بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
داء ام دواء
فى الحقيقة لا يمكن ان يكون هناك فداء عام عن كل البشر للتكفير عن خطاياهم ولا حتى بادرة في ان يقبل عقل او عاقل ذلك لسبب غاية فى الأهمية وهو اختلاف البشر عن بعضهم البعض فى عدد الذنوب والأخطاء المكتسبة او الفعلية حيث يجب ان يؤخذ العدد الفعلي للأخطاء التى فعلها الإنسان ذاتيا فى الاعتبار حتى لا نخرج عن اطار العدل والمقايضة بين عدد الأخطاء والخسائر الناتجة عنها والعقاب المترتب عليها فهناك من البشر من فعل خطيئة وهناك من فعل عشر وهناك من فعل اكثر وهناك من فعل اقل بغض النظر عن كونهم اعترفوا بالخلاص على يد المسيح ام لا لان هذا الاختلاف وارد بين المعترفين اذا كان الخلاص خاصا كما انه وارد ايضا بين جميع البشر اذا كان عاما وخصوصا اذا كان هناك العديد من الطوائف المسيحية تعتقد بأن من يؤمن بهذه العقيدة سينال غفران شامل للخطايا اللاحقة والسابقة وبهذا تكون عقيدة الصلب والفداء هي امتداد للخطيئة وليس غفران لها ، فيكون الشرير الذي يعتدي على أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم ويفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ويزني ويشرب الخمر : إذا مات وهو مؤمن بموت المسيح على الصليب سينال الغفران ويكون من أهل ملكوت الله فأين العدل الإلهي ؟
يقول بولس: (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) ( كورنثوس الأولى 3 : 8 ) إذا الأجر حسب المشقة ، أي حسب الاعمال ويقول ايضا : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) هذه الفقرات تخبر بان هناك المجتهد وهناك الكسول فكيف تحدث بينهما مساواة فى الأجر او الثواب والفقرات نفسها تقول : (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) , (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) .
وعلى ذلك اذا كان الفداء عام مع عدم اخذ العدد الفعلي للأخطاء المكتسبة فى الاعتبار فان ذلك سوف يعتبر اكبر حث وتشجيع على العصيان والفجور وارتكاب الأخطاء والآثام من ناحية وتجنب فعل الخير الصواب من ناحية أخرى فالمكثر من فعل الأخطاء مثل المقل والمجتهد فى فعل الخير مثل الكسول او المتجنب لفعله فلماذا اذن لا يكثر الإنسان ويفعل كل ما فى وسعه من الأخطاء و ما يحلوا له من الرذائل والشرور ؟ ليلبى لنفسه كل ما تريد من شهوات ونزوات ورغبات ويتجنب فعل البر و الخير الذي لن ياتى من ورائه مردود او مقابل ؟ ولو لم يفعل ذلك او ذلك فلن نجد هناك تبرير لعدم الفعل او حتى تفسير لان الخطيئة الواحدة تحت مصطلح الخلاص سوف تتساوى مع ألاف الأخطاء هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فعل الخير تحت نفس المصطلح لن يؤدى إلى الخلاص فما هى الحاجة إلى فعله ولو ادى فأين مبدأ تكافئ الفرص الذي يميز المجتهد عن الكسول ام إن الخلاص فى الحقيقة كان من اجل الخلاص من المبادئ والقيم الرفيعة والسعى الى التميز واذا حدث كل ذلك فكيف تستقيم الحياة أو تستمر , أما إذا كان هناك فرق بين المفسد والمصلح او البار والشرير من ناحية و بين المكثر من الأخطاء وبين المقل منها من ناحية أخرى فيجب تباعا لذلك ان يكون هناك فرق بين مردود كلا منهما عن الآخر تماشيا مع مبدأ (تكافئ الفرص والأجرة حسب التعب وهذا ما قاله بولس والمسيح) هذا يجعلنا نسال ما هو المردود وما هو المردود المختلف المتناسب مع هذه المبادئ ؟ وهل يمكن ان يكون لهذا المردود قيمة اذا لم يكن به وفيه الخلاص ؟
في كتابه الفلسفة القرآنية يقول العقاد ص35 : ((ولا معنى للتفاوت إذا تساوى القادر والعاجز , وتساوى العامل والكسلان وأصبح الكسلان يكسل ولا يخاف على وجوده , والعامل يعمل ولا يطمح إلى رجحان , واطمأن المجردون من المزايا كأطمئنان الممتازين عليهم باشرف المزايا وأعلاها . فان القدرة تكالفيها ثقيلة , واعباؤها جسيمة , ومطالبها كثيرة , والناس خلقاء إن يتهيبوا , وينكصوا عنها اذا لم يكن لهم وازع من الخوف ودافع من الطموح .
