أخواتي في الله:
هذه القصة منقولة لكن راااااااائعة جداااااا نقلتها من موقع كتبتها الأخت بنفسها
أخواتي الحبيبات :
سأسرد لكن قصة إسلامي وتوبتي. إلى الله عز وجل..... نعم فلقد كُنت نصرانية ابنة نصرانية ، وكانت جنسيتي فرنسية ، لقد كنت غارقة في مستنقعات الرذائل والمحرمات ، سأروي لكن قصة ميلادي الحقيقي ..... كيف كنت ؟ وكيف أصبحت ؟ ..... وما هي حياتي بعد الإسلام وقبله .
ولكني في الحقيقة سأحادثكن عن حياتي بعد الإسلام فقط ، وسأكتفي بوصف حالي بنبذة بسيطة قبل الإسلام ، فهذا الماضي لا يشرفني أبداً .
وكنت أريد أن أكتبها في المنتدى الفرنسي باللغة الفرنسية ، لكني سأكتبها هنا وبلغتنا العربية حتى يقرأها الجميع.
كنت أعيش في فرنسا ، وكان حالي كحال أي فتاة هناك ، كنت أعيش في جاهلية تامة ..... كان يدل على هذا تصرفاتي و أخلاقي وحتى مظهري في ملبسي ، كما أنني كنت أعيش مع عائلة غنية جداً ، وأعني بغنية أي غنية بالمال والجاه فقط!
إلتحقت بإحدى كليات القمة ، ووالدتي في هذا الوقت كانت قد توفيت ، اما والدي فقد كان رجل طاعن في السن ، وعندنا كنا لا نعرف شيئاً إسمه البر بالآباء في الكبر والإحسان إليهما ، المهم ..... كان لدي اثنين من الأخوة الأشقاء ، وأنا وحيدة والدي وأصغر أشقائي ، كنت أعيش مع والدي وحيدان ، وكنا إخوتي الإثنين متزوجين بعيداً عنا .
وعندما وصلت إلى الفرقة الثالثة بالجامعة ، كان هناك في الجامعة شاب مسلم آتٍ من مصر لتحضير الدراسات العليا ، ورغم أنه آت وغرضه الدراسة إلا أنه إلى جانب ذلك كان يعمل بالدعوة .
كنت خارجة ذات يوم من باب الجامعة فوجدته واقفاً أمامي و يعطيني مجموعة من الكتب والبرقيات التي تُعرف بالإسلام باللغة الفرنسية ، وفي الحقيقة كنت أعرف منذ زمن من خلال دراساتنا وعاداتنا أن دين "الإسلام " هذا دين التخلف والرذائل -والعياذ بالله- وكنا نعرف أن من يدخل في الإسلام هذا مصاب بالجنون كما كان اهله يعدونه مصدراً لجلب العار لهم .
وأنا بصفة خاصة لم أكن اعلم شيئاً عن الدين الإسلامي غير ذلك .
وفي ذلك اليوم ذهبت إلى المنزل و أخذت أقرأ في الكتب التي أعطاني إياها ذلك الشاب الذي كنت أرى النور يشع من وجهه ، عرفت محتواها وعرفت أشياء لم أكن أعرفها ، ومن هنا إنشغل تفكيري ، و أحسست بأن شيئاً ما أصابني وكأنه حزن أو شيء قريب من الإكتئاب .....
تغير حالي تماماً عما كنت ، قلق على حالي والدي ، وأخذ يسألني عما بي ، فخشيت أن أصارحه .
بت ليلتي سهرانة أفكر في هذا الدين الذي يسمونه التخلف !!!! أخذت أفكر ماهو الإله الواحد الذي لا معبود سواه!!!!
إنشغل تفكيري ، ثم قلت لنفسي بالتأكيد كل ماهو مكتوب في هذه الكتب خرافات ، لن اهتم بها ولن أشغل نفسي .
ذهبت في اليوم الثاني ، وأيضاً عند خروجي من باب الجامعة ، وجدت هذا الشاب مرة أخرى يوزع على الناس مثل هذه الكتب والبرقيات.
