بسم الله الرحمن الرحيم والحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأفضل المرسلين سيدنا محمد النبي العربي الأمي الامين
بعد طول تفكير قررت الكتابة في هذا الموضوع الهام والذي هو من الحساسية بمكان لدى المسلمين والمسيحيين ولكني إن شاء الله أتوخي الموضوعية والحرص والله هو الموفق.
سوف تكون المقارنة إن شاء الله على شكل نقاط متتايعة منفصلة للتسهيل على القارئ المتابعة وفهم الموضوع.
أتمنى من الإخوة المسلمين التصحيح لي إن أخطأت والاخوة المسيحيين يعني بصراحة الرجاء الرد الموضوعي إذا كنتم عايزين تردوا وبلاش قلة الادب وتربية الزرايب وغرف المراحيض والسباب والشتائم.
1-الإسم بين القرآن والانجيل
من البديهي بمكان أنه عندما ينزل الله كتابا على رسول من رسله أن يكون إسم ذالك الكتاب موجودا ضمن نصوصة كدليل معجز على التنزيل وأنه من عند الله.
ينطبق هذا الكلام على القرآن في أكثر من موضع مدعمة بدليل على إعجازه فمثلا أنى إسم القرآن بعد الحروف المقطعة في أكثر من موضع وأتى منفردا في مناسبات أخرى.
هناك نثلا سورة النمل الآية الاولى(طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ) حيث جائت كلمة القرآن بعد الحروف المقطعة كدليل إعجاز وبيان أن الله أنزل القرآن.
هناك أيضا من سورة الرحمن آية واحد الى آية إثنين(الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2)
حيث أن إسم القرآن مذكور صراحة وواضح كدليل على إعجاز الكتاب وصدقه.
بل إن لفظة القرآن الكريم وهي مايطلق المسلمون على القرآن تجليلا وإحتراما له وهي لفظة واردة في أكثر من موقع.
هناك مثلا سورة الواقعة آية 77(إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) حيث اللفظة كما نرى هناك مذكورة صراحة.
إن المسلمين لم يبتدعوا شيئا من تسمية القرآن الكريم أو القرآن فهي كلها تسميات منزلة من عند الله لأنها مذكورة في نص الكتاب.
طبعا كتاب المسيحيين له تسميات مختلفة فمنها الانجيل وتعني البشارة والكتاب المقدس ولكنها جميعا غير مذكورة نصا بما يفهم منها أنها الكتاب الذي بين أيدينا والمسمى بالمقدس ومعناها مجازي أدبي.
إن كلمة إنجيل أو ايفغيليون Evanghilion هي كلمة يونانية مركبة من لفظتين وهما Eu بمعنى جيد مرحى حقيقي و إنغليون وهي بمعنى البشارة أو التبشير بالفعل,فالمعنى الصحيح للكلمة هو التبشير بالسعادة الحقيقية وهي تعبر عن فكرة معنوية ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالتقديس والتنزيل من عند الله.
إن معنى كلمة إنجيل بالسريانية هو سبر Swar وهو المطابق لكلمة صبر بالعربية فإن الدين الذي أشداه المسيح للعالم كان عبارة عن الأمل والصبر
نريد أن نلاحظ نقطة للأسف أهملها الكثيرون أو تغاضوا عنها عمدا وهي أن يسوع لم يكن يتكلم اليونانية بل هناك تسائلات عن مستوى تعليم يسوع بلغته الآرامية أو العبرية من قبل النقاد الغربيين أنفسهم.
2-هل يحفظ الله كتابه من التحريف؟
إن القرآن واضح وصريح في ذكر ذالك في آية سورة الحجر الآية9(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
وقد جاء في تفسير إبن كثير أن الله تعالى قال أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل.
ومنهم من أعاد الضمير في قوله تعالى: { لَهُ لَحَافِظُونَ } على النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله: { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67] والمعنى الأول أولى، وهو ظاهر السياق، [والله أعلم]
وقد جاء في تفسير القرطبي(قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} يعني القرآن. {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} من أن يزاد فيه أو ينقص منه. قال قتادة وثابت البناني: حفظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا؛ فتولى سبحانه حفظه فلم يزل محفوظا، وقال في غيره: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا} [المائدة: 44]، فوكل حفظه إليهم فبدلوا وغيروا.)
إن هذا تماما مايوافق المذكور في الكتاب المقدس نفسه من أنه محرف أشد التحريف وذالك في سفرآرميا 8:8 (كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقّاً إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ.) وأيضا في نفس السفر 23:26(أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)
قلم الكتبة الكاذب وهو قلم النساخين الذين بدلوا وحرفوا وغيروا لأهوائهم الشخصية أو لتثبيت معتقد ديني أو إيماني معين أو لاخفاء معتقد مخالف.
هناك أيضا سفر تثنية الاشتراع 4:2(لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) حيث يذكر هنا على لسان موسى وصيته لبني إسرائيل بعدم تحريف الشريعة ووصايا الرب وهو ماكان فقد حرفوا وبدلوا وغيروا.
هناك أيضا سفر أعمال الرسل 7:53(الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟.) وهذا للرد على عباد الخشبىة وأبناء كراسي الاعتراف ومسح زيت النيرون بأن الله تعهد بحفظ الانجيل الذين أخذه حكماء الشريعة ولم يحفظوه فبدلوا وغيروا وحرفوا.
ولكن هل الله يلام على هذا كما يحاول بعض أصحاب النفوس المريضة أن يوحي فمثلا نرى في رومية 2:3-4(كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ
فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟
حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ)
هناك أيضا رسالة بولس الى تيطس حيث يذكر أنه كان هو مؤتمنا على كلمة الله في 1:3(وَإِنَّمَا أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ، بِالْكِرَازَةِ الَّتِي اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهَا، بِحَسَبِ أَمْرِ مُخَلِّصِنَا اللهِ).
نقتبس أيضا من رسالة بولس الرسول الثانية الى أهل كورنثيوس 2:17( لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.)
إن القرآن كان واضحا في الآية المذكورة أعلاه من سورة الحجر بان الله هو من نزل القرآن وأنه حافظه وقد بينا فيما سبق أن الله لم يتعهد بحفظ الانجيل ولكن السؤال هل الله نزله؟
لوقا1:1(إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا)
إن هذا النص واضح وصريح بأن ماكتبه لوقا على سبيل المثال هو مؤلف من عنديات وليس بإيحاء من الروح القدس كما يفترون.
إني قرأت قليلا وكثيرا في هذا الكتاب الشاهولي فلم أجد دليلا واحدا على موضوع الروح القدس التي أوحت بالكتاب,كلنا نعرف من أدلة القرآن والستة أن تنزل الروح القدس(جبريل) على رسول الاسلام محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم كان بأعراض شديدة يعرف فيها أنه جبريل وحتى المحيطين به حيث أنه بعدما أوحي إاليه في المرة الاولى أنه كان حتى كاد ينقطع نفسه ورجع الى زوجه خديجة رضوان الله عليها قائلا:زملوني زملوني).
إن هذا غير موجود في الانجيل فكلام لوقا مؤلف بل وبطلب شخصي من صديقه العزيز ثاوفيلس وبطرس في رسالته الاولى 5:12 غير متأكد من كاتبها( بِيَدِ سِلْوَانُسَ الأَخِ الأَمِينِ، كَمَا أَظُنُّ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ وَاعِظاً وَشَاهِداً، أَنَّ هَذِهِ هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي فِيهَا تَقُومُونَ).
إن التحريف والتغيير الذي كان منتشرا الى درجة دفعت كاتب سفر الرؤيا الى التحذير الشديد من هذا الموضوع وربطه بعقوبات صارمة في رؤيا يوحنا اللاهوتي 18:22-19
(لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هَذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هَذَا يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هَذَا الْكِتَابِ
وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هَذِهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هَذَا الْكِتَابِ.)
إن الكلام عن أدلة التحريف من الانجيل قد تطول وأنا أحب أن أنتقل إلى نقطة أخرى وهي ماذكر القرآن من تحريف أهل الكتاب لمايدعون أنها كتبهم المقدسة.
إن هناك إجماعا من المسلمين على وقوع التحريف في الانجيل بقسميه العهد الجديد والعهد القديم وذالك بالتبديل والتغيير وتحريف المعاني بقصد أو بغير قصد,إن هناك بقايا من وحي الهي في الانجيل ولكن لاسبيل لمعرفتها الى بمقارنتها لمدى إتفاقها للقرآن والسنة.
إن القرآن قد ذكر كثيرا عن تحريف النصارى واليهود لكتبهم وهناك عدة أمثلة.
*سورة الآنعام آية 91
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ
وقد جاء في تفسير الجلالين عن الآية التالي:
"وَمَا قَدَرُوا" أَيْ الْيَهُود "اللَّه حَقّ قَدْره" أَيْ مَا عَظَّمُوهُ حَقّ عَظَمَته أَوْ مَا عَرَفُوهُ حَقّ مَعْرِفَته "إذْ قَالُوا" لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَاصَمُوهُ فِي الْقُرْآن "مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَى بَشَر مِنْ شَيْء قُلْ" لَهُمْ "مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَاب الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ يَجْعَلُونَهُ" بِالْيَاءِ وَالتَّاء فِي الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة "قَرَاطِيس" أَيْ يَكْتُبُونَهُ فِي دَفَاتِر مُقَطَّعَة "يُبْدُونَهَا" أَيْ مَا يُحِبُّونَ إبْدَاءَهُ مِنْهَا .
"وَيُخْفُونَ كَثِيرًا" مِمَّا فِيهَا كَنَعْتِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وَعَلِمْتُمْ" أَيّهَا الْيَهُود فِي الْقُرْآن "مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ" مِنْ التَّوْرَاة بِبَيَانِ مَا الْتَبَسَ عَلَيْكُمْ وَاخْتَلَفْتُمْ فِيهِ "قُلْ اللَّه" أَنْزَلَهُ إنْ لَمْ يَقُولُوهُ لَا جَوَاب غَيْره "ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضهمْ" بَاطِلهمْ
*سورة القرة آية 79
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ
وقد جاء في تفسير الجلالين عن الآية التالي:
"فَوَيْل" شِدَّة عَذَاب "لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَاب بِأَيْدِيهِمْ" أَيْ مُخْتَلَقًا مِنْ عِنْدهمْ "ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْد اللَّه لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا" مِنْ الدُّنْيَا وَهُمْ الْيَهُود غَيَّرُوا صِفَة النَّبِيّ فِي التَّوْرَاة وَآيَة الرَّجْم وَغَيْرهمَا وَكَتَبُوهَا عَلَى خِلَاف مَا أُنْزِلَ "فَوَيْل لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهمْ" مِنْ الْمُخْتَلَق "وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" مِنْ الرِّشَا جَمْع رِشْوَة
أن وسائل تحريف الانجيل هي كثيرة مما لايتسع به الموضوع ولكن لمن يريد الرجوع والاستزادة فعليه بكتاب الاخ ابو أيوب الانصاري وهو البيان(2)
3-وصف الله في كتبه المقدسة وإعتبار عيسى الله أو إبن الله
إن واحدا من أهم عناصر إعتبار كتاب من وحي الكلمة الإلهية بل وأهمها على الاطلاق بدون مبالغة هو كيف وصف الله تعالى نفسه أو وصف الله تعالى في ذالك الكتاب على إعتبار أنه هو من أوحى به.
إن هناك مواضع عديدة في القرآن تعلق بوصف الله جل جلالة وتنزيهه عن كل مالصق به زورا وبهتانا من قبل عباد النصارى واليهود,لكن واحد من أهم الآيات ألا وهي سورة الإخلاص التي تختصر مايكون عليه حال الله جل وعلا وضع معيارا لدراسة صفات الله في الكتب المقدسة الاخرى والحكم عليها اذا كانت كلمة إلهية.
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
قد جاء في تفسير الجلالين لهذه السورة مايلي:
قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " سُئِلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبّه فَنَزَلَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " فَاَللَّه خَبَر هُوَ وَأَحَد بَدَل مِنْهُ أَوْ خَبَر ثَانٍ
" اللَّه الصَّمَد " مُبْتَدَأ وَخَبَر أَيْ الْمَقْصُود فِي الْحَوَائِج عَلَى الدَّوَام
لَمْ يَلِد " لِانْتِفَاءِ مُجَانَسَته " وَلَمْ يُولَد " لِانْتِفَاءِ الْحُدُوث عَنْهُ
" وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد " أَيْ مُكَافِئًا وَمُمَاثِلًا , وَلَهُ مُتَعَلِّق بِكُفُوًا , وَقُدِّمَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مَحَطّ الْقَصْد بِالنَّفْيِ وَأُخِّرَ أَحَد وَهُوَ اِسْم يَكُنْ عَنْ خَبَرهَا رِعَايَة لِلْفَاصِلَةِ .
وقد أطال إبن كثير جزا الله عنا وعن المسلمين كل خير في شرحه لهذه السورة الكريمة من القرآن الكريم وأورد مقتطفات مما ذكر:
*سبب النزول:
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعد محمد بن مُيَسّر الصاغاني، حدثنا أبو جعفر الرازي، حدثنا الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، انسب لنا ربك، فأنزل الله: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُو لَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " (2)
*فضائل السورة
حديث آخر: قال البخاري في كتاب الصلاة: "وقال عُبَيد الله (6) عن ثابت، عن أنس قال: كان رجل من الأنصار يَؤمَهم في مسجد قُبَاء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح ب " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " حتى يَفرُغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تُجزئُك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتَقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يَرَونَ أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يَؤمهم غيره. فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: "يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ ". قال: إني أحبها. قال: "حُبك إياها أدخلك الجنة" (7)
وقد وصفها عليه الصلاة والسلام في الحديث التالي بأنها تعدل ثلث القرآن
حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة، عن أبيه، عن أبي سعيد. أن رجلا سمع رَجُلا يقرأ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالّها، فقال النبي (3) صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن
أن سورة البقرة آية 255 تذكر بشكل واضح لا لبس فيه صفات الله تعالى المتصف بها وهذه الآية هي أيضا معيار يطبق على كل كتاب يقال عنخ أنه من عند الله من ناحية صفات الله في ذالك الكتاب.
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
وقد جاء في تفسير الجلالين عن هذه الآية:
"اللَّه لَا إلَه" أَيْ لَا مَعْبُود بِحَقٍّ فِي الْوُجُود "إلَّا هُوَ الْحَيّ" الدَّائِم بِالْبَقَاءِ "الْقَيُّوم" الْمُبَالِغ فِي الْقِيَام بِتَدْبِيرِ خَلْقه "لَا تَأْخُذهُ سِنَة" نُعَاس "وَلَا نَوْم لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض" مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا "مَنْ ذَا الَّذِي" أَيْ لَا أَحَد "يَشْفَع عِنْده إلَّا بِإِذْنِهِ" لَهُ فِيهَا "يَعْلَم مَا بَيْن أَيْدِيهمْ" أَيْ الْخَلْق "وَمَا خَلْفهمْ" أَيْ مِنْ أَمْر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة "وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمه" أَيْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا مِنْ مَعْلُومَاته "إلَّا بِمَا شَاءَ" أَنْ يُعْلِمهُمْ بِهِ مِنْهَا بِأَخْبَارِ الرُّسُل "وَسِعَ كُرْسِيّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض" قِيلَ أَحَاطَ عِلْمه بِهِمَا وَقِيلَ الْكُرْسِيّ نَفْسه مُشْتَمِل عَلَيْهِمَا لِعَظَمَتِهِ لِحَدِيثِ : (مَا السَّمَاوَات السَّبْع فِي الْكُرْسِيّ إلَّا كَدَرَاهِم سَبْعَة أُلْقِيَتْ فِي تُرْس) "وَلَا يَئُودهُ" يُثْقِلهُ "حِفْظهمَا" أَيْ السَّمَوَات وَالْأَرْض "وَهُوَ الْعَلِيّ" فَوْق خَلْقه بِالْقَهْرِ "الْعَظِيم" الْكَبِير
وقد تكلم عنها إبن كثير بتفصيل ونختصر مما ذكر مايلي:
هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل آية في كتاب الله. قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح، عن أبي -هو ابن كعب-أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: "أي آية في كتاب الله أعظم"؟ قال: الله ورسوله أعلم. فرددها مرارًا ثم قال أبى: آية الكرسي. قال: "لِيَهْنك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده إن لها لسانًا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش" وقد رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري-به (1) وليس عنده زيادة: "والذي نفسي بيده..." إلخ.
حديث آخر: عن أنس قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن الحارث حدثني سلمة بن وردان أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلا من صحابته فقال: "أي فلان هل تزوجت"؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به. قال: "أوليس معك: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن. أليس معك: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن. أليس معك { إِذَا زُلْزِلَتِ } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن أليس معك: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ[وَالْفَتْحُ] (6) } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن. أليس معك آية الكرسي: { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ (7) } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن" (8) .
هناك أيضا سورة الصافات آية 4-5
إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)
ومما جاء في التفاسير كالجلالين وإبن كثير مايلي:
أنها آية مكية وكانت موجهة الى أهل مكة بعبادة الإله الواحد الاحد وقد تفرد النسائي بذكر الحديث التالي:
قال النسائي: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، حدثنا خالد -يعني ابن الحارث-عن ابن أبي ذئب قال: أخبرني بن عبد الرحمن، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا (2) بالتخفيف، ويؤمنا بالصافات. تفرد به النسائي (3) .
حكم الحديث:صحيح الاسناد وحكمه حسن عن طريق المحدث الالباني
هناك أيضا الآية 30 من سورة التوبة وهي تدين اليهود والنصارى معا بشركهم وترد على من يقول بأن الديانة اليهودية هي ديانة توحيدية والله أعلم.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
وقد شرح إبن كثير على الآية تفصيلا ورأيت أن أورد شرحه لما له من أهمية وهو كالتالي:
فأما اليهود فقالوا في العُزَير: "إنه ابن الله" ، تعالى [الله] (1) عن ذلك علوا كبيرا. وذكر السدي وغيره أن الشبهة التي حصلت لهم في ذلك، أن العمالقة لما غلبت على بني إسرائيل، فقتلوا علماءهم وسَبَوا كبارهم، بقي العزير يبكي على بني إسرائيل وذهاب العلم منهم، حتى سقطت جفون عينيه، فبينا هو ذات يوم إذ مَرّ على جبانة، وإذ (2) امرأة تبكي عند قبر وهي تقول: وامطعماه! واكاسياه! [فقال لها ويحك] (3) من كان يطعمك قبل هذا؟ قالت: الله. قال: فإن الله حي لا يموت! قالت: يا عزير فمن كان يُعلم العلماء قبل بني إسرائيل؟ قال: الله. قالت: فلم تبكي عليهم؟ فعرف أنه شيء قد وُعظ به. ثم قيل له: اذهب إلى نهر كذا فاغتسل منه، وصَلِّ هناك ركعتين، فإنك ستلقى هناك شيخا، فما أطعمك فكله. فذهب ففعل ما أمر به، فإذا شيخ فقال له: افتح فمك. ففتح فمه. فألقى فيه شيئًا كهيئة الجمرة العظيمة، ثلاث مرات، فرجع عُزَير وهو من أعلم الناس بالتوراة، فقال: يا بني إسرائيل، قد جئتكم بالتوراة. فقالوا: يا عُزَير، ما كنت كَذَّابا. فعمد فربط على إصبع من أصابعه قلما، وكتب التوراة بإصبعه كلها، فلما تراجع الناس من عَدُوّهم ورجع العلماء، وأخبروا بشأن عزير، فاستخرجوا النسخ التي كانوا أودعوها في الجبال، وقابلوها (4) بها، فوجدوا ما جاء به صحيحا، فقال بعض جهلتهم: إنما صنع هذا لأنه ابن الله.
وأما ضَلال النصارى في المسيح فظاهر؛ ولهذا كَذَّب الله سبحانه الطائفتين فقال: { ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ } أي: لا مستند لهم فيما ادعوه سوى افترائهم واختلاقهم، { يضاهئون } أي: يشابهون { قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ } أي: من قبلهم من الأمم، ضلوا كما ضل هؤلاء، { قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } وقال ابن عباس: لعنهم الله، { أَنَّى يُؤْفَكُونَ } ؟ أي: كيف يضلون عن الحق، وهو ظاهر، ويعدلون إلى الباطل؟
كتاب النصارى المسمى مقدس جعل عيسى مرة الله ومرة إبن الله وأشركوا مع الله وبالله في العهدين القديم والجديد سوف نذكر من كثير الامثلة فيما يلي ذكره إن شاءالله.
