عفاف والعفاف
سماها: " عفاف" تيمنا بالعفة..ثم مات...
كبرت و نما عودها فاشتد, عاهدته أن لا تخدعه ,و أن تحفظ سره في قبره فلا تعطي الفرصة لأي ذئب يتصيد عفتها و شرفها..
دخلت الكلية و تفوقت , و شاء الله أن تعيش في عصر الأنترنت و تلتقي بصحبة خيرة ...
ارتدت الحجاب و قرأت القليل من الكتب فأحست بأن ثقافتها تنمو و تزدهر..
تعلق قلبها بكل ما هو إسلامي ...
أدمنت على ارتياد المنتديات الإسلامية فأبدعت ... و أحست بأن في عالمها و لو انحسر عند الشاشة من هم بنفس تفكيرها و مبادئها..
مع كل شكر و تهنئة و كل رسالة خاصة فيها إعجاب بالخلق زادت الثقة في النفس...
لكن....
تابعوا معي : تسجيل دخول ثم كتابة الرقم السري ثم.
.
.
رسالة خاصة من أبرز عضو في المنتدى المعروف بورعه بحبه للدين بزهده و تقواه...
دقات القلب تتسارع و تقول أن يا إلهي ما أسعدني بأن أظفر برسالة من مثل هذا الإنسان..
فرحت و استبشرت و شعرت بغبطة عارمة ملكت عليها شغاف القلب!
وعلمت أن هذه الرسالة ما كانت لتصل لأي شخص !
بل هي خاصة لها حصريا من ألمع عضو و ما جاء من عند لامع لا يستهدف إلا لامعا مثله!
فتحتها على عجل :
عنوانها السلام عليكم
و مضمونها:
سامحيني يا أختي على الإزعاج و لم أكن لأستعمل الخاص إلا تعبيرا عن فرحي بوجود مثلك أخوات مؤمنات قانتات..فثبتك الله و رعاكِ...
قرأتها مليا و تفحصت سطورها سطرا سطرا و هي تعبر بعينها عبر الحروف في رضى تام...
منذ ذاك الحين صارت له عونا و صار لها المشجع إلى أن توطدت العلاقة إلى المكالمات التلفونية...
و هي و إياه يظنان أن ما يحصل في حدود الأخوة لا يضر و أ نهما يبثان بعضهما همومهما , أفراحهما و أتراحهما بل و أسرارهما!
لكن هل ما تفعله بعلم من أمها ؟ هل بوحها بمشاكل أسرتها لغريب لا يقرب لها شيئا في صالحها؟
لا تنتظروا كارثة تأتي بعد أو قصة روتينية انتهت بضياع الفتاة و تنصل الشاب من المسؤولية .
بل قفوا هنا عند هذه العتبة؟ و اعلموا أنما كلام بدون علم الأهل هو تخف واضح...
و من يتخفى من أهله و لا يتخفى من ربه فقد أتى ظلما...
و أن ما انتشر خصوصا بين الملتزمين و أخص منهم من يكلم فتاة معتبرا إياها أخته, يكتشف بعد ذلك و لأن ابليس اللعين يجري منا مجرى الدم.. أنه قد أخطأ عندما وثق في نفسه و نسي أو تناسى آية الزنا التي حث فيها الله على أن لا تقربوا الزنا: و القرب هنا معناه كلما يؤدي إليها ...
فهل من المعقول أن لا تؤجج مكالمة تلفونية بين شاب وفتاة حتى لو كانا ملتزمين عواطف كانا في غنى عنها!
العفة كالزجاج: لا تحتمل الخدش, ويذهب صفاؤها عند أقل لمس...
فلا تساهلوا و لا تناسوا أمرا في ديننا مهما...
و صدق ربي العظيم أن ذكر في محكم التنزيل :
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)سورة الإسراء
مع أطيب المنى- مشروع حراس الفضيلة بشعار أخلاقي أساس حياتي