أرسلت بفضل الله تعالى خمسة كتيبات للناشر
وهذا هو السادس , ربما لن ينشر ونكتفي بالخمسة الأول
------------------------
في هذا الموضوع استفدت كثيراً من كتابات الدكتور أمير والمهندس الدخاخني والدكتور مجاهد والأستاذ خالد حربي , جزاهم الله خيراً
بالإضافة لكتاب سماحة الإسلام - د عمر عبد العزيز قريشي
شبهات حول الإسلام - محمد قطب .
فقه السنة - سيد سابق .
والعديد من المحاضرات على النت .
------------------------------------------
استكمالاً لسلسلة الحوارات بين أحمد ومينا حول نقاط الإختلاف بين الإسلام والنصرانية والتي بدءناها بالحوار الأول حول الكتاب المقدس عند النصارى, ولماذا يقول المسلمون بتحريفه, وكان الحوار الثالث حول تأليههم للمسيح عليه السلام وحول اعتقادهم في الثالوث, وكان الحوار الرابع حول المرأة بين الإسلام والنصرانية والمجتمعات الغربية وكان الحوار الخامس حول ادعاءات انتشار الإسلام بالسيف والآن نقدم حواراً حول الرق وملك اليمين بين الإسلام والنصرانية.
ياسر جبر
[email protected]
----------
----------------------
[1]رواه البخاري 2075.
[2]رواه الخمسة , وصححه الألباني – صحيح الجامع 6557 , ومختصر إرواء الغليل 1746.
[3]صحيح مسلم 3131 , وصححه الألباني في الجامع 6375
يتبع ...
وهذا هو السادس , ربما لن ينشر ونكتفي بالخمسة الأول
------------------------
في هذا الموضوع استفدت كثيراً من كتابات الدكتور أمير والمهندس الدخاخني والدكتور مجاهد والأستاذ خالد حربي , جزاهم الله خيراً
بالإضافة لكتاب سماحة الإسلام - د عمر عبد العزيز قريشي
شبهات حول الإسلام - محمد قطب .
فقه السنة - سيد سابق .
والعديد من المحاضرات على النت .
------------------------------------------
الحوار السادس
حول الرق وملكات اليمين وحد الردة.
حول الرق وملكات اليمين وحد الردة.
ياسر جبر
[email protected]
----------
مينا : حدثني عن الرق في الإسلام ؟
أحمد : جاء الإسلام والوضع كما يلي :
1- الرق أمر واقع في العالم أجمع.
2- وجود أمر باسترقاق الآسرى المخالفين في الكتاب المقدس عند النصارى.
3- وجود أوامر للعبيد ( الرق ) بطاعة أسيادهم والخضوع لهم كما للرب !.
4- عدم وجود أوامر بحسن معاملة العبيد في الكتاب المقدس عند النصارى.
5- عدم وجود أوامر أو وصايا بتحرير وعتق العبيد.
وعندما جاء الإسلام, أمر بعتق رقاب العبيد وجعله كفارة للذنوب, وأمر بحسن معاملة من لم يتم عتقهم, كما وضع الإسلام ضوابط للرق تحد من زيادته, لذلك نستطيع القول أن الإسلام هو الذي حرر العبيد.
مينا : فلنناقش ماذ كرته واحداً تلو الآخر, فأنا لا أنكر وجود الرق في العالم أجمع وقت ظهور الإسلام ولكن ما الدليل على أن الكتاب المقدس أمر بالاسترقاق, أو حث عليه ؟.
أحمد : الأدلة كالتالي :
أ- في العهد القديم : 1- الرق أمر واقع في العالم أجمع. 2- وجود أمر باسترقاق الآسرى المخالفين في الكتاب المقدس عند النصارى. 3- وجود أوامر للعبيد ( الرق ) بطاعة أسيادهم والخضوع لهم كما للرب !. 4- عدم وجود أوامر بحسن معاملة العبيد في الكتاب المقدس عند النصارى. 5- عدم وجود أوامر أو وصايا بتحرير وعتق العبيد.
1- ( خروج 21: 1-4 : إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا إن دخل وحده فوحده يخرج. إن كان بعل امرأة تخرج امرأته معه إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده.).
