بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وعلى إخوانه الأنبياء جميعا وعلى رأسهم عيسى عليه السلام وبقية أولي العزم من الرسل عليهم جميعا الصلاة والسلام , أما بعد :
قال تعالى في القرآن الكريم : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " سورة النساء الآية 82
فسمة الكتب المحرفة الاختلاف دائما وأبدا وها أنا أضع بين يديك نبذة من الاختلاف الفظيع في الكتاب المقدس المحرّف الذي بين أيدي النصارى الآن وهي تذكرة لمن يبحث عن الحق فعلا ولا يعاند ويخشى يوما لا ينفعه فيه مال ولا بنون ولا عشيرة ...لن ينفعه إلا إيمان بالله وحده لا شريك له وعمل صالح قدمه بين يدي ربه ومولاه ابتغاء مرضاته عسى أن يكون مع الفائزين بجنة رب العالمين...
العجب منكم أيها النصارى أنكم تدققون في أمور يزعم القساوسة والباباوات أنها تناقضات في القرآن والإسلام !!! وهذه الأمور لا تقارن بوجه من الوجوه أمام مصائب تضمنها كتابكم لا يقبلها إلا مجنون أو متعصب بلغ به تعصبه إلى الجنون.
إننا نذكركم بما تضمنه كتابكم (البايبل) عن المسيح أنه قال « وَلِمَاذَا تُلاَحِظُ الْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَلكِنَّكَ لاَ تَتَنَبَّهُ إِلَى الْخَشَبَةِ الْكَبِيرَةِ فِي عَيْنِكَ؟ 42أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَاأَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ! وأَنْتَ لاَ تُلاحِظُ الْخَشَبَةَ الَّتِي في عَيْنِكَ أَنْتَ. يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً لِتُخْرِجَ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ» (إنجيل لوقا6/41)
هل عميت أعينكم عما في كتابكم من المصائب؟ فاقرأوا ما يلي:
أن الرب أمر حزقيال أن يأكل الخرء الخارج من دبره فيخلطها مع الخبز ويطلب منه أن يعمم هذا الأمر على بني إسرائيل (حزقيال4/9).
وأخبر عن قوم آخرين أنهم يأكلون غائطهم ويشربون بولهم (ملوك ثاني18/27).
وأن يعقوب صارع ربه فطرحه أرضا وغلبه وكان الله يرجوه أن يطلقه حتى يعود إلى السماء (تكوين32/22).
وأن الرب أمر كل أجنبي إذا لقي يهوديا أن يسجد له على الأرض ويلحس غبار نعليه (أشعيا49/21).
وأن الرب قال « لا تقرض أخاك بربا... للأجنبي تقرض بربا» (تثنية 23: 19).
وأن كل ما تمسه الحائض أو تقعد عليه يصير نجسا (لاويين15/19).
وأمر هوشع أن يبحث له عن زانية (هوشع1/1).
وأوحى نصوصا جنسية تحث على الارتواء من الثديين في كل وقت (أمثال5/16).
وأن لوطا زنا بابنتيه فأنجبتا منه ولدين (تكوين19/30).
وأن يهوذا زنا بكنته (تكوين38/15).
وأن داود زنا بامرأة جاره (صموئيل ثاني11/1).
وأن داود قتل مئة فلسطيني وقدم غلفة ذكورهم مهرا للزواج من ابنة الملك شاوول (صموئيل18/25).
وأنزل نصوصا مثيرة للغريزة الجنسية مملوءة بالتغزل بالثديين مثل سفر (نشيد الأنشاد1/13و3/1و4/1و7/1) الذي يحوي نصوصا تأبى العفيفة سماعها مما يخدش حياءها والأفخاذ والقبلات والمعانقة ودخول السرير للمضاجعة. مما يعرض الراهبات لفقدان عذريتهن من قبل القساوسة الذين يتلونها عليهم في الأديرة والكنائس. ولهذا وجدنا جورج برنارد شو ينصح بحفظ البايبل بعيدا عن متناول الأطفال لما فيه من النصوص الجنسية الفاضحة واصفا البايبل بأنه أخطر كتاب على وجه الأرض وأمر بوضعه في مكان محكم الإقفال
سفر نشيد الأنشاد والأدب المكشوف
العاري الذي يصف خفايا جسد المرأة!!
في (الإصحاح الثالث : 1- 5) : " في الليل ، على فراشي ، طلبت من تحبه نفسي ، طلبته فما وجدته ، إني أقوم وأطوف في المدينة ، في الأسواق ، وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي ، طلبته فما وجدته ، وجدني الحرس الطائف في المدينة ، فقلت : أرأيتم من تحبه نفسي ، فما جاوزتهم إلا قليلًا حتى وجدت من تحبه نفسي ، فأمسكته ، ولم أرخه ، حتى أدخلته بيت أمي ، وحجرة من حبلت بي ، أحلفكن يا بنات أورشليم ، بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء " . ويقول الإصحاح الرابع من هذا السفر : (1- 7) : " ها أنت جميلة يا حبيبتي ، ها أنت جميلة ، عيناك حمامتان من تحت نقابك ، شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد ، أسنانك كقطيع الجزائر الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهن عقيم ، شفتاك كسلكة من القرمز ، وفمك حلو ، خدك كفلقة رمانة تحت نقابك ، عنقك كبرج داود المبني للأسلحة . . . ، ثدياك كحشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن ، إلى أن يفيح النهار ، وتنهزم الظلال أذهب إلى الجبل المر ، وإلى تل اللبان ، كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة " .
ويقول الإصحاح السابع من السفر نفسه : (1- 11) : " ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ، دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع ، سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج ، بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن ، ثدياك كحشفتين توأمي ظبية ، عنقك كبرج من عاج ، . . . ما أجملك ، وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات ، قامتك هذه شبيهة بالنخلة ، وثدياك بالعناقيد ، قلت إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها!!!!! ، وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح ، وحنكك كأجود الخمر!!!!- لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين .
أنا لحبيبي ، وإلى اشتياقه ، تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ، ولنبت في القرى ، . . هناك أعطيك حبي!!!!! " .
أهذا كتاب دين وهداية . . . ؟
أهذا هو القصص الحق . . الذي يهدي إلى صراط مستقيم ؟
وإذا تركنا هذا الجانب الجنسي الطافح بالنزوة والشهوة إلى غيره من جوانب التناقض والتعارض والتضارب ، فإننا نجد ما لا يصدقه عقل ، ولا يقره منطق .
إن هذه التناقضات تؤكد شيئًا هامًا وخطيرًا ، هو نفي صفة الوحي عن هذه الأسفار ، القديم منها والجديد . . . !
صفات الله في الكتاب المقدس !
الله يحزن ويندم!! : " فحزن الرب أن عمل الإنسان في الأرض ، وتأسف في قلبه ، فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته ، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء . لأني حزنت أني عملتهم " (سفر التكوين 6 : 6-8) .
الله يعزم على ألا يعود لما فعله مرة أخرى !!! : " وقال الرب في قلبه لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته ، ولا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت "
(سفر التكوين 8 : 21) .
فكأن الله - سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا - . . حزن أولا وتأسف لأنه خلق الإنسان . . . فأهلكه على عهد نوح . . . !
ثم عاد فندم مرة ثانية لأنه أهلكه . . . وقرر ألا يعود إلى ذلك مرة أخرى . . . ! وهكذا تعرض الأسفار المتناقضة ، صورة متناقضة لإله متناقض . . . !!
الله يتذكر عهده مع الناس عن طريق " قوس قزح " !!!!! : " وصنعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض ، فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض ، ويظهر القوس في السحاب إني أذكر ميثاقي الذي بيني ويينكم وبين كل نفس حية في كل جسد ، فلا تكون أيضا المياه طوفانًا لتهلك كل ذي جسد ، فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقًا أبديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض " (سفر التكوين 9 : 13- 16) .
وهكذا . . . هكذا وضع سفر التكوين يدنا على أسرار علمية جديدة لقوس قزح . . . إن الله جعل هذا القوس الذي يظهر في السماء بألوانه الزاهية في الأيام المطيرة ليذكره بميثاقه مع بني أدم ، حتى لا ينسى ، فيتكرر الطوفان الرهيب مرة أخرى . . !!
ومرة أخرى نستغفر الله ، ونتوب إليه ، ونقول : سبحانك هذا بهتان عظيم . . !
الله يغار من الإنسان!!! : " وكانت الأرض كلها لسانًا واحدا ، ولغة واحدة وحدث في ارتحالهم شرقًا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار ، وسكنوا هناك ، وقال بعضهم هلم نصنع لبنًا ونشويه شيا ، فكان لهم اللبن مكان الحجر ، وكان لهم الحمر مكان الطين ، وقالوا : هلم نبني لأنفسنا مدينة وبرجًا رأسه بالسماء ، ونصنع لأنفسنا اسمًا لئلًا نتبدد على وجه الأرض فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما وقال الرب : هو ذا شعب واحد ، ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل ، والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض ، فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض ، فكفوا عن بنيان المدينة ، لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض ، ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض " (سفر التكوين 11 : 1-9) .
أسمعتم ؟ أقرأتم . . . . إن الله غار من خلقه حينما هموا ببناء مدينة وبرج!! فدمر عليهم وبلبل ألسنتهم !!
ولست أدري . . كيف تم بناء المدن الكبار ، والأبراج الضخمة ، وناطحات السحاب ألم يكن في هذا العمران الحديث الضخم ، ما يثير غيرة إله الكتاب المقدس!!!
الله يحرض على السرقة !!!! : " ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة أيضا أجلب على فرعون وعلى مصر ، بعد ذلك يطلقكم من هنا ، وعندما يطلقكم يطردكم طردًا من هنا بالتمام ، تكلم في مسامع الشعب أن يطلب كل رجل من صاحبه ، وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضة ، وأمتعة ذهب ، وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين " (سفر الخروج 11 : 1- 2) .
" وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى ، طلبوا من المصريين أمتعة فضة ، وأمتعة ذهب ، وثيابا ، وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم . فسلبوا المصريين " (سفر الخروج 12 : 35- 36) .
فالرب- عند كتبة هذه الأسفار ورواة هذه الأخبار- هو الذي حرض بني إسرائيل على السرقة ، وعلمهم كيف يسطون فيسرقون ذهب المصريين ، وفضتهم ، وأمتعتهم ، قبل خروجهم من مصر مع موسى !!!
الله يصارع يعقوب !!!!!! : " بقى يعقوب وحده ، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه ، وقال : أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال : لا أطلقك إن لم تباركني فقال له : ما اسمك ؟ فقال : يعقوب ، فقال : لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل ، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت . وسأل يعقوب وقال : أخبرني باسمك ، فقال : لماذا تسأل عن اسمي وباركه هناك .
فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لأني نظرت الله وجهًا لوجه ونجيت نفسي " (سفر التكوين 32 : 24- 30) .
يدعي كتبة الأسفار- كما يؤكد هذا النص - أن يعقوب صارع الله حتى غلبه ، ولم يطلقه من قبضته إلا بعد أن باركه . . . !
وإذا كانت هذه هي الصورة التي يرسمها خيال كتبة الأسفار لإلههم ومعبودهم . . . ! فانظر إلى صورة الأنبياء في خيال من كتب هذه الأسفار !!
لوط عليه السلام يزني بابنتيه !!! ويشرب الخمر!!!
