شنودة الثالث .. قنبلة موقوتة يعبدها الأقباط
نظير جيد روفائيل – شنودة الثالث – يعبده نصارى مصر الأرثوذكس من دون الله تعالى .. إيمانهم بتجسد الله عز وجل – وحاشاه – فى جسد المسيح ، جعل من السهل عليهم الإيمان بألوهية المسخ شنودة الثالث الذى يطلقون عليه صفة إلهية هى " صاحب القداسة " !
فى كتابه " خريف الغضب " يحكى محمد حسنين هيكل فى الفصل الرابع " كنيسة تنطلق " عن طبيعة الجماعة الإرهابية " الأمة القبطية " التى ولد من رحمها نظير جيدهو ومجموعة من " الرهبان الجدد " .. يقول هيكل :
" لكن النجم الأكثر لمعانا فى هذا الجيل من الأساقفة كله كان نظير جيد . فقد تخرج من كلية الآداب وأصبح صحفيا وكاتباً وشاعراً قبل أن ينخرط فى سلك الرهبنة ، ثم جرى رسمه أسقفاً تحت اسم " الأنبا شنودة " ، وجلس فيما بعد على الكرسى البابوى . كان الأنبا شنودة قد عين أسقفا للتربية فى الكنيسة ، وهكذا فإن كل كليات اللاهوت وكذلك مدارس الأحد دخلت فى اختصاصه . وعندما أنشئت الكاتدرائية ، فإن الأنبا شنودة استن تقليدا مشهورا ، هو درس الجمعة ( يعيد إلى الذاكرة درس الثلاثاء الذى اشتهر به الشيخ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين ) . وأصبح درس الجمعة مناسبة هامة فى حياة الكنيسة القبطية . فقد كان الألوف يتقاطرون لسماع الأنبا شنودة ، بل إن الأنبا شنودة أصبح معبود الشباب القبطى " أ.هـ ( خريف الغضب ص 289 ، الطبعة الأولى 1988 – مركز الأهرام للترجمة والنشر ) .
يؤكد هيكل أن شنودة صار إلها للأقباط .. ولنا أن نتخيل جيل الشباب الذى كان يعبد شنودة فى ستينيات القرن العشرين ، ومدى تأثيره فى الأجيال التى تلته والتى صارت تؤمن تماما أن شنودة إله يجب الركوع والسجود له ، ولعل هذا ما تتجلى مظاهره فيما يعرف باسم " المطانية " عندما ينحنى الأساقفة يقبلون أقدام شنودة ويسجدون له ..
بل الأغرب من ذلك أن صار قطاع عريض من الأقباط يؤمنون أن شنودة هو الذى يدخل الجنة أو النار ، ويعتقدون أن الروح القدس حلت عليه ، وأنه سيسلم الكنيسة لما يسمونه " الرب يسوع " ، بل والأشد غرابة أن هناك فئة ليست قليلة من ضمن الأقباط تؤمن أن شنودة لن يموت وأنه سيعيش أزمنة مديدة وعديدة وأنه يكلم "العدرا " وعلى اتصال دائم بالسماء !!
نحن الآن إزاء ديانة جديدة ، لها طقوس خاصة ولها أتباع ..
وإن أردنا أن نعرف كيف تأسست هذه الديانة النازية الشنودية ، فلننظر كيف قامشنودة بغسل عقول الأقباط عن طريق السيطرة على الأطفال من خلال مدارس الأحد التى علمهم فيها أن مصر دولة محتلة وأن المسلمون غزاة يجب طردهم .. يقولهيكل :
" فى حين أن الأنبا شنودة كان يرى أن الكنيسة مؤسسة شاملة مكلفة بأن تقدم حلولا لكل المشاكل وأجوبة لكل الأسئلة المتصلة بالدين والدنيا ، فإن متى المسكينكان له رأى آخر هو أن الدين علاقة بين الله وبين ضمير كل فرد ، وأنه لا ينبغى أن تكون لها علاقة بالسياسة . لقد كان هذا خلافا موجودا فى كل العقائد وفى كل الكنائس ، لكن الأنبا شنودة كانت لديه فرصة أوسع من غيره . فلقد كانت فصول التربية الكنسية تمتلئ بالرجال والنساء ، كما أن مدارس الأحد كانت تمتلئ بالأطفال . بل إن الأنبا شنودة أنشأ فصولا خاصة لخدمة الكنيسة وكانت دراسة الإنجيل بالطبع تقود إلى مناقشات واسعة حول القضايا الاجتماعية ، وعلاقات الطبقات ، بل وتنظيم الأسرة " أ.هـ ( خريف الغضب ص 290 ) .
