بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل ادم تم عقابه ام لا وان تم فما هى الادلة العقلية والنقلية على ذلك
بدايتا مبدئية عندما فعل ادم الخطيئة أراد الخالق حسب معتقد النصارى أن يعاقبه ليطبق العدل وأراد في نفس الوقت عدم فعل ذلك الفعل الذى يناقض الرحمة من منظورهم اى النصارى لأنه رحيم فأصبح هناك مشكلة بين العدل والرحمة ليس لها حل إلا التوفيق او الجمع بينهما ولا يتأتى ذلك إلا إذا جاء من يحمل الخطيئة عن ادم وأبنائه وبذلك يكون الخالق قد رحم ادم ولم يعاقبه وفى نفس الوقت حقق العدل وهذا التبرير أو التفسير الخاطئ دائما ما نسمعه مرارا وتكرارا من النصارى منذ ابتداع بولس (بولس الرسول هو أحد قادة الجيل المسيحي الأول ويعتبره البعض على أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ المسيحية بعد المسيح نفسه ,وضعه مايكل هارت فى المرتبة السادسة فى كتابه عظماء التاريخ. عرف برسول الأمم حيث كان من أبرز من بشر بهذه الديانة في آسيا الصغرى و أوروبا، وكان له الكثير من المريدين والخصوم على حد سواء. يتوقع أنه لم يتمتع بذات المكانة التي خصها معاصريه من المسيحيين لبطرس أو ليعقوب أخو الرب، ومن خلال الرسائل التي تنسب إليه تتبين ملامح صراع خاضه بولس ليثبت شرعية ومصداقية عمله كرسول للمسيح. ساهم التأثير الذي خلفه بولس في المسيحية بجعله واحد من أكبر القادة الدينيين في العالم على مر العصور.احتفل العالم المسيحي بين 29حزيران 2008 و 29 حزيران 2009 باليبوبيل الألفي الثاني على مولده في طرسوس(أسية الصغرى) – الموسوعة العربية ) لعقيدة (( كفارة المسيح )) تعليلاً منه لموت المسيح الناصري على الصليب . ومن الغريب انه لم يحقق هو بنفسه في مدى صحة ما وصله من روايات متعلقة بحادثة الصلب . فسلم بموت المسيح بشكل طبيعي
وتم اعتبار اختلا قات ومزاعم بولس حقيقة يقينية لا تقبل الشك مع تجاهل سيرته السابقة التي كان فيه من ألد أعداء المسيحية. و هو نفسه يتعرف بهذه الحقيقة في رسالته إلى أهل غلاطية 1/13 التي يقول فيها : (( فقد سمعتم بسيرتي الماضية في ملة اليهود . إذ كنت أضطهد كنيسة الله غاية الاضطهاد ، وأحاول تدميرها ..)) فعلى اى أساس كانت فيه كل هذه الثقة العمياء وهل يمكن ان يتحول الشيطان إلى ملاك مرة واحدة بدون مقدمات وإلا فلا لوم على كل من يدعى النبوة من المفسدين والطغاة بين ليلة وضحاها وخصوصا اذا كان فعل الاعاجيب والغرائب لا يفرق بين نبى او مدعى , صالح او طالح شيطان او ملاك .ولكن إذا نظرنا في الكتاب المقدس وفى نفس الوقت اعتبرنا البداهة العقلية بعد نظرة فاحصة إلى واقع الإنسان على سطح الأرض , فسوف نجد ان الحقيقة الجلية تقول بان ادم قد تم عقابه بالفعل مما يدل على فساد وبطلان كل ما سبق من أسس للمسيحية وكل ما هو مبنى عليها وهذا لا يحتاج إلى إثبات ولكن يحتاج أولا إلى قرأة الفقرات ( 2/15-3/24) التي وردت في سفر التكوين متحدثتا عن قصة الخطيئة بتمعن وتفكر , ثانيا معرفة مبدأ بسيط يعرف بمبدأ النسبية , ثالثا نظرة فاحصة إلى واقع الإنسان على سطح الأرض
اولا اثبات ان ادم تم عقابه من سفر التكوين
يقول سفر التكوين: " وأخذ الرب الإله آدم، ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها، وأوصى الرب الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها تموت موتا .....
