إتحاف الأمة بفوائد مهمة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mosaab1975 مسلم اكتشف المزيد حول mosaab1975
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mosaab1975
    3- عضو نشيط
    • 9 يول, 2009
    • 485
    • باحث عن الحق
    • مسلم

    إتحاف الأمة بفوائد مهمة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة
    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين .
    وبعد فهذه فوائد متنوعة في العقائد والأخلاق والآداب والعبادات والمعاملات جمعتها لنفسي ولأحبابي من المسلمين والمسلمات ، وهي مستفادة من كلام الله تعالى وكلام رسوله محمد وكلام المحققين من أهل العلم وفي مقدمتهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر لنا ولهم ولوالدينا ولجميع المسلمين وسميتها "إتحاف الأمة بفوائد مهمة".( الأصل للشيخ عبدالله بن جار الله)
    أسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها أو طبعها أو قرأها أو سمعها فعمل بها وأن يجعها خالصة لوجهه الكريم ومن أسباب الفوز لديه بجنات النعيم وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    فوائد مهمة
    1- الخلق العظيم
    الخلق العظيم الذي وصف به الله محمداً صلى الله عليه وسلم هو الدين الجامع لجميع ما أمر الله به مطلقاً وحقيقته المبادرة إلى إمتثال ما يحبه الله بطيب نفس وانشراح صدر.
    2- أرجح المكاسب
    أرجح المكاسب : التوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به وأخذ المال بسخاوة نفس من غير أن يكون له في القلب مكانة ولكنه يسعى في تحصيله وتنميته لإقامة ما عليه من واجبات ومستحبات وللاستغناء عن الخلق.
    3- أكمل أنواع طلب العلم
    وأكمل أنواع طلب العلم أن تكون همة الطالب مصروفة في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وفهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه واتباع ذلك وتقديمه على غيره وليعتصم في كل باب من أبواب العلم بحديث عن الرسول  من الأحاديث الصحيحة الجوامع( انظر (طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول) مما اختاره الشيخ عبد الرحمن السعدي من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ص166-167.).
    4- الشكر
    وهو مبني على خمس قواعد : خضوع الشاكر للمشكور له، وحبه له، واعترافه بنعمته والثناء عليه بها وأن لا يستعملها فيما يكره.
    5- الحياء
    الحياء خلق ناشيء عن حياة القلب ورؤية الآلاء (النعم الغزيرة ) ورؤية التقصير في حقوق ربه، ويثمر اجتناب المحرمات والقيام بالواجبات ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : "الحياء لا يأتي إلا بالخير" متفق عليه.
    6- الجود والبخل
    البخل هو منع الحقوق الواجبة ثمرة الشح، والإيثار ثمرة الجود، والجود عشر مراتب: الجود بالنفس، والجود بالراحة، والجود بالعلم، والجود بالمال، والجود بالجاه، والجود بنفع البدن، والجود بالعرض، والجود بالعفو عن جنايات الخلق، والجود بالخلق والبشر والبسطة، والجود بتركه ما في أيدي الناس، وهذا غير الجود بالمال ولكل واحدة من هذه ثمرات جليلة طيبة.
    7- الأدب
    الأدب إجتماع خصال الخير في العبد وهو ثلاثة أنواع:
    أدب مع الله تعالى بأن يصون قلبه أن يلتفت إلى غيره أو تتعلق إرادته بما يمقته عليه ويصون معاملته أن يشوبها بمعصية.
    وأدب مع الرسول عليه السلام بكمال الإنقياد وتلقي خبره بالقبول والتسليم والتصديق وأن لا يعارضه بغيره بوجه من الوجوه.
    وأدب مع الخلق بمعاملتهم على إختلاف مراتبهم بما يليق بهم ويناسب حالهم.
  • علـي
    1- عضو جديد
    • 13 ماي, 2010
    • 53
    • طالب
    • مسلم

    #2

    بارك الله فيك على الموضوع الرائع

    تعليق

    • mosaab1975
      3- عضو نشيط
      • 9 يول, 2009
      • 485
      • باحث عن الحق
      • مسلم

      #3
      الاستغفار يفتح الأقفال

      بسم الله الرحمن الرحيم


      الاستغفار يفتح الأقفال
      د . عائض القرني


      يقول ابن تيمية : إن المسألة لتغلق علي , فأستغفر الله ألف مرةٍ أو
      أكثر أو أقل , فيفتحها الله علي .

      { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً } .

      إن من أسباب راحة البال , استغفار ذي الجلال .

      رب ضارة نافعة , وكل قضاء خير حتى المعصية بشرطها .


      فقد ورد في المسند : " لا يقضي للعبد قضاء إلا كان خيراً له "
      قيل لابن تيمية : حتى المعصية ؟ قال نعم , إذا كان معها التوبة
      والندم والانكسار .
      { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر
      لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً } .


      قال أبو تمام أيام السعود وأيام النحس :
      مرت سنون بالسعود وبالهنا <> فكأنها من قصرها أيام
      ثم انثنت أيام هجر بعدها <> فكأنها من طولها أعوام
      ثم انقضت تلك السنون وأهلها <> فكأنها وكأنها أحلام

      { وتلك الأيام نداولها بين الناس }
      { كأنها يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحها } .

      عجبت لعظماء عرفهم التاريخ , كانوا يستقبلون المصائب
      كأنها قطرات الغيت , أو هفيف النسيم , وعلى رأس
      الجميع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم , وهو
      في الغار , يقول لصاحبه :
      { لا تحزن إن الله معنا } .
      وفي طريق الهجرة , وهو مطارد مشرد يبشر سراقة
      بأنه يسور سواري كسرى !

      بشرى من الغيت ألقت في فم الغار <> وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرار

      وفي بدر يثب في الدرع صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
      { سيهزم الجمع ويولون الدبر }
      أنت الشجاع إذا لقيت كتيبة <> أدبت في هول الردى أبطالها

      وفي أحد - بعد القتل والجرح - يقول للصحابة :
      [ صفوا خلفي , للأثني على ربي ]
      إنها همم نبوية تنطح الثريا, وعزم نبوي يهز الجبال .

      قيس بن عاصم المنقري من حلماء العرب , كان محتبياً يكلم
      قومه بقصة , فأتاه رجل فقال : قتل ابنك الآن , قتله ابن فلانة .
      فما حل حبوته , ولا أنهى قصته , حتى انتهى من كلامه , ثم قال :
      غسلوا ابني وكفنوه , ثم آذنوني بالصلاة عليه !
      { والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس } .

      وعكرمه بن أبي جهل يعطى الماء في سكرات الموت , فيقول :
      أعطوه فلاناً . لحارث بن هشام , فيتناولونه واحداً بعد واحد
      حتى يموت الجميع .






