إتحاف الأمة بفوائد مهمة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mosaab1975 مسلم اكتشف المزيد حول mosaab1975
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 5 (0 أعضاء و 5 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mosaab1975
    3- عضو نشيط
    • 9 يول, 2009
    • 485
    • باحث عن الحق
    • مسلم

    #31
    عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟" قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ: "أَحْسَنْتُمْ" أَوْ "أَصَبْتُمْ" قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ". أخرجه أحمد (4/398 ، رقم 19584) ، ومسلم (4/1961 ، رقم 2531) . وأخرجه أيضًا : البزار (8/104 ، رقم 3102) ، وابن حبان (16/234 ، رقم 7249). قال الإمام النَّووي في "شرح صحيح مسلم": قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (النُّجُوم أَمَنَة لِلسَّمَاءِ, فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُوم أَتَى السَّمَاء مَا تُوعَد) قَالَ الْعُلَمَاء: (الْأَمَنَة) الْأَمْن وَالْأَمَان وَمَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ النُّجُوم مَا دَامَتْ بَاقِيَة فَالسَّمَاء بَاقِيَة. فَإِذَا اِنْكَدَرَتْ النُّجُوم, وَتَنَاثَرَتْ فِي الْقِيَامَة, وَهَنَتْ السَّمَاء, فَانْفَطَرَتْ, وَانْشَقَّتْ, وَذَهَبَتْ, وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَنَا أَمَنَة لِأَصْحَابِي, فَإِذَا ذَهَبْت أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ) أَيْ مِنْ الْفِتَن وَالْحُرُوب, وَارْتِدَاد مَنْ اِرْتَدَّ مِنْ الْأَعْرَاب, وَاخْتِلَاف الْقُلُوب, وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا أَنْذَرَ بِهِ صَرِيحًا, وَقَدْ وَقَعَ كُلّ ذَلِكَ. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَصْحَابِي أَمَنَة لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ) مَعْنَاهُ مِنْ ظُهُور الْبِدَع, وَالْحَوَادِث فِي الدِّين, وَالْفِتَن فِيهِ, وَطُلُوع قَرْن الشَّيْطَان, وَظُهُور الرُّوم وَغَيْرهمْ عَلَيْهِمْ, وَانْتَهَاك الْمَدِينَة وَمَكَّة وَغَيْر ذَلِكَ. وَهَذِهِ كُلّهَا مِنْ مُعْجِزَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    تعليق

    • mosaab1975
      3- عضو نشيط
      • 9 يول, 2009
      • 485
      • باحث عن الحق
      • مسلم

      #32
      من انواع الشكر

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
      الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
      و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
      اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
      أما بعد


      من أنواع الشكر لله الشكر بالقلب و الخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه وترك معصيته وأن تدعو إلى سبيله وتستقيم على ذلك .

      ومن ذلك الإخلاص له والإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير .

      ومن الشكر أيضا الثناء باللسان وتكرار النطق بنعم الله والتحدث بها والثناء على الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الشكر يكون باللسان والقلب والعمل . وهكذا شكر ما شرع الله من الأقوال يكون باللسان .

      وهناك نوع ثالث وهو الشكر بالعمل . . . بعمل الجوارح والقلب ؛ ومن عمل الجوارح أداء الفرائض والمحافظة عليها كالصلاة والصيام والزكاة وحج بيت الله الحرام والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال كما قال تعالى : { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ... } الآية .

      ومن الشكر بالقلب الإخلاص لله ومحبته والخوف منه ورجاؤه كما تقدم والشكر لله سبب للمزيد من النعم كما قال سبحانه : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } ، ومعنى تأذن : يعني أعلم عباده بذلك وأخبرهم أنهم إن شكروا زادهم وإن كفروا فعذابه شديد ، ومن عذابه أن يسلبهم النعمة ، ويعاجلهم بالعقوبة فيجعل بعد الصحة المرض وبعد الخصب الجدب وبعد الأمن الخوف وبعد الإسلام الكفر بالله عز وجل وبعد الطاعة المعصية .

      فمن شكر الله عز وجل أن تستقيم على أمره وتحافظ على شكره حتى يزيدك من نعمه ، فإذا أبيت إلا كفران نعمه ومعصية أمره فإنك تتعرض بذلك لعذابه وغضبه ، وعذابه أنواع؛ بعضه في الدنيا وبعضه في الآخرة .

      ومن عذابه في الدنيا : سلب النعم كما قال تعالى :{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }، وتسليط الأعداء وعذاب الآخرة أشد وأعظم كما قال سبحانه : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ } وقال تعالى : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } فأخبر سبحانه أن الشاكرين قليلون وأكثر الناس لا يشكرون .

      فأكثر الناس يتمتع بنعم الله ويتقلب فيها ولكنهم لا يشكرونها بل هم ساهون لاهون غافلون كما قال تعالى : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } فلا يتم الشكر إلا باللسان واليد والقلب جميعا .



      وبهذا المعنى يقول الشاعر :

      أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا


      والمؤمن من شأنه أن يكون صبورا شكورا كما قال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } فالمؤمن صبور على المصائب شكور على النعم ، صبور مع أخذه بالأسباب وتعاطيه الأسباب ، فإن الصبر لا يمنع الأسباب ، فلا يجزع من المرض ولكن لا مانع من الدواء .

      فلا يجزع من قلة المزرعة أو ما يصيبها ولكن يعالج المزرعة بما يزيل من أمراضها ، فالصبر لازم وواجب ، ولكن لا يمنع العلاج والأخذ بالأسباب .

      فالمؤمن يصبر على ما أصابه ويعلم أنه بقدر الله وله فيه الحكمة البالغة ويعلم أن الذنوب شرها عظيم وعواقبها وخيمة فيبادر بالتوبة من الذنوب والمعاصي .

      فعليك أيها المسلم أن تتوب إلى الله عز وجل حتى يصلح لك ما كان فاسدا ويرد عليك ما كان غائبا . وقد صح في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) ، فقد يفعل الإنسان ذنبا يحرم به من نعم كثيرة . قال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } وقال جل وعلا : { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ... } الآية ، وقال سبحانه : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } فالمصائب فيها دعوة للرجوع إلى الله وتنبيه للناس لعلهم يرجعون إليه .

      فالعلاج الحقيقي للذنوب يكون بالتوبة إلى الله وترك المعاصي والصدق في ذلك ، ومن جملة ذلك العلاج : ما شرع الله من العلاج الحسي فإنه من طاعة الله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « عباد الله تداووا ولا تتداووا بحرام » فالمؤمن صبور عند البلايا في نفسه وأهله وولده شكور عند النعم بالقيام بحقه والتوبة إليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له » رواه مسلم في الصحيح من حديث صهيب ابن سنان رضي الله عنه .


      من موقع سماحة الشيخ بن باز يرحمه الله

      تعليق

      • mosaab1975
        3- عضو نشيط
        • 9 يول, 2009
        • 485
        • باحث عن الحق
        • مسلم

        #33
        امساكية رمضان حول العالم

        2010

        http://salat.chillnite.com/salat/1/index.html

        تعليق

        • mosaab1975
          3- عضو نشيط
          • 9 يول, 2009
          • 485
          • باحث عن الحق
          • مسلم

          #34

          مقال للدكتور عائض القرنى
          أبدع الشيخ الدكتور عائض القرني وكان منصفاً في مقالته التي نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' يوم أمس الخميس تحت عنوان (نحن العرب قساة جفاة) وأتركها لكم للقراءة والتأمل .



          د. عائض القرني



          أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين . ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».



          وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة ، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.



          نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس ، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ، من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ، الشرطي صاحب عبارات مؤذية ، الأستاذ جافٍ مع طلابه ، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ، وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.



          المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا . في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟



          قالوا: الحضارة ترقق الطباع ، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك ، نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا ، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف ، أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.



          بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ، أين منهج القرآن: « وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن » ، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ، « فاصفح الصفح الجميل » ، « ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » . وفي الحديث: « الراحمون يرحمهم الرحمن » ، و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » ، و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا » . عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ، يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة )
          .



          الشرق الأوسط الخميس 06 صفر 1429هـ

          تعليق

          • mosaab1975
            3- عضو نشيط
            • 9 يول, 2009
            • 485
            • باحث عن الحق
            • مسلم

            #35
            فضفضة ايمانية
            لفضيلة الشيخ المحدث ابي اسحاق الحويني

            حفظه الله من كل سوء و رعاه
            بتاريخ 28 / 07 / 2010
            بعد عودته من ديار المانيا بفضل الله
            و نسأل الله ان يعافي الشيخ و يرفع من قدره و ان يبارك في عمره



            عنوان الحلقة
            (( الطعن على صحيح البخاري نفق مظلم من دخله بغير مصباح ارتطم وجهه بالحائط ))





            الجودة الممتازة
            جودة متوسطة
            رابط صوت
            الجودة الممتازة 3gp
            جودة متوسطة rmvb
            رابط صوت rm

            جزاكم الله خيرا
            وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
            وعلى آله وصحبه وسلم
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=175297




            نقلاً عن فرسان السنة جزاهم الله خيراً

            تعليق

            • mosaab1975
              3- عضو نشيط
              • 9 يول, 2009
              • 485
              • باحث عن الحق
              • مسلم

              #36
              بركة السحور.. حقيقة علمية

              بركة السحور.. حقيقة علمية


              تعتبر وجبة السحور من الوجبات الرئيسة في شهر رمضان المبارك، وقد أكد الأطباء على أنها أهم من وجبة الإفطار، لأنها تعين المرء على تحمل مشاق الصيام، ولذا أوصى رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسحور وحث عليه
              فقال: (تسحروا فإن في السحور بركة).
              وسبب حصول البركة في السحور أن هذه الوجبة تقوي الصائم وتنشطه وتهون عليه الصيام، إضافة إلى ما فيها من الأجر والثواب بامتثال هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
              ومن المهم تأخير هذه الوجبة قدر الإمكان إلى قبيل أذان الفجر حتى تساعد الجسم والجهاز العصبي على احتمال ساعات الصوم في النهار، كما أن ذلك هو السنة، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور، كما روى عمرو بن ميمون , قال: " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحورا".
              ولهذه الوجبة المباركة فوائد صحية تعود على الإنسان الصائم بالنفع وتعينه على قضاء نهاره بالصوم في نشاط وحيوية.
              وأكد باحثون أن هذه الوجبة تحتوي على قيمة غذائية عالية، ويعتبر الفول من الأطباق وذلك لأنه مصدر مهم للمواد الكربوهيدراتية‏، البروتينيات‏,‏ والمعادن‏,‏ والفيتامينات‏,‏ كما يساعد على خفض الكوليسترول ويفيد في حالة ضغط الدم المرتفع‏,‏ وفي الوقاية من الإمساك والبواسير، وهو غذاء مفيد لمرضى السكر‏,‏ ويقي من أمراض القلب والشرايين‏,‏ كما يساعد على تنظيم وظائف القولون‏.‏
              وقد كشفت بعض البحوث العلمية الأخيرة عن احتواء الفول على مواد مضادة للسرطان‏,‏ وخصوصاً سرطان الثدي وأمراض أخرى‏,‏ ويعتبر الليمون الذي يضاف إلى الفول شفاء من السموم، أما إضافة زيت الزيتون إلى الفول فهو يساعد على المحافظة على الشباب والحيوية‏,‏ ويقلل من نسبة الكوليسترول‏,‏ ونسبة الإصابة بأمراض القلب والسرطان‏.

