إتحاف الأمة بفوائد مهمة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mosaab1975 مسلم اكتشف المزيد حول mosaab1975
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mosaab1975
    3- عضو نشيط
    • 9 يول, 2009
    • 485
    • باحث عن الحق
    • مسلم

    #76
    الاذى باللسان

    الأذى باللسان
    د. عمر عبدالكافي حفظه الله

    بتصرف من حلقات آفات اللسان

    آفة صعبة ومرذولة، وآفة نود أن نتخلص منها جميعا، ألا وهي كارثة الأذى أو الإيذاء باللسان. يدخل تحت هذا الأذى أنواع كثيرة من المن في الأعطيات، تقول أنا صنعت كذا، أنا فعلت كذا. الله عز وجل يحذر الذين آمنوا، ويقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:264). .....

    هذا نوع من الإيذاء، أن تؤذي مشاعر الناس. كثير من الأزواج، إلا من رحمه الله، كل يوم تقريباً، في لسانه دائماً إذا رأى من زوجته أمراً معيناً، يريد أن يؤذيها يقول: أنا سوف أتزوج عليك، أنا سوف... يا أخ الإسلام! أنت لا تريد ولا تنوي؛ فلا داعي لإدخال هذه المشاعر على زوجتك فتخاف منك وتتوجس منك خيفة. الإنسان الذي يريد أن يصنع شيئاً لا يريد أن يعمل حرباً إعلامية حتى يقوم بما يريد. نحن هنا لا نتكلم عن مسألة التعدد هل هي سليمة أو غير سليمة. هذا أمر واضح في كتاب الله عز وجل، لكن نقول أن لا داعي لإيذاء مشاعر الناس، وليكن نصب عين الواحد منا الحكمة المشهورة: "إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك".

    سبق معنا الكلام عن الغيبة والنميمة، وهي نوع الأذى، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(الأحزاب:58) .ثم من باب الإيذاء أيضاً أن تشتم وتسب الناس، هذه كلها معانيٍ من معاني الأذى، فالإنسان يجب أن يتقي الله فالمؤمن لا يؤذي أبداً.ومن باب مراعاة الإسلام لمشاعر الآخرين. نهينا إذا جلس ثلاثة أن يتناجى اثنان دون الآخر، فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله عز وجل يكره أذى المؤمن. هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث: " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه " (1). ومن عظمة الإسلام وخلقه في المنع من الإيذاء لله عز وجل ورسوله والمؤمنين، ما جاء في حديث السائب بن خلاد، رضي الله عنه، أن رجلاً أم قوماً فبصق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ: "لا يصلي لكم" ، فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم، فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" نعم "، وحسبت أنه قال:" إنك آذيت الله ورسوله" (2)، انظر إلى هذه الدرجة!!

    كان النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يحب أن يؤذي في أن يسمع شرا عن عائشة, ففي حديث عائشة، رضي الله عنها، قالت: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت عليه، وهو مضطجع معي في مرطي، فأذن لها، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا ساكتة، قالت: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي بنية ألست تحبين ما أحب"؟ فقالت: بلى، قال: " فأحبى هذه" قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: ما نراك فعلت من شيء، فارجعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبداً، قالت عائشة: فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة (أي: تقترب) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حدة كانت فيها، تسرع منها الفيئة، قالت: فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها، على الحالة التي دخلت فاطمة عليها، وهو بها، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت: ثم وقعت بي، فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرقب طرفه: هل يأذن لي فيها؟ قالت: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر، قالت: فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم " إنها ابنة أبي بكر". أي: لا تؤذوني فيها" (3).

    وشكا بعض الناس العباس، رضي الله عنه، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث من رواية عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً وأنا عنده، فقال:" ما أغضبك"؟ قال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ثم قال:" والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله" ثم قال : " يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه" (4).