وان العاجزين الكسالى ليقعدهم العجز , ويطيب لهم الكسل إن لم يكن فيه ما يحذرونه ويخافون عقباه , وما هم بكسالى اذا كانوا يعملون وهم مستطيعون إن يتركوا العمل بغير خوف من عواقب تركه , أو كان العجز مأمونا فى كل حال , لا يصيبهم فى رزقهم و منزلتهم بما يقلق ويثير .
(الفلسفة القرآنية – محمود عباس العقاد ص35 )
فيجب ان يكون هناك ما يحث على العمل ويفتح باب للتميز والاختلاف والتفاوت بين البشر ليس له حدود وإلا فالنتيجة هي الكسل والعبث والتواكل وان حدثت تلك النتيجة فلن تستقيم الحياة ولا يمكن لها ان تستقيم فكيف تستقيم الحياة اذا أصبح كل البشر مجرمون وكيف لا يكونوا مجرمون و هم غير خائفون من عاقبة هذا الجرم وكيف للحياة ان تستقيم بغير العمل وكيف بالعمل وليس هناك أمل او مردود يرجى من ورائه .
ويقول الشيخ الشعراوى اذا كان المستقيم وغير المستقيم امرهما سواء فى الحياة ... لا يكون هذا جمالا ... ولو ان الطالب المجتهد والطالب الذى لا يذاكر نجحا لا يكون هذا جمالا فى الحياة ... بل انه يكون جمالا يورث قبحا .
لانه قد تساوى المجتهد مع من لم يجتهد وبذلك لن يجتهد احد ... فلو لم يوجد الشقاء والفساد فى البيئات التى تبتعد عن منهج الله ... لما كان ذلك جمالا ولا شهادة للدين ... ان الشهادة للدين ان الجماعة التى تبتعد عن منهج الله يحدث لها شقاء وداءات وفساد وانحرفات وبذلك يدلل الله سبحانه وتعالى فى الحياة الدنيا ... ومن واقع تجربتها على صدق منهجه وتعاليمه". (معجزة القرآن – محمد متولي الشعراوى)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
داء ام دواء
فى الحقيقة لا يمكن ان يكون هناك فداء عام عن كل البشر للتكفير عن خطاياهم ولا حتى بادرة في ان يقبل عقل او عاقل ذلك لسبب غاية فى الأهمية وهو اختلاف البشر عن بعضهم البعض فى عدد الذنوب والأخطاء المكتسبة او الفعلية حيث يجب ان يؤخذ العدد الفعلي للأخطاء التى فعلها الإنسان ذاتيا فى الاعتبار حتى لا نخرج عن اطار العدل والمقايضة بين عدد الأخطاء والخسائر الناتجة عنها والعقاب المترتب عليها فهناك من البشر من فعل خطيئة وهناك من فعل عشر وهناك من فعل اكثر وهناك من فعل اقل بغض النظر عن كونهم اعترفوا بالخلاص على يد المسيح ام لا لان هذا الاختلاف وارد بين المعترفين اذا كان الخلاص خاصا كما انه وارد ايضا بين جميع البشر اذا كان عاما وخصوصا اذا كان هناك العديد من الطوائف المسيحية تعتقد بأن من يؤمن بهذه العقيدة سينال غفران شامل للخطايا اللاحقة والسابقة وبهذا تكون عقيدة الصلب والفداء هي امتداد للخطيئة وليس غفران لها ، فيكون الشرير الذي يعتدي على أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم ويفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ويزني ويشرب الخمر : إذا مات وهو مؤمن بموت المسيح على الصليب سينال الغفران ويكون من أهل ملكوت الله فأين العدل الإلهي ؟
يقول بولس: (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) ( كورنثوس الأولى 3 : 8 ) إذا الأجر حسب المشقة ، أي حسب الاعمال ويقول ايضا : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) هذه الفقرات تخبر بان هناك المجتهد وهناك الكسول فكيف تحدث بينهما مساواة فى الأجر او الثواب والفقرات نفسها تقول : (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) , (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) .