      تعليق

      • mosaab1975
        3- عضو نشيط
        • 9 يول, 2009
        • 485
        • باحث عن الحق
        • مسلم

        #4
        - الأخلاق
        الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان: الصبر والعفة والشجاعة والعدل، فالصبر يحمله على الإحتمال وكظم الغيظ والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة.
        والعفة تحمله على إجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل.
        والشجاعة تحمله على عفة النفس وإيثار معاني الأخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم فإنه بقوة نفسه وشجاعتها أمسك عنانها عن النزع والبطش، وحقيقة الشجاعة ملكة يقتدر بها على قهر خصمه.
        والعدل يحمله على إعتدال أخلاقه وتوسطه بين طرفي الإفراط والتفريط فمنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة، ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان الجهل والظلم والشهوة والغضب( المصدر السابق ص 258-259).
        وجماع حسن الخلق مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والإستغفار والثناء والزيارة له، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال، وتعفوا عمن ظلمك في دم أو مال أو عرض وبعض هذا واجب وبعضه مستحب( المصدر السابق 166.) .
        - الصراط المستقيم
        القول الجامع في تفسير "الصراط المستقيم" هو الطريق الذي نصبه الله لعباده على ألسنة رسله وجعله موصلاً لعباده إليه ولا طريق لهم سواه وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسله بالطاعة وهو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ونكتة ذلك وعقده أن تحبه بقلبك كله وترضيه بجهدك كله فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه ولا تكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته وهذا هو الهدى ودين الحق وهو معرفة الحق والعمل به ومعرفة ما بعث الله به رسله والقيام به علماً وعملاً واعتقاداً ودعوةً فقل ما شئت من العبارات التي هذا أحسنها وقطب رحاها(انظر بدائع الفوائد ج 2 ص 40. ) .
        - ما أمر الله به أن يوصل
        قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ)[سورة الرعد آية: 21] يدخل في هذا ظاهر الدين وباطنه وحق الله وحق خلقه فيصلون ما بينهم وبين الله بالقيام بحق عبوديته والإجتهاد في تكميلها ظاهراً وباطناً، وأمرنا أن نصل ما بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وتصديقه وتحكيمه في كل شيء واتباعه وتقديم محبته على محبة كل أحد، وأمرنا أن نصل ما بيننا وبين الوالدين ببرهم وبصلة الأرحام والقيام بحق الجيران والأصحاب والعيال والمعاملين وجميع المخالطين بأن نأتي إليهم ما نحب أن يأتوه إلينا، وأن نصل ما بيننا وبين الحفظة الكرام الكاتبين بأن نكرمهم ونستحي منهم فهذا كله مما أمر الله به أن يوصل( عدة الصابرين لابن القيم ص 25.).
        - قاعدة في الإنابة
        الإنابة التي تكرر ذكرها في القرآن أمراً ومدحاً وترغيباً وآثاراً جميلة هي: الرجوع إلى الله وانصراف دواعي القلب وجواذبه إليه وهي تتضمن المحبة والخشية والناس في إنابتهم درجات متفاوتة: فمنهم المنيب إلى الله بالرجوع إليه من المخالفات والمعاصي والحامل عليها الخوف والعلم. ومنهم المنيب إلى الله في أنواع العبادات فهو ساع بجهده، ومصدرها الرجاء ومطالعة الوعد والثواب، وهؤلاء أبسط نفوساً من الأولين وكل منهما منيب بالأمرين، ولكن يغلب الخوف على الأولين والرجاء على الآخرين.
        ومنهم المنيب إليه بالتضرع والدعاء وكثرة الإفتقار وسؤال الحاجات كلها مع قيامهم بالأمر والنهي.
        ومنهم المنيب إلى الله عند الشدائد فقط إنابة إضطرار لا إنابة إختيار.
        وأعلى أنواع الإنابات: إنابة الروح بجملتها إليه لشدة المحبة الخالصة المغنية لهم عما سوى محبوبهم، وحين أنابت إليه لم يتخلف منهم شيء عن الإنابة فإن الأعضاء كلها رعيتها وأدت وظائفها كاملة فساعة من إنابة هذا أعظم من إنابة سنين من غيره. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء( طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم ص 218 - 220.) .
        - قاعدة شريفة
        الناس قسمان: علية وسفلية، فالعلية من عرف الطريق إلى ربه وسلكها قاصداً للوصول إليه، والسفلية من لم يعرف الطريق إلى ربه ولم يتعرفها، والطريق إلى الله واحد لا تعدد فيه، وهو صراطه المستقيم الذي نصبه موصلاً لمن سلكه إلى الله. فمن الناس من يكون سيد عمله وطريقه إلى ربه طريق العلم والتعليم قد وفر عليه زمانه مبتغياً به وجه الله فلا يزال عاكفاً على طريق العلم حتى يصل من تلك الطريق إلى الله تعالى ويفتح له فيها الفتح الخاص أو يموت في طريق طلبه فيرجى له الوصول إلى مطلبه.
        ومنهم من يكون سيد عمله الذكر، ومنهم من يكون سيد عمله الصلاة، ومنهم من يكون طريقه الإحسان والنفع المتعدي، ومنهم من يكون طريقه الصوم، ومنهم من يكون طريقه كثرة تلاوة القرآن ومنهم من طريقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنهم من طريقه الحج والإعتمار، ومنهم من يكون طريقه قطع العلائق وتجريد الهمة ودوام المراقبة وحفظ الأوقات أن تذهب ضائعة ومنهم الجامع الفذ السالك إلى الله في كل واد الواصل إليه من كل طريق فهو جعل وظائف عبوديته قبلة قلبه ونصب عينيه وقد شارك أهل كل عمل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم( طريق الهجرتين وباب السعادتين ص 223 - 227.).

        تعليق

        • mosaab1975
          3- عضو نشيط
          • 9 يول, 2009
          • 485
          • باحث عن الحق
          • مسلم