إن أساس معتقدات النصارى الشركية هو عقيدة التثليث أو الثالوث الاقدس وهو الاب والابن والروح القدس هي صفات او مميزات الله التي كشفها للبشرية.
الاب تعني وجود الله منذ الازل الى الابد,اي ان الله موجود بذاته من الازل الى الابد.
الابن تعني كلمة الله الحية التي تجسدت في جسد يسوع البار, وهذه الكلمة هي التي كانت تقول للاشياء كن فيكون.
الروح القدس اي ان الله حي بروحة, وهذا هو الروح اللذي نفخ به ادم فاصبح حياة جديدة.
وقد جاء رد القرآن على موضوع التثليث واضحا لا لبس فيه في سورة النساء آية 171 (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا)
أيضا في سورة المائدة آية 72(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
هناك ايضا جاء في القرآن الكريم سورة المائدة آية 75 عن رسولية عيسى (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
ذكر الجلالين في تفسير لهذه الآية مايلي:
خَلَتْ" مَضَتْ "مِنْ قَبْله الرُّسُل" فَهُوَ يُمْضِي مِثْلهمْ وَلَيْسَ بِإِلَهٍ كَمَا زَعَمُوا وَإِلَّا لَمَا مَضَى "وَأُمّه صِدِّيقَة" مُبَالَغَة فِي الصِّدْق "كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَام" كَغَيْرِهِمَا مِنْ النَّاس وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ لَا يَكُون إلَهًا لِتَرْكِيبِهِ وَضَعْفه وَمَا يَنْشَأ مِنْهُ مِنْ الْبَوْل وَالْغَائِط "اُنْظُرْ" مُتَعَجِّبًا "كَيْفَ نُبَيِّن لَهُمْ الْآيَات" عَلَى وَحْدَانِيّتنَا "ثُمَّ اُنْظُرْ أَنَّى" كَيْفَ "يُؤْفَكُونَ" يُصْرَفُونَ عَنْ الْحَقّ مَعَ قِيَام الْبُرْهَان
وهذه المعتقدات الباطلة مردودة عليهم كالتالي حسب النقاط المذكورة تسلسلا:
*يسوع هو رسول الله
وهذه آية من آيات كثيرة وقد قال المسيح عن نفسه أنه هو رسول مرسل كما جاء في يوحنا17:3 (وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
أيضا هناك دليل آخر من يوحنا 17:21(لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.)
من الواضح تماما من كل ماسبق ذكره أن المسيح لم يكن الا رسول مرسل من عند الله وليس الله أو أنه أحد الاقانيم الثلاثة وكل ما سوف نذكره هو ينفي أية صفة إلهية عن يسوع
*يسوع محدود القدرة
يوحنا5:30(انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني)
متى 19:26(فنظر اليهم يسوع وقال لهم.هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع)
إن يسوع كما هو واضح مما ذكرنا انما هو محدود القدرة وكل المعجزات التي يعملها هي من عند الله وليس من حدود قدرته التي يصفها النصارى باللامحدودة.
وحيث انه في متى 13:58(وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ) حيث نرى هنال صورة يسوع العاجز أو الله العاجز والعياذ بالله..
هناك أيضا قصة إحياء اليعازر حيث رفع المسيح رأسه الى السماء وسأل الله العون ولو كان هو الله او ابن الله ماكان ليفعل هذا.
*هل كان يسوع بلا خطية؟
إن يسوع نفى عن نفسه صفة الصلاح حينما سال عن ذالك ولو كان هو الله أو إبن الله في متى 10:18(فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ.)
وقد جاء في رسالة بولس الى غلاطية 3:13(اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ)
هل الله أو إبن الله ملعون وصاحب خطيئة والعياذ بالله وبل يصف الكتاب المقدس يسوع بالنجس الذي تنجست الارض بدفنه فيها وذالك من العهد القديم سفرتثنية الاشتراع 22:21-23(وَإِذَا كَانَ عَلى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا المَوْتُ فَقُتِل وَعَلقْتَهُ عَلى خَشَبَةٍ
فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلى الخَشَبَةِ بَل تَدْفِنُهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لأَنَّ المُعَلقَ مَلعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلا تُنَجِّسْ أَرْضَكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً)
بل وقد ذكر بولس الرسول الكذاب مؤسس المسيحية بأن عقوبة الخطيئة هي الموت وذالك في رسالته الى رومية 5:12(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.)
إن عيسى قد مات 3 أيام فهل كان ملعونا ونجسا وصاحب خطيئة والعياذ بالله.
*صفات أخرى ليسوع لا تليق بوصفه الله والعياذ بالله مما يشركون
الرب الجائع في متى 4:2
فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً.
الرب الباكي في يوحنا 11:35
بَكَى يَسُوعُ.
الرب النائم في مرقس 4:38
وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟»
الرب الجاهل كما في متى 24:36
(وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
وهناك أيضا قصة إحياء اليعازر المذكورة سابقا حيث سألهم أين دفنتموه وقصة شجرة التين في متى21:19
لدى المسلمين هنا سؤالان فيما يتعلق بألوهية يسوع المزعومة وهما:
س1: هل قال يسوع أنا إله؟
ج:يوحنا19:18-21
فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ
أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ
لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».
س2:هل إحياء البعازر دليل ألوهية ليسوع؟
ج:سفر الملوك الثاني13:21
وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.
أين أذهب كباحث بهذه الآية عن إحياء عظام اليشع لميت عند ملامسته وليس إحياء يسوع ليعازر.
لنا نحن المسلمون ثلاثة تعليقات ايضا على موضوع ألوهية عيسى:
التعليق الاول:إن إختلاف الاناجيل في موضوع مناداة يسوع إبن الله فمثلا إنجيل مرقس5:7 حيث أن أول من نادى يسوع بإبن الله هو مجنون ولكن إنجيل متى ذكر مثلا أنهما مجنونان في متى 8:28 وهما كلاهما قد صرخا,فواعجباه أن النصارى يثبتون ألوهية يسوع مستعينين بالمجانين
التعليق الثاني:لماذا لا يعبد النصارى ملكي صادق فهو أعظم من يسوع أو على الاقل هو مساوي له فهو الكاهن الى الابد؟
إن ملكي صادق مذكور في رسالة بولس الى العبرانيين 1:7-3
لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ،
الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ
بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ.
التعليق الثالث:إن الله خاطب موسى في سفر الخروج 7:1(فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! انَا جَعَلْتُكَ الَها لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ اخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.)
هل كان موسى ربا أو أنه أحد الاقانيم والعياذ بالله للمدعين بألوهية المسيح فهاهنا الله يعطي موسى روحه القدس ويجعله إلها لفرعون وهارون نبي موسى فمن هو هنا الرب ومن هو الله؟
*يسوع بشر ومخلوق وإنسان
إن رسالة بولس الى أهل كولوسي 1:15 توضح كل الوضوح أن يسوع مخلوق فيقول بولس( اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ)
لا يستطيع المسيحيون هنا أن يقولون أن هذا دليل على ألوهية يسوع لأنه أولا مخلوق وثانيا هو ليس أول المخلوقات, بالرجوع الى سفر التكوين 1:1(فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ) فهو لم يخلق يسوع وإن أول خلائق الله على هذه السماوات والارض هي في تكوين 20:1-21(وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الارْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ
فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ وَكُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ الَّتِي فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَاجْنَاسِهَا وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ.)
ولايستطيعون أن يستخدموا نص إنجيل يوحنا 8:58(قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ) لأن هذا مبطول بشهادة نص آخر هو نص آرميا1:5(قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ)
في علم الله ومعرفته قبل إبراهيم وكل المخلوقات كلنا نحن كائنون وهذا ليس دليل ألوهية.
حتى تعاليم تلاميذ المسيح ومرة أخرى تلاميذ المسيح وليس بولس مخترع المسيحية تقول بأن يسوع ليس إلا إنسان وبشر ورسول فنحن نقرأ في سفر أعمال الرسل 2:22(أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ)
نلاحظ يا أخوان وأخوات كلمة رجل وليس إله وهناك أيضا في سفر العدد 23:19(ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟)
إن أحد أهم ألقاب يسوع هو إبن الانسان كما نقرأ في يوحنا 8:40(وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) وأيضا في متى 9:6(وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» - حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!)
إذا ربطنا كل هذا مع نص يوحنا 3:6(اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) ويوحنا4:24(اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا) حيث أن يسوع لا يمكن أن يكون الله أو إبن الله أو أن يكون له لاهوت إلهي والعياذ بالله.
إن شاء الله سوف أخصص في نهاية الموضوع مبحث مصغر لتفنيد عقيدة التثليث الشركية والتي هي أساس ومنبع الكفر المسيحي.
*أبناء الله في الانجيل
يعني هناك نصوص كثيرة من الاناجيل ذكرت أبناء الله وكانت بمعنى مجازي مما يتجاهله النصارى وينتقون مايعجبهم وإذا واجهتم بنص يثبت بطلان عقيدتهم يقولون لك هذا معناه مجازي فسبحان الله على سياسة التقية هذه أو سياسة الوجهين.
1-سفر التكوين 6: 2
أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
2-سفر المزامير 29: 1
قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَعِزًّا.
3-سفر المزامير 89: 6
لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟
4-سفر الحكمة 12: 7
لكي تكون الارض التي هي اكرم عندك من كل ارض عامرة بابناء الله كما يليق بها
5-سفر هوشع 1: 10
لكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ، وَيَكُونُ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ
6-إنجيل متى 5: 9
طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.
7-إنجيل لوقا 20: 36
إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ
8-رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 14
لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.
هذا غيض من فيض من النصوص التي تتكلم عن أبناء الله من العهدين القديم والجديد ولو أردت لكنت ذكرت عشرات النصوص ولكني أختصر حتى لا أضيع الموضوع.
أنا لي تعليق على موضوع سفر المزامير 89:6 حيث أن المسيح إبن الله وهناك من يساويه بالله من حيث القدرة وقد قرأت نصوصا وإستمعت الى تعليقات خصوصا من الانبا رافائيل من الكنيسة القبطية المصري وهناك أيضا شرح إنجيل متى من موقع كنيسة الانبا تكلا القبطية في الاسكندرية ونقرأ مايلي:
في تفسير إنجيل مرقس للاب تادرس يعقوب ملطي اصحاح 12:36
ما قوله "اجلس عن يميني" فيعني أنه يحمل قوته، ولا يعني تفاوتًا في الكرامة. فإن كان الآب يخضع الأعداء تحت قدمي الابن، فالابن أيضًا يخضع الأعداء تحت قدمي الآب، إذ يمجد أباه على الأرض (يو 15: 4).
يحمل قوة الله؟ مش فاهم يعني هذه العبارة فهل هي تعني ان قوة المسيح مساوية لقوة الله؟
بماذا يفسر لنا الاب تادرس لحظات الضعف التي يمر بها المسيح إذا كانت قوته مساوية لقوة الله؟ هل الله ضعيف؟
هناك أيضا تفسير مزمور 110:1 للأب أنطونيوس فكري من تفسيرات العهد القديم ويقول بالنص:
الفكر البشري لا يمكنه أن يعرف مساواة الآب للابن إن لم يعلن الروح القدس لنا هذه الحقيقة. والسيد المسيح كشف هذا أن الروح القدس هو الذي أعلن ذلك لداود (مت43:22). قال= تشير لمسرة الآب بعمل الابن. الرب لربي= تشير لمساواة الآب للابن، فالابن سيجلس على نفس المستوى مع الآب. والابن بلاهوته مُلكه أزلى أبدي. ولكننا هنا نفهم أن الكلام عن الناسوت، فبعد أن أكمل تدبير تجسده الخلاصي وقام وصعد للسموات جلس عن يمين العظمة (عب3:1). وكلمة اليمين= تشير للقوة والكرامة والمجد الذي حصل عليهما المسيح بجسده. فالناسوت المتحد باللاهوت صار في كرامة فنسجد له بلاهوته غير المنفصل عن ناسوته.
الاب أنطونيوس يجعل المسيح مساوي للآب فيامسلمين إقرئوا التجديف على الله وجعل إبن الله مساوي له,يدعو أن امسيح مساوي لله في القدرة وهذا ممايتعارض مع مزمور89:6 المذكور أعلاه بأن لا أحد من أبناء الله مساوي له حتى في السماء مثلما ذكرت تفسيرات الآباء والعياذ بالله.
4-الله جل وعلا بين القرآن والانجيل
طبعا ذكرت فيما سبق بعضا الحجج التي سقتها لنفي ألوهية يسوع هذا بالاضافة الى وعدي بكتابة ملحق خاص في نهاية الموضوع لتفنيد عقيدة التثليث,إن الكلام الذي سوف أتكلمه هنا فيما يتعلق بصفات الله جل وعلا التي خاض فيها الخائضون من النصارى وجدفوا وكفروا والصقوا بالله عزوجل من الصفات مما لايجوز بعظمته وجلاله عليهم من الله مايستحقونه.
تم إلصاق بعض الصفات الحيوانية والعياذ بالله بجلالة الله جل وعلا وهو منزه عنها وذالك كله في الانجيل وهي ممارتجوز في كتاب يوصف بأنه مقدس أو وحي إلهي كتبه تلاميذ المسيح ونسخه النساخون بوحي من الروع القدس.
من هذه الصفات:
1-الرب الخروف
رؤيا يوحنا17:14
هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْحَمَلَ، وَالْحَمَلُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ
وَمُؤْمِنُونَ».
2-أسد ودب
هوشع 7:13-8
«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ
أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.
3-له ذيل
إشعياء6:1
فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ.
هناك أيضا صفات بشرية أخرى تم إالصاقها بالله وهي لاتجوز بالله جل وعلا حيث يتصف بها البشر فقط ومن هذه الصفات:
1-الرب يتآمر
مزمور10:33-11
أَمَّا مُؤَامَرَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الأَبَدِ تَثْبُتُ. أَفْكَارُ قَلْبِهِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ
طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلَهُهَا الشَّعْبِ الَّذِي اخْتَارَهُ مِيرَاثاً لِنَفْسِهِ.
2-الرب الماكر
آرميا9:6
مَسْكَنُكَ فِي وَسَطِ الْمَكْرِ. بِالْمَكْرِ أَبُوا أَنْ يَعْرِفُونِي يَقُولُ الرَّبُّ.
3-متعال(متكبر)
مزامير92:8
أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَمُتَعَالٍ إِلَى الأَبَدِ.
4-المبيد عديم الرحمة
تثنية9:3
فَاعْلمِ اليَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ العَابِرُ أَمَامَكَ نَاراً آكِلةً. هُوَ يُبِيدُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكَ فَتَطْرُدُهُمْ وَتُهْلِكُهُمْ سَرِيعاً كَمَا كَلمَكَ الرَّبُّ.
5-الرب المخادع
آرميا4:10
فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ حَقّاً إِنَّكَ خِدَاعاً خَادَعْتَ هَذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ].
6-الرب النادم
خروج32:14
فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ انَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.
هناك أيضا تناقضات الانجيل فيما يقوله علماء النصارى عن الله ويسوع وأيضا تناقضات صفات لله في الانجيل بعهديه,ومن هذه الصفات:
1-الرب الرحيم
ميخا18:7-19
مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ
يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.
2-الله واحد
تثنية4:35
إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. ليْسَ آخَرَ سِوَاهُ.
1كورنثيوس8:4(الترجمة اليسوعية)
وأما الأكل من لحم ما ذبح للأوثان فنحن نعلم أن لا وثن في العالم، وأن لا إله إلا الله الأحد
3-الله لا يشبه أي مخلوق
إشعياء46:5
بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟.
إشعياء40:18
فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟
4-الله لا يتعب
نقرأ في إشعياء 40:28(أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ.) ولكن هذا يناقض تكوين2:2(وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.)فهل الله يتعب أم لايتعب والعياذ بالله.
سوف أتكلم أيضا عن تناقضات ألوهية يسوع وكيف أنه لايمكن أن يكون إلها أو أبن الإله
1-الله لا يجرب
رسالة يعقوب13:1-14
لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً
وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.
نقرأ في إنجيل متى4:1 أن يسوع جرب من إبليس
ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.
2-الله لايجوع
متى 4:2 إن يسوع جاع
فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً.
إن الجوع صفة إنسانية ولكن نقرأ في سفر العدد23:19(ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟)
الله ليس إنسان ولا يتصف بصفات الانسان
3-الله لايموت
نحن نقرأ في سفر حبقوق1:12(أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟ لاَ نَمُوتُ. يَا رَبُّ لِلْحُكْمِ جَعَلْتَهَا وَيَا صَخْرُ لِلتَّأْدِيبِ أَسَّسْتَهَا.)وأيضا في الرسالة الاولى الى تيموثاوس6:16(الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
كلنا نعرف أن يسوع أسلم الروح ومات ونقرأ هذا في عدة مواقع من الاناجيل الاربعة فمثلا نقرأ في إنجيل متى27:50(فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.)
4-الله يعلم نهاية العالم ولكن يسوع يجهلها
نقرأ في إنجيل متى 24:36(وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
إن هذا من أكبر الادلة على إنسانية يسوع فهو له علم محدود وقدرة محدودة
5-الله لم يراه أحد وإلا يموت ولكن يسوع كان منظورا للجميع
طبعا هناك في خروج 33:20(وَقَالَ: لا تَقْدِرُ انْ تَرَى وَجْهِي لانَّ الْانْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ.) وهذه تناقض أن يسوع كان الله أو المتجسد أو إبن الله
6-الله في السماء ويسوع على الارض
أخبار الايام الثانية7:14( فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.)
مزمور5:113-6(مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي
النَّاظِرِ الأَسَافِلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ)
كيف يكون الله في السماء وعلى الارض؟
طبعا النصارى سوف يقولون ان الله قادر على كل شيئ ولكننا تريد نص واحد من العهد القديم أن الله سوف يتجسد وينزل من عليائه.
هناك الكثير من هذه التناقضات لم أفصلها أو أذكرها كأن الله يأكل ويشرب ويتغوط والعياذ بالله وقد ظننت أن ماذكرت هو كفى والله أعلم.
أنا أريد أن اتكلم الآن عن الكلمة الالهية الحقة وهي القرآن الكريم وماجاء فيه من تكريم الله وتنزيه له عن كل التكفير والشرك والعياذ بالله.
نحن قد فصلنا من قبل سورة الاخلاص وآية الكرسي فليس هناك داعي لإعادتهما ولكن نستطيع أن نقرأ في سورة طه-8(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) وقد جاء في تفسير السعدي(أي له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى من حسنها أنها كلها أسماء دالة على المدح فليس فيها اسم لا يدل على المدح والحمد ومن حسنها أنها ليست أعلاما محضة وإنما هي أسماء وأوصاف ومن حسنها أنها دالة على الصفات الكاملة وأن له من كل صفة أكملها وأعمها وأجلها ومن حسنها أنه أمر العباد أن يدعوه بها لأنها وسيلة مقربة إليه يحبها ويحب من يحبها ويحب من يحفظها ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها قال تعالى { وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا })
نقرأ أيضا في هود107 من صفات الله القدرة المطلقة(خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)
وقد ذكر في تفسير الجلالين(خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَات وَالْأَرْض" أَيْ مُدَّة دَوَامهمَا فِي الدُّنْيَا "إلَّا" غَيْر "مَا شَاءَ رَبّك" مِنْ الزِّيَادَة عَلَى مُدَّتهمَا مِمَّا لَا مُنْتَهَى لَهُ وَالْمَعْنَى خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)
وقد جاء في تفسير السعدي { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } فكل ما أراد فعله واقتضته حكمته فعله، تبارك وتعالى، لا يرده أحد عن مراده.
وهناك تفسير إبن كثير الذي أورد إختلاف المفسرين في الاستثناء(وقد اختلف المفسرون في المراد من هذا الاستثناء، على أقوال كثيرة، حكاها الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه "زاد المسير" (5) وغيره من علماء التفسير، ونقل كثيرًا منها الإمام أبو جعفر بن جرير، رحمه الله، في كتابه (6) واختار هو ما نقله عن خالد بن مَعْدَان، والضحاك، وقتادة، وأبي سِنَان، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضًا: أن الاستثناء عائد على العُصاة من أهل التوحيد، ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين، من الملائكة والنبيين والمؤمنين)
هناك أيضا سورة البقرة117(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) التي تتحدث عن قدرة الله ومشيئته المطلقة وإرادته.