وعلى ذلك اذا كان الفداء عام مع عدم اخذ العدد الفعلي للأخطاء المكتسبة فى الاعتبار فان ذلك سوف يعتبر اكبر حث وتشجيع على العصيان والفجور وارتكاب الأخطاء والآثام من ناحية وتجنب فعل الخير الصواب من ناحية أخرى فالمكثر من فعل الأخطاء مثل المقل والمجتهد فى فعل الخير مثل الكسول او المتجنب لفعله فلماذا اذن لا يكثر الإنسان ويفعل كل ما فى وسعه من الأخطاء و ما يحلوا له من الرذائل والشرور ؟ ليلبى لنفسه كل ما تريد من شهوات ونزوات ورغبات ويتجنب فعل البر و الخير الذي لن ياتى من ورائه مردود او مقابل ؟ ولو لم يفعل ذلك او ذلك فلن نجد هناك تبرير لعدم الفعل او حتى تفسير لان الخطيئة الواحدة تحت مصطلح الخلاص سوف تتساوى مع ألاف الأخطاء هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فعل الخير تحت نفس المصطلح لن يؤدى إلى الخلاص فما هى الحاجة إلى فعله ولو ادى فأين مبدأ تكافئ الفرص الذي يميز المجتهد عن الكسول ام إن الخلاص فى الحقيقة كان من اجل الخلاص من المبادئ والقيم الرفيعة والسعى الى التميز واذا حدث كل ذلك فكيف تستقيم الحياة أو تستمر , أما إذا كان هناك فرق بين المفسد والمصلح او البار والشرير من ناحية و بين المكثر من الأخطاء وبين المقل منها من ناحية أخرى فيجب تباعا لذلك ان يكون هناك فرق بين مردود كلا منهما عن الآخر تماشيا مع مبدأ (تكافئ الفرص والأجرة حسب التعب وهذا ما قاله بولس والمسيح) هذا يجعلنا نسال ما هو المردود وما هو المردود المختلف المتناسب مع هذه المبادئ ؟ وهل يمكن ان يكون لهذا المردود قيمة اذا لم يكن به وفيه الخلاص ؟
في كتابه الفلسفة القرآنية يقول العقاد ص35 : ((ولا معنى للتفاوت إذا تساوى القادر والعاجز , وتساوى العامل والكسلان وأصبح الكسلان يكسل ولا يخاف على وجوده , والعامل يعمل ولا يطمح إلى رجحان , واطمأن المجردون من المزايا كأطمئنان الممتازين عليهم باشرف المزايا وأعلاها . فان القدرة تكالفيها ثقيلة , واعباؤها جسيمة , ومطالبها كثيرة , والناس خلقاء إن يتهيبوا , وينكصوا عنها اذا لم يكن لهم وازع من الخوف ودافع من الطموح .
وان العاجزين الكسالى ليقعدهم العجز , ويطيب لهم الكسل إن لم يكن فيه ما يحذرونه ويخافون عقباه , وما هم بكسالى اذا كانوا يعملون وهم مستطيعون إن يتركوا العمل بغير خوف من عواقب تركه , أو كان العجز مأمونا فى كل حال , لا يصيبهم فى رزقهم و منزلتهم بما يقلق ويثير .
(الفلسفة القرآنية – محمود عباس العقاد ص35 )
فيجب ان يكون هناك ما يحث على العمل ويفتح باب للتميز والاختلاف والتفاوت بين البشر ليس له حدود وإلا فالنتيجة هي الكسل والعبث والتواكل وان حدثت تلك النتيجة فلن تستقيم الحياة ولا يمكن لها ان تستقيم فكيف تستقيم الحياة اذا أصبح كل البشر مجرمون وكيف لا يكونوا مجرمون و هم غير خائفون من عاقبة هذا الجرم وكيف للحياة ان تستقيم بغير العمل وكيف بالعمل وليس هناك أمل او مردود يرجى من ورائه .
ويقول الشيخ الشعراوى اذا كان المستقيم وغير المستقيم امرهما سواء فى الحياة ... لا يكون هذا جمالا ... ولو ان الطالب المجتهد والطالب الذى لا يذاكر نجحا لا يكون هذا جمالا فى الحياة ... بل انه يكون جمالا يورث قبحا .
لانه قد تساوى المجتهد مع من لم يجتهد وبذلك لن يجتهد احد ... فلو لم يوجد الشقاء والفساد فى البيئات التى تبتعد عن منهج الله ... لما كان ذلك جمالا ولا شهادة للدين ... ان الشهادة للدين ان الجماعة التى تبتعد عن منهج الله يحدث لها شقاء وداءات وفساد وانحرفات وبذلك يدلل الله سبحانه وتعالى فى الحياة الدنيا ... ومن واقع تجربتها على صدق منهجه وتعاليمه". (معجزة القرآن – محمد متولي الشعراوى)
مع الانتباه الى ان ذلك المحث على العمل يجب الا يكون محدود ليعطى حافز مستمرا على العطاء وعدم التوقف لان الحياة ايضا لن تستقيم ان لم يحدث ذلك الاستمرار والدوام .
تعليق