في سفر التكوين : " وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه ، لأنه خاف أن يسكن في صوغر ، فسكن في المغارة هو وابنتاه ، وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض ، هلم نسقي أبانا خمرًا ، ونضطجع معه ، فنحيي من أبينا نسلًا ، فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة ، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي ، نسقيه خمرًا الليلة أيضا فادخلي واضطجعي معه ، فتحيي من أبينا نسلًا ، فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة أيضا ، وقامت الصغيرة واضطجعت معه ، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها فحبلت ابنتا لوط من أبيهما " (سفر التكوين 19 : 30- 36) .
وإنه- على الرغم- مما تشتمل عليه هذه الأسطورة من كذب وافتراء ومستحيل ، غير أنني أسأل :
- ما هي الحكمة ، والعظة ، التي يمكن أن يستفيدها قراء كتاب مقدس . . . من قراءة هذه القصة ؟؟؟؟!!!
- وإذا كان الأنبياء بهذه المثابة ، وهم حملة كلمة الله الهادية ، فماذا بقي للفساق الفجار والسفهاء والشواذ ؟؟؟!!!!!
1- الاختلاف في أسماء أولاد بنيامين وفي عددهم
في سفر أخبار الأيام الأول 7 / 6: ( لبنيامين بالع وباكر ويديعئيل . ثلاثة) .
وفي سفر أخبار الأيام الأول أيضا !!! 8 / 1-2 : ( 1) وبنيامين ولد بالع بكره وأشبيل الثاني وأخرخ الثالث ( 2) ونوحة الرابع ورافا الخامس) .
وفي سفر التكوين 46 : ( وبنو بنيامين بالع وباكر وأشبيل وجيرا ونعمان وإيحي وروش ومفيم وحفيم وأرد ) .
فأبناء بنيامين حسب النص الأول: ثلاثة ، وعلى حسب النص الثاني : خمسة!! ، فاختلف النصان في أسمائهم وعددهم ، واتفقا في اسم بالع فقط ، وهؤلاء الأبناء على حسب النص الثالث : عشرة !!!!، فاختلف مع النصين السابقين في الأسماء والعدد أيضا ، واتفق مع النص الأول في اسم اثنين منهم ، واتفق مع النص الثاني في اسم اثنين منهم ، ولم تتفق النصوص الثلاثة إلا في اسم بالع فقط .
فأي النصوص المقدسة ! هي الصواب يا عقلاء النصارى ؟؟؟!
وبما أن النصين الأول والثاني من كتاب واحد يلزم الاختلاف والتناقض في كلام مصنف واحد و هو عزرا ، ثم الاختلاف والتناقض بين ما كتب عزرا في سفر الأخبار وبين سفر التكوين ، وقد تحيّر علماء النصارى في هذا الاختلال والتناقض ولا تسمع منهم جوابا شافيا يصدقه رجل ذو عقل باحث عن الحق إذ كيف يكون كلام الله وفيه هذا التناقض الفظيع.... فيلزم العاقل أن يعترف بأن هذا ليس من كلام الله وليس من عند الله لأن الله -الذي رفع السماوات بلا عمد وخلق الأرض بلا تعب- لا يخطئ يا معشر العقلاء ! أليس كذلك ؟؟
2- الاختلاف في عمر الملك أخزيا عندما مَلَك
ففي سفر الملوك الثاني ( 8 / 26 : ( كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم ) .
وفي سفر أخبار الأيام الثاني 22 / 2 : ( كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم ) .
فبين النصين اختلاف بمقدار عشرين سنة ، ولا شك أن النص الثاني غلط ؛ لأن أباه يهورام ( على حسب ما في سفر أخبار الأيام الثاني 21 و 22 / 1-2) مات وهو ابن أربعين سنة ، وتولى أخزيا الملك بعد موت أبيه مباشرة ، فلو لم يكن النص الثاني غلطا يلزم أن يكون أخزيا أكبر من أبيه بسنتين !!!!!!
أين عقولكم يا نصارى ؟؟ أيكون الولد أكبر من أبيه بسنتين !!!؟؟
أم إنه التحريف والتبديل الذي طرأ على الكتاب الذي بين أيديكم ؟؟
أترك إجابة هذا السؤال للقارئ اللبيب وكما يقال طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل !!!
والله المستعان وحده ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق....
3- الاختلاف في عدد الأسرى الذين أسرهم داود عليه السلام
ففي سفر صموئيل الثاني 8 / 4 :( فأخذ داود منه ألفا وسبعمائة فارس وعشرين ألف راجل) .
وفي سفر أخبار الأيام الأول 18 / 4 :( وأخذ داود منه ألف مركبة وسبعة آلاف فارس وعشرين ألف راجل) .
فاختلف النصان بزيادة ( 1000) مركبة ، و(5300) فارس في النص الثاني
4 - الاختلاف في عدد الذين قتلهم داود عليه السلام من أرام
ففي سفر صموئيل الثاني 10 / 18 :( وقتل داود من أرام سبعمائة مركبة وأربعين ألف فارس) .
وفي سفر أخبار الأيام الأول 19 / 18 :( وقتل داود من أرام سبعة آلاف مركبة وأربعين ألف راجل) .
فاختلف النصان بزيادة (6300) مركبة في النص الثاني .
5 - الاختلاف في عدد مذاود خيل سليمان عليه السلام
ففي سفر الملوك الأول 4 / 26 : ( وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباته واثنا عشر ألف فارس) .
وفي سفر أخبار الأيام الثاني 9 / 25 : ( وكان لسليمان أربعة آلاف مذود خيل ومركبات واثنا عشر ألف فارس) .
فاختلف النصان بزيادة (36000) مذود في النص الأول ، وقد قال المفسر النصراني آدم كلارك : الأحسن أن نعترف بوقوع التحريف في العدد وما قاله هذا الرجل هو الأفضل فعلا لمن عنده ذرة من عقل.
6 - الاختلاف في بيان نسب المسيح عليه السلام!!!!
نسب المسيح عليه السلام مذكور في إنجيل متى 1 / 1-17 ، وفي إنجيل لوقا 3 / 23-38 ، ومن قابل بين سياق النسبين فيهما وجد ستة اختلافات عظيمة !! ، هي :
أ - في إنجيل متى 1 / 16 : أن رجل مريم والدة المسيح هو يوسف بن يعقوب ، وفي إنجيل لوقا 3 : أنه يوسف بن هالي !.
ب- في إنجيل متى 1 / 6 : أن المسيح من نسل سليمان بن داود عليهم السلام ، وفي إنجيل لوقا 3 / 31: أنه من نسل ناثان بن داود عليه السلام !! .
ج- يعلم من إنجيل متى 1 / 6 -11 : أن جميع آباء المسيح من داود إلى سبي بابل ملوك مشهورين ، ويعلم من إنجيل لوقا 3 / 27 -31 : أنهم ليسوا ملوكا ولا مشهورين ، غير داود عليه السلام وابنه ناثان .
د- في إنجيل متى 1 / 12 : أن شألتئيل ابن يكنيا ، وفي إنجيل لوقا 3 / 27 : أن شألتئيل ابن نيري .
هـ - في إنجيل متى 1 / 13: أن ابن زربابل اسمه : أبيهود ، وفي إنجيل لوقا 3 / 27: أن ابن زربابل اسمه : ريسا .
والعجب أن أسماء أبناء زربابل مكتوبة في سفر أخبار الأيام الأول 3 / 19 ، وليس فيهم أبيهود ولا ريسا !!!!! .
سبحان الله أين عقولكم يا نصارى ؟؟؟!!!! أم هو الكِبر والعناد ؟؟
اختلف لوقا مع متى اختلافا جوهريا حين جعل يوسف زوج مريم ينحدر من نسل ناثان بن داود ، بينما جعله متى ينحدر من نسل سليمان بن داود .
ومنذ قرون مضت بذل نفر من المدافعين عن الأناجيل- باعتبارها وحيا من الله- محاولات مضنية للتوفيق بين لوقا ومتى اعتمادا على التقاليد الإسرائيلية ، لكن محاولاتهم باءت جميعها بالفشل .
ويكفي التسليم بالخطأ الذي لحق بقَائمة متى عند مقارنتها بما في سفر أخبار الأيام الأول- إذ أنه أسقط منها يوآش ، وأمصيا ، وعزريا ، ويهوياقيم ، وهو أمر واضح لا يحتمل الجدل- حتى يكفي التسليم تبعا لذلك باختلاف لوقا مع متى وهو الشيء الذي قرره علماء المسيحية .
إن كتابكم مختلف في كل شئ حتّى في نسب إلهكم !!!
7 - الاختلاف في العصا الواردة في وصية المسيح لتلاميذه الاثني عشر
ففي إنجيل متى 10 / 9-10 : (9) لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم (1) (10) ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا) .
ومثلها في إنجيل لوقا 9 / 3 : ( وقال لهم : لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان) .
وفي إنجيل مرقس 6 / 8-9 : (8) وأوصاهم أن لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط . لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة (9) بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين) .
فهذه ثلاثة نصوص يفيد الأول والثاني منها أن عيسى عليه السلام لما أرسل الحواريين الاثني عشر منعهم ونهاهم أن يحملوا أي شيء معهم ، حتى ولا عصا للطريق .
بينما يفيد النص الثالث أنه عليه السلام سمح لهم فقط أن يأخذوا عصا للطريق !!!!! .
فأي إنجيل هو الحق والصواب يا أيها الباحث عن الحق ؟؟ هل هو إنجيل مرقس ؟؟ أم إنجيل متّى ولوقا ؟؟!!
نترك الإجابة للقارئ اللبيب
8 - الاختلاف في شهادة المسيح لنفسه
ففي إنجيل يوحنا 5 / 31 قول المسيح : ( إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا) .
وفي إنجيل يوحنا 8 / 14 قول المسيح : ( وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق ) .
فالنص الأول يفيد عدم الأخذ بشهادة المسيح لنفسه ، والنص الثاني يفيد وجوب الأخذ بشهادة المسيح لنفسه .
9 - الاختلاف في حامل الصليب إلى مكان الصلب
ففي إنجيل متى 27 : ( وفيما هم خارجون وجدوا إنسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه) .
وفي إنجيل لوقا 23 / 26 :( ولما مضوا به أمسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان آتيا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع) .
وأمّا إنجيل يوحنا 19 / 17 فله رأي أخر !! :( فأخذوا يسوع ومضوا به فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال به موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة) .
فهذه نصوص ثلاثة ، يفيد الأول والثاني منها عند متى ولوقا أن الذي حمل الصليب هو سمعان القيرواني ، ويفيد الثالث منها عند يوحنا أن الذي حمل الصليب هو المسيح نفسه !.
إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلام ومن الأناجيل نفسها !!
القول الأول : ورد في إنجيل يوحنا 17 / 3 قول عيسى عليه السلام مخاطبا الله تعالى : ( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ) .
فقد بين عيسى عليه السلام أن الحياة الأبدية تنال بالإيمان بتوحيد الله تعالى وبرسالة رسوله عيسى ، ولم يقل : إن الحياة الأبدية تنال بالإيمان بتثليث الأقانيم الإلهية ، ولا بالإيمان بأن عيسى إله وابن الله ، ولما كان قول عيسى هنا في خطاب الله تعالى فلا احتمال هنا لخوفه من اليهود ، فلو كان اعتقاد التثليث وألوهية عيسى مدار النجاة لبينه ، ولكن مدار النجاة والحياة الأبدية باعتقاد التوحيد الحقيقي لله وبأن المسيح رسوله ، والاعتقاد بعكس ذلك هو الهلاك الأبدي والضلال المبين ؛ لأن كون الله واحدا ضد لكونه ثلاثة ، وكون المسيح رسولا ضد لكونه إلها ، والمرسل غير الرسول المرسل .