              وأشارت نتائج بحوث أجريت بجامعة هارفارد الأمريكية، إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تقل في النساء اللاتي يتناولن زيت الزيتون في غذائهن لأكثر من مرة في اليوم الواحد‏,‏ إضافة إلى ما أثبته باحثون في كاليفورنيا من أن زيت الزيتون يقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب ويساعد في علاج حموضة المعدة والقرحة، وفي علاج جفاف الجلد والشعر ومقاومة الإمساك‏.


              أما الزبادي الذي يتناوله الصائمون في السحور فهو غذاء مشبع له فوائد غذائية وصحية عديدة‏,‏ فهو غني بالبروتينات والدهنيات‏,‏ والفيتامينات‏,‏ والمعادن، كما يساعد في الوقاية من الأمراض لأنه يكسب الجسم المناعة ضد البكتريا‏,‏ والفيروسات‏,‏ والسرطان‏,‏ كما يحتوي على بكتريا اللبن‏,‏ وهي ميكروبات نافعة تعيش في الأمعاء وتشكل درعاً واقياً ضد الميكروبات الضارة التي تغزو الجهاز الهضمي‏.‏
              كما يفيد الزبادي في الوقاية من قرحة المعدة‏,‏ وفي تقليل التأثيرات الضارة التي يسببها تدخين السجائر في بطانة المعدة‏,‏ ويفيد أيضاً في الوقاية من أمراض القلب والشرايين‏,‏ وفي تخفيض مستوى الكوليسترول.
              وأكدت الدراسة أن تأخير هذه الوجبة لكي تستطيع أن تصمد في المعدة من 7 لـ 9 ساعات، فتساعد على تلافى الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام تقريباً كما تمده بحاجته من الطاقة، ويفضل ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من السكر أو الملح لأن السكر يبعث على الجوع، والملح يبعث على العطش.
              كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : (ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور).
              ويحصل السحور بما تيسر من الطعام، ولو على تمر، لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( نعم سحور المؤمن التمر ) رواه أبو داوود. فإن تعذر وجود التمر، فعلى المسلم أن يحرص على شرب الماء, لتحصل له بركة السحور.
              فوائدها كثيرة:
              ـ
              تناول هذه الوجبة المباركة يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان.
              - تساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد.
              - تمنع هذه الوجبة الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم، وتنشط الجهاز الهضمي، وتحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام.
              ـ ومن الفوائد الروحية لهذه الوجبة أنها تعين العبد المؤمن على طاعة الله عز وجل في يومه.
              وتنصح الدراسة الصائم بأن يبدأ فطوره بالتمر والماء أو اللبن كما أوصانا رسول الله، وذلك لاحتواء التمر على سكريات سريعة الهضم والامتصاص، كما نصحت بتناول سائل دافيء كالشوربة والحرص على ارتشاف القليل من الماء أو اللبن على ألا يكون شديد البرودة.
              وأكدت الدراسة على أهمية الفصل بين بداية الفطور وتناول الوجبة الأساسية، لأن ذلك من شأنه أن يتيح الفرصة لامتصاص السكريات والسوائل بسرعة وتهيأة القناة الهضمية لاستقبال الطعام دون حدوث تشنجات.
              ودعت إلى عدم الإسراف في تناول السوائل أثناء أو قبل تناول وجبة الفطور والاكتفاء بكوب واحد أو كوب ونصف من الماء أو العصير معتدل البرودة.

              تعليق

              • mosaab1975
                3- عضو نشيط
                • 9 يول, 2009
                • 485
                • باحث عن الحق
                • مسلم

                #37
                شكر النعم

                شكر النعم


                * إنَّ الشكرَ نصفُ الإيمانِ، والصبرَ نِصْفُه الثانِي،

                وإنَّ المؤمنَ يعيشُ شاكِراً لأِنْعُمِ اللهِ، ويحَيا صابراً على أقدَارِ اللهِ،

                حيثُ يبدأُ يومَهُ مُقِرّاً بِنِعَمِ اللهِ عليهِ ومُعْتَرِفاً بفضلِهِ الذي أسدَاهُ إليهِ بقولِهِ:

                { اللهمَّ ما أصْبَحَ بِي مِنْ نعمةٍ أوْ بأحدٍ مِنْ خَلْقِكَ فمِنْكَ وَحْدَكَ لا شريكَ لَكَ فلَكَ الحمدُ ولَكَ الشكرُ}

                أخرجَهُ أبو داودَ. ويَخْتِمُ بهِ يومَهُ كذلِكَ.

                - وهُوَ عبادةٌ عظيمةٌ ومِنْحَةٌ ربَّانِيَّةٌ كريمَةٌ، يَهَبُها اللهُ - عزَّ وجلَّ - لِعبادِهِ المسلمينَ،

                ويُجَمِّلُ بها أولياءَهُ المُخْلِصينَ.

                - وحقيقةُ الشُّكْرِ:

                ظُهورُ أَثَرِ نِعْمَةِ اللهِ على لِسانِ عبدِهِ ثناءً واعترافاً،

                وعلى قلبِهِ شُهوداً ومحبَّةً، وعلى جوارحِهِ انقياداً وطاعةً.

                - وقد قسَّـم اللهُ تعالَى الناسَ إلى شَكُورٍ وكَفوُرٍ؛ فأبغضُ الأشياءِ إليهِ الكفرُ وأهلُهُ،

                وأحَبُّ الأشـياءِ إليهِ الشـُّكْرُ وأهلُهُ كما قالَ سـبحانَه :

                { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } [الإنسان:3].

                - وجعلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ غايةَ خَلْقِهِ وأمرِهِ، وأثْنَى على أهلِهِ ،

                ووعَدَهُمْ أَحْسَنَ الجزاءِ ومَوْفورَ العَطاءِ، وهيَّأَهُ سبباً لِلمزيدِ مِنْ فضلِهِ، وحارِساً لِنِعَمِهِ.

                - إنَّ المحافظةَ على النِّعمَةِ تستلزمُ دوامَ شُكْرِهَا وكثرَةَ ذِكْرِهَا؛

                تَحَدُّثاً بفضلِ اللهِ وإِظْهَاراً لِمَزِيدِهِ، كما تستلزِمُ البُعْدَ عَنْ مُزِيلاتِ النِّعَمِ

                وجَالِباتِ النِّقَمِ مِنْ نِسْبةِ الإِنْعَامِ إلى غَيْرِ باذلِهِ والفضلِ إلى غيرِ أهلِهِ،

                فَيَنْسَى الْمَرْءُ ربَّها ومُسَبِّبَها ويَنْسُبُها إليهِ غرُوراً وكُفْراً،

                كما فعلَ قارونُ حِينَما نَسَبَ نعمةَ اللهِ عليهِ إلى نفسِهِ فقالَ: بِغُرورٍ

                { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِندِي } [القصص: 78].

                - فكانَ ذلِكَ سبباً في زوالِ النعمَةِ وحُلُولِ النقمَةِ فخسَفَ اللهُ بِهِ وبدارِهِ الأرضَ

                وما كانَ لهُ مِنْ فئةٍ ينصرونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وما كانَ مِنَ المنتصِرِينَ.

                تعليق

                • mosaab1975
                  3- عضو نشيط
                  • 9 يول, 2009
                  • 485
                  • باحث عن الحق
                  • مسلم

                  #38
                  برنامج قصص الانبياء

                  http://www.4shared.com/file/83414590.../__online.html

                  تعليق

                  • mosaab1975
                    3- عضو نشيط
                    • 9 يول, 2009
                    • 485
                    • باحث عن الحق
                    • مسلم

                    #39
                    حتى تكون أسعد الناسْ

                    حافظ علي تكبيرة الإحرام جماعة ..
                    وأكثر المكث في المسجد ..
                    وعوِّد نفسك المبادرة للصلاة لتجد السرور.


                    إياك والذنوب ..
                    فإنها مصدر الهموم والأحزان ..
                    وهي سبب النكبات وباب المصائب والأزمات.


                    اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته ..
                    وحطّ من سيئاتك وجعلك مشهوراً ..
                    وهذه نعمة .


                    لا تعش في المثاليات بل عش واقعك ..
                    فأنت تريد من الناس ما لا تستطيعه ..
                    فكن عادلاً .


                    عش حياة البساطة !!
                    وإياك والرفاهية والإسراف والبذخ ..
                    فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح .


                    انظر إلى من هو دونك ..
                    في الجسم والصورة والمال والبيت والوظيفة والذرية ..
                    لتعلم أنك فوق ألوف الناس .


                    زر المستشفى لتعرف نعمة العافية ..
                    والسجن لتعرف نعمة الحرية ..
                    والمارستان لتعرف نعمة العقل ..
                    لأنك في نعم لا تدرى بها !


                    لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح ..
                    فإياك والوقوع في أعراض الناس ..
                    وذكر مثالبهم والفرح بعثراتهم وطلب زلاَّتهم !


                    اهجر العشق والغرام والحب المحرم ..
                    فإنه عذاب للروح ومرض للقلب ..
                    وافزع إلى الله وإلى ذكره وطاعته !


                    إطلاق النظر إلى الحرام يورث هموماً وغموماً وجراحاً في القلب ..
                    والسعيد من غض بصره وخاف ربه .


                    ما أصابك لم يكن ليخطئك ..
                    وما أخطئك لم يكن ليصيبك ..
                    وجفَّ القلم بما أنت لاقٍ ولا حيلة لك في القضاء .


                    إذا غضب أحد الزوجين فليصمت الآخر ..
                    وليقبل كل منهما الآخر على ما فيه ..
                    فإنه لن يخلو أحد من عيب.


                    لا تظن أن الحياة كمُلت لأحد ..
                    من عنده بيت ليس عنده سيارة ..
                    ومن عنده زوجة ليس عنده وظيفة ..
                    ومن عنده شهية قد لا يجد الطعام ..
                    ومن عنده المأكولات منع من الأكل .!


                    إن وقعت عليك مصيبة أو شدة فافرح بكل يوم يمر ..
                    لأنه يخفف منها وينقص من عمرها ..
                    لأن للشدة عمراً كعمر الإنسان لتتعداه .


                    من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده ..
                    عنده قوت يومه ..
                    فكأنما حيزت له الدنيا .


                    الطعام سعادة يوم ..
                    والسفر سعادة أسبوع ..
                    والزواج سعادة شهر ..
                    والمال سعادة سنة ..
                    والإيمان سعادة العمر كله !


                    بينك وبين الأثرياء يوم واحد ..
                    أما أمس فلا يجدون لذته ..
                    وغد فليس لِي ولا لهم ..
                    وإنما لهم يوم واحد فما أقله من زمن .


