سؤال : الجنة في الإسلام جنة حسية شهوانية فقط لا تخاطب الروح وإنما كل وصفها "أَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ" "أَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ"
" تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" "فَاكِهَةٍ" "لَحْمِ طَيْرٍ" "حُورٌ عِينٌ" ؟
الجواب:
أولا: من إسم "الجنة" نعلم أنها الشيئ المستتر وهي مشتقة من "جُنَّ "
جُنَّ الشيءُ عنهُ استتر. جنَّ الجنينُ في الرحم يجِنُّ جَنًّا استتر
الجَنَّة الحديقة ذات النخل والشجر والبستانُ. قيل لها ذلك لسترها الأرض بظلالها ج جِنان وجَنَّات. والعرب تسمي النخل الطوال
"لسان العرب – إبن منظور"
فالجنه غيب لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى لذلك دائما ما يخاطبنا الله عنها بقوله جل وعلا " مَثَلُ الْجَنَّةِ"
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}
[الرعد : 35]
ويقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين : ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ذخرا ، بله ما أطلعتم عليه .
ثم قرأ : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4780
خلاصة حكم المحدث: صحيح
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
[البقرة : 25]
فالطعام والشراب بالنسبة لأهل الجنة لا يكون عن جوع أو ظمأ.. وإنما عن مجرد الرغبة والتمتع. والله جل جلاله في هذه الآية يَعدُ بأمرٍ غيبي.. ولذلك فإنه لكي يقرب المعنى إلى ذهن البشر.. لابد من استخدام ألفاظ مشهودة وموجودة.. أي عن واقع نشهده. واقرأ، قوله تبارك وتعالى:
{ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
[السجدة: 17]
إذن ما هو موجود في الجنة لا تعلمه نفس في الدنيا.. ولا يوجد لفظ في اللغة يعبر عنه.. ولا ملكة من ملكات المعرفة كالسمع والنظر قد رأته.. ولذلك استخدم الحق تبارك وتعالى الألفاظ التي تتناسب مع عقولنا وإدراكنا.. فقال تعالى:
{ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ }..
في الدنيا كل طعام له فضلات يخرجها الإنسان.. ولكن في الآخرة لا يوجد لطعام فضلات بل أن الإنسان يأكل كما يشاء دون أن يحتاج إلى إخراج فضلات، وذلك لاختلاف ثمار الدنيا عن الآخرة في التكوين..
إذن ففي الجنة الأنهار مختلفة والثمار مختلفة.(*)
ثانيا: حينما خلق الله تعالى الإنسان خلقه روح وجسد
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}
[السجدة : 9]
وحينما كلف الله تعالى الإنسان كلفه بالروح والجسد معا
بل أن المشقة الأكبر في الدنيا تقع على الجسد
فهو "الجسد" المكلف بالعبادات "صلاة – صيام – عمل – قيام – غض البصر - ........"
فهل من العدل بعد كل هذا وبعد تحمل "الجسد" لكل هذه المشقة في العبادة والطاعة
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
[مريم : 65]
بعد تحمل "الجسد" لكل هذه المشقة في العبادة والطاعة نقول له "شكرا" فأنت مصيرك التراب فالنعيم "للروح" فقط من دونك !
وهكذا آيضا على الجانب الآخر
فإن المعاصي يقوم بها الجسد " كذب – زنى – غش – قتل – سرقة - ....... "
فعلينا أن نقول له آيضا "مبروك" فإن مصيرك الى التراب وقد نجوت بأفعالك وإنما من سيُعاقب عن أفعالك هي الروح التي كانت طوال الوقت حبيسة جسدك!
حقيقة يترك الحُكم في هذا "لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"
ثالثا : النعيم الروحي في الجنة هو أعظم ما فيها
يقول الله تعالى :
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
[التوبة : 72]
فأعظم نعيم "روحي" في الجنة أن "الله" الحق سبحانه وتعالى يتجلى على أهل الجنة فترات، ويتجلى على أهل محبوبية ذاته دائماً، وعندما يتجلى الحق سبحانه على أهل الجنة ويقول:
" يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك. فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً "
ولذلك نجد أن الحق سبحانه وتعالى بعد أن تحدث عن المتعة والنعيم والجنات التي تجري من تحتها الأنهار، والمساكن الطيبة التي في جنات عدن. أوضح سبحانه أن هناك شيئاً أكبر من هذا كله، وهو رضوان الله في قوله تعالى:
{ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } فالذي عمل للجنة يعطيه الله الجنة، والذي عمل لذات الله يعيش في معية الله سبحانه.