هناك سورة آل عمران18 التي تشهد على وحدانية الله(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
هناك أيضا سورة آل عمران132 التي تأمر المسلمين بطاعة الله ورسوله(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
وقد فصلت بعضا هنا وهناك تفصيل في القسم الثالث من هذا المبحث(وصف الله في كتبه المقدسة وإعتبار عيسى الله أو إبن الله)
5-وصف الانبياء بشكل عام بين القرآن والانجيل
جاء في سفر التكوين9:21 عن نوح(وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ.) وأيضا عن لوط في سفر التكوين31:19-38(وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «ابُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الارْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الارْضِ.
هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا».
فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ ابِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا.
وَحَدَثَ فِي الْغَدِ انَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «انِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ ابِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ ايْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ ابِينَا نَسْلا».
فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ايْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا
فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ ابِيهِمَا.
فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوابَ» - وَهُوَ ابُو الْمُوابِيِّينَ الَى الْيَوْمِ.
وَالصَّغِيرَةُ ايْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ ابُو بَنِي عَمُّونَ الَى الْيَوْمِ.)
كان هناك ايضا داوود الذي زنا بإمرأة أوريا الحثي فأنجب سليمان وهذه نقرأها في الاصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني.
هناك أيضا نبي الله هوشع الذي يتخذ لنفسه إمرأة زنا حيث نقرأ هذا في 1:2(أَوّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».)
هناك أيضا في سفر الخروج2:32-4(فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا اقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي اذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا».
فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ اقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي اذَانِهِمْ وَاتُوا بِهَا الَى هَارُونَ.
فَاخَذَ ذَلِكَ مِنْ ايْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْازْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلا مَسْبُوكا. فَقَالُوا: «هَذِهِ الِهَتُكَ يَا اسْرَائِيلُ الَّتِي اصْعَدَتْكَ مِنْ ارْضِ مِصْرَ!»)
حيث أن هارون يصنع العجل ليعبده بني إسرائيل ويدعوهم الى الكفر بالله.
إن نبي الله سليمان في وصف الانجيل له آخر أيام حياته حيث أنه عبد الاوثان وخالف أوامر الرب ونقرأ ذالك في سفر الملوك الاول1:11-8(Ki 11:1 وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ
مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: [لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ]. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ
وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ
وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ
فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ
وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ
حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ
وَهَكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لِآلِهَتِهِنَّ.)
الانجيل ذكر نبي الله أيوب في أكثر من موقع وهو يعني يسب الله ونقرأ ذالك في سفر أيوب4:18(هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.)
ايضا نقرأ في أيوب19:30- 21 حيث يتهم الله بالتجبر والتجاهل والظلم (قَدْ طَرَحَنِي فِي الْوَحْلِ فَأَشْبَهْتُ التُّرَابَ وَالرَّمَادَ
إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ
تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي.)
هناك أيضا أيوب 1:10-5(قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي
قَائِلاً لِلَّهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي!
أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ أَنْ تَرْذُلَ عَمَلَ يَدَيْكَ وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ؟
أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟
أَأَيَّامُكَ كَأَيَّامِ الإِنْسَانِ أَمْ سِنُوكَ كَأَيَّامِ الرَّجُلِ)
أيضا هناك نص آخر في أيوب16:10-18(وَإِنِ ارْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ!
تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. مَصَائِبُ وَجَيْشٌ ضِدِّي
[فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ!)
إن موسى وهارون قد خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني إسرائيل كما نقرأ تثنية الاشتراع48:32-52(وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي نَفْسِ ذَلِكَ اليَوْمِ:
اِصْعَدْ إِلى جَبَلِ عَبَارِيمَ هَذَا جَبَلِ نَبُو الذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ الذِي قُبَالةَ أَرِيحَا وَانْظُرْ أَرْضَ كَنْعَانَ التِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل مُلكاً
وَمُتْ فِي الجَبَلِ الذِي تَصْعَدُ إِليْهِ وَانْضَمَّ إِلى قَوْمِكَ كَمَا مَاتَ هَارُونُ أَخُوكَ فِي جَبَلِ هُورٍ وَضُمَّ إِلى قَوْمِهِ.
لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ إِذْ لمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل
فَإِنَّكَ تَنْظُرُ الأَرْضَ مِنْ قُبَالتِهَا وَلكِنَّكَ لا تَدْخُلُ إِلى هُنَاكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل»)
إن نبيا من عند الله يأمر شعبه بالسرقة بل بتوجيه من الرب والعياذ بالله هي مصيبة ما بعدها مصيبة كما نقرأ في خروج 3:22(بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَاةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا امْتِعَةَ فِضَّةٍ وَامْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابا وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ»)
وهناك قصة نبي الله إبراهيم الذي يقدم إنرأته لفرعون لينال الخير بسببها وهو تصرف لاتجده حتى عند أولاد الحواري والشوارع واللقطاء الذي الواحد فيهم يدافع عن عرضه حتى الموت.
تكوين10:12-20(وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الارْضِ فَانْحَدَرَ ابْرَامُ الَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ لانَّ الْجُوعَ فِي الارْضِ كَانَ شَدِيدا
وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ انْ يَدْخُلَ مِصْرَ انَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَاتِهِ: «انِّي قَدْ عَلِمْتُ انَّكِ امْرَاةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ.
فَيَكُونُ اذَا رَاكِ الْمِصْرِيُّونَ انَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَاتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ
قُولِي انَّكِ اخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ اجْلِكِ»
فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ ابْرَامُ الَى مِصْرَ انَّ الْمِصْرِيِّينَ رَاوُا الْمَرْاةَ انَّهَا حَسَنَةٌ جِدّا
وَرَاهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَاخِذَتِ الْمَرْاةُ الَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ
فَصَنَعَ الَى ابْرَامَ خَيْرا بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَامَاءٌ وَاتُنٌ وَجِمَالٌفَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَاةِ ابْرَامَفَدَعَا فِرْعَوْنُ ابْرَامَ وَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي انَّهَا امْرَاتُكَ؟
لِمَاذَا قُلْتَ هِيَ اخْتِي حَتَّى اخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالْانَ هُوَذَا امْرَاتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!».
فَاوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالا فَشَيَّعُوهُ وَامْرَاتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.)
هناك نبي آخر سار على درب نوح في التعري ولكن هذه المرة تم ذالك أمام الشعب كله وبأوامر من الرب كما نقرا في سفر أشعياء2:20-3 بل بقي كذالك ثلاثة سنين وكانت معجزة له أمام كوش.
فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً
فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ)
هناك بعض الانبياء أيضا عبدوا الاوثان مثل آحاز كما في سفر الملوك الثاني2:16-4 و أخبار الايام الثانية2:28-4 وأيضا يربعام كما في سفر الملوك الاول14:9
وقد كان ختامها مسك حين قالها المسيح بنفسه الانجيل بحسب القديس يوحنا 7:10-8(فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ
جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُ)
ولا أحسب المسيح مخطئا في وصفه هذا لكل الذين كانوا من قبله.
جاء في الآية 59 من سورة آل عمران عن خلق سيدنا عيسى(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وهناك أيضا الاية 45-48(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48))
طبعا اذا قرانا هذا بقصة ميلاد عيسى في إنجيل القديس لوقا1:35(فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.)
كيف يحل الروح القدس على مريم كما يحل الرجل على إمرأته والعياذ بالله وطبعا إذا قرأنا يوحنا3:16 من نسخة الملك جيمس حيق يقول إبنه المولود له,يعني كيف يقبل المسيحيين أن يقال هذا الكلام عن رب المجد المتجسد في يسوع المسيح؟
إذا كان لدى شخص بنت مراهقة أو يقرأ في وسط أسرته فهل يختار قصة ميلاد يسوع من القرآن أم من الانجيل؟
هناك سورة التحريم آية 10(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)
كيف يكون نوح من الصالحين وهو يسكر ويتعرى داخل خيمته؟
كيف يكون نبي سكران والعياذ بالله يبلغ أمر ربه وهو مغيب العقل؟
هل لوط الذي كان يسكر حتى يتغيب عقله عنه ويزني بإبنتيه وينجب منهما هو صالح لتبليغ رسالة؟
أية رسالة سوف يبلغ لوط للعالم؟ رسالة كيف تسكر وتغتصب إبنتيك وتنجب منهما؟
إن قصة نوح مذكورة في سفر التكوين9:21(وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ.)وهناك لوط أيضا في سفر التكوين19:32 وأيضا 19:36(هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا».) (فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ ابِيهِمَا.)
هذه عينة بسيطة مما ذكر القرآن والانجيل فالقرآن كرم الانبياء ووصفهم بالصلاح في تبليغ رسالتهم وأنه إختارهم وأنهم معصومون في تبليغها ولا يعملون المعصيات والمنكرات ولاحول ولا قوة الا بالله.
6-اللغة بين القرآن والانجيل
طبعا جميع الناس تعرف أن القرآن نزل باللغة العربية وهي لغة قريش وكانت اللغة السائدة في شبه الجزيرة العربية وهذه حقيقة لم تتغير ولم تتبدل على مر السنين.
إن ظهور ترجمات مختلفة للقرآن الكريم لم تغير حقيقة انها لغايات دعوية وتسهيل قرائته على غير العرب ومن المعروف أن واجب كل مسلم من غير العرب هو تعلم اللغة العربية لانها لغة القرآن الكريم التي نزل بها فلايجوز مثلا الصلاة أو تلاوة القرآن باللغة الاوردية.
كلام القرآن مفهوم للصغير قبل الكبير وقد سخر الله لكتابه من العلماء والجهابذة في مجال الفقه واللغة والتفسير من فسر كل كلمة من القرآن الكريم وكل آية أنزلت معروف الغاية منها وسبب نزولها.
إن القرآن واضح كل الوضوح من ناحية تنزيله وحفظه في الصدور وكتابته وجمعه
القرآن الكريم لاحرج في قرائتة للصغير والكبير,للرجل والمرأة على حد سواء, كلماته سلسة واضحة مرتبة سهلة المعنى والتسلسل المنطقي مع حشمة وأدب ومراعاة من الله عزوجل لأحوال العباد فنستطيع القول انه صالح لكل الاعمار والاجناس بلا حرج ولاتخوف فهو لا يحوي ألفاظا خادشة للحياء مثيرة للغرائز.
إن القرآن قد جاء معجزة لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وكما كان دين الاسلام لكل الناس فكذالك كتابه القرآن العظيم هو كتاب كل مسلم ولايخلو بيت أسرة مسلمة من القرآن وهو كتاب مليار مسلم,ترجم الى عشرات اللغات وانتشر في كل العالم.
من الناحية الأخرى سوف نطلع من الانجيل على بعض النصوص المشرقة التي بسببها منعت قرائة الانجيل للقصر والغير بالغين وفي الكنائس.
إن هناك نصوصا موجودة في الانجيل ليس الا لغرض جنسي بحت وهي نصوص جنسية يستحيل معه أن تكون من كلام الله.
هناك مثلا قصة دعارة الاختين من سفر حزقيال الاصحاح 23:
وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ:
[يَا ابْنَ آدَمَ, كَانَتِ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ,
زَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا, وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا.
وَاسْمُهُمَا: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ, وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي, وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ أُهُولَةُ, وَأُورُشَلِيمُ أُهُولِيبَةُ.
وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا, أَشُّورَ الأَبْطَالَ
اللاَّبِسِينَ الأَسْمَانْجُونِيَّ وُلاَةً وَشِحَناً, كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ, فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ.
فَدَفَعَتْ لَهُمْ عُقْرَهَا لِمُخْتَارِي بَنِي أَشُّورَ كُلِّهِمْ, وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ بِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ.
وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضاً, لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عُذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ.
لِذَلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا, لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ.
هُمْ كَشَفُوا عَوْرَتَهَا. أَخَذُوا بَنِيهَا وَبَنَاتِهَا وَذَبَحُوهَا بِالسَّيْفِ, فَصَارَتْ عِبْرَةً لِلنِّسَاءِ. وَأَجْرُوا عَلَيْهَا حُكْماً.
[فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذَلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا, وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا.
عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاَةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ, فُرْسَاناً رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ.
فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ, وَلِكِلْتَيْهِمَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ.
وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَالٍ مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ, صُوَرُ الْكِلْدَانِيِّينَ مُصَوَّرَةًٍ بِمُغْرَةٍ,
مُنَطَّقِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ, عَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. كُلُّهُمْ فِي الْمَنْظَرِ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ شِبْهُ بَنِي بَابِلَ الْكِلْدَانِيِّينَ أَرْضُ مِيلاَدِهِمْ
عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لَمْحِ عَيْنَيْهَا إِيَّاهُمْ, وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً إِلَى أَرْضِ الْكِلْدَانِيِّينَ
فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ, فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ وَجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا
وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا, فَجَفَتْهَا نَفْسِي كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا
وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ
وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ
وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ
[لأَجْلِ ذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ, هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ, وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ:
أنا شخصيا لا أستطيع فهم الغاية من وجود قصة بهذه الفجور في كتاب موحى به من عند الله ولا حتى العبرة أو الدرس الذي يجب من القارئ لهذه القصة فهمه أو استيعابه.
هناك ايضا إصحاحات عطرة من سفر الامثال:
18:5-19
لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكاً وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ
الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.
نشيد الانشاد 1:13(صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ.)
هناك ايضا النشيد الرابع من 1-5
هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ
أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ
شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ
عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ
ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ.
ايضا نشيد الانشاد الاصحاح السابع كامل:
مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ
سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ
ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ
عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ.
رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ
مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ!
قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ
قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ
وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ
أَنَا لِحَبِيبِي وَإِلَيَّ اشْتِيَاقُهُ
تَعَالَ يَا حَبِيبِي لِنَخْرُجْ إِلَى الْحَقْلِ وَلْنَبِتْ فِي الْقُرَى
لِنُبَكِّرَنَّ إِلَى الْكُرُومِ لِنَنْظُرَ هَلْ أَزْهَرَ الْكَرْمُ؟ هَلْ تَفَتَّحَ الْقُعَالُ؟ هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟ هُنَالِكَ أُعْطِيكَ حُبِّي
اَللُّفَّاحُ يَفُوحُ رَائِحَةً وَعِنْدَ أَبْوَابِنَا كُلُّ النَّفَائِسِ مِنْ جَدِيدَةٍ وَقَدِيمَةٍ ذَخَرْتُهَا لَكَ يَا حَبِيبِي.
هناك الكثير من هذا الكلام الجنسي الاباحي في كتاب موحى به من عند الله ولا أحد يعلم الغاية من هذا الكلام ولا الهدف وكأن بلاغة الله قد عجزت عن إستخدام رموز وألفاظ فير تلك الاباحية المذكورة.
نرى مثلا على هذا الموقع ان نشيد الانشاد يتحول الى فلم يتحدث عن علاقة حب محرمة:
http://barsoomyat.com/my/modules.php...rticle&sid=169
صدق أولا تصدق أن سفر نشيد الانشاد الداعر- الذي يقولون أنه من كتبهم المقدسة والتي يؤمن بها النصارى كذلك- قد حوله اليهودمؤخراً إلى فلم روائي يتحدث عن علاقة حب محرمة بين أخ يهودي يمارسان زنى المحارم على خلفية مفردات سفر نشيد الانشاد بمشاهد فاضحة مع تحياتنا للنصارى الذي يصرون على أن كل عبارات هذا السفر الفاحش إنما ينبغي تأويلها بما يخرج النص عن ظاهره إلى معان لا يفيدها النص بتاتاً وهو ما يستحيل عقلاً
وهناك الانبا بيشوي من الكنيسة القبطية الارثودكسية الذي سوف يخلف شنودة بعد عمر طويل يقول عن نشيد الانشاد في فيديو مسجل على هذا الرابط:
http://www.ebnmaryam.com/vb/t3373.html
بيشوى يمنع الشباب من قرءاة بعض الأجزاء فى الكتاب المقدس منها نشيد الانشاد.......بيقول الشباب هيسرح فى أفكار وحشه و هو يقرأ هذا الكلام
آراء علماء النصرانيىة في نشيد الانشاد:
كتاب للعالم هربرت لوكير والكتاب باسم " كل المعجزات في الكتاب المقدس " وفيه يسرد المعجزات التي وردت في كل سفر فجاء عند نشيد الأنشاد وقال
( لا شيء معجزي في هذا السفر اللاديني الذي لا يرد فيه من البداية إلى النهاية كلمة واحدة ذات ارتباط بالدين . ومع ذلك فهو متضمن في الكتاب المقدس , ويعتبر جزءاً من الإعلان الإلهي على الرغم من عدم وجود أي عاطفة روحية من أي نوع . ولا توجد أي إشارة عابرة لأي طقس مقدس أو فريضة ما , وغرضه الوحيد التعبير عن عاطفة الحب . ولكن كما يقول عدد كبير من المفسرين , إذا كان نمط الحب هذا يرمز للعلاقة المفرحة بين المسيح وكنيسته , فالفكر الروحي يمكن أن يميز في لغة السفر المعبرة عن الحب المتوهج شيئاً من معجزة وسر الحب الإلهي , إن مثل هذه المحبة الأبدية سوف تظل معجزة على الدوام .. ) كتاب كل المعجزات في الكتاب المقدس – هربرت لوكير – صفة 159 .
تقول آن مَاري بلتييه مؤلفة كتاب " نشيد الأناشيد " من سلسلة دراسات في الكتاب المقدس صفحة 8 :
(أكد بعض الكتّاب أنّ هذا النشيد كان يُقرأ في الخمّارات , وكأنها أغنية خمريّة .. )
ويقول الدكتور يوحنا قَمَير في كتابه " نشيد الانشاد أجمل نشيد في الكون صفحة 10 :
(يتألف السفر من ثمانية فصول تحتوي حوارات بين حبيب وحبيبته بتعابير غرامية جريئة للغاية فالحبيب يتغزل بجسدها عضواً عضواً وكذلك الحبيبة , ولا يتوقفان إلا على جمال جسديهما وسعادة لقائهما في حب عنيف مُتبادل ومن وقت الي أخر نسمع أصواتاً تتخلل حوار الحبيبين ولهف حبهما )
تبين لنا كارول فونتاين, استاذة دراسات الكتاب المقدس بمعهد theology and history at the Andover Newton Theological School . إحدى تلك المعانى الروحية فى هذا النص( سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج !!! )
تقول السيدة كارول فونتاين ان الترجمة الأصلية العبرية تعنى أسفل منطقة البطن ( أسفل منطقة البطن !).
يقول القائمون على التفسير الحديث للكتاب المقدس الصادر عن دار الثقافة بالقاهرة , القس الدكتور / منيس عبد النور , والقس / مكرم نجيب , والقس / باقي صدقة , وهم من
صفوة العلماء الإنجيليين في العصر الحديث , أن الكلمة " سرتك " تعتبر ترجمة خاطئة للأصل العبري , وأن الترجمة الصحيحة هى " الفتحة التناسلية للمرأة " !
وفي تعليقهم على جملة " بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسّوسن " يقولون : أن الأصل العبري ليس "بطن" بل " الجزء السفلي من البطن أسفل السرة " !
وإذا كان علماء اللاهوت في الغرب لا يخجلون من الإعتراف بالمعنى الصريح لتلك النصوص الإباحية كما في هذا الكتاب وغيره الكثير، فإن الكنائس الشرقية لا زالت تعيش في خرافة “التفسير الرمزي” بل ويتهمون من لا يقتنع بتلك التفاسير بأنه يفتقد للروحانية وأن تفكيره جنسي جسدي شهواني وكأنهم قدموا لنا نصوصأً روحية راقية ونحن من فسرها بطريقة جنسية وليس العكس!!
والتفسير الرمزي نوع من التحريف بالتأويل حيث يستطيع أي شخص تأويل النصوص كما يريد لتأييد أفكاره. فما الذي يمنعني أن أقول أن الثديان رمز لقبتي مجلسي الشعب والشورى وأن النص يدعو إلى الديمقراطية؟… فما دام التفسير الرمزي مقبولاً ولا توجد قرينة لتحديد تفسير النص، فليفسر من شاء ما شاء كيفما يشاء.