                    إن سبّك بشر .. فتذكر أنهم قد سبَّوا ربهم تعالى ..
                    أوجدهم من العدم فشكُّوا في وجوده ..
                    وأطعمهم من جوع فشكروا غيره ..
                    وآمنهم من خوف فحاربوه .


                    رزقك أَعرَف بمكانك منك بمكانه ..
                    وهو يطاردك مطاردة الظل ..
                    ولن تموت حتى تستوفي رزقك .!


                    لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود ..
                    وتنسي النعمة الحاضرة ..
                    وتتحسر على النعمة الغائبة ..
                    وتحسد الناس وتغفل عما لديك .!


                    إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تقشع ..
                    ولا يخيفك رعدها ولا يرهبك برقها ..
                    فربما كانت محملة بالغيث .


                    الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم ..
                    والأصم يتمنى سماع الأصوات ..
                    والمُقعد يتمنى المشي خطوات ..
                    والأبكم يتمنى أن يقول كلمات ..
                    وأنت تشاهد وتسمع وتمشي وتتكلم .!!!


                    ينبغى أن يكون لك حد من المطالب الدنيوية تنتهى إليه ..
                    فمثلا تطلب بيتاً تسكنه وعملاً يناسبك وسيارة تحملك ..
                    أما فتح الشهية على مصراعيها فهذا شقاء .!


                    يظن من يقطع يومه كلّه في اللعب أو الصيد أو اللهو أنه سوف يسعد نفسه ..
                    وما علم أنه سوف يدفع هذا الثمن هماً متصلاً وكدراً دائماً ..
                    لأنه أهمل الموازنة بين الواجبات والمسليات.

                    المصدر : حتى تكون أسعد الناس .. للشيخ عائض القرني

                    تعليق

                    • mosaab1975
                      3- عضو نشيط
                      • 9 يول, 2009
                      • 485
                      • باحث عن الحق
                      • مسلم

                      #40
                      قراءة بلاغية لآيات قرآنية

                      من سورة "إبراهيم" الآيات (24 – 41)




                      من قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ * قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ * اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 24-41].

                      التحليل:
                      سميت السورة "سورة إبراهيم"؛ تخليدًا لمآثر أب الأنبياء، وإمام الحنفاء إبراهيم - عليه السلام - الذي حطَّم الأصنامَ، ورفع رايةَ التوحيد، وجاء بالحنيفية السَّمحاء ودين الإسلام الذي بعث به خاتم المرسلين، وقد قصَّ علينا القرآنُ دعواتِه المُباركات بعد انتهائه من بناء البيت العتيق، وكُلُّها دعوات إلى الإيمان والتوحيد.

                      اللغة:
                      اجتثت: اقتعلت من أصلها، البوار: الهلاك.
                      خِلاَل: جمع خُلَّة، وهي الصُّحبة والصَّداقة النَّافعة.
                      دائبين: الدُّؤوب: مرور الشَّيء في العمل على عادةٍ مُطردة، يقال: دَأَبَ دُؤُوبًا.
                      اجْنُبْنِي: أَبْعِدْني ونَحِّني.

                      التفسير:
                      ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً ﴾: الخطاب للرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد علّق بما بعده من قوله - تعالى -: ﴿ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ﴾ أن كيف اعتمده ووضعه في موضعه اللاَّئق به، ﴿ كَلِمَةً طَيِّبَةً ﴾: هي كلمة التوحيد؛ قال ابن عباس: "الكلمة الطيبة: لا إله إلا الله".

                      ومن أمثلتها كلُّ كلمة حسنة؛ كالتَّسبيحة، والتحميدة، والاستغفار، والتَّوبة، والدعوة إلى الله، وكل كلمة حقَّقت نفعًا للمسلمين أو سرَّتْهم، ونصبت ﴿ كَلِمَةً ﴾ على أنَّها بدل من ﴿ مَثَلاً ﴾، ﴿ كَشَجَرَةٍ ﴾: "نعت شبه جملة لـ كلمة، أو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي كشجرة أَصْلها ثابت؛ أي: ضارب بعُرُوقه في الأرض، ﴿ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾؛ أي: أغصانها مُمتدة نحو السماء؛ قال أبو السعود: ويجوز أنْ يرادَ: وفروعها، على الاكتفاء بلفظ الجنس عن الجمع.

                      ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾: تُعطي ثَمَرها كلَّ وقت وقَّته الله - تعالى - لإثمارها بإرادة خالقها وتيسيره، كذلك كلمة الإيمان ثابتة في قلب المؤمن، وعمله يصعد إلى السماء، وينال بركته وثوابه في كل وقت، والْجُمَلُ: ﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا ﴾ كُلٌّ منها في محل جر نعت.

                      ﴿ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾؛ أي: يبين لهم الأمثال؛ لعلهم يتعطفون، فيؤمنون؛ لأنَّ في ضرب الأمثال زيادة إفهام وتذكير، فإنه تصدير للمعاني بصور المحسوسات.

                      ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ﴾: والكلمة الخبيثة مثل كلمة الكفر والدعاء إليه، أو تكذيب الحق أو ما يعمُّ الكلَّ، أو كل كلمة قبيحة، والكلمة الخبيثة كالشَّجرة الخبيثة في أَثَرِها السيئ، وما تسبب من كراهية بين الناس وإضرار بهم، وقيل: الشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل.

                      ﴿ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ﴾: استُؤصلت، وأخذت جُثتها بالكُليَّة؛ لكون عروقها قريبة من قِشْرة الأرض، ﴿ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾: استقرار عليها، كذلك كلمة الكفر، لا ثباتَ لها ولا بَرَكة ولا نفع يُرجى، ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾؛ أي: يثبتهم على كلمة التوحيد، وعلى الإيمان في هذه الحياة، فلا يزيغون ولا يفتنون، ﴿ وَفِي الْآخِرَةِ ﴾؛ أي: عند سؤال الملكين في القَبْر؛ كما في الحديث الشريف: ((المسلم إذا سئل في القبر، شهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، فذلك قوله - تعالى -: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾)).

                      ﴿ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ﴾؛ أي: لا يهديهم في الحياة الدُّنيا، ولا عند السؤال في القبر، ووصفهم بالظُّلم، إمَّا باعتبار وضعهم الشيء في غير موضعه، وإمَّا باعتبار ظُلمهم لأنفسهم؛ حيثُ بدلوا فطرة الله التي فطر الناس عليها، فلم يهتدوا إلى القول الثابت، أو كل من ظلم نفسه بالاقتصار على التقليد، والإعراض عن البينات الواضحة، فلا يتثبت في موقف الفتن، ولا يهتدي إلى الحق.

                      ﴿ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾: من هداية المؤمنين وتثبيتهم، وإضلال الكافرين، فهو - سبحانه - لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون، وفي إطارِ الاسم الجليل في الموضعين، ﴿ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾، من الفخامة وتربية المهابة ما لا يخفى على ذي عقل.

                      ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾: تعجيب لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أي: ألم تنظر إلى الذين بدَّلوا نعمة الله كفرًا؛ أي: غيَّروا نعمةَ الله بالكُفر والتَّكذيب وعدم الشكر عليها؛ قال المفسرون: هم كُفَّار مكة، فقد أسكنهم الله حَرَمَه الآمن، وجعل عيشهم في السَّعَة، وبَعَثَ فيهم محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلم يعرفوا قَدْرَ هذه النعمة، وكفروا به وكذَّبوه، فابتلاهم الله بالقحط والجدب.

                      ﴿ وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾؛ أي: أنزلوا قومَهم دارَ الهلاك بكفرهم وطغيانهم، ثم فسرها بقوله:
                      ﴿ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴾؛ أي: يكتوون بنارها، ويقاسون آلامها، ويَحترقون بلظاها، جزاءً وفاقًا، {جَهَنَّمَ}: بدل أو عطف بيان من دار البوار، وفي البيان بعد الإبهام ما لا يَخفى من التهويل: ﴿ يَصْلَوْنَهَا ﴾ هذه الجملة (فعل + فاعل + مفعول) حال منها أو من قومهم؛ أي: داخلين فيها مُقاسين لِحَرِّها.

                      ﴿ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴾: على حذف المخصوص بالذَّمِّ، والتقدير: "بئس القرار قرارهم"، أو "بئس القرار جهنم"، دار البوار: مفعول به ثانٍ لأحلوا، جهنم: بدل من دار البوار.

                      وكلمة ﴿ الْقَرَارُ ﴾ تُوحي بالدَّوام والاستمرار؛ أي: استمرارهم في مقاساة النَّار في هذا المستقر.

                      ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ ﴾: ﴿ وَجَعَلُوا ﴾: معطوف على ﴿ وَأَحَلُّوا ﴾، وما عطف عليه داخل معها في حَيِّز الصلة، وحكم التعجيب؛ أي: جعلوا في اعتقادهم وحُكمهم "الله" الفرد الصمد، الذي ليس كمثله شيء، ﴿ أَنْدَادًا ﴾ أشباهًا في التَّسمية أو في العبادة، ﴿ لِيُضِلُّوا ﴾ قومهم الذين يُشايعونهم حسبما ضَلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ القويم، الذي هو التوحيد، ويُوقعوهم في ورطة الكُفْرِ والضلال.

                      ﴿ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾: قل: الأمر لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أي: قل تهديدًا ووعيدًا لأولئك الضَّالين المضلين: ﴿ تَمَتَّعُوا ﴾ بما أنتم بنعيم الدُّنيا وشهواتها ومَتاعها الزَّائل، وما أنتم عليه من كُفْران النِّعم، واستتباع النَّاس في عبادة الأصنام، ﴿ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾؛ أي: مَرَدكم ومرجعكم إلى عذاب النَّار، وفي ذلك من التهديد الشديد والوعيد الأكيد ما لا يوصف.

                      ﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾: قل: الأمر أيضًا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعبادي: خصَّهم بالإضافة إليه تشريفًا وتنبيهًا على أنَّهم المقيمون لوظائف العُبُودية الموفون بحقِّها، وترك العاطف بين الأمرين - قل تمتَّعوا، قل لعبادي - للإيذان بتبايُن حالِهما باعتبار المقول تهديدًا وتشريفًا، والمقول هنا مَحذوف دَلَّ عليه الجواب؛ أي: قل لهم أقيموا وأنفقوا.

                      ﴿ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾: جواب الأمر مَجزوم بحذف النون، وفيه إيذان بكَمَالِ طاعتهم الرسولَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومسارعتهم إلى الامتثال بأوامره ﴿ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ﴾؛ أي: لينفقوا مما أنعمنا عليهم به من الرِّزق خفيةً وجهرًا، والأحبُّ في الإنفاقِ إخفاءُ المتطوَّع به، وإعلان الواجب، والمُرادُ حَثُّ المؤمنين على الشكر لنعم الله - تعالى - بالعبادة البدنية والمالية، وترك التمتُّع بمتاع الدُّنيا والرُّكون إليها، كما هو صنيع الكافرين.

