كيف أحقق التوحيد ، وما هو الجزاء الموعود ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

معارج القبول دينى الاسلام اكتشف المزيد حول معارج القبول
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • معارج القبول
    8- عضو همام
    عضو مجموعة الأخوات

    • 29 أكت, 2009
    • 1384
    • التعليم
    • دينى الاسلام

    كيف أحقق التوحيد ، وما هو الجزاء الموعود ؟



    كيف أحقق التوحيد ، وما هو الجزاء الموعود ؟

    كيف يمكن للعبد أن يحقق التوحيد لله تعالى ؟


    أحكام الأضحية
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
    فقد سألتَ ـ وفقك الله ـ عن أمر عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، نسأل الله أن ييسر لنا ولإخواننا المسلمين كل خير .
    اعلم أن تحقيق التوحيد إنما يكون بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمداً رسول الله وهذا التحقيق له درجتان : ( درجة واجبة ، ودرجة مستحبة )
    فالدرجة الواجبة تتحقق بثلاثة أمور :
    1) ترك الشرك بجميع أنواعه الأكبر والأصغر والخفي .
    2) ترك البدع بأنواعها .
    3) ترك المعاصي بأنواعها .
    والدرجة المستحبة وهي التي يتفاضل فيها الناس ويتفاوتون تفاوتاً عظيماً وهي : أن لا يكون في القلب شيء من التوجه لغير الله أو التعلق بسواه ؛ فيكون القلب متوجهاً بكليته إلى الله ليس فيه التفات لسواه ، نطقه لله ، و فعله وعمله لله ، بل وحركة قلبه لله جل جلاله ، وهذه الدرجة يعبر بعض أهل العلم عنها بأنها :
    ترك ما لا بأس به حذراً مما به بأس ، وذلك يشمل أعمال القلوب واللسان والجوارح .
    ولابد لتحقيق هاتين الدرجتين من أمور :

    أولها : العلم ، وإلا فكيف يحقق التوحيد ويعمل به من لا يعرفه ويفهمه ، فواجب على كل مكلف أن يتعلم من توحيد الله ما يُصَحِّحُ به معتقده وقوله وعمله ، ثم ما زاد فهو فضلٌ وخيرٌ.
    ثانيها : التصديق الجازم واليقين الراسخ بما ورد عن الله وعن نبيه صلى الله عليه وسلم من أخبار ، وأقوال .
    ثالثها : الانقياد والامتثال لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بفعل المأمورات ، و ترك المحظورات والمنهيات .

    وكلما كان الإنسان أكثر تحقيقاً لهذه الأمور كان توحيده أعظم وثوابه أكبر .
    وقد بين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن من حقق الدرجة العليا من التوحيد فهو موعود بأن يكون مع السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ـ نسأل الله من فضله ـ
    ففي صحيح البخاري (5705) ومسلم (220) عن ابْنُ عَبَّاسٍ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي فَقِيلَ لِي هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْمُهُ وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ لايَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ولا يكتوون وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ أَنْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "

    قوله : ( لَا يَسْتَرْقُونَ ) أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم .وإن كان طلب الرقية جائزاً لكنه خلاف الأولى والأفضل .
    وقوله :( وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ) أي لا يقعون في التشاؤم بالطير أو بغيرها مما يتشاءم منه الناس فيتركون بعض ما عزموا على فعله بسبب هذا التشاؤم .والتشاؤم محرم وهو من الشرك الأصغر .
    وقوله :(وَلَا يَكْتَوُونَ ) فيتركون الاكتواء بالنار في علاج أمراضهم ولو ثبت لهم نفعه لكراهة النبي صلى الله عليه وسلم له . ولأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار .
    فالصفة المشتركة في هذه الصفات الثلاثة أن أصحابها ( على ربهم يتوكلون ) أي حققوا أكمل درجات التوكل وأعلاها ، فلم يعد في قلوبهم أدنى التفات للأسباب ، ولا تعلق بها بل تعلقهم بربهم وحده سبحانه .
    والتوكل هو جماع الإيمان كما قال سعيد بن حبيب ، بل هو الغاية القصوى كما يقول وهب بن منبه رحمه الله .
    وتجد في السؤال رقم ( 4203 ) مزيدا من الكلام على هذا الحديث فراجعه لأهميته . والله أعلم وأحكم .