          #5
          ]قاعدة نافعة [/color]
          العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها إلى ربه، ومدة سفره هي عمره والأيام والليالي مراحل فلا يزال يطويها حتى ينتهي السفر، فالكيس لا يزال مهتماً بقطع المراحل فيما يقربه من الله ليجد ما قدم محضراً ثم الناس منقسمون إلى أقسام منهم من قطعها متزوداً ما يقربه إلى دار الشقاء من الكفر وأنواع المعاصي ومنهم من قطعوها سائرين فيها إلى الله وإلى دار السلام وهم ثلاثة أقسام : سابقون أدوا الفرائض وأكثروا من النوافل بأنواعها وتركوا المحارم والمكروهات وفضول المباحات، ومقتصدون أدوا الفرائض وتركوا المحارم، ومنهم الظالم لنفسه الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً وهم في ذلك متفاوتون تفاوتاً عظيماً(طريق الهجرتين وباب السعادتين ص 223 - 226. ) .
          - أحكام المغالبات
          المغالبات ثلاثة أقسام :
          الأول: محبوب مرضي لله ورسوله معين على محابه كالسباق بالخيل والإبل والسهام فهذا يشرع مفرداً عن الرهن ويشرع فيه كل ما كان ادعى إلى تحصيله فيشرع فيه بذل الرهن من هذا وحده ومنهما معاً ولم يكن فيه محلل على الصحيح، ومن الأجنبي، وأكل المال به أكل بحق ليس أكلاً بباطل، وليس من القمار والميسر في شيء.
          والنوع الثاني: مبغوض مسخوط لله ورسوله موصل إلى ما يكرهه الله ورسوله كسائر المغالبات التي توقع العداوة والبغضاء وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة كالنرد والشطرنج وما أشبهها، فهذا محرم لوحده ومع الرهان. وأكل المال به ميسر وقمار كيف كان سواء من أحدهما أو من كليهما أو من ثالث، وهذا باتفاق من المسلمين. فأما إن خلا عن الرهان فهذا حرام عند الجمهور.
          الثالث: ليس بمحبوب لله ولا مسخوط له بل هو مباح لعدم المضرة الراجحة كالسباق على الأقدام والسباحة وشيل الأحجار والصراع ونحو ذلك فهذا النوع يجوز بلا عوض، وأما مع العوض فلا يحل لأن تجويز أكل المال به ذريعة إلى إشغال النفوس به واتخاذه مكسباً لاسيما وهو من اللهو واللعب الخفيف على النفوس فتشتد رغبتها فيه من الوجهين فأبيح بنفسه لأنه إعانة وإجمام للنفس وراحة لها وحرم أكل المال به لئلا يتخذ صناعة ومتجراً فهذا من حكمة الشريعة ونظرها في المصالح والمفاسد ومقاديرها.
          والمسابقة على حفظ القرآن وأخذ الرهان فيه وفي الحديث والفقه وغيره من العلوم النافعة والإصابة في المسائل، جوزه أصحاب أبي حنيفة وشيخ الإسلام ابن تيمية وصورة مراهنة الصديق لكفار قريش على صحة ما أخبرهم به(من غلبة الروم للفرس بعد نزول قوله تعالى: (الـم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ. ) وثبوته ولم يقم دليل على نسخه، وقد أخذ الصديق رهنهم بعد تحريم القمار، والدين قيامه بالحجة والجهاد فإذا جازت المراهنة على آلات الجهاد فهي بالعلم أولى بالجواز وهذا هو القول الراجح( انظر طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول لابن سعدي ص 287 نقلاً عن كتاب الفروسية لابن القيم وانظر كتاب الفروسية ص 4 و 22 - 23.) .
          - كليات الأحكام
          النبي قد نص على كليات الأحكام ما يحرم من النساء وما يحل، فجميع أقارب الرجل من النساء حرام عليه إلا بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته، وحرم في الأشربة كل ما يسكر وقد حصر المحرمات في قوله تعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [سورة الأعراف آية 32] فكل ما حرم تحريماً مطلقاً عاماً لا يباح في حال فهو داخل في هذه المذكورات، وجميع الواجبات في قوله تعالى: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [الآية 29 سورة الأعراف] . فالواجب كله محصور في حق الله وحق عباده، وحق الله على عباده: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقوق عباده العدل، ثم أنه تعالى فصل أنواع الفواحش والبغي وأنواع حقوق العباد في مواضع آخر، ففصل المواريث ومن يستحق الإرث ممن لا يستحقه وما يستحق الوارث بالفرض والتعصيب وبين ما يحل من المناكح وما يحرم وغير ذلك من نصوصه الكلية التي لا يشذ عنها شيء( طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول ص 212 مما اختاره الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وفتاواه، ومؤلفات ابن القيم.).
          - علامات صحة القلب
          1- كثرة ذكر الله تعالى سراً وجهراً وخدمته في كل حال بلا عجز ولا ملل.
          2- إذا فات الإنسان ورده مثل الصلاة مع الجماعة والقراءة وأذكار الصباح والمساء من ليل أو نهار تألم لذلك وتحسر على فواته.
          3- شحه بالوقت يمضي ضياعاً بلا علم ولا عمل ولا ذكر كالشحيح ببذل المال.
          4- الاهتمام بالله وحده دون سواه.
          5- ذهاب الهم في الدنيا وقت الصلاة والاهتمام بها وشدة الخروج منها.
          6- الاهتمام بتصحيح الأقوال والأعمال وإخلاص النيات وتخليص النصيحة من غير غش يمازج صفوها والحرص على اتباع الأمر والنهي الشرعي. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم( انظر (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ج 1 ص 71 – 72 لابن القيم).) .
          - أقسام المشهود عليه
          1- ما لا يقبل فيه إلا أربعة شهود عدول يصرحون برؤيتهم له وهو الزنا واللواط.
          2- ما لا يقبل فيه إلا ثلاثة رجال وهو من عرف بغني إذا ادعى أنه فقير ليأخذ من الزكاة.
          3- ما لا يكفي فيه إلا رجلان عدلان كالحدود والقصاص والنكاح والطلاق والرجعة.
          4- ما يقبل فيه رجلان أو رجل وامرأتان أو شاهد ويمين المدعي وهو المال وما يقصد به المال.
          5- ما يقبل فيه شهادة امرأة عدل وهو ما لا يطلع عليه الرجال غالباً من عيوب النساء والرضاع والجراحات التي لا يحضرها إلا النساء.
          6- ما يقبل فيه شهادة الكفار كالوصية في السفر إذا تعذر وجود غيرهم(القواعد والأصول الجامعة لابن سعدي ص 152 . ).

          تعليق

          • mosaab1975
            3- عضو نشيط
            • 9 يول, 2009
            • 485
            • باحث عن الحق
            • مسلم

            #6
            لــــــــــمـــــــــــــــــــــــــاذا..؟؟؟؟؟

            Why a Jew can grow his beard in order to practice his faith
            عندما يطلق اليهودي لحيته يقولون انه يمارس معتقداته؟


            But when Muslim does the same, he is an extremist and terrorist!
            وعندما يطلقها المسلم يكون متطرف وارهابي ؟؟



            hy a nun can be covered from head to toe in order to devote herself to God
            عندما تتحجب الراهبات من الراس الى القدم فهي قد وهبت نفسها للرب


            But when Muslimah does the same she oppressed!!!
            وعندما تتحجب المسلمه فإنها تعتبر مضطهده !!



