مناظرة مع القس عبد المسيح بسيط حول كاتب إنجيل يوحنا

تقليص

عن الكاتب

تقليص

العميد مسلم اكتشف المزيد حول العميد
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيف الكلمة
    إدارة المنتدى

    • 13 يون, 2006
    • 6036
    • مسلم

    #16
    أكمل أستاذنا العميد
    بارك الله لك فى الدارين
    ننتظر رد القس
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق

    • العميد
      مشرف عام

      • 4 فبر, 2007
      • 82
      • مسلم

      #17
      جزاكم الله خيرًا

      تعليق

      • العميد
        مشرف عام

        • 4 فبر, 2007
        • 82
        • مسلم

        #18

        مداخلة للعميد
        - 04-19-2004 06:44 pm


        لا أدري ما هو سبب غياب الزميل الراعي وانقطاعه عن اكمال الموضوع ؟؟؟
        نأمل أن يكون السبب خيرًا.
        أتـمنى من الزملاء المسيحيين الجادين الراغبين في إكمال الموضوع أن يشتركوا معنا في النقاش .

        والسؤال هو :
        من هو كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟
        وطبعاً نريد الجواب بالأدلة والبراهين القاطعة وليس بالظنون والتخرصات التي لا تغني من الحق شيئًا.


        تحيـــــــــــاتي

        العميد

        تعليق

        • العميد
          مشرف عام

          • 4 فبر, 2007
          • 82
          • مسلم

          #19


          مداخلة ابن العرب
          - 04-24-2004 12:34 pm

          تحية طيبة للجميع،
          أقدم إليكم مختصر لدراسة حول هذا الموضوع الذي يبحث في شخصية كاتب إنجيل يوحنا.

          أولا: الكاتب كان يهودي
          أ. نجد من خلال قراءتنا للإنجيل بأن الكاتب على معرفة وثيقة بالعهد القديم فهو يقتبس منه بصورة لا يضاهيه فيها إلا إنجيل متى المعروف بأنه إنجيل يهودي. بل إن هنالك مواضع يقتبس فيها كاتب إنجيل يوحنا من الأصل العبري مباشرة لا من الترجمة السبعينية اليونانية. راجع على سبيل المثال 13، 18 مقتبسة من المزمور 41، و19: 37 المقتبسة من زكريا 12: 10.

          ب. هو على معرفة جيدة بأعياد اليهود. فهو الوحيد الذي يذكر أن يسوع حضر ثلاثة أعياد. وقد استخدمها كعلامات لكي يقسم بين أجزاء روايته. وهو الوحيد الذي ينفرد بذكر أعياد أخرى يهودية. مثل الاحتفال بإعادة تكريس الهيكل بعد تدنيس أنطيوخوس أبيفانس له.

          ج. الإنجيل يتميز بذكر عادات يهودية مثل الاغتسال (2: 5)، والفرق بين عادة اليهود وعادة تلاميذ يوحنا المعمدان (3: 25)، صعود اليهود إلى القدس قبل الفصح بأيام وذلك لضرورة الاغتسال والتطهير (6: 55)، تجنب دخول دار الحاكم لكي لا يتنجسوا قبيل العيد (18: 28)، معرفته بالعقلية اليهودية القائلة بالربط بين الخطيئة والعاهات الجسدية مثل حادثة المولود أعمى (9: 2 و 7: 15).

          وغيرها الكثير.

          ثانيا: الكاتب يهودي من فلسطين
          معرفته الأكيدة بتفاصيل دقيقة مثل معرفته لقرية "قانا الجليل" التي لم يرد لها ذكر في أي كتاب آخر (2: 1، 11؛ 4: 46). "بيت صيدا" موطئ رأس بطرس وفيليب وأندراوس (1: 4). "بيت عنيا عبر الأردن" (1: 28). يعرف المسافة الدقيقة بين القدس وبين بيت عنيا (11: 18)، يعرف مدينة "إفرائيم" قرب البرية (11: 54)، و"عَيْنون، بِالقُرْبِ مِن سالِيم" (3، 23). وغيرها الكثير.

          ثالثا: الكاتب يهودي من القرن الأول
          هذا الأمر ليس بالصعب معرفته واكتشافه. فاهتمامات ابن فترة زمنية معينة تحددها طبيعة تلك الفترة والظروف السائدة فيها. بل قد تختلف المواضيع والاهتمامات أحيانا خلال حياة الإنسان الواحد. يكفي كمثال على ذلك إجراء مقارنة بين رسائل بولس الرسول ألأولى وتلك المتأخرة. فأولى رسائله سادها الخلاف القائم على هل يتم التبرير بالأعمال أم بدونها. وهو امر لا نجد له أثرا في رسائله المتأخرة.

          بناء على هذه النظرية، سنجد أن اهتمام إنجيل يوحنا والمسائل التي يتعرض لها تعود للقرن الأول الميلادي لا الثاني.

          فالفكرة المسيحية السائدة في الإنجيل ليست تلك التي سادت بعد ظهور هرطقة الغنوصية بل تلك التي سادت قبل دمار الهيكل. فرد الفعل إزاء معجزة إطعام الجمهور بالقليل من الخبز، كان أن الجماهير أرادت تتويج يسوع ملكا مسيحا ليقيم لهم ملكوت داؤود الأرضي ويطرد الرومان. أما يسوع فقد انسحب من بينهم ورفض القيام بذلك. رفضه إقامة "مملكة في هذا العالم" هو الأمر الذي جعل اليهود يستصعبون قبوله كمسيح حيث أنه أظهر قدرة على الوعظ وعلى الشفاء ولكنه غير قادر على إقامة مملكة ومجدا كما يرغبون. حكام اليهود وقادتهم قدّموا يسوع بأنه عدو لقيصر ويريد أن يؤسس مملكة، بينما يوحنا أظهر بوضوح أن بيلاطس لم يقتنع بدعواهم ولم يكن معنيا بالحكم على يسوع بصفته ثائر على سلطة روما.

          هذا الإنجيل يقدم صورة قوية لمشاعر ايهود بعيد سقوط القدس ولا يمكن أن يقدم هذه الصورة بهذا الوضوح والقوة لو انه كتب بعد 100 عام من تاريخ كتابته.

          إنجيل يوحنا يعرف معرفة جيدة انطباعات وأفكار يهود القرن الأول:
          هل يخرج من الناصرة شيء صالح؟!
          المسيح يجب أن يكون من ذرية داؤود
          من مدينة بيت لحم
          المسيح وملكه سيدومان للأبد
          نعرف هذا الرجل (يسوع) من أين هو أما المسيح فلا أد يعرف من أين يأتي
          عندما يأتي المسيح، أتراه يجري معجزات أكثر مما صنع هذا؟!

          رابعا: الكاتب كان شاهد عيان
          هو نفسه يقول بذلك أربع مرات: 1: 14 - 19: 35 - 21: 24 - 1 يوحنا 1:1
          فهو يروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ الأولين وتعليقاتهم وأحاسيسهم. في الإصحاح الثاني نجد ثلاث لحظات يبرز فيها إلمام وخبرة خاصة:
          رد الفعل على أولى معجزات المسيح (2: 11)
          وتذكر التلاميذ قول الكتاب: غيرة بيتك أكلتني (3: 17)
          عندما قام من الموت تذكر التلاميذ ما قاله لهم (3: 22).

          لماذا هذا التأكيد على مشاعر التلاميذ وردود فعلهم على مجريات الأمور؟

          مزور من القرن الثاني معني بتقديم "اللوغوس/الكلمة" ومجد اللوغوس، لم يكن ليفطن إلى تقديم ردود فعل التلاميذ وأنهم آمنوا به، لأنهم لو لم يؤمنوا لما كانوا تلاميذه.

          يذكر إنجيل يوحنا كيف أن التلاميذ لم يفهموا مجريات الأمور خلال الدخول الاحتفالي إلى القدس، إنما فهموا ما جرى والنبوات فقط بعد قيامة المسيح (12: 16).

          خامسا: الكاتب كان تلميذا ليوحنا المعمدان

          خصص إنجيل يوحنا فاتحة الإنجيل لرسالة يوحنا المعمدان. وقد ذكر بشيء من التفصيل بعض مجريات الأحداث الأمر الذي يجعلنا متأكدين بأنه هو التلميذ الآخر الذي تبع المسيح مع أندراوس عندما قال يوحنا المعمدان عن يسوع: "هذا هو حمل الله".

          لو أن شخصا ثالثا روى القصة، فهل كان سيهتم بإعلان أنها كانت الساعة العشارة صباحا عندما دار الحوار بين الاثنين؟!

          فقط تلميذ ليوحنا يمكنه أن يسجل بدقة ردود الفعل إزاء زيارة يسوع ليوحنا:
          40وعبَرَ الأَردُنَّ مرَّةً أُخْرى فذهَب إِلى حَيثُ عَمَّدَ يوحَنَّا في أَوَّلِ الأَمْر، فَأَقامَ هُناك. 41فأَقبلَ إِلَيه خَلْقٌ كثيرٌ وقالوا: (( إِنَّ يوحَنَّا لم يَأتِ بِآية ولكِنَّ كُلَّ ما قالَه في هذا الرَّجُلِ كانَ حَقّاً)). 42فآمَنَ بِه هُنالِكَ خَلقٌ كَثير. (10: 41).

          إقامة يسوع في الموضع حيث قام يوحنا لأول مرة بالتعميد.

          وذكر ردود فعل أولئك الذين سمعوا تعاليم يوحنا المعمدان

          وذكر تردد السامعين بين البقاء مع يوحنا أو اتباع المسيح يسوع، ألا يدل على سؤال شخصي دار في نفس الكاتب حول هذا الأمر؟

          يوحنا هو الوحيد الذي يوضح بأن تلاميذ يسوع الأولين كانوا من تلاميذ يوحنا ويوضح بالتالي الارتباط بين يوحنا المعمدان وبين يسوع المسيح.

          تفاصيل وأسماء وأماكن حيث جرت الأحداث لا تدع مجالا للبشك في ما نقول به. (10: 23 - 4: 52) وغيرها الكثير.

