الإيمان.. وأثره على الصحة النفسية
د.ليلى أحمد الأحدب *
كان علم النفس دائما فخورا كعلم بتقاليده الدنيوية (غير الدينية) الملتزمة بالتنوير. وكان -على الدوام- من ضمن هذه التقاليد وجود شك واضح بكل أشكال التدين، كما يصف بيرنارد غروم.
ولقد نعى رومان رولاند على فرويد أنه لم يفهم المصدر الحقيقي للعواطف الدينية التي هي "شعور بالأبدية"، أو شعور كما لو كان عن شيء بلا حدود وغيره مقيد بقيود؛ في حين يقرر فرويد أنه لا يستطيع أن يعثر على أي أثر لأي شعور كهذا في شخصيته، ويقول: إن ما كان رولاند يقوم بوصفه "كان شعورًا بإزاء الرابطة التي لا تقبل الانفصام بأن يكون واحدا مع العالم الخارجي ككل".
والواقع أن فرويد قد استبعد "الشعور العظيم" باعتباره وهمًا قائمًا على النكوص إلى حالة وجدانية طفولية. ففكرة أن هناك نوعًا من الاتحاد أو "الكليانية"، وأنها تمثل خبرة حية، أو هي مثَل أعلى ينشد الناس إحرازه تبدو في نظر فرويد انحرافًا عن الوقائع المكينة في القوام الجسمي للإنسان! كان فرويد ميالا دائما إلى استبعاد الخبرات التي لا يمكن ردها أو ربطها بالجسم.
غير أن اضطرار علماء النفس إلى الإقرار بكون الدين عاملا مساعدًا للصحة النفسية والجسدية بعد أن تجاهلوه وقللوا من قيمته مثّل نقطة تحول مهمة في علم النفس. بل إن علم النفس المعاصر يعتبر الدين عاملا مهمًّا في إعادة الطمأنينة إلى النفس؛ فقد أكد كارل يونج أهمية الدين وضرورة إعادة فرص الإيمان والرجاء لدى المريض، وأكد ستيكل أهمية تدعيم الذات الأخلاقية على هذا الأساس.
يتبع
د.ليلى أحمد الأحدب *
كان علم النفس دائما فخورا كعلم بتقاليده الدنيوية (غير الدينية) الملتزمة بالتنوير. وكان -على الدوام- من ضمن هذه التقاليد وجود شك واضح بكل أشكال التدين، كما يصف بيرنارد غروم.
ولقد نعى رومان رولاند على فرويد أنه لم يفهم المصدر الحقيقي للعواطف الدينية التي هي "شعور بالأبدية"، أو شعور كما لو كان عن شيء بلا حدود وغيره مقيد بقيود؛ في حين يقرر فرويد أنه لا يستطيع أن يعثر على أي أثر لأي شعور كهذا في شخصيته، ويقول: إن ما كان رولاند يقوم بوصفه "كان شعورًا بإزاء الرابطة التي لا تقبل الانفصام بأن يكون واحدا مع العالم الخارجي ككل".
والواقع أن فرويد قد استبعد "الشعور العظيم" باعتباره وهمًا قائمًا على النكوص إلى حالة وجدانية طفولية. ففكرة أن هناك نوعًا من الاتحاد أو "الكليانية"، وأنها تمثل خبرة حية، أو هي مثَل أعلى ينشد الناس إحرازه تبدو في نظر فرويد انحرافًا عن الوقائع المكينة في القوام الجسمي للإنسان! كان فرويد ميالا دائما إلى استبعاد الخبرات التي لا يمكن ردها أو ربطها بالجسم.
غير أن اضطرار علماء النفس إلى الإقرار بكون الدين عاملا مساعدًا للصحة النفسية والجسدية بعد أن تجاهلوه وقللوا من قيمته مثّل نقطة تحول مهمة في علم النفس. بل إن علم النفس المعاصر يعتبر الدين عاملا مهمًّا في إعادة الطمأنينة إلى النفس؛ فقد أكد كارل يونج أهمية الدين وضرورة إعادة فرص الإيمان والرجاء لدى المريض، وأكد ستيكل أهمية تدعيم الذات الأخلاقية على هذا الأساس.
يتبع
تعليق