بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بداية الحوادث ولحظة الوجود
إذا كان هناك شىء لا يخلو من الحوادث فان حوادثه يجب أن يكون لها بداية وان قيل كيف ذلك ؟ لان هذا الشىء إذا كان حدوثه حركة فلن يطلق عليه لقب متحرك إلا إذا كان ساكنا ثم تحرك ، وبمعنى اخرالحركة لا يمكن ان تنتج الا عن السكون ، وبالتالى فأن كل الحوادث مهما كان عددها ، يجب أن تكون مسبوقة بالسكون ، أو عدم التغير ، فيكون لدينا من هذا المعنى دليل قاطع وبسيط على ان الحوادث لها بداية ، بدات بالحدث الاول ثم تبعه باقى الحوادث بالترتيب ، ومن الملاحظ ان السكون أو عدم التغير يستحيل أن يكون مسبوق بتحرك أو تغير ، لأنه ببساطة كما اثبتنا سابقا التحرك والتغير يجب يكون مسبوق بالسكون إذن البداية للعالم أو الكون كانت هي السكون المطلق .
التغير الاول والقابلية الدائمة
اذا نظرنا بإمعان للتغير الأول وما قبله وما بعده سوف نجد ان كل الاشياءالموجودة فى الكون سواء كانت واحدة أو متعددة كانت في حالة من السكون المطلق الشامل لعدم التغير ، فاذا تغيرت هذه الموجودات فان هذاالتغير ، يدل على أنها كان لها قابلية دائمة لان تتغير قبل ان تتغير ، هذه القابلية الدائمة للتغير تاخذ بلا شك حكم التغير الفعلي حيث يمكن لها أن لا تجعل هناك مجالا للسكون أو عدم التغير ، وبذلك يمكن أن يتقدم التغير على كل شيء ما عدا شىء واحد فقط هو بالطبع الوجود وبالتالى يمكن ان يحدث التغير بعد الوجود مباشرة دون ان يكون هناك فاصل بينهما لان القابلية الدائمة للتغير تلغى هذه الفواصل بين التغير ولحظة الوجود لأنها قابلية دائمة تاخذ حكم التغير الفعلى ، تبدا من لحظة الوجود وتستمر حتى حدوث التغير الاول ، ولا يمكنك أن تقول إن الموجودات لم يكن لها قابلية للتغير ثم أصبح لها قابلية لذلك لأنها لو لم يكن لها قابلية للتغير أو الحدوث ثم أصبح لها قابلية فان ذلك سوف يعد تغير لانه تحول من عدم قابلية الى قابلية (تغير من حال الى حال) بالاضافة الى ذلك لدينا سؤال يقرر الحقيقة السابقة وهو كيف تكون الموجودات الكونية ليس لها قابلية للتغير وتتغير .... لانه لو لم يكن لها قابلية للتغير فلن تتغير ابدا .... حتى وان لم يكن لها قابلية للتغير وتغيرت فان هذا التغير يدل على القابلية الدائمة لعدم القابلية إن تصبح قابلية ، وإذا كانت بداية الكون هي السكون المطلق فلن يكون هناك امكانية لشىء فى ان يؤثر على شىء اخر لان الكل فى حالة من السكون المطلق التام المفتقر الى من يحركه فلابد أن يكون هناك اذن سبب قائم بذاته من خارج هذا الكون اثر عليه لكي يصبح متغير متحرك او بمعنى اخر (لا يخلوا من الحوادث) والمقصود بالحدوث هو التغير من حال الى حال كالتغير من السكون إلى الحركة يطلق على هذا السبب السبب الاول
ومن كل ما سبق ينتج لنا الاتى :
اولا : حال الموجود ايا كان سوف يبقى كما هو على الحالة التى عليها منذ الازل حتى يحدث التغير الاول لان التغير الاول طبيعيا لم يسبقه اى تغير
ثانيا : ما سوف يسرى على البعض سوف يسرى على الكل اى لواخذنا اى مرحلة من مراحل وجود اى موجود فان ما سوف يسرى علي هذه المرحلة سوف يسرى على كل مراحل الوجود السابقة لهذه المرحلة لهذا الموجود
ثالثا : القابلية للتغير تاخذ حكم التغير الفعلى وبذلك اذا كان الموجود قابل للتغير فسوف نعتبره فى تغير مستمر منذ لحظة وجودة بلا اى فواصل بين لحظة الوجود والتغير الاول ويمكننا ان نراه فى صورة ترس دائم الدوران .