وكانت الحية أحيَل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله؟، فقالت للمرأة: أحقاً قال الله: لا تأكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمساه لئلا تموتا.
فقالت الحية للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها، وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً معها، فأكل فانفتحت أعينهما، وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين، وصنعا لأنفسهما مآزر.
وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم، وقال له: أين أنت؟
فقال: سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان، فاختبأت، فقال: من أعلمك أنك عريان ؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟ فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت.
فقال الرب الإله للمرأة: ما هذا الذي فعلت؟ فقالت المرأة: الحية غرّتني فأكلتُ.
فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم. ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه.
وقال للمرأة: تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك.
وقال لآدم: لأنك سمعت لقول امرأتك، وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً: لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنك تراب، وإلى تراب تعود ...
وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده، ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها، فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة " (التكوين 2/15-3/24).
كل من يقرا هذه الآيات بغض النظر عن الأوصاف التي وصف بها الإله كمشيه فى الجنة وجهله بما يحدث وتعالى الله عن ذلك ( لأنه من غير المعقول أن يكون الإله جاهلا بخطايا البشر ثم يحاسبهم عليها على الأقل يمكن للإنسان في سبيل النجاة أن ينكر ما فعله من أخطاء او عدم إيمانه مستغلا جهل الإله بذلك لان أول ما نلاحظه أن الرواية التوراتية تتحدث عن الذات الإلهية بما لا يليق بشمولية علم الله وتنزهه، ومنه " وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب النهار، فاختبأ آدم وامرأته في وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم، وقال له: أين أنت ؟ "، فسؤاله ليس سؤالاً تقريرياً، وليس تأنيبياً، بل هو استفهامي، صدر عن عاجز عن الوصول إلى من توارى عنه حين سمع وقع أقدامه.ويمكنك ان تقارن ما ورد فى العهد القديم بما ورد فى القرآن الكريم وتحكم العقل اذ يقول الحق سبحانه وتعالى فى الاية السابعة من سورة غافر (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) و فى الاية السابعة ايضا من سورة طه (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) و الاية 59 من سورة الانعام (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) وفى الاية 22 من سورة الحديد (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) يجد انه من الطبيعي بديهيا ان يحيط علمه تعالى بكل شيء قلب وقالبا من الذرة إلى المجرة لان الكون لا يمكن ان ينفك عن رقيب وحسيب ومقيت حي قيوم قائم على الملك والملكوت لا يغفل عنه طرفة عين ولا تأخذه سنة ولا نوم قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) الآية 41 من سورة فاطر فسبحان من لا حركة ولا سكون ولا حيلة ولا قيام ولا تحول إلا به) يتضح له انه قد تم عقاب كل من كان له دخل بهذه الخطيئة من قريب أو بعيد حتى الحية التي حرضت على الفعل لم تسلم من العقاب ومن عقوبتها أنها " ملعونة أنت من جميع البهائم، ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه ".
وأما عقوبة حواء " تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك ".
وأما عقوبة آدم " ملعونة الأرض بسببك، وبالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزاً ". واذا ما تم العقاب فلن يكون هناك مشكلة او حاجة الى التوفيق بين العدل والرحمة وبذلك يكون هذا الأساس العقائدي مخترع من قبل البشر وليس له اى أصل لان العقاب قد حدث بالفعل كما ورد فى صفر التكوين و يتضح ايضا ان العقاب لم يتم رفعه بعد صلب المسيح كما يعتقدون وما زال مستمرا وهذا ظاهر جلى للجميع مما يعنى ان هذا الأساس العقائدي هو الاخر ايضا مخترع وليس له اصل وان ما حدث هو صلب إنسان اخر القى عليه الشبه كما قال القرآن الكريم (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) الاية 157 من سورة النساء
