رموز إباحية يستخدمها العرب
منى سليم
شيء غريب يحدث في العالم العربي، لا يعكس فقط حالة من السلبية، ولكنه يعكس أيضًا معدلات مرتفعة من الجهل، والانخراط في تفاصيل يومية مفروضة من الخارج، دون التفكير بها.
ومن أشهر تلك الظواهر هذه الصور المميزة؛ التي تجدها على شكل إكسسوارات وحقائب حريمي، وإستيكر للسيارات، وتي شيرتات، وفوق الأكواب، وعلى ساعات اليد، وغيرها كثير.
الشكل في حد ذاته لا يثير الإشمئزاز؛ فهو عبارة عن وجه أرنب ملون بالأبيض.. وجه بريء إذا لم تكن تعرف خلفيته.. مجرد كائن يناسب الفتاة قبل الشاب، ولا يسبب لها حرجًا.. ويليق لكل المقتنيات، العملي منها والكلاسيكس.. الخاص والعام، فما العيب أن تضع صورة لأرنب فوق أشيائك!!.
لا شيء بالطبع، لكن هذا هو السم المدسوس - دون طعم مميز- في كل ما يحيط بنا، فهذا الأرنب الوديع هو الرمز المميز لمجلة "بلاي بوي الأمريكية" وهي - ونأسف للقول- أشهر المجلات الإباحية الجنسية على مستوى العالم.
مجلة هي الأشهر والأكثر توزيعًا على مستوى العالم، وتصدر الآن في أكثر من دولة، والتي تحولت خلال عشرات الأعوام إلى عالم كامل، لكل ما هو إباحي وشهواني، وتحول الكائن الرقيق إلى رمز لأحط المعاني.. فما إن تراه حتى تتوقع كل ما هو سيء، وتنطلق من القلوب اليائسة خيالات أكثر ياسًا، بدلا من أن يكون بشكله البسيط، ولونه الأبيض، رمزًا لكل ما هو نقي وصغير ومسالم.
وللأسف، لعل هذه المعاني الأخيرة هي ما تدفع الكثيرين عن جهل إلى اقتناء هذه الأشياء، وعليها صورة البلاي بوي، ولكن هناك نسبة أخرى - وليست بالقليلة- تعرف هذا الرمز، وتحفظه عن ظهر قلب، فهو يحصل على ترويج عالٍ طوال الوقت، على الفضائيات الغربية، وبشوارعهم ومحلاتهم؛ التي يذهب إليها كثير من السياح الشباب العرب.
تأسست هذه المجلة منذ عام 1953م، لرجل يدعي هيو هيفنر Hugh Hefnerوكانت فكرته هي جمع الصور الجنسية، وإعلانات الماركات التجارية المختلفة، فيكون المال والأجساد العارية هى إشارة المرور لحصد أعلى المبيعات على مستوى العالم، وكانت صورة الغلاف للعدد الأول هي جسد مارلين مونرو.
ولقد نجحت فكرته بالفعل، وجذب إليه شهيرات هوليوود، يتهافتن من أجل الظهور على غلاف أعداد مجلته، وهو ما اعتبره الرجل انتصارًا للحرية الغربية.
ولكن لِمَ اختار هذا الرمز البسيط العفوي؟، للأسف كانت مبرراته هي نفسها أسباب استهجاننا، ففي حوار أجرته معه إحدى الفضائيات، على شبكة إي بي سي الأمريكية، قال: إنه يعتقد أن الجنس يجعل الإنسان أكثر وداعة ولطفًا.
ويعطي هيفنر لنفسه شخصيًّا، قبل مؤسسته، صورة محرر النساء، والمدافع عن حقوق المرأة، فيقول: إن الصورة الشهرية المرفقة بالمجلة؛ التي تكون عادة صورة مثيرة لإحدى الفتيات، تدافع عن تحرر المرأة، أكثر مما تدل على استغلال المرأة"، ويقول أيضًا: "رسالتي بسيطة، كلنا - ولا سيما الفتيات- نحب الجنس".