          بالإضافة إلى هذا كله، لنقرأ سويا كيف يروي الكاتب اكتشاف قيامة يسوع من القبر:
          20 1وفي يَومِ الأَحَد جاءَت مَريمُ المِجدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ عِندَ الفَجْر، والظَّلامُ لم يَزَلْ مُخَيِّماً، فرأَتِ الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر. 2فأَسرَعَت وجاءَت إِلى سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع، وقالَت لَهما: (( أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه )). 3فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إِلى القَبْرِ 4يُسرِعانِ السَّيْرَ مَعاً. ولكِنَّ التَّلميذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطرُس، فوَصَلَ قَبلَه إِلى القبْرِ 5وانحَنى فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، ولكنَّه لَم يَدخُلْ. 6ثُمَّ وَصَلَ سِمْعانُ بُطرُس وكانَ يَتبَعُه، فدَخَلَ القَبْرَ فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، 7والمِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل على شكْلِ طَوْقٍ خِلافاً لَها، وكان كُلُّ ذلك في مَكانِه. 8حينَئذٍ دخَلَ أيضاً التِّلميذُ الآخَرُ وقَد وَصَلَ قَبلَه إِلى القَبْر، فَرأَى وآمَنَ. 9ذلك بِأَنَّهُما لم يكونا قد فهِما ما وَرَدَ في الكِتاب مِن أَنَّه يَجِبُ أَن يَقومَ مِن بَينِ الأَموات. 10ثُمَّ رَجَعَ التِّلميذانِ إِلى بَيتِهِما.

          ليس هناك أي تسجيل لمشاعر بطرس.
          ليس هناك أي خبر لظهور الرب لهما.
          ردة فعل الكاتب تعكس بحساسية بالغة خبرة شخص عاش الحدث.
          لا تهويل ولا سعي لمجد شخصي

          هذا وأمور أخرى لم نجدها لدى أي إنجيل منحول من القرن الثاني. ويستحيل على مزور أن يأتي بمثل هذه البراعة الروائية.

          أخيرا: الكاتب هو يوحنا

          كاتب الإنجيل هو شاهد عيان.

          يروي الإنجيلي ما قاله التلاميذ أحدهم للآخر (4: 33- 11:16-16: 17)
          يروي الإنجيل أفكار التلاميذ ( 2: 11- 17: 23- 4: 27)
          يروي الكاتب الأماكن التي كانوا يترددون إليها (11:54-18:2-20:19)

          خاتمة الإنجيل تشهد بأن الكاتب هو التلميذ المحبوب

          ولو لم نجد هذه فلنفحص كيف يتم الحديث عن الكاتب:
          13: 23وكانَ أحدُ تَلاميذِه، وهو الَّذي أَحبَّه يسوع، مُتَّكِئاً إِلى جانبِ يسوع،
          19: 26فرأَى يسوعُ أُمَّه وإِلى جانِبِها التِّلميذُ الحَبيبُ إِلَيه.
          21 : 7فقالَ التَّلميذُ الَّذي أَحبَّه يسوعُ لِبُطُرس: (( إِنَّه الرَّبّ )).
          21 : 20فالتفَتَ بُطرُس، فرأَى التِّلميذَ الَّذي أَحَبَّهُ يسوعُ يَتبَعُهما، ذاكَ الَّذي مالَ على صَدرِ يسوعَ في أَثناءِ العشاء وقالَ له: (( يا ربّ، مَنِ الَّذي يُسلِمُكَ؟ ))21فلَمَّا رَآهُ بُطرس قالَ لِيسوع: (( يا ربّ، وهذا ما شأنُه؟ )) 22قالَ لَه يسوع: (( لو شِئتُ أَن يَبْقى إِلى أَن آتي، فما لَكَ وذلك؟ أَمَّا أَنتَ فَاتبَعْني )).

          فهذه الآيات تعكس رغبة الكاتب بأن يعرفوا ويتيقنوا بأن كاتب الإنجيل هو ذلك التلميذ المحبوب نفسه.

          فالتلميذ المحبوب هو أحد ثلاثة: إما بطرس او يعقوب أو يوحنا. فهؤلاء كما تروي الأناجيل الإزائية، هم الذين كانوا أقرب التلاميذ إلى يسوع (التجلي / بستان الجسمانية)


          وهذا التلميذ متميز عن بطرس
          23وكانَ أحدُ تَلاميذِه، وهو الَّذي أَحبَّه يسوع، مُتَّكِئاً إِلى جانبِ يسوع، 24فأَومَأَ لَه سِمْعانُ بُطرس وقالَ له: (( سَلْهُ على مَن يَتَكَلَّم)).
          بينما نعرف تماما بأن يعقوب مات قبل تدوين الإنجيل بفترة طويلة (أعمال الرسل 12: 2).

          تحياتي القلبية


          تعليق

          • العميد
            مشرف عام

            • 4 فبر, 2007
            • 82
            • مسلم

            #20

            مداخلة الراعي
            - 04-24-2004 07:33 pm


            الأخوة الاحباء

            تحية وسلام

            الأخ الزميل العميد شكرا على سؤالك واهتمامك وجديتك ، وأعتذر عن الغياب لظروف خاصة ، وشكرا لسؤالك مرة أخرى .

            وأستكمالا لما سبق أن بدأته وما وضعة الأخ ابراهيم عرفات أكمل ما سبقته إلى أن أعيد قراة التعليقات التي كتبت في الفترة الماضية :

            2- البرهان الداخلى:
            لم يذكر القديس يوحنا أسمه فى الإنجيل كما لم يضعه على الإنجيل ولكن دون أن يقصد فقد ترك أثاراً على حقيقته وهويته وتقول من هو.

            ا- الإعلان الذاتى فى الإنجيل:
            يقول القديس فى مقدمة الإنجيل "ورأينا مجده مجداً"(يو14:1) والرؤيا المقصودة هنا هى الرؤية بالعين، الرؤية الفسيولوجية وليست الرؤيا الروحية، فهو يقول "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده وهذا يعنى أنه، هو، الكاتب، كان أحد شهود العيان، تلاميذ المسيح،كما قال فى رسالته الأولى "الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا"(1يو1:1). وما يؤكده سياق نص الاية هو أن الكاتب القديس يريد أن يؤكد للقارئ أن الحقائق المدونة فى الإنجيل موثقة بشهادة شهود العيان ومدونه بواسطة أحد شهود العيان وعند الحديث عن طعم الجندي لجنب السيد المسيح بحربة يقول "لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحرية وللوقت خرج دم وماء. والذى عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم"(ي34:19و35) وهنا نجد كلمات "عاين" و "شهادة" مع تأكيد إنه يقول الحق، وقد كتب ما شاهده وعاينه لكى يؤمن القراء "وهو يعلم إنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم"، وهو يؤكد هنا شهادته، هو، بصفة فردية، كشاهد عيان لما حدث، وبما كتب.

            وفى خاتمة الكتاب يقول "هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق"(يو24:21). وهذه الآية تؤكد بصورة مطلقة وحاسمة أن كاتب الإنجيل هو شاهد عيان، فقد شاهد وشهد بكل ما كتبه فى الإنجيل.
            وكشاهد عيان يذكر الزمان والمكان والتفاصيل الدقيقة، فيقول "وفى الغد"0يو29:1و35و22:16)، "وجاء إلى يسوع ليلا(يو2:3)، "وبعد اليومين خرج"(يو43:4)، "فى الساعة السابعة"(يو52:4)، "ولما كان المساء"(يو16:6)، "وفى اليوم الثالث كان عرس فى قانا الجليل(يو1:2)"، "هذا قاله يسوع فى الخزانة وهو يعلم فى الهيكل(يو20:8)"، "وكان يسوع يتمشى فى الهيكل فى رواق سليمان(يو13:10)"، "ولم يكن قد جاء إلى القرية بل كان فى المكان الذى لاقته فيه مرثا(يو30:11)"، وكذلك يذكر الأعداد "وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة(يو6:2)"، "فلما كانوا قد جدفوا نحو خمسة وعشرين أو ثلاثين غلوة(يو19:6)"، "أما التلاميذ الآخرون فجاءوا بالسفينة لأنهم لم يكونوا بعيدين عن الأرض إلا نحو مئتى ذراع(يو8:21)"، "وجذب الشبكة إلى الأرض ممتلئة سمكاً كبيراً مئة وثلاثاً وخمسين(يو11:21)"، هذه الأرقام التى ذكرها والأوقات وتحديد الأماكن بكل دقة تدل دلالة قاطعة على أن الكاتب القديس عاشها بنفسه وشاهدها كشاهد عيان وكان أحد التلاميذ الأثنا عشر الذين عاشوا مع السيد المسيح ورافقوه فى كل مكان ذهب إليه.
            ومن التفصيلات الدقيقة التى تؤكد وتقطع بأن الكاتب كان موجوداً شخصياً وعايش الأحداث كشاهد عيان تحديده للخمسة أرغفة بأنها كانت "أرغفة شعير(يو9:6)" ووصفه للطيب الذى "امتلأ البيت من رائحته(يو3:12)" وإيماء بطرس غليه للسؤال عن الخائن(يو24:13)، ووصفه لرد فعل الجنود عند القبض على المسيح(يو6:18)، وذكره لوزن الأطياب التى استخدمت فى تكفين المسيح "مزيج مر وعود نحو مئة منا(يو39:19)".

            وكان للكاتب القديس ملاحظاته الخاصة على ردود أفعال التلاميذ فى المواقف المختلفة. بعد تحويل الماء إلى خمر يقول "وأظهر مجده فآمن به تلاميذه(يو11:2)"، ولما كان مع المرأة السامرية "كانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة(يو27:4)"، وعندما نظروه ماشياً على الماء "خافوا"، ويعلق على بعض الأحداث بقوله "هذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً. ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه(يو19:6)"، كما كان له ملاحظاته على ردود أفعال السيد المسيح نفسه(يو11:2و24و15:6و61و1:13)، بل وقد ذكر أسماء أشخاص من التلاميذ وغيرهم فى مواقف معينة، وهذه الأسماء لم تذكر فى نفس المواقف فى الأناجيل الثلاثة الأخرى؛ ففى معجزة إشباع الجموع يذكر فيلبس وأندراوس(يو13:12) وذكر مريم أخت ليعازر التى دهنت المسيح بالطيب، كما يذكر اسم خادم رئيس الكهنة الذى قطع بطرس أذنه بالسيف وقت القبض على السيد المسيح(يو10:18)، ويذكر أسماء نثنائيل ونيقوديموس ولعازر الذين لم يذكروا فى الأناجيل الثلاثة الأخرى. والواضح أن أسلوب الكتابة عن هؤلاء الأشخاص أن الكاتب يعرفهم جيداً وبصفة شخصية، وكان حاضراً لتلك الأحداث التى كتب عنها بدقة وتفصيل.