ثانيا : بالنسبة للعقاب الذي حدث لكلا من الإنسان والمرأة والحية كما ورد فى سفر التكوين دعنا نتساءل معا هل هو عقاب شديد أم مناسب أم يسير فإذا كان هذا العقاب عقاب شديد فانه سوف يتعارض مع كلا من صفتى العدل والرحمة وتناسب العقوبة مع حجم العقاب ويصبح في أفضل الأحوال ظلم بين أما إذا كان العقاب مناسب فسوف يكون كل ما يعتقده النصارى من فداء و صلب للمسيح وتوفيق بين العدل والرحمة وغير ذلك أوهام وأباطيل لان ادم أخطا واخذ العقاب المناسب لهذه الخطيئة وبذلك لن يكون هناك حاجة إلى أن يأتي من يحملها عنه وخصوصا إذا كان العقاب لا يزال مستمرا وهذا ظاهر وجلي للجميع لكلا من الحية , و ادم , وحواء بعد صلب المسيح المزعوم كما يعتقد النصارى ونأتي للاحتمال الأخير وهو كون العقاب يسير فإذا كان العقاب يسير فسوف يكون هناك ما هو اشد منه كدخول النار فيكون بذلك حدث حيود عنه اى من العقاب الشديد إلى العقاب اليسير والصفة الوحيدة التي تغير العقاب من الشدة الى الضعف عن طريق التخفيف الرحمة واذا خففت الرحمة من شدة العقاب يمكنها ان ترفعه حسب الإرادة الإلهية بدون اى تعقيدات لأنها اذا تعاملت مع الجزء فى صورة تخفيف بدون الحاجة الى فداء او توفيق بينها وبين العدل يمكنها ان تتعامل مع الكل فى صورة رفع العقاب مطلقا بدون الحاجة أيضا إلى ما يسمى بالتوفيق بينها وبين شيء آخر لان الرحمة ببساطة عطاء وليست مقايضة وبذلك يكون مصطلح التوفيق بين العدل والرحمة مصطلح خاطئ تم وضعه ممن يتمتعون بعمى البصر والبصيرة لتبرير معتقداتهم والأسوأ من ذلك هو الفهم الخاطئ لهذا المصطلح أيضا واتحدي بعون الله أن يفسر او يشرح لى احد المسيحيين هذا المصطلح (توفيق بين العدل والرحمة ) تفسيرا صحيحا ويكون هذا التفسير الصحيح متفق مع ما يعتقده .
وإذا تصورنا أن هناك توفيق بين العدل والرحمة فلن يكون هناك توفيق أفضل من حرمان ادم من نعيم الجنة عقابا له وعدم إدخاله النار رحمتا به و الذى تم فعلا بإنزاله إلى الأرض .
ثانيا اثبات ان ادم تم عقابه من مبدأ نسبية المتعة والعذاب
ثانيا يمكن ان نقر بحدوث العقاب باعتبار اخر وهو نسبية المتعة والعذاب وهذا اذا طرحنا ما ورد فى الكتاب المقدس جانبا واستخدمنا البداهة العقلية
وقبل الدخول الى ذلك نسأل بدايتا هذا السؤال
لو أن الله قد خلق ادم , و وضعه في النار ثم بعد ذلك أخرجه من النار وانزله إلى الأرض فماذا سوف تكون الأرض بالنسبة له من مبدا نسبية المتعة والعذاب ؟ , هذا السؤال لا يحتاج الى تفكير , ولقد سالته لبعض المسيحين فكانت الاجابة على الفور , الأرض بالنسبة له من مبدأ النسبية سوف تكون جنة , فاذا عكسنا الامر بان كان فى الجنة وتم اخراجه منها الى الارض فناذا سوف نجد الارض بالنسبة له ؟ سوف نجد ان الارض بالنسبة اليه من مبدا النسبية ايضا وقياسا على الاجابة الاولى حتى لا نخرج عن الوضوعية و التى سوف ترد على استدراكه ان استدرك وخالف هذه الاجابة سوف تكون جحيم اى ان هناك نسبية فى المتعة والعذاب , بمعنى ان الارض سوف تكون جنة بالنسبة الى عذاب النار وفى نفس الوقت سوف تكون جحيم بالنسبة الى نعيم الجنة , و لذيادة الايضاح يمكن ان نستطرق لهذا المثال , لو كان امامى ثلاثة اشخاص الاول طوله متر , والثانى طوله متر ونصف , والثالث طوله متران , فنجد من مبدأ النسبية ان الثانى سوف يكون طويل بالنسبة للأول , وفى نفس الوقت سوف يكون قصير بالنسبة الى الثانى مع ان طوله لم يتغير , وقس على ذلك ايضا الأرض بالنسبة الى الجنة من ناحية , و بالنسبة الى النار من الناحية الاخرى , حيث ان تقليل النعيم او سلبه يعتبر جحيم نسبى , وتخفيف العذاب او رفعه يعتبر نعيم نسبى . هذا بالنسبة لادم .اما اذا طرحنا نسبية المتعة والعذاب جانبا وتفحصنا احوال البشر على الارض بنظرة فاحصة مجردة عن النسبة والتناسب لاى شىء اخر مطلق متعلق بالمتعة او العذاب نجد ان معاناتهم على الارض ظاهرة للجميع متمثلة فى امراض وهموم و اوجاع وجوع وعطش وحروب وكروب لدرجة ان هناك من لا يستطيع ان يتحمل كل هذه الالم وتنتهى حياته بالانتحار.