                      ﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ﴾؛ أي: من قبل أن يأتِيَ يومُ القيامة الذي لا انتفاعَ فيه بمُبايعة ولا صَدَاقَة، ولا فِداء ولا شَفَاعة، ففي التعبير شبه تحذير مِمَّا يَحدث في يوم القيامة من انتفاءِ المعاوضة بالمرة، وتخصيص البيع بالذِّكر؛ للإيجاز مع المبالغة في نَفْيِ المعاوضة؛ إذ انتفاءُ البيع يستلزم نَفْيَ الشراء على أبلغ وجه، ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾: لفظ الجلالة مبتدأ، وخبره ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾، وفي جعل المبتدأ الاسم الجليل والخبر الاسم الموصول بتلك الأفاعيل العظيمة، من خَلْقِ السَّمَوات وما فيها من الأجرام، والأرض وما فيها من أنواع المخلوقات، وإنزال الأمطار، وإخراج الثمار، وما يتلوها من الآثار العجيبة - ما لا يَخفى من تربية المهابة والدَّلالة على قوة السلطان.

                      ولَعَلَّ من المفيد ذكر المناسبة بين هذه الآية وما قبلها، فإنَّه لما ذكر أحوال الكافرين لنعم الله - تعالى - وأمر المؤمنين بإقامة مَراسم الطاعة؛ شكرًا لنعمه، شَرَعَ في تفصيل ما يستوجب على كافَّة الأنام المُثابرة على الشُّكر، والطاعة من النِّعم العظام؛ حثًّا للمؤمنين عليها، وتقريعًا للكافرين المخلِّين بها، وقيل: إنَّه لما أطال الكلام في وصف أحوال السُّعداء والأشقياء، خَتَمَ ذلك بذكر الدلائل الدَّالة على وجود الخالق الحكيم، فقال: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾؛ أي: أنزل من السَّحاب المطر، وفي تقدم الجار والمجرور على المنصوب، إمَّا باعتبار كونه مبدأً لنزوله، أو لتشريفه، أو تشويقًا إلى المؤخر.

                      ﴿ فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾الذي أخرج بالمطر من أنواع الزروع والثمار؛ رزقًا للعباد، "من" هنا للتبيين، والثمرات: جمع للدلالة على كثرتها، وتعدُّد أنواعِهَا وأشكالِهَا وطعمها وألوانها ومذاقاتها[1]، و﴿ رِزْقًا ﴾: بمعنى "المرزوق" من المأكول والمشروب والملبوس، فسَبِّحِ الذي أودع في الماء قُوَّةً فاعلة، وفي الأرض قوة قابلة يتولد من اجتماعهما أنواعُ الثمار، وهو قادر على إيجاد الأشياء بلا أسباب، فهو - سبحانه - مُبْدِع الأسباب.

                      قال الشيخ سيد قطب: "وهنا يفتح كتاب الكون على مصراعيه، فتنطق سطوره الهائلة بنِعَم الله التي لا تحصى: السموات والأرض، الشمس والقمر، الليل والنهار، الأنهار والأمطار، هذه الصَّفحات الكونيَّة المعروضة على الأنظار، ولكنَّ البشر لا ينظرون ولا يقرؤون، ولا يتأملون ولا يشكرون، إنَّ الإنسان لظلوم كَفَّار، يجعل لله أندادًا وهو الخالق الرازق المسخِّر لهذا الإنسان، والمشهد الهائل المعروض هنا لأيادي الله وآلائه تسير فيه خُطُوط الرب المبدعة: أفكُلُّ هذا الكون الهائل مسخَّر لذلك المخلوق الصغير؟! السموات ينزل منها والأرض تتلقاه، ثُمَّ تخرج به الثمار، والبحر تجري فيه الفلك بأمر الله مُسخرة، والأنهار تَجري بالحياة والأرزاق في مَصلحة الإنسان، والشَّمس والقمر دائبان لا يفتران، والليل والنهار يتعاقبان، أفكل ذلك للإنسان، ثُم لا يشكر ولا يذكر؟!".

                      ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ﴾: بأنْ أقدرَكم على صنعها واستعمالها، وجعلها في مَنفعتكم تَجري في البحر جريًا تابعًا لإرادتكم بأمره، ومشيئته التي يُناط بها كل شيء.

                      ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ ﴾: بأنْ جَعَلَها مُعدَّة لانتفاعكم؛ حيثُ تتَّخذون منها جداولَ تسقون بها زروعكم، وكذلك يَسَّرَها لكم، ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ﴾، يدأبان في سيرها وإنارتِها أصالةً وخلافةً، وإصلاحها لما يناط بها صلاحه من المكونات، فنحنُ نُلاحظ ونُشاهد بأعيننا الشمس والقمر يَجريان بانتظام لا يفتران، وفيها صلاح أنفسنا ومَعاشنا وصلاح زروعنا.

                      ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾؛ لتسكنوا في الليل، ولتبتغوا من فضله بالنهار[2]، فهما يتعاقبان خلفةً لمنامكم ومعاشكم، ولعقد الثمار وإنضاجها.

                      وفي التعبير بالتسخير في شأن الفلك والأنهار والشمس والقمر، مع ما فيها من صُعُوبة المأخذ وعِزَّة المنال، ما يدُلُّ على عظم السلطان وشِدَّة المحال.

                      وإبراز كل نعمة في جُملة مُستقلة تنويهًا بشأنها، وتنبيهًا على رفعة مكانتها، وتنصيصًا على أنَّ كلَّ نعمة منها مُستوجبة للشكر.

                      ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ﴾؛ أي: أعطاكم من كل ما تحتاجون إليه من النِّعم، وما يُصلح أحوالَكم ومَعَاشكم مِمَّا سألتموه بلسان الحال أو المقال.

                      قال أبو السعود: "أعطاكم بعض جميع ما سألتموه حسبما تقتضيه مشيئته التابعة للحكمة والمصلحة، أو آتاكم من كل ذلك ما احتجتم إليه ويناط به انتظام أحوالكم على الوجه المقدر".

                      ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾: "إن" للشك؛ أي: لا تطيقون حصرها، ولو إجمالاً، وعَبَّر بالمفرد "نعمة"؛ لأنَّ النعمة الواحدة فيها نعم غير متناهية، فهي أكبر من أن يحصيها عددًا،﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾: الإنسان اسم جنس، "ظَلُومٌ": يظلم النعمة بإغفال شكرها، أو بوصفه إيَّاها في غير موضعها، أو يظلم نفسه بتعرُّضها للحرمان، أو بتعديه حدود الله، "كَفَّارٌ": شديد الكفران، وقيل: ظلوم في الشِّدَّة يشكو ويجزع، كفار في النِّعْمَة يجمع ويمنع، وكلا الوصفين - "ظَلُوم، وكَفََّار" - من صيغ المُبالغة التي تدل على المبالغة في الفعل، فهو - أي: الإنسان - شديد الظلم لنفسه كثير الكفر بنعمة ربه؛ لأنَّه ينصرف عن شكرها.

                      ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا ﴾: ما علاقة هذه الآية بما قبلها؟

                      لما كان الحديث في الآيات السَّابقة عن النعم وشكرها أو كفرها، أتى إبراهيم - عليه السلام - كنموذج كامل للإنسان الشاكر العابد، وأشار إلى نعمة أخرى هي من أَجَلِّ النعم، وهي نعمة "الأمن" في دعوة إبراهيم: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا ﴾، فالبلد مقصود به مكة، ﴿ آمِنًا ﴾؛ أي: يأمن أهله وساكنوه المعيشة فيه، ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾؛ أي: احمني يا رب وجَنِّبْنِي وأولادي عبادة الأصنام، والغرض تثبيته على ملة التوحيد والإسلام.

                      ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ﴾؛ أي: الأصنام أضلَّت كثيرًا من الناس، أو كانت سببًا في ضلالهم، وهو تعليل لدعائه، وإنَّما صدَّره بالنداء؛ إظهارًا لاعتنائه به، ورغبة في استجابته.

                      ﴿ فَمَنْ تَبِعَنِي ﴾: منهم فيما أدعو إليه من التوحيد ومِلَّة الإسلام، ﴿ فَمَنْ تَبِعَنِي ﴾، قال ذلك - عليه السلام - مُبالغة في بيان اختصاصه به؛ أي: متصل بي لا ينفك عني في أمر الدين.

                      ﴿ وَمَنْ عَصَانِي ﴾: التعبير بالعصيان يُؤذِن بأن إبراهيم - عليه السلام - مستمر على الدعوة، فعصيان مَن عصى لا ذنبَ لإبراهيم فيه.

                      ﴿ فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾: قادر على أنْ تغفرَ له ابتداءً أو بعد توبته[3].
                      .
                      ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ﴾: آثر - عليه السلام - ضمير الجماعة؛ لأنَّ الدُّعاء المصدَّر به وما أورده بصدد تمهيد مبادئ إجابته من قوله: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ ﴾ الآية - متعلق بذرِّيته، فالتعرض لوصف ربوبيته - تعالى - لهم أدخل في القبول وإجابة المسؤول.

                      ﴿ مِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾؛ أي: من أهلي - ولدي إسماعيل وزوجي هاجر[4] - ﴿ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ﴾، وهو وادي مكة - شرفها الله -﴿ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾: عند ظرف لـ"أسكنت"؛ إذ المقصود إظهار كون الإسكان مع فُقدان أسباب المعيشة لمحصن التقرُّب إلى الله - تعالى - والالتجاء إلى جواره الكريم،﴿ الْمُحَرَّمِ ﴾: وصف للبيت؛ حيث حرَّم التعرض له والتهاون به، وهذا يدل على عزة المُلْتَجِئ وعصمته من المكاره.

                      ﴿ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾، وهو متعلق بـ"أسكنت"، وتخصيص الصلاة بالذكر لفضلها وعلو مكانتها، فهي عماد الدين، وتكرير النِّداء وتوسيطه لإظهار كمال العناية بإقامة الصلاة؛ أي: إنَّ الغرض من إسكانهم بذلك الوادي البلقع هو المقصد الأسمى، والمطلب الأسنى، وكل ذلك لتمهيد مَبادِئ إجابة دعائه وإعطاء مسؤوله.

                      ﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾؛ أي: فاجعل قلوبَ النَّاس تسرع إليهم شوقًا، "من" هنا للتبعيض؛ قال ابن عباس: "لو قال: أفئدة الناس، لازدحمت عليهم فارس والرُّوم والناس كلهم، ولكن قال: ﴿ مِنَ النَّاسِ ﴾، فهم المسلمون"، والمسؤول أو المرجُوُّ هنا توجيه القلوب إليهم للمساكنة معهم، لا لتوجيهها إلى البيت للحج، وإلا لَقيل: تهوي إليه، وتهوي من باب عَلِمَ؛ أي: يُحبُّ، وتعديته بإلى؛ لتضمنه معنى الشوق والنزوع[5].

                      ﴿ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ ﴾؛ أي: ارزق ذريتي في ذلك الوادي القفر من أنواع الثمار من فضلك، ومَنْ ينحاز إليهم من الناس، ولم يخص الدعاء بالمؤمنين منهم؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 126]؛ اكتفاءً بذكر إقامة الصلاة، ﴿ مِنَ الثَّمَرَاتِ ﴾: من أنواعها، وقد استجاب الله دعاءَ إبراهيم - عليه السلام - فجعل مكة حرمًا آمنًا يُجبى إليها ثمراتُ كل شيء، حتى إنَّه ليجتمع فيه الفواكه الربيعية والصيفية والخريفية في يوم واحد، ﴿ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾: تلك النعم بأداء مراسم العبودية.