وكانت الخطوة التالية تكوين شبكة كاملة، تضم المنظمات الحقوقية التي تدافع عن حقوق الشواذ والحرية الجنسية والإجهاض، وكذلك تسجيل الرمز كماركة تجارية، يتم بيعها للمنتجات المختلفة، وخلق شبكة سرية لتجارة الدعارة على شبكة الإنترنت، وإيجاد سوق جديد لفتيات ألقت بهن الظروف، فيجدن سماسرة الأزقة يطرحون عليهن المال مقابل التصوير عرايا، وتسجيل بياناتهن على الشبكة، وبجوراها سعر محدد لكل منهن، كما جاء في حوار أجرته "فريدم 3"، المجلة الاجتماعية الأمريكية، مع إحدى الفتيات الهاربات من أمريكا اللاتينية، وتعيش في ولاية تكساس الأمريكية، دون تصريح رسمي، وشرحت أن من هذا المدخل تم إقناعها ببيع صورتها للمجلة.
ومن المعروف، أن عدد النسخ التي تُطبَع من المجلة قد قارب المليون نسخة، في الستينيات، ليرتفع الرقم إلى سبعة ملايين عام 1972م، في أوْجِ ما عُرف بـ"الثورة الجنسية" في الولايات المتحدة.
وكما كانت الشبكة تفكر في كل سبل الترويج، كان هناك من يحاول استغلال قدراتها القوية للترويج لأفكاره، مثل المنظمة الصهيونية العالمية؛ التي اتخذت خطًا منذ ثلاثين عامًا، بنشر صور فتيات يهوديات عاريات، متشحات بالعلم الصهيوني؛ لترويج لأفكارهم، وإقناع العالم بأن لهم حقًّا في إقامة دولة، على الأرض العربية في فلسطين.
ليس هذا فقط، بل أطلقت المؤسسة قناتها الفضائية الأولى باللغة العبرية، موجهة لمنطقة الشرق الأوسط ككل، ورأى البعض في هذا سعيًا صهيونيًّا لنشر هذه الثقافة داخل المجتمعات العربية القريبة؛ التي يمكن لشبابها استقبال البث الصهيوني غير الأخلاقي بها، وهناك أكثر من دليل يؤكد حجم الأموال التي دفعها الكيان لإنشاء هذه القناة، بالتعاون مع الشبكة؛ حيث نظم فترات بث خاصة باللغة العربية، وأضاف برنامجًا لتقديم اللغة العربية، تقدمه فتيات عاريات.
ومن المعروف أن مثل هذه المجلات ممنوع نزولها بأسواق المجتمعات العربية والإسلامية، وفق قرارات رسمية، إلا إنه ومنذ ثلاث سنوات بدأت بلاي بوي في إصدار نسختها الإندونيسية؛ التي لاقت رواجًا وتوزيعًا كبيرين هناك، رغم كل ما تمثله، وقد علقت إحدى الصحف الإندونيسية قائلة: إن هناك غضبًا بين الشباب؛ لأن النسخة صدرت، لكن ليست كما النسخة الإنجليزية، في نسبة الصور الأخلاقية؛ حيث شملتها بنسبة صغيرة، وتساءل الكاتب: ماذا لو نزلت نسخ عربية، وهو الأمر الممنوع رسميًّا من جانب الدول العربية، رغم تعدد محاولات إدارة المجلة لإصدار مثل هذه المجلة بها.
وللأسف هذا الإلحاح ليس من الفراغ؛ حيث تزيد اشتراكات العرب خلال فترة الصيف، في هذه المجلة، كما ينتشر تواجدهم على المنتديات الإلكترونية الخاصة بها، لكن بأسماء مستعارة.
وتوزيع المجلة بنسختها الإنجليزية في العالم العربي لأول مرة كان مع دخول آلة الاحتلال الأمريكي لأرض الفرات؛ حيث وزعت المجلة على الجنود الأمريكيين هناك، كجزء من مجهود حربي، تبرعت به إدارة المجلة للجيش الأمريكي.
وقال فاضل سلطاني، وهو مترجم عراقي، يعمل لدى القوات الأمريكية بالعراق، لقناة البغدادية المستقلة: إن الجنود يُقبلون على قراءتها بنهم، كما تسربت أعداد كثيرة منها إلى الشارع العراقي؛ الذي غابت عنه مجلات من هذا النوع من زمن بعيد، وتُباع بثمن عالٍ نسبيًّا، ولندرتها في السوق فإن أسعارها غالية، وتجارتها السرية رائجة في العراق.