وهنا يجب أن نسأل سؤالاً: لو إفترضنا جدلاً أن الكتاب المقدس مكتوب بطريقة رمزية، لماذا إختار كاتبيه الرموز الجنسية والإباحية كإسلوب للتعبير؟ ألم يكن الأولى أن تُستخدم رموز تناسب كل العقول والأعمار حتى لا يضطر – مثلاً – أحد أوائل آباء الكنيسة العلامة أوريجانوس أن يطلق على سفر نشيد الإنشاد “سفر البالغين”؟
فإذا كان للكاتب حرية إختيار الرمز، فإن هذا الإختيار يعكس ثقافته وخلفيته وكذلك طبيعة من يبغي مخاطبتهم. فإذا كان الرمز جنسياً فمن الممكن أن نتخيل أي شيء إلا أن يكون وحياً من الله سبحانه وتعالى وأنه يخاطب كل البشر كبيرهم وصغيرهم في كل زمان ومكان. فلا يُعقل أن يكون وحي الله مصدر خجل للأب أمام إبنه وللأخ أمام أخته وللإبن أمام أمه
ولا يعقل أن يحتاج وحي الله إلى كل هذه التبريرات والتأويلات الخرافية لتحسين صورته بحيث أصبح التفسير أكثر أدباً ورقياً من النص الأصلي، ولكن لا علاقة لأحدهم بالآخر
يقول البابا شنودة فى تأملاته على سفر نشيد الأنشاد:"الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية".انتهي -مقدمة كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا شنودة الثالث
بل ولقد حاول زكريا بطرس في برنامجه “أسئلة في الإيمان” أن يبرر (وليس يفسر) النصوص الجنسية في سفر نشيد الإنشاد في سلسلة من الحلقات بعنوان “تأملات في سفر نشيد الإنشاد”. وفي الثلاث حلقات الأولى حاول تشبيه نشيد الإنشاد بالشعر الصوفي وأخذ يعرض لأشعار وكتب
ومن المضحك أن نجد زكريا بطرس يستخدم أشعار رابعة العدوية لتبرير نشيد الإنشاد
وبذلك أصبحت رابعة العدوية دليل علي صحة الكتاب المقدس
وأما تشبيهه بالشعر الصوفي فالشعر الصوفي لا يتعدى كونه شعراً من نظم بشر وإستخدامه كدليل على صحة إباحيات نشيد الإنشاد يعتبر إعترافاً ضمنياً بأن نشيد الإنشاد لا يرقى كسفر في كتاب مقدس
وبغض النظر عن هذا،فإن زكريا بطرس فشل في ذكر بيت شعر واحد فقط به ألفاظ تشبه أو حتي تقترب من ألفاظ نشيد الإنشاد. وإذا أراد زكريا بطرس أن يجد شعراً يشبه نشيد الإنشاد فعليه بالبحث قي أشعار الغزل الصريح والإباحي.
أكتفي في هذه النقطة بما ذكرته حيث أن الكلام عن هذه النقطة قد يأخذ مجلدات وليس صفحة أو صفحتين ومن الممكن الرجوع الى المراجع المذكورة للإستزادة.
7-حرية العبادة بين القرآن والانجيل
إن حرية العقيدة مكفولة في الدين الاسلامي كفالة تامة بما يحمي حرية الفرد الشخصية في الاعتقاد ويؤمن المجتمع من الفتنة والانحراف العقائدي.
حرية العبادة مذكورة في القرآن في عدة مواضع منها آية 256 من سورة البقرة(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
أقتطف من تفسير إبن كثير لهذه الآية ما يلي:
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين } أي: لا تكرهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورًا. وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار، وإن كان حكمها عامًّا
وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد الجرشي عن (4) زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد [بن جبير] (5) عن ابن عباس قوله: { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } قال: نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له: الحصيني كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلا مسلمًا فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فأنزل الله فيه ذلك.
رواه ابن جرير وروى السدي نحو ذلك وزاد: وكانا قد تنصرا على يدي تجار قدموا من الشام يحملون زيتًا فلما عزما على الذهاب معهم أراد أبوهما أن يستكرههما، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث في آثارهما، فنزلت هذه الآية
هناك آية أخرى جميلة من سورة يونس آية 99(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
وقد قال إبن كثير في هذه الآية تفسيرا رائعا في موضعه:
يقول تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ } -يا محمد -لأذن لأهل الأرض كلهم في الإيمان بما جئتهم به، فآمنوا كلّهم، ولكن له حكمة فيما يفعله تعالى كما قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [هود: 118 ، 119]، وقال تعالى: { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا } [الرعد: 31] ؛ ولهذا قال تعالى: { أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ } أي: تلزمهم وتلجئهم { حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } أي: ليس ذلك عليك ولا إليك، بل [إلى] (4) الله { يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر: 8]، { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [البقرة: 272]، { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء: 3] ، { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص:56]، { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ } [الرعد: 40]، { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصيْطِرٍ } [الغاشية: 21 ، 22] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى هو الفعال لما يريد، الهادي من يشاء، المضل لمن يشاء، لعلمه وحكمته وعدله؛ ولهذا قال: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ } (5) وهو الخبال (6) والضلال، { عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ } أي: حججَ الله وأدلته، وهو العادل في كل ذلك، في هداية من هدى، وإضلال من ضل.
{ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) }
وهناك شبهة يرميها أتباع الصليب من عباد الخشبة والخروف بتعارض الآية السالفة من سورة البقرة مع حديث رسول الله عليه أفضل السلام والتسليم من بدل دينه فأقتلوه وهو مما سأرد عليه في ملحق الشبهات إن شاء الله.
والآن قد جاء دور حرية العبادة في المسيحية ونبدأها من العهد القديم سفر التثنية 2:17-5(إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرّاً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ
وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلقَمَرِ أَوْ لِكُلٍّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ - الشَّيْءَ الذِي لمْ أُوصِ بِهِ
وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيل
فَأَخْرِجْ ذَلِكَ الرَّجُل أَوْ تِلكَ المَرْأَةَ الذِي فَعَل ذَلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلى أَبْوَابِكَ الرَّجُل أَوِ المَرْأَةَ وَارْجُمْهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ)
مما نفهم من الآية أنه ليس له مراجعة أو مناصحة كما هو في دين الاسلام مما سأبين فيما بعد من ملحق رد الشبهات فهو يرجم فورا بعد الاستحصال على إقرار الشهود بفعلته كما في 17:6(عَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الذِي يُقْتَلُ. لا يُقْتَل عَلى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ)
هناك أيضا تثنية 6:13-11(وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ
مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا
فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ
بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً.
تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ.
فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ)
هذه هي حرية العبادة في العهد القديم فلا رحمة ولا شفقة ولا استسماح ولا فرصة للتوبة ولكن ماذا جاء في العهد الجديد عن هذا؟
جاء في الرسالة الى العبرانيين المجهولة الكاتب المنسوبة الى بولس الرسول 10:28(مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ)
نختمها بالرسالة الاولى الى كورنثوس 16:22(إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا. مَارَانْ أَثَا)
إن محمدا عليه الصلاة والسلام لم يطلب العبادة لنفسه بل هي لله الواحد القهار وجميع المسلمين تؤمن أنه رسول الله ونبيه وتحبه حب إجلال وإكرام لا حب عبادة وتمجيد مثل يسوع وهو عليه الصلاة والسلام يبادل المسلمين نفس الشعور فهو الذي أخرجهم من الظلمات الى النور وليس كيسوع الذي يعبد كرب وهذه محبته كرب وليس كنبي مرسل ومعنى أناثيما هو خطيئة.
8-قانون الحرب بين القرآن والانجيل
إن للإسلام أخلاقا في السلم معروفة للجميع ولكن الذي ليس وعروفا هو أن للإسلام أخلاقا في الحرب وقانونا فإن الإسلام لم ينتشر يوما بالسيف ولم يبدأ المسلمون أحدا بالقتال.
إن الحرب لدى المسلمين ليست بدافع الانتقام الاعمى والعصبية والبحث عن المغنم والسبي إنما هي من أجل كلمة حق وإعلاء لا إله الا الله وهي ضد الطغاة والمستكبرين وليست ضد المسلمين والضعفاء ومن أجل حماية المستضعفين, محكومة بقانون واضح وصريح يعاقب منتهكه.
إن الحرب ضرورة تفرضها طبيعة الاجتماع البشري، وطبيعة التدافع الواقع بين البشر الذي ذكره القرآن الكريم بقوله: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)، (لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)
قد جاء في تفسير ابن كثير للآية كلام رائع:
فلو أمرَ المسلمين، وهم أقل من العشر، بقتال الباقين (8) لشَقَّ عليهم؛ ولهذا لما بايع أهلُ يثرب ليلة العقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا نيفا وثمانين، قالوا: يا رسول الله، ألا نميل على أهل الوادي -يعنون أهل مِنَى-ليالي مِنى فنقتلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لم أومر بهذا". فلما بَغَى المشركون، وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم، وهموا بقتله، وشردوا أصحابه شَذرَ مَذَر، فذهب (9) منهم طائفة إلى الحبشة، وآخرون إلى المدينة. فلما استقروا بالمدينة، ووافاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، واجتمعوا عليه، وقاموا بنصره وصارت لهم دار إسلام ومَعْقلا يلجؤون إليه -شرع الله جهاد الأعداء، فكانت هذه الآية أول ما نزل في ذلك، فقال تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ }
قال العَوْفي، عن ابن عباس: أخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق، يعني: محمدًا وأصحابه.
{ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ } أي: ما كان لهم إلى قومهم إساءة، ولا كان لهم ذنب إلا أنهم عبدوا الله (1) وحده لا شريك له. وهذا استثناء منقطع بالنسبة إلى ما في نفس الأمر، وأما عند المشركين فهو أكبر الذنوب، كما قال تعالى: { يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ } [ الممتحنة: 1 ]، وقال تعالى في قصة أصحاب الأخدود: { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [ البروج: 8 ]. ولهذا لما كان المسلمون يرتجزون في بناء الخندق، ويقولون: لا هُمّ (2) لَولا أنتَ ما اهتَدَينا ... وَلا تَصَدّقَْنا وَلا صَلَّينَا ...
فَأنزلَنْ سَكينَةً عَلَينَا ... وَثَبّت الأقْدَامَ إنْ لاقَينَا ...
إنّ الألَى قد بَغَوا عَلَينَا ... إذَا أرَادوا فتْنَةً أبَيْنَا (3)
فيوافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول معهم آخر كل قافية، فإذا قالوا: "إذا أرادوا فتنة أبينا" ، يقول: "أبينا" ، يمد بها صوته.
ثم قال تعالى: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } أي: لولا أنه يدفع عن قوم بقوم، ويكشفُ شَرّ أناس عن غيرهم، بما يخلقه ويقدره من الأسباب، لفسدت الأرض، وأهلك القوي الضعيف.
{ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ } وهي المعابد الصغار للرهبان، قاله ابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية، وعكرمة، والضحاك، وغيرهم.
وقال قتادة: هي معابد الصابئين. وفي رواية عنه: صوامع المجوس.
وقال مقاتل بن حَيَّان: هي البيوت التي على الطرق.
{ وَبِيَعٌ } : وهي أوسع منها، وأكثر عابدين فيها. وهي للنصارى أيضًا. قاله أبو العالية، وقتادة، والضحاك، وابن (4) صخر، ومقاتل بن حيان، وخُصَيف، وغيرهم.
وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره: أنها كنائس اليهود. وحكى السدي، عمن حَدّثه، عن ابن عباس: أنها كنائس اليهود، ومجاهد إنما قال: هي الكنائس، والله أعلم.
وقوله: { وَصَلَوَاتٌ } : قال العوفي، عن ابن عباس: الصلوات: الكنائس. وكذا قال عكرمة، والضحاك، وقتادة: إنها كنائس اليهود. وهم يسمونها صَلُوتا.
وحكى السدي، عمن حدثه، عن ابن عباس: أنها كنائس النصارى
وقد جاء من تفسير ابن كثير للآية الاخرى:
قال الله تعالى: { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ } أي: غلبوهم وقهروهم بنصر الله لهم { وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ } ذكروا في الإسرائيليات: أنه قتله بمقلاع كان في يده رماه به فأصابه فقتله، وكان طالوت قد وعده إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته ويشاطره نعمته ويشركه (1) في أمره فوفى له ثم آل (2) الملك إلى داود عليه السلام مع ما منحه الله به من النبوة العظيمة؛ ولهذا قال تعالى: { وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ } الذي كان بيد طالوت { والحكمة } أي: النبوة بعد شمويل { وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ } أي: مما يشاء الله من العلم الذي اختصه به صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ } أي: لولاه يدفع عن قوم بآخرين، كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا كما قال: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا } الآية [الحج:40].
وقال ابن جرير، رحمه الله: حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا حفص بن سليمان عن محمد بن سوقة عن وبرة بن عبد الرحمن عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء". ثم قرأ ابن عمر: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ } (3) وهذا إسناد ضعيف فإن يحيى بن سعيد [هذا] (4) هو أبو زكريا العطار الحمصي وهو ضعيف جدًّا.
ثم قال ابن جرير: حدثنا أبو حميد الحمصي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله، ولا يزالون في حفظ الله عز وجل ما دام فيهم" (5) .
وهذا أيضًا غريب ضعيف لما تقدم أيضا. وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أخبرنا علي بن إسماعيل بن حماد أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد أخبرنا زيد بن الحباب، حدثني حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء (6) عن ثوبان –رفع الحديث-قال: "لا يزال فيكم سبعة بهم تنصرون وبهم تمطرون وبهم ترزقون حتى يأتي أمر الله" (1) .
وقال ابن مردويه أيضًا: وحدثنا محمد بن أحمد (2) حدثنا محمد بن جرير بن يزيد، حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرني عمر البزار، عن عنبسة الخواص، عن قتادة عن أبي قِلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون وبهم تنصرون" قال قتادة: إني لأرجو أن يكون الحسن منهم (3) .
وقوله: { وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } أي: مَنٌّ عليهم ورحمة بهم، يدفع عنهم ببعضهم بعضا وله الحكم والحكمة والحجة على خلقه في جميع أفعاله وأقواله.
ثم قال تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } أي: هذه آيات الله التي قصصناها عليك من (4) أمر الذين ذكرناهم بالحق أي: بالواقع الذي كان عليه الأمر، المطابق لما بأيدي أهل الكتاب من الحق الذي يعلمه علماء بني إسرائيل { وَإِنَّكَ } يا محمد { لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } وهذا توكيد وتوطئة للقسم.
إذا كان لا بد من الحرب، فلتكن في سبيل الله، وهو السبيل الذي تعلو به كلمة الحق والخير ـ لا في سبيل الطاغوت ـ الذي تعلو به كلمة الشر والباطل، (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا)
لتكن من أجل استنقاذ المستضعفين، لا من أجل حماية الأقوياء المتسلطين: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون: ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا).
ولتتقيد الحرب بأخلاق الرحمة والسماحة، ولو كانت مع أشد الأعداء شنآنا للمسلمين، وعتوا عليهم.
وإذا كان كثير من قادة الحروب وفلاسفة القوة، لا يبالون أثناء الحرب بشيء إلا التنكيل بالعدو، وتدميره، وإن أصاب هذا التنكيل من لا ناقة له في الحرب ولا جمل، فإن الإسلام يوصى ألا يقتل إلا من يقاتل، ويحذر من الغدر والتمثيل بالجثث وقطع الأشجار، وهدم المباني، وقتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان المنقطعين للعبادة والمزارعين المنقطعين لحراثة الأرض.
وفي هذا جاءت آيات القرآن الكريم، ووصايا الرسول الكريم، وخلفائه الراشدين، ففي القرآن: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين)
وفي السنة كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه إذا توجهوا للقتال بقوله: "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا…".
وكذلك كان الخلفاء الراشدون المهديون من بعده يوصون قوادهم: ألا يقتلوا شيخا، ولا صبيا، ولا امرأة، وألا يقطعوا شجرا، ولا يهدموا بناء".
بل نهوهم أن يتعرضوا للرهبان في صوامعهم، وأن يدعوهم وما فرغوا أنفسهم له من العبادة.
يذكر المؤرخون المسلمون أن الخليفة الأول أبا بكر الصديق رضي الله عنه ـ في المعارك الكبرى التي دارت بين المسلمين والإمبراطوريتين العتيدتين فارس والروم ـ أرسل إليه رأس أحد قادة الأعداء من قلب المعركة إلى المدينة عاصمة الدولة الإسلامية، وكان القائد يظن أنه يسر بذلك الخليفة، ولكن الخليفة غضب لهذه الفعلة لما فيها من المثلة، والمساس بكرامة الإنسان فقالوا له: إنهم يفعلون ذلك برجالنا، فقال الخليفة في استنكار: آستنان بفارس والروم؟ لا يحمل إلى رأس بعد اليوم
وهذا إقتباس من موسوعة الحضارة وهي موسوعة من تأليف ويل وإريال ديورانت وهما من الطائفة البروتستانتية وقد إقتبست مايلي:
ولما سار الفتح في طريقه زادت الأسباب الدينية قوة على قوتها؛ فقد كان قادة المسلمين من صحابة النبي المتحمسين، يصلون وهم يحاربون، ويصلون أكثر مما يحاربون، وقد بعثوا في قلوب أتباعهم على مر الأيام روحاً حماسية قوية اعتقدوا معها أن الموت في الجهاد يفتح لهم أبواب الجنة. وهناك فوق ذلك عوامل أخلاقية لها أيضاً شأنها في هذه الفتوح: ذلك أن المبادئ الأخلاقية المسيحية والرهبنة قد أضعفتا في بلاد الشرق الأدنى ذلك الاستعداد للقتال الذي كان من طبيعة العرب ومن تعاليم الإسلام. ولقد كانت جيوش العرب خيراً من جيوش الفرس والروم نظاماً وأحسن قيادة، يألفون المشاق وينالون جزاءهم من الفيء، لقد كان في وسعهم أن يحاربوا وبطونهم خاوية، ويعتمدوا على النصر في الحصول على طعامهم. ولكنهم لم يكونوا في حروبهم همجاً متوحشين، انظر إلى ما أوصاهم به أبو بكر:
"أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:(كونوا شجعان فالموت خير من الإستسلام) لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة، ولا بعيراً إلا لمأكله؛ وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له؛ولكن اجبروا بقية البشرية ليسلموا أو يدفعوا الجزية فإذا لم يفعلوا فقتلوهم".
وبعد أن تضع الحرب أوزارها، يجب ألا ينسى الجانب الإنساني والأخلاقي في معاملة الأسرى وضحايا الحرب.
يقول الله تعالى في وصف الأبرار من عباده: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)
*ملاحظة: إقتباسات من فتوى للشيخ القرضاوي حفظه الله
إن قانون الحرب والجزية في المسيحية كلام طويل وله شجون وأحاول إن شاء الله أن أختصر قدر الامكان والله ولي التوفيق.
نبدأ بألامر الإلهي في سفر آرميا 48:10(مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ) وهو آمر إلهي من العهد القديم وجزاء لكل من يمتنع عن القتل وسفك الدماء.
هناك الامر بقتل الشيخ والنساء والاطفال في حزقيال 9:6(اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ)
حتى الطفل الرضيع والبقر والغنم والحمار لم تسلم من الذبح في صاموئيل الاول 15:3(فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَارا)ً
هناك سفر العدد 31:7(فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَر) والامر بقتل كل ذكر محارب ام غير محارب.
الامر بقتل كل إمرأة عرفت بمضاجعة رجل وإبقاء العذارى في نفس سفر العدد 31:7(فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا)
السؤال هنا: كيف يمكن التمييز بين النساء اللواتي عرفن مضاجعة ذكر والعذروات قبل إكتشاف الوسائل الحديثة بالآف السنين؟
الجواب:بإغتصابهن
طبعا يجب أن لا تنسى بني إسرائيل إعطاء الرب نصيبه من كل شيئ حتى النساء المغتصبات فنقرأ من نفس السفر 31:40(وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْساً)
مرة أخرى البقر والغنم والحمير تقتل بحد السيف في يشوع 6:21(وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ)
ولم ينسى الرب الامر ليشوع بحرق المدينة وهدمها عن بكرة ابيها في يشوع 6:24(وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ)
بل وأنظروا قسم هذا السفاح سفاك الدماء في 6:26(وَحَلَفَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ قُدَّامَ الرَّبِّ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُومُ وَيَبْنِي هَذِهِ الْمَدِينَةَ أَرِيحَا. بِبِكْرِهِ يُؤَسِّسُهَا وَبِصَغِيرِهِ يَنْصِبُ أَبْوَابَهَا)
وجاء يسوع في عهد النعمة ليتم ناموس موسى والكتب بأمره لاتباعه مايلي في لوقا 19:27(أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي)
وهذا يناقض تماما تعاليمه لتلاميذه عن محبة الاعداء في متى 5:44(وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)
بل وأمرهم ببيع ملابسهم وشراء سيوف كما في لوقا 22:36(فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً)
هل سوف يستخدمون السيوف لحلاقة اللحى أم لتقشير التفاح؟
كل هاذا جاء تطبيقا لتعاليمه في متى 10:34(«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً)
كل ما ذكرت جاء ليؤكد التناغم بين العهد القديم والجديد فيما يتعلق بقانون الحرب والعلاقة مع الآخر.