            When a western women stays at home to look after her house and kids she is respected because of sacrificing herself and doing good for the household?
            عندما تبقى المراه الغربيه في بيتها لترعى بيتها واولادها فانها محل احترام وتقدير لانها تضحي وتعمل لاجل رعاية بيتها ؟؟


            But when a Muslim woman does so by her will, they say, "she needs to be liberated"!
            وعندما تفعل المسلمه ذات الشيء فإنها بحاجه لان تتحرر ؟؟



            Any girl can go to university wearing what she wills and have her rights and freedom?
            اي بنت تستطيع الذهاب الى الجامعه ولبس ما يحلو لها ولديها مطلق الحق والحريه بذلك





            But when Muslimah wears a Hijab they prevent her from entering her university!
            لكن عندما ترتدي المسلمه الحجاب تمنع من دخول اي مكان للعمل او الدراسه



            When a child dedicates himself to a subject he has potential.
            عندما ينشغل اطفالهم بلعبه معينه فانه مبدع


            But when he dedicates himself to Islam he is hopeless!
            ولكن عندما نعلم اطفالنا دينهم سيصبحون بلا امل ولا مستقبل

            When a Christian or a Jew kills someone religion is not mentioned, but when Muslim is charged with a crime, it is Islam that goes to trial?!
            عندما يقتل المسيحي او اليهودي احد ما لا يذكر الدين :: لكن اذا حوكم المسلم بجريمه فإنه يدان لاسلامه

            When someone sacrfices himself to keep others alive, he is noble and all respect him.
            عندما يكرس احدهم نفسه لحماية الاخرين
            فإنه نبيل ويستحق احترام الجميع

            But when a Palestinian does that to save his son from being killed, his brother's arm being broken, his mother being raped, his home being destroyed, and his masjid being violated -- He gets the title of a terrorist!

            Why? Because he is a Muslim!


            لكن عندما يقوم الفلسطيني بذلك ليحمي طفله من الموت ويحمي يدي اخيه من الكسر وامه من الاغتصاب ومنزله من الهدم ومسجده من التدنيس ::: فإنه ارهابي ؟؟



            When someone drives a perfect car in a bad way no one blames the car!!
            عندما يقود احدهم سياره جيده على طريق خرب لا احد يلوم السياره

            But when any Muslim makes a mistake or treats people in a bad manner - people say "Islam is the reason"???!
            لكن عندما يخطيء اي مسلم او يعامل احدهم بإسلوب سيء يُقال
            " الاسلام هو السبب "


            Without looking to the tradition of Islam, people believe what the newspapers say.
            بغض النظر عن تقاليد الاسلام فإنهم يصدقون ما تقول الصحف


            But always keep questioning what the Quran says!!!
            لكننا سنضل نسأل:: ماذا يقول القران ؟؟


            وتدريس القران يعتبروه يساعد على الارهاب
            لكن سب الرسول وتعليم ابنائهم كره المسلمين ثقافة


            اسأل بكل تعجب واستهجان لماذا !!؟؟

            تعليق

            • mosaab1975
              3- عضو نشيط
              • 9 يول, 2009
              • 485
              • باحث عن الحق
              • مسلم

              #7
              ما شاءالله اللهم إني أسألك الثبات ولله كم نحن مقصرين
              والله



              هذا حقا شيء مذهل
              الرجاء متابعة الفيديو المرفق


              http://www.4shared.com/video/KKQCLZo1/Movie.html

              تعليق

              • mosaab1975
                3- عضو نشيط
                • 9 يول, 2009
                • 485
                • باحث عن الحق
                • مسلم

                #8
                الدعــــــــــــــــــــــــــــــــاء

                الدعــــــــــــــــــــــــــــــــاء


                ملف بور بوينت جميل عن الدعاء
                http://www.4shared.com/document/tv4-...plication.html

                تعليق

                • mosaab1975
                  3- عضو نشيط
                  • 9 يول, 2009
                  • 485
                  • باحث عن الحق
                  • مسلم

                  #9
                  قال ابن القيم رحمه الله (فائدة جليلة)( الفوائد ص 83.)
                  إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده... تحمل الله سبحانه حوائجه كلها... وحمل عنه كل ما أهمه..... وفرغ قلبه لمحبته.... ولسانه لذكره.... وجوارحه لخدمته وطاعته.
                  وإذا أصبح وأمسى والدنيا همه..... حمله الله همومها وغمومها وأنكادها.... ووكله إلى نفسه.... فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق - ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم.... فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره.... كالكير ينفخ بطنه.... ويعصر أضلاعه في نفع غيره فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته.... قال تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) ( سورة الزخرف آية 36.).
                  وقال رحمه الله:
                  كيف يسلم؟: من له زوجة لا ترحمه... وولد لا يعذره... وجار لا يأمنه..... وصاحب لا ينصحه...... وشريك لا ينصفه..... وعدو لا ينام عن معاداته.... ونفس أمارة بالسوء..... ودنيا متزينة، وهوى مرد..... وشهوة غالبة له....... وغضب قاهر وشيطان مزين..... وضعف مستول عليه..... فإن تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها.... وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة ( الفوائد ص147.).
                  وقال: أطلب قلبك في ثلاثة مواطن:
                  1- عند سماع القرآن.
                  2- وفي مجالس الذكر.
                  3- وفي أوقات الخلوة.
                  فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك( الفوائد ص147.).

                  - فائدة في دواء القلب
                  قال بعض العلماء دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع بالأسحار، ومجالسة الصالحين. قال الشاعر:
                  دواء قلبك خمس عند قسوته
                  فدم عليها تفز بالخير والظفر

                  خلاء بطن، وقرآن تدبره
                  كذا تضرع باك ساعة السحر

                  كذا قيامك جنح الليل وأوسطه
                  وأن تجالس أهل الخير والخبر

                  قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
                  ومفتاح حياة القلب: تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب التي تميت القلوب.

                  قال الشاعر:
                  رأيت الذنوب تميت القلوب
                  وقد يورث الذل إدمانها

                  وترك الذنوب حياة القلوب
                  وخير لنفسك عصيانها

                  وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن العبد إذا أذنب ذنباً كان نكتة سوداء في قلبه فإذا استغفر صقل قلبه، فإن عاد إلى الذنب عاد السواد حتى يسود قلبه فذلك، الران الذي قال الله تعالى: (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [سورة المطففين آية 14]"، رواه أصحاب السنن وقال الترمذي حسن صحيح.

                  - فائدة نافعة، وقاعدة جامعة
                  من كتاب روضة المحبين لابن القيم(ص9. )
                  قال: ما حرم الله على عباده شيئاً إلا عوضهم خيراً منه كما حرم الاستقسام بالأزلام وعوضهم عنه بالاستخارة، وحرم الربا وعوضهم عنه التجارة الرابحة وحرم القمار وأعاضهم عنه المسابقة النافعة، وحرم عليهم الحرير فعوضهم عنه أنواع الملابس الفاخرة، وحرم الزنا واللواط فأعاضهم عنه بالنكاح بالنساء الحسان، وحرم عليهم شرب الخمر وأعاضهم عنه الأشربة اللذيذة المتنوعة وحرم آلات اللهو وعوضهم عنها سماع القرآن وحرم عليهم الخبائث من المطاعم وغيرها وعوضهم عنها الطيبات.
                  فمن تلمح هذا وتأمله هان عليه ترك الهوى المردي واعتاض عنه بالمنافع المجدي وعرف حكمة الله ورحمته في الأمر والنهي.

