هل بنيت الاهرام قبل طوفان نوح عليه السلام ؟!!!!!!!!!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سامح-2000 مسلم اكتشف المزيد حول سامح-2000
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سامح-2000
    2- عضو مشارك

    • 8 نوف, 2009
    • 251
    • اعمال حرة
    • مسلم

    هل بنيت الاهرام قبل طوفان نوح عليه السلام ؟!!!!!!!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخوة الاحباب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    بحثت عن الاهرام فى المكتبة الشاملة ووجدت هذا فى بعض كتب التاريخ فلعل فيه الافاده والارقام بجوار اسم الكتاب هى رقم الجزء ورقم الصفحة وفقا للمكتبة الشاملة


    أخبار الزمان - (1 / 134) - المسعودي توفي سنة 345
    تصنيف المؤرخ الكبير أبى الحسن على عبد الحسين بن على المسعودي المتوفى سنة 346 هجرية الطبعة الثانية اشرف على الطبع والتصحيح لجنة من الاساتذة

    أول من بنى الاهرام كان سوريد بن فيلمون (1)، وكان ملكا على مصر قبل الطوفان بثلاثمائة (2) سنة فرأي في منامه كأن الارض قد انقلبت بأهلها، وكأن الناس يهربون على وجوههم وكأن الكواكب تتساقط، ويصدم بعضها بعضا بأصوات هائلة مفزعة فرجف قلبه وأزعجه ذلك وأرعبه ولم يذكره لاحد، وعلم أنه سيحدث في العالم أمر عظيم.
    ثم رأى بعد ذلك، كأن الكواكب الثابتة نزلت إلى الارض في صورة طيور بيض كأنها تخطف الناس، وتلقيهم بين جبلين عظيمين، وكأن الجبلين قد انطبقا عليهم، وكأن الكواكب النيرة مظلمة كاسفة، فانتبه أيضا مذعورا فزعا.
    فدخل إلى هيكل الشمس، وجعل يتضرع فيه ويمرغ خديه في التراب، ويبكي، فلما أصبح أمر رؤساء الكهنة من جميع أعمال مصر، وكانوا مائة وثلاثين، فخلا بهم وحكى لهم جميع ما رآه فأعظموه وأكبروه وتأولوه على أمر عظيم يحدث في العالم.
    فقال فيلمون عظيم الكهان، وكان فيلمون إذ ذاك كبيرهم، وكان لا يبرح من حضرة الملك لانه رأس الكهنة كهنة أشمون، وهي مدينة مصر الاولى، قال إن في رؤيا الملك عجبا، وأمرا كبيرا، وأحلام أهل الملك لا تجري على محال ولا كذب لعظم أقدارهم، وكبير أخطارهم، وأنا اخبر الملك برؤيا رأيتها منذ سنة لم أذكرها لاحد من الناس.
    __________
    1) في ت: سورند بن شهلوق.
    2) في ت: بألف وثلاثمائة.
    (*)

    أخبار الزمان - (1 / 135)
    فقال له الملك: قصها علي يا فيلمون، قال: رأيت كأني قاعد (1) مع الملك على رأس المغار الذي في أشمون، وكأن الفلك قد انحط من موضعه، حتى قارب رؤسنا وكأن علينا كالقبة المحيطة بنا، وكأن الملك رافع (2) يديه إلى السماء، وكواكبا قد خالطتنا في صور شتى مختلفة، وكأن الناس يستغيثون بالملك وقد انجفلوا إلى قصره، وكأن الملك رافع (3) يديه إلى أن يبلغ رأسه، وأمرني أن أفعل مثل فعله، ونحن على وجل شديد إذ رأينا منه موضعا قد انفتح وخرج منه ضياء يضئ، ثم طلعت علينا منه الشمس فكأنا استغثنا بها فخاطبتنا بأن الفلك سيعود إلى موضعه إذا مضت له ثلاث وستون دورة.
    وهبط الفلك حتى كاد أن يلصق بالارض ثم عاد إلى موضعه، فانتبهت فزعا.
    فقال لهم الملك: خذوا ارتفاع الكواكب وانظروا هل من حادث، فبلغوا غايتهم في استقصاء ذلك، فأخبروه بأمر الطوفان، وبعده بالنار التي تحرق العالم.
    فأمر الملك ببناء الاهرام، فلما تمت على ما دبروا حكمه، نقل إليها ما أحب من عجائبهم واموالهم واجساد ملوكهم، وأمر الكهان فزبروا (4) فيها علومهم، وحكمهم وأشرف ولد حام القبط والهند هم الحكماء.
    ذكر ملوك مصر قبل الطوفان وكان أول من ملك مصر قبل الطوفان بقراويس (5) وذلك أن بني آدم
    __________
    1) في الاصلين: قاعدا.
    2، 3) فيهما رافع في الموضعين.
    4) في ب: فدبروا، والزبر والكتابة.
    5) في تاريخ القرماني: نقراوش الجبار بن مصرايم بن مركاييل بن رواييل بن عرياب بن آدم عليه السلام.
    (*)




    أخبار الزمان - (1 / 159)
    قرابات فيلمون الكاهن، ودلوهم على جميع اعمال مصر، وسنذكر خبرهم في هذا الكتاب ان شاء الله تعالى.
    وعمل ايضا سوريد في وقته غرائب كثيرة منها الصنم الذي يقال له بكوس المعمول من الاخلاط الكثيرة في الطب، وكان يعمل اعمالا كثيرة في دفع الاسقام والعلل عن اهلها، ويعرفون به من يبرأ منهم فيعالجونه فيعيش، و [ يعرفون من يموت ] بعلامات تظهر منه، فيقصرون عن علاجه، وكان يزيل الاوصاب بأن يغسل الموضع بأزاء أصحاب العلل منه، ويسقى ذلك الماء الذي يغسل به لصاحب الداء فيزول عنه، وكثير من هذه الاعمال.
    وهو أول من عمل الابرقات الايرونيات، وزبر عليها جميع العلوم.
    وهو الذي بنى الهرمين العظيمين المنسوبين إلى شداد بن عاد، والقبط تنكر أن تكون العادية دخلت بلدهم، والعمالقة تقول سحرهم ومنعهم من ارادتهم بشر ما يريدونه بهم، وبذلك يقول الحرانيون، وقد نقل ذلك أبو معشر في كتاب الالوف.

    وكان سبب بناء سوريد للهرمين انه رأى رؤيا أثبتها في موضعها، فأحضر كهنته ومنجميه، وقص عليهم من نزول المرآة في صورة امرأة وانقلاب الارض بأهلها، وانكساف الشمس بأسرها، وهي الرؤيا بعد، فأخبروه خبر الطوفان أنه يكون على الصورة التي كان، وذلك مذكور في كتاب تاريخ يرويه المقربون عن آخرين من القبط وجد في بعض ذراريهم على صدر ميت، وذكر أنها من ولد رجل من اهل مصر الاوائل ممن نجا من الطوفان وركب مع نوح عليه السلام في السفينة، وكان ممن آمن به وحمل ابنيه وقيل بن مصرام بن حام وكان أبدع الناس فهما في العلوم.
    وكان في الكتاب أن الملك سوريد بنى في الصعيد ثلاث مدائن وعمل فيها