ولهذا يعتبر البعض ترويج واقتناء هذا الرمز الوديع على المستلزمات الشخصية اليومية، إعلانًا عن الرغبة في تداول هذ الثقافة، والرغبة بها، وجدير بالذكر أن شراء مثل هذه المقتنيات يعود بالنفع مباشرة على هذه الشركة؛ التي تربطها صلات قوية باللوبي اليهودي بأمريكا، فهى تحصل على حصتها مقابل بيع العلامة التجارية لأي منتج على مستوى العالم.
وكما يقول أستاذ التسويق العالمي ماثيو مورين، منظم مسابقة "تريد" لأشهر الماركات العالمية - على موقع المسابقة-: إن الماركة التجارية هى التي تتحول من رمز يحتاج إلى تفسير ودلالة، تربطه بالمنتج الذي يعبر عنه، إلى محرك مستقل، هو الذي يُكوّن للجمهور مداركه، ويجعله يعيد تفسيرها وفقًا له.
وبتطبيق هذا التعريف على الحالة التي نتعرض لها فيمكن القول: إن هذه الشبكة قد نجحت في تحويل هذا الرمز البسيط إلى دلالة مباشرة على الجنس والإباحية والشذوذ.
ويحذر أستاذ الدعاية والإعلان بجامعة القاهرة، صفوت العالم، أن الصورة عندما تحصل على ترويج جيد، وحملات دعاية مستمرة ومتراكمة، تتحول لرمز يُقبل عليه الجمهور دون تفكير، وكأنه أصبح جزءًا من خريطته الإدراكية، وإن لم يُحدِّد هو مسبقًا موقفه منها، فكثرة تكريرها، ووجودها على أشياء صغيرة يستخدمها الإنسان يوميًّا يجعله يُقبل عليها، دون أن تمر على جهازه الإداركي؛ للسؤال عن موقفه المبدئي منها، خاصة أن الصورة في حد ذاتها لا تحمل شيئًا شائنًا أو خادشًا للحياء.
شيء غريب يحدث في العالم العربي، لا يعكس فقط حالة من السلبية، ولكنه يعكس أيضًا معدلات مرتفعة من الجهل، والانخراط في تفاصيل يومية مفروضة من الخارج، دون التفكير بها.
ومن أشهر تلك الظواهر هذه الصور المميزة؛ التي تجدها على شكل إكسسوارات وحقائب حريمي، وإستيكر للسيارات، وتي شيرتات، وفوق الأكواب، وعلى ساعات اليد، وغيرها كثير.
الشكل في حد ذاته لا يثير الإشمئزاز؛ فهو عبارة عن وجه أرنب ملون بالأبيض.. وجه بريء إذا لم تكن تعرف خلفيته.. مجرد كائن يناسب الفتاة قبل الشاب، ولا يسبب لها حرجًا.. ويليق لكل المقتنيات، العملي منها والكلاسيكس.. الخاص والعام، فما العيب أن تضع صورة لأرنب فوق أشيائك!!.
لا شيء بالطبع، لكن هذا هو السم المدسوس - دون طعم مميز- في كل ما يحيط بنا، فهذا الأرنب الوديع هو الرمز المميز لمجلة "بلاي بوي الأمريكية" وهي - ونأسف للقول- أشهر المجلات الإباحية الجنسية على مستوى العالم.
مجلة هي الأشهر والأكثر توزيعًا على مستوى العالم، وتصدر الآن في أكثر من دولة، والتي تحولت خلال عشرات الأعوام إلى عالم كامل، لكل ما هو إباحي وشهواني، وتحول الكائن الرقيق إلى رمز لأحط المعاني.. فما إن تراه حتى تتوقع كل ما هو سيء، وتنطلق من القلوب اليائسة خيالات أكثر ياسًا، بدلا من أن يكون بشكله البسيط، ولونه الأبيض، رمزًا لكل ما هو نقي وصغير ومسالم.