يقول الدكتور مصطفى محمود لمن ينكرون العقاب على اطلاقه
لا أحد لم يجرب ألم الضرس الذي يخرق الدماغ و يشق الرأس كالمنشار . و المغص الكلوي و الصداع الشقي و ألم الغضروف و سل العظام و هي ألوان من الجحيم يعرفها من ألقى به سوء حظه إلى تجربتها .
و زيارة لعنبر المحروقين في القصر العيني سوف تقنع المشاهد بأن هناك فارقاً كبيراً بين رجل محروق مشوه يصرخ في الضمادات , و بين حال رجل يرشف فنجان "شاي في استرخاء و لذة على شاطئ النيل و إلى جواره حسناء تلاطفه .
(رحلتى من الشك الى الايمان – مصطفى محمود ص61 )
و يقول الدكتور محمد جميل غازى فى تعقيبه الذى اورده فى كتاب مناظرة بين الاسلام والمسيحية تعقيبا على قضية الصلب .
خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلا من شجرة نهي عنها قد عاقبه الله عليها - باتفاق المسيحين والمسلمين - بإخراجه من الجنة ، ولا شك أنه عقاب كاف ، فالحرمان من الجنة الفينانة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين . وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه ، وكان يستطيع أن يفعل بآدم أكثر من ذلك ، ولكنه اكتفى بذلك . فكيف يستساغ أن يظل مضمرا السوء غاضبا ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟
وقد مرت بالبشر منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة . . فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم ، فكيف تبقى بعد ذلك ضغينة أو كراهية تحتاج لأن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية .
يقول فولتير : أن الله بعث بابنه ليخلص البشر ولكن الأرض والإنسان بقيا على ما هما عليه على الرغم من تضحيته ]تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال [.
بالفعل لقد آمن ملايين المسيحيين بتلك التضحية ومازال الشر فى تصاعد وكانت حصيلة حربين عالميتين ملايين من القتلى والجرحى (25 مليون قتيل ) وكما هو معلوم أن دول الحلفاء والمحور كانوا من المسيحيين[فيشر / تاريخ اروبا فى العالم الحديث ص548 ]: ناهيك عن المذابح بين الكاثوليك والبروتستانت ويقول هوج دي جروت[أزمة الضمير الاروبى – بول هزار]: كنت أرى فى العالم المسيحي أفراطا فى الحروب لو اقترفته الشعوب البربرية لكان مثارا لخجلها.
إن الواقع المحسوس والمنظور يثبت إن الطبيعة البشرية لم تتغير إلي الأحسن إن لم تكن إلي الأسوأ فالجريمة منظمة والشذوذ الجنسي أصبح مباح في أوروبا وأمريكا والذين يمارسونه أضعاف أهل لوط.
والزنا تنظمه قوانين صحية ومنظمات رسمية غير الذي يمارس تحت شعار الصداقة. فأين الدم الذي سفك؟ وما كانت نتيجة الإيمان به؟
يقول الدكتور بهاء النحال :
"إن العهد القديم يروى لنا أن الله رفض أن يذبح إبراهيم عليه السلام ابنه قربانا له (ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الرب من السماء فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا) تكوين 10:23 فكيف يقبل الله ويسمح بقتل ابنه هو كذبيحة عن خطية آدم.