    وبعد : فليس تحقيق التوحيد بالتمني ،ولا بالتحلي ، ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ، وإنما بما وقر في القلوب من عقائد الإيمان ، وحقائق الإحسان؛ وصدقته الأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة الجليلة . فعلى المسلم أن يبادر لحظات العمر ، ويسابق ساعات الزمن في المبادرة إلى الخيرات ، والمنافسة في الطاعات ، وليستهون الصعب ، وليستلذ الألم ، فإن سلعة الله غالية . إن سلعة الله الجنة .
    ينظر ( القول السديد على مقاصد كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ20-23 )
    والله أعلم


    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة معارج القبول; 15 يون, 2010, 09:09 ص.


    لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم
  • متأمل
    3- عضو نشيط
    • 1 أبر, 2009
    • 389
    • أى عمل شريف
    • مسلم

    #2
    جزاك الله خير أختى الفاضلة

    وهذه بحث شامل ورائع عن التوحيد للدكتور سعيد بن على بن وهف القحطانى












    هذه رسالة مختصرة في: "نور التوحيد وظلمات الشرك"،

    بيّنت فيها: مفهوم التوحيد، وأدلته، وأنواعه، وثمراته،


    ومفهوم الشرك، وأدلة إبطاله، والشفاعة: المنفية، والمثبتة،


    وأسباب ووسائل الشرك، وأنواعه، وأقسامه،

    وأضراره وآثاره.




    ولا شك أن التوحيد نور يوفق الله له من يشاء من عباده،

    والشرك ظلمات بعضها فوق بعض يُزيَّن للكافرين



    قال الله عز وجل:

    {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ

    وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ

    كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا

    كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}([1]



    وقد بيّن الله عز وجل أنه أنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم

    الآيات الواضحات والدلائل الباهرات،

    وأعظمها القرآن الكريم؛

    ليخرج الناس بإرسال الرسول صلّى الله عليه وسلّم

    وبما أنزل عليه من الكتاب والحكمة:


    من ظلمات الضلالة والشرك، والجهل،

    إلى نور الإيمان والتوحيد، والعلم والهدى،


    قال سبحانه:


    {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ

    لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

    وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}([2]).



    وقد قسمت البحث إلى مبحثين،

    وتحت كل مبحث مطالب على النحو الآتي:



    المبحث الأول: نور التوحيد:


    المطلب الأول: مفهوم التوحيد.

    المطلب الثاني: البراهين في إثبات التوحيد.

    المطلب الثالث: أنواع التوحيد.

    المطلب الرابع: ثمرات التوحيد وفوائده.



    المبحث الثاني: ظلمات الشرك:


    المطلب الأول: مفهوم الشرك.

    المطلب الثاني: أدلة إبطال الشرك.

    المطلب الثالث: الشفاعة المنفية والمثبتة.

    المطلب الرابع: مسبغ النعم المستحق للعبادة.

    المطلب الخامس: أسباب ووسائل الشرك.

    المطلب السادس: أنواع الشرك وأقسامه.

    المطلب السابع: أضرار الشرك وآثاره.



    والله سبحانه أسأل باسمه الأعظم الذي إذا سُئِلَ به أعطى

    أن يجعل هذا العمل القليل مباركًا خالصًا لوجهه الكريم،

    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي،

    وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛

    فإنه عز وجل خير مسؤول، وأكرم مأمول،


    وهو حسبنا ونعم الوكيل،

    والحمد لله رب العالمين،


    والصلاة و السلام على عبده ورسوله الأمين،

    نبينا محمد وعلى آله وأصحابه

    ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.




    _________


    د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني



    ************************

    ([1]) سورة الأنعام، الآية: 122.