            ب- التلميذ المحبوب. من هو ؟
            يذكر الإنجيل هذا التلميذ المحبوب "الذى كان يسوع يحبه" فى خمسة مواقف هامة وكل منهم له مغزاه الخاص؛ وأول ما يذكر يذكر فى العشاء الربانى كأقرب واحد من السيد المسيح "وكان متكئاً فى حضن يسوع"، وعند حديث الرب عن التلميذ الخائن "وقال الحق الحق أقول لكم أن واحداً منكم سيسلمنى"، يقول الكاتب "وكان متكئاً فى حضن يسوع واحداً من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذى قال عنه. فاتكأ ذاك (التلميذ المحبوب) على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو ؟(يو23:13-25)". إنه هنا أقرب التلاميذ إلى السيد والوحيد منهم الذى تجاسر على سؤاله عن الخائن. وهناك ملحوظة ذات اعتبار وهى ارتباطه بالقديس بطرس الذى أومأ إليه أن يسأل السيد. والموقف الثانى الذى يذكر فيه عند الصليب حيث نرى ثقة الرب فيه وهو يضع أمه القديسة العذراء فى أمانته وتحت رعايته "فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذى كان يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة هوذا أبنك. ثم قال للتلميذ هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته"(يو26:19و27. وفى الموقف الثالث عندما ذهبت المجدلية إلى قبر المسيح ووجدت الحجر مرفوعاً والقبر خالياً من الجسد فذهبت إلى بطرس وهذا التلميذ بصفة خاصة لتخبرهما بذلك "فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه(يو2:20-8)"، وذهب الإثنان إلى القبر وبعدما شاهدا ما يبرهن على قيامة الرب يركز الكاتب فى تعليقه على هذا التلميذ فقط بقوله "ورأى فآمن(ص21)". أما الموقف الرابع فهو عندما ذهب سبعة من التلاميذ ليصطادوا على بحر طبرية بعد القيامة وظهور الرب لهم، وهؤلاء التلاميذ هم "سمعان بطرس وتوما الذى يقال له التوأم ونثنائيل الذى من قانا الجليل وأبنا زبدى وأثنان آخران من تلاميذه". ونلاحظ هنا أنه يذكر أسماء ثلاثة من التلاميذ، ويذكر لقب يعقوب ويوحنا "ابنا زبدى" فقط دون أن يذكر أسماء، ثم يشير فقط إلى "اثنان آخران من تلاميذه" قد لا يكونا من التلاميذ الاثنى عشر. والموقف الخامس والأخير هو عندما ظهر الرب لهؤلاء التلاميذ السبعة ودار حديث بينه وبين بطرس عرف فيه بطرس من الرب مصيره وكيف سيترك هذا العالم وأراد أن يعرف مصير هذا التلميذ "فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذى كان يسوع يحبه … فلما رأى بطرس هذا قال ليسوع يا رب وهذا ماله. قال له يسوع إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجئ فماذا لك. اتبعنى أنت. فشاع هذه القول بين الأخوة إن ذلك التلميذ لا يموت" ثم نعرف أن هذا التلميذ المحبوب هو كاتب هذا الإنجيل "هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا(يو20:21-25)".
            ما سبق يؤكد لنا أن هذا التلميذ المحبوب، بالطبع، كان قريباً من الرب يسوع المسيح وانه كان دائماً مرتبطاً ببطرس (فى العشاء وعند القبر وعند سؤال بطرس للسيد عن مصير هذا التلميذ)، ولم يذكر وحده إلا عند الصليب عندما كان بطرس يتبع الرب من بعيد. وعند محاكمة المسيح كان الاثنان معاً، ولأن هذا التلميذ كان معروفاً من رئيس الكهنة فقد توسط عند البوابة وأدخل بطرس(يو16:18) دار رئيس الكهنة. ونعرف من الأناجيل الثلاثة الأولى أنه كان على رأس التلاميذ الأثنى عشر دائرة خاصة مقربة من السيد المسيح مكونة من "بطرس ويعقوب ويوحنا"، وهؤلاء الثلاثة أصلاً كانوا شركاء فى سفينة لصيد السمك(لو8:22)، وقد أخذهم الرب معه فى أخص المواقف، فقد كانوا شركاء فى سفينة لصيد السمك(مر37:5) وعلى جبل التجلى(مر2:9) وكانوا أقرب التلاميذ إليه فى بستان جثسيمانى قبل القبض عليه مباشرة(مر33:14) وكان بطرس ويوحنا بالذات مرتبطين معاً، فقد أرسلهما السيد المسيح وحدهما معاً ليعدا الفصح(يولو8:22)، وبعد القيامة وحلول الروح القدس كانا دائماً معاً، فقد ذهبا إلى الهيكل معاً عندما حدثت معجزة شفاء المُقعد على بابا الهيكل وحاكمهما رؤساء اليهود معاً(أع ص3)، وذهبا إلى السامرة معاً مرسلين من بقية الرسل(أع14:8)، ويذكرهما القديس بولس مع "يعقوب أخى الرب" كالأعمدة الثلاثة فى الكنيسة الأولى(أع14:8).

            والشئ الجدير بالملاحظة هو أن أسم بطرس كان يذكر دائماً أولاً ثم بعد ذلك أسم يوحنا وذلك فى الأناجيل الثلاثة الأولى "بطرس ويوحنا"(غل9:2)، وفى سفر الأعمال كان بطرس دائما هو المتقدم سواء فى ذكر الأسماء أو فى الفعل "وصعد بطرس ويوحنا"(أع1:3)، "أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا"(أع14:8)، وحتى عندما ذكر القديس بولس يعقوب أخو الرب أول الثلاثة الأعمدة ذكر بطرس بعده ثم يوحنا أخيراً "يعقوب وصفا (بطرس) ويوحنا". وكان القديس بطرس هو المتكلم دائماً. وهنا فى الإنجيل الرابع نجد أن القديس بطرس للتلميذ المحبوب أن يسأل الرب يسوع عمن سيسلمه، وعندما قام المسيح وذهبت المجدلية إلى القبر وجدت الحجر مرفوعاً عن القبر ذهبت إلى بطرس ثم هذا التلميذ، وآتياً إلى القبر وبرغم أن هذا التلميذ سبق بطرس ووصل أولاً ألا أنه لم يدخل القبر إلا بعد أن جاء بطرس ودخل أولاً "فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر"(يو8:20)، وعند الذهاب للصيد عند بحر طبرية كان بطرس هو الداعى لذلك، ولما ظهر لهم الرب وعرفه هذا التلميذ قبل الجميع أخبر بذلك بطرس أولاً وقبل الجميع "فقال ذلك التلميذ الذى كان يسوع يحبهُ لبطرس هو الرب"، وعندما كشف الرب لبطرس مصيره وكيف ستنتهى حياته على الأرض أهتم بطرس بمعرفة مصير هذا التلميذ فقط دون بقية التلاميذ.

            كل هذا يؤكد أن هذا التلميذ "الذى كان يسوع يحبه" والذى كتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا ابن زبدى. وما يؤكد هذه الحقيقة أيضاً هو أن القديس يوحنا لم يذكر أسمه بالمرة فلى الإنجيل الرابع، بينما أسمه مذكور فى الأناجيل الثلاثة الأولى 20مرة، كما أن يذكر يوحنا المعمدان بأسمه "يوحنا" فقط بدون لقب المعمدان مما يدل على أن يوحنا ابن زبدى كاتب الإنجيل كان معروفاً للجميع وقت كتابة الإنجيل بلقب آخر هو التلميذ المحبوب.

            ويجد البعض صعوبة فى أن يصف القديس يوحنا نفسه بالتلميذ الذى كان يسوع يحبه، ويجد من أيضاً أنه من الصعب أن يكون هذا الحب تفضيلى بمعنى أن الرب فضل يوحنا على بقية التلاميذ. ولكن ما كتبه القديس يوحنا فى رسالته الأولى عن المحبة وحب الله الذى ظهر فى المسيح، وما ركز عليه أيضاً فى الإنجيل الذى كتبه بالروح القدس عن حب الله الأبدى ومحبته للبشرية التى تفوق الوصف "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"(يو16:16)، وكذلك إدراكه لحب السيد المسيح العظيم الذى لا حد له، واقترابه من فكر السيد وعقله وقلبه أنعكس عليه هو نفسه ولهذا صار التلميذ المحبوب، وأشتهر بذلك فى شيخوخته. وكان هذا اللقب علامة تواضع أكثر منه تفضيل فقد أخفى أسمه وذكر ما يمتلكه أكثر من أسمه وأعظم، وهو حب الرب يسوع المسيح له.

            جـ- الخلفية اليهودية الفلسطينية للكاتب:
            بينا أعلاه أن كاتب الإنجيل الرابع هو شاهد عيان لما سجله ودونه بالروح القدس فى الإنجيل وأنه يوحنا ابن زبدى تلميذ المسيح وأحد الثلاثة المقربين من الرب والتلميذ "الذى كان يسوع يحبه".

            وفيما يلى نقدم الأدلة على أنه كان من يهود فلسطين:

            1 - معرفته الدقيقة بالعادات اليهودية:
            يقدم القديس يوحنا معلومات دقيقة، وأن كانت بصورة عفوية، وتلقائية عن عادات وشرائع اليهود كيهودى يعرف عادات وشعائر قومه، فيتكلم عن شريعة التطهير "وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود"(يو6:2)، وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير"(يو25:3)، وكان فصح اليهود قريباً، فصعد كثيرون من الكور المحيطة إلى أورشليم قبل الفصح ليطهروا أنفسهم"(يو55:11)، ويتكلم عن نظرة لليهود للأمم كنجسين "ولم يدخلوا هم (رؤساء اليهود) إلى دار الولاية لكى لا يتنجسوا فيأكلوا الفصح (يو28:18)، ويذكر عادة اليهود فى تكفين الموتى "فأخذوا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب كم لليهود عادة أن يكفنوا"(يو40:19). ويذكر أهم أعياد اليهود كالفصح والمظال والتجديد ويتكلم عنها بالتفصيل(يو ص 7و10و13). ويتكلم عن الحرم اليهودى من المجمع والذى يعنى القطع من جسم الأمة(22:9). وذكر عادة اليهود فى عدم بقاء أجسام المحكوم عليه بالإعدام معلقة فى السبت العظيم(يو31:19). وتحدث عن فكر اليهود من جهة المرأة وإقلالهم من شأنها "وكانوا يتعجبون أنه (المسيح) يتكلم مع امرأة(يو27:4)". وتكلم عن عادة اليهود فيما يختص بتحريم أى عمل فى السبت "أنه سبت. لا يحل لك أن تحمل سريرك(يو10:5)". كما تحدث عن فكرهم من جهة وراثة الخطية "من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى(2:9)".

