بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو من الإشراف الكريم أن يحول الموضوع إلى المكان المخصص إن لم أصب في اختيار المكان..
الحمد لله الذي جعل لكل شئ قدرا، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أهل الورع والتقى،
الحمد لله على قضاءه وقدره، بعد صلاة الجمعة أحسست بألم في بطني فصبرت لعل الألم يزول وذهبت إلى معملي كالمعتاد. حدثتني نفسي بأن أذهب لسكني وأنال قسطا من الراحة، لأني لم أنم جيدا البارحة. مشيت في طريقي إلى السيارة والأفكار تأتي إليَ وتذهب، والألم يعصف بمعدتي ويجعلني أسرع الخطى. وصلت إلى السيارة، ولكن سبحان الله! أحدهم قد أوقف سيارته خلفي! يا الله ما هذا؟! لماذا يفعل أحدهم ذلك؟! وحاولت أن أخرج سيارتي من موقفها، ولكن عبثا حاولت، فقد باءت كل محاولاتي بالفشل. حزنت في نفسي وغضبت قليلا، ثم قلت لنفسي: "دفع الله ما كان أعظم، لعله خيرا لي!". رجعت إلى معملي بحالة محبطة نوعا ما، من الألم الذي أصابني، ومن الأخ الذي أعاق حركة سيارتي. لم أستطع أن أكمل عملي البحثي، ففكرت فخطرت لي خاطرة، وقلت في نفسي: "لماذا لا أكتب هذه الخاطرة وأشارك بها إخواني في منتدى حراس العقيدة؟". فاستعنت بالله وبدأت بكتابتها، وها هي بين أيدكم، فآمل أن تنال إعجابكم، وآمل أن أنال مناصحتكم.
====*===*== عشيقتي العربية ==*===*====
أحبك يا لغة أنزل الله بك الذكر والنذر، و تكلم بك خير البشر، وصلى بكِ المخلصون ودعوا وقت السحر. أحبك لأن تراثكِ مغداق مزدهر، وقد نزلت بكِ الآي والسور، ووصى بك أهل العلم والنظر، فقالوا: "كي تفهم القرآن، ليس لك من لغة العرب من مفر"، فالله نسأل أن يعيننا على تعلمك بجلد وصبر، ويحفظك من كيد كل أثيم أشر، ويهدي شباب المسلمين للالمام بشتى علومك ذات الجمال والسحر.
يا لغة العرب، يكفيكِ شرفا أن نزل بك قرآنا يتلى آناء الليل وأطراف النهار، وتكلم بك المصطفى (صلى الله عليه وسلم) والصحابة الأخيار، ودعا بكِ كل موحد بار، سائلا مولاه العزيز الغفار، الهداية والتوفيق والسداد في حضره وفي الأسفار.
لقد ورد وصف القرآن بالعربي في كثير من الآيات، والأمثلة هنا متعددة، يقول الله في كتابه الكريم:"إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" (يوسف: 12)، ويقول أيضا: "وكذلك أنزلناه حكما عربيا"(الرعد: 37 ) وفي آية أخرى"وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا" (طه:: 113)، وكذلك: "قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون" (الزمر:28) وفي موطن آخر: "كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون" (فصلت: 3)، إلى غيرها من الآيات. وهنا عندي وقفة لطيفة، لعلكم لاتشعرون بها معاشر العرب، ألا وهي حلاوة اللغة العربية. نحن الأعاجم نشعر بحلاوة اللغة العربية و أهميتها، فسبحان الله، أين كنا قبل تعلم اللغة العربية، وأين أصبحنا، ولله الحمد، بعد تعلمها. كنا نصغي للقرآن الكريم يتلى، و لا نعي من آياته إلا قليلا النزر، فلله الحمد بأن من علينا بهذه اللغة العظيمة، فعرفنا فضلها وأحسسنا بها ما للقرآن من إعجاز وبيان، وفصاحة ومعانٍ. يقول ابن كثير في تفسيره للآية "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون": "وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس؛ فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان ، فكمل من كل الوجوه". ولا يخفى على كثير منا حالة الوهن التي أصابت أبناء المسلمين وزهدهم في تعلم لغة دينهم، التي لا يستقيم فهمهم للقرآن إلا بها، والله المستعان.
وفي الختام أقول: إنما هي كلمات خطرت بالجنان، وسطرتها على هذه الصفحة الأنامل باتزان، ورب ضارة لصاحبها نافعة في غير آن، وأحمد الله أن منعني الحركة من هذا المكان، فقد عوضني عنها خيرا، بأن أزال ألمي وأصبح في خبر كان، وأعانني على كتابة هذه الخاطرة في هذا الفترة من الزمان، ونسأل الله التوفيق والسداد والقبول وفي عبادته الاخلاص والاحسان، وأن نكون ممن لعمله يعمل باتقان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
أخوكم-- أبوقتيبة
تعليق