بعد طول تفكير قررت الكتابة في هذا الموضوع الهام والذي هو من الحساسية بمكان لدى المسلمين والمسيحيين ولكني إن شاء الله أتوخي الموضوعية والحرص والله هو الموفق.
سوف تكون المقارنة إن شاء الله على شكل نقاط متتايعة منفصلة للتسهيل على القارئ المتابعة وفهم الموضوع.
أتمنى من الإخوة المسلمين التصحيح لي إن أخطأت والاخوة المسيحيين يعني بصراحة الرجاء الرد الموضوعي إذا كنتم عايزين تردوا وبلاش قلة الادب وتربية الزرايب وغرف المراحيض والسباب والشتائم.
1-الإسم بين القرآن والانجيل
من البديهي بمكان أنه عندما ينزل الله كتابا على رسول من رسله أن يكون إسم ذالك الكتاب موجودا ضمن نصوصة كدليل معجز على التنزيل وأنه من عند الله.
ينطبق هذا الكلام على القرآن في أكثر من موضع مدعمة بدليل على إعجازه فمثلا أنى إسم القرآن بعد الحروف المقطعة في أكثر من موضع وأتى منفردا في مناسبات أخرى.
هناك نثلا سورة النمل الآية الاولى(طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ) حيث جائت كلمة القرآن بعد الحروف المقطعة كدليل إعجاز وبيان أن الله أنزل القرآن.
هناك أيضا من سورة الرحمن آية واحد الى آية إثنين(الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2)
حيث أن إسم القرآن مذكور صراحة وواضح كدليل على إعجاز الكتاب وصدقه.
بل إن لفظة القرآن الكريم وهي مايطلق المسلمون على القرآن تجليلا وإحتراما له وهي لفظة واردة في أكثر من موقع.
هناك مثلا سورة الواقعة آية 77(إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) حيث اللفظة كما نرى هناك مذكورة صراحة.
إن المسلمين لم يبتدعوا شيئا من تسمية القرآن الكريم أو القرآن فهي كلها تسميات منزلة من عند الله لأنها مذكورة في نص الكتاب.
طبعا كتاب المسيحيين له تسميات مختلفة فمنها الانجيل وتعني البشارة والكتاب المقدس ولكنها جميعا غير مذكورة نصا بما يفهم منها أنها الكتاب الذي بين أيدينا والمسمى بالمقدس ومعناها مجازي أدبي.
إن كلمة إنجيل أو ايفغيليون Evanghilion هي كلمة يونانية مركبة من لفظتين وهما Eu بمعنى جيد مرحى حقيقي و إنغليون وهي بمعنى البشارة أو التبشير بالفعل,فالمعنى الصحيح للكلمة هو التبشير بالسعادة الحقيقية وهي تعبر عن فكرة معنوية ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالتقديس والتنزيل من عند الله.
إن معنى كلمة إنجيل بالسريانية هو سبر Swar وهو المطابق لكلمة صبر بالعربية فإن الدين الذي أشداه المسيح للعالم كان عبارة عن الأمل والصبر
نريد أن نلاحظ نقطة للأسف أهملها الكثيرون أو تغاضوا عنها عمدا وهي أن يسوع لم يكن يتكلم اليونانية بل هناك تسائلات عن مستوى تعليم يسوع بلغته الآرامية أو العبرية من قبل النقاد الغربيين أنفسهم.
2-هل يحفظ الله كتابه من التحريف؟
إن القرآن واضح وصريح في ذكر ذالك في آية سورة الحجر الآية9(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
وقد جاء في تفسير إبن كثير أن الله تعالى قال أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل.
ومنهم من أعاد الضمير في قوله تعالى: { لَهُ لَحَافِظُونَ } على النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله: { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67] والمعنى الأول أولى، وهو ظاهر السياق، [والله أعلم]
وقد جاء في تفسير القرطبي(قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} يعني القرآن. {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} من أن يزاد فيه أو ينقص منه. قال قتادة وثابت البناني: حفظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا؛ فتولى سبحانه حفظه فلم يزل محفوظا، وقال في غيره: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا} [المائدة: 44]، فوكل حفظه إليهم فبدلوا وغيروا.)
إن هذا تماما مايوافق المذكور في الكتاب المقدس نفسه من أنه محرف أشد التحريف وذالك في سفرآرميا 8:8 (كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقّاً إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ.) وأيضا في نفس السفر 23:26(أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)
قلم الكتبة الكاذب وهو قلم النساخين الذين بدلوا وحرفوا وغيروا لأهوائهم الشخصية أو لتثبيت معتقد ديني أو إيماني معين أو لاخفاء معتقد مخالف.
هناك أيضا سفر تثنية الاشتراع 4:2(لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) حيث يذكر هنا على لسان موسى وصيته لبني إسرائيل بعدم تحريف الشريعة ووصايا الرب وهو ماكان فقد حرفوا وبدلوا وغيروا.
هناك أيضا سفر أعمال الرسل 7:53(الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟.) وهذا للرد على عباد الخشبىة وأبناء كراسي الاعتراف ومسح زيت النيرون بأن الله تعهد بحفظ الانجيل الذين أخذه حكماء الشريعة ولم يحفظوه فبدلوا وغيروا وحرفوا.
ولكن هل الله يلام على هذا كما يحاول بعض أصحاب النفوس المريضة أن يوحي فمثلا نرى في رومية 2:3-4(كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ
فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟
حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ)
هناك أيضا رسالة بولس الى تيطس حيث يذكر أنه كان هو مؤتمنا على كلمة الله في 1:3(وَإِنَّمَا أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ، بِالْكِرَازَةِ الَّتِي اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهَا، بِحَسَبِ أَمْرِ مُخَلِّصِنَا اللهِ).
نقتبس أيضا من رسالة بولس الرسول الثانية الى أهل كورنثيوس 2:17( لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.)
إن القرآن كان واضحا في الآية المذكورة أعلاه من سورة الحجر بان الله هو من نزل القرآن وأنه حافظه وقد بينا فيما سبق أن الله لم يتعهد بحفظ الانجيل ولكن السؤال هل الله نزله؟
لوقا1:1(إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا)
إن هذا النص واضح وصريح بأن ماكتبه لوقا على سبيل المثال هو مؤلف من عنديات وليس بإيحاء من الروح القدس كما يفترون.
إني قرأت قليلا وكثيرا في هذا الكتاب الشاهولي فلم أجد دليلا واحدا على موضوع الروح القدس التي أوحت بالكتاب,كلنا نعرف من أدلة القرآن والستة أن تنزل الروح القدس(جبريل) على رسول الاسلام محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم كان بأعراض شديدة يعرف فيها أنه جبريل وحتى المحيطين به حيث أنه بعدما أوحي إاليه في المرة الاولى أنه كان حتى كاد ينقطع نفسه ورجع الى زوجه خديجة رضوان الله عليها قائلا:زملوني زملوني).
إن هذا غير موجود في الانجيل فكلام لوقا مؤلف بل وبطلب شخصي من صديقه العزيز ثاوفيلس وبطرس في رسالته الاولى 5:12 غير متأكد من كاتبها( بِيَدِ سِلْوَانُسَ الأَخِ الأَمِينِ، كَمَا أَظُنُّ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ وَاعِظاً وَشَاهِداً، أَنَّ هَذِهِ هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي فِيهَا تَقُومُونَ).
إن التحريف والتغيير الذي كان منتشرا الى درجة دفعت كاتب سفر الرؤيا الى التحذير الشديد من هذا الموضوع وربطه بعقوبات صارمة في رؤيا يوحنا اللاهوتي 18:22-19
(لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هَذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هَذَا يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هَذَا الْكِتَابِ
وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هَذِهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هَذَا الْكِتَابِ.)
إن الكلام عن أدلة التحريف من الانجيل قد تطول وأنا أحب أن أنتقل إلى نقطة أخرى وهي ماذكر القرآن من تحريف أهل الكتاب لمايدعون أنها كتبهم المقدسة.
إن هناك إجماعا من المسلمين على وقوع التحريف في الانجيل بقسميه العهد الجديد والعهد القديم وذالك بالتبديل والتغيير وتحريف المعاني بقصد أو بغير قصد,إن هناك بقايا من وحي الهي في الانجيل ولكن لاسبيل لمعرفتها الى بمقارنتها لمدى إتفاقها للقرآن والسنة.
إن القرآن قد ذكر كثيرا عن تحريف النصارى واليهود لكتبهم وهناك عدة أمثلة.
*سورة الآنعام آية 91
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ
وقد جاء في تفسير الجلالين عن الآية التالي:
"وَمَا قَدَرُوا" أَيْ الْيَهُود "اللَّه حَقّ قَدْره" أَيْ مَا عَظَّمُوهُ حَقّ عَظَمَته أَوْ مَا عَرَفُوهُ حَقّ مَعْرِفَته "إذْ قَالُوا" لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَاصَمُوهُ فِي الْقُرْآن "مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَى بَشَر مِنْ شَيْء قُلْ" لَهُمْ "مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَاب الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ يَجْعَلُونَهُ" بِالْيَاءِ وَالتَّاء فِي الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة "قَرَاطِيس" أَيْ يَكْتُبُونَهُ فِي دَفَاتِر مُقَطَّعَة "يُبْدُونَهَا" أَيْ مَا يُحِبُّونَ إبْدَاءَهُ مِنْهَا .
"وَيُخْفُونَ كَثِيرًا" مِمَّا فِيهَا كَنَعْتِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وَعَلِمْتُمْ" أَيّهَا الْيَهُود فِي الْقُرْآن "مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ" مِنْ التَّوْرَاة بِبَيَانِ مَا الْتَبَسَ عَلَيْكُمْ وَاخْتَلَفْتُمْ فِيهِ "قُلْ اللَّه" أَنْزَلَهُ إنْ لَمْ يَقُولُوهُ لَا جَوَاب غَيْره "ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضهمْ" بَاطِلهمْ
*سورة القرة آية 79
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ
وقد جاء في تفسير الجلالين عن الآية التالي:
"فَوَيْل" شِدَّة عَذَاب "لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَاب بِأَيْدِيهِمْ" أَيْ مُخْتَلَقًا مِنْ عِنْدهمْ "ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْد اللَّه لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا" مِنْ الدُّنْيَا وَهُمْ الْيَهُود غَيَّرُوا صِفَة النَّبِيّ فِي التَّوْرَاة وَآيَة الرَّجْم وَغَيْرهمَا وَكَتَبُوهَا عَلَى خِلَاف مَا أُنْزِلَ "فَوَيْل لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهمْ" مِنْ الْمُخْتَلَق "وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" مِنْ الرِّشَا جَمْع رِشْوَة
أن وسائل تحريف الانجيل هي كثيرة مما لايتسع به الموضوع ولكن لمن يريد الرجوع والاستزادة فعليه بكتاب الاخ ابو أيوب الانصاري وهو البيان(2)
3-وصف الله في كتبه المقدسة وإعتبار عيسى الله أو إبن الله
إن واحدا من أهم عناصر إعتبار كتاب من وحي الكلمة الإلهية بل وأهمها على الاطلاق بدون مبالغة هو كيف وصف الله تعالى نفسه أو وصف الله تعالى في ذالك الكتاب على إعتبار أنه هو من أوحى به.
إن هناك مواضع عديدة في القرآن تعلق بوصف الله جل جلالة وتنزيهه عن كل مالصق به زورا وبهتانا من قبل عباد النصارى واليهود,لكن واحد من أهم الآيات ألا وهي سورة الإخلاص التي تختصر مايكون عليه حال الله جل وعلا وضع معيارا لدراسة صفات الله في الكتب المقدسة الاخرى والحكم عليها اذا كانت كلمة إلهية.
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
قد جاء في تفسير الجلالين لهذه السورة مايلي:
قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " سُئِلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبّه فَنَزَلَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " فَاَللَّه خَبَر هُوَ وَأَحَد بَدَل مِنْهُ أَوْ خَبَر ثَانٍ
" اللَّه الصَّمَد " مُبْتَدَأ وَخَبَر أَيْ الْمَقْصُود فِي الْحَوَائِج عَلَى الدَّوَام
لَمْ يَلِد " لِانْتِفَاءِ مُجَانَسَته " وَلَمْ يُولَد " لِانْتِفَاءِ الْحُدُوث عَنْهُ
" وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد " أَيْ مُكَافِئًا وَمُمَاثِلًا , وَلَهُ مُتَعَلِّق بِكُفُوًا , وَقُدِّمَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مَحَطّ الْقَصْد بِالنَّفْيِ وَأُخِّرَ أَحَد وَهُوَ اِسْم يَكُنْ عَنْ خَبَرهَا رِعَايَة لِلْفَاصِلَةِ .
وقد أطال إبن كثير جزا الله عنا وعن المسلمين كل خير في شرحه لهذه السورة الكريمة من القرآن الكريم وأورد مقتطفات مما ذكر:
*سبب النزول:
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعد محمد بن مُيَسّر الصاغاني، حدثنا أبو جعفر الرازي، حدثنا الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، انسب لنا ربك، فأنزل الله: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُو لَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " (2)
*فضائل السورة
حديث آخر: قال البخاري في كتاب الصلاة: "وقال عُبَيد الله (6) عن ثابت، عن أنس قال: كان رجل من الأنصار يَؤمَهم في مسجد قُبَاء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح ب " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " حتى يَفرُغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تُجزئُك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتَقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يَرَونَ أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يَؤمهم غيره. فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: "يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ ". قال: إني أحبها. قال: "حُبك إياها أدخلك الجنة" (7)
وقد وصفها عليه الصلاة والسلام في الحديث التالي بأنها تعدل ثلث القرآن
حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة، عن أبيه، عن أبي سعيد. أن رجلا سمع رَجُلا يقرأ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالّها، فقال النبي (3) صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن
أن سورة البقرة آية 255 تذكر بشكل واضح لا لبس فيه صفات الله تعالى المتصف بها وهذه الآية هي أيضا معيار يطبق على كل كتاب يقال عنخ أنه من عند الله من ناحية صفات الله في ذالك الكتاب.
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
وقد جاء في تفسير الجلالين عن هذه الآية:
"اللَّه لَا إلَه" أَيْ لَا مَعْبُود بِحَقٍّ فِي الْوُجُود "إلَّا هُوَ الْحَيّ" الدَّائِم بِالْبَقَاءِ "الْقَيُّوم" الْمُبَالِغ فِي الْقِيَام بِتَدْبِيرِ خَلْقه "لَا تَأْخُذهُ سِنَة" نُعَاس "وَلَا نَوْم لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض" مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا "مَنْ ذَا الَّذِي" أَيْ لَا أَحَد "يَشْفَع عِنْده إلَّا بِإِذْنِهِ" لَهُ فِيهَا "يَعْلَم مَا بَيْن أَيْدِيهمْ" أَيْ الْخَلْق "وَمَا خَلْفهمْ" أَيْ مِنْ أَمْر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة "وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمه" أَيْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا مِنْ مَعْلُومَاته "إلَّا بِمَا شَاءَ" أَنْ يُعْلِمهُمْ بِهِ مِنْهَا بِأَخْبَارِ الرُّسُل "وَسِعَ كُرْسِيّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض" قِيلَ أَحَاطَ عِلْمه بِهِمَا وَقِيلَ الْكُرْسِيّ نَفْسه مُشْتَمِل عَلَيْهِمَا لِعَظَمَتِهِ لِحَدِيثِ : (مَا السَّمَاوَات السَّبْع فِي الْكُرْسِيّ إلَّا كَدَرَاهِم سَبْعَة أُلْقِيَتْ فِي تُرْس) "وَلَا يَئُودهُ" يُثْقِلهُ "حِفْظهمَا" أَيْ السَّمَوَات وَالْأَرْض "وَهُوَ الْعَلِيّ" فَوْق خَلْقه بِالْقَهْرِ "الْعَظِيم" الْكَبِير
وقد تكلم عنها إبن كثير بتفصيل ونختصر مما ذكر مايلي:
هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل آية في كتاب الله. قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح، عن أبي -هو ابن كعب-أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: "أي آية في كتاب الله أعظم"؟ قال: الله ورسوله أعلم. فرددها مرارًا ثم قال أبى: آية الكرسي. قال: "لِيَهْنك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده إن لها لسانًا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش" وقد رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري-به (1) وليس عنده زيادة: "والذي نفسي بيده..." إلخ.
حديث آخر: عن أنس قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن الحارث حدثني سلمة بن وردان أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلا من صحابته فقال: "أي فلان هل تزوجت"؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به. قال: "أوليس معك: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن. أليس معك: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن. أليس معك { إِذَا زُلْزِلَتِ } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن أليس معك: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ[وَالْفَتْحُ] (6) } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن. أليس معك آية الكرسي: { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ (7) } " ؟ قال: بلى. قال: "ربع القرآن" (8) .
هناك أيضا سورة الصافات آية 4-5
إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)
ومما جاء في التفاسير كالجلالين وإبن كثير مايلي:
أنها آية مكية وكانت موجهة الى أهل مكة بعبادة الإله الواحد الاحد وقد تفرد النسائي بذكر الحديث التالي:
قال النسائي: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، حدثنا خالد -يعني ابن الحارث-عن ابن أبي ذئب قال: أخبرني بن عبد الرحمن، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا (2) بالتخفيف، ويؤمنا بالصافات. تفرد به النسائي (3) .
حكم الحديث:صحيح الاسناد وحكمه حسن عن طريق المحدث الالباني
هناك أيضا الآية 30 من سورة التوبة وهي تدين اليهود والنصارى معا بشركهم وترد على من يقول بأن الديانة اليهودية هي ديانة توحيدية والله أعلم.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
وقد شرح إبن كثير على الآية تفصيلا ورأيت أن أورد شرحه لما له من أهمية وهو كالتالي:
فأما اليهود فقالوا في العُزَير: "إنه ابن الله" ، تعالى [الله] (1) عن ذلك علوا كبيرا. وذكر السدي وغيره أن الشبهة التي حصلت لهم في ذلك، أن العمالقة لما غلبت على بني إسرائيل، فقتلوا علماءهم وسَبَوا كبارهم، بقي العزير يبكي على بني إسرائيل وذهاب العلم منهم، حتى سقطت جفون عينيه، فبينا هو ذات يوم إذ مَرّ على جبانة، وإذ (2) امرأة تبكي عند قبر وهي تقول: وامطعماه! واكاسياه! [فقال لها ويحك] (3) من كان يطعمك قبل هذا؟ قالت: الله. قال: فإن الله حي لا يموت! قالت: يا عزير فمن كان يُعلم العلماء قبل بني إسرائيل؟ قال: الله. قالت: فلم تبكي عليهم؟ فعرف أنه شيء قد وُعظ به. ثم قيل له: اذهب إلى نهر كذا فاغتسل منه، وصَلِّ هناك ركعتين، فإنك ستلقى هناك شيخا، فما أطعمك فكله. فذهب ففعل ما أمر به، فإذا شيخ فقال له: افتح فمك. ففتح فمه. فألقى فيه شيئًا كهيئة الجمرة العظيمة، ثلاث مرات، فرجع عُزَير وهو من أعلم الناس بالتوراة، فقال: يا بني إسرائيل، قد جئتكم بالتوراة. فقالوا: يا عُزَير، ما كنت كَذَّابا. فعمد فربط على إصبع من أصابعه قلما، وكتب التوراة بإصبعه كلها، فلما تراجع الناس من عَدُوّهم ورجع العلماء، وأخبروا بشأن عزير، فاستخرجوا النسخ التي كانوا أودعوها في الجبال، وقابلوها (4) بها، فوجدوا ما جاء به صحيحا، فقال بعض جهلتهم: إنما صنع هذا لأنه ابن الله.
وأما ضَلال النصارى في المسيح فظاهر؛ ولهذا كَذَّب الله سبحانه الطائفتين فقال: { ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ } أي: لا مستند لهم فيما ادعوه سوى افترائهم واختلاقهم، { يضاهئون } أي: يشابهون { قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ } أي: من قبلهم من الأمم، ضلوا كما ضل هؤلاء، { قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } وقال ابن عباس: لعنهم الله، { أَنَّى يُؤْفَكُونَ } ؟ أي: كيف يضلون عن الحق، وهو ظاهر، ويعدلون إلى الباطل؟
كتاب النصارى المسمى مقدس جعل عيسى مرة الله ومرة إبن الله وأشركوا مع الله وبالله في العهدين القديم والجديد سوف نذكر من كثير الامثلة فيما يلي ذكره إن شاءالله.
