سأبدأ بإذن الله سلسلة من الموضوعات عن نقد سفر الخروج :
بسم الله الرحمن الرحيم :
أولاً : الإلـه كـما يصـوره سـفر الخـروج:
نادى نبي الله موسى بإفراد الله عز وجل بالعبادة، وعدم عبادة غيره، وهذا ما أشار إليه القرآن، فقد روى لنا قصة الصراع بين موسى نبي الوحدانية، وبين فرعون مدعي الألوهية وكيف أن أول ما تلقاه موسى من وحي السماء إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى {طه:14-16}، وحينما ذهب موسى إلى فرعون وسأله عن حقيقة الإله قال له موسـى : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَـهْدًا وَسَـلَكَ لَـكُمْ فِيهَا سُــبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّـمَاءِ مَـاءً فَأَخْـرَجْنَا بِـهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى {طه:50-53}( ).
وقد أمر الرب بني إسرائيل ألاّ يعبدوا غيره، كما جاء في السفر، قال الرب [أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ]خروج6:3وقال [اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ] 16:3خروج وقال الرب [لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ]الخروج 20: 4- 5.
وقـد حـذرهم الـرب مـن عـبادة آلـهة وأصـنام وثـنية، جـاء في سفر الخروج: [فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ. لاَ تَسْجُدْ لآلِهَتِهِمْ، وَلاَ تَعْبُدْهَا، وَلاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ. وَتَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ، فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ، وَأُزِيلُ الْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ].الخروج 23: 23-25
ففي النص السابق يتضح أن الرب أمرهم بعدم السجود لآلهة الكنعانيين، بل حثهم على كسر أصنامهم، وعبادته وحده، ولكن بني إسرائيل انحرفوا عن العقيدة الصحيحة التي فُطّروا عليها، فاتبعوا أهواءهم وشهواتهم وساروا وراءها فعبدوا الأصنام وآلهة متعددة، وشكّلوا الإله حسب ما تهواه نفوسهم وترضى نزعاتهم.
يذكر محمد علي البار: أن بني إسرائيل موحدون في الأرض، ولكنهم انحرفوا على فترات من الزمن، وأن منهم أقواماً صالحين عبدوا الله فأحسنوا العبادة لله وجاهدوا في الله حق جهاده، وإن تعاليم التوراة ما هي إلا تخرصات أحبار اليهود التي أضافوها إلى التوراة الحقيقية، فطمسوا كثيراً من تعاليم الله، وأبدلوها بتعاليمهم. يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم :
أولاً : الإلـه كـما يصـوره سـفر الخـروج:
نادى نبي الله موسى بإفراد الله عز وجل بالعبادة، وعدم عبادة غيره، وهذا ما أشار إليه القرآن، فقد روى لنا قصة الصراع بين موسى نبي الوحدانية، وبين فرعون مدعي الألوهية وكيف أن أول ما تلقاه موسى من وحي السماء إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى {طه:14-16}، وحينما ذهب موسى إلى فرعون وسأله عن حقيقة الإله قال له موسـى : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَـهْدًا وَسَـلَكَ لَـكُمْ فِيهَا سُــبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّـمَاءِ مَـاءً فَأَخْـرَجْنَا بِـهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى {طه:50-53}( ).
وقد أمر الرب بني إسرائيل ألاّ يعبدوا غيره، كما جاء في السفر، قال الرب [أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ]خروج6:3وقال [اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ] 16:3خروج وقال الرب [لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ]الخروج 20: 4- 5.
وقـد حـذرهم الـرب مـن عـبادة آلـهة وأصـنام وثـنية، جـاء في سفر الخروج: [فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ. لاَ تَسْجُدْ لآلِهَتِهِمْ، وَلاَ تَعْبُدْهَا، وَلاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ. وَتَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ، فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ، وَأُزِيلُ الْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ].الخروج 23: 23-25
ففي النص السابق يتضح أن الرب أمرهم بعدم السجود لآلهة الكنعانيين، بل حثهم على كسر أصنامهم، وعبادته وحده، ولكن بني إسرائيل انحرفوا عن العقيدة الصحيحة التي فُطّروا عليها، فاتبعوا أهواءهم وشهواتهم وساروا وراءها فعبدوا الأصنام وآلهة متعددة، وشكّلوا الإله حسب ما تهواه نفوسهم وترضى نزعاتهم.
يذكر محمد علي البار: أن بني إسرائيل موحدون في الأرض، ولكنهم انحرفوا على فترات من الزمن، وأن منهم أقواماً صالحين عبدوا الله فأحسنوا العبادة لله وجاهدوا في الله حق جهاده، وإن تعاليم التوراة ما هي إلا تخرصات أحبار اليهود التي أضافوها إلى التوراة الحقيقية، فطمسوا كثيراً من تعاليم الله، وأبدلوها بتعاليمهم. يتبع
تعليق