                  - فائدة
                  خمس سنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجابة المؤذن:
                  أحدها: الصلاة عليه ( صلى الله عليه وسلم) .
                  الثانية: أن يقول مثل ما يقول المؤذن(إلا في الحيعلتين فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله. ).
                  الثالثة: أن يدعو له بالوسيلة والفضيلة والمقام المحمود.
                  والرابعة: أن يقول رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً( من قال حين يسمع النداء (الأذان) "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً غفر الله له ذنبه رواه مسلم وغيره.).
                  والخامسة: أن يدعو الله بعد إجابة المؤذن وصلاته على رسوله وسؤاله له الوسيلة فإن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة.
                  فهذه خمسة وعشرون سنة في اليوم والليلة لا يحافظ عليها إلا السابقون(انظر كتاب "جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام " (ص 258 – 259). ).

                  - قاعدة أحكام النساء على النصف
                  من أحكام الرجال في مواضع
                  1- الميراث قال تعالى (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ) [سورة النساء، آية: 11].
                  2- الدية فدية المرأة الحرة المسلمة نصف دية الرجل الحر المسلم قال ابن المنذر وابن عبد البر أجمع أهل العلم على أن دية المرأة نصف دية الرجل (المغني والشرح الكبير، ج10، ص131 ).
                  3- العقيقة وهي الذبيحة عن المولود عن الغلام شاتان وعن البنت شاة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم "أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة" رواه الترمذي وصححه والمراد التكافؤ في السن مما يجزئ في الأضحية.
                  4- الشهادة قال الله تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) [الآية 282 من سورة البقرة].
                  5- العتق وهو تحرير الرقبة المملوكة وتخليصها من الرق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيما امرئ مسلم أعتق امرءًا مسلماً استنقذ الله به بكل عضو منه عضواً منه من النار" متفق عليه وللترمذي وصححه عن أبي أمامة رضي الله عنه: "وأيما امرئ مسلم اعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار" فيعدل عتق امرأتين بعتق رجل في الفكاك من النار كما دل عليه الحديث.
                  6- عطية الأولاد في الحياة فإن المشروع أن يكون على سبيل الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين.
                  7- الصلاة فإن المرأة تسقط عنها الصلاة أيام الحيض وأكثر مدة الحيض عند بعض العلماء خمسة عشر يوماً وهي نصف الشهر، والصحيح أنه لا حد لأقل الحيض ولا أكثره كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وجمع من العلماء (انظر القواعد لابن رجب، ص322 القاعدة 148. ).
                  والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

                  - الكفارات في الشريعة الإسلامية
                  (فائدة) 1- كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. كما في سورة المائدة آية رقم 89.
                  2-3- وكفارة الظهار عتق رقبة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
                  كما في سورة المجادلة آية 3-4 وهي كفارة الجماع في نهار رمضان.
                  4- وكفارة قتل الخطأ عتق رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
                  كما في سورة النساء آية 92. وبالله التوفيق.
                  5- كفارة المجلس:
                  (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك) رواه أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم وقال الترمذي حسن صحيح.

                  تعليق

                  • mosaab1975
                    3- عضو نشيط
                    • 9 يول, 2009
                    • 485
                    • باحث عن الحق
                    • مسلم

                    #10
                    الرجولة أصل عظيم من أصول التربية على هذا الدين والإيمان به والدعوة إليه، وإنه حيثما توجد الرجولة، وحيثما تكون البطولة، فإنه يكون عزالدين ومنعته، وغلبة الحق وقيام الدعوة إلى الله، وإحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
                    ويجب أن نفرق بين مجرد الذكورة وبين الرجولة؛ فإن الله عز وجل خلق الزوجين الذكر والأنثى، فجعل بني آدم زوجين إما ذكر أو أنثى، لكن ليس كل الذكور رجالاً.
                    الرجولة في القرآن
                    الرجولة في القرآن وصف آخر فيه زيادة على مجرد الذكورة؛ فالله تبارك وتعالى بدأ بأنبيائه في هذا المنصب، فقال: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ [الأنبياء:7] والله تبارك وتعالى أرسل رجالاً مواقفهم الرجولية واضحة لمواجهة الفساد، والشرك، والطغيان، والانحراف، والجور، والظلم وكل ما من شأنه أن يخدش أمراً مما أنزله الله، ولذلك كانت تلك المواقف البطولية، التي لا يقفها إلا أعظم الرجال وأقواهم وأشجعهم: مثل وقوف إبراهيم الخليل عليه السلام أمام النمرود ، ووقوف موسى عليه السلام أمام فرعون، ووقوف نوح عليه السلام أمام أمة عاتية ماكرة ألف سنة إلا خمسين عاماً،
                    بطل الأبطال وأعظم الرجال
                    وإن أعظم هؤلاء الرجال هو خيرة الله ومصطفاه من خلقه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو استعرضنا المواقف الرجولية لانقضى الليل كله وما زلنا نتحدث عن موقف واحد من مواقفه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
                    يكفيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مواقف الرجولة أن يقف وحده، والناس كلهم قاموا ضده، وأن يدعو إلى الله ويحطم الأصنام جميعاً، ترتجف قلوب ملوك الروم والفرس منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يجف مداد صلح الروم بعد! كما ثبت ذلك في الصحيح وفي قصة هرقل .
                    أية رجولة هذه التي عُلِّمَها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ربه، وخَلَقَه وَجَبَلَه عليها، ثم عَلَّمها أصحابه من بعده صلوات الله عليه وعليهم أجمعين؟! أية رجولة أعظم من قيامه على الصفا لينذر عشيرته الأقربين؟! ثم ذلك الموقف الشجاع العظيم الذي وقفه في هجرته.
                    مواقفه العظيمه في الجهاد في سبيل الله إذ يخبر أصحابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لولا أن يشق عليهم لما بقي خلف سرية تخرج في سبيل الله، ولما تخلف عنها قط!! وقال أصحابه رضوان الله عليهم [[كنا إذا حمي الوطيس (اي اشتدت المعركة) احتمينا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]] وقد تمثل هذا الأمر يوم حنين إذ أقبلت هوازن وما أدراك ما هوازن؟! وقد أعدت وأجلبت؛ حتى قال بعض مسلمة الفتح ممن لم يتمكن الإيمان في قلبه: لن يردهم اليوم إلا البحر! وقال الآخر: بطل السحر اليوم! ومع ذلك وقف -صلوات الله وسلامه عليه- وقد كاد أن يتولى أكثر المسلمين، وقف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ينادي: يا أصحاب بدر ! يا أصحاب الشجرة! حتى اجتمعوا إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ثابت في مكانه، ثم تحولت المعركة لصالح المسلمين، وانتصروا بفضل الله.
                    الله تبارك وتعالى عندما بعث محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، استجاب له الشباب، وكفر به الشيوخ؛ وإذا أردت أن تعرف دليلاً واضحاً على ذلك، فانظر كم عاش أصحابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعده، عاشوا أربعين سنة وخمسين سنة ونحو ذلك، فهذا دليل على أنهم لو كانوا من جيله أو قريباً من جيله (كـالصديق رضي الله عنه) لتوفي أكثرهم في حياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل كان أكثرهم شباباً! بل المساجد إنما يرتادها ويكثر فيها من المصلين في دهره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإلى اليوم الشباب، ممن نقول إنهم الأطفال على سبيل التجوز وإلا فليسوا بأطفال، لماذا؟ لأن الله تبارك وتعالى عندما وصفهم، وصفهم بأنهم رجال فقال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ [النور:36-37].
                    إذن الرجل -أولاً- يتلقى مبادئ الرجولة من المسجد، انظر إلى من تراه رجلاً بجثته؛ لو قلت له: قم أمام الجماعة في قرية فقط وألقِ كلمة، أو تقدم صل بالناس (وهو مجرد ذكر ليس برجل) يخاف ولا يستطيع!! لكن لو أتيت إلى رجل من هؤلاء الرجال -حفظة القرآن- فإنه يتقدم ويصلي بنا ويقرأ الأجزاء الطويلة! أليس هذا رجلاً؟! هذه الرجولة من أين تعلمها؟ من المسجد، ولو قلت له: قم اخطب الجمعة، لقام وخطب! وهكذا تربى الصحابة الكرام على هذه الرجولة، وتنافسوا فيها.
                    التربية على الرجولة
                    وإنها والله مأساة، أن يكون أبناؤنا الذين لآبائهم ماضٍ عريقٍ في الجهاد والعلم والدعوة محرومين من التربية على تلك الرجولة؛ عندما تريد أن تتأكد وتطلع على هذا الحرمان فانظر على أي شيء يربى الطفل لو لم يربط بالمسجد، انظر إلى ذلك، وأين البطولة فيه؟ انظر إلى طفل نشأ في أحضان والدين غير متعلمين -لا نقل جاهلين؛ لأن هناك فرقاً بين الجهل وعدم العلم! الجهل من جهل الله عز وجل، وليس الذي لا يحسن القراءة والكتابة- وهما يريدان له الخير، ولكن الله لا يكلفهما ما لا يطيقان، هما لم يتربيا ولم يتعلما، فكيف يدعوانه إلى الله؟! مع أننا نعلم أنه لا يوجد أب وأم لا يدعوان ابنهم إلى الصلاح، إلا من مسخ الله!! فكلنا يتمنى أن يكون في ابنه من الخير والصلاح والهدى والاستقامة ما يجعله مضرب المثل في قريته وقبيلته، هكذا يريد منا آباؤنا وأمهاتنا لكنهم معذورن، فلا يجد الأبناء من يربيهم على هذه الرجولة.