    أخبار الزمان - (1 / 160)
    عجائب كثيرة، وسنذكر شيئا من أخبار هذين الاخوين إن شاء الله تعالى.
    وكان في الكتاب أن الملك سوريد بن سهلون ملك مصر لما رأى في منامه ما رأى، أخبر فيلمون رأس الكهنة بما رآه من الامور، أمرهم ان ينظروا فيما تدل عليه الكواكب من أحداث في العالم، فتصيب اكثره، فأقاموا لها في وقت مسألته اياهم مسألة امعنوا فيها النظر، فدلت على آية تنزل من السماء، وتخرج من الارض فتعم اكثر الارض، وهو طوفان عظيم لا يبقى به شئ.
    قال فانظروا هل ينجز ذلك ويعود أم يبقى هو معمولا دائما ؟ فنظروا فظهر أنه يعود العمران والملك، وكل شئ كما كان وعرفوه بذلك، فأمر حينئذ ببناء بربي وأعلام عظام له ولاهل بيته، تحفظ أجسادهم، وما أو دعوه بها من أموالهم وزبروا فيها وفي سقوفها وفي حيطانها واسطواناتها، جميع العلوم الغامضة، التي يدعيها أهل مصر بين جميع الامم، وصور فيها صور الكواكب العظام منها وصور الصغار منها، ورسم ذلك بعلامات تعلم بها.
    وزبر فيها أسماء العقاقير ومنافعها، وعمل الطلسمات وأشكالها، وعلم الحساب والهندسة، وغير ذلك مما ينتفع به مزبورا ومفسرا لمن عرف كتابهم ولغتهم.
    وقالوا إن هذه نازلة وكائنة إذا كانت تكون من جميع أقطار العالم إلا اليسير منه، وذلك كائن إذا نزل قلب الاسد بأول دقيقة من رأس السرطان وتكون الكواكب عند ذلك في هذه المواضع من الفلك يكون القمر مع الشمس في أول دقيقة من الحمل، وراوس وهو المشتري في سبع وعشرين درجة من الحوت والمريخ في ثمان وعشرين درجة وخمس دقائق من الحوت، وأفردوين وهو الزهرة في سبع وعشرين درجة وثلاث دقائق من الحوت،


    أخبار الزمان - (1 / 161)
    وهرمس وهو عطارد في سبع وعشرين دقيقة من الحوت، وزحل والجوزاء
    في الميزان وأوج القمر في الاسد على خمس درجات ودقائق.
    فلما عملوا ذلك وتحققوه قال انظروا أيضا هل يكون بعد هذه الآفة آفة أخرى تنزل من السماء إلى الارض تكون ضد الاخرى التي تنزل أولا.
    وهي النار التي تحرق أقطار العالم، فعرفوه فقال انظروا متى يكون الكون الآخر وهو المضمر ؟ فنظروا فوجدوا أنه يكون إذ نزل قلب الاسد في آخر دقيقة من الدرجة الخامسة عشرة من الاسد فتكون الشمس معه في دقيقة واحدة متصلة بزحل تثليث الرأس، ويكون المشتري في الاسد غير مستقيم السير، وعطارد معه في دقيقة، ويكون القمر في الدلو متصلا بالذنب في اثني عشر جزءا، وتكون الزهرة في بعدها الابعد مستقيمة السير ويكون المريخ في الاسد مستقيم السير، ويكون في ذلك الشمس تنطبق منه [ على ] الارض [ انطباقا ] لم يعهد مثله.
    فعرفوا الملك بما ظهر لهم من ذلك، وقالوا إن قلب الاسد إذا قطع ثلاثة أدوار لم يبق من حيوان الارض شئ متحرك إلا تلف وهلك وإذا استتم أدواره تحللت أمر الفلك، فأمر الملك بقطع الاساطين العظام وبنشر البلاطات الهائلة واستخراج الرصاص من أرض المغرب، وإحدار الصخور من ناحية اسوان وكانت سوداء عظاما تساق في العجل، فجعل منها آساس الاهرام الثلاثة الشرقي والغربي والملون وجميعه من الحجر الملون الاسود والابيض.
    وقيل كانت لهم صحائف من خواص اشياء وعليها كتابات، فإذا قطع الحجر وتم احكامه وضعوا عليه تلك الاشياء وضربوه فيغدو بتلك الضربة ما يغيب به عنهم ثم يعاودون ذلك حتى يصل.
    أخبار الزمان م (11)


    أخبار الزمان - (1 / 162)
    فوضعت آساس الاهرام بالدهشور منها الهرم الشرقي والهرم الغربي والهرم الملون.
    وكانوا يمدون البلاطة ويجعلون في وسطها قضيب حديد قائم، ثم يركبون عليها بلاطة اخرى مثقوبة الوسط، فيدخل ذلك في ذلك الثقب، ثم يذاب الرصاص ويصب حول البلاطة وفي الثقب بهندمة واتقان بعد تأليف ما فيها من النقوش والكتابة والصور، حتى بلغوها من ذلك إلى ما يحار فيه الوهم، وجعل ابوابها تحت الارض بأربعين ذراعا في آزاج مبنية بالرصاص والحجارة، طول كل أزج منها مائة وخمسون ذراعا.
    فأما باب الهرم الشرقي، فإنه من الناحية الشرقية على مقدار مائة ذراع من وسط حائط الهرم.
    وأما باب الهرم الغربي فمن الناحية الغربية، وهو ايضا على قياس مائة ذراع من وسط الحائط، حتى تنزل إلى باب الازج المبني فتدخل منه.
    وأما باب الهرم الملون بلونين من الحجارة فمن الناحية الجنوبية يقاس أيضا من وسط الحائط الجنوبي مائة ذراع، ويحفر حتى يوصل إلى باب الازج والمبنى له، ويدخل منه إلى باب الهرم، وجعل طول كل واحد منهما في الهوى مائة ذراع بالذراع الملكي، وهو خمسمائة ذراع عندنا بذراعنا اليوم، وجعل ضلع كل واحد من جهاته مائة ذراع ورفعها في الاستواء حتى بلغ أربعين ذراعا فوق الارض، ثم هندمها من كل جانب حتى تحددت أعاليها عند آخر طولها.
    وكان ابتداؤهم لبنائها في وقت سعد اجتمعوا عليه وتخيروه، فلما فرغ منها كساها ديباجا ملونا من فوقها إلى أسفلها، وعمل لها عيدا لم يبق في المملكة أحد إلا حضره.




    أخبار الزمان - (1 / 163)
    ثم أمر بعمل ثلاثين مخزنا بنيت من حجارة صوان ملونة في الهرم الغربي، وملئت بآلات الزبرجد والتماثيل المعمولة من الجواهر الغالية، والطلسمات الغريبة، وآلات الحديد الفاخر والسلاح الذي لا يصدأ، والزجاج الذي يطوى فينطوي ولا ينكسر، وأصناف العقاقير المفردات والمؤلفات، والسموم القاتلات وغير ذلك مما يطول وصفه، ولا يدرك عده.
    ونقل إلى الهرم الآخر وهو الشرقي أصنام الكواكب والقباب الفلكية، وما عمل أجداده من التماثيل والدخن الذي يتقرب بها إليها ومصاحفها، وما عمل لها من التواريخ والحوادث التي مضت والاوقات التي تحدث منها ما ينتظر، وذكر من يلي مصر إلى آخر الزمان، وكون أدوار الكواكب الثابتة وما يحدث في دورانها وقتا وقتا، وجعل فيها المطاهر التي فيها المياه المدبرات وما أشبه ذلك من هذه الاشياء.
    وجعل في الهرم أجساد الكهنة في توابيت صوان أسود، ومع كل كاهن مصحف فيه عجائب صنعته وعمله وسيرته وما عمل في وقته.
    وكانوا على مراتب المرتبة الاولى القاطرون (1) وهم الذين تعبدوا للكواكب السبعة لكل كوكب سبع سنين، ومعنى القاطر عندهم جامع العلم.
    والمرتبة الثانية لمن تعبد لستة وله أيضا اسم، والمرتبة الثالثة لمن تعبد لخمسة، والمرتبة الرابعة لمن تعبد لاربعة، والمرتبة الخامسة لمن تعبد لثلاثة، والمرتبة السادسة لمن تعبد لاثنين والمرتبة السابعة لمن تعبد لواحد (2) ولكل واحد من أصحاب المراتب السبعة اسم يعرف به.
    وجعل في جهة من الهرم مرتبة من هذه المراتب في توابيتهم، وجعل مع
    __________
    1) في ب: الناظرون.
    وقد مضى أن الصواب القاطر بالقاف والطاء.
    2) تقدم أن الذي يتعبد لكوكب واحد كان يسمى ماهرا.
    (*)