وللأسف، لعل هذه المعاني الأخيرة هي ما تدفع الكثيرين عن جهل إلى اقتناء هذه الأشياء، وعليها صورة البلاي بوي، ولكن هناك نسبة أخرى - وليست بالقليلة- تعرف هذا الرمز، وتحفظه عن ظهر قلب، فهو يحصل على ترويج عالٍ طوال الوقت، على الفضائيات الغربية، وبشوارعهم ومحلاتهم؛ التي يذهب إليها كثير من السياح الشباب العرب.
تأسست هذه المجلة منذ عام 1953م، لرجل يدعي هيو هيفنر Hugh Hefnerوكانت فكرته هي جمع الصور الجنسية، وإعلانات الماركات التجارية المختلفة، فيكون المال والأجساد العارية هى إشارة المرور لحصد أعلى المبيعات على مستوى العالم، وكانت صورة الغلاف للعدد الأول هي جسد مارلين مونرو.
ولقد نجحت فكرته بالفعل، وجذب إليه شهيرات هوليوود، يتهافتن من أجل الظهور على غلاف أعداد مجلته، وهو ما اعتبره الرجل انتصارًا للحرية الغربية.
ولكن لِمَ اختار هذا الرمز البسيط العفوي؟، للأسف كانت مبرراته هي نفسها أسباب استهجاننا، ففي حوار أجرته معه إحدى الفضائيات، على شبكة إي بي سي الأمريكية، قال: إنه يعتقد أن الجنس يجعل الإنسان أكثر وداعة ولطفًا.
ويعطي هيفنر لنفسه شخصيًّا، قبل مؤسسته، صورة محرر النساء، والمدافع عن حقوق المرأة، فيقول: إن الصورة الشهرية المرفقة بالمجلة؛ التي تكون عادة صورة مثيرة لإحدى الفتيات، تدافع عن تحرر المرأة، أكثر مما تدل على استغلال المرأة"، ويقول أيضًا: "رسالتي بسيطة، كلنا - ولا سيما الفتيات- نحب الجنس".
وكانت الخطوة التالية تكوين شبكة كاملة، تضم المنظمات الحقوقية التي تدافع عن حقوق الشواذ والحرية الجنسية والإجهاض، وكذلك تسجيل الرمز كماركة تجارية، يتم بيعها للمنتجات المختلفة، وخلق شبكة سرية لتجارة الدعارة على شبكة الإنترنت، وإيجاد سوق جديد لفتيات ألقت بهن الظروف، فيجدن سماسرة الأزقة يطرحون عليهن المال مقابل التصوير عرايا، وتسجيل بياناتهن على الشبكة، وبجوراها سعر محدد لكل منهن، كما جاء في حوار أجرته "فريدم 3"، المجلة الاجتماعية الأمريكية، مع إحدى الفتيات الهاربات من أمريكا اللاتينية، وتعيش في ولاية تكساس الأمريكية، دون تصريح رسمي، وشرحت أن من هذا المدخل تم إقناعها ببيع صورتها للمجلة.
ومن المعروف، أن عدد النسخ التي تُطبَع من المجلة قد قارب المليون نسخة، في الستينيات، ليرتفع الرقم إلى سبعة ملايين عام 1972م، في أوْجِ ما عُرف بـ"الثورة الجنسية" في الولايات المتحدة.
وكما كانت الشبكة تفكر في كل سبل الترويج، كان هناك من يحاول استغلال قدراتها القوية للترويج لأفكاره، مثل المنظمة الصهيونية العالمية؛ التي اتخذت خطًا منذ ثلاثين عامًا، بنشر صور فتيات يهوديات عاريات، متشحات بالعلم الصهيوني؛ لترويج لأفكارهم، وإقناع العالم بأن لهم حقًّا في إقامة دولة، على الأرض العربية في فلسطين.
ليس هذا فقط، بل أطلقت المؤسسة قناتها الفضائية الأولى باللغة العبرية، موجهة لمنطقة الشرق الأوسط ككل، ورأى البعض في هذا سعيًا صهيونيًّا لنشر هذه الثقافة داخل المجتمعات العربية القريبة؛ التي يمكن لشبابها استقبال البث الصهيوني غير الأخلاقي بها، وهناك أكثر من دليل يؤكد حجم الأموال التي دفعها الكيان لإنشاء هذه القناة، بالتعاون مع الشبكة؛ حيث نظم فترات بث خاصة باللغة العربية، وأضاف برنامجًا لتقديم اللغة العربية، تقدمه فتيات عاريات.