                    فتتلقفهم المدرسة، أليس حراماً أن يمضي الطفل اثنتي عشرة سنة: ست في الابتدئية، وست في متوسط وثانوي، ثم يتخرج ولا تستطيع أن تصفه بأنه رجل! سبحان الله! أية تربية هذه؟! أين كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه يربون؟! اثنتي عشر سنة كفيلة أن تحوله إلى طاقة، إلى شعلة، إلى قائد، إلى مجاهد، إلى عالم، إلى مفتٍ، إلى محدث، إلى فقيه، إلى نحوي، إلى لغوي..، واقرءوا سير العلماء، في أي سن كانوا عندما بلغوا مبلغ الفتوى، والعلم، والحفظ، والجهاد، والدعوة؟!
                    كان مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو دار الحكم، ودار القضاء، ومقر القيادة العسكرية، ومقر الفتوى، والعلم، ومقر ذوي الصدقات، والتبرعات، وغيرها، عدِّد ما شئت من ضرورات الأمة وأساسيات حياتها، أين تجدها؟! إنها في المسجد!!
                    وهكذا كان الصحابة الكرام، من أين تخرج العلماء الذين درسوا على يد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وعبد الله بن عباس رضي الله عنه، والذين حفظوا هذه الآلاف المروية عن أبي هريرة رضي الله عنه الدوسي الجهراني ومعاذ ؟ أين تعلموا؟