                      ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ﴾؛ أي: تعلم ما نظهره وما لا نظهره، فإنَّ علمه - تعالى - مُتعلق بما لا يخطر بباله، مما فيه من الأحوال الخفية، فضلاً عن إخفائه، وتقديم ما نخفي على ما نُعلن؛ لتحقيق المساواة بينهما في تعلق العلم بهما على أبلغ وجه، وتكرير النِّداء للمبالغة في الضَّراعة والابتهال، وضمير الجماعة؛ لأن المراد ليس مُجرد علمه - تعالى - بسرِّه وعلنه، بل بجميع خفايا الملك والملكوت، وقد حققه بقول الاعتراض: ﴿ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾ لما أنه العالم بالذَّات، فما من أمر يدخل تحت الوجود، كائنًا ما كان في الأزمان إلاَّ ووجوده في ذاته علم بالنسبة إليه - سبحانه - ولفظةُ "في" مُتعلقة بمحذوف ومعه صفة لشيء؛ أي: من شيء كائن فيهما، وتقديم الأرض على السَّماء باعتبار القرب والبعد منَّا، المستدعيَيْن للتفاوت بالنسبة إلى علومنا، والالتفات من الخطاب إلى اسم الذات المستجمعة للصفات الجليلة، والنعوت الكاملة لتربية المهابة والإشعار بعلَّة الحكم على نهج قوله - تعالى -: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، و"من" للاستغراق، يعني أنَّ علمَه مُحيط بجميع خفايا الملك والملكوت.

                      ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ﴾[6]؛ أي: مع كبري ويأسي عن الولد، قيَّد الهبة به؛ استعظامًا للنعمة، وإظهارًا لشكرها.

                      ﴿ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾؛ أي: مُجيب لدعاء من دعاه، "سميع" من أبنية المبالغة العاملة عمل الفعل، أضيف إلى مفعوله، وهو مع كونه من تتمة الحمد والشكر؛ إذ هو وصف له - تعالى - بأن ذلك الجميل سنته المُستمرة، فهو تعليلٌ على طريقة التذييل للهبة المذكورة، وفيه إيذان بتضاعف النِّعمة فيها؛ حيث وقعت بعد الدعاء بقوله: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، فاقترنت الهبة بقبول الدعوة.

                      ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾: هذه هي الدعوة السادسة من دعوات إبراهيم - عليه السلام - أي: يا رب، اجعلني ممن يحافظ على الصلاة، واجعل من ذريتي من يُقيمها ويُحافظ عليها أيضًا، وهذه خير دعوة يدعوها المؤمن لأولاده، فلا أحبَّ له من أن يكونَ مُقيمًا للصلاة هو وذريته؛ لأنها عماد الدين، وتوحيد ضمير المتكلم مع شمول دعوته لذريته أيضًا؛ حيث قال: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾؛ للإشعار بأنَّه المُقْتَدَى في ذلك، وذريته أتباع له.

                      ﴿ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾؛ أي: دعائي هذا المتعلق بجعلي وجعل ذُرِّيتي مُقيمي الصَّلاة، ثابتين على ذلك، مُجتنبين عبادة الأصنام، ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾: هذه هي الدعوة السابعة، وبها ختم إبراهيم دعاءه الضَّارع الخاشع بالاستغفار له ولوالديه ولجميع المؤمنين، يوم يقوم الناس لرب العالمين.

                      البلاغة:
                      1- ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ﴾ [إبراهيم: 24]، ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ﴾[إبراهيم: 26] تشبيه مرسل مجمل.

                      2- الطباق في "طيبة وخبيثة"، "يذهب ويأتي"، "سرًّا وعلانية"، "تبعني وعصاني"، "نخفي ونعلن".

                      3- ﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾ [إبراهيم: 37]، قال الشريف الرضي: وهذه من مَحاسن الاستعادة، وحقيقة الهُوِيِّ: النُّزول من عُلوٍّ إلى انخفاض كالهبوط، والمُراد: تسرع إليهم شوقًا، وتطير عليهم حبًّا، ولو قال: "تحنُّ إليهم"، م يكن فيه من الفائدة ما في التعبير بـ "تهوي إليهم"؛ لأن الحنين قد يكون من المقيم بالمكان.

                      4- حكمة تعريف البلد هنا: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا ﴾ [إبراهيم: 35]، وتنكيره في البقرة: ﴿ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا ﴾ [البقرة: 126] أنَّه تكرر الدعاء من الخليل، ففي البقرة كان قبل بنائها، فطلب من الله أن تُجعلَ بلدًا وأن تكون آمنًا، وهنا كان بعد بنائها، فطلب من الله أن تكونَ آمنًا؛ أي: بلدُ أَمْن واستقرار، وهذا هو السِّرُّ في التفريق بين الآيتين.


                      اللهم ارزقنا فهم أسرار كتابك.

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                      [1] قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 99]، وقال تعالى: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الرعد: 4]، وقال تعالى: {﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 27 - 28].

                      [2] ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 10 - 11].

                      [3] تعبير ينشر ظلال المغفرة والرحمة، وتحت هذا الظل يتوارى ظل المعصية.

                      [4] روي أن "هاجر" لما ولدت إسماعيل، غارت منها "سارة" زوجة إبراهيم، فأمره الله - تعالى - أن يَحْمِلَ ولده إسماعيل مع أُمِّه من الشام إلى مكة، فوضعها عند دوحة مكان زمزم، فأظهر الله - تعالى - عين زمزم.

                      [5] قيل: إنَّ أولَ آثار هذه الدعوة ما رُوي: أنَّه مرَّت رفقة من جرهم تريد الشام، فرأوا الطير تحوم على الجبل، فقالوا: إنَّ هذا الطائر لعائق على الماء، فأشرفوا فإذا هم بهاجر، فقالوا لها: إن شِئْتِ كُنَّا معكِ وآنسناكِ والماء ماؤكِ، فأذنت لهم، وكانوا معها إلى أن شبَّ إسماعيل - عليه السلام - وماتت هاجر، فتزوج إسماعيل منهم كما هو المشهور.

                      [6] روي أنه وُلِد له إسماعيل وهو ابن تسع وتسعين سنة، وولد له إسحاق وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة.

                      تعليق

                      • mosaab1975
                        3- عضو نشيط
                        • 9 يول, 2009
                        • 485
                        • باحث عن الحق
                        • مسلم

                        #41
                        العلاج بالصدَقَة بين العلم والإيمان

                        العلاج بالصدَقَة بين العلم والإيمان


                        منذ أربعة عشر قرناً حدثنا النبي الكريم عن مداواة المرضى بالصدقات، فهل فعلاً الصدقة تشفي من الأمراض، وكيف نقتنع بذلك في عصر المعلومات اليوم؟......

                        في عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم نرى كثيراً من الناس لا يقتنعون بالعلاج النبوي الشريف، بحجة أن العلم قد تطور ويجب أن نلجأ دائماً للأطباء. ولكننا نرى بالمقابل أن الغرب الملحد قد بدأ باكتشاف وسائل علاجية جديدة تعتمد على الكلام فقط مثل البرمجة اللغوية العصبية.

                        فمن أهم أساليب هذه البرمجة أن يسترخي المريض ويكرر عبارة مثل "يجب أن أقاوم هذا المرض لأنه باستطاعتي التغلب عليه"، وقد لاحظ علماء البرمجة أن هذه المعلومة إذا ما كررها الإنسان عدة مرات وبخاصة قبل النوم وعند الاستيقاظ فإنها تساهم في شفاء هذا المريض وتجعل جسمه أكثر مقاومة للمرض، والسؤال كيف يحدث ذلك؟

                        إن المعلومة التي تحملها هذه العبارة وغيرها من العبارات تؤثر في خلايا الدماغ وخلايا الدماغ تعتمد في عملها على المعلومات أيضاً، بل إن جسم الإنسان بأكمله عبارة عن شبكة معلومات دقيقة جداً، وإن أي خلل في نظام عمل هذه الشبكة سيؤدي إلى ظهور الأمراض.

                        ولذلك نجد أن كتب البرمجة اللغوية العصبية اليوم هي الأكثر مبيعاً في العالم بسبب الفوائد التي يجنيها قراء هذا النوع من الكتب، ولكن ربما نعجب إذا علمنا أن النبي الكريم هو أول من وضع أساساً لهذا العلم، فلو تأملنا تعاليمه صلى الله عليه وسلم وجدناها بمثابة إعادة برمجة لحياة الإنسان بالكامل.

                        يقول علماء البرمجة اليوم إن الصدقة ضرورية جداً أي أن تعطي المال لمن يحتاجه، فذلك سيجعلك تشعر بالقوة وأنك تقدم شيئاً مفيداً وسوف يمنحك إحساس بالراحة النفسية، وهذا الإحساس ضروري لكي تزيد من مناعة جسمك.

                        إذ أن جهاز المناعة يتأثر كثيراً بالحالة النفسية للإنسان، فكلما كانت الحالة النفسية أكثر استقراراً كان جهازك المناعي أقوى وكانت مقاومتك للمرض أكبر، وكلما كان حالتك النفسية مضطربة وغير مستقرة فإن مناعة جسمك تنخفض بشكل كبير.

                        ولذلك يمكننا القول إن الصدقة هي معلومة أيضاً، تصل إلى الدماغ وتمارس عملها الإيجابي، بعكس الفيروسات التي هي عبارة عن أشرطة معلومات تصل إلى خلايا الجسم وتمارس عملها بشكل تدميري، فالفيروس لا يملك أسلحة أو معدات أو مواد كيميائية أو عناصر حية، كل ما لديه شريط المعلومات (د.ن.آ) أو(ر.ن.آ)، وهذا الشريط يعطي تعليمات للخلية لتصنع فيروسات جديدة، مما يؤدي إلى تكاثر الفيروسات وانفجار الخلية.



                        الفيروس عبارة عن شريط معلومات يحيط به غلاف، وكل ما يقوم به الفيروس هو التدخل في برنامج الخلية والسيطرة عليه وتسخيره لمصلحة هذا الفيروس، ويستخدم الفيروس شريط المعلومات الذي لديه من أجل تحقيق ذلك، وبالتالي تحدث الأمراض التي قد تنتهي بالموت.

                        قوة الخلية هنا تعتمد على قوة البرنامج الذي تحمله، هذا البرنامج يمكن تقويته من خلال معلومات نغذي بها خلايانا باستمرار، ومن هذه المعلومات "الصدقة"، فإنك عندما تتصدق وتعطي المال للفقير، أو تنفذ عملاً لإنسان محتاج، أو حتى عندما تبتسم لأخيك، فإن الدماغ يتلقى معلومة ويعالجها داخل خلاياه، هذه المعلومة تساهم في تغذية جهاز المناعة وتطوير عمل الخلية.