    أخبار الزمان - (1 / 164)
    أجسادهم مصاحفهم كتبوها في ورق الذهب، ذكروا فيها جميع ما كان وما يكون وما قد عملوه من العجائب، وجعل في الحيطان من كل جانب كما تدور أصناما تعمل بأيديها جميع الصناعات، على مراتبها وأقدارها وصفة كل صنعة وعلاجها، وما يصلح لها.
    وكتب مزبورا على الصور جميع علاجات الاشياء كلها، وعلم النواميس، وعلم كل علم ثم جعل فيها أموال الكواكب التي أهديت إليها، وأموال الكهنة وقدر ذلك لا يحصى عددا ولا وزنا.
    وجعل لكل هرم منها خازنا، فصاحب الهرم الشرقي صنم مجزع من جزع أسد وأبيض له عينان مفتوحتان براقتان، وهو جالس على كرسي، ومعه شبه الحربة إذا نظر إليه ناظر سمع من جهته صوت يكاد ينزع قلبه فيهيم على وجهه ويختلس عقله، ولا يكاد يفارقه الهم حتى يموت منه.
    وجعل خازن الهرم الغربي صنما من حجر صوان مجزعا واقفا معه شبه الحربة على رأسه حية مطوقة، من قرب منه وثبت إليه من ناحية قصده، فتطوقت على عنقه فقتلته ثم عادت إلى رأس الصنم.
    وجعل خازن الهرم الملون صنما صغيرا من حجر البهت على قاعدة منه قائما، من نظر إليه اجتذبه الصنم حتى يلصق به، فلا يفارقه حتى يموت.
    فلما فرغ من ذلك ضمدها بالارواح الروحانية، وذبح لها الذبائح لتمنع من أنفسها من أراد الوصول إليها، إلا من قرب لها وعمل لها بأعمال الوصول.
    وذكرت القبط أن عليها كتابا منقوشا تفسيره بالعربية " أنا سوريد الملك الملك، بنيت هذه الاهرام في وقت كذا من الزمان، وأتممت بنيانها في ست سنين، فمن أتى بعدي، وزعم أنه ملك مثلي فليهدمها في ستين سنة، وقد علم أن الهدم أيسر من البنيان، وإني قد كسوتها بالديباج فليكسها من أتى بعدي حصيرا ! "


    أخبار الزمان - (1 / 165)
    فوجدوا أنه لا يقوم بهدمها شئ في الازمان الطوال، وأن كسوتها أيضا بالديباج مما يشق على الملك، ويتعذر إلا بفساد عظيم، وبما لم يكن [ فيه ] صلاح.
    فمنها أن الرشيد لما دخل مصر، فرأى الاهرام أحب أن يهدم بعضها ليعلم ما فيه، فقيل له إنك لا تقدر على ذلك، فقال لابد من فتح شئ منه ففتحت الثلمة المفتوحة بنار توقد وخل يرش ومجانيق يرمى بها وحدادين يعملون ما فسد منها وأنفق عليها مالا عظيما فوجدوا عرض الحائط قريبا من عشرين ذراعا، فلما انتهوا إلى آخر الحائط وجدوا خلف النقب مطهرة خضراء فيها ذهب مضروب وزن كل دينار أوقية من أواقينا، وكان عددها ألف دينار فعجبوا من ذلك ولم يعرفوا معناه، فأخبروا بذلك الرشيد، وأتوه بالذهب والمطهرة فجعل يعجب من ذلك الذهب، ومن جودته وحسنه وحمرته، ثم قال ارفعوا إلي حساب ما أنفقتموه على هذه الثلمة ففعل ذلك فوجدوه بأزاء ذلك الذهب الذي أصابوه لا يزيد ولا ينقص، فعجب من معرفتهم بذلك على طول المدة، وأنهم يستفتحونه من ذلك الموضع بعينه وعجب من معرفتهم بقدر ما ينفق عليه، ومن تركهم ما يوازي في الموضع، عجبا شديدا كأن لهؤلاء القوم من العلوم منزلة لا نوازيها ولا ندركها نحن ولا أمثالنا.
    وقيل ان المطهرة التي وجد فيها المال كانت من زبرجد، فأمر بحملها إلى خزائنه وكانت أحد ما حمله من عجائب مصر.
    ومن عجائبها وما يستغرب منها أن الرشيد لما فتح تلك الثلمة من الهرم أقام الناس سنين يقصدونه ويدخلونه، وينزلون فيه من الزلاقة التي فيه، فمنهم من يسلم، ومنهم من يهلك، وأن جماعة من الاحداث اتفقوا وكانوا عشرين



    أخبار الزمان - (1 / 169)
    يدخل منها النيل إلى مكان يعنيه ثم يفيض إلى موضع من أرض العرب وأرض الصعيد، وملا تلك عجائب وطلسمات وأصناما تنطق.
    وحكى بعض القبط أن سوريد الملك لما أخبره منجموه بما أخبروه قال انظروا بلدنا هذا هل تلحقه آفة ؟ فنظروا وقالوا يلحقه طوفان يأتي على أكثره، ويلحقه خراب يقيم فيه عدة سنين، ثم يغلب عليها العمران.
    قال وكيف يكون خرابها ؟ قال يقصدها ملك يقتل أهلها ويغنم مالها، قال ثم ماذا ؟ قالوا يكون عمارتها [ على يد ] من قتله قال ثم ماذا ؟ قالوا يقصدها قوم مشوهون من ناحية النيل فيملكون أكثرها قال ثم ماذا ؟ قالوا انقطع نيلها وتخلو من أهلها، فأمر أن يكتب ذلك ويزبر على الاهرام والاسطوانات والحجارة العظيمة.
    وذكر رجل من أهل المغرب ممن يختلف إلى الواحات، ويحمل الاسماك إلى الواحات على جمل له أنه بات قرب الهرم، فما زال يسمع الضوضاء والغطغطة فهاله ذلك، وتباعد عن الهرم بجمله ذلك، فكان يرى حول الهرم شبه النيران تتألق، فلم يزل مذعورا إلى أن غلبته عيناه فنام، فلما أصبح في الموضع الذي فيه السمك رأى سماكا آخر بحياله موضوعا فعجب من ذلك
    وشد سمكه على جمله وكر راجعا إلى الفسطاط، وحلف أن لا يقرب من الهرم بعد ذلك.