            ويجب أن نضع فى اعتبارنا أنه عندما يتحدث عن اليهود بعبارات مثل "حسب عادة اليهود"، "فصح اليهود" لا يعنى أنه يتكلم عن أناس لم يكن هو منهم من قبل، بل على العكس، فهو يؤكد أنه منهم بقوله عنهم أنهم خاصة الله "جاء إلى خاصته(يو11:1)" وبتأكيده أنه التلميذ الذى كان يسوع يحبه وكل تلاميذ المسيح أصلاً من اليهود. كما أنه كان من عادة الرسل كُتاب العهد الجديد برغم أنهم جميعاً – عدا القديس لوقا – من أصل يهودى أن يتكلموا عن اليهود واليهودية كأصحاب ديانة أخرى ودين آخر، لأنه بانضمامهم للمسيحية وتركهم لليهودية فقد انفصلوا تماماً عن اليهود واليهودية وصاروا ينظرون إليها كديانة أخرى عن ديانتهم المسيحية، وعلى سبيل المثال يقول القديس بولس الرسول والذى كان يهودياً متعصباً ومضطهداً للمسيحية "من اليهود خمس مرات قبلت خمسين جلدة إلا واحدة(2كو24:11)"، "اليهود الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن. وهم غير مرضيين لله وأضداد لجميع الناس(اتس15:2)".

            (2) معرفته الدقيقة بالتاريخ اليهودى المعاصر :
            يقدم القديس يوحنا معلومات وفيرة عن تاريخ اليهود المعاصر للسيد المسيح كواحد من الذين عاشوا فى تلك الفترة فيذكر المدة التى بنى فيها الهيكل الذى بناه هيرودس بقول الآية "فى ست وأربعين سنة بنى هذا الهيكل(يو20:2)"، ويذكر المواقف السياسية لليهود من جهة عدواتهم للساريين "لأن اليهود لا يعاملون السامريين(يو9:4)"، وازدرائهم بيهود الشتات "فقال اليهود فيما بينهم إلى أين هذا (المسيح) مزمع أن يذهب حتى لا نجده نحن، ألعله مزمع أن يذهب إلى شتات اليونانيين ويعلن اليونانيين(يو357)"، ويسجل تاريخ رؤساء الكهنة المعاصرين ويذكر أن "قيافا كان رئيساً للكهنة فى تلك السنة(يو49:11)، وأن "حنان حما قيافا الذى كان رئيساً للكهنة فى تلك السنة(320)".

            (3) معرفته الدقيقة بجغرافية فلسطين :
            كما يقدم القديس يوحنا أيضا معلومات دقيقة عن جغرافية فلسطين ويبدو واضحاً من تعليقاته معرفته الشخصية بكل ما ذكره وسجله فى الإنجيل الرابع. فيسجل الاسم العبرى لبركة كانت بالقرب من باب الضان "وفى أورشليم عند باب الضان بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة أروقة(يو15:18)"، وهذه التفصيلات برهنت عليها الحفريات الحديثة التى كشفت عن بركة ذات خمسة أروقة، بالقرب من الهيكل ولها صفات تفترض أنه للماء خواص شفاء. وتكلم عن الموضع الذى كان فيه كرسى الولاية وذكر اسمه العبرى "جباثا"، "وجلس (بيلاطس) على كرسى الولاية فى موضع يقال له البلاط وبالعبرانية جاثا(2:5)"، وهذه المنطقة برهنت الاكتشافات الأثرية على وجودها بالقرب من برج انطونيا الذى يطل على منطقة الهيكل.

            ويفسر معنى اسم "بركة سلوام" بقوله "الذى تفسيره مرسل(يو11:1)"، ويقول عن موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة(2كو24:11)".
            ويذكر التفاصيل الطبوغرافية() للمدن التى سار فيها المسيح بدقة، فيحدد موضع "بيت عبرة فى عبر الأردن(326)"، و"عين نون بقرب ساليم(327)"، و"سوخار بالقرب من الضيعة التى وهبها يعقوب ليوسف ابنه(5:4)"، ويذكر اسم طبرية كاسم متبادل لبحر الجليل "بحر الجليل وهو بحر طبرية(1:6و21:1)"، ويميز بيت عنيا القريبة "من أورشليم نحو خمسة عشرة غلوة(18:11)" من بيت عبرة التى "فى عبر الأردن(1:28)"، ويميز بين "قانا الجليل(332)" و"بيت صيدا الجليل(21:12 يرهما، ووصف الطريق من قانا إلى كفر ناحوم بالانحدار "أنحدر إلى كفر ناحوم(2:5)". وتحدث عن أورشليم كخبير بمواقعها ودروبها وعلى سبيل المثال يذكر موقع بستان جثسيمانى بقوله "عبر وادى قدرون حيث كان بستان(2:8و27:10)"، وذكر موقع "بركة سلوام" و"بركة بيت حسدا(2:5)" وميز بينهما، وحدد موقع باب سليمان والخزانة فى الهيكل(2:8و27:10)، وحدد موقع افرايم بالقرب "من البرية(45:11)".

            وهذه المعلومات الجغرافية الطبوغرافية الدقيقة التى كتبها بصورة تلقائية عفوية تبرهن وتؤكد بل وتقطع أن الكاتب عاش فى هذه البلاد وتربى فيها وصار فى مدنها وعرف كل مواقعها. وهذا ينطبق تماماً على القديس يوحنا الرسول ابن زبدى الصياد الجليلى، صاحب سفينة صيد السمك والذى كان يعرفه رئيس الكهنة فى أورشليم والذى تجول مع السيد المسيح مدة أكثر من ثلاث سنوات فى معظم مدن فلسطين وبراريها وطرقها العامة.

            (4) أسلوب الكاتب ولغته يدلان على أصله الآرامى :
            عند قراءة الإنجيل، خاصة فى لغته اليونانية، يبدو واضحاً للدرس أن الإنجيل مكتوب بلغة آرامية وأسلوب آرامى فى حروف وكلمات يونانية، فهو يسجل أقوال السيد المسيح وخُطبه ويدونها بأسلوبها الآرامى وتعابيرها العبرية من "ثنائيات" و"رباعيات" ويكرر استخدام أدوات الربط والعطف كثيراً، ويكتب كلمات آرامية وعبرية ويفسرها أو يترجمها إلى اليونانية، وأحياناً يذكر الكلمة فى اليونانية ويرجعها إلى أصلها العبرى؛ مثل "ربى الذى تفسيره يا معلم(38:1)"، "مسيا الذى تفسيره المسيح(41:1)"، "مسيا الذى يقال له المسيح(25:4)"، "أنت تدعى صفا الذى تفسيره بطرس(42:1)"، "بركة سلوام الذى تفسيره مرسل(7:9)"، "ربونى الذى تفسيره يا معلم(16:20)"، "توما … الذى يقال له التوأم(24:20)"، "موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة) ".

            وتكررت فى الإنجيل كلمات بذاتها وبحروفها مرات كثيرة بما لا يتفق أبداً مع اللغة اليونانية، فقد نقل الكاتب القديس كلمات المسيح فى الآرامية بحرفها وأسلوبها إلى اليونانية مراعياً تسجيل ما قاله وعمله السيد المسيح كما هو بكل دقة فى نفس صياغتها الآرامية وأسلوبها الآرامى ولكن بكلمات يونانية وحروف يونانية، فقد كرر كلمات "عرف" 55 مرة، "آمن" 98 مرة، "أحب" 45 مرة؛ وهو يكرر ألفاظ "الحقيقة" 25 مرة، و"النور" 23 مرة، و"الحياة" 26 مرة، و"العالم" 78 مرة، و"الظلمة" 13 مرة، و"الإسم" 25 مرة، و"الكلمة" 50 مرة، و"العمل" 27 مرة، و"الآية" 15 مرة، و"الشهادة" 47 مرة، و"إحياء" 52 مرة، و"مجد" 42 مرة" .

            (5) استخدام الكاتب لنص العهد القديم العبرى :
            وما يدل أيضا على أن الكاتب يهودى من فلسطين هو استخدامه لنص العهد القديم العبرى عندما يشير إلى نبوات العهد القديم عن السيد المسيح، وقد نقل ثلاث نبؤات من النص العبرى مباشرة(يو14:12-25و38:13و37:9)، بل أنه فى بعض النبوات التى ينقلها عن النص اليونانى للترجمة السبعينية يراجع النص اليونانى على النص العبرى وينقحه(يويو32:1و3:3و40:12). وهذا عكس ما فعله الكتاب اليونانيين الذين كانوا يعتمدون على الترجمة السبعينية بالدرجة الأولى.

            وهكذا يتضح لنا بالدليل والبرهان العلمى أن كاتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا، وأن ما قاله النقاد سابقاً فقد تراجعوا عنه اليوم أمام الأدلة والبراهين الحاسمة، كما أن ما يقوله بعضهم اليوم من أن جامع الإنجيل ومدونه هم تلاميذ القديس يوحنا، برغم أن كثيراً من كتب الأنبياء قد جمعها تلاميذهم وأتباعهم من بعدهم ولم يقلل هذا من قيمتها لأنهم جمعوها بكل أمانة ودقة، إلا أن الإنجيل ذاته يؤكد بصورة واضحة لا لبس فيها أن كاتبه هو التلميذ الذى كان يسوع يحبه "هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا(يو24:21)"، القديس يوحنا ابن زبدى تلميذ المسيح ورسوله.

            مع تحياتي
            الراعي عمانوئيل

            تعليق

            • العميد
              مشرف عام

              • 4 فبر, 2007
              • 82
              • مسلم

              #21
              مداخلة العميد
              - 04-25-2004 07:39 pm

              الزميل ابن العرب

              سعيد جداً بمشاركتك ، ولكن في نفس الوقت أرى سذاجة في الأدلة ، وحتى لا يفهمني العزيز ابن العرب خطأ أقول أعني بالسذاجة أن الأدلة بسيطة ولا تحمل في طياتها ما يسمى أدلة ، بل يمكن تسميتها نظريات واحتمالات ، بل احتمالات بعيدة جداً .

              واسمح لي بتعقيب سريع للتدليل على أن كلامك ما هو إلا احتمالات .

              قولك : ( أولا: الكاتب كان يهودي ) .

              وأنا أقول فكان ماذا ؟؟؟

              اليهود كثر ولم يكن يوحنا الوحيد يهوديًا !!!