سيطر شنودة على عقول الأقباط من خلال مدارس الأحد التى بث من خلالها سمومه وطائفيته وتعاليم أستاذه الإرهابى " حبيب جرجس " أول من اخترع عبارة " الأمة القبطية " وأول من تبنى حملة لإعادة تدريس ما تسمى " اللغة القبطية " والذى أسسالمدرسة الإكليركية التى تحولت فيما بعد إلى كلية ، والذى أيضا أسس مدارس الأحد التى تعانى مصر من تعاليمها الإجرامية الطائفية حتى يومنا هذا ..
لقد كان على مؤسسات الدولة بعد هلاك البابا كيرلس السادس ، أن تسعى إلى اختيار بطريرك مخلص لا يسعى لإثارة النعرات الطائفية ، لكن حالة التخبط وظروف احتلال سيناء ، جعلت من مجرم سفاح وقاتل وإرهابى مثل شنودة بطريركا يعبده الأقباط من دون الله تعالى ..
يحكى هيكل عن ملابسات مساندة الدولة للطاغوت شنودة الذى أطلق عليه "الراهب المقاتل " :
" وعلى أى حال فقد أتاحت لى المصادفات مرة أن أحضر مناقشة فى بيت الرئيسالسادات فى الجيزة حول انتخاب البابا الجديد بعد وفاة البابا كيرلس السادس . كان الاجتماع يضم كلا من الرئيس السادات ووزير الداخلية فى ذلك الوقت السيدممدوح سالم ، ونائب رئيس الوزراء الدكتور محمد عبدالسلام الزيات وهو قانونى متمرّس إلى جانب أنه كان فى تلك الأيام من أكثر المقربين إلى الرئيس السادات .. ولقد رحت أتابع تفاصيل المناقشة ، وكان موضوعها الاحتمالات الممكنة فى انتخابات البابا الجديد الذى يجلس على الكرسى البابوى بعد البابا كيرلس . وبدا لى من سير المناقشات بين الرئيس ومعاونيه أن الأمر قد انتهى إلى منافسة بين اثنين من الرهبان ، أحدهما من الجيل القديم ، والآخر من جيل الرهبان الشبان المتحمسين وهو الأنبا شنودة . وسألنى الرئيس عن رأيى فى المسألة . وكان واضحاً أمامى من اتجاه المناقشة التى كانت فى معظمها دائرة بين رئيس الجمهورية ووزير داخليته ، أن وزير الداخلية يميل إلى تأييد الأنبا شنودة فقد كانت بينهما معرفة ، وكانت الصلات بينهما صلات ودّ وثقة . وأبديت رأيا عاماً فيما سئلت فيه ، وكان رأيى " أننى لا أعرف شخصياً أحداً من الاثنين ، ولكنى بصفة عامة – وفيما يتعلق بكبار رجال الدين – أجدنى أميل إلى ترجيح كفة الأكبر سناً ، وذلك لعدة اعتبارات بينها اعتبار سياسى هو أنه إذا ثبت بالتجربة أن الأكبر سناً أكثر صعوبة فى التعامل معه ، فإن الطبيعة نفسها لن تعطيه زماناً طويلاً لإثارة المصاعب ، فى حين أن ذلك لو حدث مع الأصغر سناً ، فإن الطبيعة كفيلة – فى الظروف العادية – بأن تعطيه زمناً طويلة لإثارة المصاعب " . لكن ممدوح سالم كان فيما يبدو متأكداً مما يقول وأضاف يومها أنه يستطيع أن يضمن نوايا شنودة ، ولا يثق أنه يستطيع أن يفعل ذلك بالنسبة للمرشح الآخر . وانحاز السادات إلى رأى وزير الداخلية . وكان من عجائب المصادفات بعدها أنه حين تمت إجراءات الانتخابات ودخل الطفل إلى الغرفة المظلمة يسحب ورقة من الصندوق الصغير فان الاسم الذى كان مكتوباً عليها كان هو اسم الأنبا شنودة " أ.هـ ( خريف الغضب ص 293 ) .