    أخبار الزمان - (1 / 170)
    فأقام سوريد مائة سنة وسبع سنين، وقد كان كهانه عرفوه الوقت الذي يموت فيه، فأوصى إلى ابنه هو جيف (3) وعرفه بما احتاج إليه وأمره أن يدخل جسده الهرم ويجعله في الجرن الذي قد اعده لنفسه ويغشيه بكافور، ويحمل معه ما اعد من فاخر المتاع ومن السلاح والآلات، فامتثل هوجيت (4) جميع ما امره به.
    __________
    1) عن ق.
    2) هكذا في الاصول.
    3) في ق: هرجيب.
    (*)






    هناك اطالة من الكاتب فاختصرت الصفحات


    أخبار الزمان - (1 / 177)
    تدعوه إلى نفسها فامتنع من ذلك خوفا من الملك، ولان التخطي كان عندهم إلى نساء الملك عظيما.
    فلما طال عليها شوقها إليه أحضرت امرأة ساحرة من نساء الكهنة ولا طفتها حتى أنست بها، فذكرت أمر فرعان وما تجده من سببه وامتناعه عليها، فضمنت لها بلوغ محبتها منه، فسحرته بدخن كان عندها عملته له حتى اهتاج إليها وقدم على ودها وسهل عليه ما صعب من أمره، ودست إليه

    فأجابها واجتمع بها وتمكن حب كل واحد منهما من صاحبه، ودام الامر بينهما وتمادى الانس إلى أن ذاكرته أمر الملك وأنها لا تأمن أن يصل خبرهما به فيهلكا، وقالت له اعمل الحيلة في قتله، وأنت ابن عمه فيكون [ لك ] الملك من بعده ونأمن على أنفسنا، فلشدة حبه لها استحسن ذلك واستدعى بسم فدفعه إليها، فدسته في شراب الملك فمات لوقته، ودفن في الهرم مع الملوك.
    وجلس فرعان الملك على سرير الملك، ولبس التاج ولم ينازعه أحد، وفرح الناس بمكانه لما كان عليه من الشدة والجرأة.
    وأن فرعان علا في الارض وتجبر، وهو الذي كان الطوفان في وقته، وغصب الناس أموالهم وعمل في طريق الظلم ما لم يعمله أحد، وأسرف في القتل وامتثل أصحابه فعله، فهابته الملوك، وأقروا له، وهو الذي كتب إلى الدرمشيل بن يمحويل ملك بابل يشير عليه بقتل نوح عليه السلام.
    وذلك أن الدرمشيل كتب إلى الآفاق يستعلم أهلها هل يعرفون آلهة غير الاصنام ؟ ويذكر قصة نوح عليه السلام، وأنه يريد تغيير ما هم عليه من عبادة الاصنام، ويزعم أن له إلها غيرها لا يرى فكل أنكر ذلك.
    أخبار الزمان - م (12)



    أخبار الزمان - (1 / 178)
    ولما أخذ نوح عليه السلام في عمل السفينة كتب فرعان يأمره بقتل نوح وحرقها فأشار عليه بعض وزرائه أن لا يفعل وأن يدعها فان كان ما ذكره نوح حقا ركبها الملك وأهل بيته فقبل رأيه وتركها وهم بقتل نوح فمنعه الله منه.
    وكان عند أهل مصر علم الطوفان، ولم يقدروا كثرته ولا طول مقامه على وجه الارض، فاتخذوا السراديب تحت الارض وصفحوها بالزجاج
    وحبسوا الريح فيها بتدبيرهم، واتخذ الملك فيلمون رأس الكهنة مع نفسه، عدة له ولاهل بيته.
    وقد كان فرعان أقصى الكهان وباعدهم، فرأى فيلمون الكاهن ليلة في منامه كأن مدينة أمسوس قد انقلبت (1) بأهلها وكأن الاصنام قد انقلبت (1) على وجوهها وكأن ناسا من السماء ينزلون ومعهم مقامع يضربون بها الناس، وكأنه تعلق بأحدهم، وقال لهم: لاي شئ تفعلون بالناس ولا ترحمونهم ؟ قال: لانهم كفروا بإلههم بالذي خلقهم، قال: أما لهم خلاص ؟ قال: نعم من أراد الخلاص فعليه بصاحب السفينة.
    فانتبه مرعوبا وقام حيرانا لا يدري ما يصنع، وكان له امرأة وولدان ذكر واثنى وسبع تلاميذ فأجمع على أن يلحق بنوح عليه السلام.
    ثم نام أيضا فرأى في نومه كأنه في روضة خضراء، وكأن فيها طيورا بيضاء يفوح منها رياح المسك، وكأنه كان يعجب من حسنها، إذ تكلم بعض الطيور فقال سيروا بنا لعلنا ننجو مع المؤمنين، فقال له ومن هم المؤمنون ؟ قال أصحاب السفينة.
    فانتبه مرعوبا وأخبر أهله وتلاميذه بذلك واستكتمهم إياه ثم نظر في تخفيف اثقاله، وفي بيع ما يجب بيعه مستترا بذلك كله.
    __________
    1) في ب: أقبلت.
    (*)


    أخبار الزمان - (1 / 179)
    فلما فرغ مما أراده دخل على الملك وقال له إن رأى الملك أن ينفذني إلى الدرمشيل لارى هذا الرجل الذي عمل السفينة وأناظره وأجادله على ما جاء به من هذا الدين لذي يظهره، وأتبين حقيقة أمره فليفعل، فعسى أن يكون سبب هلاكه ودفعه عما يدعيه، فأعجب الملك منه وأمره بالخروج،
    وكتب معه إلى الدرمشيل.
    فسار فيلمون بأهله وولده ومضى معه تلاميذه حتى انتهوا إلى أرض بابل فقصد نوحا فأخبره بما قصده، وسأله أن يشرح له دينه ففعل نوح عليه السلام ذلك، فآمن به فيلمون وجميع من معه، ولم يقصد فيلمون إلى الدرمشيل ولم يدفع إليه كتاب فرعان ولا رآه.
    فقال نوح عليه السلام " من أراد الله به خيرا لم يصرف عنه ذلك " فلم يزل الكاهن مع نوح عليه السلام يخدمه هو وتلاميذه وولده إلى ان ركبوا السفينة.
    وأقام فرعان الملك متمكنا في ضلاله وظلمه، مدمنا على لهوه وقد استخف بالهياكل، فضاقت أرضهم بها، وكثر الظلم والهرج وفسدت الزروع وأجدبت الارض من كل ناحية، وظلم الناس بعضهم بعضا، ولم ينكر ذلك عليهم، وسدت الهياكل والبرابي وطبقت أبوابها، فجاءهم الطوفان وأقبل عليهم المطر في اربع وعشرين من الشهر.
    وكان فرعان سكرانا فلم يقم إلا والماء قد عظم، فوثب مبادرا يريد الهرم فتخلخلت الارض به، وسبق يريد الابواب فخانته رجلاه وسقط على وجهه، وجعل يخور كما يخور الثور إلى أن أهلكه الطوفان ومن دخل منهم الاسراب مات بغمها (1) ولحق الماء من [ أعلى ] (2) الاهرام إلى حد التربيع، وأثره ظاهر عليه إلى الآن.
    __________
    1) هكذا في الاصول، وفي ق: ولعل الصواب بفمها، أي قبل أن يصل إليها.
    2) زيادة عن ق.
    (*)


    أخبار الزمان - (1 / 180)
    وقد ذكر أن مواضع سلمت من الطوفان يذكر ذلك الفرس، وتزعم أنها
    لا تعرف الطوفان، وكذلك الهند تزعم أنها لا تعرفه وليس بين أهل التاريخ اختلاف في عموم الطوفان لجميع الارض.