إذاً مبدأ توارث خطيئة آدم يرفضه الكتاب المقدس والعرف والعقل والقول بأن تلك الخطيئة قد أفسدت الطبيعة البشرية مردود عليه بالواقع الملموس ، فلا تغير قد طرأ على وجود الشر فى الشعوب المسيحية نتيجة اعتقادها بالصلب والفداء ". ]تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال [.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل ادم تم عقابه ام لا وان تم فما هى الادلة العقلية والنقلية على ذلك
بدايتا مبدئية عندما فعل ادم الخطيئة أراد الخالق حسب معتقد النصارى أن يعاقبه ليطبق العدل وأراد في نفس الوقت عدم فعل ذلك الفعل الذى يناقض الرحمة من منظورهم اى النصارى لأنه رحيم فأصبح هناك مشكلة بين العدل والرحمة ليس لها حل إلا التوفيق او الجمع بينهما ولا يتأتى ذلك إلا إذا جاء من يحمل الخطيئة عن ادم وأبنائه وبذلك يكون الخالق قد رحم ادم ولم يعاقبه وفى نفس الوقت حقق العدل وهذا التبرير أو التفسير الخاطئ دائما ما نسمعه مرارا وتكرارا من النصارى منذ ابتداع بولس (بولس الرسول هو أحد قادة الجيل المسيحي الأول ويعتبره البعض على أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ المسيحية بعد المسيح نفسه ,وضعه مايكل هارت فى المرتبة السادسة فى كتابه عظماء التاريخ. عرف برسول الأمم حيث كان من أبرز من بشر بهذه الديانة في آسيا الصغرى و أوروبا، وكان له الكثير من المريدين والخصوم على حد سواء. يتوقع أنه لم يتمتع بذات المكانة التي خصها معاصريه من المسيحيين لبطرس أو ليعقوب أخو الرب، ومن خلال الرسائل التي تنسب إليه تتبين ملامح صراع خاضه بولس ليثبت شرعية ومصداقية عمله كرسول للمسيح. ساهم التأثير الذي خلفه بولس في المسيحية بجعله واحد من أكبر القادة الدينيين في العالم على مر العصور.احتفل العالم المسيحي بين 29حزيران 2008 و 29 حزيران 2009 باليبوبيل الألفي الثاني على مولده في طرسوس(أسية الصغرى) – الموسوعة العربية ) لعقيدة (( كفارة المسيح )) تعليلاً منه لموت المسيح الناصري على الصليب . ومن الغريب انه لم يحقق هو بنفسه في مدى صحة ما وصله من روايات متعلقة بحادثة الصلب . فسلم بموت المسيح بشكل طبيعي
وتم اعتبار اختلا قات ومزاعم بولس حقيقة يقينية لا تقبل الشك مع تجاهل سيرته السابقة التي كان فيه من ألد أعداء المسيحية. و هو نفسه يتعرف بهذه الحقيقة في رسالته إلى أهل غلاطية 1/13 التي يقول فيها : (( فقد سمعتم بسيرتي الماضية في ملة اليهود . إذ كنت أضطهد كنيسة الله غاية الاضطهاد ، وأحاول تدميرها ..)) فعلى اى أساس كانت فيه كل هذه الثقة العمياء وهل يمكن ان يتحول الشيطان إلى ملاك مرة واحدة بدون مقدمات وإلا فلا لوم على كل من يدعى النبوة من المفسدين والطغاة بين ليلة وضحاها وخصوصا اذا كان فعل الاعاجيب والغرائب لا يفرق بين نبى او مدعى , صالح او طالح شيطان او ملاك .ولكن إذا نظرنا في الكتاب المقدس وفى نفس الوقت اعتبرنا البداهة العقلية بعد نظرة فاحصة إلى واقع الإنسان على سطح الأرض , فسوف نجد ان الحقيقة الجلية تقول بان ادم قد تم عقابه بالفعل مما يدل على فساد وبطلان كل ما سبق من أسس للمسيحية وكل ما هو مبنى عليها وهذا لا يحتاج إلى إثبات ولكن يحتاج أولا إلى قرأة الفقرات ( 2/15-3/24) التي وردت في سفر التكوين متحدثتا عن قصة الخطيئة بتمعن وتفكر , ثانيا معرفة مبدأ بسيط يعرف بمبدأ النسبية , ثالثا نظرة فاحصة إلى واقع الإنسان على سطح الأرض
اولا اثبات ان ادم تم عقابه من سفر التكوين
يقول سفر التكوين: " وأخذ الرب الإله آدم، ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها، وأوصى الرب الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها تموت موتا .....
وكانت الحية أحيَل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله؟، فقالت للمرأة: أحقاً قال الله: لا تأكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمساه لئلا تموتا.