                        ويمكنني عزيزي القارئ أن ألجأ إلى تشبيه بسيط لتقريب فهم آلية عمل الصدقة داخل الجسم، وأضرب لك مثلاً من جهاز الكمبيوتر الذي تستعمله، ألا يحتاج بشكل دائم إلى تحديثات وتطويرات لتحسين أدائه؟ الكمبيوتر الذي يحوي برامج ضعيفة من السهل اختراقه والسيطرة عليه، بينما الكمبيوتر الذي يحوي برامج متطورة ويتم تحديثها باستمرار يصعب اختراقه أو السيطرة عليه.

                        ولذلك اعتبر النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أن الصدقة تداوي المرض، بل تدفع عنا أعراض هذا المرض، يقول عليه الصلاة والسلام: (داووا مرضاكم بالصدقة فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض) [رواه الديلمي].

                        ولذلك أخي الحبيب عندما يشتد المرض بك أو بأحد معارفك فانصحه بأن يكثر من الصدقة، وإنفاق المال، والصدقة لا تقتصر على إنفاق المال، بل إن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأن تزيح الأذى عن الطريق صدقة، وأن تتكلم كلمة طيبة صدقة، وأن تؤدي خدمة لمن يحتاجها صدقة......

                        ولا تنس بالطيع الأجر العظيم الذي ينتظرك يوم القيامة، فأنت عندما تتصدق بما يقابل قيمة تمرة واحدة، فإن الله يتقبلها وينمّيها لك حتى تجدها أمامك يوم القيامة بحجم الجبل، هذا في الآخرة وفي الدنيا فإن هذه الصدقة هي تصرف نبيل منك يتلقاه دماغك على أنه شيء إيجابي يساهم في شفائك من الأمراض وتحسين حالتك النفسية بل ومنحك القوة.

                        تعليق

                        • mosaab1975
                          3- عضو نشيط
                          • 9 يول, 2009
                          • 485
                          • باحث عن الحق
                          • مسلم

                          #42
                          أفكار للحفاظ على ميزانية العائلة !!

                          أفكار للحفاظ على ميزانية العائلة !!

                          من مقالات الاستـــاذ جــــاسم المــطوع

                          ليس المهم أن نحصل على المال، فان الحصول عليه سهل وميسر، خصوصا في مجتمع مثل مجتمعنا يعيش في رغد من العيش والفضل لله تعالى لكن المهم هو المحافظة على المال الذي تحصل عليه ومعرفة كيفية إنفاقه بحكمة وتدبير.
                          سئل أحد الأغنياء: كيف جمعت هذه الثروة الضخمة؟!
                          فأجاب: بقلة المصاريف وحسن تدبيرها.
                          فالعبرة إذن ليس الحصول على المال، فالكل يأتيه رزقه كما قدر الله تعالى له، ولكن العبرة في الإدارة والتخطيط، ونحن نقدم 9 أفكار تساعد الزوجين في المحافظة على الميزانية العائلية وتوفير المال.

                          تكليف شخص بالمتابعة
                          1- لابد من أن يكلف الزوجان شخصاً تكون مهمته مراقبة المصروفات ومتابعة الإيرادات للأسرة، وقد يكون الزوج هو المؤهل بالدور أو الزوجة أو أي شخص آخر. المهم ألا تكون المسألة عائمة وضائعة، (على البركة)، بل لا تأتي على البركة إلا عندما يتحرى الإنسان الأسباب ويتابعها.

                          الكتابة
                          2- لابد من كتابة كل دخل الأسرة من الإيرادات سواء كانت هذه الإيرادات من راتب شهري أو مكافأة سنوية أو ميراث أو وصية أو عائد استثماري، وكذلك كتابة ما يصرفه الزوجان يوما بيوم من مطعم ومشروب وملبس وتعليم وأدوية ووسائل اتصال ونقل وأثاث وخدم وغير ذلك.

                          وضع دفتر خاص
                          3- يجب أن يضع الزوجان دفتراً خاصاً للحسابات الأسرية ولا يشترط أن يكون على أنظمة المحاسبة المعتمدة، بل المهم أن تبين فيه الإيرادات والمصروفات والتوفير، ليقوم الزوجان بالمتابعة والمراقبة، وإذا كان أحد الزوجين يحب التعامل مع (الكومبيوتر) فهناك برامج خاصة لمتابعة الميزانية الشخصية.

                          تطوير النظام المحاسبي
                          4- بعد فترة من الكتابة والمتابعة يمكن للزوجين أن يطورا نظامهما المحاسبي، ويستفيدا من تجاربهما السابقة ويضعا جدولا خاصا بهما حسب مصاريفهما وإيراداتهما.

                          كن مرنا
                          5- لابد أن يكون من يتعامل مع التخطيط والميزانيات مرناً. تحسباً للظروف التي قد تحتاج إليها الأسرة من غير حساب، فيكون مستعداً لذلك، بحيث يجعل الميزانية تستوعب أي مستجدات طارئة.

                          تعليم الأبناء
                          6- لابد أن يجلس الزوجان مع أبنائهما للتحدث بخصوص الميزانية، وكتابة الحسابات حتى يتعلم الابن أن الوالدين يخططان للأسرة ويقدران المصاريف. فليس كل ما يشتهيه يشتريه، إلا إذا سمحت الميزانية بهذا كما أن الأبناء يستفيدون من ذلك كيفية إدارة حياتهم المستقبلية.

                          خطط للمستقبل
                          7- إن المحافظة على الميزانية تتطلب معرفة الوالدين بالخطط المستقبلية للعائلة والأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها حتى يستطيعا أن يدخرا من المصروف ما يلبي حاجات الأسرة المستقبلية من بناء البيت وزواج الأولاد والمصاريف الصحية عند الكبر وغير ذلك.

                          الاستعداد للصيف
                          8- أعرف أسرة تسافر إلى دولة أجنبية في كل صيف، والذي يعمله رب الأسرة بعد إعداد الميزانية الشهرية والانتهاء من جميع المصروفات، أنه يحول إلى حسابه في تلك الدولة ما بين 100 إلى 200 د. ك فلا يأتي الصيف إلا وفي رصيده هناك ما بين (1,200 إلى 2,400) د ك. يستفيد منها في الإجازة للراحة والتسلية، فكلما كان الهدف واضحاً كانت الميزانية ملبية لحاجات الأسرة.

                          إبداع في التوفير
                          9- على الزوجين أن يتبنيا أسلوبا مبتكرا للتوفير من الإيرادات حتى تكون الميزانية قوية، فمثلا يسميان أسبوعاً من الأسابيع "لاشئ" ويحاولان التقليل من المصاريف قدر الإمكان. أو أن يقتطعا مبلغا معينا من الإيراد ليدخلاه في حساب معين لا يمس وكأنه مصروف ثابت شهري لكنه يكون للتوفير، أعرف شخصاً لديه أربعة حسابات في البنك، وسألته مرة عن السبب فقال: الحساب الأول: للمصاريف المنزلية، والحساب الثاني: أستخدمه للطوارئ، والحساب الثالث: أوفر فيه للتقاعد، والحساب الرابع: أدخر فيه للإجازة الصيفية، فقلت له والله انه إبداع في التوفير.

                          وختاما فان 9 أفكار تعين من قرأها في المحافظة على ميزانية العائلة

                          تعليق

                          • mosaab1975
                            3- عضو نشيط
                            • 9 يول, 2009
                            • 485
                            • باحث عن الحق
                            • مسلم

                            #43
                            كرتون السيرة النبوية_ قناة الرحمة

                            كرتون السيرة النبوية_ قناة الرحمة

                            http://www.wesamphobia.com/vb/showth...1541#post31541

                            تعليق

                            • mosaab1975
                              3- عضو نشيط
                              • 9 يول, 2009
                              • 485
                              • باحث عن الحق
                              • مسلم

                              #44
                              الاحسان والسعادة

                              الإحسان والسعادة

                              "الإحسان يجعلك أكثر سعادة" عنوان آخر بحث علمي في رحلة البحث عن أسرار السعادة، حيث ثبت أن إنفاق المال على الفقراء يمنح الإنسان السعادة الحقيقية، أليس هذا ما أكده القرآن؟! لنقرأ....

                              لفت انتباهي نص عظيم في كتاب الله تبارك وتعالى يؤكد على أهمية الإنفاق والتصدق بشيء من المال على الفقراء والمحتاجين، ويؤكد الله في هذا النص الكريم على أن الذي ينفق أمواله في سبيل الله لا يخاف ولا يحزن، أي تتحقق له السعادة! يقول تبارك وتعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 261-262].

                              وهكذا آيات كثيرة تربط بين الصدقة وبين سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، ولكن البحث الذي صدر حديثاً ونشرته مجلة العلوم يؤكد على هذه الحقيقة القرآنية!!! فقد جاء في هذا الخبر العلمي على موقع بي بي سي أن الباحثين وجدوا علاقة بين الإنفاق وبين السعادة، وقد أحببتُ أن أنقل لكم النص حرفياً من موقعه ونعلق على كل جزء منه بآية كريمة أو حديث شريف:
                              "يقول باحثون كنديون إن جني مبالغ طائلة من الأموال لا يجلب السعادة لإنسان، بل ما يعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين. ويقول فريق الباحثين في جامعة بريتيش كولومبيا إن إنفاق أي مبلغ على الآخرين ولو كان خمسة دولارات فقط يبعث السعادة في النفس.

                              إنهم يؤكدون أن الإنفاق ضروري ولو كان بمبلغ زهيد، أليس هذا ما أكده الحبيب الأعظم عندما قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) أي بنصف تمرة!! أليس هذا ما أكده القرآن أيضاً بقوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق: 7].

                              ويضيف في البحث الذي نشر في مجلة "العلوم أو سينس" إن الموظفين الذين ينفقون جزءاً من الحوافز التي يحصلون عليها كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. وأجرى الباحثون أولا دراسات على 630 شخصا طلب منهم أن يقدروا مبلغ سعادتهم، ودخلهم السنوي وتفصيلات بأوجه إنفاقهم أثناء الشهر بما في ذلك تسديد الفواتير وما يشترونه لأنفسهم أو للآخرين. وتقول البروفيسورة إليزابيث دان التي ترأست الفريق "أردنا أن نختبر نظريتنا بأن كيفية إنفاق الناس لأموالهم هو على الأقل على نفس القدر من الأهمية ككيفية كسبهم لهذه الأموال". وتضيف "بغض النظر عن حجم الدخل الذي يحصل عليه الفرد فإن أولئك الذين أنفقوا أموالا على آخرين كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين أنفقوا أكثر على أنفسهم.

                              أحبتي! هذه نتائج أبحاثهم، وهذا ما أخبرنا به الله تعالى عندما ربط بين الإنفاق وبين التخلص من الخوف والحزن أي اكتساب السعادة: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274]. ويقول عز وجل: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن: 60].

                              ثم قام الفريق بعد ذلك بتقييم مدى سعادة 16 من العاملين في إحدى المؤسسات في بوسطن قبل وبعد تلقيهم حوافز من حصيلة الأرباح، والتي تراوحت بين 3 آلاف دولار و8 آلاف دولار. وبدا من النتائج أن مقدار الحوافز ليس هو المهم بل أوجه إنفاقها. فأولئك الذي أنفقوا قسما أكبر من حوافزهم على الآخرين أو تبرعوا بها قالوا إنهم استفادوا منها أكثر من أولئك الذي أنفقوا حوافزهم على احتياجاتهم.