              ثم إنك تحتج لذلك بأنه اقتبس من العهد القديم ، وأنه كان يعرف أعياد اليهود وعاداتهم ، وأنا أقول : وماذا في هذا ؟؟؟

              هل كل من يقتبس من العهد القديم وجب عندك أن يكون يهوديًا ؟؟
              هل كل من عرف أعياد اليهود وعاداتهم صار يهودياً ؟؟؟
              ألا يوجد من غير اليهود من يعرف أعيادهم ؟؟؟؟

              لماذا لا يكون هذا الشخص الذي كتب الإنجيل غير يهودي ولكنه ضليع في اللغة العبرية ، كأن يكون مثلاً أجنبيًا يعيش ويعمل بين اليهود لسنين طويلة فتعلم لغتهم وعرف عاداتهم وأعيادهم ؟؟؟

              وتساؤلي هذا ينطبق على قولك : ( ثانيا: الكاتب يهودي من فلسطين ) .



              وتقول : ( ثالثا: الكاتب يهودي من القرن الأول ) .

              وأنا أقول فماذا في هذا أيضاً ؟؟؟
              هل إذا عاش يوحنا في القرن الأول وجب أن يكون يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟؟؟
              هل يوحنا هو الشخص الوحيد الذي عاش في القرن الأول ؟؟؟؟



              وتقول : ( هذا الإنجيل يقدم صورة قوية لمشاعر اليهود بعيد سقوط القدس ولا يمكن أن يقدم هذه الصورة بهذا الوضوح والقوة لو انه كتب بعد 100 عام من تاريخ كتابته ) .

              أقول : كونه كتب قبل 100 ميلادية لا يعني أن يوحنا هو من كتب الإنجيل .
              ثم إننا لو سلمنا لك أن الإنجيل يقدم صورة بقوة ووضوح لمشاعر اليهود ، لا يعني أنه كتب قبل 100 ميلادية ، بل لماذا لا يكون الكاتب قد سمع وصف هذه المشاعر من حكايات كانت رائجة على ألسن البعض ؟؟؟؟



              وتقول : ( رابعا: الكاتب كان شاهد عيان ) .

              وأنا أقول : وما أدراك أنه شاهد عيان ؟؟؟؟
              ستقول( لأنه يروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ الأولين وتعليقاتهم وأحاسيسهم ) .


              أقول ، ولماذا يوجب عندك أن من يصف مشاعر التلاميذ يوجب ضرورة أن يكون شاهد عيان ؟؟؟؟
              لماذا لا يكون هذا الوصف مما سمعه من بعض الناس فكتبه وأثبته في الإنجيل ؟؟؟

              وها هو لوقا يصف في إنجيله أيضًاويروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ وتعليقاتهم وأحاسيسهم ، وهو باعترافكم ليس شاهد عيان للأحداث ولم يكن من تلاميذ المسيح .

              وكذلك حتى أسفار الأبوكريفا ( الأناجيل والرسائل المزورة كأنجيل مريم وإنجيل توما ) فيها وصف دقيق لأحاسيس وتعليقات التلاميذ ، بل تعليقات المسيح وكلامه وأفعاله ، ومع ذلك فأنتم لا تؤمنون بقانونيتها ، بل تقولون إنها ليست إلهية بل منحولة .

              النتيجة عزيزي أن اسشهادك ضعيف جداً .


              وتقول : ( خامسا: الكاتب كان تلميذا ليوحنا المعمدان )

              أقول ، وما الذي يجعله تلميذًا ليوحنا ؟؟؟؟
              ستقول لأنه يصف بدقة الأحداث التي جرت مع يوحنا .
              أقول ولكن لوقا ومرقص أيضًا وصفا الأحداث ( بدقة ) وهم ليسا من تلاميذ يوحنا بلا شك ، بل ولا حتى من تلاميذ المسيح نفسه ، وحتى أن إنجيل لوقا تحدث عن يوحنا المعمدان أكثر بكثير مما كتبه كاتب إنجيل يوحنا عن يوحنا المعمدان ، بل وذكر ولادته ، ووصف بدقة كيف كانت حالة والديه ، وكيف جاء الملاك وبشرهم بيوحنا ، وكيف كانت كلمة الله عليه ، وحدثنا أيضًا عن الشعب ووصف بدقة - على حد تعبيرك - كيف كان الشعب ينظر ويفكر في نفسه عن يوحنا لعله المسيح ( لو 3 :15 ) وغير ذلك ، فهل ترى أن لوقا كان تلميذًا ليوحنا ؟؟؟؟

              والله إن في كلامك تكلّف شديد وبعد عن الصواب .

              وتخلص يا عزيزي في النهاية بقولك : (أخيرا: الكاتب هو يوحنا ) .

              فلا أدري كيف تستنتج بهذه السهولة هذه المقولة الخطيرة ؟؟؟؟

              الكاتب كان يهوديًا ، وكأن يوحنا هو الشخص الوحيد الذي كان يهوديًا في التاريخ .
              الكاتب من فلسطين ، وكأن يوحنا هو الوحيد من سكن في فلسطين .
              الكاتب من القرن الأول ، وكأن يوحنا هو الوحيد الذي عاش في القرن الأول .
              الكاتب كان شاهد عيان لأنه يصف تعليقات التلاميذ ، وكأنه امتنع واستحال أن يكون سمع هذه المعلومات من غيره ، أو كأنه استحال أن يكون اقتبسها من غيره .
              الكاتب كان تلميذًا ليوحنا المعمدان لأنه يصف أحداثًا جرت مع يوحنا ، وكأنه استحال أن يصف أحداثًا جرت مع يوحنا إلا من كان تلميذًا له ، وكأنه امتنع أن يكون سمع هذه المعلومات من غيره .

              ثم بعد ذلك يأتي زميلنا بكل بساطة ليستنتج أن يوحنا هو الكاتب .

              وأذكرك أنه لو اتبعنا نفس طريقتك سوف نصل أيضًا إلى أن أناجيل الأبوكريفا هي أيضاً كلمة الله ، فسأضرب مثالاً على ذلك من إنجيل بطرس وهو من الأبوكريفا - أي المنحولة - عندكم .

              إنجيل بطرس ، المقطع الثاني ( 2 ) أيضاً يقتبس من العهد القديم مثل قوله إن جثة الميت لا تبت على الخشبة ( الصليب ) ، وهذه مقتبسة من التثنية ( 21 : 23 ) ، فهذا حسب قولك يدل أن الكاتب يهودي ، لأنه يعرف عادات اليهود .

              وكاتب إنجيل بطرس ( 3 ) يعرف أعياد اليهود ، إذا يقول أن هيرودس أسلم المسيح للشعب قبل عيد الفطير .

              وأيضاً إنجيل بطرس يصف الأحداث بدقة ، فيصف ما قاله هيرودس وكيف غسلوا أيديهم منه وكيف أسلمه لليهود وكيف لطموه واستهزؤوا به ، ووصف الحوار الدائر بينه وبين اللصين وغيرها كثير ..

              فما رأيك هل الكاتب شاهد عيان ؟؟؟؟

              بل إنجيل بطرس فيه شهادة أقوى من أدلتك بكثير ، إذ يشهد لنفسه في الفصل الرابع عشر( 14 ) بكل صراحة أن بطرس هو الكاتب فيقول :
              (( ولكن أنا سمعان بطرس وأخي أندراوس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر وكان معنا لاوي بن حلفي )) .


              فما رأيك ، ألا يصبح إنجيل بطرس أكثر مصداقية في هوية كاتبه من هوية كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟
              أليس لو أننا اتبعنا نفس منطقك في إثبات كاتب ما ، سوف يتكون لدينا نتيجة في الأبوكريفا أحق وأوجه من نتيجتك في إنجيل يوحنا ؟؟؟

              الزميل ابن العرب أشكرك لاهتمامك وأتمنى النظر بموضوعية إلى كاتب إنجيل يوحنا .

              تحياتي

              العميد


              تعليق

              • العميد
                مشرف عام

                • 4 فبر, 2007
                • 82
                • مسلم

                #22

                مداخلة العميد
                - 04-25-2004 07:47 pm

                الزميل الراعي

                أهلا بك مجددًا ومرحبًا بعودتك .

                يبدو أنك عدت لمتابعة الكتابة دون أن تناقش ردودي السابقة ، فأرجو أن تقرأها بتروٍ .

                وبالنسبة لكلامك الأخير فهو يشبه كثيرًا ما كتبه الزميل ابن العرب ، لذلك أرجو أن تقرأ ردّي عليه ، وسوف أحاول لاحقًا إن شاء الله أن أعقب على ما هو جديد في مداخلتك الأخيرة مما ليس عند ابن العرب .

                تحياتي

                العميد


                تعليق

                • العميد
                  مشرف عام

                  • 4 فبر, 2007
                  • 82
                  • مسلم

                  #23


                  مداخلة ابن العرب
                  - 04-27-2004 12:00 pm


                  عزيزي العميد،

                  أنا لا أعتبر إهانة إلا الإهانة. وتعبير ساذج هو تعبير عربي فصيح وله دلالة أبعد ما تكون عن الإهانة. فلا بأس عليك يا صديقي.


                  أعتقد ان الأخ الراعي، قدم لك مزيدا من التفاصيل بنما اكتفيت أنا بالمختصر المفيد.


                  لذلك، إن قرأت مداخلة الراعي وعلقت عليها سأعتبر بأنك علقت على مداخلتي لأنني أعي تماما ما ورد فيها ولكنني اختصرت ما ارتأيت أنه تفاصيل لا داعي لها.


                  ويبدو لي أنه في حالتك أنت، كل تفصيل ممل له داعي لأنك تقرأ بتمعن وتفحص بتأني.


                  عزيزي العميد،

                  قولك : ( أولا: الكاتب كان يهودي ) .

                  وأنا أقول فكان ماذا ؟؟؟
                  اليهود كثر ولم يكن يوحنا الوحيد يهوديًا !!!
                  ثم إنك تحتج لذلك بأنه اقتبس من العهد القديم ، وأنه كان يعرف أعياد اليهود وعاداتهم ، وأنا أقول : وماذا في هذا ؟؟؟

                  هل كل من يقتبس من العهد القديم وجب عندك أن يكون يهوديًا ؟؟
                  هل كل من عرف أعياد اليهود وعاداتهم صار يهودياً ؟؟؟
                  ألا يوجد من غير اليهود من يعرف أعيادهم ؟؟؟؟

                  لماذا لا يكون هذا الشخص الذي كتب الإنجيل غير يهودي ولكنه ضليع في اللغة العبرية ، كأن يكون مثلاً أجنبيًا يعيش ويعمل بين اليهود لسنين طويلة فتعلم لغتهم وعرف عاداتهم وأعيادهم ؟؟؟

                  أن الكثيرين كانوا يهودا، هو أمر جيد، فنحن ننطلق من التحديدات العامة لنصل إلى تلك الخاصة. وأنا سعيد لموافقتك على هذه النقطة كبداية للحوار.