    ([2]) سورة الحديد، الآية:


    تعليق

    • متأمل
      3- عضو نشيط
      • 1 أبر, 2009
      • 389
      • أى عمل شريف
      • مسلم

      #3





      المبحث الأول:

      نور التوحيد




      المطلب الأول: مفهوم التوحيد:




      التوحيد المطلق: هو:



      العلم والاعتراف المقرون بالاعتقاد الجازم،



      بتفرد الله عزَّ وجلَّ بالأسماء الحسنى،



      وتوحده بصفات الكمال، والعظمة والجلال،



      وإفراده وحده بالعبادة([1])،




      قال سبحانه وتعالى:



      {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ



      لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}([2])





      قال العلامة السعدي رحمه الله:



      "أي متوحد منفرد في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله،



      فليس له شريك: في ذاته، ولا سمي له ولا كفء،



      ولا مثل، ولا نظير، ولا خالق ولا مدبر غيره؛



      فإذا كان كذلك فهو المستحق،



      لأن يؤله ويعبد بجميع أنواع العبادة،



      ولا يشرك به أحد من خلقه"([3]).




      ************************

      ([1]) انظر: القول السديد في مقاصد التوحيد، للسعدي، ص18.

      ([2]) سورة البقرة، الآية: 163.

      ([3]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص60.



      تعليق

      • متأمل
        3- عضو نشيط
        • 1 أبر, 2009
        • 389
        • أى عمل شريف
        • مسلم

        #4





        المطلب الثاني:

        البراهين الساطعات في إثبات التوحيد:



        البراهين الساطعات، والبينات الواضحات

        في كتاب الله عز وجل،

        وفي سنة النبي صلّى الله عليه وسلّم

        على إثبات التوحيد كثيرة لا تحصر،


        ولكن منها على سبيل المثال ما يأتي:




        1 ـ قال الله عز وجل:


        {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ،

        مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ

        وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ،

        إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}([1])



        والمعنى: ما خلقت الجن والإنس إلا ليوحدون([2]).




        2 ـ وقال سبحانه وتعالى:


        {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً

        أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ

        فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ

        وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ}([3])



        يخبر الله عزَّ وجلَّ

        أن حجته قامت على جميع الأمم،

        وأنه ما من أمة متقدمة، أو متأخرة

        إلا وبعث الله فيها رسولاً،


        وكلهم متفقون على دعوة واحدة، ودين واحد،

        وهو: عبادة الله وحده لا شريك له،


        فانقسمت الأمم

        بحسب استجابتها لدعوة الرسل قسمين


        {فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ} فاتبعوا المرسلين،


        {وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} فاتبع سبيل الغي([4]).




        3 ـ وقال عزَّ وجلَّ:


        {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ

        إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}([5])



        فكل الرسل عليهم الصلاة والسلام

        قبل النبي صلّى الله عليه وسلّم:


        زبدة رسالتهم وأصلها،

        الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له،

        وبيان أنه الإله الحق المعبود،

        وأن عبادة ما سواه باطلة([6]


        ولهذا قال الله عز وجل:


        {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ

        إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}([7]).



        ************************

        ([1]) سورة الذاريات، الآيات: 56 – 58.

        ([2]) الجامع لأحكام القرآن الكريم، للقرطبي، 17/57.

        ([3]) سورة النحل، الآية: 36.

        ([4]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص393.

        ([5]) سورة الأنبياء، الآية: 25.

        ([6]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 18/427،
        تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص470.

        ([7]) سورة الزخرف، الآية: 45

        تعليق

        • متأمل
          3- عضو نشيط
          • 1 أبر, 2009
          • 389
          • أى عمل شريف
          • مسلم

          #5
          4 ـ وقال الله سبحانه وتعالى:



          {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ


          وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}([1])



          فالله عزَّ وجلَّ قضى، ووصَّى، وحكم، وأمر بالتوحيد



          فقال {وَقَضَى رَبُّكَ}


          قضاءً دينيًا، وأمرًا شرعيًّا،



          {أَلاَّ تَعْبُدُواْ}


          أحدًا: من أهل الأرض والسماوات، الأحياء، والأموات،



          {إِلاَّ إِيَّاهُ}


          لأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد([2]).





          5 ـ والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقولون لأممهم



          {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}([3])



          والمعنى اعبدوا الله وحده؛



          لأنه الخالق الرازق، المدبر لجميع الأمور،



          وما سواه مخلوق مُدبَّر ليس له من الأمر شيء([4]).




          6 ـ وقال سبحانه وتعالى:



          {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}([5]).




