ابن الإنسان الذي هو في السماء
جاء في ترجمة الفاندايك من سفر يوحنا 3/13:[ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.].
تكمن خطورة هذا النص في أهميته من الناحية اللاهوتية عند من يؤمن بإلوهية المسيح ، إذ أنه من بين النصوص الهامة جداً التي لا يخلو كتاب يتكلم عن إلوهية المسيح إلا ويستند على هذا النص.. نأخذ مثالاً على ذلك قول البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية في كتابه ( لاهوت المسيح ص45) والذي يدرس على طلاب الكلية الإكليريكية بعد ذكره لهذا النص ترجمة الفاندايك يوحنا 3/13:[ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.].
فعقب قائلاً:[ وقوله (ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ) معناه أنه كائن في السماء.. بينما هو على الأرض يتكلم، مما يثبت لاهوته أيضاً لوجوده في السماء وعلى الأرض في نفس الوقت]أﻫ.
وهكذا يتضح جلياً من كلام البابا شنودة أهمية عبارة (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.)..
أما القس مرقس عزيز خليل في كتابه ( هل المسيح هو الله ص25) فقد وضع عنواناً كبيراً وبالخط الكبير :[ هل كان في السماء وعلى الأرض في وقت واحد]..
وتحت هذا العنوان يقول: (..[ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.]..والمعنى من ذلك أن السماء العليا أو سماء السموات حيث العرش الإلهي لم يصعد إليها بعد أحد من الناس، إنما المسيح مع أنه في صورة الإنسان، هو الوحيد الذي يملك القدرة على الصعود إليها، لأنه نزل منها وهو كائن فيها على الرغم من أنه في نفس الوقت قائم على الأرض بكيانه المحسوس). أﻫ.
ولكن تأتي المفاجأة المذهلة وهي أن هذا النص لم يسلم من يد المحرفين:
1ـ ترجمة الفاندايك يوحنا 3/13:[ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.].
2ـ موقع الكلمة يوحنا 3/13:[ 13ما صَعِدَ أحَدٌ إلى السَّماءِ إلاَ اَبنُ الإنسانِ الذي نزَلَ مِنَ السَّماءِ.].
3ـ الترجمة العربية المشتركة يوحنا 3/13:[13ما صَعِدَ أحَدٌ إلى السَّماءِ إلاَّ اَبنُ الإنسانِ الّذي نزَلَ مِنَ السَّماءِ.].
4ـ الترجمة الكاثوليكية يوحنا 3/13:[13فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان.].
5ـ الترجمة البوليسية يوحنا 3/13:[13 فإِنَّهُ لم يَصْعَدْ أَحَدٌ إلى السَّماءِ إِلاَّ الذي نَزَلَ منَ السَّماءِ، ابنُ البَشَرِ الكائِنُ في السَّماء.].
لا حظ أن عبارة (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ)..قد اختفت من كل الترجمات التي جاءت بعد ذلك.
والسؤال الآن لماذا اختفت هذه العبارة من النصوص السابقة والتي اعتمد عليها البابا شنودة وغيره في إثبات إلوهية السيد المسيح؟..
وهمسة في أذن نيافة القس مرقس عزيز خليل :
هل حقا ما تقول أن الرب يسوع يقول عن نفسه[وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.].
فما هو قولك عن أَخْنُوخ؟.. ألم يصعد هو الأخر إلي السماء كما ورد في تكوين 5/24:
[24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.].
وألم يصعد إِيلِيَّا في السماء كما هو وارد في 2ملوك 2/11 : [11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.]..
زهدي
تعليق