فقالت الحية للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها، وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً معها، فأكل فانفتحت أعينهما، وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين، وصنعا لأنفسهما مآزر.
وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم، وقال له: أين أنت؟
فقال: سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان، فاختبأت، فقال: من أعلمك أنك عريان ؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟ فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت.
فقال الرب الإله للمرأة: ما هذا الذي فعلت؟ فقالت المرأة: الحية غرّتني فأكلتُ.
فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم. ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه.
وقال للمرأة: تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك.
وقال لآدم: لأنك سمعت لقول امرأتك، وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً: لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنك تراب، وإلى تراب تعود ...
وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده، ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها، فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة " (التكوين 2/15-3/24).
كل من يقرا هذه الآيات بغض النظر عن الأوصاف التي وصف بها الإله كمشيه فى الجنة وجهله بما يحدث وتعالى الله عن ذلك ( لأنه من غير المعقول أن يكون الإله جاهلا بخطايا البشر ثم يحاسبهم عليها على الأقل يمكن للإنسان في سبيل النجاة أن ينكر ما فعله من أخطاء او عدم إيمانه مستغلا جهل الإله بذلك لان أول ما نلاحظه أن الرواية التوراتية تتحدث عن الذات الإلهية بما لا يليق بشمولية علم الله وتنزهه، ومنه " وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب النهار، فاختبأ آدم وامرأته في وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم، وقال له: أين أنت ؟ "، فسؤاله ليس سؤالاً تقريرياً، وليس تأنيبياً، بل هو استفهامي، صدر عن عاجز عن الوصول إلى من توارى عنه حين سمع وقع أقدامه.ويمكنك ان تقارن ما ورد فى العهد القديم بما ورد فى القرآن الكريم وتحكم العقل اذ يقول الحق سبحانه وتعالى فى الاية السابعة من سورة غافر (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) و فى الاية السابعة ايضا من سورة طه (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) و الاية 59 من سورة الانعام (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) وفى الاية 22 من سورة الحديد (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) يجد انه من الطبيعي بديهيا ان يحيط علمه تعالى بكل شيء قلب وقالبا من الذرة إلى المجرة لان الكون لا يمكن ان ينفك عن رقيب وحسيب ومقيت حي قيوم قائم على الملك والملكوت لا يغفل عنه طرفة عين ولا تأخذه سنة ولا نوم قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) الآية 41 من سورة فاطر فسبحان من لا حركة ولا سكون ولا حيلة ولا قيام ولا تحول إلا به) يتضح له انه قد تم عقاب كل من كان له دخل بهذه الخطيئة من قريب أو بعيد حتى الحية التي حرضت على الفعل لم تسلم من العقاب ومن عقوبتها أنها " ملعونة أنت من جميع البهائم، ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه ".
وأما عقوبة حواء " تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك ".
وأما عقوبة آدم " ملعونة الأرض بسببك، وبالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزاً ". واذا ما تم العقاب فلن يكون هناك مشكلة او حاجة الى التوفيق بين العدل والرحمة وبذلك يكون هذا الأساس العقائدي مخترع من قبل البشر وليس له اى أصل لان العقاب قد حدث بالفعل كما ورد فى صفر التكوين و يتضح ايضا ان العقاب لم يتم رفعه بعد صلب المسيح كما يعتقدون وما زال مستمرا وهذا ظاهر جلى للجميع مما يعنى ان هذا الأساس العقائدي هو الاخر ايضا مخترع وليس له اصل وان ما حدث هو صلب إنسان اخر القى عليه الشبه كما قال القرآن الكريم (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) الاية 157 من سورة النساء