    ومن أنواع الإيذاء أذى الإنسان للطريق، فإن للطريق آداباً. فالذين يجلسون على قارعة الطريق، على ما ابتلي به المسلمون من القهاوي الممتلئة بها الشوارع، وهي على قارعة الطريق، ويجلس الناس فارغين من كل شيء، لا هم لهم إلا الغيبة والنميمة، والخوض في الأعراض، والكلام عن الفوضى واللغو، هذا الكلام البذيء, ثم ينظرون إلى الذاهب والغادي، والرائح والرائحة، والراكب والماشي، هذا نوع من الأذى والإيذاء، ونحن منهيون عنه.ووصل نوع الإيذاء أيضا ليس باللسان فقط، حتى أن رجلا جاء متأخرا إلى صلاة الجمعة فجلس يفرق بين الصفوف، ويتخطى الصفوف. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول له: "اجلس فقد آذيت"(5). ومعنى آذيت : أنت تأخرت، ولم تكتف بالتأخر، بل تفرق المسلمين في الصلاة وتؤذي الناس وهم جالسون. وتجد إنساناً آخر يدخل إلى المسجد، وهو، أعزكم الله، ممسك لحذائه بيده، يسقط منه ما يؤذي جموع الناس، أو تتقاطر من يديه آثار الوضوء وتقع على الناس. ليس هذا من الإسلام؛ فالإسلام أحاسيس عظيمة؛ ومن أعظمها: مراعاة شعور الآخرين، فالمسلم كالنحلة إذا أكلت؛ أكلت طيبا، وإن أطعمت؛ أطعمت طيبا، وإذا وقفت على عود لم تخدشه ولم تكسره.انظر إلى الأذى الذي يلحق بالناس عندما تخوض أنت في أعراض الناس، الأذى الذي حدث للنبي صلى الله عليه وسلم ولبيت الصديق في حديث الإفك، واتهام السيدة عائشة، الطاهرة المطهرة بأراجيف الكذب والبهتان؛ لأن الإنسان إذا وقع في أعراض الناس وآذى الناس بالقول، فربما صدق بعض مرضى القلوب بما يقال عن هذه الأسرة أو هذه العائلة، فتكون هذه الكلمات سبباً في هدم أسرة من الأسر، وبيت من بيوت المسلمين. فقضية الإيذاء هذه سواء بالقول أو بالفعل يجب أن يشارك المجتمع كله في وقف هذا النوع من التعدي، ومنع أفراده من أن يؤذي أحدٌ أحداً. والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا" (6).وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما رأى إيذاءاً من قريش يقول: "رحم الله موسى لقد أوذي أكثر من هذا فصبر" (7). وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة(8).".والمسلمون يحفظون قوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره" (9).

    حتى وصل الأذى إلى أذى الرائحة، أن من أكل ثوماً أو بصلاً فلا يدخل المسجد. بعض الناس، هداهم الله تعالى، يدخلون إلى المساجد وربما تنبعث الروائح، أعزكم الله، من أقدامهم، فالإنسان إن لم يجد طيبا فليغتسل وليتوضأ. وبعض الناس، عافانا الله وإياكم، لها رائحة، هذه طبيعتهم، فيجب أن يتغلب عليها بالوضوء لكل صلاة، حتى لا يؤذوا المصلين؛ فإن الملائكة تتأذى من الرائحة الخبيثة. هؤلاء المدخنون، هداهم الله، نسأل الله العفو والعافية، يؤذون الناس بالرائحة السيئة بما يدخنون ويخرجون من أفواههم وأنوفهم، فالملائكة تحب الريح الطيب وتحب الكلام الطيب، ولا تحب الريح الخبيث، ولا تحب رائحة البصل ولا رائحة الثوم، ولا رائحة التدخين. وإن كان الثوم والبصل حلالاً فإن التدخين حرام، ولكن كثيراً من الناس يدخل إلى المسجد وفي جيبه علبة الدخان، وتقع من جيبه وهو يصلي، والناس ينظرون إليه، يا أخ الإسلام اتق الله رب العالمين.