فذهبت إلى جانبه وضحكت بسخرية ، ثم نظر لي و إستدار بوجهه - اي لم يعطني أي إهتمام - فشعرت بالخجل الشديد ، وسألته برفق أن يتحدث إليَّ عن هذا الذي مكتوب بالكتب التي اعطاني إياها .
وأخذ يحادثني عن دين الإسلام وهو غاضض بصره عني ، حدَّثني مدة تكثر عن الساعة والنصف ، كل هذا ونحن واقفان في الشارع أما م أنظار كل الناس .
وبعد أن حدثني إستأذنني حتى لا يتأخر عن محاضراته .
ذهبت إلى البيت يكاد رأسي تنفجر من التفكير ، و سرت بالسيارة كنت على وشك الوقوع في حادث كبير لولا فضل الله.
جلست إلى غرفتي وأنا على حالي من التفكير ، وأحسست أني مقتنعة بما يقول لكني لازلت مترددة، و جالت في نفسي أسئلة كثيرة حول هذا الدين ، وقلت لنفسي "سأسأله غداً عما يدور في ذهني ، فإن وجدت الإجابة فإن ما يقوله حق ، وأنا من المسلمين"
في اليوم الثالث ذهبت إليه في نفس المكان وسألته اسألة كثيرة جداً ، ولو كان أي إنسان آخر لملّ مني ومن أسئلتي ، لكني وجدته يجيبي بكل وضوح ، ويستقبل أسئلتي بصدر رحب .
وكان من آخر أسئلتي وإستفساراتي ، هو عن كيفية الدخول في الإسلام ، فوجدت وجهه يتهلل فرحاً وشرح لي .
ومن هنا كانت شهادتي بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً......
لكن ما موقف أهلي مني الآن وبعد إسلامي ، بالتأكيد لو علموا ، سيكون مصيري عسير
ماذا أفعل ؟ إستشرت هذا الشاب
أخبرته عن مصيري من أهلي ، فأخذ يصبّرني وذكر لي قول الله تعالى "إنه من يتق الله ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين".
ذهبت إلى البيت هذه المرة و السعادة لا تسعني ، كنت بالفعل سعيد جداً جداً ! لا أعرف كيف أصف مدى السعادة التي غمرت وجداني !!!
دخلت ونفذت ما قاله لي تماماً ، ثم أغلقت غرفتي ، وصليت لأول مرة في حياتي
يا الله! ما هذه الحلاوة واللذة التي أشعر بها !!!؟؟؟ صليت و انفجرت أبكي بين يدي ربي الكريم الحليم ، بكيت بقلب صادق لأول مرة .
ثم فتحت هذا "المصحف " الذي أعطاني إياه ، لا أعرف ما هذا بالضبط ؟ إعتقدته كتاباً كأي كتاب من الكتب الذي يعطني إياها !
ففتحته من منتصفه وقرأت آية واحدة فقط فيه ......... فاقشعرّ جسمي وسقط على الأرض وانهمرت في البكاء ، يا الله ! لقد ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، فاللهم اغفر لي ، اللهم اغفر لي ، شعرت بأن شيء ما يغسل قلبي
جلست طوال اليوم في غرفتي وحدي أفكر في مصيري من والدي واخوتي ، وأقرأ في هذا المصحف الذي لأول مرة في حياتي أشعر بالسعادة والندم والحسرة في نفس الوقت .
و أنا على هذه الحالة ، فإذا بوالدي يدخل علي ...... أووووه ! ماذا أفعل ؟ ماذا أقول ؟
رأيته يقترب مني ويسألني في رفق ، ماذا تفعلين ؟ ولماذا ترتدين هكذا وتتشبهين بالمجانين ؟ و ما الذي تقرئين فيه؟
سكت برهة ثم قلت له و بالعربي الفصيح "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" ! .... تعجب ! وأظنه لم يفهم قولتي .
فشرحت له الأمر بكل شجاعة وصارحته بكل شيء ، و رويت له ما دار بيني وبين ذلك الشاب المسلم في الجامعة .
لا قيت منه عتاباً شديداً ، أعجز عن وصف ما فعله بي لكي أرتد إلى النصرانية مرة أخرى ، حاول معي مراراً لكن ثبت على ما أنا فيه ، لدرجة أن توعدني بالقتل ، ولكن لم يأتي بفائدة معي ...... فيأس مني وقال أن هذه حرية شخصية ولكنك من الآن ليس لكِ أي علاقة بي ، ولن أخبر أحداً بهذا حفاظاً على مستوانا العائلي!! لكن ارجوألا اراكِ بهذه المظهر مرة أخرى .
