تويت
حينما أعادت قناة الحياة الحلقات القديمة المكررة لزكريا بطرس قبل توقفها نهائياً ، وإعلان صاحبة القناة الإنجيلية جويس ماير هذا الأمر ببيان وزعته على وسائل الإعلام ونشرته البي بي سي ، وكان هذا البيان مقتضب للغاية فلم يزد على سطرين تعلن فيه أن قناة الحياة قد قطعت علاقتها بزكريا بطرس نهائياً ، وأنها ستوقف برامجه بدءً من هذا الشهر في حين أن بطرس أصلا برامجه موقوفه من شهر مضى
قبل إعلان هذا الخطاب .
بعد إعادة البرامج القديمة المكررة لبطرس وعدم ظهوره توقع البعض أن بطرس يتعرض لضغوط شديدة ، بل هو بنفسه ادعى أن هناك قوى وجهات خارجية تقوم بالضغط عليه وهذا كذب محض ، وهذا الغير متابع للأمور من قرب بدأ يجتهد ويقول الضغوط من شنودة ومن الكنيسة المصرية خاصة بعد لقاء القيادي في الحزب الوطني أحمد عز بشنودة في مقر الكاتدرائية ، وقالوا أن عز طلب من شنودة وقف بطرس حتى يتسنى للحزب وضع نصارى على قوائمه وينتخبها المسلمين ، لأن استمرار بطرس معناه زيادة كره المسلمين للمرشحين النصارى .
وطبعاً هذا تفسير خاطيء بل وفي منتهى الإسفاف ، لأن هذا يعتبر اتهام صريح للحزب الحاكم أنه حزب لا يفكر إلا في مصلحته الشخصية ومصلحة مرشحيه ، ولا يهتم بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالإسلام ، وإلا أين كان أحمد عز والحزب الحاكم من 2003 أي من سبع سنين وبطرس يسب النبي علناً في الفضائيات ..
كما لا يمكن أن يحدث هذا في حق الكنيسة التي تدعي في غير موقف أن بطرس لا يمت لها بصلة ، وأنه غير تابع للكنيسة المصرية ، وأنها لا يمكن أن تضغط عليه بفعل شئ .
هل الكنيسة المصرية الآن أصبحت قادرة على أن توقف زكريا بطرس بل وطرده نهائياً من قناة الحياة ؟ بالقطع لا
الكنيسة المصرية لم توقف زكريا بطرس حتى ولو كان في يدها إيقافه ..
أنا شخصياً توقعت أن يترك زكريا بطرس قناة الحياة من فترة طويلة ولكن خاب ظني وقتها ، فراودني نفس الشعور بعد ظهور اللطمة القوية على وجه زكريا بطرس في ردود علماء المسلمين عليه وقد كان .
اولاً كنا على علم وعلى يقين من صدق ما نعلم أن زكريا بطرس وجويس ماير على خلاف شديد من سنين ، وأسباب الخلاف من شقين :
الشق الأول زكريا بطرس لا يعير جويس ماير أي انتباه أو أي احترام ولا كأنها صاحبة القناة ، ويعتبر نفسه هو الصاحب والمالك الحقيقي للقناة ، وحدثت في السابق مشاكل كثيرة مع العاملين في القناة الذين كانوا يرجعوا لزكريا بطرس حتى في الشئون الإدارية دون أن يرجعوا إلى جويس ماير صاحبة القناة الحقيقة ، مما كان يسبب لها احتقان وغصب شديد لأن بطرس جعل وجودها زي عدمه .
الشق الثاني وهو الأهم أن بطرس كان يتلقى تبرعات تأتي له بصفة شخصية دون المرور على القناة ، فكان المتبرع يرسل التبرع لزكريا بطرس ولا يرسله لقناة الحياة ، وأنا برأيي أن أموال التبرعات هي السبب الرئيسي في إعلان جويس ماير طرد زكريا بطرس من قناة الحياة ، ولكنها كانت تعلم أن قناة الحياة هي زكريا بطرس ، وأنه بدون زكريا بطرس لن يصبح لقناة الحياة وجود ، حتى برنامج المنصرة الأمريكية لا يشاهده أحد من العرب لأنه باللغة الإنجليزية .