2- ( تثنية 21: 10 : إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، وَأَظْفَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِمْ، وَسَبَيْتُمْ مِنْهُمْ سَبْياً، 11 وَشَاهَدَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ الأَسْرَى امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ فَأُولِعَ بِهَا وَتَزَوَّجَهَا، 12فَحِينَ يُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِهِ يَدَعُهَا تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا، 13 ثُمَّ يَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَيَتْرُكُهَا فِي بَيْتِهِ شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ تَنْدُبُ أَبَاهَا وَأُمَّهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُعَاشِرُهَا وَتَكُونُ لَهُ زَوْجَهً.).
3- (سفر اللاويين 25 : 44 و أما عبيدك و إماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم منهم تقتنون عبيدا و إماء* 45 و أيضا من أبناء المستوطنين النازلين عندكم منهم تقتنون ومن عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون ملكا لكم* 46 و تستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك تستعبدونهم إلى الدهر وأما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلط إنسان على أخيه بعنف* ).
4- ( خروج 21: 20 : إذا ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تحت يده ينتقم منه لكن إن بقي يوما أو يومين لا ينتقم منه لأنه ماله).
ب : في العهد الجديد :
1- (افسس 6: 5 : ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح).
2- (كولوسى 3: 22 : ايها العبيد اطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل ببساطة القلب خائفين الرب).
3- (1بطرس 2: 18 أيها الخدام، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس للصالحين المترفقين فقط، بل للعنفاء أيضا ).
لذلك فأنه حسب النصوص السابقة, لا يوجد في النصرانية إلا كيف تسترق أو تسبي, و كيف تضرب, كما أنه لا يوجد أي أمر بحسن المعاملة أو بالعتق.
مينا : ومالدليل على عدم وجود أوامر أو وصايا بتحرير الرق أو بحسن معاملته ؟
أحمد : أنت المطالب بتقديم الدليل الكتابي على ذلك, ولو سألتني عن الأوامر الإسلامية الخاصة بتحرير الرق أو بحسن معاملته لأعطيتك العديد.
مينا : وما معنى قولك ان الإسلام هو الذي حرر الرق ؟
أحمد : الإسلام حرر الرق عن طريقين, الأول هو تضييق المدخل إلى الرق فجعله
محصوراً في آسرى الحرب ومنع الاسترقاق من الطرق الآخرى التي كانت سائدة مثل الخطف أو تسديد الديون.
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ. [1]
والخطف كان امراً معتاداً وكان المصدر الرئيسي للرق في أمريكا حتى وقت قريب, من خلال رحلات صيد الأفارقة, ونقلهم في رحلة شاقة يموت منهم ما يقرب من الثلث, ويتم إلقاء الضعفاء والمرضى في المحيط حتى لا يستهلكوا نصيباً من الطعام !.
والطريق الثاني الذي حرر به الإسلام العبيد هو توسيع المخرج من الرق, فجعل تحرير العبيد من أنواع الصدقات أو الكفارات.
مينا : حسناً, أين أدلتك على ان الإسلام دعى إلى تحرير الرق, وأين أدلتك على أنه أمر بحسن معاملة من بقي منهم على رقه ؟
أحمد : أولا : شرع الإسلام العديد من السبل لتحرير الرق:
1- جعل الإسلام عتق العبيد من أكبر القربات إلى الله فقال تعالى: " فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) " سورة البلد.
وفي التفسير الميسر : فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله، فيأمن., وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة، وما يعين على تجاوزها؟, إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق.
2- جعل الإسلام تحرير المملوك كفارة لكثير من الأخطاء:
- فجعله كفارة للقتل الخطأ. فقال تعالى: " وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ ... الآية [النساء : 92].
- و جعله كفارة للحنث فى اليمين. فقال تعالى: " لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ... الآية [المائدة : 89].
- وجعله كفارة للظهار.فقال تعالى: وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة : 3].
3- جعل الله تعالى العبد يعتق إن ملكه قريب له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ملك ذا رحم محرم فهو حر). [2]
4- جعل الله تعالى كفارة ضرب العبد عتقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ضرب غلاما له حداً لم يأته او لطمه فإن كفارته أن يعتقه).[3]
5- أمر الله تعالى بمكاتبة من طلب المكاتبة من الأرقاء لقوله تعالى: " .. وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ .. الآية" [النور : 33].