    ذكر ملوك مصر بعد الطوفان أجمع اهل مصر (1) أن أول من ملك مصر بعد الطوفان مصرايم بن بيصر (2) ابن حام بن نوح عليه السلام وذلك بدعوة سبقت له من جده.
    والسبب في ذلك أن فيلمون الكاهن سأل نوحا أن يخلطه بأهله وولده، وقال له: يا نبي الله إنني تركت أهلي وولدي فاجعل لي رفقة أذكر بها بعد موتي، فزوج عليه السلام مصرايم بن بيصر بن حام بنت فيلمون، فولدت له ولدا فسماه فيلمون باسم جده.
    فلما أراد نوح عليه السلام قسمة الارض بين بنيه، قال له فيلمون: ابعث معي يا نبي الله ابني، حتى أمضي به إلى بلدي وأظهره على كنوزه، وأوقفه على علومه وأفهمه رموزها، فبعثه مع جماعة من أهل بيته، وكان غلاما مراهقا.
    فلما قرب من مصر بنى له عرشا من أغصان الشجر، وستره بحشيش ثم بنى له بعد ذلك مدينة في الموضع بنفسه وسماها درمان (3) أي باب الجنة وزرعوا وغرسوا الاشجار.
    __________
    1) في ق: أهل الاثر.
    2) في ب: مصريم بن تنصر، والتصحيح عن ق.
    3) في ق: درسان.
    (*)



    أخبار الزمان - (1 / 181)
    وكان بين درمان إلى البحر زروع وأجنة وعمارة، وكان القوم الذين كانوا مع مصرايم جبابرة، فقطعوا الصخور وبنوا المصانع والمعالم، وأقاموا
    في أرغد عيش.
    ونكح مصرايم بنتا من بنات الكهنة، فولدت له ولدا فسماه قبطيما، وتزوج بعد تسعين سنة من عمره مرأة أخرى فولدت له أربعة نفر: يقطويم، واشمون، وابريت، وصابي، فكثروا وعمروا الارض وبورك لهم فيها.
    وقيل ان عدد من كان مع مصرايم ثلاثون رجلا من الجبابرة، فبنوا مدينة سموها ناقة، بلغتهم معناها ثلاثون، وهي مدينة منف.
    وكشف فيلمون الكاهن لمصرايم عن كنوز مصر وعلمه قراءة خط البرابي وما زبر على الحجارة، وعرض عليهم معادن الذهب والفيروزج والزبرجد وغير ذلك، ووصف لهم عمل الصنعة فجعل الملك أمرها إلى رجل يقال لسنطاس (1) ثقة من أهل بيته، فكان يعملها في الجبل الشرقي، فسمي الجبل به المقطم.
    وعلمهم أيضا عمل الطلسمات وكانت تخرج من البحر دواب وتفسد زروعهم، وما قارب البحر من جهاتهم فعملوا لها الطلاسم فغابت ولم تظهر بعد.
    وبنوا على غير البحر مدنا منها رقوده بمكان الاسكندرية، وجعلوا وسطها قبة من نحاس مذهب والقبة مذهبة.
    ونصبوا فوقها مرآة معموله من أخلاط شتى قطرها خمسة أشبار، وكان ارتفاع القبة من الارض خمسمائة ذراع، فكانوا إذا قصدهم قاصديهم بأذاهم
    __________
    1) في ق: وكان عنده رجل ماهر يقال له مقيطام يعمل لهم الكيمياء والطلسمات الغريبة.
    (*)








    أخبار الزمان - (1 / 182)
    من البحر عملوا لتلك المرآة عملا فألقت شعاعها إلى ذلك القاصد ومراكبه فأحرقتهم اجمعين، ولم تزل على حالها حتى غلب عليها البحر فهدمها.
    ويقال ان منارة الاسكندرية إنما عملت تشبيها بها، وقد كانت أيضا عليها مرآة يرى فيها من يقصدها من بلاد الروم، فاحتال عليها بعض الملوك، فوجه إليها من أزالها، وكانت من زجاجة مدبرة.
    ولما حضرت مصرايم الوفاة عهد إلى ابنه، وقد كان قسم أرض مصر بين بنيه فجعل نم قفط إلى اسوان لقبطيم، وجعل لا شمون من أسوان إلى منف، ولا بريت الحوف كله، ولصابي ناحية البحر إلى قرب برقة والغرب، فهو صاحب افريقية وولده الافارق، وأمر كل واححد من بنيه أن يبني مدينة لنفسه في موضعه وأمرهم عند موته أن يحفروا في الارض سربا ويفرشوه بالمرمر، ويدفنوه فيه ويدفنوا معه جميع ما في خزائنه من الذهب والفضة والجوهر.
    ويزبروا على ذلك أسماء الله العظام المانعة من الحوادث.
    فحفروا له سربا، طولا مائة وخمسون ذراعا، وجعلوا في وسطه مجلسا مصحفا بصفائح الذهب، وجعلوا للمجلس أربعة أبواب على كل باب تمثال من ذهب عليه تاج مرصع بالجوهر، جالس على كرسي من ذهب قدامه آنية زبرجد، ونقشوا في صدر كل تمثال آيات مانعة، واجلسوا جسده في مجلس زبرجد أخضر، وزبروا عليه " مات مصرايم بن بيصر بن حام بعد سبعمائة سنة مضت لايام الطوفان، مات ولم يعبد الاصنام، فصار إلى حيث هو لا يوم هرم ولا سقم ولا حزن، وجعل جسده وماله في هذا السرب وحصنه بأسماء الله العظام، وبما لا يصل إليه بعده إلا ملك له من جدوده سبعة ملوك يأتي في آخر الزمان، يدين للملك الديان، ويؤمن بالمبعوث بالقرآن، الداعي إلى الايمان في عواقب الازمان ".


    أخبار الزمان - (1 / 183)
    وجعلوا معه في ذلك المجلس ألف قطعة من الزبرجد المخروط، وألف
    تمثال من الجوهر النفيس، وألف برنية ذهب مملوءة درايق سما، وألف آنية مملوءة بالصنعة الالهية والعقاقير السرية، وجعلوا مع ذلك طلسمات عجيبة، وسبائك ذهب مكدسة بعضها على بعض، وسقفوا ذلك بالصخور العظام، وهالوا عليه التراب والرمال حتى سدوا ما بين جبلين متقابلين، وجعلوا عليه علامات لا تخفى.
    وولي الملك بعده ابنه قبطيم الملك، ويقال ان القبط منسوبون إليه وهو أول من عمل العجائب، واثار المعادن، وشق الانهار، ويقال انه [ لحق ] (1) البلبلة، وخرج منها بهذا اللسان القبطي، وعمل ما لم يعمله أبوه من العمارات، ونصب الاعلام والمنارات والعجائب والطلسمات.
    وملكهم قبطيم ثمانين سنة، وهلك فاغتم عليه بنوه وأهله، ودفن في سرب تحت الجبل الكبير الداخل، وصفح بالمرمر الملون، وجعل فيه منافذ للريح فهي تتخرق فيه بدوي عظيم هائل، وجعل فيه كروس نحاس مطلية بأدوية تضئ أبدا كأنها سرج لا تطفأ، ولطخوا جسده بالمرمر والكافور والمومياء وجعلوه في جرن من ذهب وثياب منسوجة بالمرجان والدر، وكشفوا عن وجهه في جرنه تحت قبة على عمد من مرمر ملون وفي وسط القبة جوهرة معلقة تنير كالسراج، وبين كل عمودين تمثال في يده أعجوبة، وجعل تحت الجرن توابيت حجارة مملوءة جوهرا وذهبا وغير ذلك من التماثيل والصنعة، وحول ذلك مصاحف الحكمة، وسدوا عليه، وزبروا عليه كما زبروا على تابوت أبيه.
    وتولى الامر بعده ابنه قفطويم الملك، وكان أكبر ولد أبيه، وكان جبارا
    __________
    1) زيادة عن ق.
    (*)





    أخبار الزمان - (1 / 184)
    عظيم الخلق، وهو الذي وضع أسرار الاهرام بالدهشور وغيرها، ليعمل ما عمله الاولون، وهو الذي بنى مدينة زرنده.

