السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلماء هم ورثة الانبياء
وعلى مر التاريخ نجد ان علماء الحق هم من وقفوا امام الباطل وبينوا للعالمين ان الحق يمكث فى الارض
وان الباطل زاهق لا محالة مهما طال
وهذه سنة الله فى كونه
ولان العلماء الربانيين هم من لا ينقطعون عن الواقع الذى يعيشه المسلمين
فكان لازما عليهم ان يتكلموا فى امور الامه ليبينوا للناس الحق من الباطل
ولان العلماء الربانيين هم من لا ينقطعون عن الواقع الذى يعيشه المسلمين
فكان لازما عليهم ان يتكلموا فى امور الامه ليبينوا للناس الحق من الباطل
وينزعوا السم من العسل الذى تشربه الامه منذ زمن بعيد
ونرى امثلة ذلك فى اهل الثبات على الحق الذين لا يخافون فى الحق لومة لائم
ومنهم جبهة علماء الازهر وبياناتهم الهامه جدا
والتى توضح راى اهل العلم فى امور تخص الناس وتخص الامه وتزيل اللبس الذى يحدث للناس
وهذا هو الدور الاصيل الذى يجب ان يقوم به العلماء مع اعطاء العلم وتبليغ الرساله
واعطاء الامثله يوضح الامر بشكل اكبر
من كتاب صور من حياة التابعين الجزء الثانى الصفحه 17
قام الحجاج بن يوسف الثقفى ببناء قصر كبير فى واسط بالعراق
وكان كما هو معلوم طاغيه ( يقتل بالظن - لا يحنث فى قسم ولو كان حرام - قاسى القلب - يستحل دماء من يخالفه - .... الخ )
نادى فى الناس ان غدا اجازة ليشاهد الناس هذا القصر الرائع
ومن المعروف ان العصر الاموى تميز بالبناء المميز ومن امثلة ذلك قبة الصخرة
فخرج الناس جميعا لرؤية هذا القصر وخرج معهم سيدنا الحسن البصرى رضى الله عنه
خرج ليرد اى شخص غره القصر والسلطه
ولم يخرج ليشاهد مثل الناس
فلم يشأ الحسن أن يفوّت على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه, فخرج اليهم ليعظهم ويذكّرهم ويزهدهم بعرض الدنيا ويرغبهم بما عند الله عز وجل,
ولما بلغ المكان ونظر الى جموع الناس وهي تطوف بالقصر المنيف مأخوذة بروعة بنائه مدهوشة بسعة أرجائه مشدودة الى براعة زخارفه,
وقف فيهم خطيبا, وكان في جملة ما قاله:
لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيّد وبنى أعلى مما بنى ثم أهلك الله فرعون وأتى على ما بنى وشيّد.
ولما بلغ المكان ونظر الى جموع الناس وهي تطوف بالقصر المنيف مأخوذة بروعة بنائه مدهوشة بسعة أرجائه مشدودة الى براعة زخارفه,
وقف فيهم خطيبا, وكان في جملة ما قاله:
لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيّد وبنى أعلى مما بنى ثم أهلك الله فرعون وأتى على ما بنى وشيّد.
ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه, وأن أهل الأرض قد غرّوه..
ومضى يتدفق على هذا المنوال حتى أشفق عليه أحد السامعين من نقمة الحجاج
فقال له: حسبك يا أبا سعيد.. حسبك,انه الحجاج .. انه الموت
فقال له: حسبك يا أبا سعيد.. حسبك,انه الحجاج .. انه الموت
فقال له الحسن: لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه.
وفي اليوم التالي دخل الحجاج الى مجلسه وقد تم ابلاغه بما حدث من الجواسيس
فدخل وهو يتميز من الغيظ وقال لجلاسه: تبا لكم وسحقا,
اكنتم هناك ؟؟؟
قالوا : نعم يا امير . ما اجمل القصر .... الخ
فقال : ليس هذا ما عنيت اكنتم هناك ويقوم عبد من عبيد البصرة ويقول فينا ما شاء ان يقول ثم لا يجد فيكم من يرده او ينكر عليه
والله لأسقينّكم من دمه ( وكان لا يحنث فى قسمه )
يا معشر الجبناء.
ثم أمر بالسيف والنطع فأحضرا,
ودعا بالجلاد فمثل واقفا بين يديه, ثم وجه الى الحسن البصري بعض شرطة وأمرهم أن يأتوا به
. وما هو الا قليل حتى حضر الحسن, فشخصت اليه الأبصار ووجفت عليه القلوب, فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد حرّك شفتيه, ثم أقبل على الحجاج وعليه جلال المؤمن وعزة المسلم ووقار الداعية الى الله.
فلما رآه الحجاج على حاله هذا هابه أشد الهيبة
وقال له: هاهنا يا أبا سعيد.. هاهنا.. ثم ما زال يوسع له
ويقول: هاهنا.. الناس ينظرون اليه فيدهشة واستغراب حتى أجلسه على فراشه.
ولما أخذ الحسن مجلسه التفت اليه الحجاج وجعل يسأله عن بعض أمور الدين,
والحسن يجيبه كل مسألة بجنان ثابت وبيان ساحر وعلم واسع.
فقال له الحجاج: أنت سيّد العلماء يا أبا سعيد, ثم دعا بغالية وطيّب له بها لحيته وودّعه.
ولما خرج الحسن من عنده تبعه حاجب الحجاج
وقال له: يا أبا سعيد لقد دعاك الحجاج بغير ما فعل بك,ولم ياتى بك ليطيب لحيتك
وقال له: يا أبا سعيد لقد دعاك الحجاج بغير ما فعل بك,ولم ياتى بك ليطيب لحيتك
فقال الامام : نعم لقد رايت
السياف والنطع ( والنطع هى سجادة توضع لكى لا يلوث دم المذبوح المكان )
فقال الحاجب ولكنى رأيتك عندما أقبلت ورأيت السيف والنطع فحرّكت شفتيك, فماذا قلت؟.
فقال الحسن: لقد قلت: [bor=ff0000]يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي, اجعل نقمته بردا وسلاما عليّ كما جعلت النار بردا وسلاما على ابراهيم.[/bor]
[bor=ff0000][/bor]
تعليق