التبريرات المتهافتة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابن النعمان
    7- عضو مثابر
    حارس من حراس العقيدة

    • 22 فبر, 2010
    • 1222
    • اخصائي تحاليل طبية
    • مسلم

    التبريرات المتهافتة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    التبريرات المتهافتة
    نجد ان النصارى عند تبريرهم المتهافت لمخترعات بولس الرسول سوف يسهلون علينا الوصول الى حسم لمسالة الخطيئة والعقاب وما ترتب عليهما من ضلالات وافتراءات فهم مثلا يقولون :
    ان الخالق لم يرد تعذيب ادم لانه رحيم ومن هذا الكلام يتبين ان العلاقة المعنى بها الامر كله فى العقيدة المسيحية وادت الى هذه المشكلة كانت فى الاساس بين الرحمة والعقاب مما يعنى ان الرحمة هى التى حالت بين ادم والعقاب والصفة لا يكن لها ان تتغير وعلى ذلك يجب ان تسير على هذا النهج مطلقا كحائل دون العقاب بغض النظر عن الشخص نفسه وهذا ما يجب ان يكون وان قيل لماذا ؟ نقول لان الصفات من الاشياء المطلقة التى لا تتغير او تتبدل والدليل على ذلك انها وقفت حائلا دون عقاب الخاطىء لكونها ترفض التعذيب مطلقا وليس هناك ما هو اكثر من ذلك وان فرضنا وتغيرت فسوف تصبح صفة اخرى فهل تغيرت رحمة الله الى صفة اخرى وما هى الصفة التى تغيرت اليها ؟ اعتقد ليس هناك اجابة هذا يجعلنا نسأل سؤال اخر ما هو الذى يمكن ان يتغير ؟ انما الذى يمكن إن يتغير فقط هو الموصوف بان يتحول عنها الى صفة اخرى (الظلم والقسوة) بفعل مناسب للصبغة وبذلك سوف يتغير الوصف فمثلا الحاكم العادل لو فعل افعال مناقضة لما يقتضيه العدل فسوف يصبح ظالم بعد ان كان عادل , وفيما يتعلق بالرحمة والعدل لو نظرنا الى الشريعة الالهية فى الكتاب المقدس نجد ان العقاب فيها لم يلغى او يجمد او حتى يغيب ويظهر ذلك مليا فى الكثير من الفقرات فى الكتاب المقدس وردت فى كلا من سفري الخروج و اللاويين وغيرهما من الاسفار , ويمكن ان ناخذ امثلة على ذلك :
    العقاب فى الكتاب المقدس :
    1- في سِفْرِ الَّلاوِيِّينَ، في الإصحاح (20)، الفقرة (9) يقول الرب : "كُلُّ إنسانٍ سَبَّ أباه أو أُمَّهُ فإنه يُقْتَلُ. قد سَبَّ أباهُ أو أمَّهُ. دَمُهُ عليه",
    2- و في سِفر العَدَدِ، الإصحاح (35)، الفقرة (30): "كل من قتل نفسًا. فعلى فَمِ شُهُودٍ يُقْتَلُ القاتلُ". ومن الغريب ان عقوبة من سب أباه أو أمه هي نفس عقوبة من قتل أباه أو أمه ,
    3- ورد فى التثنيه 25 عدد11: اذا تخاصم رجلان بعضهما بعضا رجل وأخوه وتقدمت امرأة أحدهما لكي تخلّص رجلها من يد ضاربه ومدّت يدها وأمسكت بعورته (12) فاقطع يدها ولا تشفق عينك ,
    4- ورد فى التثنيه21 عدد 18: اذا كان لرجل ابن معاند ومارد لا يسمع لقول ابيه ولا لقول امه ويؤدبانه فلا يسمع لهما. (19) يمسكه ابوه وأمه ويأتيان به إلى شيوخ مدينته والى باب مكانه (20)ويقولان لشيوخ مدينته.ابننا هذا معاند ومارد لا يسمع لقولنا وهو مسرف وسكير. (21) فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت.فتنزع الشر من بينكم ويسمع كل اسرائيل ويخافون