وفي التفسير الميسر : والذين يريدون أن يتحرروا من العبيد والإماء بمكاتبة أسيادهم على بعض المال يؤدونه إليهم، فعلى مالكيهم أن يكاتبوهم على ذلك إن علموا فيهم خيرًا: مِن رشد وقدرة على الكسب وصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه.
وهذا أمر صريح بعتق الرقيق الذين يريدون ذلك مادام المالك سيحصل على ماله, وللإسلام الاسبقية فى هذا التشريع, بل إن الإسلام أمر بمساعدتهم بالمال ليحصلوا على حريتهم فقال تعالى : ((وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)).
6- جعل الله تعالى الإنفاق على الرقيق وعتقهم من أحد مصارف الزكاة فقال سبحانه : " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [التوبة : 60].
ثانيا : أمر الإسلام بحسن معامل الرقيق:
1- قال الله تعالى: " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً " [النساء : 36]
أحمد : جاء الإسلام والوضع كما يلي :
1- الرق أمر واقع في العالم أجمع.
2- وجود أمر باسترقاق الآسرى المخالفين في الكتاب المقدس عند النصارى.
3- وجود أوامر للعبيد ( الرق ) بطاعة أسيادهم والخضوع لهم كما للرب !.
4- عدم وجود أوامر بحسن معاملة العبيد في الكتاب المقدس عند النصارى.
5- عدم وجود أوامر أو وصايا بتحرير وعتق العبيد.
وعندما جاء الإسلام, أمر بعتق رقاب العبيد وجعله كفارة للذنوب, وأمر بحسن معاملة من لم يتم عتقهم, كما وضع الإسلام ضوابط للرق تحد من زيادته, لذلك نستطيع القول أن الإسلام هو الذي حرر العبيد.
مينا : فلنناقش ماذ كرته واحداً تلو الآخر, فأنا لا أنكر وجود الرق في العالم أجمع وقت ظهور الإسلام ولكن ما الدليل على أن الكتاب المقدس أمر بالاسترقاق, أو حث عليه ؟.
أحمد : الأدلة كالتالي :
أ- في العهد القديم : 1- الرق أمر واقع في العالم أجمع. 2- وجود أمر باسترقاق الآسرى المخالفين في الكتاب المقدس عند النصارى. 3- وجود أوامر للعبيد ( الرق ) بطاعة أسيادهم والخضوع لهم كما للرب !. 4- عدم وجود أوامر بحسن معاملة العبيد في الكتاب المقدس عند النصارى. 5- عدم وجود أوامر أو وصايا بتحرير وعتق العبيد.
1- ( خروج 21: 1-4 : إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا إن دخل وحده فوحده يخرج. إن كان بعل امرأة تخرج امرأته معه إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده.).
2- ( تثنية 21: 10 : إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، وَأَظْفَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِمْ، وَسَبَيْتُمْ مِنْهُمْ سَبْياً، 11 وَشَاهَدَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ الأَسْرَى امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ فَأُولِعَ بِهَا وَتَزَوَّجَهَا، 12فَحِينَ يُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِهِ يَدَعُهَا تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا، 13 ثُمَّ يَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَيَتْرُكُهَا فِي بَيْتِهِ شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ تَنْدُبُ أَبَاهَا وَأُمَّهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُعَاشِرُهَا وَتَكُونُ لَهُ زَوْجَهً.).
3- (سفر اللاويين 25 : 44 و أما عبيدك و إماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم منهم تقتنون عبيدا و إماء* 45 و أيضا من أبناء المستوطنين النازلين عندكم منهم تقتنون ومن عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون ملكا لكم* 46 و تستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك تستعبدونهم إلى الدهر وأما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلط إنسان على أخيه بعنف* ).
4- ( خروج 21: 20 : إذا ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تحت يده ينتقم منه لكن إن بقي يوما أو يومين لا ينتقم منه لأنه ماله).
ب : في العهد الجديد :
1- (افسس 6: 5 : ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح).
2- (كولوسى 3: 22 : ايها العبيد اطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل ببساطة القلب خائفين الرب).