إن أساس معتقدات النصارى الشركية هو عقيدة التثليث أو الثالوث الاقدس وهو الاب والابن والروح القدس هي صفات او مميزات الله التي كشفها للبشرية.
الاب تعني وجود الله منذ الازل الى الابد,اي ان الله موجود بذاته من الازل الى الابد.
الابن تعني كلمة الله الحية التي تجسدت في جسد يسوع البار, وهذه الكلمة هي التي كانت تقول للاشياء كن فيكون.
الروح القدس اي ان الله حي بروحة, وهذا هو الروح اللذي نفخ به ادم فاصبح حياة جديدة.
وقد جاء رد القرآن على موضوع التثليث واضحا لا لبس فيه في سورة النساء آية 171 (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا)
أيضا في سورة المائدة آية 72(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
هناك ايضا جاء في القرآن الكريم سورة المائدة آية 75 عن رسولية عيسى (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
ذكر الجلالين في تفسير لهذه الآية مايلي:
خَلَتْ" مَضَتْ "مِنْ قَبْله الرُّسُل" فَهُوَ يُمْضِي مِثْلهمْ وَلَيْسَ بِإِلَهٍ كَمَا زَعَمُوا وَإِلَّا لَمَا مَضَى "وَأُمّه صِدِّيقَة" مُبَالَغَة فِي الصِّدْق "كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَام" كَغَيْرِهِمَا مِنْ النَّاس وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ لَا يَكُون إلَهًا لِتَرْكِيبِهِ وَضَعْفه وَمَا يَنْشَأ مِنْهُ مِنْ الْبَوْل وَالْغَائِط "اُنْظُرْ" مُتَعَجِّبًا "كَيْفَ نُبَيِّن لَهُمْ الْآيَات" عَلَى وَحْدَانِيّتنَا "ثُمَّ اُنْظُرْ أَنَّى" كَيْفَ "يُؤْفَكُونَ" يُصْرَفُونَ عَنْ الْحَقّ مَعَ قِيَام الْبُرْهَان
وهذه المعتقدات الباطلة مردودة عليهم كالتالي حسب النقاط المذكورة تسلسلا:
*يسوع هو رسول الله
وهذه آية من آيات كثيرة وقد قال المسيح عن نفسه أنه هو رسول مرسل كما جاء في يوحنا17:3 (وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
أيضا هناك دليل آخر من يوحنا 17:21(لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.)
من الواضح تماما من كل ماسبق ذكره أن المسيح لم يكن الا رسول مرسل من عند الله وليس الله أو أنه أحد الاقانيم الثلاثة وكل ما سوف نذكره هو ينفي أية صفة إلهية عن يسوع
*يسوع محدود القدرة
يوحنا5:30(انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني)
متى 19:26(فنظر اليهم يسوع وقال لهم.هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع)
إن يسوع كما هو واضح مما ذكرنا انما هو محدود القدرة وكل المعجزات التي يعملها هي من عند الله وليس من حدود قدرته التي يصفها النصارى باللامحدودة.
وحيث انه في متى 13:58(وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ) حيث نرى هنال صورة يسوع العاجز أو الله العاجز والعياذ بالله..
هناك أيضا قصة إحياء اليعازر حيث رفع المسيح رأسه الى السماء وسأل الله العون ولو كان هو الله او ابن الله ماكان ليفعل هذا.
*هل كان يسوع بلا خطية؟
إن يسوع نفى عن نفسه صفة الصلاح حينما سال عن ذالك ولو كان هو الله أو إبن الله في متى 10:18(فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ.)
وقد جاء في رسالة بولس الى غلاطية 3:13(اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ)
هل الله أو إبن الله ملعون وصاحب خطيئة والعياذ بالله وبل يصف الكتاب المقدس يسوع بالنجس الذي تنجست الارض بدفنه فيها وذالك من العهد القديم سفرتثنية الاشتراع 22:21-23(وَإِذَا كَانَ عَلى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا المَوْتُ فَقُتِل وَعَلقْتَهُ عَلى خَشَبَةٍ
فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلى الخَشَبَةِ بَل تَدْفِنُهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لأَنَّ المُعَلقَ مَلعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلا تُنَجِّسْ أَرْضَكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً)
بل وقد ذكر بولس الرسول الكذاب مؤسس المسيحية بأن عقوبة الخطيئة هي الموت وذالك في رسالته الى رومية 5:12(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.)
إن عيسى قد مات 3 أيام فهل كان ملعونا ونجسا وصاحب خطيئة والعياذ بالله.
*صفات أخرى ليسوع لا تليق بوصفه الله والعياذ بالله مما يشركون
الرب الجائع في متى 4:2
فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً.
الرب الباكي في يوحنا 11:35
بَكَى يَسُوعُ.
الرب النائم في مرقس 4:38
وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟»
الرب الجاهل كما في متى 24:36
(وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
وهناك أيضا قصة إحياء اليعازر المذكورة سابقا حيث سألهم أين دفنتموه وقصة شجرة التين في متى21:19
لدى المسلمين هنا سؤالان فيما يتعلق بألوهية يسوع المزعومة وهما:
س1: هل قال يسوع أنا إله؟
ج:يوحنا19:18-21
فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ
أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ
لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».
س2:هل إحياء البعازر دليل ألوهية ليسوع؟
ج:سفر الملوك الثاني13:21
وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.
أين أذهب كباحث بهذه الآية عن إحياء عظام اليشع لميت عند ملامسته وليس إحياء يسوع ليعازر.
لنا نحن المسلمون ثلاثة تعليقات ايضا على موضوع ألوهية عيسى:
التعليق الاول:إن إختلاف الاناجيل في موضوع مناداة يسوع إبن الله فمثلا إنجيل مرقس5:7 حيث أن أول من نادى يسوع بإبن الله هو مجنون ولكن إنجيل متى ذكر مثلا أنهما مجنونان في متى 8:28 وهما كلاهما قد صرخا,فواعجباه أن النصارى يثبتون ألوهية يسوع مستعينين بالمجانين
التعليق الثاني:لماذا لا يعبد النصارى ملكي صادق فهو أعظم من يسوع أو على الاقل هو مساوي له فهو الكاهن الى الابد؟
إن ملكي صادق مذكور في رسالة بولس الى العبرانيين 1:7-3
لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ،
الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ
بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ.
التعليق الثالث:إن الله خاطب موسى في سفر الخروج 7:1(فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! انَا جَعَلْتُكَ الَها لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ اخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.)
هل كان موسى ربا أو أنه أحد الاقانيم والعياذ بالله للمدعين بألوهية المسيح فهاهنا الله يعطي موسى روحه القدس ويجعله إلها لفرعون وهارون نبي موسى فمن هو هنا الرب ومن هو الله؟
*يسوع بشر ومخلوق وإنسان
إن رسالة بولس الى أهل كولوسي 1:15 توضح كل الوضوح أن يسوع مخلوق فيقول بولس( اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ)
لا يستطيع المسيحيون هنا أن يقولون أن هذا دليل على ألوهية يسوع لأنه أولا مخلوق وثانيا هو ليس أول المخلوقات, بالرجوع الى سفر التكوين 1:1(فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ) فهو لم يخلق يسوع وإن أول خلائق الله على هذه السماوات والارض هي في تكوين 20:1-21(وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الارْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ
فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ وَكُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ الَّتِي فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَاجْنَاسِهَا وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ.)
ولايستطيعون أن يستخدموا نص إنجيل يوحنا 8:58(قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ) لأن هذا مبطول بشهادة نص آخر هو نص آرميا1:5(قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ)
في علم الله ومعرفته قبل إبراهيم وكل المخلوقات كلنا نحن كائنون وهذا ليس دليل ألوهية.
حتى تعاليم تلاميذ المسيح ومرة أخرى تلاميذ المسيح وليس بولس مخترع المسيحية تقول بأن يسوع ليس إلا إنسان وبشر ورسول فنحن نقرأ في سفر أعمال الرسل 2:22(أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ)
نلاحظ يا أخوان وأخوات كلمة رجل وليس إله وهناك أيضا في سفر العدد 23:19(ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟)
إن أحد أهم ألقاب يسوع هو إبن الانسان كما نقرأ في يوحنا 8:40(وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) وأيضا في متى 9:6(وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» - حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!)
إذا ربطنا كل هذا مع نص يوحنا 3:6(اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) ويوحنا4:24(اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا) حيث أن يسوع لا يمكن أن يكون الله أو إبن الله أو أن يكون له لاهوت إلهي والعياذ بالله.
إن شاء الله سوف أخصص في نهاية الموضوع مبحث مصغر لتفنيد عقيدة التثليث الشركية والتي هي أساس ومنبع الكفر المسيحي.
*أبناء الله في الانجيل
يعني هناك نصوص كثيرة من الاناجيل ذكرت أبناء الله وكانت بمعنى مجازي مما يتجاهله النصارى وينتقون مايعجبهم وإذا واجهتم بنص يثبت بطلان عقيدتهم يقولون لك هذا معناه مجازي فسبحان الله على سياسة التقية هذه أو سياسة الوجهين.
1-سفر التكوين 6: 2
أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
2-سفر المزامير 29: 1
قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَعِزًّا.
3-سفر المزامير 89: 6
لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟
4-سفر الحكمة 12: 7
لكي تكون الارض التي هي اكرم عندك من كل ارض عامرة بابناء الله كما يليق بها
5-سفر هوشع 1: 10
لكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ، وَيَكُونُ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ
6-إنجيل متى 5: 9
طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.
7-إنجيل لوقا 20: 36
إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ
8-رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 14
لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.
هذا غيض من فيض من النصوص التي تتكلم عن أبناء الله من العهدين القديم والجديد ولو أردت لكنت ذكرت عشرات النصوص ولكني أختصر حتى لا أضيع الموضوع.
أنا لي تعليق على موضوع سفر المزامير 89:6 حيث أن المسيح إبن الله وهناك من يساويه بالله من حيث القدرة وقد قرأت نصوصا وإستمعت الى تعليقات خصوصا من الانبا رافائيل من الكنيسة القبطية المصري وهناك أيضا شرح إنجيل متى من موقع كنيسة الانبا تكلا القبطية في الاسكندرية ونقرأ مايلي:
في تفسير إنجيل مرقس للاب تادرس يعقوب ملطي اصحاح 12:36
ما قوله "اجلس عن يميني" فيعني أنه يحمل قوته، ولا يعني تفاوتًا في الكرامة. فإن كان الآب يخضع الأعداء تحت قدمي الابن، فالابن أيضًا يخضع الأعداء تحت قدمي الآب، إذ يمجد أباه على الأرض (يو 15: 4).
يحمل قوة الله؟ مش فاهم يعني هذه العبارة فهل هي تعني ان قوة المسيح مساوية لقوة الله؟
بماذا يفسر لنا الاب تادرس لحظات الضعف التي يمر بها المسيح إذا كانت قوته مساوية لقوة الله؟ هل الله ضعيف؟
هناك أيضا تفسير مزمور 110:1 للأب أنطونيوس فكري من تفسيرات العهد القديم ويقول بالنص:
الفكر البشري لا يمكنه أن يعرف مساواة الآب للابن إن لم يعلن الروح القدس لنا هذه الحقيقة. والسيد المسيح كشف هذا أن الروح القدس هو الذي أعلن ذلك لداود (مت43:22). قال= تشير لمسرة الآب بعمل الابن. الرب لربي= تشير لمساواة الآب للابن، فالابن سيجلس على نفس المستوى مع الآب. والابن بلاهوته مُلكه أزلى أبدي. ولكننا هنا نفهم أن الكلام عن الناسوت، فبعد أن أكمل تدبير تجسده الخلاصي وقام وصعد للسموات جلس عن يمين العظمة (عب3:1). وكلمة اليمين= تشير للقوة والكرامة والمجد الذي حصل عليهما المسيح بجسده. فالناسوت المتحد باللاهوت صار في كرامة فنسجد له بلاهوته غير المنفصل عن ناسوته.
الاب أنطونيوس يجعل المسيح مساوي للآب فيامسلمين إقرئوا التجديف على الله وجعل إبن الله مساوي له,يدعو أن امسيح مساوي لله في القدرة وهذا ممايتعارض مع مزمور89:6 المذكور أعلاه بأن لا أحد من أبناء الله مساوي له حتى في السماء مثلما ذكرت تفسيرات الآباء والعياذ بالله.
4-الله جل وعلا بين القرآن والانجيل
طبعا ذكرت فيما سبق بعضا الحجج التي سقتها لنفي ألوهية يسوع هذا بالاضافة الى وعدي بكتابة ملحق خاص في نهاية الموضوع لتفنيد عقيدة التثليث,إن الكلام الذي سوف أتكلمه هنا فيما يتعلق بصفات الله جل وعلا التي خاض فيها الخائضون من النصارى وجدفوا وكفروا والصقوا بالله عزوجل من الصفات مما لايجوز بعظمته وجلاله عليهم من الله مايستحقونه.
تم إلصاق بعض الصفات الحيوانية والعياذ بالله بجلالة الله جل وعلا وهو منزه عنها وذالك كله في الانجيل وهي ممارتجوز في كتاب يوصف بأنه مقدس أو وحي إلهي كتبه تلاميذ المسيح ونسخه النساخون بوحي من الروع القدس.
من هذه الصفات:
1-الرب الخروف
رؤيا يوحنا17:14
هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْحَمَلَ، وَالْحَمَلُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ
وَمُؤْمِنُونَ».
2-أسد ودب
هوشع 7:13-8
«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ
أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.
3-له ذيل
إشعياء6:1
فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ.
هناك أيضا صفات بشرية أخرى تم إالصاقها بالله وهي لاتجوز بالله جل وعلا حيث يتصف بها البشر فقط ومن هذه الصفات:
1-الرب يتآمر
مزمور10:33-11
أَمَّا مُؤَامَرَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الأَبَدِ تَثْبُتُ. أَفْكَارُ قَلْبِهِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ
طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلَهُهَا الشَّعْبِ الَّذِي اخْتَارَهُ مِيرَاثاً لِنَفْسِهِ.
2-الرب الماكر
آرميا9:6
مَسْكَنُكَ فِي وَسَطِ الْمَكْرِ. بِالْمَكْرِ أَبُوا أَنْ يَعْرِفُونِي يَقُولُ الرَّبُّ.
3-متعال(متكبر)
مزامير92:8
أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَمُتَعَالٍ إِلَى الأَبَدِ.
4-المبيد عديم الرحمة
تثنية9:3
فَاعْلمِ اليَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ العَابِرُ أَمَامَكَ نَاراً آكِلةً. هُوَ يُبِيدُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكَ فَتَطْرُدُهُمْ وَتُهْلِكُهُمْ سَرِيعاً كَمَا كَلمَكَ الرَّبُّ.
5-الرب المخادع
آرميا4:10
فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ حَقّاً إِنَّكَ خِدَاعاً خَادَعْتَ هَذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ].
6-الرب النادم
خروج32:14
فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ انَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.
هناك أيضا تناقضات الانجيل فيما يقوله علماء النصارى عن الله ويسوع وأيضا تناقضات صفات لله في الانجيل بعهديه,ومن هذه الصفات:
1-الرب الرحيم
ميخا18:7-19
مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ
يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.
2-الله واحد
تثنية4:35
إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. ليْسَ آخَرَ سِوَاهُ.
1كورنثيوس8:4(الترجمة اليسوعية)
وأما الأكل من لحم ما ذبح للأوثان فنحن نعلم أن لا وثن في العالم، وأن لا إله إلا الله الأحد
3-الله لا يشبه أي مخلوق
إشعياء46:5
بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟.
إشعياء40:18
فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟
4-الله لا يتعب
نقرأ في إشعياء 40:28(أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ.) ولكن هذا يناقض تكوين2:2(وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.)فهل الله يتعب أم لايتعب والعياذ بالله.
سوف أتكلم أيضا عن تناقضات ألوهية يسوع وكيف أنه لايمكن أن يكون إلها أو أبن الإله
1-الله لا يجرب
رسالة يعقوب13:1-14
لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً
وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.
نقرأ في إنجيل متى4:1 أن يسوع جرب من إبليس
ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.
2-الله لايجوع
متى 4:2 إن يسوع جاع
فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً.
إن الجوع صفة إنسانية ولكن نقرأ في سفر العدد23:19(ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟)
الله ليس إنسان ولا يتصف بصفات الانسان
3-الله لايموت
نحن نقرأ في سفر حبقوق1:12(أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟ لاَ نَمُوتُ. يَا رَبُّ لِلْحُكْمِ جَعَلْتَهَا وَيَا صَخْرُ لِلتَّأْدِيبِ أَسَّسْتَهَا.)وأيضا في الرسالة الاولى الى تيموثاوس6:16(الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
كلنا نعرف أن يسوع أسلم الروح ومات ونقرأ هذا في عدة مواقع من الاناجيل الاربعة فمثلا نقرأ في إنجيل متى27:50(فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.)
4-الله يعلم نهاية العالم ولكن يسوع يجهلها
نقرأ في إنجيل متى 24:36(وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
إن هذا من أكبر الادلة على إنسانية يسوع فهو له علم محدود وقدرة محدودة
5-الله لم يراه أحد وإلا يموت ولكن يسوع كان منظورا للجميع
طبعا هناك في خروج 33:20(وَقَالَ: لا تَقْدِرُ انْ تَرَى وَجْهِي لانَّ الْانْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ.) وهذه تناقض أن يسوع كان الله أو المتجسد أو إبن الله
6-الله في السماء ويسوع على الارض
أخبار الايام الثانية7:14( فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.)
مزمور5:113-6(مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي
النَّاظِرِ الأَسَافِلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ)
كيف يكون الله في السماء وعلى الارض؟
طبعا النصارى سوف يقولون ان الله قادر على كل شيئ ولكننا تريد نص واحد من العهد القديم أن الله سوف يتجسد وينزل من عليائه.
هناك الكثير من هذه التناقضات لم أفصلها أو أذكرها كأن الله يأكل ويشرب ويتغوط والعياذ بالله وقد ظننت أن ماذكرت هو كفى والله أعلم.
أنا أريد أن اتكلم الآن عن الكلمة الالهية الحقة وهي القرآن الكريم وماجاء فيه من تكريم الله وتنزيه له عن كل التكفير والشرك والعياذ بالله.
نحن قد فصلنا من قبل سورة الاخلاص وآية الكرسي فليس هناك داعي لإعادتهما ولكن نستطيع أن نقرأ في سورة طه-8(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) وقد جاء في تفسير السعدي(أي له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى من حسنها أنها كلها أسماء دالة على المدح فليس فيها اسم لا يدل على المدح والحمد ومن حسنها أنها ليست أعلاما محضة وإنما هي أسماء وأوصاف ومن حسنها أنها دالة على الصفات الكاملة وأن له من كل صفة أكملها وأعمها وأجلها ومن حسنها أنه أمر العباد أن يدعوه بها لأنها وسيلة مقربة إليه يحبها ويحب من يحبها ويحب من يحفظها ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها قال تعالى { وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا })
نقرأ أيضا في هود107 من صفات الله القدرة المطلقة(خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)
وقد ذكر في تفسير الجلالين(خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَات وَالْأَرْض" أَيْ مُدَّة دَوَامهمَا فِي الدُّنْيَا "إلَّا" غَيْر "مَا شَاءَ رَبّك" مِنْ الزِّيَادَة عَلَى مُدَّتهمَا مِمَّا لَا مُنْتَهَى لَهُ وَالْمَعْنَى خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)
وقد جاء في تفسير السعدي { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } فكل ما أراد فعله واقتضته حكمته فعله، تبارك وتعالى، لا يرده أحد عن مراده.
وهناك تفسير إبن كثير الذي أورد إختلاف المفسرين في الاستثناء(وقد اختلف المفسرون في المراد من هذا الاستثناء، على أقوال كثيرة، حكاها الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه "زاد المسير" (5) وغيره من علماء التفسير، ونقل كثيرًا منها الإمام أبو جعفر بن جرير، رحمه الله، في كتابه (6) واختار هو ما نقله عن خالد بن مَعْدَان، والضحاك، وقتادة، وأبي سِنَان، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضًا: أن الاستثناء عائد على العُصاة من أهل التوحيد، ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين، من الملائكة والنبيين والمؤمنين)
هناك أيضا سورة البقرة117(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) التي تتحدث عن قدرة الله ومشيئته المطلقة وإرادته.