    .
    أذن لا توجد مشكلة بين العدل والرحمة بشهادة الكتاب المقدس في نفس الوقت الذي ترفض فيه الرحمة العذاب مطلقا لطلاقتها بغض النظر عن الأشخاص
    وأخيرا إذا ربطنا بين الإرادة الإلهية وعدم التعذيب المستخلصان من قولهم ((إن الله لم يرد تعذيب ادم لأنه رحيم )) نصل إلى أن الشريعة الإلهية وكل ما نراه من صور العقاب التي لا يكاد يخلوا منها زمان او مكان على سطح الأرض خارجة عن إرادة الله , وبعيدة عن إطار رحمته , وكيف يمكن ان يكون ذلك , وهذه الشريعة هى شريعة الله لا شريعة احد سواه , مما يعنى أن كل ما يعتقده النصارى أوهام لا تمت إلى الواقع بصلة هذا من جانب ومن جانب أخر هناك العديد من صور العقاب لا يمكن ان تقبل الشفاعة او الحول كالقصاص والزجر والتأديب وإرجاع الحق على نفس صورته وقد تكون هذه الصورة هي الألم الجسدي وقد ظهر ذلك جليا من الفقرات السابقة من الكتاب المقدس , وهذا شيء طبيعي لان العقاب في هذه الأحوال ضرورة حياتية متعلقة بالصالح العام للبشر وإرجاع الحقوق ورفع الظلم ,بالإضافة الى ان كل ذلك لابد من حدوثه لتفعيل وتطبيق العدل لان العقاب فى هذه الحالة سوف يكون أداة من أدوات رد الحقوق وبالتالي يكون هذا التبرير النصراني (حيث لا توجد مشكلة بين العدل والرحمة بشهادة الكتاب المقدس في نفس الوقت الذى ترفض فيه الرحمة العذاب مطلقا بغض النظر عن الأشخاص)) خالي من اى صحة , وليس له اى اصل .
    ما حدث هو اعادة انتشار
    واخيرا لو دققنا فيما حدث لادم , والخطيئة , والعقاب , والمسيح حسب اعتقاد النصارى نجد ان العقاب ترك مكان (ادم ) , وانتشر فى مكان اخر(المسيح ) مما يعنى ان العقاب باقى كما هو ولم يحظى باى صفة من صفات الرحمن المتعلقة بالخطيئة , وما حدث له هو فقط مجرد اعادة انتشار , وبقاء العقاب بغض النظر عن مكانه يدل على ان الرحمة كانت ترقب المشهد من مكان بعيد دون اهتمام او تتدخل ثم ما لبثت ان هربت وتوارت عن الانظار ((فالرحمة التى لا تقبل تعذيب شخص لا يمكن لها ان تقبل تعذيب شخص اخر فهى من الطبيعى ان لا تقبل التعذيب مطلقا بغض النظر عن الاشخاص)) ولم يوجد لها اى اثر وهذه حقيقة جلية تكفى لاثبات تشوه العقيدة المسيحية ولو دققنا اكثر نجد ان ركنا اساسيا من اركان هذا المشهد تجاهله الكثيرون مما جعله اسما
    على مسمى الا وهو الظلم وان قيل لماذا ؟ , الاجابة تاتينا من الأناجيل التى تخبر بأن المسيح لم تكن له إرادة فى أن يموت على الصليب فيكون ما حدث حدث رغما عن انفه الا اذا كان المتحدث شخصا اخر غير المسيح مما يجعلنا نشك فى كل ما نسب اليه , ولا لوم .
  • ابن النعمان
    7- عضو مثابر
    حارس من حراس العقيدة

