خالد المصري
السبت 26 يونيو 2010
وبالفعل وجدت مصدر الخبر الأصلي من موقع أمريكي اسمه
" ABC action news "
السبت 26 يونيو 2010
على مدار ثلاثة شهور ونحن لا نلاحق على الأخبار التي تتكلم عن الفضائح الجنسية للقساوسة ، على مدار ثلاثة شهور ولا يكاد يمر يوم واحد إلا وتطالعنا وكالات الأنباء العالمية عن القس الفلاني الذي هتك أعراض الاطفال ، أو الراهب العلاني الذي انتهك جسد فتيات ، من أقصى الأرض إلى أقصاها كل دول أوربا – أمريكا – أغلب دول أمريكا الجنوبية – أستراليا – كندا عشرات دول العالم تفتح ملفات شذوذ القساوسة ، والانتهاكات المرعبة التي يمارسها حامي حمى الدين ، وحامل لواء العقيدة في أطفال أبرياء قصًر لا ذنب لهم سوى أن ذويهم أئتمنوهم عليهم ، فخانوا الأمانات وباعوا الشرف وتعاونوا مع الشياطين في أحط جريمة لا أخلاقية عرفتها البشرية .
لم يفتصر الأمر على الكنائس التي تحولت لبيوت دعارة ، ولكن تعداه كذلك إلى المدارس الكاثوليكية الداخلية ، والأدهى والأمر أنه وصل لملاجيء الأيتام التي تشرف عليها الكنيسة ، تفجرت قضايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال في العالم ، وعلم الجميع أن هالة القداسة التي وضعت على هؤلاء الشياطين سوف يأتي عليها يوم وتندثر ، فقامت ثورة الضحايا في كل العالم ، وظهرت قضايا من ثلاثين وعشرين سنة ، الكل يريد أن ينتقم ، منهم من لا يزال يداوم على طبيب نفسي حتى اليوم من جراء هذه الجرائم التي قطعت زهرة طفولته وداست عليها الأقدام من أجل أن يشبع قس مريض غرائزه الدنيئة .
كما قلت كنا لا نلاحق على الأخبار التي تأتينا من هنا وهناك ، وكنا نترصدها ولو تابعتم شبكة المرصد خلال الثلاثة شهور الماضية ستجدوا ما لا يقل عن أربعين خبراً فقط خاص بانتهاكات جنسية بشعة من قساوسة في حق أطفال .
من عدة أيام نشر خبر في موقع أمريكي " لاحظوا مصدر الخبر – موقع أمريكي " وليس وكالة أنباء أو جريدة ، وهذا الخبر تناقلته المواقع النصرانية المتطرفة بفرحة عارمة ، وكأنهم قد غزوا السعودية .
الخبر يقول " ترحيل إمام مسجد مصري اعتدى على طفل داخل المسجد "
الخبر حقاً مثير يستحق أن نقف عنده ونقرأه بكل تمعن ، وتفاصيل الخبر بقول أن هناك إمام مسجد مصري يعمل في أحد مساجد ولاية فلوريدا قام بالاعتداء على طالب عمره 13 سنة داخل المسجد وبعد صلاة الفجر ، أي أن الإمام بعد أن انتهى من إمامة الناس في صلاة الفجر اعتدى على الطفل داخل المسجد ، وبعدها يقول الخبر أن الشرطة رفضت الإفصاح عن أي معلومات متعلقة بالطفل ، وعلى الرغم من أن الخبر تناقلته كل المواقع النصرانية المتطرفة نقلاً عن هذا الموقع إلا أنه لم يتم تداوله ولا نقله في وسائل الإعلام العالمية المعروفة ، على الرغم من أنه خبر ساخن ويستحق النشر ..
المهم أن الخبر يقول أن السلطات الأمريكية قررت ترحيل هذا الإمام المصري ، وبالنظر إلى صورة الجاني " الإمام المزعوم " وهي أعلى الخبر - نجده شخص عادي شاب في الثلاثينات لا يظهر من شكله أنه إمام أو حتى رجل دين ملتزم .