                    ثم العلماء من بعدهم الإمام أحمد ومالك والشافعي ، وأولئك الأئمة الأعلام في الحديث وغيره، حتى اللغويون (علماء اللغة) أين كانوا يعلمون اللغة؟ سبحان الله! كل شيء كان ينطلق من المسجد! ولهذا نقلل من قدر المسجد جداً إذا سميناه جامعة! مع أن جامعاتنا ومعروفة الآن! ومعروف ماذا تخرج!! فلا أريد أن أقلل من شأنه، وأقول: "كان جامعة" إلا على سبيل التجوز، يؤخذ فيه كل أنواع العلوم فهو جامع وجامعة، ومقر قيادة، وإمارة، وحكم، ودعوة إلى الله عز وجل.
                    لكن اليوم، أين مساجدنا؟! أين دورها في التربية والرجولة؟! لماذا أقفرت المساجد من المواعظ؟ لماذ أقفرت من حلقات العلم،؟! أين ذهبت حلقات تحفيظ القرآن الكريم؟!
                    أين المربون، والمعلمون، والمفتون، والموجهون؟! أم أن المسجد للصلاة فقط؟! وحتى هذه قصرنا فيها!! نصلي مع تأخرٍ أحياناً أو تقاعس وتخلف، نصلِّى فيها ثم تقفل سبحان الله! ولذلك يعشعش في الأذهان ما يريد العلمانيون والمفسدون أن ينشروه من أن الدين لا علاقة له بالحياة، إذا كنت متديناً فصلِّ واخرج، وبعد ذلك إن أردت الربا فتعامل به! وإن أردت الاختلاط فهو ميسر! وإن أردت اللهو واللعب فله مجالاته! وله ميادينه ومؤسساته! أي لا يمكن أن تظل متديناً أو مرتبطاً بهذا الدين إلا بالارتباط بالمسجد!! والبعض لا يأتي إلا يوم الجمعة!! فبالله عليكم أية رجولة في أمة هذا حالها؟! إنها أبعد ما تكون عن حقيقة الرجولة؛ فيها ذكورة، ولكن الرجولة فيها قليل، هذا حالنا، وهذا حال مساجدنا؛ عندما حصرنا الدين بمعنى واحد هو جانب من جوانبه، وحصرنا عمل المسجد في ذلك، ثم نرجو خير الدنيا والآخرة!! كيف يأتي خير الدنيا من المطر والنعمة والغيث ودوام المال والرفاهية والصحة؟! وكيف نريد الجنة، ونريد الفوز برضا الله، ونريد أن نرى وجه الرحمن تبارك وتعالى، وهذا مقام بيوت الله عندنا؟!
                    والله لو أعدنا المعايير الشرعية كما في كتاب الله وكما تربى عليها الصحابة، لعظمنا بيوت الله، وعظمنا كل شيء يتعلق ببيوت الله عز وجل، يكفي أنه: { من بنى مسجداً لله كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة } الله أكبر، بيت في الجنة! سبحان الله بيوت الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، الشجرة فيها يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها!! هذه بيوت الجنة! لو عُظِّمت بيوتُ الله، لبنيت ورفعت وشيدت، كيف ترفع؟ ترفع حساً وترفع معنىً؛ أما رفعها حساً، فتكون أجمل وأنظف وأفضل، بشرط أن يخلو ذلك عن الأمور التي قد تدخل في المكروه والبدعة، ولكن تعظم ويختار لها الموقع المناسب، فيختار لها البناء الجميل والفرش الممتاز، وكل ما يخدم المرافق والمصالح والمنافع التي تتعلق بها، ثم ترفع معنىً (وهو المهم) ترفع في القلوب، وتعظم، ويُجلُّ كلُّ من كانت حياته وقيمته مستمدةً من هذا المسجد، وفي هذا المسجد؛ من جاء ليعلم أو يتعلم، من جاء ليعظ أو يستمع لذكر الله ويُوعَظ، فهذا هو الذي نحبه وهذا هو الذي نعظمه، وهذا هو الذي نقدره.
                    إن الله إنما يرفع الناس وإنما يضعهم بهذا الدين، هذا هو المعيار! الارتفاع والاتضاع بذكر الله، وبالتقرب إليه، وبعبادته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبالجهاد في سبيله، وفي بذل النفس والنفيس من أجله وحده لا شريك له، وإن غضب الناس فلا يضروك والله.
                    أبشركم وأطمئنكم أنه لا يدعو أحد إلى الله خالصاً من قلبه، مجتهداً في النصح لهذه الأمة، يريد لها الخير إلا ويلقي الله تبارك وتعالى محبته في قلوبها! هذه قاعدة! وهذه من أسرار القلوب التي لا تدخل تحت أنظار أهل الموازين الدنيوية، ولا يستطيعون أن يدركوها، بل هم أنفسهم يعجزون عنها، لماذا؟ لأن سرها عند الله عز وجل، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { إن الله إذا أحب عبداً، نادى جبريل عليه السلام ياجبريل، إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه؛ فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض }
                    المحاسبة والرجولة
                    الذل داخل الأعماق!! لكن من الذي يراه؟! لا بد أن يحاسب الإنسان منا نفسه ويتفقد موازينها؛ حتى يكون رجلاً، انظر إلى نفسك، إلى قلبك، معيارك وميزانك بين جنبيك، بين أضلاعك، انظر إلى قلبك، إلى إيمانك متى يزداد؟ متى ينقص؟ انظر في قلبك وإلى منزلة شعائر الله والقائمين بها في هذه الأرض، واعلم أن موقعك عند الله من كرامته ومنزلته عندك، من الإقبال لتعظيم شعائر الله، ومن إحيائك لذكر الله، ومن حبك لبيوت الله، ولحلقات تحفيظ القرآن، ولندوات العلم والخير والهدى والصلاح.
                    فقدان الرجولة
                    ومن أراد أن يفقد معاني الرجولة فلينظر إلى الطرف الآخر، انظر إلى أصحاب اللهو، والغناء، والسكر، والعربدة، والفجور، هل يمكن أن يتصفوا بهذه الصفة النبيلة، صفة الرجولة؟؟ إن الرجولة تجمع صفات الغيرة، أو الشجاعة، والكرم، والنبل، فهل يتصف بها أصحاب اللهو والغناء والسكر والفجور؟! هيهات! إن أحد هؤلاء إذا شرب المخدرات أو إذا سهر من أجل المجون والخلاعة، جاءت الدياثة في بيته! فرضيها أو لم يعلم عنها!! هكذا واقعهم، تُفقَد الرجولة!! يمسخ الإنسان! كما أنه يفقد صفة عظيمة من صفات الرجولة وهي الكرم، والكرم لا يتصف به إلا الرجال، هل عند هؤلاء السكارى والعرابدة كرم؟! لا، بل هم أبخل الناس.
                    إن الرجولة الحقيقية بمعناها العميق العظيم والتي يتصف بها المؤمنون هي: إيقاظ القلب، وتحريك الجوارح، وابتعاث الهمة؛ لإعلاء دين الله تبارك وتعالى، وإرغام أنوف الكافرين والمنافقين والجاحدين والمعاندين من أجل كلمة الحق، من أجل (الله أكبر)، من أجل (لا إله إلا الله)، هذه هي الرجولة التي يجب أن نتربى عليها ويجب أن نتعلمها.



                    منقول من مقال بنفس العنوان للدكتور سفرالحوالي( بتصرف)

                    تعليق

                    • mosaab1975
                      3- عضو نشيط
                      • 9 يول, 2009
                      • 485
                      • باحث عن الحق
                      • مسلم