    • 22 فبر, 2010
    • 1222
    • اخصائي تحاليل طبية
    • مسلم

    #2
    الدلائل التى تجعل من الظلم احد اركان المشهد



    1
    - يقول الانجيل : (( ثُمَّ ذَهَبَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى بُسْتَانٍ يُدْعَى جَثْسَيْمَانِي، وَقَالَ لَهُمْ : اجْلِسُوا هُنَا رَيْثَمَا أَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَأُصَلِّي. وَقَدْ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبَدِي وَبَدَأَ يَشْعُرُ بِالْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ. فَقَالَ لَهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! ابْقَوْا هُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي! وَابْتَعَدَ عَنْهُمْ قَلِيلاً وَارْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ يُصَلِّي، قَائِلاً: يا أبي ، إِنْ كَانَ مُمْكِناً، فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ، لاَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) متى 26 : 39
    وعندما أيقن أن أعداءه قد تآمروا على قتله وإزهاق حياته قال لهم يسوع في يوحنا 8 : 40 : (( لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَعَمِلْتُمْ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ. وَلكِنَّكُمْ تَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي وَأَنَا إِنْسَانٌ كَلَّمْتُكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ اللهِ. ))
    2- أعلن يسوع لتلاميذه قائلاً : (( نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. اِبْقَوْا هُنَا وَاسْهَرُوا. ثُمَّ ابْتَعَدَ قَلِيلاً، وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ كَانَ مُمْكِناً. وَقَالَ أَبَّا، يَا أَبِي، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) مرقس 14 : 34
    إنه يطلب من تلاميذه أن يسهروا على سلامته وحمايته من أعدائه مع جسارته هذه وإيمانه الوطيد بالله حافظه ومنجيه مع هذا احتاط لنفسه لمواجهة سافرة مع أعدائه فقال لتلاميذه : (( من له كيس فليأخذه ومزود كذلك . ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا . )) [ لوقا 22 : 36 – 38 ]
    ثم تقدم قليلا وخر على الأرض وكان يصلي قائلا: (( يَا أَبِي ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) لقد وكل المسيح أمره إلي الله بقوله : (( لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) [ مرقس 14 : 36 ] . فأي عاقل بعد هذا يدعي إن المسيح جاء ليقدم نفسه ويقاسي العذاب طوعاً واختياراً بعد ان تبرأ المسيح من الامر كله عندما اعترف بخروجه عن ارادته ؟
    اذن لقد قضى المسيح جزءاً كبيراً من الليل وهو يصلى طالبا من الله إنقاذه من طالبي صلبه (متى 26 : 36 ) وكان يدعو الله طالباً : (( إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس )) ( متى 26 : 39 ) وكان حزيناً جداً تلك الليلة ( متى 26 : 38 ). فلو كان الصلب هدفا منشودا لدى المسيح لما دعا الله طالبا النجاة ولما صلى لله راجيا إنقاذه ولما حزن واكتأب واعترف فى النهاية بخروجه عن ارادته. كل هذا يدل على أن الصلب لم يكن هدفا يسعى إليه المسيح. لقد كان الصلب مؤامرة ضده انقذة الله منها.
    3- تحت عنوان : ويستجيب الله لدعاء يسوع ، يقول السيد أحمد ديدات :
    يؤكد القديس بولس ، أن دعاء المسيح وتضرعاته لم تقع على آذان صماء ، فهو يقول في رسالته إلي العبرانيين [ 5 : 7 ] : (( الذي في أيام جسده ، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت، وسمع له من أجل تقواه ))
    ماذا يعني قول بولس : (( وسمع له )) ? أليس المعنى أن الله قد قبل دعاءه ؟
    أيمكن بعد ذلك أن نقول إن المسيح جاء ليصلب باختياره ؟!!
    4- هل تقتضى حكمة الله وعدله ورحمته فى اطفاء النار اشعالها فى مكان اخر فنفس الاشياء التى افتقرت اليها النار فى المكان الاول سوف تفتقر اليها ايضا فى المكان الثانى والبواعث التى ادت الى نقلها الى المكان الثانى سوف تقتضى نقلها ايضا من المكان الثانى الى مكان ثالث وهكذا الى ما لا نهاية لان الرحمة لا تقبل التعذيب مطلقا وبذلك لن تستقر الا بعد ان ينتهى التعذيب مطلقا ولا يبقى له اثر ؟ .
    واخيرا لا يمكن ان نقول بعد الاستناد الى ما ذكرناه سابقا الا ان هذا التبرير ليس متهافت فقط بل ايضا خاطىء وبلا مبرر للاسباب الاتية التى تتمثل فى اولا : شرعية العقاب فى الكتاب المقدس وكونه ثانيا : اداة من ادوات تحقيق العدل وكونه ثالثا حقيقة ملموسة وواقع ارضى وكونه رابعا ضرورة حياتية متعلقة بالاصلاح والتأديب والزجر والعلاج وفى بعض الاحيان المقايضة بالاضافة الى الاسباب السابقة التى ذكرناها