          7 ـ وقال سبحانه وتعالى:



          {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي


          لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ


          وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}([6])




          أمر الله عزَّ وجلَّ نبيه محمدًا صلّى الله عليه وسلّم



          أن يقول للمشركين:



          إن صلاتي وذبحي، وحياتي وما آتيه فيها،


          وما يجريه الله عليَّ



          وما يقدر علي في الجميع لله رب العالمين،


          لا شريك له في العبادة،


          كما أنه لا شريك له في الملك والتدبير،



          وبذلك أمرني ربي،


          وأنا أول من أقرَّ، وأذعن،


          وخضع من هذه الأمة لربه([7]).




          ************************

          ([1]) سورة الإسراء، الآية: 23.

          ([2]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 17/413،
          وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 3/34،
          وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص407.

          ([3]) سورة الأعراف، الآية: 59، 65.

          ([4]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص255.

          ([5]) سورة البينة، الآية: 5.

          ([6]) سورة الأنعام، الآيتان: 162 – 163.

          ([7]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 12/283،
          وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص245

          تعليق

          • متأمل
            3- عضو نشيط
            • 1 أبر, 2009
            • 389
            • أى عمل شريف
            • مسلم

            #6
            ـ وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه

            أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال له:



            “يا معاذ هل تدري ما حق الله على عباده”؟


            قال: قلت: الله ورسوله أعلم.


            قال:

            “حق الله على عباده أن يعبدوه

            ولا يشركوا به شيئًا”



            ثم سار ساعة ثم قال:


            “يا معاذ،

            هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه”



            قلت: الله ورسوله أعلم.

            قال:


            حق العباد على الله

            أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا”([1]




            وهذا الحديث العظيم يبيّن أن حق الله على عباده


            أن يعبدوه وحده لا شريك له بما شرعه لهم من العبادات،


            ولا يشركوا معه غيره،



            وأن حق العباد على الله عز وجل أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا،



            ولا شك أن حق العباد على الله:


            هو ما وعدهم به من الثواب،


            فحق ذلك ووجب بحكم وعده الصدق، وقوله الحق،


            الذي لا يجوز عليه الكذب في الخبر، ولا الخلف في الوعد،


            فهو حق جعله الله سبحانه على نفسه، تفضلاً وكرمًا،


            فهو سبحانه الذي أوجب على نفسه حقًّا لعباده المؤمنين،


            كما حرم الظلم على نفسه،


            لم يوجب ذلك مخلوق عليه، ولا يقاس بمخلوقاته،


            بل هو بحكم رحمته، وعدله، كتب على نفسه الرحمة،


            وحرم على نفسه الظلم([2]).




            9 ـ وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه،


            يرفعه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم:


            “.. فإن الله حرم على النار من قال:

            لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله”([3]).



            ************************

            ([1]) متفق عليه: البخاري، كتاب اللباس، باب إرداف الرجل خلف الرجل، 7/89، برقم 5967،
            ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة، قطعًا، 1/58، برقم 30،
            واللفظ للبخاري برقم 2856، ورقم 6500.

            ([2]) انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 1/203،
            وشرح النووي على صحيح مسلم، 1/345 ومجموع فتاوى ابن تيمية، 1/213.

            ([3]) متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، 1/125، برقم 425،
            ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، 1/455، برقم 33.

            تعليق

            • متأمل
              3- عضو نشيط
              • 1 أبر, 2009
              • 389
              • أى عمل شريف
              • مسلم

              #7






              المطلب الثالث: أنواع التوحيد:



              الله سبحانه وتعالى:

              هو ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين،

              فإفراده تعالى وحده بالعبادة كلها

              وإخلاص الدين كله لله هذا هو توحيد الألوهية:


              وهو معنى "لا إله إلا الله"

              وهذا التوحيد يتضمن جميع أنواع التوحيد([1])

              ويستلزمها؛ فإن التوحيد نوعان:



              1 ـ التوحيد الخبري العلمي الاعتقادي([2]):


              وهو توحيد في المعرفة والإثبات،

              وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات،

              وهو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى،

              وصفاته، وأفعاله، وأسمائه،

              وتكلمه بكتبه لمن شاء من عباده،

              وإثبات عموم قضائه، وقدره، وحكمته،

              وتنـزيهه عما لا يليق به.