                  ولكنني "اغتظت" لأنك تراجعت عنها لتفيد سهولة التقليد، بينما في الواقع التقليد شبه مستحيل لأن الكنيسة منذ البدء اعترفت بصحة أربعة (4) أناجيل فقط من بين العشرات وذلك لأن التقليد ليس سهلا كما تظن. أما النقاط التي تدل على معرفته بعادات اليهود وتقاليدهم وبعض التفاصيل التي تدل على معرفته الشخصية بفلسطين وبأماكن معينة وردت فيها، فاعذرني ولكن لا يسع أي أجنبي أن يعلمها مهما طالت به الإقامة. إن كنت تقيم في بلد أجنبي فلن يصعب عليك معرفة هذا التفصيل المهم والبسيط.



                  وتساؤلي هذا ينطبق على قولك : ( ثانيا: الكاتب يهودي من فلسطين ) .



                  ينطبق عليه القول أعلاه.



                  وتقول : ( ثالثا: الكاتب يهودي من القرن الأول ) .

                  وأنا أقول فماذا في هذا أيضاً؟؟؟

                  هل إذا عاش يوحنا في القرن الأول وجب أن يكون يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟؟؟

                  هل يوحنا هو الشخص الوحيد الذي عاش في القرن الأول ؟؟؟؟



                  هذا التصريح ينطبق عليه أيضا التعليق أعلاه بأنني أنتقل من العام إلى المحدد والخاص.




                  وتقول : ( هذا الإنجيل يقدم صورة قوية لمشاعر اليهود بعيد سقوط القدس ولا يمكن أن يقدم هذه الصورة بهذا الوضوح والقوة لو انه كتب بعد 100 عام من تاريخ كتابته ) .

                  أقول : كونه كتب قبل 100 ميلادية لا يعني أن يوحنا هو من كتب الإنجيل .

                  ثم إننا لو سلمنا لك أن الإنجيل يقدم صورة بقوة ووضوح لمشاعر اليهود ، لا يعني أنه كتب قبل 100 ميلادية ، بل لماذا لا يكون الكاتب قد سمع وصف هذه المشاعر من حكايات كانت رائجة على ألسن البعض ؟؟؟؟


                  لا أدعي شيئا من عندي، ولكنني أنقل لك دراسات متخصصين قضوا حياتهم كاملة في علم مقارنة المخطوطات والكتابات، ويقول ذوي الشأن: أن أحدا من كتبة الأناجيل المنحولة لم يتمكن من تقليد مشاعر لم يشعر بها شخصيا، بل تجد عناصر عديدة فضحت انتحاله للشخصية المزعومة. وإن صح أنه منحول فلا بد أن يكون شخصية عبقرية تفوقت على جميع المحاولات. ولكن ليس ثمة ما يرجح هذا الأمر لأنه شبه مستحيل.





                  وتقول : ( رابعا: الكاتب كان شاهد عيان ) .



                  عزيزي، التفاصيل الداعمة لهذه المقولة لا يمكن نكرانها. فهو يروي حوادث لم ترد لدى آخرين. ويروي تفاصيل لم تكن واردة لدى كثيرين. ويروي مشاعر وأحاسيس يمكن الجزم بصحتها وعدم تلفيقها لأسباب وردت في معرض الإجابة على النقطة أعلاه.





                  وتقول : ( خامسا: الكاتب كان تلميذا ليوحنا المعدان )



                  هنا لا يمكنني إلا أن أدعوك صادقا إلى مقارنة ما روته الأناجيل الإزائية الثلاث حول يوحنا المعمدان وما رواه يوحنا وأن تحكم بمنطق محايد حول جدية النقاط المثارة من هزلها.





                  وتخلص يا عزيزي في النهاية بقولك : (أخيرا: الكاتب هو يوحنا ) .
                  فلا أدري كيف تستنتج بهذه السهولة هذه المقولة الخطيرة ؟؟؟؟


                  هل وجدت فعلا أننا استخلصنا هذه النتيجة بهذه السهولة؟؟؟


                  أخبرني رجاء، ما هي الدوافع والدلائل التي بحوزتك لتقنعنا بأن يوحنا لم يكتب الإنجيل المدعو باسمه؟!؟!

                  وشكرا جزيلا لك

                  تعليق

                  • العميد
                    مشرف عام

                    • 4 فبر, 2007
                    • 82
                    • مسلم

                    #24

                    مداخلة العميد
                    - 04-27-2004 07:16 pm


                    الزميل العزيز ابن العرب

                    نحن نطالب بالدليل على أنّ كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي .

                    والدليل لا يمكن أن يكون داخليًا ، وإنما أنا ناقشته تبرعًا وليس لأني أعتبره وجيهًا .

                    فلماذا لا يمكن اعتبار الأدلة الداخلية ؟؟؟

                    أكثر ما يمكن أن تقدمه الأدلة الداخلية هو الإشارة إلى اسم الكاتب ، وحتى لو فرضنا أنّ اسم الكاتب موجود بكل وضوح ، يعني مثل عبارة ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) ، فلا يمكن الاعتداد بها .

                    لماذا ؟؟؟؟

                    لأنه لا يستبعد أن يقوم أحد بتلفيق هذا الإنجيل ثم ينسبه إلى أحد الحواريين بأن يضع اسم يوحنا أو يقول فيه ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) .


                    فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك ، إذ أنه من السهل على كل من أراد التلفيق أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتبًا .

                    وها هو إنجيل بطرس يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر( 14 ) :
                    (( ولكن أنا سمعان بطرس وأخي أندراوس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر وكان معنا لاوي بن حلفي ))

                    ومع ذلك أنت لا تؤمن أن بطرس الرسول هو الكاتب ، ولا تؤمن أن هذا الإنجيل قانوني .

                    وحتى لو قلنا لك ولكن اسمه موجود بشكل صريح في أنه الكاتب ، ستجيب بأنّ هناك شخصًا آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه ، عندها سنقول لك بأن كلامك هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق .


                    لذلك يجب الإثبات من الأدلة الخارجية على السند المتصل لهذا الإنجيل ، والسند المتصل هو مثلًا أن يخبر تلاميذ يوحنا أنهم شاهدوا يوحنا يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ يوحنا ) أن يوحنا بن زبدي هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .

                    وهناك شيء آخر وهو أنه يجب إثبات أن إنجيل يوحنا الذي بين أيدينا هو نفسه ما ينقله التلاميذ دون زيادة أو نقصان ، كأن ينقلوه مشافهة أو يكتبوه كاملًا ثم يقولون هذا إنجيل يوحنا .

                    في الحقيقة لو وجد مثل هذا فعندها نستطيع أن نخبر بكل ثقة عن هوية الكاتب ، لكن أن نأتي إلى الظنون إلى بعض العبارات الداخلية ثم نستنتج أنه يهودي لأنه يجيد العبرية ويعرف عادات اليهود ، وأنه من فلسطين لأنه تكلم عن بعض المناطق الجغرافية فيها ، وأنه شاهد عيان لنقله حوار دار بين التلاميذ ثم نخلص إلى أن الكاتب هو يوحنا من خلال هذه الظنون ، فلعمري لو أن هذا دليلًا لما بقيت دعوى عارية عن الدليل ، ولأصبح كل من يدعي شيئًا قادرًا على إثباته .

                    تحيـــــــــاتي

                    العميد

                    تعليق

                    • العميد
                      مشرف عام

                      • 4 فبر, 2007
                      • 82
                      • مسلم

                      #25

                      مداخلة ابن العرب
                      - 04-27-2004 07:49 pm

                      عزيزي العميد،

                      للأسف يبدو أننا نعيش في عالمين مختلفين تماما.

                      من الواضح أنك تفتقر تماما للمعرفة والعلم حول دراسة المخطوطات وسبل تقييمها ووسائل البحث بين صدقها من زيفها.

                      وهذا هو سبب عدم اقتناعك بما قدمنا لك من دلائل.

                      يا صديقي، هل تعلم أن أقدم مخطوطة من مقاطع لا بأس بها لإنجيل يوحنا تعود إلى العام 160 ميلادية؟!

                      هل تعلم أن أقدم مخطوطة للقرآن تعود لحوالي العام 1000 ميلادي؟!

                      لا أسعى إلى المقارنة، ولكنني أفتح عينيك إلى حقائق قد تكون تجهلها.

                      لدينا شهادات عدة من القرن الثاني تفيد بأن يوحنا الرسول هو كاتب إنجيله وأعتقد ان الأخ الراعي تفضل بتقديم بعضها.

                      وأنت لم تقدم لنا حتى نقطة واحدة تصب في مصلحة نفي واقع وحقيقة أن يوحنا كتب إنجيله فعلا.
                      لذلك، ختاما لمشاركتي في هذا الحوار أقدم لك ولأخي الراعي تحياتي القلبية


                      تعليق

                      • العميد
                        مشرف عام

                        • 4 فبر, 2007
                        • 82
                        • مسلم

                        #26

                        مداخلة العميد
                        - 04-27-2004 08:27 pm


                        الزميل ابن العرب

                        للأسف ، فإنك تمّل بسرعة ، فإما أن يسير النقاش حسب ما تهوى وتحب أو تمل ، فالمخطوطات التي تحدثني عنها لا يمكن أن تثبت من خلالها اسم الكاتب ، وأقصى ما يمكن الاستفادة منها هو زمن الكتابة لا اسم الكاتب .

                        بمعنى آخر أن حصولنا على مخطوطة لبعض المقاطع من إنجيل يوحنا تعود لسنة 160 ميلادية ، لا يعني أن الكاتب هو يوحنا بالضرورة .



                        تقول : (( لدينا شهادات عدة من القرن الثاني تفيد بأن يوحنا الرسول هو كاتب إنجيله وأعتقد ان الأخ الراعي تفضل بتقديم بعضها)) .


                        قلت : المشكلة أن الزميل الراعي يقدم ولكن لا يناقش ردي ، ولقد أجبنا عنها كلها ، فأرجو أن تقرأها بصدق مع النفس وبتجرد تام .

                        وهل تعلم أن أقصى ما يمكن الاستشهاد به هو كلام اريناؤس ؟؟؟؟

                        وهل تعلم السند إلى هنا مقطوع غير تام وأن كلامه لا يفيد إلا الظن ؟؟؟



                        تقول : (( وأنت لم تقدم لنا حتى نقطة واحدة تصب في مصلحة نفي واقع وحقيقة أن يوحنا كتب إنجيله فعلا )) .


                        قلت : أنا لا يجب عليّ أن أقدم شيئًا ، فالبينة على من ادعى ، وأنتم من تدّعون أن يوحنا هو الكاتب ، فهات الدليل .