    تعليق

    • ابن النعمان
      7- عضو مثابر
      حارس من حراس العقيدة

      • 22 فبر, 2010
      • 1222
      • اخصائي تحاليل طبية
      • مسلم

      #3
      1- العقاب شريعة الهية
      العقوبة دعت إلى تنفيذها وتقنينها الحاجة والعقل تحقيقًا للعدالة وردعًا للمنحرفين والمجرمين، وطريقًا لإصلاحهم وتهذيبهم، وكفًا للضرر والفساد عن المجتمع أفرادًا وجماعات، وهو ما كان محلًا للاتفاق بين جميع الأديان والشرائع والقوانين قديمًا وحديثًا . (لواء الشريعة – اسامة الهتيمى )
      كما ان العقاب في الكتاب المقدس لم يلغى او يجمد او يغيب من حيث كونه شريعة الهية متعلقة بحقوق الرب والبشر في ان واحد فكيف يكون مناقضا للرحمة او يستخدم كركن اساسى في تبريرات النصارى الخاطئة المتعلقة باشكالية التوفيق بين العدل والرحمة لانه بتناقضه للرحمة سوف يكون معطلا لتطبيق العدل وعدم تطبيق العدل ظلم و قسوة بالمجنى عليه والمجتمع الذان سوف يتضرران من جراء هذه الاخطاء والجرائم فكيف تكون الرحمة متوافقة مع الظلم ومناقضة للعدل ومنقسمة على الذات هذا امر لا يقبله عقل او فطرة لاى انسان على وجه الارض بغض النظر عن كونه مسلم او مسيحى ولو تصفحنا الكتاب المقدس فسوف نجده مقتظا بالعقوبات التى حددها الرب وقننها وامر بتفيذها ونفذت بالفعل على مجاميع كبيرة من الخاطئين تماشيا مع الغايات السابقة فمثلا بالنسبة لعقوبة الزنا فى التوراة (كتاب اليهود المقدس ) ورد فى سفر الاحبار (10-11) (واى رجل زنى بامراة قريبة فليقتل الزانى والزانية وان ضاجع احد زوجة ابيه فقد كشف سوأة ابيه فليقتلا كلاهما دمهما عليهما ) وورد فى سفر الاحبار ايضا الاية 24 (وان اتخذ احد امراة وامها فتلك فاحشة هو وهى فى النار ولا تكن فاحشة فيما بينكم ) اما فى سفر تثنية الاشتراع (10-11) (وان كان الامر صحيحا ولم تكن وجدت الفتاة عزراء فليخرجوا الفتاة الى باب بيت ابيها وليرجمها جميع اهل مدينتها بالحجارة حتى تموت لانها صنعت قباحة فى اسرائيل بفجورها فى بيت ابيها واقلع الشر من بينكم واذا كانت فتاة بكر مخطوبة فصادفها رجل فى المدينة فضاجعها فاخرجوهما كليهما الى باب تلك المدينة وارجمهما بالحجارة حتى يموتا ) هذا بجانب اعتبار الزانية فى اليهودية ذليلة لا وزن لها او قيمة بل يجب ان تداس بالاقدام كما جاء فى الكتاب المقدس المجلد الثانى صفحة 263 الفصل التاسع الاية العاشرة (كل امرأة زانية تداس كالزبل فى الطريق ) بل الاكثر من ذلك فيجب ان لا تدخل بيت الرب لانها نجسة كالكلب تماما وان فعلت طاعة فلن تقبل وليس لها سبيل للنجاة فلتدفن نفسها اذن بالحياة فقد جاء فى سفر تثنية الاشتراع الاية 18 (ولا تدخل بيت الرب جعل بغى ولا ثمن كلب فى نذر ما لانهما كليهما رجس لدى الرب الهك ) فيكون العقاب شامل للعقاب البدنى والمعنوى
      اما بالنسبة للمسيحية وايضا بالنسبة لجريمة الزنا يقول المسيح عليه السلام (قد سمعتم انه قيل للاوابين لا تزن اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة لكى يشتهيها فقد زنى بها فى قلبه فان شككتك عينك اليمنى فاقلعها والقها عنك فانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله فى جهنم ) هذا مع عدم الخلاف بان حد الزنا فى المسيحية هو القتل لان المسيحية هى المكملة لليهودية كما ورد فى انجيل متى الاية 11 (لا تظنوا انى اتيت لاحل الناموس والانبياء انما جئت لاتمم )