وكتب العهد القديم مليئة بالنصوص المصرحة بتوحيد الله تعالى ، وعلى سبيل المثال انظر (سفر التثنية 4 / 35 و39 ، و6 / 4-5 ، وسفر إشعياء 45 / 5-6 ، و46 / 9) .
القول الثاني : ورد في إنجيل مرقس 13 : ( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب ) .
فهذا القول ينادي على بطلان التثليث وألوهية المسيح ؛ لأنه عليه السلام خصص علم ساعة القيامة بالله وحده ، ونفى عن نفسه علمها كما نفاه عن عباد الله الآخرين ، وسوى بين نفسه وبينهم في عدم العلم ، ولو كان إلها لكان يعلم وقت القيامة ولما نفى عن نفسه العلم بها .
القول الثالث : ورد في إنجيل متى 27 / 46و50 :(46) ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني (50) فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح ) .
وهذا القول الذي صدر عن المسيح في آخر نفس من حياته بزعمهم ينفي ألوهيته ؛ لأنه لو كان إلها لما استغاث بإله آخر ، فالإله الحقيقي يمتنع عليه صفات النقص كالضعف والتعب والإعياء والصراخ والاستغاثة والعجز والموت ، وهو حي قدوس ، ففي سفر إشعياء 40 / 28 :(أما عرفت أم لم تسمع . إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا) .
ومثل فقرة سفر إشعياء فقرات كثيرة في كتب العهدين (انظر : سفر إشعياء 44 / 6 ، وسفر إرميا 10 / 10 ، وسفر حبقوق 1 / 12 ، ورسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 1 / 17) وكلها فقرات تدل على أن الإله الحقيقي هو إله سرمدي حي قدوس لا يموت ولا إله غيره ، بريء من الضعف والتعب والعجز ، فهل يكون العاجز الفاني الميت إلها ؟! لا شك أن الإله الحقيقي هو الذي استغاث به عيسى في هذا الوقت على زعمهم .
وهنا ألفت نظر القاريء إلى أن فقرة سفر حبقوق 1 / 12 في الطبعات القديمة كما يلي :(يارب إلهي قدوسي لا تموت) فوردت فيها كلمة (تموت) بتاءين ، أي تنفي الموت عن الله تعالى ، وفي الطبعات الحديثة حرفت التاء الأولى وكتبت نون (ن) ، فوردت فيها هذه الكلمة بالنون أي (لا نموت) .
وذلك لتأكيد قتل المسيح الذي هو الله بزعمهم ، وكلمة ( لا نموت) بالنون لا معنى لها هنا ، ولا فائدة منها في سياق هذا الموضع ، فانظر كيف حملهم الدفاع عن عقيدة باطلة إلى تحريف كتابهم .
القول الرابع : ورد في إنجيل يوحنا 20 / 17 أن عيسى عليه السلام قال لمريم المجدلية :(ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) .
ففي هذا القول سوى المسيح عليه السلام بينه وبين سائر الناس في أن الله أبوه وأبوهم وإلهه وإلههم ؛ لكيلا يتقولوا عليه الباطل فيقولوا إنه إله وابن الله ، فكما أن تلاميذه هم عبادُ الله وليسوا أبناء الله على الحقيقة بل بالمعنى المجازي ، فكذلك عيسى هو عبد الله وليس ابن الله على الحقيقة ، وكما لم يلزم من بنوتهم لله كونهم آلهة فكذلك لا يلزم من بنوته لله كونه إلها ، ولما كان هذا القول صدر عن المسيح بعد قيامه من الأموات على زعمهم أي قبل العروج بقليل ثبت أنه كان يصرح بأنه عبد الله وأن الله إلهه وإلههم إلى آخر لحظة من وجوده على الأرض ، وهذا مطابق لأقوال المسيح الواردة في قوله تعالى عنه في سورة آل عمران آية 51 : { إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ } ، وقوله تعالى عنه في سورة المائدة آية 72 وآية 117 : { اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ } ، وقوله تعالى عنه في سورة مريم آية 36 : { وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ } ، وقوله تعالى عنه في سورة الزخرف آية 64 : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ } .
فالقول بالتثليث وألوهية المسيح يناقض آخر كلمات تكلم بها المسيح وودع بها تلاميذه قبل رفعه ؛ لأنه بقي إلى تلك اللحظة يدعو إلى اعتقاد توحيد الله ووجوب عبادته ، واعتقاد عبودية المسيح لله ربِّه .
أقوال المسيح عليه السلام في الإنجيل التي يصرّح فيها بأنه نبي مرسل من عند الله وأنه إنسان يوحى إليه ويبلغ ما يسمعه من الله وأنه ليس إلها
أقوال المسيح عليه السلام في الإنجيل التي يصرّح فيها بأنه نبي مرسل من عند الله وأنه إنسان يوحى إليه ويبلغ ما يسمعه من الله وأنه ليس إلها
في إنجيل متى 19 : 16 – 21
(( بينما كان المسيح يسير خارجا " إذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية ؟
فقال له : لماذا تدعوني صالحا ؟ ليس أحد صالحا إلا واحد هو الله . ولكن إن أردت أن تدخل الحياة ، فاحفظ الوصايا . قال له : أية الوصايا ؟ فقال يسوع : لا تقتل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد بالزور . أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك .
قال له الشاب : هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ، فماذا يعوزني بعد ؟ قال له يسوع : إن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبع أملاك واعط الفقراء ، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني "
ومن الملاحظ أن المسيح قبل أن يجيب السائل إلى سؤاله ، فقد صحح صيغة السؤال ، فنفى الصلاح عن نفسه ، ورده إلى الله الذي تفرد في ذاته وصفاته . وبذلك قرر المسيح على رؤوس الأشهاد أن " لله المثل الأعلى في السموات والأرض " ، وأن أي خلط بين الله - سبحانه - وبين المسيح ، إنما هو قول مردود وكفر مرفوض .
وفي إنجيل متى 10 / 40 : ( من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني) .
وفيه 15 :( فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ) .
وفيه 21 / 11 : ( فقالت الجموع هذا يسوعُ النبي الذي من ناصرة الجليل ) .
وفيه 23 و10 قول المسيح لتلاميذه :( لأن معلمكم واحد المسيح ) .
وفي إنجيل لوقا 4 / 43 :( فقال لهم إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضا بملكوت الله لأني لهذا قد أرسلت) .
وفيه 7 / 16 بعد أن أحيا المسيح ميتا : ( فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه ) .
وفيه 10 / 16 :( الذي يسمع منكم يسمع مني . والذي يرذلكم يرذلني . والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني ) .
وفي إنجيل يوحنا 5 / 36 و37 :(36) هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني (37) والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي . لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته) .
وفيه 6 / 14 بعد معجزة تكثير الطعام :( فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم ) .
وفيه 7 / 15-17 :(15) فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم (16) أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني (17) إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي ) .
وفيه 8 / 18 و26 و29 و40 و42 : (18) ويشهد لي الآب الذي أرسلني (26) لكن الذي أرسلني هو حق . وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم (29) والذي أرسلني هو معي ولم يتركني (40) ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله (42) لأني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني) .
وفيه 9 / 10 و 11 و 17 في معجزة إبراء الأكمه : ( 10) فقالوا له كيف انفتحت عيناك (11) أجاب ذاك وقال : إنسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني (17) قالوا أيضا للأعمى ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك ؟ فقال : إنه نبي ) .
وفيه 13 / 13 : ( أنتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لأني أنا كذلك ) .
وفيه 14 : ( والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني ) .
ففي هذه الأقوال صرح المسيح عليه السلام بأنه
1- إنسان معلم لتلاميذه ،
2- ونبي مرسل من الله ،
3- وأن الله يوحي إليه ،
4- وأنه لا يتكلم إلا بالحق الذي سمعه من الله تعالى ،
5- وأنه أمين على الوحي لا يخفي منه شيئا ، ويعلمه لأتباعه كما تلقاه من ربه ،
6- وكان الله تعالى يجري المعجزات على يديه بصفته إنسانا نبيا مرسلا ، لا بصفته إلها وابن الله .
هذه هي أقوال المسيح نفسه عليه السلام والتي تصرّح بالحق وتصرخ به في أذنك
واسمع لكلام جبار السموات والأرض الحي القيوم الذي لم يلد ولم يولد
قال جل وعلا : (( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ))
إبطال أدلة النصارى على ألوهية المسيح
يستدل النصارى على ألوهية المسيح ببعض النقول الواردة في الأناجيل ( ومعظمها في إنجيل يوحنا ) ، وفيما يلي إيراد أدلتهم وإبطال استدلالهم بها :
دليلهم الأول : إطلاق لفظ (ابن الله ) على المسيح عليه السلام .
وهذا الدليل باطل لوجهين :
أولهما : أن إطلاق لفظ ابن الله على المسيح معارض بإطلاق لفظ ابن الإنسان عليه ولفظ ابن داود أيضا ، انظر مثلا إطلاق لفظ ابن الإنسان في إنجيل متى 8 ، و9 / 6 ، و16 / 13 و27 ، و17 / 9 و12و22 ، و18 / 11 ، و19 / 28 ، و20 / 18 و28 ، و24 / 27 ، و26 و45 و64 .
وانظر مثلا إطلاق لفظ ابن داود في إنجيل متى 9 / 27 ، و12 ، و15 / 22 ، و20 و31 ، و21 / 9 و15 ، و22 / 42 ، وفي إنجيل مرقس 10 / 47 و48 ، وفي إنجيل لوقا 18 / 38 و39 .
وكذلك سلسلة نسب المسيح التي تنسبه إلى داود عليه السلام ، ثم إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام مذكورة في إنجيل متى 1 / 1-17 ، وفي إنجيل لوقا 3 / 23- 34 ، فإذا كان المسيح يرجع نسبه إلى الأنبياء المذكورين الذين هم من نسل الإنسان آدم عليه السلام فلا شك إذن في أنه ابن الإنسان ، وظاهر أن ابن الإنسان لا يكون إلا إنسانا وليس ابن الله .
وثانيهما : أن لفظ الابن في قولهم ( ابن الله) لا يصح أن يكون بمعناه الحقيقي ؛ لأن المعنى الحقيقي للفظ الابن باتفاق جميع لغات أهل العالم هو المتولد من نطفة الأبوين ، وهو محال هاهنا ، فلابد من الحمل على المعنى المجازي المناسب لشأن المسيح عليه السلام ، أي بمعنى الإنسان الصالح البار .
والدليل على ذلك المعنى المجازي قول قائد المائة الوارد في إنجيلي مرقس ولوقا ، ففي إنجيل مرقس 15 / 39 :( قال حقا كان هذا الإنسان ابن الله ) ، وفي إنجيل لوقا 23 / 47 :(فلما رأى قائد المائة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا ) .
فوقع لفظ البار عند لوقا مكان لفظ ابن الله عند مرقس ، وبغض النظر عن أن هذا التناقض بين اللفظين هو بسبب التحريف المستمر الواقع في الأناجيل لإثبات ألوهية المسيح ، فعلى فرض صحة اللفظين ففيهما دليل على جواز إطلاق لفظ ابن الله على الإنسان الصالح البار ، وبخاصة أنه ورد في الموضعين وصف قائد المائة للمسيح بأنه إنسان .