    هذه صور من الإيذاء يجب أن يراعيها الإنسان، فالإسلام عبارة عن خلق و أن أدخل السرور على الناس ولا أدخل عليهم الحزن والكآبة علامة على الخيرية. وكان العلماء ينصحوننا ويقولون: إن لم تنفع أخاك المؤمن فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تحزنه، وإن لم تمدحه فلا تذمه. يعني إذا لا تستطيع أن تنفع إنساناً؛ فلا داعي أن تضره طالما أنك لا تستطيع نفعه، وإذا لم تستطع أن تدخل عليه فرحاً فلا تغمه بأخبار سيئة، وتغمه بالإيذاء؛ بالكلام عن فلان وعن فلانة، وإن لم تمدحه فلا داعي أن تذمه وتقول فيه كلاما سيئاً. ولذلك المسلم في تعامله مع الآخرين يجب أن يتخذ كبير المسلمين أباً وأوسطهم أخاً وأصغرهم ابناً؛ فليبر أباه، وليصل أخاه، وليعطف على ابنه، هكذا يبعد الإنسان نفسه عن الإيذاء.ومن الأذى أن تكذب على أخيك أو على إخوانك، أو تكذب الزوجة على زوجها والزوج على زوجته والجار على جاره. ومن أشد الإيذاء: إيذاء العلماء، وإيذاء كبار السن، وإيذاء الأطفال. وكذلك إيذاء الحيوانات التي لا ناصر لهم، والضعفاء الذين لا ناصر لهم إلا الله عز وجل.

    ومن ذلك الأذى: أن تغش في الكلام وفي القول، وتغش في السلعة. وأن تؤذي الناس بأن تكتم شهادة معينة، هذا إيذاء سلبي، قال تعالى: (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) (البقرة: من الآية 283). يطلب من إنسان شهادة لنجاة إنسان آخر من شر ما فنجدك للأسف الشديد تؤذي وتكتم الشهادة، وربما العكس أيضا، رجل هناك يشهد شهادة زور، والعياذ بالله رب العالمين

    .ومن أسوأ أنواع الإيذاء: عقوق الوالدين، والله عز وجل يقول: (فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (الإسراء: من الآية 23)، فلا يبيت الأب والأم باكياً أحدهما من ابنه أو من ابنته، هذا من أسوأ الأذى، كذلك من ضمن الإيذاء أن يسب المسلم المسلم، وأن يسب الإنسان إنساناً.

    كل هذه صور من صور الإيذاء، والمسلم لا يعرف الأذى، فيجب أن نراعي ألا نؤذي الناس بألسنتنا ولا بأقوالنا ولا بأفعالنا، لأن المسلم عبارة عن إنسان؛ إن غاب حنّ الناس إليه، وإن مات ترحم الناس عليه. لكن لا نكن مع الناس، إن غبنا ما حنّوا إلينا، وإن متنا ما ترحموا علينا، لأننا ربما كنا نؤذيهم.

    فاللهم أبعد عنا هذه الصفة يا رب العالمين، صفة الأذى، ولا تجعلنا من هؤلاء الذين يؤذون الناس بأقوالهم ولا بأفعالهم, آمين.


    1 )- أخرجه البخاري في"صحيحه" (5/2319) رقم (5932)، ومسلم في "صحيحه" (4/1718) رقم (2184) من حديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، واللفظ لمسلم.

    2 )- صحيح أخرجه الترمذي في"السنن" (5/562) رقم (3758)، والنسائي في"فضائل الصحابة" (صـ 22) رقم (73)، قال الترمذي:" هذا حديث حسن صحيح"، وانظر "الإصابة" (4/380).

    3 )- أخرجه مسلم في"صحيحه" (4/1891) رقم (2442).

    4 )- صحيح أخرجه الترمذي في"السنن" (5/562) رقم (3758)، والنسائي في"فضائل الصحابة" (صـ 22) رقم (73)، قال الترمذي:" هذا حديث حسن صحيح"، وانظر "الإصابة" (4/380).

