بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدق الله القائل "فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ "
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدق الله القائل "فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ "
والله إني لأجد نفسي شديد الخجل من الله تعالى وأنا أكتب تلكم الكلمات لتقصيرنا في أداء الأمانة التي حملناها وهي استخلاف الله لنا على أرضه لنعمل بما أمرنا به وننتهي عما نهانا عنه .. فعندما كنت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2001 .. وبعد أن انتهى عمل اليوم .. ها أنا أجهز نفسي لأحمل حقيبتي مغادرا معمل الأبحاث بعد يوم طويل يبدأ من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساءا .. حملت حقيبتي وغادرت المعمل إلى حيث موقف الاتوبيس لكي أعود إلى المنزل لأجلس مع زوجتي وأولادي .. كانت الساعة الخامسة والربع مساءا حين وصل الاتوبيس .. صعدت سلم الاتوبيس وهممت بأخذ مكان في أحد المقاعد .. ما إن أخذت مكانا وجلست حتى سمعت صوتا يقول بلغة عربية مكسرة "السلام عليكم" .. نظرت حولي فإذا بي أجد امرأة عجوز ملامحها تقول إنها من جنوب شرق آسيا .. وجدتها تنظر إلي وتقول مرة ثانية "السلام عليكم" .. فرددت عليها "عليكم السلام ورحمة الله وبركاته" .. فسألتني المرأة من أين أنت قلت لها من مصر .. فقالت المرأة أنا أعرف أناسا هنا من مصر ومن بقية الأقطار العربية و الشرق الأوسط .. فأنا من اندونيسيا .. وصل الاتوبيس إلى محطة نزولي فقمت وهممت بالنزول .. فهبطت من الاتوبيس وإذا بالمرأة العجوز تهبط هي الأخرى في نفس المحطة .. أخذت طريقي إلى المنزل فقالت المرأة هذا هو المنزل الذي أقطن فيه أنا وزوجي .. وأشارت إلى منزل من طابق واحد .. على الطريق الرئيسي الذي أسير أنا فيه عند العودة إلى بيتي .. مرت اياما كنت كلما أمر على ذلك البيت وجدت سيارة بها صليب كبير تقف أمام ذلك المنزل وكنت أشاهد شخصا يبدو عليه غضب الله ذو ملامح شرق آسيوية ينظف تلكم السيارة أو يقودها أو يستعد لقيادتها .. فأيقنت حينئذ أن هذه المرأة زوجة هذا الرجل عبد المسيح و مقدس الصليب .. وتوقعت أن تكون هذه المرأة مسيحية ايضا .. جهزت أوراقا كنت قد أعددتها لمناقشة أي مسيحي لأدله على الحق بأن المسيح بن مريم عليه السلام لم يكن إلا عبدا لله ورسولا مثله مثل موسى من كلامه هو ولم يكن هو الله .. وأنه لم يُصلب حيث أن الله نجاه .. فجمعت تلكم الأوراق ووضعتها في حقيبتي حتى إذا رأيت تلكم المرأة أعطيها هذه الأوراق .. وكانت تلكم الأيام التي بدأ فيها بوش وإعلامه الصهيوصليبي حملته الشعواء على الإسلام بعد أن اتضح لهم أن الاسلام ينتشر في كل ربوع الدنيا وفي رأس الإفساد الولايات المتحدة بدون سيف كما يزعمون دائما .. فأعدوا عدتهم وجهزوا أسلحتهم .. فلم تعد ترى في إعلامهم غير الشيعة وهم ينحرون أنفسهم في ذكرى كربلاء .. وصور لأحياء أفقر فقراء المسلمين حيث الذباب والمجاري والحرمان .. وحكومة طالبان وهم يقيمون شرع الله على إمرأة قاتلة معترفة بجريمتها .. كان الإعلام يبث هذه المناظر ليل نهار .. ليل نهار .. المهم شاء الله وأنا عائد من معمل الأبحاث أن وجدت هذه المرأة في الاتوبيس مرة ثانية وقالت كعادتها السلام عليكم فرددت عليها .. ثم أعطيتها الوريقات التي كانت في حقيبتي وقلت لها ليتك تقرأين هذه الوريقات أليس زوجك هو الرجل الذي يمتلك سيارة حمراء كبيرة .. قالت نعم هو زوجي .. فقلت لها ليتك تقرأي الوريقات .. و انتظر ردك .. أخذت المرأة الوريقات وهبطت أنا من الاتوبيس وهبطت المرأة ايضا .. مرت أيام أخرى .. وبينما أنا صاعد إلى الاتوبيس عائدا من عملي وجدت المرأة العجوز تجلس في أحد المقاعد .. فألقت تحيتها المعتادة التي تلقيها على العرب و على المسلمين .. فرددت عليها .. فقالت المرأة لقد قرأت الوريقات التي أعطيتها لي .. و إنني لست مسيحية ولم أؤمن بالمسيحية يوما ما .. كيف اؤمن بإله يركب على إتان وجحش ابن إتان؟ .. حقيقة كانت مفاجأة لي .. كيف بامرأة متزوجة من شخص يبدو عليه غضب الله يعلق صليبا في سيارته وتقول إنها ليست مسيحية ومن اندونيسيا تلك الدولة التي يقطنها أناس معظمهم مسلمون؟ .. ما هذا الذي تقوله هذه المرأة العجوز وماهو السر الذي وراءها؟
يتبع بإذن الله
تعليق