وقد ورد في الأناجيل إطلاق لفظ ابن الله على غير المسيح من الصالحين ، كما ورد إطلاق لفظ ابن إبليس على فاعلي الشر ، ففي إنجيل متى 5 / 9 و44 و45 : (9) طوبى لصانعي السلام . لأنهم أبناء الله يدعون (44) وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم . باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم . وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم (45) لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات) .
فأطلق عيسى على صانعي السلام والصالحين العاملين بما ذكر لفظ أبناء الله ، وعلى الله لفظ الأب بالنسبة إليهم .
ووقعت مكالمة بين المسيح عليه السلام وبين اليهود أقتطف بعض فقراتها من إنجيل يوحنا 8 / 41 و42 و44 : (41) أنتم تعلمون أعمال أبيكم . فقالوا له : إننا لم نولد من زنا . لنا أب واحد وهو الله (42) فقال لهم يسوع لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني . . (44) أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا . . لأنه كذاب وأبو الكذاب ) .
فاليهود ادعوا أنهم أبناء الله ، أي صالحون مطيعون لله ، فرد عليهم المسيح عليه السلام بأنهم كذابون مطيعون للشيطان ، فهم أبناؤه ؛ لأنه كذاب وأبو الكذابين ، ولاشك أن الله أو الشيطان ليس أبا لهم بالمعنى الحقيقي ، فيجب الحمل على المعنى المجازي ، ويؤيد هذا الوجوب فقرات كثيرة ، منها فقرات رسالة يوحنا الأولى 3 و9 و10 : (8) من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ . .(9) كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله (10) بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس . . . إلخ) .
ومنها فقرة رسالة يوحنا الأولى 4 / 7 : ( وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ) .
ومنها فقرتا رسالة يوحنا الأولى 5 / 1-2 : (1) كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله . وكل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضا (2) بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه) .
ومنها فقرة رسالة بولس إلى أهل رومية 8 / 14 :(لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ) .
ومنها فقرة رسالة بولس إلى أهل فيلبي 2 / 14-15 :(14) افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة (15) لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولادا لله بلا عيب) .
ولاشك أن جميع المذكورين في الفقرات السابقة ليسوا أولادا لله على الحقيقة ، فوجب الحمل على المعنى المجازي ، وقد ورد إطلاق لفظ الابن لله وإطلاق لفظ الأب على الله في كتب العهدين في مواضع غير محصورة :
ففي إنجيل لوقا 3 / 38 أطلق على آدم لفظ : ابن الله .
وفي سفر الخروج 4 أطلق على إسرائيل لفظ : الابن البكر لله .
وفي مزمور 89 / 26 و27 أطلق على داود لفظ : البكر ، وأطلق على الله لفظ : الأب له .
وفي سفر إرميا 31 / 9 أطلق على أفرام لفظ : البكر ، وأطلق على الله لفظ : الأب لإسرائيل .
وفي سفر صموئيل الثاني 7 / 14 أطلق على سليمان لفظ : الابن لله ، وأطلق على الله لفظ : الأب له .
فلو كان إطلاق لفظ : الابن على المسيح موجبا للألوهية لكان آدم وإسرائيل وأفرام وداود وسليمان أحق بالألوهية من المسيح ؛ لأنهم من آباء المسيح ، ولأنه أطلق على ثلاثة منهم لفظ : الابن البكر .
وورد إطلاق لفظ : أبناء الله على جميع بني إسرائيل في مواضع منها ما في سفر التثنية 14 / 1 ، و32 / 19 ، وفي سفر إشعياء 1 / 2 ، و30 / 1 ، و63 ، وفي سفر هوشع 1 / 10 .
وورد في سفر التكوين 6 / 2 و4 إطلاق لفظ : أبناء الله على أولاد آدم .
وفي سفر إشعياء 63 / 16 و64 أطلق على الله لفظ : الأب لجميع بني إسرائيل .
وفي سفر أيوب 38 / 7 :(وهتف جميع بني الله) .
وفي المزمور 68 / 5 :( أبو اليتامى وقاضي الأرامل الله) .
فوجب المصير إلى المعنى المجازي في كل الفقرات السابقة ، ولا أحد من أهل الكتاب يقول بأن الإطلاقات المذكورة تفهم على حقيقتها ، فكما لا يجوز اعتقاد ألوهية آدم وأولاده ويعقوب وأفرام وداود وسليمان وجميع بني إسرائيل وجميع اليتامى ، فكذلك لا يجوز اعتقاد ألوهية المسيح بسبب إطلاق بعض الألفاظ التي لا يراد منها حقيقتها .
دليلهم الثاني : ما ورد أن المسيح من فوق وليس من هذا العالم ، فقد ورد في إنجيل يوحنا 8 قول المسيح : ( فقال لهم أنتم من أسفل . أما أنا فمن فوق . أنتم من هذا العالم . أما أنا فلست من هذا العالم ) .
فيظنون أن هذا القول يدل على أن المسيح إله نزل من عند الإله الآب الذي هو ليس من هذا العالم .
وهذا التأويل غير صحيح ومخالف للظاهر ؛ لأن عيسى عليه السلام كان من هذا العالم حقيقة ، ويرد على تأويلهم بوجهين :
الأول : أن هذا التأويل مخالف للبراهين العقلية وللنصوص الصريحة .
الثاني : أن عيسى عليه السلام قال مثل هذا القول في حق تلاميذه أيضا ، ففي إنجيل يوحنا 15 / 19 : ( لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم) .
وفي إنجيل يوحنا 17 / 14 و16 : (14) والعالم أبغضكم لأنهم ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم (16) ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم ) .
ففي هذه الفقرات سوى المسيح عليه السلام بين نفسه وبين تلاميذه في عدم كونهم من هذا العالم ، فلو كان هذا القول مستلزما لألوهية المسيح كما زعموا للزم أن يكون جميع التلاميذ آلهة ، وبما أن النصارى ينكرون ألوهية التلاميذ فثبت بطلان هذا التأويل ، والصواب أن المسيح عليه السلام وتلاميذه ليسوا من طلاب الدنيا الدنية ، بل هم من طلاب الآخرة ورضوان الله ، وهذا المجاز شائع في اللغات ، فيقال للزهاد والصالحين إنهم ليسوا من هذه الدنيا .
دليلهم الثالث : ما ورد أن المسيح والآب واحد ، فقد ورد في إنجيل يوحنا 10 قول المسيح :(أنا والآب واحد) .
فهذا القول بزعمهم يدل على اتحاد المسيح بالله ، فهو إله مثله .
وهذا التأويل أيضا باطل بوجهين :
الأول : لأن المسيح عليه السلام عندهم أيضا هو إنسان ذو نفس ناطقة ، وليس بمتحد بهذا الاعتبار ، فهم يقولون باتحاد المسيح بالله باعتبار لاهوت المسيح لا باعتبار ناسوته ، ولما كان اسم المسيح عندهم يطلق على اللاهوت والناسوت معا بطل تأويلهم السابق .
والثاني : لأن مثل هذا القول وقع في حق الحواريين ، ففي إنجيل يوحنا 17 / 21-23 : (21) ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني (22) وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد (23) أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني ) .
فالأقوال الواردة في هذه الفقرات دالة على اتحادهم ببعضهم وبالمسيح ، وسوى المسيح بين اتحاده بالله وبين اتحادهم فيما بينهم ، وظاهر أن اتحادهم فيما بينهم ليس حقيقيا ، فكذا اتحاد المسيح بالله ليس حقيقيا ، والمعنى الصحيح للاتحاد هو طاعة أوامر الله تعالى والعمل بالأعمال الصالحات ، وهذا المعنى يشترك فيه المسيح والحواريون وجميع أهل الإيمان ، وإنما الفرق باعتبار القوة والضعف ، ولاشك أن طاعة المسيح وكمال عبوديته لله أقوى وأشد من طاعة تلاميذه ، والمقصود بالوحدة هنا اتفاق مرادهم وأمرهم ، فهم واحد في العمل بأوامر الله ومحبته وطاعته ، وكما لا يفهم منه اتحاد ذوات الحواريين ببعضهم أو بالمسيح ، فكذلك لا يفهم منه اتحاد ذات المسيح بذات الله حقيقة .
دليلهم الرابع : ما ورد أن رؤية المسيح رؤية لله لأنه في الآب والآب فيه ، فقد ورد في إنجيل يوحنا 14 / 9-10 :(9) الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب (10) ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في . الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال ) .
فهذا الكلام بزعمهم يدل على ألوهية المسيح ؛ لأن رؤيته رؤية لله والله حال فيه .
وهذا الاستدلال أيضا باطل بوجهين :
الأول : لأن رؤية الله في الدنيا ممتنعة بنص أسفارهم ، فلا تكون رؤية المسيح رؤية لله حقيقة ، ويؤولون الرؤية بالمعرفة ، ومعرفة المسيح باعتبار الجسمية أيضا لا تفيد الاتحاد ، والصواب أن من رأى الأفعال التي يفعلها المسيح فكأنه رأى أفعال الله ؛ لأنها حصلت بأمره وإرادته .
الثاني : أنه ورد مثل هذا القول في حق التلاميذ ، ففي إنجيل يوحنا 14 :( في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم) .
وفي إنجيل يوحنا 17 :( أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ) .
وورد في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 6 / 19 :( أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم) .
وفي رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس 6 / 16 :( فإنكم أنتم هيكل الله الحي) .
وفي رسالة بولس إلى أهل أفسس 4 / 6 :( إله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم) .
فلو كان مثل هذا الكلام مشعرا بالحلول والاتحاد ومثبتا للألوهية للزم أن يكون الحواريون وجميع أهل كورنثوس وجميع أهل أفسس آلهة ، والحق أن التأويل الصحيح لهذه الفقرات أن يقال : إن حلول الله في أحد أو حلول أحد فيه ، وكذا حلول أحد في المسيح أو حلول المسيح فيه الوارد في هذه الفقرات يقصد به إطاعة أمرهما ، فمعرفة المسيح وطاعته بمنزلة معرفة الله وطاعته .
واعلم أيها القارئ الكريم أن نقل الأقوال السابقة هو على فرض صحتها لأجل زيادة الإلزام ، ولإثبات بطلان تأويلاتهم في تأليه المسيح عليه السلام ، ونحن المسلمين لا نعتقد جزما أن ما ورد في الأناجيل هو كلام المسيح أو كلام الحواريين ؛ لأنه ثبت فقدان إسناد جميع كتبهم بما فيها الأناجيل الأربعة ، وعقيدتنا الإسلامية هي أن المسيح عليه السلام والحواريين برآء من هذه العقائد الكفرية ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وأن الحواريين رسل عيسى عليه السلام .