    5 )-صحيح أخرجه ابن ماجة في"السنن" (1/354) رقم (1115) من حديث جابر بن عبد الله، ،

    6 )- أخرجه البخاري في"صحيحه"(2/882) رقم (2361) من حديث النعمان بن بشير, رضي الله عنه.

    7 )- أخرجه البخاري في"صحيحه" (3/1148) رقم (2981) من حديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه.

    8 )- الراوي: أبو هريرة المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 364 - خلاصة الدرجة: ثابت

    9 )-أخرجه البخاري في"صحيحه" (5/1987) رقم (4870)، ومسلم في "صحيحه" (2/1091) رقم (1468) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.

    http://www.youtube.com/watch?v=70XNq...eature=related

    تعليق

    • mosaab1975
      3- عضو نشيط
      • 9 يول, 2009
      • 485
      • باحث عن الحق
      • مسلم

      #77
      • فصل : تفاوت الناس في تقبل المواعظ ( من كتاب صيد الخاطر)


      قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك فعرفته .
      ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة و بعدها ، لسببين :
      أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائ إيلامها وقت و قوعها .
      و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة ، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا ، و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ .
      و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
      فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة ! و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تميلها الرياح ! و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه ، كماء دحرجته على صفوان .


      • فصل : لا تأخذك العزة بالإثم
      أعظم المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة . و أشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة ، كالفرح بالمال الحرام ، و التمكن من الذنوب . و من هذه حاله ، لا يفوز بطاعة . و إني تدبرت أحوال أكثر العلماء و المتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها و معظمها من قبل طلبهم للرياسة .
      فالعلم منهم ، يغضب إن رد عليه خطؤه ، و الوعظ متصنع بوعظه ، و المتزهد منافق أو مراء . فأول عقوباتهم ، إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق . و من خفي عقوباتهم ، سلب حلاوة المناجاة ، و لذة التعبد إلا رجال مؤمنون ، و نساء مؤمنات ، يحفظ الله بهم الأرض ، بواطنهم كظواهرهم ، بل أجلى ، و سرائرهم كعلانيتهم ، بل أحلى ، و هممهم عند الثريا ، بل أعلى .
      إن عرفوا تنكروا ، و إن رئيت لهم كرامة ، أنكروا . فالناس في غفلاتهم ، و هم في قطع فلاتهم ، تحبهم بقاع الأرض ، و تفرح بهم أملاك السماء . نسأل الله عز و جل التوفيق لاتباعهم ، و أن يجعلنا من أتباعهم .



      • فصل : من أعمالكم سلط عليكم
      خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم من المصائب الشديدة ، و البلايا العظيمة ، التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة فقلت : سبحان الله ! إن الله أكرم الأكرمين ، و الكرم يوجب المسامحة .
      فما وجه هذه المعاقبة؟
      فتكفرت ، فرأيت كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم ، لا يتصفحون أدلة الوحدانية ، و لا ينظرون في أوامر الله تعالى و نواهيه ، بل يجرون ـ على عاداتهم ـ كالبهائم .
      فإن وافق الشرع مرادهم و إلا فمعولهم على أغراضهم . و بعد حصول الدينار ، لا يبالون ، أمن حلال كان أم من حرام . و إن سهلت عليهم الصلاة فعلوها ، و إن لم تسهل تركوها . و فيهم من يبارز بالذنوب العظيمة ، مع نوع معرفة الناهي . و ربما قويت معرفة عالم منهم ، و تفاقمت ذنوبه ، فعلمت أن العقوبات ، و إن عظمت دون إجرامهم . فإذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً صاح مستغيثهم : ترى هذا بأي ذنب ؟ و ينسى ما قد كان ، مما تتزلزل الأرض لبعضه .
      و قد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب ، و لا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه . فمتى رأيت معاقباً ، فاعلم أنه لذنوب .