رابعا : السبب الاول يجب ان يكون قائم بذاته والا لاحتاج الى سبب ثانى يمنحه الحركة واحتاج السبب الثانى الى سبب ثالث وهكذا الى مالا نهاية والتسلسل باطل لانه لو استمر التسلسل الى مالا نهاية لن يكون هناك سبب للحوادث ولا يمكن ان تحدث الحوادث بلا سبب فيجب اذن ان تنتهى الاسباب الى سبب اول ليس قبله شىء قائم بذاته يغير ولا يتغير منزه عن الزمان والمكان وعن اى قيد كان او شرط متصف بكل صفات الكمال والجلال والجمال لا يجوز عليه التغير او الفناء خارج عن الكون وليس كمثله شىء (لانه لو كان من جزئيات الكون وتبين ان الكون حادث فان هذا سوف يدل ايضا على حدوثه هو ايضا لانه جزء من الكون وما سرى على الكل يسرى )على الجزء سواء كان له ارادة ام لا
يتبع
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بداية الحوادث ولحظة الوجود
إذا كان هناك شىء لا يخلو من الحوادث فان حوادثه يجب أن يكون لها بداية وان قيل كيف ذلك ؟ لان هذا الشىء إذا كان حدوثه حركة فلن يطلق عليه لقب متحرك إلا إذا كان ساكنا ثم تحرك ، وبمعنى اخرالحركة لا يمكن ان تنتج الا عن السكون ، وبالتالى فأن كل الحوادث مهما كان عددها ، يجب أن تكون مسبوقة بالسكون ، أو عدم التغير ، فيكون لدينا من هذا المعنى دليل قاطع وبسيط على ان الحوادث لها بداية ، بدات بالحدث الاول ثم تبعه باقى الحوادث بالترتيب ، ومن الملاحظ ان السكون أو عدم التغير يستحيل أن يكون مسبوق بتحرك أو تغير ، لأنه ببساطة كما اثبتنا سابقا التحرك والتغير يجب يكون مسبوق بالسكون إذن البداية للعالم أو الكون كانت هي السكون المطلق .
التغير الاول والقابلية الدائمة
اذا نظرنا بإمعان للتغير الأول وما قبله وما بعده سوف نجد ان كل الاشياءالموجودة فى الكون سواء كانت واحدة أو متعددة كانت في حالة من السكون المطلق الشامل لعدم التغير ، فاذا تغيرت هذه الموجودات فان هذاالتغير ، يدل على أنها كان لها قابلية دائمة لان تتغير قبل ان تتغير ، هذه القابلية الدائمة للتغير تاخذ بلا شك حكم التغير الفعلي حيث يمكن لها أن لا تجعل هناك مجالا للسكون أو عدم التغير ، وبذلك يمكن أن يتقدم التغير على كل شيء ما عدا شىء واحد فقط هو بالطبع الوجود وبالتالى يمكن ان يحدث التغير بعد الوجود مباشرة دون ان يكون هناك فاصل بينهما لان القابلية الدائمة للتغير تلغى هذه الفواصل بين التغير ولحظة الوجود لأنها قابلية دائمة تاخذ حكم التغير الفعلى ، تبدا من لحظة الوجود وتستمر حتى حدوث التغير الاول ، ولا يمكنك أن تقول إن الموجودات لم يكن لها قابلية للتغير ثم أصبح لها قابلية لذلك لأنها لو لم يكن لها قابلية للتغير أو الحدوث ثم أصبح لها قابلية فان ذلك سوف يعد تغير لانه تحول من عدم قابلية الى قابلية (تغير من حال الى حال) بالاضافة الى ذلك لدينا سؤال يقرر الحقيقة السابقة وهو كيف تكون الموجودات الكونية ليس لها قابلية للتغير وتتغير .... لانه لو لم يكن لها قابلية للتغير فلن تتغير ابدا .... حتى وان لم يكن لها قابلية للتغير وتغيرت فان هذا التغير يدل على القابلية الدائمة لعدم القابلية إن تصبح قابلية ، وإذا كانت بداية الكون هي السكون المطلق فلن يكون هناك امكانية لشىء فى ان يؤثر على شىء اخر لان الكل فى حالة من السكون المطلق التام المفتقر الى من يحركه فلابد أن يكون هناك اذن سبب قائم بذاته من خارج هذا الكون اثر عليه لكي يصبح متغير متحرك او بمعنى اخر (لا يخلوا من الحوادث) والمقصود بالحدوث هو التغير من حال الى حال كالتغير من السكون إلى الحركة يطلق على هذا السبب السبب الاول
ومن كل ما سبق ينتج لنا الاتى :
اولا : حال الموجود ايا كان سوف يبقى كما هو على الحالة التى عليها منذ الازل حتى يحدث التغير الاول لان التغير الاول طبيعيا لم يسبقه اى تغير
ثانيا : ما سوف يسرى على البعض سوف يسرى على الكل اى لواخذنا اى مرحلة من مراحل وجود اى موجود فان ما سوف يسرى علي هذه المرحلة سوف يسرى على كل مراحل الوجود السابقة لهذه المرحلة لهذا الموجود
ثالثا : القابلية للتغير تاخذ حكم التغير الفعلى وبذلك اذا كان الموجود قابل للتغير فسوف نعتبره فى تغير مستمر منذ لحظة وجودة بلا اى فواصل بين لحظة الوجود والتغير الاول ويمكننا ان نراه فى صورة ترس دائم الدوران .
رابعا : السبب الاول يجب ان يكون قائم بذاته والا لاحتاج الى سبب ثانى يمنحه الحركة واحتاج السبب الثانى الى سبب ثالث وهكذا الى مالا نهاية والتسلسل باطل لانه لو استمر التسلسل الى مالا نهاية لن يكون هناك سبب للحوادث ولا يمكن ان تحدث الحوادث بلا سبب فيجب اذن ان تنتهى الاسباب الى سبب اول ليس قبله شىء قائم بذاته يغير ولا يتغير منزه عن الزمان والمكان وعن اى قيد كان او شرط متصف بكل صفات الكمال والجلال والجمال لا يجوز عليه التغير او الفناء خارج عن الكون وليس كمثله شىء (لانه لو كان من جزئيات الكون وتبين ان الكون حادث فان هذا سوف يدل ايضا على حدوثه هو ايضا لانه جزء من الكون وما سرى على الكل يسرى )على الجزء سواء كان له ارادة ام لا
يتبع
تعليق