    وهلكت عاد بالريح في آخر أيامه، وأثار من المعادن ما لم يثره أحد، وكان يجد الذهب على قدر الرحى والزبرجد مثل الاسطوانة، وغرس الا سارح في صحراء الغرب مثل النخلة.
    وعمل من العجائب كثيرا، وعمل منارا عاليا في جبل قفط يرى منه البحر الشرقي، ووجد هنالك معادن زئبق فعمل منه بركة عظيمة، فقيل إنها هناك إلى اليوم.
    وفي زمانه أثار ابليس وأعوانه الاصنام التي كان الطوفان أغرقها، وزينوا أمرها وعبادتها.
    ويقال ان قفطويما بنى المدائن الداخلة، وعمل فيها عجائبا، منها الماء الملفوف القائم كالعمود ولا ينحل ولا يذوب ويسمى فلطيس، وصيادة الطير (1) إذا نصبها ومر عليها الطير سقط فيها ولم يقدر أن يبرح منها حتى يؤخذ.
    وعمل بها أيضا عمودا من نحاس عليه صورة طائر، فإذا قرب الوحش والاسد والحيات من المدينة صفر ذلك الطائر صفيرا عاليا، فترجع تلك الدواب هاربة.
    وكان للمدينة أربعة أبواب جعل لها أربعة أصنام، على كل باب صنم من نحاس لا يعبر غريب الا ألقى عليه النوم والسبات، فينام عند الباب فلا يبرح نائما حتى يأتيه أهل تلك المدينة، فينفخوا في وجهه فيقوم، فان لم يفعلوا ذلك لم يزل نائما حتى يهلك.
    وعمل منارا لطيفا من زجاج ملون على قاعدة من نحاس، وعلى رأس المنارة
    __________
    1) في ق: والبركة التي تسمى فلسطين أي صيادة الطير، لا يمر عليها طير الا سقط فيها.
    (*)











    =============================================



    النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - (1 / 14) المؤلف : ابن تغري بردي
    وقال بعض الحكماء: ليس في الدنيا نهر يصب في بحر الروم والصين والهند غير النيل. وليس في الدنيا نهر يصب من الجنوب إلى الشمال غير النيل. وليس في الدنيا نهر يزيد في أشذ ما يكون من الحر غير النيل. وليس في الدنيا نهر يزيد وينقص على ترتيبٍ فيهما غير النيل. وليس في الدنيا نهر يزيد إذا نقص مياه الدنيا غير النيل.
    وبهذا النيل أشياء لم تكن في غيره من الأنهار، من ذلك: السمكة الرغادة التي إذا وضع الشخص يده عليها اضطرب جسمه جميعه حتى يرفع يده عنها، ومنها التمساح ولم يكن في غيره من المياه ؛ وفي مصر أعاجيب كثيرة.
    وقال الكندي في حق مصر وأعمالها: جبلها مقدس، ونيلها مبارك، وبها الطور حيث كلم الله تعالى نبيه موسى، وبها الوادي المقدس، وبها ألقى موسى عصاه وبها فلق الله البحر لموسى، وبها ولد موسى وهارون عليهما السلام ويوسع بن نون ودانيال وأرميا ولقمان وعيسى ابن مريم، ولدته أمه بأهناس، وبها النخلة التي ذكرها الله تعالى لمريم ؛ ولما سار عيسى إلى الشأم وأخذ على سفح المقطم ماشياً، عليه جبة صوف مربوط الوسط بشريط وأمه تمشي خلفه، فالتفت إليها وقال: يا أماه، هذه مقبرة أمة محمد؛ وكان بمصر إبراهيم الخليل وإسماعيل ويعقوب ويوسف واثنا عشر سبطاً.
    ومن فضائلها: أنها فرضة الد نيا يحمل من خيرها إلى سواحلها؛ وبها ملك يوسف عليه السلام؛ وبها مساجد إبراهيم ويعقوب وموسى ويوسف عليهم السلام؛ وبها البرابي العجيبة والهرمان، وليس على وجه الأرض بناء باليد حجراً على حجر أطول منهما.
    وقال أبو الصلت: طول كل عمود منهما ثلاثمائة وسبعة عشر ذراعاً، ولكل أربعة أسطحة ملسات متساويات الأضلاع، طول كل ضلع أربعمائة وسبعون ذراعاً؛ واختلف فيمن بناهما، فقيل: شداد بن عاد، وقيل: سويرد، وقيل: سويد، بناهما في ستة أشهر وغشاهما بالديباج الملون، وأودعهما الأموال والذخائر والعلوم خوفاً من طوفان يأتي.
    وقال الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه الكاتب: بناهما سويرد بن سلهوق بن سرياق بن ترميل دون بن قحرشان بن هو صال، أحد ملوك مصر قبل الطوفان الذين كانوا يسكنون مدينة الاشمونين. والقبط تنكر أن تكون العادية دخلت بلادهم لقوة سحرهم. وهذا يؤيد قول من قال بعدم بناء شداد بن عاد لهما.

    قال: وسبب بناء الهرمين العظيمين اللذين بمصر أنه كان قبل الطوفان بثلاثمائة سنة قد رأى سويرد في منامه كأن الأرض قد انقلبت بأهلها، وكأن الناس قد هربوا على وجوههم، وكأن الكواكب تتساقط ويصدم بعضها بعضاً بأصوات هائلة، فأغمه ذلك ولم يذكره لأحد، وعلم أنه سيحدث في العالم أمر عظيم؛ ثم رأى بعد مدة مناماً آخر أزعجه أكثر من الأول، فدخل إلى هيكل الشمس وتضرع ومرغ وجهه على التراب وبكى، فلما أصبح جمع رؤساء الكهنة من جميع أهل مصر، وكانوا مائة وثلاثين كاهناً، فخلا بهم وذكر لهم ماراه أولاً وآخراً، فأولوه بأمر عظيم يحدث في العالم؛ ثم حكى بعض الكهنة أيضاً: أنه رأى مناماً أعظم من هذا المنام في معناه؛ ثم أخذوا الارتفاع للكواكب، وأخبروه بالطوفان وبعده بالنار التي تخرج من برج الأسد؛ فقال: انظروا، هل تلحق هذه الآفة بلادنا؟. فقالوا: نعم، فأمر ببناء الأهرام وجعل في داخله الطلسمات والأموال وأجساد ملوكهم، وأمر الكهنة أن يزبروا عليها جميع ما قالته الحكماء، فزبروا فيها وفي سقوفها وحيطانها جميع العلوم الماضية، وصوروا فيها صور الكواكب وعليها الطلسمات، وجعل طول كل هرم مائة ذراع، بالذراع الملكي وهو خمسمائة ذراع بذراعنا الآن. ولما فرغت كساها الديباج الملون وعمل لهم عيداً حضره أهل ملتهم؛ ثم عمل في الهرم الغربي ثلاثين مخزنا من،حجارة صوان ملونة ملئت بالأموال الجمة، والآلات والتماثيل المعمولة من الجواهر النفيسة، وآلات الحديد الفاخرة، والسلاح الذي لا يصدأ، والزجاج الذي ينطوي ولا ينكسر، وأصناف العقاقير المفردة والمؤلفة والسموم القاتلة، ثم عمل في الهرم الشرقي أصناف القباب الفلكية والكواكب، وما عمله أجداده من أشياء يطول شرحها.




    النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - (1 / 15) المؤلف : ابن تغري بردي
    ويقال: إن هرمس المثلث الموصوف، بالحكمة وهو الذي تسميه العبرانيون خنوخ وهو إدريس عليه السلام استدل من أحوال الكواكب على كون الطوفان، فأمر ببناء الأهرام وإيداعها الأموال وصحائف العلوم، وما يخاف عليه الذهاب والدثور؛ وكل هرم منها ارتفاعه ثلاثمائة ذراع وسبعة عشر ذراعاً، يحيط به أربعة سطوح متساويات الأضلاع، كل ضلع منها أربعمائة ذراع وستون ذراعاً، ويرتفع إلى أن يكون سطحه مقدار ستة أذرع في مثلها. ويقال: إنه كان عليه حجر شبه المكبة فرمته الزياح العواصف، وطول الحجر منها خمسة أذرع في سمك ذراعين. ويقال: إن لهما أبوابا مقبية في الأرض، وكل باب من حجر واحد يدور بلولب إذا أطبق لم يعلم أنه باب، يدخل من كل باب منها إلى سبعة بيوت، كل بيت على اسم كوكب من الكواكب السبعة، وكلها مقفلة بأقفال حديد؛ وحذاء كل بيت منها صنم من ذهب مجوف إحدى يديه على فيه، وفي جبهته كتابة بالمسند إذا قرئت انفتح فوه، فيوجد فيه مفاتيح ذلك القفل فيفتح بها. والقبط يزعمون أنهما والهرم الصغير قبور ملوكهم وأكابرهم.
    ولما ولي المأمون الخلافة وورد مصر أمر بفتح واحد منها ففتح بعد عناء، طويل، واتفق لسعادته أنه وقع النقب على مكان يسلك منه إلى الغرض المطلوب وهو زلاقة ضيقة من الحجر الصوان المانع الذي لا يعمل فيه الحديد بين حاجزين ملتصقين بالحائط، قد نقر في الزلاقة حفر يتمسك السالك بتلك الحفر ويستعين بها على المشي في الزلاقة لئلا يزلق، وأسفل الزلاقة بئر عظيمة بعيدة القعر، ويقال: إن أسفل البئر أبواب يدخل منها إلى مواضع كثيرة وبيوت ومخادع وعجائب، وانتهت بهم الزلاقة إلى موضع مربع في وسطه حوض من حجر مغطى، فلما كشف عنه غطاؤه لم يوجد فيه إلا رمة بالية، فأمر المأمون بالكف عما سواه. وهذا الموضع يدخله الناس إلى وقتنا هذا. ويقال: إن المأمون أنفق على النقب جملة اختلف المؤرخون في كميتها. فلما انتهى به النقب إلى الموضع المربع المذكور وجد فيه جاماً من زمرد مغطى، فكشف فوجد فيه ذلك المقدار الذي أنفقه من غير زيادة على ذلك - واستمر ذلك إلجام في ذخائر الخلفاء إلى وقعة هولاكو ببغداد - فقال: الحمد لله الذي رد علينا ما أنفقناه.
    وقيل: إن الأمير أحمد بن طولون سأل بعض علماء الأقباط المعمرين - ممن رأى الرابع عشر من ولد وللي - عن الأهرام؛ فقال: إنها قبور الملوك، كان الملك منهم إذا مات وضع في حوض حجارة يسمى أتجرون، ثم يبنى عليه الهرم، ثم يقنطر عليه البنيان والقباب، ثم يرفعون البناء على هذا المقدار الذي ترونه ويجعل باب الهرم تحت الهرم، ثم يجعل له طريق في الأرض بعقد أزج، فيكون طول الأزج تحت الأرض مائة ذراع أو أكثر، ولكل هرم من هذه الأهرام باب مدخله على ما وصفت ؛ فقيل له: كيف بنيت هذه الأهرام المملسه، وعلى أي شيء كانوا يصعدون ويبنون، وعلى أي شيء كانوا يضعون الآلات ويحملون الحجارة العظيمة التي لا يقدر أهل زماننا هذا على أن يحركوا الحجر الواحد إلا بجهد؛ فقال: كان القوم يبنون الهرم مدرجا فإذا فرغوا منه نحتوه من فوق إلى أسفل، قلت: وهذا أصعب من الأول قال: فكانت هذه حيلتهم، وكانوا مع هذا لهم قمر وصبر وطاعة لملوكهم ديانة؛ فقيل له: ما بال هذه الكتابة التي على الأهرام والبرابي لا تقرأ؛ قال: فصب الحكماء الذين كان هذا قلمهم، وتداول أرض مصر الأمم، فغلب على أهلها القلم الرومي كأشكال أحرف القبط والروم؛ فالقبط تقرؤه على حسب تعارفها إياه وخلطها لأحرف الروم بأحرفها على حسب ما ولدوا من الكتابة بين الرومي والقبطي الأول، فذهب عنهم كتابة آبائهم السالفة وصاروا لا يعرفونها، وهي هذه الكتابة التي على الأهرام وغيرها. انتهى أمر الهرم. وقد نظم عمارة اليمني فيهما فقال: الطويل،
    خليلي ما تحت السماء بنية ... تماثل في إتقانها هرمي مصر
    بناء يخاف الدهر منه وكل ما ... على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر
    تنزه طرفي في بديع بنائها ... و لم يتنزه في المراد بها فكري
    وقال سعد الدين بن جبارة في المعنى: الكامل
    لله أي غريبة و عجيبةٍ ... في صنعة الأهرام للألباب
    أخفت عن الأسماع قصة أهلها ... ونضت عن الإبداع كل نقاب

    النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - (1 / 16)
    فكأنما هي كالخيام مقامة ... من غير ما عمدٍ ولا أطناب
    وبالقرب من الأهرام صنم على صورة إنسان تسميه العامة أبا الهول لعظمه، والقبط يزعمون أنه طلسم للرمل الذي هناك لئلا يغلب على أرض الجيزة.
    وأما السحرة الذين كانوا بمصر في زمان فرعون فكانوا، كما ذكر يزيد بن أبي حبيب، اثني عشر ساحراً رؤساء، وتحت يد كل ساحر منهم عشرون عريفاً، تحت يد كل عريف منهم ألف من السحرة؛ فكان جميع السحرة مائتي ألف وأربعين ألفاً ومائتين واثنين وخمسين إنسان بالرؤساء والعرفاء.
    وعن محمد بن المنكدر: كان السحرة ثمانين ألفاً، فلما عاينوا ما عاينوا أيقنوا أن ذلك من السماء وأن السحر لا يقوم بأمر الله، فخر الرؤساء الاثنا عشر عند ذلك سجدا، فاتبعهم العرفاء واتبع العرفاء من بقي؛ قالوا: آمنا برب العالمين رب موسى وهارون، وكانوا من أصحاب موسى ولم يفتتن أحد منهم مع من افتتن من بني إسرائيل في عبادة العجل.