آآآآآآآآآآآآه ثم آآآآه ما العمل الآن ؟؟؟
حدثت بعدها مواقف عدة ، ثم سأل هذا الشاب والدي الزواج مني
فوافق والدي على الفور وكأنه كان يريد التخلص مني.
وتم الزواج ، وابتعدت عن أهلي فهذا كان خيراً لي ، إلا والدي فقد كان زوجي يحثني على التواصل معه بإستمرار رغم ما أعانيه منه !
عشت حياة سعيدة ليس قبلها ولا بعدها حياة في ظلال الإيمان والإسلام لأول مرة مع زوجي الكريم ، و في بداية حياتي الزوجية واجهت أيضاً صعوبات ؛ فأنا معتاده على العادات الفرنسية ، وأن الرجل كالمرأة في كل شيء.
لكن مع القراءة والإستماع إلى مواعظ الزوج الكريم بدأت أتفهم الأمر .
ولقد اتخذت السيدة خديجة رضى الله عنها قدوة في حياتي كلها ، و لقد سميّت اسمي باسمها ، وأخذت أعاون زوجي في دعوته ، وأصبح نجاحنا كبيراً في الدعوة ، وأتممت دراستي ، وأمرني بالجلوس في المنزل وعدم الخروج للعمل ؛ خوفاً عليَّ من الفتن، ثم أخرجوا زوجي من فرنسا لإنتشار هذه الدعوة ، ومضيت معه إلى بلده "مصر" وهناك درست اللغة العربية وآدابها وأصولها .
ثم مضينا إلى المدينة النبوية لطلب العلم الشرعي ، هناك حفظتُ القرآن الكريم كاملاً ... ثم بعد عامين إضطرتنا ظروف عمله إلى الرجوع إلى مصر .
و لقد قال لي زوجي إذا أردتِ العمل هنا في مصر فلا بأس ، شرط أن يكون في خدمة بنات جنسك ، لكني فضلت الجلوس في المنزل ؛ فالمنزل هو عش السعادة ، والمنزل هو بداية راحة زوجي .
وقد رزقني الله بثلاثة من الأولاد ، وهبتهم للدعوة إلى الله ... وكانت هذه أمنيتي منذ زمن
وبفضل الله شبّوا وأقر الله عينيا بهم ، حتى أصبحوا الآن دعاة بالفعل بفضل من الله ومنة.
وكم تمنيت طوال عمري لو أن يرزقني الله بطفلة ، فأنا كنت وحيدة أبواي !
وبالفعل بعد اثني عشرة عام رزقني الله بطفلة كالعسل بل أحلى ، أصبحت إبنتي وأختي وصديقتي ، و هي أيضاً وهبتها في سبيل الدعوة ، و أتمنى أن أراها من الداعيات الحاملات لكتاب الله.
هذه كانت حياتي بإختصار ، ولي الآن في الإسلام 29 عاماً وهو بداية مولدي .
فما أسعد المرأة في ظلال الإسلام وما أسعد الرجل بالمرأة الصالحة التقية العفيفة
والإسلام العظيم غني بالمثل العليا للسيدات المسلمات اللاتي تَرَبَيْن على مأدبة القرآن ونشأن في ظلاله وفي مقدمتهن أم المؤمنين الأولى السيدة خديجة التي حباها الله عقلاً راجحاً وحكمة بالغة فسعدت برسول الله وسعد بها الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم. حفظ الله المسلمين والمسلمات من التردي في مهاوي الهلاك، وظلمات الضلال، وكتب الله لأمة الإسلام عودة كريمة إلى كتاب الله الكريم مصدر النور، والخير، والهدى والفلاح، والسعادة التامَّة في الدنيا والآخرة.
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام العظيم ، ورزقنا زوجاً صالحاً ، وأقر عيننا بذرية صالحة .
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعما
نسألكن الدعاء بالثبات والسداد والمغفرة من الله .
