بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يهمنا فى هذا المقال إن تشابه الشيعة مع النصارى فى عقيدة التقية , بقدر ما يهمنا ان تلميذ يسوع الأكبر كان يعمل بعقيدة التقية بل ويقسم عليها .
ومن ثوابت العقيدة فى الديانة النصرانية تحريم القسم ( ان تحلف بشيء ) , فكما ورد فى الانجيل ( لا تحلفوا البته ) متى 34:5
فهنا أمر صريح , وإشارة واضحة لا لبس فيها بتحريم يسوع للحلف او القسم ....... ولكن , ماذا لو علمنا ان اكابر تلاميذ يسوع وأقربهم اليه منزله وهو التلميذ ( بطرس ) قد خالف الوصايا وناقض تعاليم الهه يسوع كما يظن النصارى ؟
دعونا نبدأ بالتشريع الجديد الذى شرعه يسوع فى تحريم القسم ثم لنرى كيف خرق التلميذ بطرس هذا التشريع ونقضه تماما.
جاء فى انجيل متى الاصحاح الخامس :
33 أيضا سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث، بل أوف للرب أقسامك
34 وأما أنا فأقول لكم : لا تحلفوا البتة، لا بالسماء لأنها كرسي الله
35 ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم
36 ولا تحلف برأسك، لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء
37 بل ليكن كلامكم: نعم نعم، لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير
إن تعاليم يسوع فى النص السابق واضحة , وهى تحريم القسم أو الحلف تحريما باتا ( لا تحلفوا البته ) , ومن الاشياء التى كان معتاد الناس ان يقسمون بها كما ورد فى النص السابق هى ( السماء , الارض , اورشليم , الرأس ) .
وقد أشار يسوع ان الذى يحلف بشيء البتة , أو بأحد الاشياء السابقه فإنه يعتبر فى عداد الأشرار .
ولكن ما شأن بطرس الرسول بهذا الأمر ؟
الحقيقة أعزائى القراء أن بطرس الرسول لم يكن ينفذ تعاليم يسوع , ولا ينصاع إليها بل كان دائما ما يخالفها ويأتى بما يناقضها .
لذلك ليس من العجب أن نرى بطرس الرسول يقسم ويحلف بالرغم من تحريم يسوع للقسم .
لنرى ماذا يقول الانجيل عن بطرس وهو يخالف تعاليم يسوع عندما اقسم وحلف بأنه لا يعرف يسوع .
انجيل متى اصحاح 26:
69أما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار، فجاءت إليه جارية قائلة: وأنت كنت مع يسوع الجليلي
70 فأنكر قدام الجميع قائلا: لست أدري ما تقولين
71 ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى، فقالت للذين هناك: وهذا كان مع يسوع الناصري
72 فأنكر أيضا بقسم: إني لست أعرف الرجل
73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: حقا أنت أيضا منهم، فإن لغتك تظهرك
74 فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف: إني لا أعرف الرجل وللوقت صاح الديك
لو دققنا النظر قليلا فى هذا النص , فإننا نرى ان بطرس كان ( ينكر بقسم ) انه ما كان يعرف يسوع , وأنه كان يؤكد كلامه بحلف ...... ولكن السؤال هو :
إذا كان يسوع ايها التلميذ بطرس قد حرم عليكم القسم والحلف , واكد أنه لا يجوز أن ( تحلف بشيء البتة ) مثل السماء والارض والرأس أو اورشليم ............. فبماذا إذن كان يحلف بطرس التلميذ؟
هل كان يحلف بيسوع ( بإعتبار أن يسوع هو الإله ) أنه ما يعرف يسوع ؟ أم كان يحلف بالشيطان ؟ أم كان يحلف بأسم السلطان بيلاطس ؟
أيا ما كان الأمر فهذا يثبت ان النصارى مسوغ لهم أن يعملوا بعقيدة التقية والمداراة الموجوده عند الشيعة ....... وهذا يثبت أن النصارى طالما استشعروا بأنهم فى موقف ما بالخطر والضعف فلا بأس عليهم أن يتقوا الناس بالتقية والممالئه ولو كان هذا بالحلف كاذبا تماما مثلما فعل بطرس.
وهل يحتاج يسوع إلى اثبات النبؤة بأن يجعل اكابر تلاميذهينكرونه ويقسمون على ذلك بالكذب؟
ولكن الأمر لم ينتهى هنا إلى هذا الحد فحسب ......... حيث ان يسوع توعد من يقوم بالحلف كاذبا بأنه سيكون من الأشرار ( وما زاد على ذلك فهو من الشرير ) متى 37:5 .
فهل اصبح بطرس التلميذ من الأشرار الآن الذين يتبعون الشيطان ( الشرير) ؟
إن واقع الموقف يثبت ان الاجابة هى ( نعم )
لقد إنطبق الموقف على التلميذ بطرس وأصبح من الأشرار بلا شك ,خاصة وأن يسوع نفسه سبق وأن قال لبطرس ( إذهب عنى يا شيطان ) متى 23:16
والشيطان لا يفعل إلا الافعال الشريرة التى تخالف التعاليم والوصايا , وبطرس الآن اصبح مخالفا لتعاليم يسوع الذى حذرمن القسم وقال ( لا تحلفوا البتة ) متى 34:5
إذن فالنتيجة الان هى أن ( بطرس شيطان يفعل الافعال الشريرة ) .
ولكن هل الموقف يتوقف عند هذا الحد ؟
الواقع يقول لا ............... لماذا ؟
لأن بولس الرسول فضح بطرس التلميذ وكشف حقيقة أعماله الشريرة وقال عنه انه بصريح العبارة أنه مراءى ( أى يتبع عقيدة التقية والمداراة ).
لنرى كيف فضح بولس الرسول التلميذ بطرس وصرح برياءه كما ورد فى رسالة غلاطيه :
2: 11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما
2: 12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
2: 13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
2: 14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا .
2: 12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
2: 13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
2: 14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا .
فهل نريد بعد ذلك دليل على رياء بطرس وإتباعه لعقيدة التقية والمداراة ..... و هل يوجد بعد هكذا دليل أن بطرس خالف التعاليم والوصايا بدءا من حلفه بالكذب وانتاءا بإفتضاح امر رياءه ؟
بل وقد توعد بولس الرسول كل شرير يخالف الوصايا ( من امثال التلميذ بطرس ) بالمصير السيء الذى ينتظره فقال : ( َلكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَرْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ ) تيموثاوس 2/ 13:3
كتبه : مجد الاسلام عبداوى
تعليق