التقيت منذ حوالي عشر سنوات مع رجل أمريكي مسيحي متدين من إحدى الطوائف المسيحية التي تقدس السبت وتري أن العمل فيه حرام كما يعتقد اليهود، وليس هذا هو الموضوع، الموضوع أن الرجل كان دائم السؤال حول القضايا الدينية الإسلامية بشكل لا يتفق مع تمسكه الشديد بدينه؛ وبالحوار معه فهمت أن السبب في ذلك هو رغبته في أ يتعرف على الـ (Belife System) الخاص بنا نحن المسلمين وهو مصطلح لا يعني الاعتقاد أو العقيدة وإنما يعني حرفياً نظام الاعتقاد أو بتفصيل أكثر الأسلوب الذي على أساسه تم الإيمان بالمعتـَقد وهذا هو مربط الفرس.
فالدين الإسلامي يدخل إلى القلب عن طريق العقل، فأنت تقتنع بصحته وبأنه من عند الله تعالى، فتفتح له قلبك وتصدق حتى ما يصعب تصديقة (كالإسراء والمعراج مثلاً) أما المسيحية بعد ان حُرفت وشُوهت فلم يعد من الممكن قبولها بالعقل، لذلك فإن مدخلهم لإقناع الناس بها لا يمر من طريق العقل ولكن يعتمد أساساً على طرح العقل جانباً وإقناع البسطاء أن إعمال العقل في كلمات الرب خطيئة بل وزندقة تستدعي أن يعاقب عليها "جاليليو" (مثلاً) بالموت.
والغريب أنهم هم فهموا نظام الاعتقاد الخاص بنا، فتجد مبشريهم يحاولون إقناع بسطاء المسلمين بعدم منطقية الإسلام عن طريق إلقاء شبهات تجعل الإسلام يبدو للبسطاء وكأنه متناقض مع نفسه (وهو طرح شديد الصعوبة ولابد أن المساكين يبذلون جهداً هائلاً لإكسابه مظهرا قابلاً للتصديق) بينما لم نبذل نحن الجهد الكافي لفهم نظام الاعتقاد الخاص بهم، ولازلنا نحاول الدخول إليهم من مدخل العقل في حين أنهم رُبو على طرح العقل جانباً عند الحديث في الدين، ولعل هذا هو السبب الأهم في انتشار الإلحاد في بلاد الغرب، لأن كل من يعمل عقله هناك لا يجد أمامه خياراً إلا أن يكفر بالبديل الوحيد المتاح أمامه للتدين، وهذا خطأ آخر من أخطائنا فنحن مقصرون في طرح البديل الإسلامي على هؤلاء - ولكن هذه قضية أخرى.
فالدين الإسلامي يدخل إلى القلب عن طريق العقل، فأنت تقتنع بصحته وبأنه من عند الله تعالى، فتفتح له قلبك وتصدق حتى ما يصعب تصديقة (كالإسراء والمعراج مثلاً) أما المسيحية بعد ان حُرفت وشُوهت فلم يعد من الممكن قبولها بالعقل، لذلك فإن مدخلهم لإقناع الناس بها لا يمر من طريق العقل ولكن يعتمد أساساً على طرح العقل جانباً وإقناع البسطاء أن إعمال العقل في كلمات الرب خطيئة بل وزندقة تستدعي أن يعاقب عليها "جاليليو" (مثلاً) بالموت.
والغريب أنهم هم فهموا نظام الاعتقاد الخاص بنا، فتجد مبشريهم يحاولون إقناع بسطاء المسلمين بعدم منطقية الإسلام عن طريق إلقاء شبهات تجعل الإسلام يبدو للبسطاء وكأنه متناقض مع نفسه (وهو طرح شديد الصعوبة ولابد أن المساكين يبذلون جهداً هائلاً لإكسابه مظهرا قابلاً للتصديق) بينما لم نبذل نحن الجهد الكافي لفهم نظام الاعتقاد الخاص بهم، ولازلنا نحاول الدخول إليهم من مدخل العقل في حين أنهم رُبو على طرح العقل جانباً عند الحديث في الدين، ولعل هذا هو السبب الأهم في انتشار الإلحاد في بلاد الغرب، لأن كل من يعمل عقله هناك لا يجد أمامه خياراً إلا أن يكفر بالبديل الوحيد المتاح أمامه للتدين، وهذا خطأ آخر من أخطائنا فنحن مقصرون في طرح البديل الإسلامي على هؤلاء - ولكن هذه قضية أخرى.