ولأن قناعتي الشخصية أن الأخبار التي تنقلها المواقع النصرانية والتي تتداولها وسائل الإعلام النصرانية في كل العالم كاذبة حتى يتبين لي العكس ، فقررت أن أبحث عن مصدر الخبر الأصلي ..
وبالفعل وجدت مصدر الخبر الأصلي من موقع أمريكي اسمه
" ABC action news "
وهو موقع يختص بنشر أخبار ولاية فلوريدا فقط ، بالرجوع إلى مصدر الخبر قرأت أشياء جديدة أهمها الآتي :
1 - أن الإمام المزعوم لم يكن إماماً للمسجد أصلاً ، ولكنه كان يؤم الناس في الصلاة في السابق ، وليس كما قالت المواقع النصرانية أنه إمام المسجد .
2 – الخبر يقول أن الصبي ذهب ليحفظ القرآن في المسجد فحدثت عملية الاعتداء الجنسي عليه ، في حين نفس الخبر يقول أن الاعتداء تم في المساء بعد انتهاء كل الصلوات حتى بعد صلاة الفجر ، ومعنى ذلك أن الطفل بات في المسجد من المساء حتى بعد صلاة الفجر ، ولا أعرف كيف يترك أهل الطفل طفلهم في المسجد ليحفظ القرآن في هذا التوقيت الغريب .
3 – في نفس الخبر تصريح لمساعد المدعي العام بالمدينة يقول أنه تم توقيف الإمام المزعوم لحين وصول التقرير الطبي من المستشفى الخاص بحالة الطفل ، وجاء التقرير مخيباً لآمال هؤلاء فقد قال أنه لا يوجد تطابق للحمض الننوي DNA بين الإمام المزعوم وبين الطفل ، وأقر مساعد المدعي أن التحقيقات اطمئنت أن الإمام المزعوم لم يغتصب الطفل أصلاً ولذا قررت الإفراج عنه .
4 – تم الإفراج عن الإمام المزعوم ولكن على ان يتم ترحيله إلى مصر ..
انتهى الخبر في الموقع الأمريكي ، المفروض من الأمانة أن يتم نقل كل هذه المعلومات الخاصة بالقضية .
ما أعرفه وما يعرفه أي إنسان محترم لديه مسحة من ضمير أن يكون أبسط أنواع الأمانة العلمية في النقل أن تنقل بدون تحريف أو تزييف ،
ولكن الناقل لأنه في الأصل شخص موتور ووجد ضالته التي من خلالها سينتقم من المسلمين الذين تناقلوا على مدار ثلاثة شهور أخبار شذوذ القساوسة في كل الدنيا ، وجد أمامه فرصة ذهبية ولا تعوض وهي إمام مسجد يغتصب طفل في المسجد .
خبر في منتهى الروعة ، فحرفوا في الخبر وزيفوا فى الوقائع ، ونقلوا كلاماً مبتوراً حتى يخيل للقاريء أن هناك جريمة قد حدثت ، وأوضحوا أن هذا الشاب هو إمام المسجد ، وأنه اعتدى على طفل بعد صلاة الفجر ، وأن الاعتنداء كان داخل المسجد ، ووقعوا في تناقض رهيب أثناء النقل وبينوا أن السلطات قررت ترحيله .
ولو أنهم فكروا قليلاً في عقوبة الترحيل سيجدوا أن أمريكا من المستحيل أن تعاقبه بالترحيل على تهمة الاغتصاب لأنه ليس أفضل من بعض القساوسة الذين قضوا عشرات السنوات داخل السجون ومنهم من مات دون أن يقضي عقوبته كاملة .
متى تتعامل وسائل الإعلام النصرانية باحترام وأمانة في نقل الأخبار ؟؟!!
أنا صراحةً لا أعرف
تعليق