      تعليق

      • mosaab1975
        3- عضو نشيط
        • 9 يول, 2009
        • 485
        • باحث عن الحق
        • مسلم

        #78
        من علامات المتعالم ( مقال )
        أبو مالك العوضي

        قرأْنَا كثيرًا لأهل العلم كلامَهم في التحذير من التعالُم، وتجنُّب المتعالمِين، ولزوم الراسخين، ولكنْ قلَّ أنْ تجدَ مَن تكلَّم عن علامات المتعالِم، وكيف يمكن أن يُعرفَ ليُحْذَرَ؟

        وهذه العلامات كاسمها علامات؛ قد يصدقُ بعضها ولا يصدقُ بعضها، لكن بقدر ما يجتمع منها يصدقُ الوصف بالتعالم، وبقدر ما يُجتنَبُ منها يبعد الوصف بالتعالم، كما أنَّ المرءَ قد يكون فيه شُعبة من النفاق، إلا أنه ليس منافقًا، وقد يكون فيه شُعبة من الكفر، إلا أنه ليس كافرًا، فكذلك قد يكون فيه صفة من صفات التعالم، إلا أنه طالب علم فيه من الخير ما هو أكثر، فيُرجَى له الصلاح والهُدى والرجوع إلى سواء الصراط بتوفيق الله - تعالى.

        وهذه بعض صفات المتعالم ليُحذر:
        • أن ينصحَ بكتب وهو لم يقرأها:
        لأن هذا من التشبُّع بما لم يعط، ولا أدري كيف يبيح العاقل لنفسه أن ينصحَ بشيءٍ لم يعرفه حقَّ المعرفة، ولم يخبره حقَّ الخبرة؟! اللهم إلا إنْ كان ناقلاً لكلام أهل العلم، لا مُنشئًا من قِبَل نفسِه، فحينئذٍ مَن أحالَ فَقَدْ سَلِمَ، ولكن كيف تعرف أنَّ هذا المتعالِم لم يقرأ هذه الكتب؟ الجواب: معرفة ذلك تظهر من سياق كلامه؛ كأن يصف الكتاب بما هو بعيد كلَّ البعد عن حقيقته، أو أنْ ينصحَ بكتبٍ تحتاج إلى عشرات السنين لقراءتها وهو صغير السنِّ جدًّا، أو نحو ذلك.

        • أن يوصي بحفظ متون وهو لم يحفظها:
        وهذه آفة قريبة من الآفة السابقة، ولكنها أعجب، واسمَعْ واعْجَبْ لأحد الإخوة ينصح طلبة العلم أن يحفظوا إحدى المنظومات، ثم يتبيَّن فيما بعد أنَّها متنٌ منثورٌ لا منظومٌ!

        • أن يتكلم في مسائل كبيرة تحتاج إلى أعمار لاستقرائها:
        فتراه أحيانًا يطلق القولَ في بعض المسائل التي تحتاج عشرات السنين من البحث وهو لم يبلغ الثلاثين بعد!

        • أن يهجم بالكلام في مسائل يجبنُ عنها فحول العلماء:
        الجبن محمود في العلم، وهذا ما يجهله كثير من الطلبة، فيحسب لجهله أنَّ الجرأة في الجواب والسرعةَ في الردِّ علامةٌ من علامات العالم، وما هي عند التحقيق إلا من علامات الجاهل! اللهم إلا أنْ يكونَ عالمًا مشهودًا له بسَعة الاطلاع جدًّا، وقد سبق منه النظر في هذه المسألة، فيسرع بالجواب لاستحضاره، وهذا لا يشتبه أصلاً حتى ينظرَ فيه.

        • أن يزعم أنه لم يحرِّرْ أحدٌ قبله قطُّ بعضَ مسائل العلم:
        كهذا الذي زعم أنَّ أهل العلم منذ عهد التابعين إلى يومنا هذا لم يفهموا حقيقة السُّنة، ولم يعرفوا معناها الصحيح! ثم صنَّف كتابًا في نحو ثمانمائة صفحة عن هذا الموضوع، تنطق كل صفحة فيه بجهالته وضلالته، ولكن هذا النوع إلى الضلال أقرب منه إلى التعالُم، وإن كان قد يقعُ مثلُ هذا لبعضِ المنسوبين لطلب العلم.