هناك سورة آل عمران18 التي تشهد على وحدانية الله(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
هناك أيضا سورة آل عمران132 التي تأمر المسلمين بطاعة الله ورسوله(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
وقد فصلت بعضا هنا وهناك تفصيل في القسم الثالث من هذا المبحث(وصف الله في كتبه المقدسة وإعتبار عيسى الله أو إبن الله)
5-وصف الانبياء بشكل عام بين القرآن والانجيل
جاء في سفر التكوين9:21 عن نوح(وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ.) وأيضا عن لوط في سفر التكوين31:19-38(وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «ابُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الارْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الارْضِ.
هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا».
فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ ابِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا.
وَحَدَثَ فِي الْغَدِ انَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «انِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ ابِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ ايْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ ابِينَا نَسْلا».
فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ايْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا
فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ ابِيهِمَا.
فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوابَ» - وَهُوَ ابُو الْمُوابِيِّينَ الَى الْيَوْمِ.
وَالصَّغِيرَةُ ايْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ ابُو بَنِي عَمُّونَ الَى الْيَوْمِ.)
كان هناك ايضا داوود الذي زنا بإمرأة أوريا الحثي فأنجب سليمان وهذه نقرأها في الاصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني.
هناك أيضا نبي الله هوشع الذي يتخذ لنفسه إمرأة زنا حيث نقرأ هذا في 1:2(أَوّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».)
هناك أيضا في سفر الخروج2:32-4(فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا اقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي اذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا».
فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ اقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي اذَانِهِمْ وَاتُوا بِهَا الَى هَارُونَ.
فَاخَذَ ذَلِكَ مِنْ ايْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْازْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلا مَسْبُوكا. فَقَالُوا: «هَذِهِ الِهَتُكَ يَا اسْرَائِيلُ الَّتِي اصْعَدَتْكَ مِنْ ارْضِ مِصْرَ!»)
حيث أن هارون يصنع العجل ليعبده بني إسرائيل ويدعوهم الى الكفر بالله.
إن نبي الله سليمان في وصف الانجيل له آخر أيام حياته حيث أنه عبد الاوثان وخالف أوامر الرب ونقرأ ذالك في سفر الملوك الاول1:11-8(Ki 11:1 وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ
مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: [لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ]. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ
وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ
وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ
فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ
وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ
حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ
وَهَكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لِآلِهَتِهِنَّ.)
الانجيل ذكر نبي الله أيوب في أكثر من موقع وهو يعني يسب الله ونقرأ ذالك في سفر أيوب4:18(هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.)
ايضا نقرأ في أيوب19:30- 21 حيث يتهم الله بالتجبر والتجاهل والظلم (قَدْ طَرَحَنِي فِي الْوَحْلِ فَأَشْبَهْتُ التُّرَابَ وَالرَّمَادَ
إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ
تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي.)
هناك أيضا أيوب 1:10-5(قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي
قَائِلاً لِلَّهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي!
أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ أَنْ تَرْذُلَ عَمَلَ يَدَيْكَ وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ؟
أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟
أَأَيَّامُكَ كَأَيَّامِ الإِنْسَانِ أَمْ سِنُوكَ كَأَيَّامِ الرَّجُلِ)
أيضا هناك نص آخر في أيوب16:10-18(وَإِنِ ارْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ!
تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. مَصَائِبُ وَجَيْشٌ ضِدِّي
[فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ!)
إن موسى وهارون قد خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني إسرائيل كما نقرأ تثنية الاشتراع48:32-52(وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي نَفْسِ ذَلِكَ اليَوْمِ:
اِصْعَدْ إِلى جَبَلِ عَبَارِيمَ هَذَا جَبَلِ نَبُو الذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ الذِي قُبَالةَ أَرِيحَا وَانْظُرْ أَرْضَ كَنْعَانَ التِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل مُلكاً
وَمُتْ فِي الجَبَلِ الذِي تَصْعَدُ إِليْهِ وَانْضَمَّ إِلى قَوْمِكَ كَمَا مَاتَ هَارُونُ أَخُوكَ فِي جَبَلِ هُورٍ وَضُمَّ إِلى قَوْمِهِ.
لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ إِذْ لمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل
فَإِنَّكَ تَنْظُرُ الأَرْضَ مِنْ قُبَالتِهَا وَلكِنَّكَ لا تَدْخُلُ إِلى هُنَاكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل»)
إن نبيا من عند الله يأمر شعبه بالسرقة بل بتوجيه من الرب والعياذ بالله هي مصيبة ما بعدها مصيبة كما نقرأ في خروج 3:22(بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَاةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا امْتِعَةَ فِضَّةٍ وَامْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابا وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ»)
وهناك قصة نبي الله إبراهيم الذي يقدم إنرأته لفرعون لينال الخير بسببها وهو تصرف لاتجده حتى عند أولاد الحواري والشوارع واللقطاء الذي الواحد فيهم يدافع عن عرضه حتى الموت.
تكوين10:12-20(وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الارْضِ فَانْحَدَرَ ابْرَامُ الَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ لانَّ الْجُوعَ فِي الارْضِ كَانَ شَدِيدا
وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ انْ يَدْخُلَ مِصْرَ انَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَاتِهِ: «انِّي قَدْ عَلِمْتُ انَّكِ امْرَاةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ.
فَيَكُونُ اذَا رَاكِ الْمِصْرِيُّونَ انَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَاتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ
قُولِي انَّكِ اخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ اجْلِكِ»
فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ ابْرَامُ الَى مِصْرَ انَّ الْمِصْرِيِّينَ رَاوُا الْمَرْاةَ انَّهَا حَسَنَةٌ جِدّا
وَرَاهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَاخِذَتِ الْمَرْاةُ الَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ
فَصَنَعَ الَى ابْرَامَ خَيْرا بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَامَاءٌ وَاتُنٌ وَجِمَالٌفَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَاةِ ابْرَامَفَدَعَا فِرْعَوْنُ ابْرَامَ وَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي انَّهَا امْرَاتُكَ؟
لِمَاذَا قُلْتَ هِيَ اخْتِي حَتَّى اخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالْانَ هُوَذَا امْرَاتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!».
فَاوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالا فَشَيَّعُوهُ وَامْرَاتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.)
هناك نبي آخر سار على درب نوح في التعري ولكن هذه المرة تم ذالك أمام الشعب كله وبأوامر من الرب كما نقرا في سفر أشعياء2:20-3 بل بقي كذالك ثلاثة سنين وكانت معجزة له أمام كوش.
فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً
فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ)
هناك بعض الانبياء أيضا عبدوا الاوثان مثل آحاز كما في سفر الملوك الثاني2:16-4 و أخبار الايام الثانية2:28-4 وأيضا يربعام كما في سفر الملوك الاول14:9
وقد كان ختامها مسك حين قالها المسيح بنفسه الانجيل بحسب القديس يوحنا 7:10-8(فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ
جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُ)
ولا أحسب المسيح مخطئا في وصفه هذا لكل الذين كانوا من قبله.
جاء في الآية 59 من سورة آل عمران عن خلق سيدنا عيسى(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وهناك أيضا الاية 45-48(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48))
طبعا اذا قرانا هذا بقصة ميلاد عيسى في إنجيل القديس لوقا1:35(فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.)
كيف يحل الروح القدس على مريم كما يحل الرجل على إمرأته والعياذ بالله وطبعا إذا قرأنا يوحنا3:16 من نسخة الملك جيمس حيق يقول إبنه المولود له,يعني كيف يقبل المسيحيين أن يقال هذا الكلام عن رب المجد المتجسد في يسوع المسيح؟
إذا كان لدى شخص بنت مراهقة أو يقرأ في وسط أسرته فهل يختار قصة ميلاد يسوع من القرآن أم من الانجيل؟
هناك سورة التحريم آية 10(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)
كيف يكون نوح من الصالحين وهو يسكر ويتعرى داخل خيمته؟
كيف يكون نبي سكران والعياذ بالله يبلغ أمر ربه وهو مغيب العقل؟
هل لوط الذي كان يسكر حتى يتغيب عقله عنه ويزني بإبنتيه وينجب منهما هو صالح لتبليغ رسالة؟
أية رسالة سوف يبلغ لوط للعالم؟ رسالة كيف تسكر وتغتصب إبنتيك وتنجب منهما؟
إن قصة نوح مذكورة في سفر التكوين9:21(وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ.)وهناك لوط أيضا في سفر التكوين19:32 وأيضا 19:36(هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا».) (فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ ابِيهِمَا.)
هذه عينة بسيطة مما ذكر القرآن والانجيل فالقرآن كرم الانبياء ووصفهم بالصلاح في تبليغ رسالتهم وأنه إختارهم وأنهم معصومون في تبليغها ولا يعملون المعصيات والمنكرات ولاحول ولا قوة الا بالله.
6-اللغة بين القرآن والانجيل
طبعا جميع الناس تعرف أن القرآن نزل باللغة العربية وهي لغة قريش وكانت اللغة السائدة في شبه الجزيرة العربية وهذه حقيقة لم تتغير ولم تتبدل على مر السنين.
إن ظهور ترجمات مختلفة للقرآن الكريم لم تغير حقيقة انها لغايات دعوية وتسهيل قرائته على غير العرب ومن المعروف أن واجب كل مسلم من غير العرب هو تعلم اللغة العربية لانها لغة القرآن الكريم التي نزل بها فلايجوز مثلا الصلاة أو تلاوة القرآن باللغة الاوردية.
كلام القرآن مفهوم للصغير قبل الكبير وقد سخر الله لكتابه من العلماء والجهابذة في مجال الفقه واللغة والتفسير من فسر كل كلمة من القرآن الكريم وكل آية أنزلت معروف الغاية منها وسبب نزولها.
إن القرآن واضح كل الوضوح من ناحية تنزيله وحفظه في الصدور وكتابته وجمعه
القرآن الكريم لاحرج في قرائتة للصغير والكبير,للرجل والمرأة على حد سواء, كلماته سلسة واضحة مرتبة سهلة المعنى والتسلسل المنطقي مع حشمة وأدب ومراعاة من الله عزوجل لأحوال العباد فنستطيع القول انه صالح لكل الاعمار والاجناس بلا حرج ولاتخوف فهو لا يحوي ألفاظا خادشة للحياء مثيرة للغرائز.
إن القرآن قد جاء معجزة لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وكما كان دين الاسلام لكل الناس فكذالك كتابه القرآن العظيم هو كتاب كل مسلم ولايخلو بيت أسرة مسلمة من القرآن وهو كتاب مليار مسلم,ترجم الى عشرات اللغات وانتشر في كل العالم.
من الناحية الأخرى سوف نطلع من الانجيل على بعض النصوص المشرقة التي بسببها منعت قرائة الانجيل للقصر والغير بالغين وفي الكنائس.
إن هناك نصوصا موجودة في الانجيل ليس الا لغرض جنسي بحت وهي نصوص جنسية يستحيل معه أن تكون من كلام الله.
هناك مثلا قصة دعارة الاختين من سفر حزقيال الاصحاح 23:
وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ:
[يَا ابْنَ آدَمَ, كَانَتِ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ,
زَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا, وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا.
وَاسْمُهُمَا: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ, وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي, وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ أُهُولَةُ, وَأُورُشَلِيمُ أُهُولِيبَةُ.
وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا, أَشُّورَ الأَبْطَالَ
اللاَّبِسِينَ الأَسْمَانْجُونِيَّ وُلاَةً وَشِحَناً, كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ, فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ.
فَدَفَعَتْ لَهُمْ عُقْرَهَا لِمُخْتَارِي بَنِي أَشُّورَ كُلِّهِمْ, وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ بِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ.
وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضاً, لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عُذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ.
لِذَلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا, لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ.
هُمْ كَشَفُوا عَوْرَتَهَا. أَخَذُوا بَنِيهَا وَبَنَاتِهَا وَذَبَحُوهَا بِالسَّيْفِ, فَصَارَتْ عِبْرَةً لِلنِّسَاءِ. وَأَجْرُوا عَلَيْهَا حُكْماً.
[فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذَلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا, وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا.
عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاَةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ, فُرْسَاناً رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ.
فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ, وَلِكِلْتَيْهِمَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ.
وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَالٍ مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ, صُوَرُ الْكِلْدَانِيِّينَ مُصَوَّرَةًٍ بِمُغْرَةٍ,
مُنَطَّقِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ, عَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. كُلُّهُمْ فِي الْمَنْظَرِ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ شِبْهُ بَنِي بَابِلَ الْكِلْدَانِيِّينَ أَرْضُ مِيلاَدِهِمْ
عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لَمْحِ عَيْنَيْهَا إِيَّاهُمْ, وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً إِلَى أَرْضِ الْكِلْدَانِيِّينَ
فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ, فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ وَجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا
وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا, فَجَفَتْهَا نَفْسِي كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا
وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ
وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ
وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ
[لأَجْلِ ذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ, هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ, وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ:
أنا شخصيا لا أستطيع فهم الغاية من وجود قصة بهذه الفجور في كتاب موحى به من عند الله ولا حتى العبرة أو الدرس الذي يجب من القارئ لهذه القصة فهمه أو استيعابه.
هناك ايضا إصحاحات عطرة من سفر الامثال:
18:5-19
لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكاً وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ
الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.
نشيد الانشاد 1:13(صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ.)
هناك ايضا النشيد الرابع من 1-5
هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ
أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ
شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ
عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ
ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ.
ايضا نشيد الانشاد الاصحاح السابع كامل:
مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ
سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ
ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ
عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ.
رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ
مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ!
قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ
قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ
وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ
أَنَا لِحَبِيبِي وَإِلَيَّ اشْتِيَاقُهُ
تَعَالَ يَا حَبِيبِي لِنَخْرُجْ إِلَى الْحَقْلِ وَلْنَبِتْ فِي الْقُرَى
لِنُبَكِّرَنَّ إِلَى الْكُرُومِ لِنَنْظُرَ هَلْ أَزْهَرَ الْكَرْمُ؟ هَلْ تَفَتَّحَ الْقُعَالُ؟ هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟ هُنَالِكَ أُعْطِيكَ حُبِّي
اَللُّفَّاحُ يَفُوحُ رَائِحَةً وَعِنْدَ أَبْوَابِنَا كُلُّ النَّفَائِسِ مِنْ جَدِيدَةٍ وَقَدِيمَةٍ ذَخَرْتُهَا لَكَ يَا حَبِيبِي.
هناك الكثير من هذا الكلام الجنسي الاباحي في كتاب موحى به من عند الله ولا أحد يعلم الغاية من هذا الكلام ولا الهدف وكأن بلاغة الله قد عجزت عن إستخدام رموز وألفاظ فير تلك الاباحية المذكورة.
نرى مثلا على هذا الموقع ان نشيد الانشاد يتحول الى فلم يتحدث عن علاقة حب محرمة:
http://barsoomyat.com/my/modules.php...rticle&sid=169
صدق أولا تصدق أن سفر نشيد الانشاد الداعر- الذي يقولون أنه من كتبهم المقدسة والتي يؤمن بها النصارى كذلك- قد حوله اليهودمؤخراً إلى فلم روائي يتحدث عن علاقة حب محرمة بين أخ يهودي يمارسان زنى المحارم على خلفية مفردات سفر نشيد الانشاد بمشاهد فاضحة مع تحياتنا للنصارى الذي يصرون على أن كل عبارات هذا السفر الفاحش إنما ينبغي تأويلها بما يخرج النص عن ظاهره إلى معان لا يفيدها النص بتاتاً وهو ما يستحيل عقلاً
وهناك الانبا بيشوي من الكنيسة القبطية الارثودكسية الذي سوف يخلف شنودة بعد عمر طويل يقول عن نشيد الانشاد في فيديو مسجل على هذا الرابط:
http://www.ebnmaryam.com/vb/t3373.html
بيشوى يمنع الشباب من قرءاة بعض الأجزاء فى الكتاب المقدس منها نشيد الانشاد.......بيقول الشباب هيسرح فى أفكار وحشه و هو يقرأ هذا الكلام
آراء علماء النصرانيىة في نشيد الانشاد:
كتاب للعالم هربرت لوكير والكتاب باسم " كل المعجزات في الكتاب المقدس " وفيه يسرد المعجزات التي وردت في كل سفر فجاء عند نشيد الأنشاد وقال
( لا شيء معجزي في هذا السفر اللاديني الذي لا يرد فيه من البداية إلى النهاية كلمة واحدة ذات ارتباط بالدين . ومع ذلك فهو متضمن في الكتاب المقدس , ويعتبر جزءاً من الإعلان الإلهي على الرغم من عدم وجود أي عاطفة روحية من أي نوع . ولا توجد أي إشارة عابرة لأي طقس مقدس أو فريضة ما , وغرضه الوحيد التعبير عن عاطفة الحب . ولكن كما يقول عدد كبير من المفسرين , إذا كان نمط الحب هذا يرمز للعلاقة المفرحة بين المسيح وكنيسته , فالفكر الروحي يمكن أن يميز في لغة السفر المعبرة عن الحب المتوهج شيئاً من معجزة وسر الحب الإلهي , إن مثل هذه المحبة الأبدية سوف تظل معجزة على الدوام .. ) كتاب كل المعجزات في الكتاب المقدس – هربرت لوكير – صفة 159 .
تقول آن مَاري بلتييه مؤلفة كتاب " نشيد الأناشيد " من سلسلة دراسات في الكتاب المقدس صفحة 8 :
(أكد بعض الكتّاب أنّ هذا النشيد كان يُقرأ في الخمّارات , وكأنها أغنية خمريّة .. )
ويقول الدكتور يوحنا قَمَير في كتابه " نشيد الانشاد أجمل نشيد في الكون صفحة 10 :
(يتألف السفر من ثمانية فصول تحتوي حوارات بين حبيب وحبيبته بتعابير غرامية جريئة للغاية فالحبيب يتغزل بجسدها عضواً عضواً وكذلك الحبيبة , ولا يتوقفان إلا على جمال جسديهما وسعادة لقائهما في حب عنيف مُتبادل ومن وقت الي أخر نسمع أصواتاً تتخلل حوار الحبيبين ولهف حبهما )
تبين لنا كارول فونتاين, استاذة دراسات الكتاب المقدس بمعهد theology and history at the Andover Newton Theological School . إحدى تلك المعانى الروحية فى هذا النص( سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج !!! )
تقول السيدة كارول فونتاين ان الترجمة الأصلية العبرية تعنى أسفل منطقة البطن ( أسفل منطقة البطن !).
يقول القائمون على التفسير الحديث للكتاب المقدس الصادر عن دار الثقافة بالقاهرة , القس الدكتور / منيس عبد النور , والقس / مكرم نجيب , والقس / باقي صدقة , وهم من
صفوة العلماء الإنجيليين في العصر الحديث , أن الكلمة " سرتك " تعتبر ترجمة خاطئة للأصل العبري , وأن الترجمة الصحيحة هى " الفتحة التناسلية للمرأة " !
وفي تعليقهم على جملة " بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسّوسن " يقولون : أن الأصل العبري ليس "بطن" بل " الجزء السفلي من البطن أسفل السرة " !
وإذا كان علماء اللاهوت في الغرب لا يخجلون من الإعتراف بالمعنى الصريح لتلك النصوص الإباحية كما في هذا الكتاب وغيره الكثير، فإن الكنائس الشرقية لا زالت تعيش في خرافة “التفسير الرمزي” بل ويتهمون من لا يقتنع بتلك التفاسير بأنه يفتقد للروحانية وأن تفكيره جنسي جسدي شهواني وكأنهم قدموا لنا نصوصأً روحية راقية ونحن من فسرها بطريقة جنسية وليس العكس!!
والتفسير الرمزي نوع من التحريف بالتأويل حيث يستطيع أي شخص تأويل النصوص كما يريد لتأييد أفكاره. فما الذي يمنعني أن أقول أن الثديان رمز لقبتي مجلسي الشعب والشورى وأن النص يدعو إلى الديمقراطية؟… فما دام التفسير الرمزي مقبولاً ولا توجد قرينة لتحديد تفسير النص، فليفسر من شاء ما شاء كيفما يشاء.