منقــــــــــــــــول
هذه القصة منقولة لكن راااااااائعة جداااااا نقلتها من موقع كتبتها الأخت بنفسها
أخواتي الحبيبات :
سأسرد لكن قصة إسلامي وتوبتي. إلى الله عز وجل..... نعم فلقد كُنت نصرانية ابنة نصرانية ، وكانت جنسيتي فرنسية ، لقد كنت غارقة في مستنقعات الرذائل والمحرمات ، سأروي لكن قصة ميلادي الحقيقي ..... كيف كنت ؟ وكيف أصبحت ؟ ..... وما هي حياتي بعد الإسلام وقبله .
ولكني في الحقيقة سأحادثكن عن حياتي بعد الإسلام فقط ، وسأكتفي بوصف حالي بنبذة بسيطة قبل الإسلام ، فهذا الماضي لا يشرفني أبداً .
وكنت أريد أن أكتبها في المنتدى الفرنسي باللغة الفرنسية ، لكني سأكتبها هنا وبلغتنا العربية حتى يقرأها الجميع.
كنت أعيش في فرنسا ، وكان حالي كحال أي فتاة هناك ، كنت أعيش في جاهلية تامة ..... كان يدل على هذا تصرفاتي و أخلاقي وحتى مظهري في ملبسي ، كما أنني كنت أعيش مع عائلة غنية جداً ، وأعني بغنية أي غنية بالمال والجاه فقط!
إلتحقت بإحدى كليات القمة ، ووالدتي في هذا الوقت كانت قد توفيت ، اما والدي فقد كان رجل طاعن في السن ، وعندنا كنا لا نعرف شيئاً إسمه البر بالآباء في الكبر والإحسان إليهما ، المهم ..... كان لدي اثنين من الأخوة الأشقاء ، وأنا وحيدة والدي وأصغر أشقائي ، كنت أعيش مع والدي وحيدان ، وكنا إخوتي الإثنين متزوجين بعيداً عنا .
وعندما وصلت إلى الفرقة الثالثة بالجامعة ، كان هناك في الجامعة شاب مسلم آتٍ من مصر لتحضير الدراسات العليا ، ورغم أنه آت وغرضه الدراسة إلا أنه إلى جانب ذلك كان يعمل بالدعوة .
كنت خارجة ذات يوم من باب الجامعة فوجدته واقفاً أمامي و يعطيني مجموعة من الكتب والبرقيات التي تُعرف بالإسلام باللغة الفرنسية ، وفي الحقيقة كنت أعرف منذ زمن من خلال دراساتنا وعاداتنا أن دين "الإسلام " هذا دين التخلف والرذائل -والعياذ بالله- وكنا نعرف أن من يدخل في الإسلام هذا مصاب بالجنون كما كان اهله يعدونه مصدراً لجلب العار لهم .
وأنا بصفة خاصة لم أكن اعلم شيئاً عن الدين الإسلامي غير ذلك .
وفي ذلك اليوم ذهبت إلى المنزل و أخذت أقرأ في الكتب التي أعطاني إياها ذلك الشاب الذي كنت أرى النور يشع من وجهه ، عرفت محتواها وعرفت أشياء لم أكن أعرفها ، ومن هنا إنشغل تفكيري ، و أحسست بأن شيئاً ما أصابني وكأنه حزن أو شيء قريب من الإكتئاب .....
تغير حالي تماماً عما كنت ، قلق على حالي والدي ، وأخذ يسألني عما بي ، فخشيت أن أصارحه .
بت ليلتي سهرانة أفكر في هذا الدين الذي يسمونه التخلف !!!! أخذت أفكر ماهو الإله الواحد الذي لا معبود سواه!!!!
إنشغل تفكيري ، ثم قلت لنفسي بالتأكيد كل ماهو مكتوب في هذه الكتب خرافات ، لن اهتم بها ولن أشغل نفسي .
ذهبت في اليوم الثاني ، وأيضاً عند خروجي من باب الجامعة ، وجدت هذا الشاب مرة أخرى يوزع على الناس مثل هذه الكتب والبرقيات.