      وبالنسبة للجرائم المتعلقة بالحقوق الالهية ورد فى سفر الخروج (32:28) ان الرب امر نبيه موسى بقتل عبدة العجل من بنى لاوى فقتل منهم 23 الف رجل (فاطاع اللاويون امر موسى فقتل من الشعب فى ذلك اليوم نحو ثلاثة الاف رجل 29 .عندئذ قال موسى للاويين لقد كرستم اليوم انفسكم لخدمة الرب وقد كلف ذلك كل واحد منكم قتل ابنه او اخيه ولكن لينعم عليكم الرب فى هذا اليوم ببركة ) و ورد فى سفر التثنية (13 : 1-5 ) انه لو دعا نبى الى عبادة غير الله يقتل وان كان ذو معجزات عظيمة (اذا ظهر بينكم نبى او صاحب احلام وتنبأ بوقوع آية او اعجوبة فتحققت تلك الاية او الاعجوبة التى تنبأ بها ثم قال هلم نذهب وراء الهة اخرى لم تعرفوها ونعبدها فلا تصغوا الى كلام ذلك النبى او صاحب الاحلام لان الرب الهكم يجربكم ليرى ان كنتم تحبونه من كل قلبوبكم ومن كل وانفسكم اما ذلك النبى او الحاكم فانه يقتل )
      2- حقوق البشر على البشر تحتاج الى محاكمة عادلة لا لصلب المسيح
      الملاحظ ان الكثيرمن هذه العقوبات التى ذكرناها متعلق بحقوق العباد على العباد تحت ما نسميه بالقصاص و القصاص لا يمكن ان يجدى فيه صلب او فداء لان رفعه متعلق بشىء واحد فقط وهو عفو المجنى عليه عن الجانى وهذا يرجع الى ارادته واختياره فى التنازل او عدم التنازل عن حقه المسلوب والا فلا مفر من ايقاع العقوبة وهذا يظهر اهمية العفوا واهمية اعتباره لكونه الحل الوحيد للنجاة والكتاب المقدس يقر كل ذلك بما ورد فيه من عقوبات واجبة التنفيذ خصوصا اذا كان المترتب على انتهاك هذه الحقوق العبث والفساد والضرر والاهانة الشخصية مما يجعلنا نقول حقوق العباد على العباد من قتل وسرقة و زنا وغير ذلك تحتاج الى محاكمة عادلة لا لصلب المسيح وبناء على ذلك نجد انه لا يمكن للمسيح ان يحمل خطيئة إنسان في حق إنسان آخر لا يريد أن يسامح في حقه, ويمكن للانسان الا يسامح فى حقه اقتداء بالإله الذي لم يفعل ذلك بآدم , وافتدى بدرهم ما يفتديه بفلس فى نفس الوقت الذى لا يمكن فيه إجباره على العفو او السماح لكون الحق متعلقا به فقط يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الإمام الالبانى : " الظلم ثلاثة ، فظلم لا يتركه الله و ظلم يغفر و ظلم لا يغفر ، فأما الظلم
      الذي لا يغفر ، فالشرك لا يغفره الله ، و أما الظلم الذي يغفر ، فظلم العبد
      فيما بينه و بين ربه ، و أما الظلم الذي لا يترك ، فظلم العباد ، فيقتص الله " .
      بعضهم من بعض " . . ولا يمكن ايضا للرحمة ان تتدخل فى مشهد واحد (ادم والخطيئة ) وتترك باقى المسرحية او تقف حائلا دون تحقيق العدل على طول الطريق بسلب ادواته ومنها العقاب فالرحمة بالظالم تعنى القسوة بالمظلوم فلابد من ارجاع الحقوق والانتصار للحق .
      يقول الطبيب والمؤرخ الفرنسى غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" : «يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب و الاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المنهزمين ، فلقد عمدوهم عنوة، و سلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. و اقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء و الأطفال، و هكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي». و كان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مئة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه. و كان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، و حجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين و الكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. يقول د. لوبون: «الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية».
