تطورت وسائل الدعوة إلى الله ومرت بمراحل مختلفة، بدءاً من الدعوة المباشرة سواء عن طريق الحوار الخاص أو الجماعي أو الخطابة، وظل هذا النمط مئات السنين، وهو بالطبع لم ينفصل عن الدعوة بالقدوة كما كان حال الأنبياء والصالحين.
واستغلت الصحائف قديماً في الدعوة إلى الله، ومن أمثلة ذلك ما كان يقوم به بنو إسرائيل من تدوين الكتب والوصايا التي أنزلها الله ثم حرفوها بعد ذلك واشتروا بها ثمناً قليلاً.
وفي عصرنا الحديث ظهرت الإذاعات ومحطات التلفزة التي اقتحمت كل بيت ومكان على وجه الأرض
ولم يغفل الدعاة إلى الله هذه الوسائل، وقبلها كانت الصحف والمجلات والمنشورات وغيرها من وسائل نقل المعلومات التي أصبحت بمرور الوقت تقليدية.
وفي عصرنا الحديث ظهرت الإذاعات ومحطات التلفزة التي اقتحمت كل بيت ومكان على وجه الأرض
ولم يغفل الدعاة إلى الله هذه الوسائل، وقبلها كانت الصحف والمجلات والمنشورات وغيرها من وسائل نقل المعلومات التي أصبحت بمرور الوقت تقليدية.
وقد رأينا العديد من الهيئات والجمعيات والأحزاب والجماعات والدول والحكومات قد أقامت إذاعات للقرآن الكريم والبرامج الإسلامية على اختلافها، منها ما يرقى إلى مستوى عالٍ من الإتقان ومنها ما يحتاج إلى تطوير وتجديد في الشكل والمضمون.
غير أن أكثر هذه الوسائل ما زال يوجه خطابه إلينا نحن أمة العرب، مغفلين بذلك قطاعاً مهماً بل قطاعات مهمة في العالم الذي نحيا فيه.
فإذا اهتمت وسائلنا الإعلامية والدعوية بالجمهور العربي فواجبها ألا تنسى الجمهور الأجنبي سواء كان مسلماً
أم غير مسلم، وإلا، فمن سيدعو أمم الأرض إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة؟!!
فإذا اهتمت وسائلنا الإعلامية والدعوية بالجمهور العربي فواجبها ألا تنسى الجمهور الأجنبي سواء كان مسلماً
أم غير مسلم، وإلا، فمن سيدعو أمم الأرض إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة؟!!
لقد كان من فلسفة الجهاد قديماً أن يعبِّد الناس لله رب العالمين، فكان الصحابة والمسلمون الأوائل ينطلقون في مشارق الأرض ومغاربها محاربين الحكام والملوك الذين يمنعون نور الله أن يصل إلى عباد الله، لكن في عصرنا الحالي انفتحت الحدود وتهاوت الحصون لا أقصد الحدود السياسية أو الجغرافية ولم تعد هناك موانع إلا في القليل النادر من أن نصل بدعوتنا إلى كل خلق الله سواء عن طريق الإذاعات أو الفضائيات أو حتى الكتب والمجلات، مع مخاطبة كل قوم بلغتهم وكل مستوى ثقافي بطريقته التي تناسبه، ولنا في الرسول الكريم الأسوة الحسنة؛ حيث كان يخاطب الناس على قدر عقولهم وفي أحيان لم يغفل مخاطبة الناس بلهجاتهم، وحديث:"ليس من البر الصيام في السفر".
كل هذا الكلام لمن يستطيع أن يقيم وسيلة من وسائل الدعوة على الله كالقنوات التلفازية أو المحطات الإذاعية أو مؤسسات النشر والطباعة، لكن ماذا يستطيع أن يفعل المسلم العادي إذا أراد أن يدعو إلى الله عبر الحدود؟!!
الإجابة سهلة
أولاً: لابد أن تكون مؤهلاً لذلك بالعلم والفقه الديني، واعياً لرسالتك التي تريد إيصالها جيداً، لن نطلب منك أن تكون عالماً كبيراً أو فقيهاً شهيراً، لكن يكون لديك الثقافة الدينية المعقولة التي تجعل منك داعية ناجحاً.
ثانياً: امتلاك الأدوات المعرفية التي تؤهلك للتواصل مع الآخرين سواء كانوا يتحدثون بلغتك أو بلغات أخرى.
وتذكر أن معرفة التعامل مع الحاسب الآلي وشبكة المعلومات الدولية ومعرفة ثم إتقان اللغة الإنجليزية يجعل منك مسلماً عصرياً يتواصل مع الآخرين بنجاح.
لكن، لماذا اللغة الإنجليزية بالذات؟!!
الملاحظ أن الإنجليزية صارت اللغة العالمية المشتركة للتخاطب بين مختلف الأجناس، وما عليك إلا أن تدخل غرفة من غرف الدردشة فستجد الهندي يخاطب العربي بالإنجليزية والعربي يخاطب الأسباني أو الإيطالي أو الفرنسي أو حتى الصيني باللغة الإنجليزية.