        • أن يزعمَ أنَّ أصول بعض العلوم فاسدة، لم يعرفْ فسادَها أحدٌ قبله:
        وهذا فوق أنه يحمل في طيَّاته إزراءً بجميع العلماء السابقين، فهو يحمل اعتدادًا كبيرًا بعقله، وقد قال ابن المقفَّع: حقٌّ على العاقل أن يجبنَ عن المضي على الرأي الذي لا يجدُ عليه موافقًا، وإن ظنَّ أنه على اليقين، وإذا وازنَ العاقلُ بين احتمال أنْ يكونَ الخطأُ في عقل هذا المتأخِّر، وبين أن يكونَ جميعُ العقلاء السابقين قد أخطؤوا، ظهر له الحقُّ لائحًا جليًّا لا يحتاج لبيانٍ.

        وآفة مثل هذا أنه يحسب أن التعارُضَ واقعٌ بين الدليل وبين أقوال أهل العلم، فيظنُّ أن العِبرة بالدليل ولا عِبرة بأقوال الرجال، وهذا التصوير للمسألة واضحُ البطلان، والتصوير الصحيح للمسألة أن التعارضَ واقعٌ بين عقله وفَهْمه هو، وبين عقل جميع العلماء وفَهْمهم، فهو لجهله يظنُّ أنَّ فَهْمه للدليل يساوي بالمطابقة ثبوت حُجيَّة هذا الدليل، وهذا هو سبب الخلل الذي نراه كثيرًا عند طلبة العلم اليوم.

        • أن يشهد هو لنفسه دون غيره بالأهلية:
        من المعروف أنَّ الإنسان حتى وإنْ رأى نفسه أهلاً للكلام في مسائل العلم، فإنه لا ينبغي أن يحكمَ على نفسه بذلك؛ بل يتروَّى حتى يشهد له أهلُ العلم بالتأهُّل؛ كما قال الإمام مالك: ما أفتيتُ حتى شَهِدَ لي سبعون من أهل المدينة، وقال شيخ الشافعي له: أفتِ يا أبا عبدالله؛ فقد آن لك أن تُفتي، أمَّا أن يشهدَ الإنسان لنفسه بالأهليَّة، فهذا بعيدٌ كلَّ البُعد عن مَهْيَع الصواب، كما أنه يفتح البابَ على مصراعيه للجُهَّال، ثم يا أخي الكريم، ما أدراك أنَّك أهل؟ نحن مَن عِلْم أهلِ العلم على يقين، ومنك على شكٍّ، فإذا كان أهل العلم يشهدون عليك أنَّك لم تتأهَّل بعد، فهل نَدَعُ يقينَهم لشكِّك؟

        • أن يزعم أن اتِّفاق أهل الفنِّ على مسائل فنِّهم باطل:
        وهذا أمرٌ مشاهد معروف؛ لأن الجاهل المتعالِم كثيرًا ما يُجابَه بأن كلامَه مخالف لكلام أهل الفنِّ، فيجد أنَّ المخلص السريع والسهل من هذا الأمر أن يدَّعي أن اتِّفاقهم ليس بحُجَّة أصلاً، فيريح نفسه من عناء الردِّ، وقد كتب بعضهم لمَّا ضَاقَ ذرعًا بكثرة مَن يعترض عليه، كتب في ذلك موضوعًا مضحكًا يزعم فيه أنه لا يشترط أنْ يكونَ له سلف في كلامه.

        • أن يطلقَ التعميمات العريضة المتسرعة:
        التي تحتاج إلى عشرات المختصين في كلِّ فنٍّ يعملون لعشرات السنين حتى يخرجوا بها! كمن يزعم أن "الباقِلاَّني" لم يُسبقْ إلى هذا القول في الأصول، وأن "الدارقطني" لم يُسبقْ إلى إنكار هذا الحديث، وأن "الطبري" لم يُسبقْ إلى هذا القول في التفسير، مع أنَّ هؤلاء العلماء من المتقدِّمين في فنونِهم، وكثير من الكتب التي سبقتهم فُقِدتْ، هذا فضلاً عن أنَّ هذه المزاعم لم يقلْها أحدٌ معتبرٌ قطُّ.