فذهبت إلى جانبه وضحكت بسخرية ، ثم نظر لي و إستدار بوجهه - اي لم يعطني أي إهتمام - فشعرت بالخجل الشديد ، وسألته برفق أن يتحدث إليَّ عن هذا الذي مكتوب بالكتب التي اعطاني إياها .
وأخذ يحادثني عن دين الإسلام وهو غاضض بصره عني ، حدَّثني مدة تكثر عن الساعة والنصف ، كل هذا ونحن واقفان في الشارع أما م أنظار كل الناس .
وبعد أن حدثني إستأذنني حتى لا يتأخر عن محاضراته .
ذهبت إلى البيت يكاد رأسي تنفجر من التفكير ، و سرت بالسيارة كنت على وشك الوقوع في حادث كبير لولا فضل الله.
جلست إلى غرفتي وأنا على حالي من التفكير ، وأحسست أني مقتنعة بما يقول لكني لازلت مترددة، و جالت في نفسي أسئلة كثيرة حول هذا الدين ، وقلت لنفسي "سأسأله غداً عما يدور في ذهني ، فإن وجدت الإجابة فإن ما يقوله حق ، وأنا من المسلمين"
في اليوم الثالث ذهبت إليه في نفس المكان وسألته اسألة كثيرة جداً ، ولو كان أي إنسان آخر لملّ مني ومن أسئلتي ، لكني وجدته يجيبي بكل وضوح ، ويستقبل أسئلتي بصدر رحب .
وكان من آخر أسئلتي وإستفساراتي ، هو عن كيفية الدخول في الإسلام ، فوجدت وجهه يتهلل فرحاً وشرح لي .
ومن هنا كانت شهادتي بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً......
لكن ما موقف أهلي مني الآن وبعد إسلامي ، بالتأكيد لو علموا ، سيكون مصيري عسير
ماذا أفعل ؟ إستشرت هذا الشاب
أخبرته عن مصيري من أهلي ، فأخذ يصبّرني وذكر لي قول الله تعالى "إنه من يتق الله ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين".
ذهبت إلى البيت هذه المرة و السعادة لا تسعني ، كنت بالفعل سعيد جداً جداً ! لا أعرف كيف أصف مدى السعادة التي غمرت وجداني !!!
دخلت ونفذت ما قاله لي تماماً ، ثم أغلقت غرفتي ، وصليت لأول مرة في حياتي
يا الله! ما هذه الحلاوة واللذة التي أشعر بها !!!؟؟؟ صليت و انفجرت أبكي بين يدي ربي الكريم الحليم ، بكيت بقلب صادق لأول مرة .
ثم فتحت هذا "المصحف " الذي أعطاني إياه ، لا أعرف ما هذا بالضبط ؟ إعتقدته كتاباً كأي كتاب من الكتب الذي يعطني إياها !
ففتحته من منتصفه وقرأت آية واحدة فقط فيه ......... فاقشعرّ جسمي وسقط على الأرض وانهمرت في البكاء ، يا الله ! لقد ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، فاللهم اغفر لي ، اللهم اغفر لي ، شعرت بأن شيء ما يغسل قلبي
جلست طوال اليوم في غرفتي وحدي أفكر في مصيري من والدي واخوتي ، وأقرأ في هذا المصحف الذي لأول مرة في حياتي أشعر بالسعادة والندم والحسرة في نفس الوقت .
و أنا على هذه الحالة ، فإذا بوالدي يدخل علي ...... أووووه ! ماذا أفعل ؟ ماذا أقول ؟
رأيته يقترب مني ويسألني في رفق ، ماذا تفعلين ؟ ولماذا ترتدين هكذا وتتشبهين بالمجانين ؟ و ما الذي تقرئين فيه؟
سكت برهة ثم قلت له و بالعربي الفصيح "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" ! .... تعجب ! وأظنه لم يفهم قولتي .
فشرحت له الأمر بكل شجاعة وصارحته بكل شيء ، و رويت له ما دار بيني وبين ذلك الشاب المسلم في الجامعة .
لا قيت منه عتاباً شديداً ، أعجز عن وصف ما فعله بي لكي أرتد إلى النصرانية مرة أخرى ، حاول معي مراراً لكن ثبت على ما أنا فيه ، لدرجة أن توعدني بالقتل ، ولكن لم يأتي بفائدة معي ...... فيأس مني وقال أن هذه حرية شخصية ولكنك من الآن ليس لكِ أي علاقة بي ، ولن أخبر أحداً بهذا حفاظاً على مستوانا العائلي!! لكن ارجوألا اراكِ بهذه المظهر مرة أخرى .
