ايران واللعبة الجهنمية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

انامل مسلمة اكتشف المزيد حول انامل
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • انامل
    1- عضو جديد
    • 11 فبر, 2010
    • 44
    • student
    • مسلمة

    ايران واللعبة الجهنمية

    هل نحن مسكونون بنظرية المؤامرة؟ كلا، بل إني شخصيًّا ممن كتب حول هذا الموضوع منتقدًا الذين يضخمون من نظرية المؤامرة. ولكن الوقائع والأحداث تثبت أن إيران تتبادل الصفقات مع الغرب، تهدئة في المنطقة أو حروب مقابل امتيازات ووعود من الغرب ومن أمريكا، فقد صرح (أوباما) أخيرًا بأنه سيفاوض إيران بلا شروط، وإذا أوقفت البرنامج النووي فسيعطيها امتيازات كبيرة.
    منذ حرب الخليج الأولى والشعوب في المنطقة العربية في انقسام وحيرة وفتنة، أين الصواب وأين الخطأ، أين الحق وأين الباطل، ثم جاءت حرب الخليج الثانية وازداد الشرخ والانقسام، حتى على مستوى النخبة، ثم جاء سقوط بغداد، ثم حرب تموز في لبنان، وكل هذه الأحداث كان لإيران دور فيها، سواء كبر أم صغر، لقد برعت في الاستفادة من أخطاء جيرانها، وعرفت كيف تخاطب الغرب بل كيف تعامله، وأمسكت بخيوط قوية في المنطقة تشدها وترخيها حسب ما تمليه عليها مصلحتها من تقاسم النفوذ مع أمريكا وإسرائيل. يقول مستشار الأمن القومي الأمريكي سابقًا (بريجينسكي): "إن وجود إيران قوية، حتى وإن كانت مدفوعة دينيًّا هو من مصلحة الولايات المتحدة..."[1].

    إيران تقول لأمريكا: أنا الذي أستطيع إحداث زلازل سياسية في المنطقة أو أدعو إلى الاستقرار، وهي بتوجهها العقديّ حيث يستجيب لها الأقليات المزروعة هنا وهناك، وكذلك المغفلون من أهل السُّنَّة تستطيع الحصول على الامتيازات المطلوبة.

    لقد بدأت حملتها على مصر قبل أحداث غزة، فهل كان هذا من أجل فلسطين؟! لا أعتقد ذلك، بل لأنها تريد أن تكون اللاعب الأوحد في المنطقة.

    ونحن هنا لسنا في معرض الاتهام لأحد، ولكن ما الذي يمنع إيران والنظام السوري أن يخربوا المنطقة، ويقلبوا الطاولة كما يصرحون؛ لأجل أغراض خاصة بهم. ما الذي يمنع سورية أن تتآمر على حماس في سبيل مصلحتها، وقد فعلت هذا عندما كان (البعث) في السلطة قبيل (1967م)، يقول شوقي ملاسي: "وفوجئت بمالك الأمين وهو أمين سر منظمة البعث في سورية المؤيد لصلاح جديد، وهو يتحدث بفرحة شديدة بأنهم قد نجحوا في إيقاع عبد الناصر في الفخ، وأنهم جروه إلى معركة خاسرة ستقضي على زعامته للعالم العربي؛ لتكون الزعامة للبعث". ويتابع هذا الكاتب أنه سمع من إبراهيم ماخوس (كان وزيرًا للخارجية) يقول: "إننا أعلنا سقوط الجولان قبل أن تسقط؛ لكسب عطف الرأي العام الدولي..."[2].

    سألني بعض الأخوة أن أكتب حول (ما بعد غزة)، وأقول لهم: ليست القضية قضية عبر ودروس ننساها، إننا بحاجة لتأمل عميق لما جرى ويجري ومعرفة الحقائق، نحن لا نحتاج في كل مرة أن تهدم البيوت ويقتل الأطفال حتى نستنتج العبرة، إن الذي حدث في غزة إذا كان قد آلم البعداء والغرباء في كل الكرة الأرضية، أفلا يؤلم المسلم القريب والقريب جدًّا من غزة؟!