كان هيكل محقا فى تصوره لاختيار بطريرك للنصارى الأرثوذكس ، لكن الدجل السياسى حال دون تنفيذ رغبته فى اختيار بطريرك عاقل حكيم لا يدعو لإراقة الدماء من الإسكندرية لأسوان كما قال الطاغوت شنودة ..
الطبيعة الدموية الإجرامية للطاغوت شنودة ، أخذت تنكشف بسرعة مذهلة بعد مساندة الدولة له وتسليمه مفاتيح الكنيسة المرقصية ..
يقول هيكل :
" فقد بدأ أول احتكاك بين الاثنين – يقصد السادات وشنودة – بعد ستة أشهر من انتخاب البابا شنودة . كان سبب الاحتكاك هو السبب التقليدى القديم : كنيسة قامت بغير ترخيص فى الخانكة ( إحدى ضواحى القاهرة ) . وكان قيامها بنفس الطريقة القديمة : قطعة من الأرض اشتريت وأحيطت بسور من الدكاكين ، ثم أصبحت الأرض الفضاء فى قلبها ملعباً ، ثم مدرسة ، ثم ملتقىً دينياً ، ثم جاءها المذبح ذات ليلة ، ودشنها أحد الأساقفة ، وفتحت لإقامة الصلوات . وطبقت وزارة الداخلية أحكام الخط الهمايونى القديم . فقامت وزارة الداخلية بواسطة البوليس بإزالة بعض المنشآت ، ومنعت استعمالها للعرض الذى كان مقرراً لها . ولم يسكت شنودة ، وإنما أصدر أمره فى اليوم التالى إلى مجموعة من الأساقفة أن يتقدموا موكباً ضخماً من القسس ويسيروا صفاً بعد صف فى زحف شبه عسكرى إلى ما بقى من مبنى " الكنيسة " ، ثم يقيموا قداس صلاة حتى بين أطلاله . وكانت الأوامر لهم أن يواصلوا التقدم مهما كان الأمر ، حتى إذا أطلق البوليس عليهم نيران بنادقهم . وحاول البوليس أن يتعرض لموكب الأساقفة والقسس ، لكن الموكب مضى حتى النهاية ، وكان المشهد مثيراً ، وكانت عواقبه المحتملة خطيرة .
ولقد غضب الرئيس السادات غضباً شديداً مما اعتبره ليس فقط تحدياً له ، وإنما أيضاً مما اعتبره نكراناً للجميل من مرشح للكرسى البابوى كان هو نفسه – بنصائح وزير داخليته متعاطفاً معه . ويبدو أن الرئيس السادات قرر فيما بينه وبين نفسه أن المسائل تحتاج إلى مواجهة مع البابا الجديد . وأتذكر أنه اتصل بى تليفونياً فى مكتبى فى الأهرام فى تلك الأيام وقال لى : إننى قررت أن أفجر المسألة الطائفية ، وسأذهب إلى مجلس الشعب بنفسى واشرح لأعضائه تفاصيل ما يجرى ، وأطلب منهم اتخاذ ما يرونه من قرارات " وكان الرئيس السادات بعد ذلك يطلب منى إعداد خطابه الذى سيفجّر فيه المسألة أمام مجلس الشعب . وقلت للرئيس السادات : إن المشكلة الطائفية – على فرض أن هناك مشكلة - لا يمكن أن تواجه بأسلوب التفجير . وكان رده عصبيا :إننى لا استطيع أن أجلس بقنبلة موقوتة تحت الكرسى ، وأنا لست مثل جمال عبدالناصر أترك المسائل تحل نفسها . واستطرد الرئيس السادات : إن شنودة يريد أن يلوى ذراعى ، ولن أسمح له أن يفعل ذلك " ( خريف الغضب ص 295 ) .