استمر الحال هكذا حتى جاء من قسم ظهر زكريا بطرس وقطع دابره نهائياً من قناة الحياة ، هو الشيخ محمد بن عبد الملك الزغبي ، بعد ظهور الشيخ في قناة الخليجية في حلقات أسبوعية يرد على زكريا ردود منهجية وعلمية وافية أثارت إعجاب النصارى قبل المسلمين ، انهالت المكالمات التليفونية على قناة الحياة تستفسر عن عدم رد زكريا بطرس على الشيخ الزغبي ، آلاف الإتصالات التي تلقتها قناة الحياة واعترفت بها جويس ماير نفسها واعترف بها كذلك أحد العاملين في قناة الحياة الذي قال كانت تليفونات القناة لا تتوقف عن الرنين .
أصبحت المواقع والمنتديات النصرانية تطالب زكريا بالرد وأصبحت هناك جروبات على الفيس بوك تطالبه بالرد ، طلبت جويس ماير من زكريا بطرس الرد على الشيخ الزغبي ولكنه رفض بدعوى أنه يكذب ، وبلسانه قالها في أواخر ظهور له على الهواء في برنامجه لن أرد على الزغبي لإنه راجل كذاب ..
جويس ماير تعلم أن الشيخ الزغبي كان يتكلم من نصوص في الكتاب المقدس ويعرض للمشاهدين على الشاشات هذه النصوص بالسفر ورقم الاصحاح بالعدد , وعلى ذلك لا يوجد داعي لأن يتهم بطرس الشيخ الزغبي بالكذب ، حينما أعلنت جويس ماير غضبها وحنقها الشديدين على زكريا بطرس بسبب عدم رده ، انقطع بطرس لمدة أربع حلقات متتالية وهي محاولة من محاولات الضغط حتى يثني جويس ماير عن فكرة الرد ومطالبتها الدائمة له ، وأعلن وقتها في غرفته على البالتولك أنه يتعرض لضغوط شديدة من جهات خارجية ، كذلك أراد بطرس بتوقفه هذا أن يوقف الشيخ الزغبي وغيره من شيوخ المسلمين ومن شباب الباحثين على الردود على كل حلقاته القديمة ، أو على الأقل الإقلال من ظهورهم ، وكان هذا ظن بطرس أنه لو توقف سيتوقفوا ، ويكن يخيب ظنه ويعلن الشيخ الزغبي أنه لن يتوقف حتى لو توقف بطرس إلا أن يرد على كلمة قالها بطرس في حق النبي صلى الله عليه وسلم ووقتها فقط سيتوقف . وقتها أعنلت جويس ماير طردها لبطرس نهائياً من قناة الحياة ، وأنه لا يمت الآن بأي صلة للقناة .
يظهر يوم الخميس الماضي زكريا بطرس في غرفته الصوتية على البالتولك وصوته يكاد يخرج كأنه لتوه قد أكل فأراً ، وأعلن أنه بصدد إنشاء فضائية جديدة ليستمر في معركة الشتم والسب والزيف والبهتان التي بدأها منذ 30 عاماً حينما كان كاهناً حقيراً في مصر ، ومن سبع سنوات كاملة على قناة الحياة التنصيرية .
وطلب من مريديه أن يتبرعوا لهذه القناة حتى تظهر للنور وأعلن كذلك أنه مؤقتاً وحتى ظهور القناة سوف يتم إذاعة برامجه على موقع على الإنترنت لم يعلن عنه خوفاً من اختراقه على حد زعمه .
كانت هذه لطمة لكل من ادعى أن الكنيسة أوقفته ، أو أن هناك جهات أخرى أوقفته .
أوقفته يداه الطويلتان وأموال النصارى الذين يعتقدون أن بأموالهم التي يرسلوها لبطرس سوف يحجزون بها كرسياً في الملكوت ، على غرار ادفع لكي تحصل على البركة ، الآن ادفع حتى يتمكن أبونا من شتم الإسلام ، وأوقفه أسد يجلس كالملك المتوج في عرينه كل يوم سبت على قناة الخليجية يخرج من فمه كلمات تصيب بطرس في قلب بيته بالهلع والخوف ..