                        فأنا يكفيني أن أبيّن لك أن أدلتك ليست كافية وغير صالحة ولا ينهض بها للاحتجاج ، وعندها يبقى إيمانكم مبنيًا على الظنون وعدم اليقين ، وفي هذا الكفاية.


                        أشكرك للتحية وللمشاركة الهادئة

                        العميد

                        تعليق

                        • العميد
                          مشرف عام

                          • 4 فبر, 2007
                          • 82
                          • مسلم

                          #27

                          مداخلة ابن العرب
                          - 04-28-2004 09:56 am

                          عزيزي العميد،

                          ليست مسألة ملل أو ما شابه، وليست مسألة رغبة في أن يتجه حوار نحو ما أريد وآمل.

                          المسألة ببساطة هي أنني أميز متى يكون الحوار قد استوفى حقه من ناحيتي ولم يعد ثمة ما يُضاف.
                          فأنا لم أقل انتهى الحوار، بل أنا انتهيت.

                          وتذكر أنك لم تعلق بتاتا على قضية "طريقة ووسائل دراسة المخطوطات وكيفية الحكم عليها".

                          أما بخصوص أن البينة على من ادعى، فأنا أكره مثل هذه التعابير.

                          نحن "نعرف أن يوحنا هو كاتب إنجيله". كما نعرف أن القمر أصغر من الأرض.

                          يأتي أحدهم ليقول: يوحنا لم يكتب إنجيله أو القمر ليس أصغر من الأرض.

                          هل ترى فعلا أن من واجبي أن أبين صدق ما أقول به أم بالأحرى على الطرف الآخر الذي يدعي أمرا منافيا لما درج عليه الناس أن يقدم توضيحا ودلائل تثبت أقواله المستجدة؟!؟!

                          هذا وتقبل تحياتي القلبية

                          تعليق

                          • العميد
                            مشرف عام

                            • 4 فبر, 2007
                            • 82
                            • مسلم

                            #28

                            مداخلة العميد
                            - 04-29-2004 01:11 am


                            مقتبس من ابن العرب : (( المسألة ببساطة هي أنني أميز متى يكون الحوار قد استوفى حقه من ناحيتي ولم يعد ثمة ما يُضاف )) .

                            الزميل ابن العرب

                            أنا أحترم رأيك جدًا ، وهذا من حقك ومن حق أي شخص أن يتوقف عندما يشعر أن الحوار استوفى حقه .

                            تقول : (( وتذكر أنك لم تعلق بتاتا على قضية "طريقة ووسائل دراسة المخطوطات وكيفية الحكم عليها )) .

                            لقد علقت على ذلك بقولي :
                            فالمخطوطات التي تحدثني عنها لا يمكن أن تثبت من خلالها اسم الكاتب ، وأقصى ما يمكن الاستفادة منها هو زمن الكتابة لا اسم الكاتب .

                            بمعنى آخر أن حصولنا على مخطوطة لبعض المقاطع من إنجيل يوحنا تعود لسنة 160 ميلادية ، لا يعني أن الكاتب هو يوحنا بالضرورة .

                            وإذا كان هناك شيء آخر من المخطوطات يمكن أن يثبت كاتب إنجيل يوحنا ، فأنا كلّي آذان صاغية .


                            تقول : (( أما بخصوص أن البينة على من ادعى، فأنا أكره مثل هذه التعابير )) .

                            قلت : كلامك فيه بعد عن الصواب ، فلولا أن البيّنة على من ادعى ، لادعى من يشاء ما يشاء ، وكان يمكن لكل شخص أن يتهم ابن العرب بالسرقة ، وعندما يُسأل ويقال له إن البيّنة على من ادعى ، يقول : " أنا أكره مثل هذه التعابير" .

                            وينتظر الجميع ليثبت ابن العرب براءته ، فهذا المنطق غير سليم .

                            تقول : (( نحن نعرف أن يوحنا هو كاتب إنجيله". كما نعرف أن القمر أصغر من الأرض )) .

                            قلت : أنت ربما تعرف يوحنا هو الكاتب ، ولكن نحن لا نعرف ، فعليك الإثبات ، أم تريدنا أن نؤمن ونصدق بكل ما تقوله لنا ؟؟؟

                            يعني تقول يوحنا هو الكاتب ، وعلينا نحن أن نقول نعم يوحنا هو الكاتب ، وإذ سُألنا نقول نفس الشيء والدليل أن ابن العرب قال لنا ، ودليل ابن العرب أنه هكذا قيل له .

                            فهل ترضى بهذا المنطق ؟؟؟؟؟

                            {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون} ؟؟؟


                            تقول : (( هل ترى فعلا أن من واجبي أن أبين صدق ما أقول به أم بالأحرى على الطرف الآخر الذي يدعي أمرا منافيا لما درج عليه الناس أن يقدم توضيحا ودلائل تثبت أقواله المستجدة؟!؟! )) .

                            قلت : (( لقد بيّنت لك أنه لا يوجد دليل قاطع وصريح يثبت من هو الكاتب ، وبيّنت أن كل ما هنالك محاولات تعتمد على الظن والاحتمال ، وهذا يكفي من ناحيتي ، وأترك الباقي لك ، فإذا أحببت أن تبني إيمانك على الظن والاحتمالات فهذا شأنك ، ولله الأمر من قبل ومن بعد )) .


                            تحيــــــــاتي

                            العمــيد

                            تعليق

                            • العميد
                              مشرف عام

                              • 4 فبر, 2007
                              • 82
                              • مسلم

                              #29

                              مداخلة الراعي
                              - 04-28-2004 03:17 PM


                              الأخ العزيز والزميل العميد

                              تحية طيبة وبعد


                              تابعت الحوار بينك وبين الأخ ابن العرب ولم أتدخل كثيرا لسببين الأول هو ظروف خاصة وظروف عملي التي تحتاج مني إلى الكثير من الوقت ، ولذا فأني أختلس قليل من الوقت للمتابعة والثاني هو أن ما قاله ابن العرب يدور في نفس الإطار والسياق وربما رجع لمرجع مشترك بيني وبينه ، وهذا المرجع هو الأبحاث الكثيرة التي قدمها الكثيرين من العلماء والباحثين ، وربما يكون أحد هذه المراجع كتاب خاص بي يختص بكيفية كتابة الأناجيل ووصولها إلينا سالمة . لذا اتفق معه في كل ما كتب .

                              + أما عن قولك للأخ ابن العرب " وهل تعلم أن أقصى ما يمكن الاستشهاد به هو كلام إريناؤس ؟؟؟؟
                              وهل تعلم السند إلى هنا مقطوع غير تام وأن كلامه لا يفيد إلا الظن ؟؟؟"
                              -------------


                              فأقول لك يا عزيزي أن كلامك هنا يخلوا من أسلوب البحث العلمي لأن إيرناؤس هذا كان تلميذا لبوليكاربوس وبوليكاربوس كان تلميذا للقديس يوحنا ، فكيف يكون السند مقطوع ؟؟!!!


                              وقد سبق وكتبت في تعليقاتي السابقة عن حتمية تواصل سلسلة الشهود فقلت :


                              1 - تواصل سلسلة الشهود من المسيح إلى التلاميذ ، ومن التلاميذ إلى تلاميذهم وخلفائهم ومن أتي بعدهم وهكذا . فمثلا كان القديس يوحنا تلميذا للمسيح وكان من ضمن تلاميذ يوحنا القديس بوليكاربوس ومن تلاميذ القديس بوليكاربوس القديس أريناؤس أسقف ليون بفرنسا ، وبالتالي ما يقوله الواحد هو ما نقله عن الآخر ، فقد نقل بوليكاربوس عن يوحنا ونقل أريناؤس عن بوليكاربوس وبالتي ما كتبه أريناؤس هو شهادة القديس يوحنا المنقولة عبر بوليكاربوس .

                              2 - لم يكن هؤلاء يتكلمون في الخفاء وإنما كانوا هم قادة الكنيسة ، فقد كان القديس يوحنا هو الكارز في أسيا الصغرى ، وخاصة أفسس ، وكانت كرازته لآلاف من الناس ، سواء الذين آمنوا على يديه ، أو الجيل الذي تربى على يديه ، ومن المعروف أن القديس يوحنا قد عاش حوالي 100 سنة ، وكان تعليمه معروفا عند جميع من كرز بينهم وفي كل الكنائس التي أسسها وأقام عليها أساقفة وقسوس وشمامسة ، وكان أحد هؤلاء القديس بوليكاربوس وما كتبه القديس بوليكاربوس للشعب في الكنيسة كان معلوما لكل المؤمنين هناك .


                              3 - أجمع الدارسون على أن الإنجيل للقديس يوحنا كتب في نهاية القرن الأول ، خاصة الفترة ما بين 80 إلى 95 م وبالتالي لم ينتشر هذا الإنجيل ، كإنجيل مكتوب برغم أنه كتعليم شفوي كان معروفا ومحفوظا في قلوب المؤمنين هناك ، إلا ابتداء من هذه الفترة ، لذا لم يعرف هذا الإنجيل في الكنائس الأخرى إلا في السنوات القليلة الأخيرة من القرن الأول وبداية القرن الثاني الميلادي .

                              ويقول إريناؤس أسقف ليون (Adr. Haer. 2:22) وينقل عنه يوسابيوس القيصرى أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " جميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ الرب فى آسيا يحملون الشهادة أن يوحنا سلمه (أى الإنجيل) إليهم . لأنه بقى معهم حتى حكم تراجان " (كث ف 23 : 2) .


                              إذا يا عزيزي كان السند متصلا من المسيح إلى تلاميذه ومنهم يوحنا ، ومن يوحنا إلى تلاميذه ومنهم بوليكاربوس ، ومن بوليكاربوس ، إلى إريناؤس ، وهؤلاء ، جميعا ، لم يعيشوا في عالم خيالي غامض بل كانوا يعيشون بين الناس ، وخاصة المؤمنين ، وما كان معلوما لهم كل معلوما لكل المؤمنين ، وإذا كان الكثيرون قد استشهدوا بالإنجيل للقديس يوحنا ولم يذكروا اسمه فهذا راجع لتركيزهم أولا على الكلمة ، كلمة الله ، لا على كاتب الوحي ، وثانيا لأن الكاتب كان معروفا للجميع وليس في حاجة للإشارة إليه وإلا لما اقتبسوا منه أو استشهدوا بما كتبه من وحي .