                              هذه النتيجة تجعلنا نعتقد أن الإنسان عندما ينفق المال فإنه لا يخسر ولا ينقص ماله بل يزيد!! أليس هذا ما أكده نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عندما قال: (ما نقص مال من صدقة)؟ أي أنك مهما أنفقت من مالك فلن ينقص هذا المال بل سيزيد لأن هذا الإنفاق يعطيك شعوراً بالسعادة مما يتيح لك التفكير السليم في كيفية الحصول على المال بشكل أفضل!

                              ولذلك فإن الله قد تعهد أن يضاعف لك المال الذي تنفقه، يقول تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245]. وربما قرأنا عن أغنى رجل في العالم "بيل غيتس" عندما قرر أن يتبرع بجزء كبير من ثروته يقدر بعشرات المليارات لأنه أحس أنه من الضروري أن يفعل ذلك ليحصل على السعادة!!!

                              وفي تجربة أخرى أعطى الباحثون كل فرد من مجموعة تتألف من 46 شخصا مبلغ 5 دولارات أو 20 دولارا وطلبوا منهم إنفاقها بحلول الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم. وطلب من نصف المشاركين إنفاق ما أعطوا على أنفسهم فيما طلب من الباقين إنفاقه على غيرهم.

                              قال الذين أنفقوا الأموال على غيرهم إنهم يشعرون بسعادة أكبر بنهاية اليوم من أولئك الذين أنفقوا الأموال على أنفسهم، بغض النظر عن قيمة المبلغ الذي أعطي لهم. وتقول دان: إن هذه الدراسة تعطي دليلا أوليا على أن كيفية إنفاق الناس لأموالهم قد تكون بنفس قدر أهمية كم يكسبون.

                              وهنا نتذكر نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام عندما تصدقت عائشة بشاة وأبقت له الكتف لأنه كان يحبه من الشاة الكتف، قالت له عائشة: ذهبت الشاة وبقي الكتف يا رسول الله، قال بل قولي: ذهب الكتف وبقيت الشاة!! فكان ما ينفقه أحب إليه مما يبقيه، وهذا سر من أسرار السعادة يكتشفه العلماء اليوم فقط!

                              ويؤكد الباحثون اليوم أن من أهم أسباب كسب المال أن تنفق شيئاً من المال على من يحتاجه! وهذا يعني أن الإنفاق هو سبب من أسباب الرزق! وهذا ما أكده القرآن عندما ربط بين الإنفاق وبين الرزق الكريم، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 3-4].

                              تقول البروفيسورة إليزابيث "قد يكون إنفاق المال على آخرين طريقا أشد فعالية لتحقيق السعادة من إنفاق المال على الشخص نفسه". ويقول الدكتور جورج فيلدمان أخصائي النفس في جامعة باكينغهام الجديدة "إن التبرع لأغراض الخير يجعلك تشعر أنك أفضل حالاً لأنك في مجموعة. إنه أيضا يجعل الناس ينظرون إليك باعتبارك مؤثراً للغير على النفس". ويضيف "فعلى الصعيد الشخصي إذا قدمت لك شيئا فهذا يقلل احتمال تعديك علي، ويزيد احتمال معاملتك لي بطريقة حسنة"

                              ويضعون نصيحة مختصرة يقولون: "النصيحة ألا تكنز الأموال" وهنا نتذكر التحذير الإلهي: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة: 34-35].

                              إن الله جل وعلا، فرض علينا الزكاة، لأنه يريد لنا السعادة، بل وحذر من كنز الأموال وعدم إنفاقها في أبواب الخير والعلم، وربما يا أحبتي يكون أفضل أنواع الإنفاق في هذا العصر أن ننفق على العلم النافع لتصحيح نظرة الغرب للإسلام، من خلال الإنفاق على الأبحاث القرآنية التي تهدف لإظهار عظمة هذا الدين وعظمة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. وانظروا معي إلى هذه الآية الرائعة: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39].

                              تعليق

                              • mosaab1975
                                3- عضو نشيط
                                • 9 يول, 2009
                                • 485
                                • باحث عن الحق
                                • مسلم

                                #45
                                قوة الشخصية

                                أشياء كثيرة يستطيع الإنسان بواسطتها أن يطور شخصيته، ويجعلها أكثر تأثيراً وفعالية، ولكنه لا يرى إلا القليل منها، في هذه المقالة نكشف بعض الجوانب لقوة الشخصية، وربما يكون القضاء على الخوف أهمها.