ويذيل الحق الآية الكريمة بقوله :
{ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } فما هو المقصود بالفوز العظيم؟ لقد تقدمت أشياء كثيرة؛ تقدمت جنات تجري من تحتها الأنهار، وجنات عدن، ومساكن طيبة، ورضوان الله، فأيها هو الفوز العظيم؟
نقول: كلها فوز عظيم، فالذي فاز بالنعيم الأول في الجنة أخذ فوزاً عظيماً، والذي فاز بالمساكن الطيبة في جنات عدن أخذ فوزاً عظيماً، والذي أخذ رضوان الله يكون قد أخذ الفوز الكبير والعظيم.
فأعظم نعيم في الجنة هو رؤية الله تعالى
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)
(القيامة 23:22)
وأقصى عذاب للكافرين يوم القيامة هو حجبهم عن الله تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
[البقرة : 174]
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}
[المطففين : 15]
فالنعيم الروحي في الجنة يفوق أضعاف مضاعة النعيم الجسدي.
سؤال : لو إتفقنا أنه ليس من العدل أن يُعاقب الروح دون الجسد أو الجسد دون الروح
ألا تتفق معي أن المغريات التي ذكرها القرآن عن الجنة مغريات بدائية جدا "أَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ"
" تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" "فَاكِهَةٍ" "لَحْمِ طَيْرٍ" "حُورٌ عِينٌ"؟
الجواب :
كما تم التوضيح سابقا ما قيل عن الجنة هو للتقريب والتشبية
فقد كانت آمال العربي البسيط في ذلك الوقت هو إناء من اللبن الطازج لم يتغير طعمه فلم يكن لديهم "ثلاجات" في ذلك الوقت أو "القليل من العسل النقي" بعيدا عما يشوبه من مخلفات حين ذاك " الفاكهة" في البيئة الصحرواية .
فجاء القرآن الكريم مخاطبا لتك الآمال ولكن القرآن الكريم أوضح أن نعيم الجنة لا يعد ولا يحصى
{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
[الزخرف : 71]
يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين : ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ذخرا ، بله ما أطلعتم عليه .
ثم قرأ : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4780
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثم قرأ : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4780
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالوجود المعروف في الكون هو الوجود الذي تراه أو تسمعه، وفي هذه الحالة يكون الوجود أوسع؛ لأنك ستسمع الذي رآه غيرك حين يقصه عليك.
إذن: فالسماع أوسع من الرؤية لأنه يأخذ مجالك ومجال غيرك .
الجنة في الآخرة سيكون فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، فليس عندنا ألفاظ تعبر عما في جنة الآخرة، فإذا أضفنا إلى ذلك " ولا خطر على قلب بشر " تكون اللغة عاجزة تماماً عن أن تعبر عما في جنة الآخرة.
فلكل مها إختلف زمانه ومكانه له " مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ "
سؤال : الجنة في الإسلام جنة ذكورية معظم نعيمها للرجال دون النساء ؟
للرجال في الجنة "الحور العين" فماذا للنساء؟
الجواب :
حينما يتحدث الله تعالى عن نعيم الجنة والثواب والجزاء
يربط بين الذكر والأنثى دون تفريق
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}
[آل عمران : 195]
{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}
[النساء : 124]
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[النحل : 97]
{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}
[غافر : 40]
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
[الحديد : 12]
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
[التوبة : 72]
{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا}
[الفتح : 5]
فالقرآن قد أظهر آية لم يظهرها أي دين فبالرغم أن إطلاق اللفظ المذكر في اللغة يشير إلى المؤنث والمذكر _ مثلاً عند قولك : الصائم له ثواب عظيم فإن قواعد اللغة تقول إن المقصود هوكل صائم وصائمة _ إلا ان الله سبحانه وتعالى خص ذكر النساء بصيغة التأنيث تأكيداً على اشتمالهن في الجزاء الأخروي.
فهل بعد ذلك يقول أحد أن النعيم في الجنة "ذكوري" ؟!
فكما قال تعالى " وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا " ولكن العدل لا يقتضي المساواة لان لو أشترت إمرآة فستان لإبنتها إذا فمن المساواة أن تشتري لأبنها فستان حتي لا يقع علية الظلم!
إذا فالعدل هنا في وضع كل شئ في محله فيعطى الإبن ما يوافق طبيعته و البنت ما يوافق طبيعتها.
فإن كان للرجل "الحوار العين" وهو ما سيتم توضيحة إن شاء الله .