    ================================================== =================







    عيون الأنباء في طبقات الأطباء - (1 / 12) ) المؤلف : ابن أبي أصيبعة
    وقال الأمير أبو الوفاء المبشر بن فاتك في كتاب مختار الحكم ومحاسن الكلم إن أسقليبيوس هذا كان تلميذ هرمس، وكان يسافر معه، فلما خرجا من بلاد الهند وجاءا إلى فارس، خلفه ببابل ليضبط الشرع فيهم، قال وأما هرمس هذا فهو هرمس الأول، ولفظه أرمس، وهو اسم عطارد، ويسمى عند اليونانيين أطرسمين، وعند العرب أدريس، وعند العبرانيين أخنوخ، وهو ابن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليهم السلام، ومولده بمصر في مدينة منف منها، قال وكانت مدته على الأرض اثنتين وثمانين سنة، وقال غيره ثلاثمائة وخمساً وستين سنة، قال المبشر ابن فاتك وكان عليه السلام رجلاً آدم اللون، تام القامة، اجلح، حسن الوجه، كث اللحية، مليح التخاطيط، تام الباع، عريض المنكبين، ضخم العظام، قليل اللحم، براق العين أكحل، متأنياً في كلامه، كثير الصمت، ساكن الأعضاء، إذا مشى أكثر نظره إلى الأرض، كثير الفكرة، به حدة وعبسة، يحرك إذا تكلم سبابته.
    وقال غيره إن اسقليبيوس كان قبل الطوفان الكبير، وهو تلميذ أغاثوذيمون المصري، وكان أغاثوذيمون أحد أنبياء اليونانيين والمصريين، وتفسير أغاثوذيمون السعيد الجد، وكان اسقليبيوس هذا هو البادئ بصناعة الطب في اليونانيين، علمها بنيه وحذر عليهم أن يعلموها الغرباء.
    وأما أبو معشر البلخي المنجم فإنه ذكر في كتاب الألوف أن اسقليبيوس هذا لم يكن بالمتأله الأول في صناعة الطب ولا بالمبتدئ بها، بل أنه عن غيره أخذ، وعلى نهج من سبقه سلك، وذكر أنه كان تلميذ هرمس المصري، وقال إن الهرامسة كانوا ثلاثة أما هرمس الأول وهو المثلث بالنعم فإنه كان قبل الطوفان، ومعنى هرمس لقب كما يقال قيصر وكسرى، وتسميه الفرس في سيرها اللهجد، وتفسيره ذو عدل، وهو الذي تذكر الحرّانية نبوته؛ وتذكر الفرس أن جده كيومرث وهو آدم، ويذكر العبرانيون أنه اخنوخ وهو بالعربية أدريس.
    قال أبو معشر هو أول من تكلم في الأشياء العلوية من الحركات النجومية، وإن جده كيومرث وهو آدم علمه ساعات الليل والنهار، وهو أول من بنى الهياكل ومجد اللَّه فيها؛ وأول من نظر في الطب وتكلم فيه، وأنه ألف لأهل زمانه كتباً كثيرة بأشعار موزونة وقواف معلومة بلغة أهل زمانه في معرفة الأشياء الأرضية والعلوية، وهو أول من أنذر بالطوفان، ورأى أن آفة سماوية تلحق الأرض من الماء والنار، وكان مسكنه صعيد مصر، تخير ذلك فبنى هناك الأهرام ومدائن التراب، وخاف ذهاب العلم بالطوفان فبنى البرابي وهو الجبل المعروف بالبرابر بأخميم وصور فيها جميع الصناعات وصنّاعها نقشاً وصور جميع آلات الصنّاع، وأشار إلى صفات العلوم لمن بعده برسوم حرصاً منه على تخليد العلوم لمن بعده، وخيفة أن يذهب رسم ذلك من العالم، وثبت في الأثر المروي عن السلف أن أدريس أول من درس الكتب، ونظر في العلوم، وأنزل اللَّه عليه ثلاثين صحيفة، وهو أول من خاط الثياب ولبسها ورفعه اللَّه مكاناً علياً.
    وأما هرمس الثاني فإنه من أهل بابل، سكن مدينة الكلدانيين وهي بابل، وكان بعد الطوفان في زمن نزيربال الذي هو أول من بنى مدينة بابل بعد نمرود بن كوش، وكان بارعاً في علم الطب والفلسفة، وعارفاً بطبائع الأعداد، وكان تلميذه فيثاغورس الأرتماطيقي، وهرمس هذا جدد من علم الطب والفلسفة وعلم العدد ما كان قد دُرس بالطوفان ببابل، ومدينة الكلدانيين هذه مدينة الفلاسفة من أهل المشرق، وفلاسفتهم أول من حدد الحدود، ورتب القوانين.
    وأما هرمس الثالث فإنه سكن مدينة مصر وكان بعد الطوفان، وهو صاحب كتاب الحيوانات ذوات السموم وكان طبيباً فيلسوفاً وعالماً بطبائع الأدوية القتالة والحيوانات المؤذية، وكان جوالاً في البلاد طوافاً بها، عالماً بنُصبة المدائن وطبائعها وطبائع أهلها، وله كلام حسن في صناعة الكيمياء نفيس يتعلق منه إلى صناعات كثيرة، كالزجاج والخرز والغضار وما أشبه ذلك، وكان له تلميذ يعرف باسقليبيوس، وكان مسكنه بأرض الشام.
    رجع الكلام إلى ذكر اسقليبيوس

  • ayatmenallah
    13- عضو مقدام
    حارس من حراس العقيدة
    • 22 سبت, 2009
    • 2383
    • مدرس
    • مسلم

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخي الحبيب
    سامح-2000

    بارك الله فيكم وفي مجهودكم

    الحقيقة اخي الكريم اني اجد في نفسي شيئا مما قيل
    فكل ما ورد حكايات شائعة بينها وبين المؤلفين الاف السنين
    وما ورد من اخبار معظمها مروي عن اليهود الذين هم اصلا اهل كذب

    فالله اعلم




    تعليق

    • سامح-2000
      2- عضو مشارك

      • 8 نوف, 2009
      • 251
      • اعمال حرة
      • مسلم

      #3
      اخي الحبيب
      ayatmenallah

      تشرفت بمروركم وشكرا لتعليقكم الكريم



      نعم اخى الحبيب , اتفق معكم ان الكذب انتشر فى كتب اليهود كثيرا وبنسبة كبيره
      الا ان هذا لا يمنع ان الله عز وجل سيظهر الحق ومن خلال هذه الكتب او من غيرها
      فلا تكل ولا نمل من البحث والدراسة فالله عز وجل حثنا على ذلك فى قوله تعالى

      {قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الأنعام11
      {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137

      {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36
      {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ }النمل69
      {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20

      {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20
      {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ }الروم42
      {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً }فاطر44
      {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ }غافر21
      {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }غافر82
      {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا }محمد
      10



      ولا تنسى اخى الحبيب انه وبالرغم ان كتبهم كثر بها التحريف والتزويرببحث العلماء والباحثين وجدوا اكثر من خمسين بشارة بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام

      ثم مازال هناك كتب السوديبيجرافا و ابو كريفا و الغير معترف بها ومخطوطات قمران ......و ....... و....... وما سوف يكتش مع مرور الزمان بالبحث والتنقيب .... حتى تخرج حقيقة رسالة التوحيد على مدار التاريخ باذن الله تعالى

      وفى منتدانا هنا باحثين نشطين ونحسبك منهم ولا نزكى على الله احد
      فالنواصل البحث ولا نكل حتى نصل لمبتغانا باذن الله تعالى

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م
      ردود 0
      64 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د.أمير عبدالله
      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م
      ردود 112
      217 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عادل خراط
      بواسطة عادل خراط
      ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م
      ردود 3
      46 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عاشق طيبة
      بواسطة عاشق طيبة
      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م
      ردود 0
      144 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عادل خراط
      بواسطة عادل خراط
      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م
      ردود 3
      101 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عادل خراط
      بواسطة عادل خراط
      يعمل...