وبعد امتلاكك لهذه الأدوات والتي لا تمتلك مرة واحدة بل مع الإرادة والعزيمة والرغبة تنمو رويداً رويداً بعد ذلك ماذا عليك أن تفعل؟!!
تستطيع أن تدعو إلى الله بأكثر من وسيلة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت). فإذا كان لديك المال تستطيع إنشاء موقع تقدم فيه مواد دعوية بشكل جذاب ويكون نقطة التقاء وتحاور بينك وبين زواره.
وبعد امتلاكك لهذه الأدوات والتي لا تمتلك مرة واحدة بل مع الإرادة والعزيمة والرغبة تنمو رويداً رويداً بعد ذلك ماذا عليك أن تفعل؟!!
تستطيع أن تدعو إلى الله بأكثر من وسيلة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت). فإذا كان لديك المال تستطيع إنشاء موقع تقدم فيه مواد دعوية بشكل جذاب ويكون نقطة التقاء وتحاور بينك وبين زواره.
لكن إذا لم يكن لديك المال الكافي لذلك فماذا تفعل؟!
يمكنك إنشاء صفحات مجانية في بعض المواقع الكبرى التي تتيح ذلك، لكن كن حذراً من هذه الطريقة؛ حيث إن الكثير من هذه المواقع يفرض إعلانات على صفحتك التي أنشأتها وربما احتوت هذه الإعلانات على مواد أو صور غير محتشمة.
يمكنك إنشاء صفحات مجانية في بعض المواقع الكبرى التي تتيح ذلك، لكن كن حذراً من هذه الطريقة؛ حيث إن الكثير من هذه المواقع يفرض إعلانات على صفحتك التي أنشأتها وربما احتوت هذه الإعلانات على مواد أو صور غير محتشمة.
وبالنسبة لكيفية إنشاء موقع أو صفحة فإن الموضوع فيه مرونة، فبإمكانك الاستعانة بأحد الأشخاص الماهرين في ذلك أو إحدى الشركات أو أن تتعلم بعض البرامج والأدوات المخصصة لإنشاء وبرمجة مواقع الإنترنت مثل: لغة html أو **** أو برنامج front page أو غيره، وبإمكانك كذلك الاستعانة ببرنامج word أو power point لتصميم صفحاتك ثم حفظها بامتداد html، ويمكنك كذلك أن تلجأ إلى المواقع التي تحتوي على قوالب جاهزة تمكنك من وضع المواد الخاصة بك فيها بسهولة ويسر .
- يمكنك كذلك الدعوة إلى الله عن طريق غرف الدردشة أو ما يطلق عليها"الشات"chat)) وتستطيع الحديث إلى الآخرين كتابة أو صوتاً عبر الميكروفون أو بثاً حياً بالصوت والصورة عن طريق كاميرات الإنترنت webcam، لكن كن حذراً؛ حيث إن أكثر هذه الغرف يدور الحديث فيها عن أمور أكثرها تافه مضيع للوقت، وذكاؤك في ابتكار الطرق والوسائل التي تجذب بها اهتمام من تدعوهم.
وتستطيع استغلال البريد الإلكتروني في إيصال رسالتك الدعوية إلى من تستهدفهم وأكثر المواقع العربية والأجنبية تقدم هذه الخدمة.
ويمكنك كذلك إنشاء مجموعة group)) وتجعلها متخصصة لغرض معين تحدده أنت وهذه المجموعة تكون أنت مديرها، ويشارك الأعضاء الذين ينضمون إليها معك في القضايا الدعوية التي تثيرها أو يثيرها أحد الأعضاء، وإذا حدث تطاول أو مشاغبة من أحد الأعضاء فإنه يمكنك أن تلغي عضويته بمجموعتك، والمساحات المتاحة لهذه المجموعات كثير منها مجاني.
ويمكنك كذلك إنشاء مجموعة group)) وتجعلها متخصصة لغرض معين تحدده أنت وهذه المجموعة تكون أنت مديرها، ويشارك الأعضاء الذين ينضمون إليها معك في القضايا الدعوية التي تثيرها أو يثيرها أحد الأعضاء، وإذا حدث تطاول أو مشاغبة من أحد الأعضاء فإنه يمكنك أن تلغي عضويته بمجموعتك، والمساحات المتاحة لهذه المجموعات كثير منها مجاني.
وبعد، فإن ابتكار وسائل للدعوة إلى الله متاح للجميع شريطة أن تتوافر النية الخالصة لله والرغبة الصادقة في الدعوة إليه؛ لأن هذا المجال أحد مجالات الجهاد الحقيقية والتي لا ينبغي لمسلم آتاه الله شيئاً من هذه الأدوات أن يقصر فيها.
عبد الله رمضان
تعليق