فالمرآة آيضا لها النعيم الخاص بها كمثال قوله تعالى " إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً"
فالمرآة في الجنة سينشئها الله تعالى إنشاءً آخر، فيبقى أول تكريم للمرأة المسلمة في الجنة إنشاء الله لها .
ما حكاية "الحور العين" هل الجنة عندكم جنسية كيف يسمح ببمارسة "الزنا" "والجنس" في الجنة؟
النقطة الأولى : المغالطة في السؤال نفسه حيث يقول "الزنا" بينما القرآن الكريم يقول
{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}
[الدخان : 54]
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
[البقرة : 25]
فالقرآن الكريم يقول " وَزَوَّجْنَاهُمْ " " أَزْوَاجٌ " ولم يقل "خليلات" أو "عشيقات" والعياذ بالله
النقطة الثانية : هل يليق أن نمارس "الجنس" في "الجنة" عند الله وهو يرانا ؟
الله تعالى يرانا في كل الأحوال في الدنيا والأخرة ولا يعترض معترض على هذه النقطة مطلقا.
فلا يوجد عند الله شيئ يسمى "قريب" أو "بعيد" سبحانه " مَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ"
النقطة الثالثة إن كان "الجنس" أمر غير لائق في الجنة "فلما خلق الله تعالى "حواء" "لآدم" عليهما السلام في الجنة؟
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}
[البقرة : 35]
وفي الكتاب المقدس ماذا كانت أول وصية لآدم وزوجته ؟
(الفاندايك : سفر التكوين 1: 28)
وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
(كتاب الحياة: سفر التكوين 1: 28)
وَبَارَكَهُمُ اللهُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا. وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَتَحَرَّكُ عَلَى الأَرْضِ».
فإن كان ممارسة هذه العلاقة "في الجنة" أمر مهين ولا يليق "من وجهة نظر البعض" فلما خلق الله تعالى "حواء" "لآدم" وأوصاهم أول وصية لهم " أَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا "
"فالغريزة الجنسية" غريزة خلقها الله تعالى مثلها تماما مثل "غريزة الطعام" مثل "عريزة الشراب"
وكل منها قد يكون حلالا وقد يكون حراما على حسب الحالة الخاصة وليس بالتعميم
"فغريزة الطعام" حلال إلا إذا كان الطعام "لحم خنزير أو ميتة أو ما ذبح لغير الله تعالى او ........)
و"غريزة الشراب" حلال إلا إذا كان الشراب "خمر – دم – سُم - .......)
وهكذا "الغريزة الجنسية" حلال طالما في إطار الزواج ما لم تكن "زنى" أو "فاحشة"
ولا أعلم لما يقتصر البعض العلاقة بين الرجل والمرآة في مجرد العلاقة الجسدية ؟
فهناك الحوار والتفاهل والمحبة المتبادلة
فكما قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
نعم إنما النساء شقائق الرجال
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 5/219
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالرجل والمرآة شقان لا نفصلان في الحقوق والواجبات
النقطة الرابعة : هل العلاقة بين الرجل والحور العين هي هي العلاقة المتعارف عليها في الدنيا ؟
يقول الله تعالى :
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
[البقرة : 25]
وقوله تعالى: { وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ } قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: مطهرة من القذر والأذى، وقال مجاهد: من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد، وقال قتادة: مطهرة من الأذى والمأثم، وفي رواية عنه: لا حيض ولا كلف، وروي عن عطاء والحسن والضحاك وأبي صالح وعطية والسدي نحو ذلك. وقال ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى أنبأنا ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: المطهرة: التي لا تحيض، قال: وكذلك خلقت حواء عليها السلام، فلما عصت، قال الله تعالى: إني خلقتك مطهرة، وسأدميك كما أدميت هذه الشجرة. وهذا غريب، وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا إبراهيم بن محمد حدثني جعفر بن محمد بن حرب وأحمد بن محمد الجوري قالا: حدثنا محمد بن عبيد الكندي، حدثنا عبد الرزاق بن عمر البزيعي، حدثنا عبد الله بن المبارك عن شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ } قال: من الحيض والغائط والنخاعة والبزاق.
{ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) }
(المطففين : 21:18)
{ لفي عليين } ، قال الفراء: هو اسم على صيغة الجمع لا واحد له، وقيل: واحده " عِلِّيّ " ، و " علِّيه " وأيًّا ما كان فهو موضع في أعلى الجنة، يسكنه المقربون. قال ابن عمر رضي الله عنه: إنّ أهل عليين لينظرون إلى أهل الجنة من كوى، فإذا أشرف رجل أشرقت له الجنة، وقالوا: قد اطلع علينا رجل من أهل عليين، وقال في البدور: " إنَّ الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه، فلا تبقى خيمة من خيام الجنة إلا ويدخلها ضوء من وجهه، حتى إنهم يستنشقون ريحه ويقولون: واهاً لهذه الريح الطيبة.. " الحديث.. وتقدّم قوله صلى الله عليه وسلم: " أكثر أهل الجنة البُله، وعليون لذوي الألباب " وانظره في سورة المجادلة، وفي حديث البراء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " عليون في السماء السابعة تحت العرش " وفيه ديوان أعمال السعداء، فإذا عمل العبدُ عملاً صالحاً عرج به وأثبت في ذلك الديوان، وقد رُوي في الأثر: " أن الملائكة تصعد بصحيفةٍ فيها عمل العبد، فإن رضيه الله قال: اجعلوه في عليين وإن لم يرضه قال: اجعلوه في سجين ".
فكما أوضحنا سابقا إنها "جنة" ما ذكر عنها للتشبية والتقريب .
سؤال : أليس "72 حورية" بالعدد الكثير ؟
للرجل "زوجتان" من الحور العين وليس "72"
أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة ، قلوبهم على قلب رجل واحد ، لا تباغض بينهم ولا تحاسد ، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين.
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3254
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
سؤال : ألن تغار المرآة من أختها من "الحور العين"؟
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
[الأعراف : 43]
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}
[الحجر : 47]
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } ينطبق- أيضا- على أهل الاجتهاد الذين اجتهد كل منهم في الدنيا، واختلفوا، هؤلاء يبعثون يوم القيامة وليس في صدر أحدهم غل ولا حقد.
أي: من حسد وبغض؛ كما جاء في صحيح البخاري من حديث قتادة عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خلص المؤمنون من النار، حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة، فو الذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا " وقال السدي في قوله: { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَـٰرُ } الآية: إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة، وجدوا عند بابها شجرة، في أصل ساقها عينان، فشربوا من إحداهما، فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور، واغتسلوا من الأخرى، فجرت عليهم نضرة النعيم، فلم يشعثوا ولم يشحبوا بعدها أبداً.
فلا مكان في "الجنة" للحقد والحسد والبغض.
{قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}
[الأعراف : 13]
سؤال : أيهما أفضل نساء الدنيا ام "الحور العين"
عن أم سلمة قالت : قلت يا رسول الله : نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال : بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين ، كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله : وبم ذاك ؟ قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله ، ألبس الله وجوههن النور ، وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان ، خضر الثياب ، صفر الحلي ، مجامرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن : ألا نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: ابن القيم - المصدر: مسألة السماع - الصفحة أو الرقم: 252
خلاصة حكم المحدث: من حديث سليمان بن أبي كريمة وفيه كلام
فنساء الدنيا لا تغار من "الحور العين" لأنهم يتفضلون عليهم " نساء الدنيا أفضل من الحور العين ، كفضل الظهارة على البطانة " ليس ذلك فحسب بل كما أشرنا سابقا في قوله تعالى "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ "
أختم بما قاله قال شيخ الاسلام الامام ابن تيمة رحمة الله عليه
سؤال : واليهود والنصارى والصابئون من المتفلسفة وغيرهم فإنهم ينكرون أن يكون في الجنة أكل وشرب ولباس وزواج ويمنعون وجود ما أخبر به القرآن
والرد عليهم هو أن ما ورد في القرآن الكريم من وصف ملذات الجنة أن حقيقتها ليست مماثلة لما في الدنيا ، بل بينها تباين عظيم من التشابه في الاسماء ، فنحن نعلمها إذا خوطبنا بتلك الأسماء من جهة القدر المشترك بينهما ولكن لتلك الحقائق خاصية لاندركها في الدنيا ، ولا سبيل إلي إدراكنا لها لعدم إدراك عينها أو نظيرها من كل وجه ، وتلك الحقائق على ما هي عليه
( رسالة الإكليل من مجموعة الرسائل الكبرى _ لابن تيمة 2 : 11 )
قال رسول "صلى الله عليه وسلم"
يأكل أهل الجنة فيها ويشربون . ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبولون . ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك . يلهمون التسبيح والحمد ، كما يلهمون النفس .
قال وفي حديث حجاج " طعامهم ذاك " . وفي رواية : بمثله . غير أنه قال : ويلهمون التسبيح والتكبير ، كما يلهمون النفس
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2835
خلاصة حكم المحدث: صحيح
تعليق