ثانيا : بالنسبة للعقاب الذي حدث لكلا من الإنسان والمرأة والحية كما ورد فى سفر التكوين دعنا نتساءل معا هل هو عقاب شديد أم مناسب أم يسير فإذا كان هذا العقاب عقاب شديد فانه سوف يتعارض مع كلا من صفتى العدل والرحمة وتناسب العقوبة مع حجم العقاب ويصبح في أفضل الأحوال ظلم بين أما إذا كان العقاب مناسب فسوف يكون كل ما يعتقده النصارى من فداء و صلب للمسيح وتوفيق بين العدل والرحمة وغير ذلك أوهام وأباطيل لان ادم أخطا واخذ العقاب المناسب لهذه الخطيئة وبذلك لن يكون هناك حاجة إلى أن يأتي من يحملها عنه وخصوصا إذا كان العقاب لا يزال مستمرا وهذا ظاهر وجلي للجميع لكلا من الحية , و ادم , وحواء بعد صلب المسيح المزعوم كما يعتقد النصارى ونأتي للاحتمال الأخير وهو كون العقاب يسير فإذا كان العقاب يسير فسوف يكون هناك ما هو اشد منه كدخول النار فيكون بذلك حدث حيود عنه اى من العقاب الشديد إلى العقاب اليسير والصفة الوحيدة التي تغير العقاب من الشدة الى الضعف عن طريق التخفيف الرحمة واذا خففت الرحمة من شدة العقاب يمكنها ان ترفعه حسب الإرادة الإلهية بدون اى تعقيدات لأنها اذا تعاملت مع الجزء فى صورة تخفيف بدون الحاجة الى فداء او توفيق بينها وبين العدل يمكنها ان تتعامل مع الكل فى صورة رفع العقاب مطلقا بدون الحاجة أيضا إلى ما يسمى بالتوفيق بينها وبين شيء آخر لان الرحمة ببساطة عطاء وليست مقايضة وبذلك يكون مصطلح التوفيق بين العدل والرحمة مصطلح خاطئ تم وضعه ممن يتمتعون بعمى البصر والبصيرة لتبرير معتقداتهم والأسوأ من ذلك هو الفهم الخاطئ لهذا المصطلح أيضا واتحدي بعون الله أن يفسر او يشرح لى احد المسيحيين هذا المصطلح (توفيق بين العدل والرحمة ) تفسيرا صحيحا ويكون هذا التفسير الصحيح متفق مع ما يعتقده .
وإذا تصورنا أن هناك توفيق بين العدل والرحمة فلن يكون هناك توفيق أفضل من حرمان ادم من نعيم الجنة عقابا له وعدم إدخاله النار رحمتا به و الذى تم فعلا بإنزاله إلى الأرض .
ثانيا اثبات ان ادم تم عقابه من مبدأ نسبية المتعة والعذاب
ثانيا يمكن ان نقر بحدوث العقاب باعتبار اخر وهو نسبية المتعة والعذاب وهذا اذا طرحنا ما ورد فى الكتاب المقدس جانبا واستخدمنا البداهة العقلية
وقبل الدخول الى ذلك نسأل بدايتا هذا السؤال
لو أن الله قد خلق ادم , و وضعه في النار ثم بعد ذلك أخرجه من النار وانزله إلى الأرض فماذا سوف تكون الأرض بالنسبة له من مبدا نسبية المتعة والعذاب ؟ , هذا السؤال لا يحتاج الى تفكير , ولقد سالته لبعض المسيحين فكانت الاجابة على الفور , الأرض بالنسبة له من مبدأ النسبية سوف تكون جنة , فاذا عكسنا الامر بان كان فى الجنة وتم اخراجه منها الى الارض فناذا سوف نجد الارض بالنسبة له ؟ سوف نجد ان الارض بالنسبة اليه من مبدا النسبية ايضا وقياسا على الاجابة الاولى حتى لا نخرج عن الوضوعية و التى سوف ترد على استدراكه ان استدرك وخالف هذه الاجابة سوف تكون جحيم اى ان هناك نسبية فى المتعة والعذاب , بمعنى ان الارض سوف تكون جنة بالنسبة الى عذاب النار وفى نفس الوقت سوف تكون جحيم بالنسبة الى نعيم الجنة , و لذيادة الايضاح يمكن ان نستطرق لهذا المثال , لو كان امامى ثلاثة اشخاص الاول طوله متر , والثانى طوله متر ونصف , والثالث طوله متران , فنجد من مبدأ النسبية ان الثانى سوف يكون طويل بالنسبة للأول , وفى نفس الوقت سوف يكون قصير بالنسبة الى الثانى مع ان طوله لم يتغير , وقس على ذلك ايضا الأرض بالنسبة الى الجنة من ناحية , و بالنسبة الى النار من الناحية الاخرى , حيث ان تقليل النعيم او سلبه يعتبر جحيم نسبى , وتخفيف العذاب او رفعه يعتبر نعيم نسبى . هذا بالنسبة لادم .اما اذا طرحنا نسبية المتعة والعذاب جانبا وتفحصنا احوال البشر على الارض بنظرة فاحصة مجردة عن النسبة والتناسب لاى شىء اخر مطلق متعلق بالمتعة او العذاب نجد ان معاناتهم على الارض ظاهرة للجميع متمثلة فى امراض وهموم و اوجاع وجوع وعطش وحروب وكروب لدرجة ان هناك من لا يستطيع ان يتحمل كل هذه الالم وتنتهى حياته بالانتحار.