      كل ما يهمنا فى الكلام السابق هو ما قاله بيلدا (الرب سوف يحكم بينهم فى الحياة الاخرى) والحقوف التى تحتاج الى ان يحكم فيها الرب لا تقتصر على حقوق الرب فقط بل ايضا تشمل حقوق البشر على البشر تحت عنوان القصاص اذا لم يقضى فيها في الدنيا لابد أن يقضى فيها في الآخرة إلا إذا كان الرب يهمه حقه هو فقط لا حقوق الآخرين.
      3-العقاب ضرورة حياتية
      يقول الدكتور احمد الكبيسى : الغاية السليمة تبرر الوسيلة الحازمة ولو كانت شديدة قاسية. لأن القسوة ليست شرا في كل أحوالها. فإن من لا يراعي مصلحة الآخرين، ليس له أن يطمع في أن تراعى مصلحته ومن لا يرحم الناس لا يرحمه الشرع . لأن في الرحمة بالجاني – حينئذ – قسوة على المجتمع. والعدل كل العدل في أن يعاقب من يستحق العذاب وفى ذلك قال ابن القيم : "ومن المعلوم : أن عقوبة الجناة والمفسدين لا تتم إلا بمؤلم يردعهم. ويجعل الجاني نكالا وعظة لمن يريد أن يفعل مثل فعله. وعند هذا فلا بد من إفساد شيء منه بحسب جريمته". (مجلة الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة – اصدار الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة - ملتقى اهل الحديث )
      اما اذا قيل هناك جرائم كالزنا وشرب الخمر متعلقة بالحرية الشخصية ولا يترتب عليها ضرر بالاخرين يقول العقاد فى كتابه فلسفة القرآن ردا على ذلك :
      "نقول ايا كان القول برعاية الحرية الشخصية فى فرض العقوبات فليس فى وسع غال من غلاتها ان يقطع بأن مسالة الزنا او مسألة السكر من المسائل الفردية التى يترك فيها الامر كله لاحاد الناس , ففى الزنا والسكر مساس بقوام الاسر واخلاق الجماعة , وسلامة الذرية لا مراء فيه . ومتى بلغ من الزانى ان يراه اربعة شهود عدول , وبلغ من السكير ان يصل الى القاضى بين شاهدين عدلين والخمر تفوح من فمه , فليست المسألة هنا مسألة فرد يفعل ما يحلو له بينه وبين نفسه , ولكنها مسألة المجتمع كله فى كيانه واخلاقه واسباب الامن والطمآنينة فيه , وقد تبدوا من هذا حكمة من حكم الشرائط التى اشترط الشرع الاسلامى توافرها لاقامة الحدود العلنية بين الناس .
      (الفلسفة القرآنية – عباس محمود العقاد – ص 85 , 86 )
      وكل هذه الجزيئيات يؤكد عليها الكتاب المقدس فى نفس الوقت الذى يؤكد عليه الفهم الفطرى للعدل من كل البشر .
      وبالتالى العقاب المحقق للعدل لا يمكن ان تناقضه الرحمة الا اذا توافقت الرحمة ذاتها مع الظلم وانصهرا معا فى بوتقة واحدة واصبحا كيان واحد .
      ولا يمكن ايضا ان نكتب على سطر ونترك سطور فتتحرك الرحمة في مشهد خطيئة ادم فتحول بينها وبين ما ترتب عليها من عقاب بينما تترك باقى المسرحية التى تجسد واقع مرير للانسان على ظهر الارض ملىء بالهموم والالام والاوجاع ووسائل المعاناة و القمع والتعذيب وقبل ذلك قتل وصلب المسيح واهلاك الكثير من الامم السابقة.


      تعليق

      • fayyad
        1- عضو جديد
        • 10 يول, 2007
        • 46

        #4
        موفق بإذن الله ... وبارك الله فيك ـ

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 19 ساعات
        ردود 0
        4 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 20 ساعات
        ردود 3
        10 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 20 ساعات
        ردود 0
        5 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
        رد 1
        10 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
        ردود 0
        5 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        يعمل...