              2 ـ التوحيد الطلبي القصدي الإرادي:


              وهو توحيد في الطلب والقصد:

              وهو توحيد الإلهية أو العبادة([3]).




              وتكون أنواع التوحيد على التفصيل

              ثلاثة أنواع على النحو الآتي:



              النوع الأول: توحيد الربوبية وهو:


              الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو الرب المتفرد بالخلق،

              والملك، والرزق، والتدبير،

              الذي ربّى جميع خلقه بالنعم،

              وربى خواص خلقه

              وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم المخلصين

              بالعقائد الصحيحة والأخلاق الجميلة،

              والعلوم النافعة، والأعمال الصالحة،

              وهذه التربية النافعة للقلوب والأرواح

              المثمرة لسعادة الدنيا والآخرة.




              النوع الثاني: توحيد الأسماء والصفات:


              وهو الاعتقاد الجازم بأن الله

              هو المنفرد بالكمال المطلق من جميع الوجوه،

              وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه

              أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم

              من جميع الأسماء والصفات،


              ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة

              على الوجه اللائق بعظمته وجلاله

              من غير نفي لشيء منها، ولا تعطيل،

              ولا تحريف، ولا تمثيل، ولا تكييف.


              ونفي ما نفاه عن نفسه

              أو نفاه عنه رسوله صلّى الله عليه وسلّم من النقائص والعيوب

              وعن كل ما ينافي كماله.



              وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات

              قد وضحه الله في كتابه كما في أول سورة الحديد،

              وسورة طه، وآخر سورة الحشر،

              وأول سورة آل عمران، وسورة الإخلاص بكاملها،

              وغير ذلك([4]).


              ************************

              ([1]) انظر: تيسير العزيز الحميد، للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، ص74،
              والقول السديد، للسعدي، ص17،
              وبيان حقيقة التوحيد، للشيخ صالح الفوزان، ص20.

              ([2]) انظر: مدارج السالكين، لابن القيم، 3/449.

              ([3]) انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، لابن القيم 2/94 ،
              ومعارج القبول، لحافظ حكمي 1/98،
              و فتح المجيد ،لعبد الرحمن بن حسن ،ص 17 .

              ([4]) انظر: فتح المجيد، ص17،
              والقول السديد في مقاصد التوحيد لعبد الرحمن السعدي، ص14-17،
              ومعارج القبول، 1/99.

              تعليق

              • متأمل
                3- عضو نشيط
                • 1 أبر, 2009
                • 389
                • أى عمل شريف
                • مسلم

                #8
                النوع الثالث: توحيد الإلهية،


                ويقال له: توحيد العبادة،





                وهو الاعتقاد الجازم – مع العلم والعمل والاعتراف –



                بأن الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين،



                وإفراده وحده بالعبادة كلها،



                وإخلاص الدين كله لله،



                وهو يستلزم توحيد الربوبية،



                وتوحيد الأسماء والصفات ويتضمنهما؛




                لأن الألوهية التي هي صفة تعم أوصاف الكمال،



                وجميع أوصاف الربوبية والعظمة؛



                فإنه المألوه المعبود لما له من أوصاف العظمة والجلال،



                ولما أسداه إلى خلقه من الفواضل والإفضال،



                فتوحده سبحانه بصفات الكمال وتفرده بالربوبية،



                يلزم منه أن لا يستحق العبادة أحد سواه.





                وتوحيد الألوهية هو مقصود دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام



                من أولهم إلى آخرهم.



                وهذا النوع قد تضمنته



                سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}



                و{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ



                أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا



                وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ



                فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}([1])،



                وأول سورة السجدة وآخرها،


                وأول سورة غافر ووسطها وآخرها،


                وأول سورة الأعراف وآخرها،


                وغالب سور القرآن.