وختاما أنقل لك هذه الآية التي يخاطبك فيها ربك ورب العالمين رب عيسى عليه السلام ورب محمد عليه السلام ورب كل الأنبياء والمخلوقات لا إله غيره
اسمع ماذا يقول لك : (( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا )) سورة النساء
ويقول أيضا : "(63) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " سورة آل عمران
فيا أيها اللبيب العاقل ، اترك التعصب والهوى ، واختر لنفسك الدين الذي ينفعك في آخرتك وينجيك من عذاب الله ويجعلك من الفائزين بجنة الخلد
اللهم نجنا من سوء الاعتقاد والكبر والعناد والتعصب الأعمى ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
قال تعالى في القرآن الكريم : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " سورة النساء الآية 82
فسمة الكتب المحرفة الاختلاف دائما وأبدا وها أنا أضع بين يديك نبذة من الاختلاف الفظيع في الكتاب المقدس المحرّف الذي بين أيدي النصارى الآن وهي تذكرة لمن يبحث عن الحق فعلا ولا يعاند ويخشى يوما لا ينفعه فيه مال ولا بنون ولا عشيرة ...لن ينفعه إلا إيمان بالله وحده لا شريك له وعمل صالح قدمه بين يدي ربه ومولاه ابتغاء مرضاته عسى أن يكون مع الفائزين بجنة رب العالمين...
العجب منكم أيها النصارى أنكم تدققون في أمور يزعم القساوسة والباباوات أنها تناقضات في القرآن والإسلام !!! وهذه الأمور لا تقارن بوجه من الوجوه أمام مصائب تضمنها كتابكم لا يقبلها إلا مجنون أو متعصب بلغ به تعصبه إلى الجنون.
إننا نذكركم بما تضمنه كتابكم (البايبل) عن المسيح أنه قال « وَلِمَاذَا تُلاَحِظُ الْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَلكِنَّكَ لاَ تَتَنَبَّهُ إِلَى الْخَشَبَةِ الْكَبِيرَةِ فِي عَيْنِكَ؟ 42أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَاأَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ! وأَنْتَ لاَ تُلاحِظُ الْخَشَبَةَ الَّتِي في عَيْنِكَ أَنْتَ. يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً لِتُخْرِجَ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ» (إنجيل لوقا6/41)
هل عميت أعينكم عما في كتابكم من المصائب؟ فاقرأوا ما يلي:
أن الرب أمر حزقيال أن يأكل الخرء الخارج من دبره فيخلطها مع الخبز ويطلب منه أن يعمم هذا الأمر على بني إسرائيل (حزقيال4/9).
وأخبر عن قوم آخرين أنهم يأكلون غائطهم ويشربون بولهم (ملوك ثاني18/27).
وأن يعقوب صارع ربه فطرحه أرضا وغلبه وكان الله يرجوه أن يطلقه حتى يعود إلى السماء (تكوين32/22).
وأن الرب أمر كل أجنبي إذا لقي يهوديا أن يسجد له على الأرض ويلحس غبار نعليه (أشعيا49/21).
وأن الرب قال « لا تقرض أخاك بربا... للأجنبي تقرض بربا» (تثنية 23: 19).
وأن كل ما تمسه الحائض أو تقعد عليه يصير نجسا (لاويين15/19).
وأمر هوشع أن يبحث له عن زانية (هوشع1/1).
وأوحى نصوصا جنسية تحث على الارتواء من الثديين في كل وقت (أمثال5/16).
وأن لوطا زنا بابنتيه فأنجبتا منه ولدين (تكوين19/30).
وأن يهوذا زنا بكنته (تكوين38/15).
وأن داود زنا بامرأة جاره (صموئيل ثاني11/1).
وأن داود قتل مئة فلسطيني وقدم غلفة ذكورهم مهرا للزواج من ابنة الملك شاوول (صموئيل18/25).
وأنزل نصوصا مثيرة للغريزة الجنسية مملوءة بالتغزل بالثديين مثل سفر (نشيد الأنشاد1/13و3/1و4/1و7/1) الذي يحوي نصوصا تأبى العفيفة سماعها مما يخدش حياءها والأفخاذ والقبلات والمعانقة ودخول السرير للمضاجعة. مما يعرض الراهبات لفقدان عذريتهن من قبل القساوسة الذين يتلونها عليهم في الأديرة والكنائس. ولهذا وجدنا جورج برنارد شو ينصح بحفظ البايبل بعيدا عن متناول الأطفال لما فيه من النصوص الجنسية الفاضحة واصفا البايبل بأنه أخطر كتاب على وجه الأرض وأمر بوضعه في مكان محكم الإقفال
سفر نشيد الأنشاد والأدب المكشوف
العاري الذي يصف خفايا جسد المرأة!!
في (الإصحاح الثالث : 1- 5) : " في الليل ، على فراشي ، طلبت من تحبه نفسي ، طلبته فما وجدته ، إني أقوم وأطوف في المدينة ، في الأسواق ، وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي ، طلبته فما وجدته ، وجدني الحرس الطائف في المدينة ، فقلت : أرأيتم من تحبه نفسي ، فما جاوزتهم إلا قليلًا حتى وجدت من تحبه نفسي ، فأمسكته ، ولم أرخه ، حتى أدخلته بيت أمي ، وحجرة من حبلت بي ، أحلفكن يا بنات أورشليم ، بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء " . ويقول الإصحاح الرابع من هذا السفر : (1- 7) : " ها أنت جميلة يا حبيبتي ، ها أنت جميلة ، عيناك حمامتان من تحت نقابك ، شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد ، أسنانك كقطيع الجزائر الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهن عقيم ، شفتاك كسلكة من القرمز ، وفمك حلو ، خدك كفلقة رمانة تحت نقابك ، عنقك كبرج داود المبني للأسلحة . . . ، ثدياك كحشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن ، إلى أن يفيح النهار ، وتنهزم الظلال أذهب إلى الجبل المر ، وإلى تل اللبان ، كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة " .
ويقول الإصحاح السابع من السفر نفسه : (1- 11) : " ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ، دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع ، سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج ، بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن ، ثدياك كحشفتين توأمي ظبية ، عنقك كبرج من عاج ، . . . ما أجملك ، وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات ، قامتك هذه شبيهة بالنخلة ، وثدياك بالعناقيد ، قلت إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها!!!!! ، وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح ، وحنكك كأجود الخمر!!!!- لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين .
أنا لحبيبي ، وإلى اشتياقه ، تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ، ولنبت في القرى ، . . هناك أعطيك حبي!!!!! " .
أهذا كتاب دين وهداية . . . ؟
أهذا هو القصص الحق . . الذي يهدي إلى صراط مستقيم ؟
وإذا تركنا هذا الجانب الجنسي الطافح بالنزوة والشهوة إلى غيره من جوانب التناقض والتعارض والتضارب ، فإننا نجد ما لا يصدقه عقل ، ولا يقره منطق .
إن هذه التناقضات تؤكد شيئًا هامًا وخطيرًا ، هو نفي صفة الوحي عن هذه الأسفار ، القديم منها والجديد . . . !
صفات الله في الكتاب المقدس !
الله يحزن ويندم!! : " فحزن الرب أن عمل الإنسان في الأرض ، وتأسف في قلبه ، فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته ، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء . لأني حزنت أني عملتهم " (سفر التكوين 6 : 6-8) .
الله يعزم على ألا يعود لما فعله مرة أخرى !!! : " وقال الرب في قلبه لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته ، ولا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت "
(سفر التكوين 8 : 21) .
فكأن الله - سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا - . . حزن أولا وتأسف لأنه خلق الإنسان . . . فأهلكه على عهد نوح . . . !
ثم عاد فندم مرة ثانية لأنه أهلكه . . . وقرر ألا يعود إلى ذلك مرة أخرى . . . ! وهكذا تعرض الأسفار المتناقضة ، صورة متناقضة لإله متناقض . . . !!
الله يتذكر عهده مع الناس عن طريق " قوس قزح " !!!!! : " وصنعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض ، فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض ، ويظهر القوس في السحاب إني أذكر ميثاقي الذي بيني ويينكم وبين كل نفس حية في كل جسد ، فلا تكون أيضا المياه طوفانًا لتهلك كل ذي جسد ، فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقًا أبديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض " (سفر التكوين 9 : 13- 16) .
وهكذا . . . هكذا وضع سفر التكوين يدنا على أسرار علمية جديدة لقوس قزح . . . إن الله جعل هذا القوس الذي يظهر في السماء بألوانه الزاهية في الأيام المطيرة ليذكره بميثاقه مع بني أدم ، حتى لا ينسى ، فيتكرر الطوفان الرهيب مرة أخرى . . !!
ومرة أخرى نستغفر الله ، ونتوب إليه ، ونقول : سبحانك هذا بهتان عظيم . . !
الله يغار من الإنسان!!! : " وكانت الأرض كلها لسانًا واحدا ، ولغة واحدة وحدث في ارتحالهم شرقًا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار ، وسكنوا هناك ، وقال بعضهم هلم نصنع لبنًا ونشويه شيا ، فكان لهم اللبن مكان الحجر ، وكان لهم الحمر مكان الطين ، وقالوا : هلم نبني لأنفسنا مدينة وبرجًا رأسه بالسماء ، ونصنع لأنفسنا اسمًا لئلًا نتبدد على وجه الأرض فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما وقال الرب : هو ذا شعب واحد ، ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل ، والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض ، فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض ، فكفوا عن بنيان المدينة ، لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض ، ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض " (سفر التكوين 11 : 1-9) .
أسمعتم ؟ أقرأتم . . . . إن الله غار من خلقه حينما هموا ببناء مدينة وبرج!! فدمر عليهم وبلبل ألسنتهم !!
ولست أدري . . كيف تم بناء المدن الكبار ، والأبراج الضخمة ، وناطحات السحاب ألم يكن في هذا العمران الحديث الضخم ، ما يثير غيرة إله الكتاب المقدس!!!
الله يحرض على السرقة !!!! : " ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة أيضا أجلب على فرعون وعلى مصر ، بعد ذلك يطلقكم من هنا ، وعندما يطلقكم يطردكم طردًا من هنا بالتمام ، تكلم في مسامع الشعب أن يطلب كل رجل من صاحبه ، وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضة ، وأمتعة ذهب ، وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين " (سفر الخروج 11 : 1- 2) .
" وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى ، طلبوا من المصريين أمتعة فضة ، وأمتعة ذهب ، وثيابا ، وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم . فسلبوا المصريين " (سفر الخروج 12 : 35- 36) .
فالرب- عند كتبة هذه الأسفار ورواة هذه الأخبار- هو الذي حرض بني إسرائيل على السرقة ، وعلمهم كيف يسطون فيسرقون ذهب المصريين ، وفضتهم ، وأمتعتهم ، قبل خروجهم من مصر مع موسى !!!
الله يصارع يعقوب !!!!!! : " بقى يعقوب وحده ، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه ، وقال : أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال : لا أطلقك إن لم تباركني فقال له : ما اسمك ؟ فقال : يعقوب ، فقال : لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل ، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت . وسأل يعقوب وقال : أخبرني باسمك ، فقال : لماذا تسأل عن اسمي وباركه هناك .
فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لأني نظرت الله وجهًا لوجه ونجيت نفسي " (سفر التكوين 32 : 24- 30) .
يدعي كتبة الأسفار- كما يؤكد هذا النص - أن يعقوب صارع الله حتى غلبه ، ولم يطلقه من قبضته إلا بعد أن باركه . . . !
وإذا كانت هذه هي الصورة التي يرسمها خيال كتبة الأسفار لإلههم ومعبودهم . . . ! فانظر إلى صورة الأنبياء في خيال من كتب هذه الأسفار !!
لوط عليه السلام يزني بابنتيه !!! ويشرب الخمر!!!