ومن المعروف أن مثل هذه المجلات ممنوع نزولها بأسواق المجتمعات العربية والإسلامية، وفق قرارات رسمية، إلا إنه ومنذ ثلاث سنوات بدأت بلاي بوي في إصدار نسختها الإندونيسية؛ التي لاقت رواجًا وتوزيعًا كبيرين هناك، رغم كل ما تمثله، وقد علقت إحدى الصحف الإندونيسية قائلة: إن هناك غضبًا بين الشباب؛ لأن النسخة صدرت، لكن ليست كما النسخة الإنجليزية، في نسبة الصور الأخلاقية؛ حيث شملتها بنسبة صغيرة، وتساءل الكاتب: ماذا لو نزلت نسخ عربية، وهو الأمر الممنوع رسميًّا من جانب الدول العربية، رغم تعدد محاولات إدارة المجلة لإصدار مثل هذه المجلة بها.
وللأسف هذا الإلحاح ليس من الفراغ؛ حيث تزيد اشتراكات العرب خلال فترة الصيف، في هذه المجلة، كما ينتشر تواجدهم على المنتديات الإلكترونية الخاصة بها، لكن بأسماء مستعارة.
وتوزيع المجلة بنسختها الإنجليزية في العالم العربي لأول مرة كان مع دخول آلة الاحتلال الأمريكي لأرض الفرات؛ حيث وزعت المجلة على الجنود الأمريكيين هناك، كجزء من مجهود حربي، تبرعت به إدارة المجلة للجيش الأمريكي.
وقال فاضل سلطاني، وهو مترجم عراقي، يعمل لدى القوات الأمريكية بالعراق، لقناة البغدادية المستقلة: إن الجنود يُقبلون على قراءتها بنهم، كما تسربت أعداد كثيرة منها إلى الشارع العراقي؛ الذي غابت عنه مجلات من هذا النوع من زمن بعيد، وتُباع بثمن عالٍ نسبيًّا، ولندرتها في السوق فإن أسعارها غالية، وتجارتها السرية رائجة في العراق.
ولهذا يعتبر البعض ترويج واقتناء هذا الرمز الوديع على المستلزمات الشخصية اليومية، إعلانًا عن الرغبة في تداول هذ الثقافة، والرغبة بها، وجدير بالذكر أن شراء مثل هذه المقتنيات يعود بالنفع مباشرة على هذه الشركة؛ التي تربطها صلات قوية باللوبي اليهودي بأمريكا، فهى تحصل على حصتها مقابل بيع العلامة التجارية لأي منتج على مستوى العالم.
وكما يقول أستاذ التسويق العالمي ماثيو مورين، منظم مسابقة "تريد" لأشهر الماركات العالمية - على موقع المسابقة-: إن الماركة التجارية هى التي تتحول من رمز يحتاج إلى تفسير ودلالة، تربطه بالمنتج الذي يعبر عنه، إلى محرك مستقل، هو الذي يُكوّن للجمهور مداركه، ويجعله يعيد تفسيرها وفقًا له.
وبتطبيق هذا التعريف على الحالة التي نتعرض لها فيمكن القول: إن هذه الشبكة قد نجحت في تحويل هذا الرمز البسيط إلى دلالة مباشرة على الجنس والإباحية والشذوذ.
ويحذر أستاذ الدعاية والإعلان بجامعة القاهرة، صفوت العالم، أن الصورة عندما تحصل على ترويج جيد، وحملات دعاية مستمرة ومتراكمة، تتحول لرمز يُقبل عليه الجمهور دون تفكير، وكأنه أصبح جزءًا من خريطته الإدراكية، وإن لم يُحدِّد هو مسبقًا موقفه منها، فكثرة تكريرها، ووجودها على أشياء صغيرة يستخدمها الإنسان يوميًّا يجعله يُقبل عليها، دون أن تمر على جهازه الإداركي؛ للسؤال عن موقفه المبدئي منها، خاصة أن الصورة في حد ذاتها لا تحمل شيئًا شائنًا أو خادشًا للحياء.
تعليق