                وكل سور القرآن قد تضمنت أنواع التوحيد،



                فالقرآن كله من أوله إلى آخره في تقرير أنواع التوحيد؛


                لأن القرآن كله إما خبر عن الله وأسمائه،


                وصفاته، وأفعاله، وأقواله،



                فهذا هو التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي:


                "توحيد الربوبية والأسماء والصفات"،




                وإما دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له


                وخلع ما يُعبد من دونه،


                وهذا هو التوحيد الإرادي الطلبي –"توحيد الألوهية"-.




                وإما أمر ونهي وإلزام بطاعة الله،


                وذلك من حقوق التوحيد ومكملاته،



                وإما خبر عن إكرام أهل التوحيد


                وما فعل بهم في الدنيا من النصر والتأييد،


                وما يكرمهم به في الآخرة،


                وهو جزاء توحيده سبحانه،




                وإما خبر عن أهل الشرك


                وما فعل بهم في الدنيا من النكال


                وما يحل بهم في الآخرة من العذاب


                فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد،



                فالقرآن كله في التوحيد، وحقوقه، وجزائه،


                وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم([2]).



                ************************

                ([1]) سورة آل عمران، الآية: 64.

                ([2]) انظر: مدارج السالكين، لابن القيم، 3/450، وفتح المجيد، ص17-18،
                والقول السديد، ص16، ومعارج القبول، 1/98.


                ****

                تعليق

                • متأمل
                  3- عضو نشيط
                  • 1 أبر, 2009
                  • 389
                  • أى عمل شريف
                  • مسلم

                  #9






                  المطلب الرابع:

                  ثمرات التوحيد وفوائده:



                  التوحيد له فضائل عظيمة، وآثار حميدة،

                  ونتائج جميلة، ومن ذلك ما يأتي:



                  1 ـ خير الدنيا والآخرة من فضائل التوحيد وثمراته.


                  2 ـ التوحيد هو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة،


                  يدفع الله به العقوبات في الدارين،


                  ويبسط به النعم والخيرات.



                  3 ـ التوحيد الخالص يثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة،

                  قال الله عز وجل:


                  {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ

                  أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}([1]).



                  4 ـ يحصل لصاحبه الهدى الكامل،


                  والتوفيق لكل أجر وغنيمة.



                  5 ـ يغفر الله بالتوحيد الذنوب ويكفر به السيئات،


                  ففي الحديث القدسي عن أنس رضي الله عنه يرفعه:


                  يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا

                  ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا

                  لأتيتك بقرابها مغفرة”([2]).



                  6 ـ يدخل الله به الجنة،

                  فعن عبادة رضي الله عنه قال:

                  قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:


                  من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

                  وأن محمدًا عبده ورسوله،

                  وأن عيسى عبد الله ورسوله

                  وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،

                  وأن الجنة حق، وأن النار حق،

                  أدخله الله الجنة على ما كان من العمل”([3]



                  وفي حديث جابر بن عبد الله

                  عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:


                  من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة”([4]).



                  7 ـ التوحيد يمنع دخول النار بالكلية إذا كمل في القلب،


                  ففي حديث عتبان رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:


                  ... فإن الله حرم على النار من قال:

                  لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله”([5]).



                  8 ـ يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه

                  أدنى حبة من خردل من إيمان([6]).


                  9 ـ التوحيد هو السبب الأعظم في نيل رضا الله وثوابه،

                  وأسعد الناس بشفاعة محمد صلّى الله عليه وسلّم:


                  من قال لا إله إلا الله

                  خالصًا من قلبه أو نفسه”([7]).



                  10 ـ جميع الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة

                  متوقفة في قبولها وفي كمالها،

                  وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد،

                  فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله

                  كملت هذه الأمور وتمت.



                  11 ـ يُسَهِّل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات،

                  ويسلِّيه عن المصائب،

                  فالموحد المخلص لله في توحيده تخف عليه الطاعات؛

                  لِمَا يرجو من ثواب ربه ورضوانه،

                  ويهوِّن عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي؛

                  لِمَا يخشى من سخط الله وعقابه.



                  12 ـ التوحيد إذا كمل في القلب

                  حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه،

                  وكرَّه إليه الكفر والفسوق والعصيان،

                  وجعله من الراشدين.