في سفر التكوين : " وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه ، لأنه خاف أن يسكن في صوغر ، فسكن في المغارة هو وابنتاه ، وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض ، هلم نسقي أبانا خمرًا ، ونضطجع معه ، فنحيي من أبينا نسلًا ، فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة ، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي ، نسقيه خمرًا الليلة أيضا فادخلي واضطجعي معه ، فتحيي من أبينا نسلًا ، فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة أيضا ، وقامت الصغيرة واضطجعت معه ، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها فحبلت ابنتا لوط من أبيهما " (سفر التكوين 19 : 30- 36) .
وإنه- على الرغم- مما تشتمل عليه هذه الأسطورة من كذب وافتراء ومستحيل ، غير أنني أسأل :
- ما هي الحكمة ، والعظة ، التي يمكن أن يستفيدها قراء كتاب مقدس . . . من قراءة هذه القصة ؟؟؟؟!!!
- وإذا كان الأنبياء بهذه المثابة ، وهم حملة كلمة الله الهادية ، فماذا بقي للفساق الفجار والسفهاء والشواذ ؟؟؟!!!!!
1- الاختلاف في أسماء أولاد بنيامين وفي عددهم
في سفر أخبار الأيام الأول 7 / 6: ( لبنيامين بالع وباكر ويديعئيل . ثلاثة) .
وفي سفر أخبار الأيام الأول أيضا !!! 8 / 1-2 : ( 1) وبنيامين ولد بالع بكره وأشبيل الثاني وأخرخ الثالث ( 2) ونوحة الرابع ورافا الخامس) .
وفي سفر التكوين 46 : ( وبنو بنيامين بالع وباكر وأشبيل وجيرا ونعمان وإيحي وروش ومفيم وحفيم وأرد ) .
فأبناء بنيامين حسب النص الأول: ثلاثة ، وعلى حسب النص الثاني : خمسة!! ، فاختلف النصان في أسمائهم وعددهم ، واتفقا في اسم بالع فقط ، وهؤلاء الأبناء على حسب النص الثالث : عشرة !!!!، فاختلف مع النصين السابقين في الأسماء والعدد أيضا ، واتفق مع النص الأول في اسم اثنين منهم ، واتفق مع النص الثاني في اسم اثنين منهم ، ولم تتفق النصوص الثلاثة إلا في اسم بالع فقط .
فأي النصوص المقدسة ! هي الصواب يا عقلاء النصارى ؟؟؟!
وبما أن النصين الأول والثاني من كتاب واحد يلزم الاختلاف والتناقض في كلام مصنف واحد و هو عزرا ، ثم الاختلاف والتناقض بين ما كتب عزرا في سفر الأخبار وبين سفر التكوين ، وقد تحيّر علماء النصارى في هذا الاختلال والتناقض ولا تسمع منهم جوابا شافيا يصدقه رجل ذو عقل باحث عن الحق إذ كيف يكون كلام الله وفيه هذا التناقض الفظيع.... فيلزم العاقل أن يعترف بأن هذا ليس من كلام الله وليس من عند الله لأن الله -الذي رفع السماوات بلا عمد وخلق الأرض بلا تعب- لا يخطئ يا معشر العقلاء ! أليس كذلك ؟؟
2- الاختلاف في عمر الملك أخزيا عندما مَلَك
ففي سفر الملوك الثاني ( 8 / 26 : ( كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم ) .
وفي سفر أخبار الأيام الثاني 22 / 2 : ( كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم ) .
فبين النصين اختلاف بمقدار عشرين سنة ، ولا شك أن النص الثاني غلط ؛ لأن أباه يهورام ( على حسب ما في سفر أخبار الأيام الثاني 21 و 22 / 1-2) مات وهو ابن أربعين سنة ، وتولى أخزيا الملك بعد موت أبيه مباشرة ، فلو لم يكن النص الثاني غلطا يلزم أن يكون أخزيا أكبر من أبيه بسنتين !!!!!!
أين عقولكم يا نصارى ؟؟ أيكون الولد أكبر من أبيه بسنتين !!!؟؟
أم إنه التحريف والتبديل الذي طرأ على الكتاب الذي بين أيديكم ؟؟
أترك إجابة هذا السؤال للقارئ اللبيب وكما يقال طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل !!!
والله المستعان وحده ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق....
3- الاختلاف في عدد الأسرى الذين أسرهم داود عليه السلام
ففي سفر صموئيل الثاني 8 / 4 :( فأخذ داود منه ألفا وسبعمائة فارس وعشرين ألف راجل) .
وفي سفر أخبار الأيام الأول 18 / 4 :( وأخذ داود منه ألف مركبة وسبعة آلاف فارس وعشرين ألف راجل) .
فاختلف النصان بزيادة ( 1000) مركبة ، و(5300) فارس في النص الثاني
4 - الاختلاف في عدد الذين قتلهم داود عليه السلام من أرام
ففي سفر صموئيل الثاني 10 / 18 :( وقتل داود من أرام سبعمائة مركبة وأربعين ألف فارس) .
وفي سفر أخبار الأيام الأول 19 / 18 :( وقتل داود من أرام سبعة آلاف مركبة وأربعين ألف راجل) .
فاختلف النصان بزيادة (6300) مركبة في النص الثاني .
5 - الاختلاف في عدد مذاود خيل سليمان عليه السلام
ففي سفر الملوك الأول 4 / 26 : ( وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباته واثنا عشر ألف فارس) .
وفي سفر أخبار الأيام الثاني 9 / 25 : ( وكان لسليمان أربعة آلاف مذود خيل ومركبات واثنا عشر ألف فارس) .
فاختلف النصان بزيادة (36000) مذود في النص الأول ، وقد قال المفسر النصراني آدم كلارك : الأحسن أن نعترف بوقوع التحريف في العدد وما قاله هذا الرجل هو الأفضل فعلا لمن عنده ذرة من عقل.
6 - الاختلاف في بيان نسب المسيح عليه السلام!!!!
نسب المسيح عليه السلام مذكور في إنجيل متى 1 / 1-17 ، وفي إنجيل لوقا 3 / 23-38 ، ومن قابل بين سياق النسبين فيهما وجد ستة اختلافات عظيمة !! ، هي :
أ - في إنجيل متى 1 / 16 : أن رجل مريم والدة المسيح هو يوسف بن يعقوب ، وفي إنجيل لوقا 3 : أنه يوسف بن هالي !.
ب- في إنجيل متى 1 / 6 : أن المسيح من نسل سليمان بن داود عليهم السلام ، وفي إنجيل لوقا 3 / 31: أنه من نسل ناثان بن داود عليه السلام !! .
ج- يعلم من إنجيل متى 1 / 6 -11 : أن جميع آباء المسيح من داود إلى سبي بابل ملوك مشهورين ، ويعلم من إنجيل لوقا 3 / 27 -31 : أنهم ليسوا ملوكا ولا مشهورين ، غير داود عليه السلام وابنه ناثان .
د- في إنجيل متى 1 / 12 : أن شألتئيل ابن يكنيا ، وفي إنجيل لوقا 3 / 27 : أن شألتئيل ابن نيري .
هـ - في إنجيل متى 1 / 13: أن ابن زربابل اسمه : أبيهود ، وفي إنجيل لوقا 3 / 27: أن ابن زربابل اسمه : ريسا .
والعجب أن أسماء أبناء زربابل مكتوبة في سفر أخبار الأيام الأول 3 / 19 ، وليس فيهم أبيهود ولا ريسا !!!!! .
سبحان الله أين عقولكم يا نصارى ؟؟؟!!!! أم هو الكِبر والعناد ؟؟
اختلف لوقا مع متى اختلافا جوهريا حين جعل يوسف زوج مريم ينحدر من نسل ناثان بن داود ، بينما جعله متى ينحدر من نسل سليمان بن داود .
ومنذ قرون مضت بذل نفر من المدافعين عن الأناجيل- باعتبارها وحيا من الله- محاولات مضنية للتوفيق بين لوقا ومتى اعتمادا على التقاليد الإسرائيلية ، لكن محاولاتهم باءت جميعها بالفشل .
ويكفي التسليم بالخطأ الذي لحق بقَائمة متى عند مقارنتها بما في سفر أخبار الأيام الأول- إذ أنه أسقط منها يوآش ، وأمصيا ، وعزريا ، ويهوياقيم ، وهو أمر واضح لا يحتمل الجدل- حتى يكفي التسليم تبعا لذلك باختلاف لوقا مع متى وهو الشيء الذي قرره علماء المسيحية .
إن كتابكم مختلف في كل شئ حتّى في نسب إلهكم !!!
7 - الاختلاف في العصا الواردة في وصية المسيح لتلاميذه الاثني عشر
ففي إنجيل متى 10 / 9-10 : (9) لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم (1) (10) ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا) .
ومثلها في إنجيل لوقا 9 / 3 : ( وقال لهم : لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان) .
وفي إنجيل مرقس 6 / 8-9 : (8) وأوصاهم أن لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط . لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة (9) بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين) .
فهذه ثلاثة نصوص يفيد الأول والثاني منها أن عيسى عليه السلام لما أرسل الحواريين الاثني عشر منعهم ونهاهم أن يحملوا أي شيء معهم ، حتى ولا عصا للطريق .
بينما يفيد النص الثالث أنه عليه السلام سمح لهم فقط أن يأخذوا عصا للطريق !!!!! .
فأي إنجيل هو الحق والصواب يا أيها الباحث عن الحق ؟؟ هل هو إنجيل مرقس ؟؟ أم إنجيل متّى ولوقا ؟؟!!
نترك الإجابة للقارئ اللبيب
8 - الاختلاف في شهادة المسيح لنفسه
ففي إنجيل يوحنا 5 / 31 قول المسيح : ( إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا) .
وفي إنجيل يوحنا 8 / 14 قول المسيح : ( وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق ) .
فالنص الأول يفيد عدم الأخذ بشهادة المسيح لنفسه ، والنص الثاني يفيد وجوب الأخذ بشهادة المسيح لنفسه .
9 - الاختلاف في حامل الصليب إلى مكان الصلب
ففي إنجيل متى 27 : ( وفيما هم خارجون وجدوا إنسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه) .
وفي إنجيل لوقا 23 / 26 :( ولما مضوا به أمسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان آتيا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع) .
وأمّا إنجيل يوحنا 19 / 17 فله رأي أخر !! :( فأخذوا يسوع ومضوا به فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال به موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة) .
فهذه نصوص ثلاثة ، يفيد الأول والثاني منها عند متى ولوقا أن الذي حمل الصليب هو سمعان القيرواني ، ويفيد الثالث منها عند يوحنا أن الذي حمل الصليب هو المسيح نفسه !.
إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلام ومن الأناجيل نفسها !!
القول الأول : ورد في إنجيل يوحنا 17 / 3 قول عيسى عليه السلام مخاطبا الله تعالى : ( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ) .
فقد بين عيسى عليه السلام أن الحياة الأبدية تنال بالإيمان بتوحيد الله تعالى وبرسالة رسوله عيسى ، ولم يقل : إن الحياة الأبدية تنال بالإيمان بتثليث الأقانيم الإلهية ، ولا بالإيمان بأن عيسى إله وابن الله ، ولما كان قول عيسى هنا في خطاب الله تعالى فلا احتمال هنا لخوفه من اليهود ، فلو كان اعتقاد التثليث وألوهية عيسى مدار النجاة لبينه ، ولكن مدار النجاة والحياة الأبدية باعتقاد التوحيد الحقيقي لله وبأن المسيح رسوله ، والاعتقاد بعكس ذلك هو الهلاك الأبدي والضلال المبين ؛ لأن كون الله واحدا ضد لكونه ثلاثة ، وكون المسيح رسولا ضد لكونه إلها ، والمرسل غير الرسول المرسل .