    المقاومة مشروعة ضد عدو محتل مجرم، هذا من البديهيات، ولكن هل نستطيع أن نقف وقفة تأمل لما يجري؟ ولا أحد يدافع عن الأنظمة العربية التي لا تريد تحرير فلسطين ولا غيرها، هذا شيء معلوم أيضًا. ولكن نريد أن نعلم ماذا يجري في المنطقة، من الذي يستفيد على حساب الدم الفلسطيني. كتبت في بداية أحداث غزة (ولم ينشر): ماذا لو خرج علينا الأخ خالد مشعل وقال: لم أكن أتوقع كل ما حدث وأن تطول مدة الصراع، كما فعل (حسن) من قبل؟ ولو نشر هذا الكلام يومها لحميت أنوف، والاتهامات جاهزة دون عقل أو دين يردع.

    القضية أكبر من العتاب أو النقد، إنها قضية المنطقة كلها، من الذي يحرِّك الخيوط ويتآمر على أهل السُّنَّة. وإذا كانت قضية فلسطين هي القضية الأولى، ولكن ما بال القضية السورية والقضية العراقية وقضية العالم العربي والنهضة والحرية والتنمية والعلم، هل تحل قضية فلسطين لوحدها دون هذه القضايا؟! الأمة متشابكة والمشكلة مترابطة.

    لا شك أن شعب غزة أظهر من البطولة والصبر والمصابرة الشيء الكثير، والذي يدل على قوة الإيمان، ويستحق هذا الشعب كل الدعم وجميع أنواع الدعم. إنها مرحلة من مراحل المقاومة، ولكن نتمنى أن يكون القرار مستقلاًّ؛ فالتفاؤل يأتي من التماسك الذاتي ومن نقاء القلب وسلامة الصدر والاعتزاز بالمبادئ.

    إن الشعوب العربية التي خرجت إلى الشارع وتبرعت بالذي تستطيع، فهذا دليل على وجود الخيرية ويجب أن تستثمر هذه الإيجابية، وكذلك التأييد العالمي المنقطع النظير وغير المسبوق؛ فالشعوب الأوربية لم تعد تكتفي بأداء حكوماتها أو صحفها بل رأت المجازر عيانًا، وقد خسرت إسرائيل إعلاميًّا.

    ومن الملاحظ -وهو شيء مؤسف- أن الدول العربية خرجت من دائرة التأثير، وأصبح التأثير للدول الإقليمية، ونحن إن كنا نأمل أن يكون موقف تركيا في صالح المسلمين وصالح المنطقة، وأن يكون سدًّا في وجه الأطماع الإيرانية إلا أن عدم التوجُّه (الأيديولوجي) للحكم في تركيا لا يعطيه القوة والتأثير، وحتى يلعب دورًا كبيرًا في المنطقة.

    كما أنه من المؤسف بعد أحداث غزة هذا الانقسام الفلسطيني الحاد، نعم هناك خلاف الكل يعرفه، ولكن أن يصل إلى هذه الدرجة، فهذا ليس في صالح الشعب الفلسطيني.

    د. محمد العبدة

    المصدر: موقع المسلم.

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة باحث سلفى, 28 ينا, 2012, 10:35 م
ردود 143
16,536 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة إيمان أحمد
بواسطة إيمان أحمد
ابتدأ بواسطة باحث سلفى, 22 أكت, 2010, 08:32 م
ردود 107
12,097 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة سيف الكلمة
بواسطة سيف الكلمة
ابتدأ بواسطة بن الإسلام, 21 فبر, 2010, 04:48 م
ردود 2
2,510 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة najah120
بواسطة najah120
ابتدأ بواسطة زهـرة اللوتـس, 19 فبر, 2010, 06:34 م
ردود 19
11,384 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محب المصطفى
بواسطة محب المصطفى
يعمل...