        • أن يفسرَ الكلام المنسوب إلى أحد فحول العلماء على أنه جهالة عمياء:
        كأن يتأوَّل قولاً لأحدِ العلماء بأنه لم يقفْ على حديث ((إنما الأعمال بالنيَّات))، أو أنه لم يقفْ على خلاف مشهور جدًّا في المسألة، أو أنه جَهِلَ مسألة من أوضح مسائل العربية، وغير ذلك من الخبط الذي نراه كثيرًا من المعاصرين، ومن المعلوم أن اتهام الإنسان نفسه في فَهْم كلام العالم أَوْلى وأَوْلى من أن يتهمَ هذا العالم بأنه لا يفقه بدهيات المسائل العلمية وأوائلها، لا سيَّما إذا لم يستنكرِ العلماءُ قولَه قبلك.

        • أن يتصدرَ في سنٍّ صغيرة:
        قال الشافعي: إذا تصدر الحدثُ، فاته علمٌ كثير، وقال عمر: تفقَّهوا قبل أن تسودوا؛ أي: إن الإنسان يُشغَلُ بعد تولِّي المناصب، فلا يتفرَّغ لتحصيل العلم كما ينبغي، وهذا مشاهد، ولذلك تقع الآفة في أكثر الأحيان ممن تصدَّروا قبل الأهليَّة، ويتطور الأمر بهم إلى أنْ يظنوا في أنفسهم إمامة المسلمين وحياطة الدين، وأن كلَّ مَن يخالفهم فقد خرج من ربقة الإسلام؛ لوقوعه في الأئمة الأعلام!

        • أن يصنِّفَ في سنٍّ صغيرة:
        لأن التصنيف قبل التأهُّل نظير التصدُّر قبل التأهُّل؛ كما أنه يجعل طالب العلم يقدِّم المفضول على الفاضل، ويحيد عن مراتب الطلب الصحيحة، ويجهلُ كثيرًا من أصول الطلب التي لا يصحُّ أن يجهلَها الطالب، وهذا أكثر ما يوجد في طلبة الماجستير والدكتوراه مع الأسف الشديد؛ لأن هذه الرسائل العلمية عادة تكون مختصة جدًّا، ومعلوم أنَّ مرتبة التخصُّص تسبقها مراتبُ أخرى، وهذا الطالب يعلمُ عِلْمَ اليقين أنه لم يمرَّ بهذه المراتب، ولكن بعد انتهائه من رسالته العلمية يحسب أنه قد استوفى هذه المراتب، أو أنه لا يحتاجها الآن بعد أنْ أنهى ما بعدها، فمثلاً تجده كَتَبَ رسالة علمية عن "اعتراضات فلان على فلان في كتاب كذا"، وهذه مرتبة تسبقُها مرتبةٌ أخرى، وهي معرفة أصول المناظرة، والاعتراض، والجواب، ونحو ذلك، وتسبقُها مرتبة أخرى، وهي الاطلاع على كُتب فلان وفلان، ومعرفة مقاصدها، وتسبقُها مرتبةٌ أخرى، وهي معرفة مذاهب العلماء في مسائل هذا العلم، ومعرفة الراجح والمرجوح منها، وتسبقُها مرتبة أخرى، وهي معرفة أصول هذا العلم على وجه الإحاطة، وتسبقها مرتبة أخرى، وهي معرفة مبادئ هذا العلم التي يَنْبَنِي عليها.

        فإذا حصل هذا الطالب على امتياز مع مرتبة الشرف في رسالته العلمية، تراه يظنُّ باستجراء الشيطان له أنه قد حصل هذه المراتب جميعًا، مع أنه لا يكاد يعرفُ منها شيئًا.