وكتب العهد القديم مليئة بالنصوص المصرحة بتوحيد الله تعالى ، وعلى سبيل المثال انظر (سفر التثنية 4 / 35 و39 ، و6 / 4-5 ، وسفر إشعياء 45 / 5-6 ، و46 / 9) .
القول الثاني : ورد في إنجيل مرقس 13 : ( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب ) .
فهذا القول ينادي على بطلان التثليث وألوهية المسيح ؛ لأنه عليه السلام خصص علم ساعة القيامة بالله وحده ، ونفى عن نفسه علمها كما نفاه عن عباد الله الآخرين ، وسوى بين نفسه وبينهم في عدم العلم ، ولو كان إلها لكان يعلم وقت القيامة ولما نفى عن نفسه العلم بها .
القول الثالث : ورد في إنجيل متى 27 / 46و50 :(46) ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني (50) فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح ) .
وهذا القول الذي صدر عن المسيح في آخر نفس من حياته بزعمهم ينفي ألوهيته ؛ لأنه لو كان إلها لما استغاث بإله آخر ، فالإله الحقيقي يمتنع عليه صفات النقص كالضعف والتعب والإعياء والصراخ والاستغاثة والعجز والموت ، وهو حي قدوس ، ففي سفر إشعياء 40 / 28 :(أما عرفت أم لم تسمع . إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا) .
ومثل فقرة سفر إشعياء فقرات كثيرة في كتب العهدين (انظر : سفر إشعياء 44 / 6 ، وسفر إرميا 10 / 10 ، وسفر حبقوق 1 / 12 ، ورسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 1 / 17) وكلها فقرات تدل على أن الإله الحقيقي هو إله سرمدي حي قدوس لا يموت ولا إله غيره ، بريء من الضعف والتعب والعجز ، فهل يكون العاجز الفاني الميت إلها ؟! لا شك أن الإله الحقيقي هو الذي استغاث به عيسى في هذا الوقت على زعمهم .
وهنا ألفت نظر القاريء إلى أن فقرة سفر حبقوق 1 / 12 في الطبعات القديمة كما يلي :(يارب إلهي قدوسي لا تموت) فوردت فيها كلمة (تموت) بتاءين ، أي تنفي الموت عن الله تعالى ، وفي الطبعات الحديثة حرفت التاء الأولى وكتبت نون (ن) ، فوردت فيها هذه الكلمة بالنون أي (لا نموت) .
وذلك لتأكيد قتل المسيح الذي هو الله بزعمهم ، وكلمة ( لا نموت) بالنون لا معنى لها هنا ، ولا فائدة منها في سياق هذا الموضع ، فانظر كيف حملهم الدفاع عن عقيدة باطلة إلى تحريف كتابهم .
القول الرابع : ورد في إنجيل يوحنا 20 / 17 أن عيسى عليه السلام قال لمريم المجدلية :(ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) .
ففي هذا القول سوى المسيح عليه السلام بينه وبين سائر الناس في أن الله أبوه وأبوهم وإلهه وإلههم ؛ لكيلا يتقولوا عليه الباطل فيقولوا إنه إله وابن الله ، فكما أن تلاميذه هم عبادُ الله وليسوا أبناء الله على الحقيقة بل بالمعنى المجازي ، فكذلك عيسى هو عبد الله وليس ابن الله على الحقيقة ، وكما لم يلزم من بنوتهم لله كونهم آلهة فكذلك لا يلزم من بنوته لله كونه إلها ، ولما كان هذا القول صدر عن المسيح بعد قيامه من الأموات على زعمهم أي قبل العروج بقليل ثبت أنه كان يصرح بأنه عبد الله وأن الله إلهه وإلههم إلى آخر لحظة من وجوده على الأرض ، وهذا مطابق لأقوال المسيح الواردة في قوله تعالى عنه في سورة آل عمران آية 51 : { إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ } ، وقوله تعالى عنه في سورة المائدة آية 72 وآية 117 : { اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ } ، وقوله تعالى عنه في سورة مريم آية 36 : { وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ } ، وقوله تعالى عنه في سورة الزخرف آية 64 : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ } .
فالقول بالتثليث وألوهية المسيح يناقض آخر كلمات تكلم بها المسيح وودع بها تلاميذه قبل رفعه ؛ لأنه بقي إلى تلك اللحظة يدعو إلى اعتقاد توحيد الله ووجوب عبادته ، واعتقاد عبودية المسيح لله ربِّه .
أقوال المسيح عليه السلام في الإنجيل التي يصرّح فيها بأنه نبي مرسل من عند الله وأنه إنسان يوحى إليه ويبلغ ما يسمعه من الله وأنه ليس إلها
أقوال المسيح عليه السلام في الإنجيل التي يصرّح فيها بأنه نبي مرسل من عند الله وأنه إنسان يوحى إليه ويبلغ ما يسمعه من الله وأنه ليس إلها
في إنجيل متى 19 : 16 – 21
(( بينما كان المسيح يسير خارجا " إذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية ؟
فقال له : لماذا تدعوني صالحا ؟ ليس أحد صالحا إلا واحد هو الله . ولكن إن أردت أن تدخل الحياة ، فاحفظ الوصايا . قال له : أية الوصايا ؟ فقال يسوع : لا تقتل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد بالزور . أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك .
قال له الشاب : هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ، فماذا يعوزني بعد ؟ قال له يسوع : إن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبع أملاك واعط الفقراء ، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني "
ومن الملاحظ أن المسيح قبل أن يجيب السائل إلى سؤاله ، فقد صحح صيغة السؤال ، فنفى الصلاح عن نفسه ، ورده إلى الله الذي تفرد في ذاته وصفاته . وبذلك قرر المسيح على رؤوس الأشهاد أن " لله المثل الأعلى في السموات والأرض " ، وأن أي خلط بين الله - سبحانه - وبين المسيح ، إنما هو قول مردود وكفر مرفوض .
وفي إنجيل متى 10 / 40 : ( من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني) .
وفيه 15 :( فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ) .
وفيه 21 / 11 : ( فقالت الجموع هذا يسوعُ النبي الذي من ناصرة الجليل ) .
وفيه 23 و10 قول المسيح لتلاميذه :( لأن معلمكم واحد المسيح ) .
وفي إنجيل لوقا 4 / 43 :( فقال لهم إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضا بملكوت الله لأني لهذا قد أرسلت) .
وفيه 7 / 16 بعد أن أحيا المسيح ميتا : ( فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه ) .
وفيه 10 / 16 :( الذي يسمع منكم يسمع مني . والذي يرذلكم يرذلني . والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني ) .
وفي إنجيل يوحنا 5 / 36 و37 :(36) هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني (37) والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي . لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته) .
وفيه 6 / 14 بعد معجزة تكثير الطعام :( فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم ) .
وفيه 7 / 15-17 :(15) فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم (16) أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني (17) إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي ) .
وفيه 8 / 18 و26 و29 و40 و42 : (18) ويشهد لي الآب الذي أرسلني (26) لكن الذي أرسلني هو حق . وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم (29) والذي أرسلني هو معي ولم يتركني (40) ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله (42) لأني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني) .
وفيه 9 / 10 و 11 و 17 في معجزة إبراء الأكمه : ( 10) فقالوا له كيف انفتحت عيناك (11) أجاب ذاك وقال : إنسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني (17) قالوا أيضا للأعمى ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك ؟ فقال : إنه نبي ) .
وفيه 13 / 13 : ( أنتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لأني أنا كذلك ) .
وفيه 14 : ( والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني ) .
ففي هذه الأقوال صرح المسيح عليه السلام بأنه
1- إنسان معلم لتلاميذه ،
2- ونبي مرسل من الله ،
3- وأن الله يوحي إليه ،
4- وأنه لا يتكلم إلا بالحق الذي سمعه من الله تعالى ،
5- وأنه أمين على الوحي لا يخفي منه شيئا ، ويعلمه لأتباعه كما تلقاه من ربه ،
6- وكان الله تعالى يجري المعجزات على يديه بصفته إنسانا نبيا مرسلا ، لا بصفته إلها وابن الله .
هذه هي أقوال المسيح نفسه عليه السلام والتي تصرّح بالحق وتصرخ به في أذنك
واسمع لكلام جبار السموات والأرض الحي القيوم الذي لم يلد ولم يولد
قال جل وعلا : (( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ))
إبطال أدلة النصارى على ألوهية المسيح
يستدل النصارى على ألوهية المسيح ببعض النقول الواردة في الأناجيل ( ومعظمها في إنجيل يوحنا ) ، وفيما يلي إيراد أدلتهم وإبطال استدلالهم بها :
دليلهم الأول : إطلاق لفظ (ابن الله ) على المسيح عليه السلام .
وهذا الدليل باطل لوجهين :
أولهما : أن إطلاق لفظ ابن الله على المسيح معارض بإطلاق لفظ ابن الإنسان عليه ولفظ ابن داود أيضا ، انظر مثلا إطلاق لفظ ابن الإنسان في إنجيل متى 8 ، و9 / 6 ، و16 / 13 و27 ، و17 / 9 و12و22 ، و18 / 11 ، و19 / 28 ، و20 / 18 و28 ، و24 / 27 ، و26 و45 و64 .
وانظر مثلا إطلاق لفظ ابن داود في إنجيل متى 9 / 27 ، و12 ، و15 / 22 ، و20 و31 ، و21 / 9 و15 ، و22 / 42 ، وفي إنجيل مرقس 10 / 47 و48 ، وفي إنجيل لوقا 18 / 38 و39 .
وكذلك سلسلة نسب المسيح التي تنسبه إلى داود عليه السلام ، ثم إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام مذكورة في إنجيل متى 1 / 1-17 ، وفي إنجيل لوقا 3 / 23- 34 ، فإذا كان المسيح يرجع نسبه إلى الأنبياء المذكورين الذين هم من نسل الإنسان آدم عليه السلام فلا شك إذن في أنه ابن الإنسان ، وظاهر أن ابن الإنسان لا يكون إلا إنسانا وليس ابن الله .
وثانيهما : أن لفظ الابن في قولهم ( ابن الله) لا يصح أن يكون بمعناه الحقيقي ؛ لأن المعنى الحقيقي للفظ الابن باتفاق جميع لغات أهل العالم هو المتولد من نطفة الأبوين ، وهو محال هاهنا ، فلابد من الحمل على المعنى المجازي المناسب لشأن المسيح عليه السلام ، أي بمعنى الإنسان الصالح البار .
والدليل على ذلك المعنى المجازي قول قائد المائة الوارد في إنجيلي مرقس ولوقا ، ففي إنجيل مرقس 15 / 39 :( قال حقا كان هذا الإنسان ابن الله ) ، وفي إنجيل لوقا 23 / 47 :(فلما رأى قائد المائة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا ) .
فوقع لفظ البار عند لوقا مكان لفظ ابن الله عند مرقس ، وبغض النظر عن أن هذا التناقض بين اللفظين هو بسبب التحريف المستمر الواقع في الأناجيل لإثبات ألوهية المسيح ، فعلى فرض صحة اللفظين ففيهما دليل على جواز إطلاق لفظ ابن الله على الإنسان الصالح البار ، وبخاصة أنه ورد في الموضعين وصف قائد المائة للمسيح بأنه إنسان .