آآآآآآآآآآآآه ثم آآآآه ما العمل الآن ؟؟؟
حدثت بعدها مواقف عدة ، ثم سأل هذا الشاب والدي الزواج مني
فوافق والدي على الفور وكأنه كان يريد التخلص مني.
وتم الزواج ، وابتعدت عن أهلي فهذا كان خيراً لي ، إلا والدي فقد كان زوجي يحثني على التواصل معه بإستمرار رغم ما أعانيه منه !
عشت حياة سعيدة ليس قبلها ولا بعدها حياة في ظلال الإيمان والإسلام لأول مرة مع زوجي الكريم ، و في بداية حياتي الزوجية واجهت أيضاً صعوبات ؛ فأنا معتاده على العادات الفرنسية ، وأن الرجل كالمرأة في كل شيء.
لكن مع القراءة والإستماع إلى مواعظ الزوج الكريم بدأت أتفهم الأمر .
ولقد اتخذت السيدة خديجة رضى الله عنها قدوة في حياتي كلها ، و لقد سميّت اسمي باسمها ، وأخذت أعاون زوجي في دعوته ، وأصبح نجاحنا كبيراً في الدعوة ، وأتممت دراستي ، وأمرني بالجلوس في المنزل وعدم الخروج للعمل ؛ خوفاً عليَّ من الفتن، ثم أخرجوا زوجي من فرنسا لإنتشار هذه الدعوة ، ومضيت معه إلى بلده "مصر" وهناك درست اللغة العربية وآدابها وأصولها .
ثم مضينا إلى المدينة النبوية لطلب العلم الشرعي ، هناك حفظتُ القرآن الكريم كاملاً ... ثم بعد عامين إضطرتنا ظروف عمله إلى الرجوع إلى مصر .
و لقد قال لي زوجي إذا أردتِ العمل هنا في مصر فلا بأس ، شرط أن يكون في خدمة بنات جنسك ، لكني فضلت الجلوس في المنزل ؛ فالمنزل هو عش السعادة ، والمنزل هو بداية راحة زوجي .
وقد رزقني الله بثلاثة من الأولاد ، وهبتهم للدعوة إلى الله ... وكانت هذه أمنيتي منذ زمن
وبفضل الله شبّوا وأقر الله عينيا بهم ، حتى أصبحوا الآن دعاة بالفعل بفضل من الله ومنة.
وكم تمنيت طوال عمري لو أن يرزقني الله بطفلة ، فأنا كنت وحيدة أبواي !
وبالفعل بعد اثني عشرة عام رزقني الله بطفلة كالعسل بل أحلى ، أصبحت إبنتي وأختي وصديقتي ، و هي أيضاً وهبتها في سبيل الدعوة ، و أتمنى أن أراها من الداعيات الحاملات لكتاب الله.
هذه كانت حياتي بإختصار ، ولي الآن في الإسلام 29 عاماً وهو بداية مولدي .
فما أسعد المرأة في ظلال الإسلام وما أسعد الرجل بالمرأة الصالحة التقية العفيفة
والإسلام العظيم غني بالمثل العليا للسيدات المسلمات اللاتي تَرَبَيْن على مأدبة القرآن ونشأن في ظلاله وفي مقدمتهن أم المؤمنين الأولى السيدة خديجة التي حباها الله عقلاً راجحاً وحكمة بالغة فسعدت برسول الله وسعد بها الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم. حفظ الله المسلمين والمسلمات من التردي في مهاوي الهلاك، وظلمات الضلال، وكتب الله لأمة الإسلام عودة كريمة إلى كتاب الله الكريم مصدر النور، والخير، والهدى والفلاح، والسعادة التامَّة في الدنيا والآخرة.
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام العظيم ، ورزقنا زوجاً صالحاً ، وأقر عيننا بذرية صالحة .
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعما
نسألكن الدعاء بالثبات والسداد والمغفرة من الله .
منقــــــــــــــــول
تعليق