                                سئلت سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فردت بكلمة رائعة جمعت فيها صفات شخصية النبي الكريم، قالت: (كان خُلُقُهُ القرآن)! وسوف يكون هذا الحديث منطلقنا في هذه المقالة المهمة لكل منا.
                                الخوف والحزن
                                يؤكد علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أهم شيء في قوة الشخصية هو عدم الخوف، أو ما يعبّر عنه بالثقة بالنفس. ولكن كيف يمكن الحصول على شخصية لا تخاف؟ يعتبر العلماء أن أفضل طريقة للقضاء على الخوف أن تواجه ما تخاف منه. فلا يمكن لإنسان أن يكون قوياً ما لم يعالج ظاهرة الخوف عنده. والمشكلة أن المواجهة تتطلب شيئاً من القوة، إذن العملية عكسية.
                                كذلك يؤكد العلماء على ضرورة أن يظهر الإنسان بمظهر الإنسان الواثق من نفسه فلا يُظهر أية أحزان أو هموم أو ضعف. لأن الظهور بمظهر الإنسان الحزين يعطي انطباعاً بالضعف لدى الآخرين. إذن هنالك تأكيد من قبل العلماء على ضرورة عدم الخوف وعدم الحزن لتكسب الشخصية القوية.
                                هذا ما يقوله العلماء، ولكنني كمؤمن أعود دائماً إلى كتاب الله تعالى. فكثيرة هي الآيات التي تتحدث عن الخوف ونجد تأكيداً من الله تعالى على أن المؤمن لا يخاف أبداً إلا من خالقه عز وجل. يقول تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62-64].
                                والسؤال: لماذا تحدث الله عن الخوف بصيغة الاسم (لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)، بينما تحدث عن الحزن بصيغة الفعل (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)؟ لنتأمل هذه الأشياء:
                                - الخوف هو رد فعل لا شعوري وبالتالي ليس في تحكم الإنسان، فجميع الكائنات الحية تخاف فلذلك جاء بصيغة المصدر (خوف). بينما الحزن هو تصرف شعوري وإرادي، ويمكن لإنسان أن يحزن وآخر ألا يحزن عند نفس الظروف ولذلك جاء بصيغة الفعل (يحزنون).
                                - الآثار والنتائج التي يسببها الخوف أكبر من تلك التي يسببها الحزن، ولذلك قدَّم الله ذكر الخوف على ذكر الحزن في الآية الكريمة.
                                - الخوف يأتي من مصدر خارجي، لذلك جاءت كلمة (عليهم) لتعبر عن المحيط الخارجي الذي يحيط بالإنسان. بينما الحزن يأتي من مصدر داخل الإنسان ولذلك سبق هذا الفعل بكلمة (هم).
                                - لا خوف ...... عليهم : الخوف أولاً ثم (عليهم). للدلالة على سرعة الشعور بالخوف، وهو أجزاء من الثانية. أي أن الخوف هو عمل فجائي مباغت، وهذا ما يقوله العلم.
                                - ولا هم....... يحزنون : (هم) ثم الحزن. للدلالة على أن الإنسان هو الذي يقوم بالحزن وهذا يستغرق زمناً قد يمتد لساعات، أي أن الحزن لا يكون فجائياً.
                                - الخوف يكون من المستقبل بينما الحزن يكون على شيء مضى أو يعيشه في نفس اللحظة، والمستقبل مجهول بينما الماضي معلوم والإنسان يهتم بمعرفة المستقبل أكثر من الماضي لذلك جاء ذكر الخوف أولاً ليطمئن المؤمن على مستقبله، ثم جاء ذكر الحزن ليطمئن المؤمن على ماضيه وحاضره وبالتالي شمل جميع الأزمنة!
                                ولذلك أينما ذكر الخوف والحزن في القرآن نجد الخوف يتقدم على الحزن لهذه الأسباب. حتى إن (الخوف) في القرآن قد تكرر أكثر من (الحزن)، فسبحان الذي أحصى كل شيء عدداً.
                                إن المؤمن الذي يعود نفسه على الخوف من الله تعالى، فلا يخاف أي شيء آخر. وإذا أردت أن تقضي على أي خوف مهما كان كبيراً فما عليك إلا أن تستحضر عظمة الله وتتذكر قوته وعظمته وتقارن ذلك بقوة الشخص الذي تخاف منه وحدوده، لتجد أن كل الدنيا لا تساوي شيئاً أمام قوة الله تعالى. وهذه العقيدة ستجعل الإنسان أكثر قدرة على المواجهة وبالتالي تجعله أكثر قدرة على درء المخاوف.
                                يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية أن هنالك طريقة مهمة لكسب شخصية قوية من خلال التأمل والتفكير والاسترخاء. فيمكنك أن تجلس وتسترخي وتتذكر عواقب الخوف الذي تعاني منه، وبالمقابل تتذكر فوائد قوة الشخصية وعدم الخوف، وهذا سيجعل عقلك الباطن أكثر ميولاً لعدم الخوف، وبالتالي سوف تشعر بالقوة من دون أن تبذل أي جهد فيما بعد.
                                وهذا ما فعلته الآية الكريمة، فقد تحدثت عن ضرورة عدم الخوف، وأعطتنا الطريق لذلك من خلال التقوى (يَتَّقُونَ)، وصورت لنا بعد ذلك نتائج ذلك (لَهُمُ الْبُشْرَى). أي هنالك حلول عملية يقدمها القرآن للقضاء على الخوف، فأنت عندما تكون تقياً فذلك يعني أن علاقتك بالله تعالى ممتازة، ولذلك فسوف تحصل على القوة وتستمدها من القوي سبحانه.
                                الحب والسيطرة
                                يتوهم كثير من الناس ويعتقدون أن السيطرة على الآخرين إنما تكون بالعنف والقوة، وهذا النوع لا يحقق سوى السيطرة الظاهرية. ففي وجودك تجد الآخرين يحترمونك أو يخافون منك، ولكن بمجرد أن تغيب يحتقرونك. وهذه سيطرة سلبية لأنها لا تحقق أي نتيجة، بل نتائجها ضارة.
                                وهنالك سيطرة أكبر بكثير هي السيطرة على القلوب! ولا يمكن أن تحصل على هذا النوع إلا بالمحبة، وأن تجعل الآخرين يطيعونك بمحض إرادتهم وبكل طواعية وانقياد. وهذا ما تمتع به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فقد ملك القلوب والعقول، ولكن كيف ذلك؟
                                يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية من أهم صفات القائد الناجح أن تهتم بمن حولك، وأن تتعلم كيف تصغي لهمومهم ومشاكلهم، وهذه تكسبك قوة واحتراماً في قلوب هؤلاء. كذلك يجب عليك أن تتعلم كيف تتغلب على الانفعالات، فالتسرع والتهور لا يعطيان نتيجة إيجابية.
                                ويقول العلماء إن أفضل طريقة للقضاء على التسرع أو الانفعال أن تكون متسامحاً، ولذلك يقول تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]، ويقول أيضاً: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43]. أي أن الصبر والعفو والتسامح، هو من الأشياء التي تعطي قوة في العزيمة وهذا ما ينعكس على قوة الشخصية.
                                كذلك هنالك صفة مهمة وضرورية لتكون شخصيتك قوية وهي أن تتعلم كيف تكسب ثقة الآخرين، وهذا يمكن تحقيقه بسهولة بمجرد أن تكون صادقاً، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
                                فالصدق يجعل الناس أكثر احتراماً لك، ولكن هنالك فرق بين أن تكون صادقاً لأجل الناس، أو تكون صادقاً لأجل الله تعالى. ففي الحالة الأولى لا تكسب أي أجر في الآخرة لأنك تكون قد أخذت ثواب عملك في الدنيا من احترام الناس وتقديرهم لك وتعاملهم معك وثقتهم بك.
                                أما إذا كان صدقك من أجل الله، فإنك تكسب أجر الدنيا وأجر الآخرة، في الدنيا تكسب الاحترام والثقة والمحبة، وفي الآخرة تكسب الأجر العظيم فتكون مع الأنبياء والصدّيقين والصالحين.
                                القدرة على التحكم بالعواطف
                                إذا أردت أن تكون قوياً في أعين الناس، فيجب أن تنطلق القوة من داخلك! وهذا يعني أن القوة تسكن في أعماق الإنسان، أي في عقله الباطن، فإذا ما تمكنت من إعادة برمجة هذا العقل الخفي، ودرّبته جيداً فسوف تكون إرادتك قويه وقراراتك حاسمة وبالتالي تمتلك شخصية مميزة، ولكن كيف نبرمج العقل الباطن وهو جزء لا شعوري لا نعرفه ولا نحسّ به ولا نراه؟
                                هنالك أمر اسمه التكرار والإصرار والمتابعة، فعندما تكرر أمراً ما وتعتقد بصحته وتستمر على ذلك لفترة من الزمن، فإن العقل الباطن سيستجيب لهذا الأمر ويعتقد به. وقد وجدتُ أن أفضل طريقة لإعادة برمجة العقل الباطن هي أن تتم برمجته على تعاليم القرآن الكريم، وهكذا كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام (كان خُلُقُهُ القرآن).
                                إن عملية حفظ القرآن تتم أثناء تكرار الآيات لمرات عديدة، هذا التكرار له أثر على العقل الباطن، وبخاصة إذا كانت عملية الحفظ مترافقة بالفهم والتدبر والتأمل. فعندما نحفظ قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) [فاطر: 10]. هذه الكلمات عندما نكررها مراراً ونحاول أن نعتقد بها فإن النتيجة ستكون أن عقلنا الباطن سيوقن بأن القوة والعزة والكرامة لا يمكن أن تكون خارج كتاب الله، ولا يمكن لإنسان أن يكون عزيزاً وقوياً إلا بمرضاة الله تعالى.
                                فالعزة لله ونحن نستمد العزة منه، ولذلك وبعدما تنطبع هذه الآية في العقل الباطن، فإن سلوكنا سيتغير بالكامل، لن يكون هنالك أي خوف من أي مخلوق، لأننا سندرك أن العزة والقوة لن تكون إلا مع الله، وبما أننا نعيش مع الله تعالى بكل أحاسيسنا وعواطفنا فهذه هي القوة الحقيقية.
                                إن الحياة عبارة عن مجموعة من المواجهات، قد تكون ناجحة أو تكون فاشلة. ويكفي أن تحس بالانتصار في كل مواجهة حتى يتحقق ذلك الانتصار، ولذلك عندما نقرأ قوله تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160]، فإن ثقة عظيمة تتولد في داخلنا بشرط أن نثق بهذا الكلام وندرك أن الله سيعيننا ويكون بجانبنا في مواجهة أي مشكلة، فقد تكون مشاكل الحياة أكثر صعوبة من المعارك والحروب!!
                                والعجيب في هذه الآية أنها صورت لنا جانبين: إيجابي وسلبي والطريقة العملية لتحقيق الجانب الإيجابي. فهنالك نصر وهنالك خذلان وكلاهما بأمر الله وإرادته، فإذا توكلت على الله أي اعتمدت عليه وسلّمته شأنك وأيقنت بأن الله قادر على كل شيء، فإن الله سينصرك وسيحلّ لك مشاكلك، وهذه الثقة تشكل كما يقول العلماء نصف الحلّ!!
                                أدرك قوتك الحقيقة
                                يعتقد العلماء أن القوى الموجودة في الإنسان كبيرة وهائلة، ولا نستخدم منها إلا أقل من 5 بالمئة! فكل إنسان لديه قوة التأثير، ولديه قوة الإرادة ولديه قوة التركيز والتفكير ولديه كمية كبيرة من الذكاء، ولكنه نادراً ما يستخدمها. إذن يجب علينا أن نتعلم كيف نحرر ونطلق هذه القوى ونستفيد منها.
                                فإذا أردت أن تكون قوي الشخصية فيجب عليك أن تعتقد أن شخصيتك قوية بما فيه الكفاية لمواجهة أي مشكلة أو أزمة بثقة ونجاح. لذلك يجب أن تتعرف على هذه القوى وتتعلم كيف تستثمرها بنجاح. ويمكنك ذلك من خلال دراسة سير بعض الناجحين في الحياة، وتعتقد أنه بإمكانك أن تكون مثلهم.
                                أذكر منذ سنوات وأنا في الجامعة وقد كُلفتُ بإلقاء محاضرة بسيطة لمدة ربع ساعة، وقد كان اعتقادي أنني سأواجه صعوبات في ذلك، وعندما حان موعد المحاضرة وجدت نفسي أتحدث عدة جمل ثم اختلطت الأفكار عندي ولم أعد أعرف كيف أكمل أو كيف أنهي هذه المحاضرة، مع العلم أن حجم المعلومات التي حضرتها كان كبيراً جداً، وقد فشلت المحاضرة.
                                ولكن بعد ذلك "وبعدما تطورت معرفتي بنفسي" طُلب مني أن أقوم بشرح نظريتي في الإعجاز الرقمي، وذلك من أجل إعداد فيلم عن هذا الموضوع، ومع أن هذا الفيلم سيُعرض على لجان علمية وشرعية وهو على قدر من الأهمية، والمنطق يفرض أن أكون أكثر ارتباكاً من المحاضرة التي ألقيتها أمام زملائي وفي جو مريح.
                                ولكن هذه المرة قمت بعمل جديد، فقد أقنعتُ نفسي أنه باستطاعتي أن ألقي محاضرة طويلة وأتحدث فيها عن أشياء مهمة وأن هذا الأمر سهل جداً بالنسبة لي، وكانت النتيجة أن لساني انطلق بشكل مذهل ولم أحس بالوقت مع أن المحاضرة استمرت أكثر من ساعتين!!
                                إذن لم يتغير شيء سوى أنني أدركت أن القوى موجودة في داخلي وتحتاج لمن يحررها وأن باستطاعتي أن أقوم بأي عمل يقوم به شخص آخر. وبعبارة أخرى ولكي نتمكن من القيام بأي عمل مهما كان صعباً فما علينا إلا أن نظن ونعتقد ونوقن أنه باستطاعتنا أن نقوم بهذا العمل، وسوف ننجح في ذلك.
                                قوة اللغة
                                إن اللغة هي الوسيلة الأساسية للاتصال بالآخرين والتأثير عليهم. ولذلك فهي جزء مهم من قوة الشخصية. وفي علم البرمجة اللغوية العصبية تلعب اللغة دوراً كبيراً في إعادة برمجة المعتقدات والأفكار.
                                وقد يعاني كثير من الناس من مشكلة التعبير بدقة عما يريدون. فقد تجد شخصاً لديه أفكار كثيرة ولكنه عندما يريد أن يتكلم لا يعرف ما يجب أن يتكلم به، أو ربما ينسى ما يريد قوله أو يتردد في هذا القول، فما هي الطريقة المناسبة للتغلب على هذه الصعوبة والتي تضعف من الشخصية والتأثير على الآخرين.
                                بعد تجربة طويلة مررت بها لم يكن باستطاعتي التعبير عما أريد، وغالباً ما كنت أتردد في قول العبارات الكثيرة، وأحياناً أرتبك في بعض المواقف. وعندها لم أجد حلاً مناسباً على الرغم من أنني قرأت العديد من كتب علم النفس. لقد وجدتُ طريقة رائعة لامتلاك اللغة السليمة والقوية وهي حفظ القرآن الكريم.
                                فقد بدأتُ ألاحظ على نفسي وأنا أحفظ القرآن وأكرر آياته أن لساني أصبح أكثر مرونة وأكثر تعبيراً. فالقرآن يكسبك قوة هائلة في التعبير عما تريد، فالله تعالى هو القائل: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9]. إذن القرآن يقوّم أي خلل تعاني منه، وهذا الكلام عن تجربة مؤكدة.
                                وأنا أظن بأن البرمجة التي فطر الله الناس عليها موجودة في القرآن الكريم، فقراءتك للقرآن وحفظك له يعني أنك تعيد تشكيل وبناء وبرمجة دماغك للحدود الطبيعية التي خلقك الله عليها، وإذا سألت أي إنسان يحفظ القرآن يستطيع أن يخبرك الشيء ذاته.
                                وأخيراً أخي القارئ
                                كما تلاحظ لا يوجد شيء اكتشفه العلماء حول قوة الشخصية إلا وقد سبقهم القرآن إلى ذكره، ولذلك فإذا أردت أن تحصل على أفضل شخصية فما عليك إلا أن تقرأ القرآن بتدبّر، وتعمل بما قرأت، وهذه هي أقصر طريق لتحظى بسعادة الدنيا والآخرة. ويمكن أن ننظر إلى الشخصية مثل كائن حي يتطور ويتغير ولذلك يجب أن نغيره باتجاه الأفضل، ويجب أن تعلم أن التغيير يبدأ من الداخل، وعليك أن تحفظ قوله تعالى:
                                إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
                                ردود 0
                                28 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة وداد رجائي
                                بواسطة وداد رجائي
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 ينا, 2021, 05:31 ص
                                ردود 2
                                172 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة د. نيو, 27 نوف, 2020, 06:25 م
                                ردود 4
                                105 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة د. نيو
                                بواسطة د. نيو
                                ابتدأ بواسطة أحمد محمد أحمد السبر, 23 يول, 2020, 06:53 م
                                ردود 0
                                65 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة أحمد محمد أحمد السبر
                                ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 20 ديس, 2019, 11:46 م
                                ردود 3
                                93 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة عاشق طيبة
                                بواسطة عاشق طيبة
                                يعمل...