وقد ورد في الأناجيل إطلاق لفظ ابن الله على غير المسيح من الصالحين ، كما ورد إطلاق لفظ ابن إبليس على فاعلي الشر ، ففي إنجيل متى 5 / 9 و44 و45 : (9) طوبى لصانعي السلام . لأنهم أبناء الله يدعون (44) وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم . باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم . وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم (45) لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات) .
فأطلق عيسى على صانعي السلام والصالحين العاملين بما ذكر لفظ أبناء الله ، وعلى الله لفظ الأب بالنسبة إليهم .
ووقعت مكالمة بين المسيح عليه السلام وبين اليهود أقتطف بعض فقراتها من إنجيل يوحنا 8 / 41 و42 و44 : (41) أنتم تعلمون أعمال أبيكم . فقالوا له : إننا لم نولد من زنا . لنا أب واحد وهو الله (42) فقال لهم يسوع لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني . . (44) أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا . . لأنه كذاب وأبو الكذاب ) .
فاليهود ادعوا أنهم أبناء الله ، أي صالحون مطيعون لله ، فرد عليهم المسيح عليه السلام بأنهم كذابون مطيعون للشيطان ، فهم أبناؤه ؛ لأنه كذاب وأبو الكذابين ، ولاشك أن الله أو الشيطان ليس أبا لهم بالمعنى الحقيقي ، فيجب الحمل على المعنى المجازي ، ويؤيد هذا الوجوب فقرات كثيرة ، منها فقرات رسالة يوحنا الأولى 3 و9 و10 : (8) من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ . .(9) كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله (10) بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس . . . إلخ) .
ومنها فقرة رسالة يوحنا الأولى 4 / 7 : ( وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ) .
ومنها فقرتا رسالة يوحنا الأولى 5 / 1-2 : (1) كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله . وكل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضا (2) بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه) .
ومنها فقرة رسالة بولس إلى أهل رومية 8 / 14 :(لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ) .
ومنها فقرة رسالة بولس إلى أهل فيلبي 2 / 14-15 :(14) افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة (15) لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولادا لله بلا عيب) .
ولاشك أن جميع المذكورين في الفقرات السابقة ليسوا أولادا لله على الحقيقة ، فوجب الحمل على المعنى المجازي ، وقد ورد إطلاق لفظ الابن لله وإطلاق لفظ الأب على الله في كتب العهدين في مواضع غير محصورة :
ففي إنجيل لوقا 3 / 38 أطلق على آدم لفظ : ابن الله .
وفي سفر الخروج 4 أطلق على إسرائيل لفظ : الابن البكر لله .
وفي مزمور 89 / 26 و27 أطلق على داود لفظ : البكر ، وأطلق على الله لفظ : الأب له .
وفي سفر إرميا 31 / 9 أطلق على أفرام لفظ : البكر ، وأطلق على الله لفظ : الأب لإسرائيل .
وفي سفر صموئيل الثاني 7 / 14 أطلق على سليمان لفظ : الابن لله ، وأطلق على الله لفظ : الأب له .
فلو كان إطلاق لفظ : الابن على المسيح موجبا للألوهية لكان آدم وإسرائيل وأفرام وداود وسليمان أحق بالألوهية من المسيح ؛ لأنهم من آباء المسيح ، ولأنه أطلق على ثلاثة منهم لفظ : الابن البكر .
وورد إطلاق لفظ : أبناء الله على جميع بني إسرائيل في مواضع منها ما في سفر التثنية 14 / 1 ، و32 / 19 ، وفي سفر إشعياء 1 / 2 ، و30 / 1 ، و63 ، وفي سفر هوشع 1 / 10 .
وورد في سفر التكوين 6 / 2 و4 إطلاق لفظ : أبناء الله على أولاد آدم .
وفي سفر إشعياء 63 / 16 و64 أطلق على الله لفظ : الأب لجميع بني إسرائيل .
وفي سفر أيوب 38 / 7 :(وهتف جميع بني الله) .
وفي المزمور 68 / 5 :( أبو اليتامى وقاضي الأرامل الله) .
فوجب المصير إلى المعنى المجازي في كل الفقرات السابقة ، ولا أحد من أهل الكتاب يقول بأن الإطلاقات المذكورة تفهم على حقيقتها ، فكما لا يجوز اعتقاد ألوهية آدم وأولاده ويعقوب وأفرام وداود وسليمان وجميع بني إسرائيل وجميع اليتامى ، فكذلك لا يجوز اعتقاد ألوهية المسيح بسبب إطلاق بعض الألفاظ التي لا يراد منها حقيقتها .
دليلهم الثاني : ما ورد أن المسيح من فوق وليس من هذا العالم ، فقد ورد في إنجيل يوحنا 8 قول المسيح : ( فقال لهم أنتم من أسفل . أما أنا فمن فوق . أنتم من هذا العالم . أما أنا فلست من هذا العالم ) .
فيظنون أن هذا القول يدل على أن المسيح إله نزل من عند الإله الآب الذي هو ليس من هذا العالم .
وهذا التأويل غير صحيح ومخالف للظاهر ؛ لأن عيسى عليه السلام كان من هذا العالم حقيقة ، ويرد على تأويلهم بوجهين :
الأول : أن هذا التأويل مخالف للبراهين العقلية وللنصوص الصريحة .
الثاني : أن عيسى عليه السلام قال مثل هذا القول في حق تلاميذه أيضا ، ففي إنجيل يوحنا 15 / 19 : ( لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم) .
وفي إنجيل يوحنا 17 / 14 و16 : (14) والعالم أبغضكم لأنهم ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم (16) ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم ) .
ففي هذه الفقرات سوى المسيح عليه السلام بين نفسه وبين تلاميذه في عدم كونهم من هذا العالم ، فلو كان هذا القول مستلزما لألوهية المسيح كما زعموا للزم أن يكون جميع التلاميذ آلهة ، وبما أن النصارى ينكرون ألوهية التلاميذ فثبت بطلان هذا التأويل ، والصواب أن المسيح عليه السلام وتلاميذه ليسوا من طلاب الدنيا الدنية ، بل هم من طلاب الآخرة ورضوان الله ، وهذا المجاز شائع في اللغات ، فيقال للزهاد والصالحين إنهم ليسوا من هذه الدنيا .
دليلهم الثالث : ما ورد أن المسيح والآب واحد ، فقد ورد في إنجيل يوحنا 10 قول المسيح :(أنا والآب واحد) .
فهذا القول بزعمهم يدل على اتحاد المسيح بالله ، فهو إله مثله .
وهذا التأويل أيضا باطل بوجهين :
الأول : لأن المسيح عليه السلام عندهم أيضا هو إنسان ذو نفس ناطقة ، وليس بمتحد بهذا الاعتبار ، فهم يقولون باتحاد المسيح بالله باعتبار لاهوت المسيح لا باعتبار ناسوته ، ولما كان اسم المسيح عندهم يطلق على اللاهوت والناسوت معا بطل تأويلهم السابق .
والثاني : لأن مثل هذا القول وقع في حق الحواريين ، ففي إنجيل يوحنا 17 / 21-23 : (21) ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني (22) وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد (23) أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني ) .
فالأقوال الواردة في هذه الفقرات دالة على اتحادهم ببعضهم وبالمسيح ، وسوى المسيح بين اتحاده بالله وبين اتحادهم فيما بينهم ، وظاهر أن اتحادهم فيما بينهم ليس حقيقيا ، فكذا اتحاد المسيح بالله ليس حقيقيا ، والمعنى الصحيح للاتحاد هو طاعة أوامر الله تعالى والعمل بالأعمال الصالحات ، وهذا المعنى يشترك فيه المسيح والحواريون وجميع أهل الإيمان ، وإنما الفرق باعتبار القوة والضعف ، ولاشك أن طاعة المسيح وكمال عبوديته لله أقوى وأشد من طاعة تلاميذه ، والمقصود بالوحدة هنا اتفاق مرادهم وأمرهم ، فهم واحد في العمل بأوامر الله ومحبته وطاعته ، وكما لا يفهم منه اتحاد ذوات الحواريين ببعضهم أو بالمسيح ، فكذلك لا يفهم منه اتحاد ذات المسيح بذات الله حقيقة .
دليلهم الرابع : ما ورد أن رؤية المسيح رؤية لله لأنه في الآب والآب فيه ، فقد ورد في إنجيل يوحنا 14 / 9-10 :(9) الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب (10) ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في . الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال ) .
فهذا الكلام بزعمهم يدل على ألوهية المسيح ؛ لأن رؤيته رؤية لله والله حال فيه .
وهذا الاستدلال أيضا باطل بوجهين :
الأول : لأن رؤية الله في الدنيا ممتنعة بنص أسفارهم ، فلا تكون رؤية المسيح رؤية لله حقيقة ، ويؤولون الرؤية بالمعرفة ، ومعرفة المسيح باعتبار الجسمية أيضا لا تفيد الاتحاد ، والصواب أن من رأى الأفعال التي يفعلها المسيح فكأنه رأى أفعال الله ؛ لأنها حصلت بأمره وإرادته .
الثاني : أنه ورد مثل هذا القول في حق التلاميذ ، ففي إنجيل يوحنا 14 :( في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم) .
وفي إنجيل يوحنا 17 :( أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ) .
وورد في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 6 / 19 :( أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم) .
وفي رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس 6 / 16 :( فإنكم أنتم هيكل الله الحي) .
وفي رسالة بولس إلى أهل أفسس 4 / 6 :( إله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم) .
فلو كان مثل هذا الكلام مشعرا بالحلول والاتحاد ومثبتا للألوهية للزم أن يكون الحواريون وجميع أهل كورنثوس وجميع أهل أفسس آلهة ، والحق أن التأويل الصحيح لهذه الفقرات أن يقال : إن حلول الله في أحد أو حلول أحد فيه ، وكذا حلول أحد في المسيح أو حلول المسيح فيه الوارد في هذه الفقرات يقصد به إطاعة أمرهما ، فمعرفة المسيح وطاعته بمنزلة معرفة الله وطاعته .
واعلم أيها القارئ الكريم أن نقل الأقوال السابقة هو على فرض صحتها لأجل زيادة الإلزام ، ولإثبات بطلان تأويلاتهم في تأليه المسيح عليه السلام ، ونحن المسلمين لا نعتقد جزما أن ما ورد في الأناجيل هو كلام المسيح أو كلام الحواريين ؛ لأنه ثبت فقدان إسناد جميع كتبهم بما فيها الأناجيل الأربعة ، وعقيدتنا الإسلامية هي أن المسيح عليه السلام والحواريين برآء من هذه العقائد الكفرية ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وأن الحواريين رسل عيسى عليه السلام .
وختاما أنقل لك هذه الآية التي يخاطبك فيها ربك ورب العالمين رب عيسى عليه السلام ورب محمد عليه السلام ورب كل الأنبياء والمخلوقات لا إله غيره
اسمع ماذا يقول لك : (( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا )) سورة النساء
ويقول أيضا : "(63) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " سورة آل عمران
فيا أيها اللبيب العاقل ، اترك التعصب والهوى ، واختر لنفسك الدين الذي ينفعك في آخرتك وينجيك من عذاب الله ويجعلك من الفائزين بجنة الخلد
اللهم نجنا من سوء الاعتقاد والكبر والعناد والتعصب الأعمى ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
تعليق