                  13 ـ التوحيد يخفف عن العبد المكاره،

                  ويهوِّن عليه الآلام،

                  فبحسب كمال التوحيد في قلب العبد

                  يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة،

                  وتسليمٍ ورضًا بأقدار الله المؤلمة،

                  وهو من أعظم أسباب انشراح الصدر.



                  14 ـ يحرِّر العبد من رِقّ المخلوقين والتعلُّقِ بهم،

                  وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم،

                  وهذا هو العزُّ الحقيقي، والشرف العالي،


                  ويكون مع ذلك متعبدًا لله لا يرجو سواه،

                  ولا يخشى إلا إيَّاه،

                  وبذلك يتمُّ فلاحه، ويتحقق نجاحه.



                  15 ـ التوحيد إذا كمل في القلب،

                  وتحقَّق تحققًا كاملاً بالإخلاص التام

                  فإنه يصير القليل من عمل العبد كثيرًا،

                  وتضاعف أعماله وأقواله الطيبة

                  بغير حصر، ولا حساب.



                  16 ـ تكفَّل الله لأهل التوحيد بالفتح، والنصر في الدنيا،

                  والعز والشرف، وحصول الهداية، والتيسير لليسرى،

                  وإصلاح الأحوال، والتسديد في الأقوال والأفعال.



                  17 ـ الله عز وجل يدافع عن الموحدين أهل الإيمان

                  شرور الدنيا والآخرة،

                  ويمنُّ عليهم بالحياة الطيبة،

                  والطمأنينة إليه، والأُنس بذكره.



                  قال العلامة السعدي رحمه الله:


                  "وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة

                  كثيرة معروفة، والله أعلم"([8]).



                  وقال ابن تيمية رحمه الله:


                  "وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى،

                  والتقرب إليه بما يحبه،

                  ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه،

                  وهذا حقيقة لا إله إلا الله"([9]).


                  ************************

                  ([1]) سورة الأنعام، الآية: 82.

                  ([2]) الترمذي، كتاب الدعوات، باب فضل التوبة والاستغفار، 5/548، برقم 3540،
                  وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/176، وسلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 127، 128.

                  ([3]) متفق عليه: البخاري، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ} 4/168، برقم 3252،
                  ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، 1/57، برقم 28.

                  ([4]) مسلم، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، 1/94 برقم 93.

                  ([5]) متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، 1/126، برقم 425،
                  ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، 1/455-456، برقم 33.

                  ([6]) انظر: صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، برقم 7410،
                  وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، 1/170، برقم 183، ورقم 193.

                  ([7]) البخاري، كتاب العلم، باب الحرص على الحديث، 1/38، برقم 99.

                  ([8]) القول السديد في مقاصد التوحيد ص25.

                  ([9]) مجموع الفتاوى، 28/32.

                  تعليق

                  • متأمل
                    3- عضو نشيط
                    • 1 أبر, 2009
                    • 389
                    • أى عمل شريف
                    • مسلم

                    #10
                    وجزاكم الله خير

                    تعليق

                    • سدرة
                      10- عضو متميز
                      عضو مجموعة الأخوات

                      حارس من حراس العقيدة
                      • 28 ينا, 2013
                      • 1791
                      • مسلمه

                      #11
                      رد: كيف أحقق التوحيد ، وما هو الجزاء الموعود ؟

                      جزاكم الله خيرا
                      لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

                      حكمة هذا اليوم والذي بعده :
                      قل خيرًا او اصمت



                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      ابتدأ بواسطة العبادي محمد, 29 ماي, 2015, 03:27 م
                      ردود 10
                      2,323 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة محب المصطفى
                      بواسطة محب المصطفى
                      ابتدأ بواسطة معارج القبول, 27 ديس, 2010, 11:06 ص
                      ردود 16
                      10,505 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة عاشق طيبة
                      بواسطة عاشق طيبة
                      ابتدأ بواسطة ابنة صلاح الدين, 14 أبر, 2010, 09:38 م
                      ردود 108
                      32,292 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة محب المصطفى
                      بواسطة محب المصطفى
                      ابتدأ بواسطة محب المصطفى, 5 أكت, 2007, 03:21 ص
                      ردود 4
                      4,927 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة محب المصطفى
                      بواسطة محب المصطفى
                      يعمل...