد النصارى في الخلاص والفداء .. يسمع زكا الشمامسة كل عام يرتلون هذا اللحن : ــ
((بى اخرستوس بين سوتير آف أى آف شيب امكافه هينا خين نيف امكافه انتيف سوتى اممون.))
((المســيح مخلصـنا جــاء وتألم عنـا لكي بآلامـه يخـلصـنا)) !!
=======================
الفارق العاشر : ــ في الإسلام هناك غفران من الله ورحمة بدون شفاعة أحد فبعد شفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنين يُدخِل الله برحمته من لايشرك بالله شيئاً : ــ
وفي الحديث الشريف : ــ
((فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل))
ــ بينما في المسيحية ــ لم يكن الغفران ليحدث بدون الفداء .. فكما يقول الأنبا شنودة : لذلك لم يكن هناك حل لمغفرة لخطية سوى أن يتجسد الله ذاته ويموت !!
========================
فهذه عشرة إختلافات واضحة جلية بين الشفاعة في الإسلام والخلاص والفداء في المسيحية (1)..
كانت هذه الإختلافات غيث من فيض .. فما أكثرها .. وشتان الفارق بين الثرى والثريا !!
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ,,
=====================
(1) وضع الأخ الفاضل متعلم 10 إختلافات أخرى في صفحة التعليقات توضح الفارق بين الشفاعة ــ والخلاص والفداء لمن يريد الإستزادة.
تعليق