وهنا يجب أن نسأل سؤالاً: لو إفترضنا جدلاً أن الكتاب المقدس مكتوب بطريقة رمزية، لماذا إختار كاتبيه الرموز الجنسية والإباحية كإسلوب للتعبير؟ ألم يكن الأولى أن تُستخدم رموز تناسب كل العقول والأعمار حتى لا يضطر – مثلاً – أحد أوائل آباء الكنيسة العلامة أوريجانوس أن يطلق على سفر نشيد الإنشاد “سفر البالغين”؟
فإذا كان للكاتب حرية إختيار الرمز، فإن هذا الإختيار يعكس ثقافته وخلفيته وكذلك طبيعة من يبغي مخاطبتهم. فإذا كان الرمز جنسياً فمن الممكن أن نتخيل أي شيء إلا أن يكون وحياً من الله سبحانه وتعالى وأنه يخاطب كل البشر كبيرهم وصغيرهم في كل زمان ومكان. فلا يُعقل أن يكون وحي الله مصدر خجل للأب أمام إبنه وللأخ أمام أخته وللإبن أمام أمه
ولا يعقل أن يحتاج وحي الله إلى كل هذه التبريرات والتأويلات الخرافية لتحسين صورته بحيث أصبح التفسير أكثر أدباً ورقياً من النص الأصلي، ولكن لا علاقة لأحدهم بالآخر
يقول البابا شنودة فى تأملاته على سفر نشيد الأنشاد:"الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية".انتهي -مقدمة كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا شنودة الثالث
بل ولقد حاول زكريا بطرس في برنامجه “أسئلة في الإيمان” أن يبرر (وليس يفسر) النصوص الجنسية في سفر نشيد الإنشاد في سلسلة من الحلقات بعنوان “تأملات في سفر نشيد الإنشاد”. وفي الثلاث حلقات الأولى حاول تشبيه نشيد الإنشاد بالشعر الصوفي وأخذ يعرض لأشعار وكتب
ومن المضحك أن نجد زكريا بطرس يستخدم أشعار رابعة العدوية لتبرير نشيد الإنشاد
وبذلك أصبحت رابعة العدوية دليل علي صحة الكتاب المقدس
وأما تشبيهه بالشعر الصوفي فالشعر الصوفي لا يتعدى كونه شعراً من نظم بشر وإستخدامه كدليل على صحة إباحيات نشيد الإنشاد يعتبر إعترافاً ضمنياً بأن نشيد الإنشاد لا يرقى كسفر في كتاب مقدس
وبغض النظر عن هذا،فإن زكريا بطرس فشل في ذكر بيت شعر واحد فقط به ألفاظ تشبه أو حتي تقترب من ألفاظ نشيد الإنشاد. وإذا أراد زكريا بطرس أن يجد شعراً يشبه نشيد الإنشاد فعليه بالبحث قي أشعار الغزل الصريح والإباحي.
أكتفي في هذه النقطة بما ذكرته حيث أن الكلام عن هذه النقطة قد يأخذ مجلدات وليس صفحة أو صفحتين ومن الممكن الرجوع الى المراجع المذكورة للإستزادة.
7-حرية العبادة بين القرآن والانجيل
إن حرية العقيدة مكفولة في الدين الاسلامي كفالة تامة بما يحمي حرية الفرد الشخصية في الاعتقاد ويؤمن المجتمع من الفتنة والانحراف العقائدي.
حرية العبادة مذكورة في القرآن في عدة مواضع منها آية 256 من سورة البقرة(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
أقتطف من تفسير إبن كثير لهذه الآية ما يلي:
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين } أي: لا تكرهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورًا. وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار، وإن كان حكمها عامًّا
وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد الجرشي عن (4) زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد [بن جبير] (5) عن ابن عباس قوله: { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } قال: نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له: الحصيني كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلا مسلمًا فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فأنزل الله فيه ذلك.
رواه ابن جرير وروى السدي نحو ذلك وزاد: وكانا قد تنصرا على يدي تجار قدموا من الشام يحملون زيتًا فلما عزما على الذهاب معهم أراد أبوهما أن يستكرههما، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث في آثارهما، فنزلت هذه الآية
هناك آية أخرى جميلة من سورة يونس آية 99(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
وقد قال إبن كثير في هذه الآية تفسيرا رائعا في موضعه:
يقول تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ } -يا محمد -لأذن لأهل الأرض كلهم في الإيمان بما جئتهم به، فآمنوا كلّهم، ولكن له حكمة فيما يفعله تعالى كما قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [هود: 118 ، 119]، وقال تعالى: { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا } [الرعد: 31] ؛ ولهذا قال تعالى: { أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ } أي: تلزمهم وتلجئهم { حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } أي: ليس ذلك عليك ولا إليك، بل [إلى] (4) الله { يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر: 8]، { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [البقرة: 272]، { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء: 3] ، { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص:56]، { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ } [الرعد: 40]، { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصيْطِرٍ } [الغاشية: 21 ، 22] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى هو الفعال لما يريد، الهادي من يشاء، المضل لمن يشاء، لعلمه وحكمته وعدله؛ ولهذا قال: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ } (5) وهو الخبال (6) والضلال، { عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ } أي: حججَ الله وأدلته، وهو العادل في كل ذلك، في هداية من هدى، وإضلال من ضل.
{ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) }
وهناك شبهة يرميها أتباع الصليب من عباد الخشبة والخروف بتعارض الآية السالفة من سورة البقرة مع حديث رسول الله عليه أفضل السلام والتسليم من بدل دينه فأقتلوه وهو مما سأرد عليه في ملحق الشبهات إن شاء الله.
والآن قد جاء دور حرية العبادة في المسيحية ونبدأها من العهد القديم سفر التثنية 2:17-5(إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرّاً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ
وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلقَمَرِ أَوْ لِكُلٍّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ - الشَّيْءَ الذِي لمْ أُوصِ بِهِ
وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيل
فَأَخْرِجْ ذَلِكَ الرَّجُل أَوْ تِلكَ المَرْأَةَ الذِي فَعَل ذَلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلى أَبْوَابِكَ الرَّجُل أَوِ المَرْأَةَ وَارْجُمْهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ)
مما نفهم من الآية أنه ليس له مراجعة أو مناصحة كما هو في دين الاسلام مما سأبين فيما بعد من ملحق رد الشبهات فهو يرجم فورا بعد الاستحصال على إقرار الشهود بفعلته كما في 17:6(عَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الذِي يُقْتَلُ. لا يُقْتَل عَلى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ)
هناك أيضا تثنية 6:13-11(وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ
مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا
فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ
بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً.
تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ.
فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ)
هذه هي حرية العبادة في العهد القديم فلا رحمة ولا شفقة ولا استسماح ولا فرصة للتوبة ولكن ماذا جاء في العهد الجديد عن هذا؟
جاء في الرسالة الى العبرانيين المجهولة الكاتب المنسوبة الى بولس الرسول 10:28(مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ)
نختمها بالرسالة الاولى الى كورنثوس 16:22(إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا. مَارَانْ أَثَا)
إن محمدا عليه الصلاة والسلام لم يطلب العبادة لنفسه بل هي لله الواحد القهار وجميع المسلمين تؤمن أنه رسول الله ونبيه وتحبه حب إجلال وإكرام لا حب عبادة وتمجيد مثل يسوع وهو عليه الصلاة والسلام يبادل المسلمين نفس الشعور فهو الذي أخرجهم من الظلمات الى النور وليس كيسوع الذي يعبد كرب وهذه محبته كرب وليس كنبي مرسل ومعنى أناثيما هو خطيئة.
8-قانون الحرب بين القرآن والانجيل
إن للإسلام أخلاقا في السلم معروفة للجميع ولكن الذي ليس وعروفا هو أن للإسلام أخلاقا في الحرب وقانونا فإن الإسلام لم ينتشر يوما بالسيف ولم يبدأ المسلمون أحدا بالقتال.
إن الحرب لدى المسلمين ليست بدافع الانتقام الاعمى والعصبية والبحث عن المغنم والسبي إنما هي من أجل كلمة حق وإعلاء لا إله الا الله وهي ضد الطغاة والمستكبرين وليست ضد المسلمين والضعفاء ومن أجل حماية المستضعفين, محكومة بقانون واضح وصريح يعاقب منتهكه.
إن الحرب ضرورة تفرضها طبيعة الاجتماع البشري، وطبيعة التدافع الواقع بين البشر الذي ذكره القرآن الكريم بقوله: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)، (لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)
قد جاء في تفسير ابن كثير للآية كلام رائع:
فلو أمرَ المسلمين، وهم أقل من العشر، بقتال الباقين (8) لشَقَّ عليهم؛ ولهذا لما بايع أهلُ يثرب ليلة العقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا نيفا وثمانين، قالوا: يا رسول الله، ألا نميل على أهل الوادي -يعنون أهل مِنَى-ليالي مِنى فنقتلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لم أومر بهذا". فلما بَغَى المشركون، وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم، وهموا بقتله، وشردوا أصحابه شَذرَ مَذَر، فذهب (9) منهم طائفة إلى الحبشة، وآخرون إلى المدينة. فلما استقروا بالمدينة، ووافاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، واجتمعوا عليه، وقاموا بنصره وصارت لهم دار إسلام ومَعْقلا يلجؤون إليه -شرع الله جهاد الأعداء، فكانت هذه الآية أول ما نزل في ذلك، فقال تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ }
قال العَوْفي، عن ابن عباس: أخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق، يعني: محمدًا وأصحابه.
{ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ } أي: ما كان لهم إلى قومهم إساءة، ولا كان لهم ذنب إلا أنهم عبدوا الله (1) وحده لا شريك له. وهذا استثناء منقطع بالنسبة إلى ما في نفس الأمر، وأما عند المشركين فهو أكبر الذنوب، كما قال تعالى: { يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ } [ الممتحنة: 1 ]، وقال تعالى في قصة أصحاب الأخدود: { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [ البروج: 8 ]. ولهذا لما كان المسلمون يرتجزون في بناء الخندق، ويقولون: لا هُمّ (2) لَولا أنتَ ما اهتَدَينا ... وَلا تَصَدّقَْنا وَلا صَلَّينَا ...
فَأنزلَنْ سَكينَةً عَلَينَا ... وَثَبّت الأقْدَامَ إنْ لاقَينَا ...
إنّ الألَى قد بَغَوا عَلَينَا ... إذَا أرَادوا فتْنَةً أبَيْنَا (3)
فيوافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول معهم آخر كل قافية، فإذا قالوا: "إذا أرادوا فتنة أبينا" ، يقول: "أبينا" ، يمد بها صوته.
ثم قال تعالى: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } أي: لولا أنه يدفع عن قوم بقوم، ويكشفُ شَرّ أناس عن غيرهم، بما يخلقه ويقدره من الأسباب، لفسدت الأرض، وأهلك القوي الضعيف.
{ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ } وهي المعابد الصغار للرهبان، قاله ابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية، وعكرمة، والضحاك، وغيرهم.
وقال قتادة: هي معابد الصابئين. وفي رواية عنه: صوامع المجوس.
وقال مقاتل بن حَيَّان: هي البيوت التي على الطرق.
{ وَبِيَعٌ } : وهي أوسع منها، وأكثر عابدين فيها. وهي للنصارى أيضًا. قاله أبو العالية، وقتادة، والضحاك، وابن (4) صخر، ومقاتل بن حيان، وخُصَيف، وغيرهم.
وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره: أنها كنائس اليهود. وحكى السدي، عمن حَدّثه، عن ابن عباس: أنها كنائس اليهود، ومجاهد إنما قال: هي الكنائس، والله أعلم.
وقوله: { وَصَلَوَاتٌ } : قال العوفي، عن ابن عباس: الصلوات: الكنائس. وكذا قال عكرمة، والضحاك، وقتادة: إنها كنائس اليهود. وهم يسمونها صَلُوتا.
وحكى السدي، عمن حدثه، عن ابن عباس: أنها كنائس النصارى
وقد جاء من تفسير ابن كثير للآية الاخرى:
قال الله تعالى: { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ } أي: غلبوهم وقهروهم بنصر الله لهم { وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ } ذكروا في الإسرائيليات: أنه قتله بمقلاع كان في يده رماه به فأصابه فقتله، وكان طالوت قد وعده إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته ويشاطره نعمته ويشركه (1) في أمره فوفى له ثم آل (2) الملك إلى داود عليه السلام مع ما منحه الله به من النبوة العظيمة؛ ولهذا قال تعالى: { وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ } الذي كان بيد طالوت { والحكمة } أي: النبوة بعد شمويل { وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ } أي: مما يشاء الله من العلم الذي اختصه به صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ } أي: لولاه يدفع عن قوم بآخرين، كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا كما قال: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا } الآية [الحج:40].
وقال ابن جرير، رحمه الله: حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا حفص بن سليمان عن محمد بن سوقة عن وبرة بن عبد الرحمن عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء". ثم قرأ ابن عمر: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ } (3) وهذا إسناد ضعيف فإن يحيى بن سعيد [هذا] (4) هو أبو زكريا العطار الحمصي وهو ضعيف جدًّا.
ثم قال ابن جرير: حدثنا أبو حميد الحمصي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله، ولا يزالون في حفظ الله عز وجل ما دام فيهم" (5) .
وهذا أيضًا غريب ضعيف لما تقدم أيضا. وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أخبرنا علي بن إسماعيل بن حماد أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد أخبرنا زيد بن الحباب، حدثني حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء (6) عن ثوبان –رفع الحديث-قال: "لا يزال فيكم سبعة بهم تنصرون وبهم تمطرون وبهم ترزقون حتى يأتي أمر الله" (1) .
وقال ابن مردويه أيضًا: وحدثنا محمد بن أحمد (2) حدثنا محمد بن جرير بن يزيد، حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرني عمر البزار، عن عنبسة الخواص، عن قتادة عن أبي قِلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون وبهم تنصرون" قال قتادة: إني لأرجو أن يكون الحسن منهم (3) .
وقوله: { وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } أي: مَنٌّ عليهم ورحمة بهم، يدفع عنهم ببعضهم بعضا وله الحكم والحكمة والحجة على خلقه في جميع أفعاله وأقواله.
ثم قال تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } أي: هذه آيات الله التي قصصناها عليك من (4) أمر الذين ذكرناهم بالحق أي: بالواقع الذي كان عليه الأمر، المطابق لما بأيدي أهل الكتاب من الحق الذي يعلمه علماء بني إسرائيل { وَإِنَّكَ } يا محمد { لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } وهذا توكيد وتوطئة للقسم.
إذا كان لا بد من الحرب، فلتكن في سبيل الله، وهو السبيل الذي تعلو به كلمة الحق والخير ـ لا في سبيل الطاغوت ـ الذي تعلو به كلمة الشر والباطل، (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا)
لتكن من أجل استنقاذ المستضعفين، لا من أجل حماية الأقوياء المتسلطين: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون: ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا).
ولتتقيد الحرب بأخلاق الرحمة والسماحة، ولو كانت مع أشد الأعداء شنآنا للمسلمين، وعتوا عليهم.
وإذا كان كثير من قادة الحروب وفلاسفة القوة، لا يبالون أثناء الحرب بشيء إلا التنكيل بالعدو، وتدميره، وإن أصاب هذا التنكيل من لا ناقة له في الحرب ولا جمل، فإن الإسلام يوصى ألا يقتل إلا من يقاتل، ويحذر من الغدر والتمثيل بالجثث وقطع الأشجار، وهدم المباني، وقتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان المنقطعين للعبادة والمزارعين المنقطعين لحراثة الأرض.
وفي هذا جاءت آيات القرآن الكريم، ووصايا الرسول الكريم، وخلفائه الراشدين، ففي القرآن: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين)
وفي السنة كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه إذا توجهوا للقتال بقوله: "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا…".
وكذلك كان الخلفاء الراشدون المهديون من بعده يوصون قوادهم: ألا يقتلوا شيخا، ولا صبيا، ولا امرأة، وألا يقطعوا شجرا، ولا يهدموا بناء".
بل نهوهم أن يتعرضوا للرهبان في صوامعهم، وأن يدعوهم وما فرغوا أنفسهم له من العبادة.
يذكر المؤرخون المسلمون أن الخليفة الأول أبا بكر الصديق رضي الله عنه ـ في المعارك الكبرى التي دارت بين المسلمين والإمبراطوريتين العتيدتين فارس والروم ـ أرسل إليه رأس أحد قادة الأعداء من قلب المعركة إلى المدينة عاصمة الدولة الإسلامية، وكان القائد يظن أنه يسر بذلك الخليفة، ولكن الخليفة غضب لهذه الفعلة لما فيها من المثلة، والمساس بكرامة الإنسان فقالوا له: إنهم يفعلون ذلك برجالنا، فقال الخليفة في استنكار: آستنان بفارس والروم؟ لا يحمل إلى رأس بعد اليوم
وهذا إقتباس من موسوعة الحضارة وهي موسوعة من تأليف ويل وإريال ديورانت وهما من الطائفة البروتستانتية وقد إقتبست مايلي:
ولما سار الفتح في طريقه زادت الأسباب الدينية قوة على قوتها؛ فقد كان قادة المسلمين من صحابة النبي المتحمسين، يصلون وهم يحاربون، ويصلون أكثر مما يحاربون، وقد بعثوا في قلوب أتباعهم على مر الأيام روحاً حماسية قوية اعتقدوا معها أن الموت في الجهاد يفتح لهم أبواب الجنة. وهناك فوق ذلك عوامل أخلاقية لها أيضاً شأنها في هذه الفتوح: ذلك أن المبادئ الأخلاقية المسيحية والرهبنة قد أضعفتا في بلاد الشرق الأدنى ذلك الاستعداد للقتال الذي كان من طبيعة العرب ومن تعاليم الإسلام. ولقد كانت جيوش العرب خيراً من جيوش الفرس والروم نظاماً وأحسن قيادة، يألفون المشاق وينالون جزاءهم من الفيء، لقد كان في وسعهم أن يحاربوا وبطونهم خاوية، ويعتمدوا على النصر في الحصول على طعامهم. ولكنهم لم يكونوا في حروبهم همجاً متوحشين، انظر إلى ما أوصاهم به أبو بكر:
"أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:(كونوا شجعان فالموت خير من الإستسلام) لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة، ولا بعيراً إلا لمأكله؛ وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له؛ولكن اجبروا بقية البشرية ليسلموا أو يدفعوا الجزية فإذا لم يفعلوا فقتلوهم".
وبعد أن تضع الحرب أوزارها، يجب ألا ينسى الجانب الإنساني والأخلاقي في معاملة الأسرى وضحايا الحرب.
يقول الله تعالى في وصف الأبرار من عباده: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)
*ملاحظة: إقتباسات من فتوى للشيخ القرضاوي حفظه الله
إن قانون الحرب والجزية في المسيحية كلام طويل وله شجون وأحاول إن شاء الله أن أختصر قدر الامكان والله ولي التوفيق.
نبدأ بألامر الإلهي في سفر آرميا 48:10(مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ) وهو آمر إلهي من العهد القديم وجزاء لكل من يمتنع عن القتل وسفك الدماء.
هناك الامر بقتل الشيخ والنساء والاطفال في حزقيال 9:6(اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ)
حتى الطفل الرضيع والبقر والغنم والحمار لم تسلم من الذبح في صاموئيل الاول 15:3(فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَارا)ً
هناك سفر العدد 31:7(فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَر) والامر بقتل كل ذكر محارب ام غير محارب.
الامر بقتل كل إمرأة عرفت بمضاجعة رجل وإبقاء العذارى في نفس سفر العدد 31:7(فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا)
السؤال هنا: كيف يمكن التمييز بين النساء اللواتي عرفن مضاجعة ذكر والعذروات قبل إكتشاف الوسائل الحديثة بالآف السنين؟
الجواب:بإغتصابهن
طبعا يجب أن لا تنسى بني إسرائيل إعطاء الرب نصيبه من كل شيئ حتى النساء المغتصبات فنقرأ من نفس السفر 31:40(وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْساً)
مرة أخرى البقر والغنم والحمير تقتل بحد السيف في يشوع 6:21(وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ)
ولم ينسى الرب الامر ليشوع بحرق المدينة وهدمها عن بكرة ابيها في يشوع 6:24(وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ)
بل وأنظروا قسم هذا السفاح سفاك الدماء في 6:26(وَحَلَفَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ قُدَّامَ الرَّبِّ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُومُ وَيَبْنِي هَذِهِ الْمَدِينَةَ أَرِيحَا. بِبِكْرِهِ يُؤَسِّسُهَا وَبِصَغِيرِهِ يَنْصِبُ أَبْوَابَهَا)
وجاء يسوع في عهد النعمة ليتم ناموس موسى والكتب بأمره لاتباعه مايلي في لوقا 19:27(أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي)
وهذا يناقض تماما تعاليمه لتلاميذه عن محبة الاعداء في متى 5:44(وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)
بل وأمرهم ببيع ملابسهم وشراء سيوف كما في لوقا 22:36(فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً)
هل سوف يستخدمون السيوف لحلاقة اللحى أم لتقشير التفاح؟
كل هاذا جاء تطبيقا لتعاليمه في متى 10:34(«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً)
كل ما ذكرت جاء ليؤكد التناغم بين العهد القديم والجديد فيما يتعلق بقانون الحرب والعلاقة مع الآخر.
تعليق