تتضح لنا الطبيعة الإجرامية للإرهابى شنودة من خلال التعدى على أرض الدولة وإعطاء أوامره للقساوسة بإراقة الدماء والاشتباك مع رجال الشرطة حتى ترضخ له الدوله ، وهذا ما دفع السادات أن يصفه بالـ قنبلة الموقوتة ، وهو وصف دقيق للغاية .. لأن مثل هذا البلطجى العجوز فخخ مصر طوال أكثر من أربعين سنة ونشر الطائفية بصورة مفزعة ..
لقد أراد شنودة أن يصبح رئيسا لدولة قبطية مستقلة .. صورت له أمراضه النفسية أنه باستطاعته أن يطرد ما يسميهم " العرب الغزاة " مثلما حدث فى الأندلس ، وأن يستعيد " العزبة " التى ورثها من والده !
وقد فضح السادات مطامع شنودة وأحلامه العنصرية المجنونة فى خطاب بمجلس الشعب يوم 14 مايو 1980م ، فذكر فى ذلك الخطاب : أن شنودة يريد أن يكون زعيماً سياسياً للأقباط فى مصر ، ولا يريد أن يكتفى برئاسته الدينية لهم . ثم أضاف أن التقارير لديه تشير إلى أن البابا يعمل من أجل إنشاء دولة للأقباط فى صعيد مصر تكون عاصمتها أسيوط ، ثم صاح قائلاً : أن البابا يجب أن يعلم أننى رئيس مسلم لدولة مسلمة ، ثم انتقد عملية إنشاء الكنائس بدون تصريح ، وأشار إلى دور البابا شنودة فى حوادث سنة 1972 متهماً إياه بنكران الجميل ، وتساءل : لقد طلب تصريحاً بـ 25 كنيسة فى السنة وأعطيته تصريحاً بخمسين كنيسة . فماذا يريد ؟ . ثم قال إن هناك أدلة على أن الفلسطينيين الذين يحاربون فى لبنان قد أسروا ثلاثة من الأقباط الذين كانوا يحاربون فى صفوف الميليشيات المارونية فى لبنان " ( خريف الغضب ص 377 ) .
شنودة لم يكل أو يمل من الإعداد لدولته المزعومة التى حاول تأسيسها وجعل عاصمتها " أسيوط " ، لذلك فإنه أمر بافتعال عشرات الحوادث الطائفية ، حتى يتخذ من ردة فعل المسلمين سببا للتدخل الأجنبى وتأسيس دولته ، وهذا ما دفعه بشذوذه المعروف عنه أن يؤيد شتائم ربيبه ورفيقه الشاذ جنسيا زكريا بطرس بحق الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. فهو يريد بأى طريق إراقة الدماء وبث الفتنة الطائفية وتهديد الاستقرار ..
وليته اكتفى بذلك .. بل شهد رئيس الدولة السابق بخيانته للوطن وإرسال أقباط يتبعونه ليحاربوا فى مليشيات النصارى الموارنة بلبنان ..
مثل هذا الخؤون المجرم كانت تجب محاكمته أما القضاء العسكرى بتهمة خيانة الوطن وبث الفتنة الطائفية وقتل من يعتنق الإسلام .. لكن مليارديرات الكنيسة بأموالهم والسلطة بانبطاحها ، حولوا هذا المجرم الشارد إلى صاحب " قداسة " ورجل وطنى وإلها يعبده الأقباط من دون الله تعالى .
لقد طغى نظير جيد روفائيل فى البلاد ، وأكثر فيها الفساد ، وازدرى المقدسات الإسلامية وحرض الدول الأجنبية ضد مصر وأراد أن يؤسس دولة مستقلة للنصارى تكون عاصمتها " أسيوط " .. وأن الأوان أن يُفضح هذا الطاغوت المجرم وأن تتم محاكمته ..
.....>>>>
المصدر
تعليق