يقول الدكتور مصطفى محمود لمن ينكرون العقاب على اطلاقه
لا أحد لم يجرب ألم الضرس الذي يخرق الدماغ و يشق الرأس كالمنشار . و المغص الكلوي و الصداع الشقي و ألم الغضروف و سل العظام و هي ألوان من الجحيم يعرفها من ألقى به سوء حظه إلى تجربتها .
و زيارة لعنبر المحروقين في القصر العيني سوف تقنع المشاهد بأن هناك فارقاً كبيراً بين رجل محروق مشوه يصرخ في الضمادات , و بين حال رجل يرشف فنجان "شاي في استرخاء و لذة على شاطئ النيل و إلى جواره حسناء تلاطفه .
(رحلتى من الشك الى الايمان – مصطفى محمود ص61 )
و يقول الدكتور محمد جميل غازى فى تعقيبه الذى اورده فى كتاب مناظرة بين الاسلام والمسيحية تعقيبا على قضية الصلب .
خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلا من شجرة نهي عنها قد عاقبه الله عليها - باتفاق المسيحين والمسلمين - بإخراجه من الجنة ، ولا شك أنه عقاب كاف ، فالحرمان من الجنة الفينانة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين . وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه ، وكان يستطيع أن يفعل بآدم أكثر من ذلك ، ولكنه اكتفى بذلك . فكيف يستساغ أن يظل مضمرا السوء غاضبا ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟
وقد مرت بالبشر منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة . . فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم ، فكيف تبقى بعد ذلك ضغينة أو كراهية تحتاج لأن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية .
يقول فولتير : أن الله بعث بابنه ليخلص البشر ولكن الأرض والإنسان بقيا على ما هما عليه على الرغم من تضحيته ]تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال [.
بالفعل لقد آمن ملايين المسيحيين بتلك التضحية ومازال الشر فى تصاعد وكانت حصيلة حربين عالميتين ملايين من القتلى والجرحى (25 مليون قتيل ) وكما هو معلوم أن دول الحلفاء والمحور كانوا من المسيحيين[فيشر / تاريخ اروبا فى العالم الحديث ص548 ]: ناهيك عن المذابح بين الكاثوليك والبروتستانت ويقول هوج دي جروت[أزمة الضمير الاروبى – بول هزار]: كنت أرى فى العالم المسيحي أفراطا فى الحروب لو اقترفته الشعوب البربرية لكان مثارا لخجلها.
إن الواقع المحسوس والمنظور يثبت إن الطبيعة البشرية لم تتغير إلي الأحسن إن لم تكن إلي الأسوأ فالجريمة منظمة والشذوذ الجنسي أصبح مباح في أوروبا وأمريكا والذين يمارسونه أضعاف أهل لوط.
والزنا تنظمه قوانين صحية ومنظمات رسمية غير الذي يمارس تحت شعار الصداقة. فأين الدم الذي سفك؟ وما كانت نتيجة الإيمان به؟
يقول الدكتور بهاء النحال :
"إن العهد القديم يروى لنا أن الله رفض أن يذبح إبراهيم عليه السلام ابنه قربانا له (ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الرب من السماء فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا) تكوين 10:23 فكيف يقبل الله ويسمح بقتل ابنه هو كذبيحة عن خطية آدم.
إذاً مبدأ توارث خطيئة آدم يرفضه الكتاب المقدس والعرف والعقل والقول بأن تلك الخطيئة قد أفسدت الطبيعة البشرية مردود عليه بالواقع الملموس ، فلا تغير قد طرأ على وجود الشر فى الشعوب المسيحية نتيجة اعتقادها بالصلب والفداء ". ]تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال [.
تعليق