        • أن يتخذَ تلامذة ومريدين يهديهم السبيل:
        كهذا الذي تصدَّرَ مجالس التدريس وهو لم يبلغ العشرين بعد! واجتمع له من الطلبة مَن يحمل له الحِذاء، ومَن يُقبِّل يدَه... إلخ.

        والعجب في هذا الذي سوَّلت له نفسه أن يتصدَّرَ في مثل هذا العُمر، وكذلك العجب من هؤلاء الطلبة الذين لو كان لهم مسكة مِن عقلٍ لما وقعوا في هذه الجهالة، وكذلك العجب من أهل العلم الذين تركوا الفرصةَ لمثْل هذا، وكذلك العجب من أُولِي الأمر الذين لم يضربوا على أيدي هؤلاء بقبضة من حديدٍ؛ لمنع هذه التفاهات من الرويبضة.

        • أن يتكلَّم في كلِّ فنٍّ:
        الكلام في كلِّ فنٍّ لا بأس به من حيث الأصل، ولكن من علامة المتعالِم أنْ تراه يتكلم في كل فنٍّ بكلامِ مَن أتقنَ هذا الفنَّ وصار من أهله، مع أنَّ عمره لا يكفي لإتقان فنٍّ واحدٍ!

        وقديمًا كان العالم يقضي في فنٍّ واحدٍ خمسين سنة ولا يكاد يستوفيه، وبما أننا في عصر السرعة، صار طالب العلم يقضي في كلِّ فنٍّ سنة واحدة، فيحيط بكل العلوم في أقل مِن عشر سنوات!

        • أن يجادلَ في البدهيات وينكر الواضحات:
        كهذا الذي صنف كتابًا في أصول النحو زعم فيه أن (إن) لا تنصب ما بعدها! وأن (المثنَّى) ينبغي أن يُنصبَ بالألف! وهو وإن كان منسوبًا إلى التخصُّص في هذا الفنِّ، إلا أنَّ مثل هذه الأخطاء تدلُّ على تعالُمٍ واضح، وقد رأيت بعض الطلبة الذين لم يبلغوا العشرين بعد وضع رسالة في مسألة نحْوية، ذَكَرَ فيها أنه جمع ثمانية عشر شاهدًا لمسألة لم يجمعها أحدٌ قبله من أهل العلم! فتراه بسبب هذه المسألة الواحدة يظنُّ أنه قد صار محيطًا بمسائل العلم جميعًا.

        • أن يشكك في كل شيءٍ، ويبيح الاختلاف في كلِّ شيء:
        يزعم ذلك ويقول: لأني لا أستطيع أن أحجر على عقول الناس، وأجبرهم على التقليد، فكل إنسان لا بد أن يقتنعَ بعقله، ويصل إلى الصواب بنفسه! ولا يوجد شيءٌ متفقٌ عليه؛ بل لا يمكن أصلاً معرفةُ الاتفاق على شيء؛ لأن الإحاطةَ بأقوال الناس مستحيلة، وحتى لو اتفقوا، فهذا الاتفاق لا يدلُّ على أن ما سواه باطلٌ؛ بل إنَّ الناس لو اتفقوا، لدلَّ ذلك على جمود الفِكْر، وركود العقول... إلى آخر هذه التُّرَّهَات والبُطَّلات الواضحة.

        والحمد لله ربِّ العالمين.

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
        ردود 0
        28 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة وداد رجائي
        بواسطة وداد رجائي
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 ينا, 2021, 05:31 ص
        ردود 2
        172 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة د. نيو, 27 نوف, 2020, 06:25 م
        ردود 4
        105 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة د. نيو
        بواسطة د. نيو
        ابتدأ بواسطة أحمد محمد أحمد السبر, 23 يول, 2020, 06:53 م
        ردود 0
        65 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة أحمد محمد أحمد السبر
        ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 20 ديس, 2019, 11:46 م
        ردود 3
        93 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة عاشق طيبة
        بواسطة عاشق طيبة
        يعمل...