3- (1بطرس 2: 18 أيها الخدام، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس للصالحين المترفقين فقط، بل للعنفاء أيضا ).
لذلك فأنه حسب النصوص السابقة, لا يوجد في النصرانية إلا كيف تسترق أو تسبي, و كيف تضرب, كما أنه لا يوجد أي أمر بحسن المعاملة أو بالعتق.
مينا : ومالدليل على عدم وجود أوامر أو وصايا بتحرير الرق أو بحسن معاملته ؟
أحمد : أنت المطالب بتقديم الدليل الكتابي على ذلك, ولو سألتني عن الأوامر الإسلامية الخاصة بتحرير الرق أو بحسن معاملته لأعطيتك العديد.
مينا : وما معنى قولك ان الإسلام هو الذي حرر الرق ؟
أحمد : الإسلام حرر الرق عن طريقين, الأول هو تضييق المدخل إلى الرق فجعله
محصوراً في آسرى الحرب ومنع الاسترقاق من الطرق الآخرى التي كانت سائدة مثل الخطف أو تسديد الديون.
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ. [1]
والخطف كان امراً معتاداً وكان المصدر الرئيسي للرق في أمريكا حتى وقت قريب, من خلال رحلات صيد الأفارقة, ونقلهم في رحلة شاقة يموت منهم ما يقرب من الثلث, ويتم إلقاء الضعفاء والمرضى في المحيط حتى لا يستهلكوا نصيباً من الطعام !.
والطريق الثاني الذي حرر به الإسلام العبيد هو توسيع المخرج من الرق, فجعل تحرير العبيد من أنواع الصدقات أو الكفارات.
مينا : حسناً, أين أدلتك على ان الإسلام دعى إلى تحرير الرق, وأين أدلتك على أنه أمر بحسن معاملة من بقي منهم على رقه ؟
أحمد : أولا : شرع الإسلام العديد من السبل لتحرير الرق:
1- جعل الإسلام عتق العبيد من أكبر القربات إلى الله فقال تعالى: " فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) " سورة البلد.
وفي التفسير الميسر : فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله، فيأمن., وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة، وما يعين على تجاوزها؟, إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق.
2- جعل الإسلام تحرير المملوك كفارة لكثير من الأخطاء:
- فجعله كفارة للقتل الخطأ. فقال تعالى: " وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ ... الآية [النساء : 92].
- و جعله كفارة للحنث فى اليمين. فقال تعالى: " لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ... الآية [المائدة : 89].
- وجعله كفارة للظهار.فقال تعالى: وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة : 3].
3- جعل الله تعالى العبد يعتق إن ملكه قريب له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ملك ذا رحم محرم فهو حر). [2]
4- جعل الله تعالى كفارة ضرب العبد عتقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ضرب غلاما له حداً لم يأته او لطمه فإن كفارته أن يعتقه).[3]
5- أمر الله تعالى بمكاتبة من طلب المكاتبة من الأرقاء لقوله تعالى: " .. وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ .. الآية" [النور : 33].
وفي التفسير الميسر : والذين يريدون أن يتحرروا من العبيد والإماء بمكاتبة أسيادهم على بعض المال يؤدونه إليهم، فعلى مالكيهم أن يكاتبوهم على ذلك إن علموا فيهم خيرًا: مِن رشد وقدرة على الكسب وصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه.
وهذا أمر صريح بعتق الرقيق الذين يريدون ذلك مادام المالك سيحصل على ماله, وللإسلام الاسبقية فى هذا التشريع, بل إن الإسلام أمر بمساعدتهم بالمال ليحصلوا على حريتهم فقال تعالى : ((وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)).
6- جعل الله تعالى الإنفاق على الرقيق وعتقهم من أحد مصارف الزكاة فقال سبحانه : " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [التوبة : 60].
ثانيا : أمر الإسلام بحسن معامل الرقيق:
1- قال الله تعالى: " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً " [النساء : 36]
----------------------
[1]رواه البخاري 2075.
[2]رواه الخمسة , وصححه الألباني – صحيح الجامع 6557 , ومختصر إرواء الغليل 1746.
[3]صحيح مسلم 3131 , وصححه الألباني في الجامع 6375
يتبع ...
تعليق