                              مع تحياتي
                              الراعي / عمانوئيل

                              تعليق

                              • العميد
                                مشرف عام

                                • 4 فبر, 2007
                                • 82
                                • مسلم

                                #30
                                مداخلة العميد
                                - 04-29-2004 12:30 AM

                                مقتبس من الراعي : (( أما عن قولك للأخ ابن العرب " وهل تعلم أن أقصى ما يمكن الاستشهاد به هو كلام اريناؤس ؟؟؟؟
                                وهل تعلم السند إلى هنا مقطوع غير تام وأن كلامه لا يفيد إلا الظن ؟؟؟"

                                فأقول لك يا عزيزي أن كلامك هنا يخلوا من أسلوب البحث العلمي لأن إيرناؤس هذا كان تلميذا لبوليكاربوس وبوليكاربوس كان تلميذا للقديس يوحنا ، فكيف يكون السند مقطوع ؟؟!!! )) .

                                قلت : السند نعم مقطوع ، هل تعلم لماذا ؟؟؟
                                لأن إريناؤس لم يخبرنا من أين حصل على هذه المعلومة ، وبمعنى آخر لم يقل إن بولكاربوس هو من أخبره .

                                والغريب أن بوليكاربوس لم يذكر شيئًا عن إنجيل يوحنا قط ، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى وجود إنجيل ليوحنا ، ومن المفترض أنه تلميذه !!!!

                                فيا ترى ، هل الآخرون أعلم به منه ؟؟؟؟
                                أم أنه خفي عليه ذلك ؟؟؟

                                كما أنه لا يمكن الاعتماد على قول إريناوس ، لأنه لم يذكر أنه أخذ هذه المعلومة من بوليكاربوس ، وإذا قيل ولكن إريناوس كان تلميذاً لبوليكاربوس ، نقول : ولكن يحتمل أنه أخذها عن آخر مجهول لا نعرفه ، أو أنه غلب ذلك على ظنه ..

                                وكونه تلميذ بوليكاربوس لا يعني أنه أخذ كل شيء عن بوليكاربوس ، فلو صحّ ذلك لوجب أن يكون فلورينوس الغنوسي أيضاً أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ، لأنه كان تلميذه ، تقول دائرة المعارف :
                                ( فلورنيوس الذي كان أيضاً تلميذاً من تلاميذ بوليكاربوس ، ولكنه انحرف إلي الغنوسية ) .

                                فهل تقول إن فلورنيوس الغنوسي تلميذ بوليكاربوس أيضاً أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ؟؟؟

                                طبعاً لا أظن أنك تقول به ...

                                وكذلك لوجب أن بابياس الذي يُعتبر صديق بولكاربوس وتلميذ يوحنا قد أخذ عنه كيفية موت يهوذا الإسخريوطي ، والتي وصفها كالتالي :
                                Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.
                                ( Fragments of Papias - chapter 3 )

                                الترجمة :
                                ولقد أصبح يهوذا مثالًا سيئًا على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور وخرجت أحشاؤه .

                                فهل تستطيع يا عزيزي أن تقول إن بابياس أخذ هذه عن الرسول يوحنا لأنه كان تلميذه ؟؟
                                أو هل تستطيع أن تقول إن بابياس أخذ هذه عن بولكاربوس لأنه كان صديقه ؟؟؟؟

                                طبعاً لن تقول ذلك ، لأن هذا فيه تكذيب واضح لإنجيل متى 27 : 5
                                ( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ، ثم مضى وخنق نفسه ) .وكذلك فيه تكذيب واضح لأعمال الرسل 1 : 18

                                إذن ، الجزم بأن أيريناوس أخذ هذه المعلومات عن بوليكاربوس فيه مجازفة كبيرة وبعداً عن المنطق والحقيقة .

                                وهذا الكلام عن اريناؤس كررته لك حتى الآن ثلاث مرات على التوالي ، وتمر عليه بصمت كأنك لاتراه ، ثم تعود لتكتب في نفس النقطة وكأن شيئًا لم يكن .

                                وكتبت تقول :
                                (( (1) يقول إريناؤس أسقف ليون (Adr. Haer. 2:22) وينقل عنه يوسابيوس القيصري أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " جميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ الرب في آسيا يحملون الشهادة أن يوحنا سلمه إليهم . لأنه بقى معهم حتى حكم تراجان " (ك3 ف2:23) ..)) .

                                أقول :
                                هذا أيضًا رددت عليه سابقًا، ويبدو أنك لم تقرأ ردودي يا عزيزي ، وهذا كلامي مرة أخرى ، أرجو أن تقرأه هذه المرة :
                                إن كلمة (أي الإنجيل) التي وضعتها سيادتك بين قوسين ليست من كلام إريناؤس ، بل هي من إضافتك أنت وفهمك ، أما إريناؤس فقال التالي : ( سلمهم تلك المعلومات ) ، ولم يقل سلمهم الإنجيل .

                                وهذا هو النص بالانكليزية ، وأعتقد أنك تجيد الانكليزية وليس مثلي :
                                those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord , that John conveyed to them that information . And he remained among them up to the times of Trajan

                                وحتى لا تقول لي إنّ المراد بهذه المعلومات هي إنجيله ، أقول :
                                حتى نفهم ماذا يعني إريناوس بهذه المعلومات ، يجب علينا قراءة الكلام في سياقه ونرجع قليلًا إلى الوراء لنرى أن إريناوس كان يتحدث عن سن يسوع ، ويحاول أن يناقش ويثبت أن يسوع كان قد بلغ ثلاثين عاماً حين عُمّد ، ثم يحاول أن يثبت أن يسوع عندما مات كان قد تجاوز الخمسين عاماً ...

                                فهذه هي المعلومة التي يتحدث عنها إريناوس ، والتي يقول إن الرسول يوحنا سلمها للتلاميذ ، ولم يعنِ الإنجيل كما ظننت سيادتك .

                                بل حتى في التعليق على الهامش رقم ( 155 ) نجد الآتي :
                                (( مع الاحترام لهذا التّأكيد العجيب من إيريناؤس , يعلّق هارفي : قد يدرك القارئ هنا سمة التقليد غير المقبول , حيث أن الحقيقة المجرّدة مضطربة .فمن خلال التّدبّر المبني على التّاريخ الانجيلي , وبالإضافة إلى شهادة خارجيّة , نجد أنه من المؤكد أن عمل المسيح إمتدّ قليلاً فوق ثلاث سنوات , لكن هنا يصرّح إيريناوس أن هذا بلغ أكثر من عشر سنوات , و يدعو إلى تقليد مبني - كما يقول - من خلال هؤلاء الذين رافقوا الرسول )) .

                                With respect to this extraordinary assertion of Irenaeus, Harvey remarks: "The reader may here perceive the unsatisfactory character of tradition, where a mere fact is concerned. From reasonings founded upon the evangelical history, as well as from a preponderance of external testimony, it is most certain that our Lord's ministry extended but little over three years; yet here Ireneaus states that it included more than ten years, and appeals to a tradition derived, as he says, from those who had conversed with an apostle" .

                                فالتعليق هنا يؤكد أن المعنى بـ " المعلومات " هنا هو الكلام عن سن المسيح ، وأن ذلك نقله الرسول يوحنا إلى تلاميذه ، ويعتبر التعليق أنّ رأي إريناوس بهذا الصدد غير مقبول .

                                وهذا هو السياق كاملاً لكلام إريناؤس ليكون واضحاً أمام الجميع ، وليحكم القارئ من خلاله :
                                They, however, that they may establish their false opinion regarding that which is written, "to proclaim the acceptable year of the Lord," maintain that He preached for one year only, and then suffered in the twelfth month. [In speaking thus], they are forgetful to their own disadvantage, destroying His whole work, and robbing Him of that age which is both more necessary and more honourable than any other; that more advanced age, I mean, during which also as a teacher He excelled all others. For how could He have had disciples, if He did not teach? And how could He have taught, unless He had reached the age of a Master? For when He came to be baptized, He had not yet completed His thirtieth year, but was beginning to be about thirty years of age (for thus Luke, who has mentioned His years, has expressed it: "Now Jesus was, as it were, beginning to be thirty years old,"153 when He came to receive baptism); and, [according to these men, ] He preached only one year reckoning from His baptism. On completing His thirtieth year He suffered, being in fact still a young man, and who had by no means attained to advanced age. Now, that the first stage of early life embraces thirty years,154 and that this extends onwards to the fortieth year, every one will admit; but from the fortieth andfiftieth year a man begins to decline towards old age, which our Lord possessed while He still fulfilled the office of a Teacher, even as the Gospel and all the elders testify; those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord, [affirming] that John conveyed to them that information.155 And he remained among them up to the times of Trajan.156 Some of them, moreover, saw not only John, but the other apostles also, and heard the very same account from them, and bear testimony as to the [validity of] the statement. Whom then should we rather believe? Whether such men as these, or Ptolemaeus, who never saw the apostles, and who never even in his dreams attained to the slightest trace of an apostle?

                                وبهذه المناسبة اسمح لي أن أطرح عليك هذا السؤال الجانبي للمعلومات فقط :
                                ما رأيك أنت شخصياً في ما استنتجه إريناوس من أن المسيح جاوز الخمسين عند موته ؟


                                تحيــــــــــــاتي
                                العميد
                                -----------

                                تعقيب خارج المناظرة
                                مما يلفت الانتباه أن القس بسيط عاد ليقول : (( ويقول إريناؤس أسقف ليون (Adr. Haer. 2:22) وينقل عنه يوسابيوس القيصرى أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " جميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ الرب فى آسيا يحملون الشهادة أن يوحنا سلمه (أى الإنجيل) إليهم . لأنه بقى معهم حتى حكم تراجان " .. )) .

                                وقد ذكرت في المداخلة العاشرة في "تعقيب خارج المناظرة " أن القس حرف الجملة ودلس فيها ، ثم عاد بالتحريف نفسه دون خجل ، فهو إما يقرأ وهو نعس وإما المهم عنده الرد بأي شكل حتى لو كان بالتكرار ، بمعنى آخر ملء الصفحات كيفما اتفق ، حتى يتوهم أتباع الكنيسة أن قساوستهم يملكون الرد ، إذ أن أكثرهم لا يقرأون كما هو ظاهر ، فيكتفون بإلقاء النظر للتحقق من أن هناك ردًا وكفى ، دون أن يقرأوه ، أو أنهم لا يفهمون ما يقرأون ، والله المستعان .

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 2 يوم
                                رد 1
                                15 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة داني منصور
                                بواسطة داني منصور
                                ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 4 يوم
                                رد 1
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الفقير لله 3
                                بواسطة الفقير لله 3
                                ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 5 يوم
                                ردود 0
                                4 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الفقير لله 3
                                بواسطة الفقير لله 3
                                ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                9 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الفقير لله 3
                                بواسطة الفقير لله 3
                                ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 2 أسابيع
                                ردود 0
                                7 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الفقير لله 3
                                بواسطة الفقير لله 3
                                يعمل...