                      #11

                      السماح بتعليم الكفر وتعليمه بين المسلمين



                      الأصل في منهج الإسلام أن لا يتعلم الناس في دار الإسلام إلا الحق، ولذلك نجد الإسلام يلزم أهل الذمة والعهد بعدم إظهار وسائل تعليم الكفر بين المسلمين كما هو واضح في شروط عقد الذمة والعهد عند الفقهاء، حيث قد اتفق الفقهاء على منع أهل الذمة وأهل العهد من إقامة مدارس لهم في دار الإسلام( 1).
                      إلا أن الدكتور/ عبد الكريم زيدان، يرى أن لأهل الذمة ومن في حكمهم التمتع بإقامة مدارس خاصة بهم، يعلمون فيها أولادهم وفق ديانتهم، ويستدل على ذلك بأن المسلمين بعد فتح خيبر وانتصارهم على اليهود جمعوا الغنائم وكان فيها نسخ من التوراة فأمر النبي :صلى الله عليه وسلم: بردها إلى اليهود (2 ).
                      ولكن بعض العلماء يرى في هذا الموضوع هو عدم جواز إقامة مدارس أو مناهج دينية خاصة بهم سواء كان ذلك بتمويل منهم أو من بيت مال المسلمين وذلك لعدة أسباب هي كما يلي:
                      أولاً: أن ما استدل به الدكتور عبد الكريم زيدان من إرجاع نسخ التوراة إلى اليهود على جواز إنشاء المدارس فهو غير صحيح وذلك أنه نقل عن المقريزي هذا الأثر وهو حديث ضعيف (3 ). لأن من الفقهاء من أجاز أخذ كتبهم، حيث قالوا إن كانت مما ينتفع به ككتب الطب واللغة والشعر فهي غنيمة، وإن لم يمكن الانتفاع بها كأن تكون من التوراة أو الإنجيل فإن أمكن الانتفاع بجلودها وأوراقها بعد غسلها غسلت وهي غنيمة، وإن لم يمكن فلا تدخل في الغنيمة ولا يجوز بيعها ( 4). ولم يذكروا ردها إليهم، مما يدل على ضعف القول بردها إليهم.
                      ثانيًا: على فرض صحة رواية الرد عليهم، فإنها لا تكون دليلاً على جواز إقامة المدارس الخاصة بأهل الذمة لتعليم ديانتهم فإنهم إنما يقرون على قراءة كتبهم في بيوتهم وكنائسهم على جهة الخفاء مع عدم رفع الصوت بها وإقامة المدارس لذلك إظهارًا لديانتهم وإعلانًا لها، والإسلام والمسلمون أقروهم على حرية العقيدة وحرية التعليم الفردي على جهة الصغار والاستخفاء لا أن يصبحوا دولة داخل الدولة الإسلامية (5 ). يقول العلامة أبو الأعلى المودوي في موضوع تعليم أهل الذمة إنه يجب عليهم أن
                      يقبلوا النظام التعليمي العام الذي تقرره الدولة الإسلامية لجميع أفراد الأمة [color="rgb(65, 105, 225)"]ولكنهم لا يكرهون على نيل التعليم الإسلامي، ويكون لهم الحق في تعلم دينهم في أماكنهم الخاصة بهم [/color](6). فإقامة المدارس لهم والاعتراف بتدريس عقائدهم الباطلة لا يجوز لأن ذلك لو حصل من الدولة المسلمة كان اعترافًا منها بصحة تلك العقائد الباطلة وهذا أمر لا يجوز لأن التعليم الجماعي حق وولاية من ولايات الدولة المسلمة، ولا يمكن للدولة والأمة الإسلامية أن تنفق أو تقرر الإنفاق بشكل ظهر على باطل معروف بطلانه سلفًا، لأن التعليم يقام لهدف الإصلاح، وتعليم الكفر لا يحقق إلا الفساد، ومن أهداف عقد الذمة مع غير المسلمين هو اختلاط هؤلاء مع المسلمين وإشعارهم بالأمن والطمأنينة على حياتهم وأموالهم بين المسلمين، وكل هذا رجاء أن ينفذ شعاع الإيمان إلى نفوسهم فيبدد ظلمات الجهل التي حجبت عنهم نور اليقين وأبعدتهم عن الصراط المستقيم (7 ).
                      ثالثًا: يقول أحد كتاب الغرب أنفسهم: «لقد كان الخوارج أشد ميلاً إلى الذميين من أهل السنة ولذلك خالفوا ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله :صلى الله عليه وسلم: فأباحوا للذميين الجهر بدينهم»(8 ).
                      فكان مقتضى مذهب أهل السنة والجماعة عدم تمكين أهل الذمة والمستأمنين من باب أولى من الجهر بدينهم.
                      وهذا الأمر قد أكد عليه ابن قدامة المقدسي حيث يقول: «ويمنعون من إظهار المنكر وضرب الناقوس والجهر بكتابهم»(9 ). وهل إقامة المدارس لتعليم التوراة والإنجيل لا تدخل تحت الجهر بكتابهم؟ [color="rgb(65, 105, 225)"]وهذا لا يعني حرمانهم من التعليم في بلاد الإسلام، فالإسلام قد تكفل بتعليم أبناء أهل الذمة مع أبناء المسلمين جنبًا إلى جنب وهو يعلمهم الحق وما ينفعهم في الحياة ولا يلزمهم بدراسة العقيدة الإسلامية دراسة إلزامية [/color]وقد كانت جامعات الأندلس التي أنشأها المسلمون في قربطة وغرناطة وغيرها من المدن تعلم آلاف الشباب من غير المسلمين سواء كانوا من أهل الذمة أو من المستأمنين القادمين من أوروبا كلها (10 ).
                      يقول الدكتور/ أحمد شلبي: «إن مما أخذ على هشام بن عبد الرحمن الداخل في الأندلس هو إذنه لليهود والنصارى بإنشاء المدارس والمعابد لهم واستعمال عدد منهم في وظائف الدولة»(11 ).
                      رابعًا: ينطلق أكثر الكتاب والمحدثين في معاملة أهل الكتاب من النص التالي: «اتركوهم وما يدينون»( 12). وهذا الأثر على فرض صحته وعدم ضعفه، فإنه لا يمكن حمله على العموم في كل شيء وإلا لما كان لعقد الذمة أي معنى، فالمقصود من عقد الذمة والأمان للمستأمنين هو نفع المسلمين بإيصال الدعوة إلى هؤلاء بدون قتال وأخذ الجزية والخراج منهم وتبادل السلع معهم مما يتكون منه قوة اقتصادية ومعنوية للإسلام والمسلمين، كما أن في ذلك إتاحة الفرصة للكفار عندما يعيشون في وسط المسلمين ويشاهدون منهج الإسلام والمسلمين في صورة واقعية مما يغريهم بالدخول في الإسلام، وإن اعتراف الشريعة الإسلامية بأهل الذمة وأهل العهد لا يعني أبدًا إقرارهم على جميع ما انطوت عليه حياتهم من زيغ وانحراف وتصورات فاسدة لأن هذا الإقرار المطلق ينافي طبيعة الإسلام الذي أخذ على عاتقه تصحيح الأوضاع الخاطئة في العالم كله فضلاً عن أناس يعيشون بداخله.
                      إن هدف الإسلام من مرونة التعامل مع الكفار إلى حد معقول يقصد به إخراج هؤلاء من الظلام إلى النور، ومن دركات الجهل إلى بحبوحة النور المبين.
                      فعندما يسمح الإسلام أن يعيش الكفار في وسط مجتمعه إنما يعتبر ذلك وسيلة من وسائل الدعوة، وأن هذا الأسلوب ألطف وأحب من قتلهم عند امتناعهم عن الإسلام (13 ).
                      خامسًا: إن من الأدلة التي يمكن الاستناد إليها والاستئناس بها في منع الكفار من تعلم الكفر في دار الإسلام بشكل ظاهر، ما ورد في كتب بعض المؤرخين من أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب () أن هناك مكتبة عظيمة في الإسكندرية يستشيره في أمرها فرد عليه عمر كتابا يقول فيه: «وأما الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله غنى عن ذلك وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله، فلا حاجة إليه». فتقدم عمرو بن العاص (رضي الله عنه) وأمر بإحراقها.
                      وقد ذكر هذه الرواية عبد اللطيف البغدادي ( 14).
                      وأشار إلى ذلك أيضًا ابن القفطي (15 )، وأبو الفرج ( 16)، والملطي(17 ).
                      وقد حصل نزاع كبير بين المثبتين لهذه الرواية والنافين لها وعلى كل حال فإن المسلمين لديهم رغبة عظيمة في محو كل آثار الشرك ومحو كل كتاب يصرف أو يمنع قارئه عن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم وقد أحرق المسلمون مكاتب الفرس عند فتح بلادهم كما ذكر ذلك حاجي(18 ) خليفة في كتابه كشف الظنون (19 ).
                      وإحراق الكتب أمر كان معروفًا في القديم والحديث وشائعًا ولكن هناك فرق بين عمل المسلمين وعمل غيرهم، فغير المسلمين يكون إحراقهم للكتب التي هي مصدر الفكر والرأي تشفيًا من أعدائهم كما فعل التتار بقيادة هولاكو التتري سنة (656هـ) بإلقاء خزائن الكتب في نهر دجلة حتى تغير ماؤه من كثرة المداد الذي تحلل من الكتب التي ألقيت به (20 ).
                      أما المسلمون فلا يفعلون ذلك تشفيًا من أعدائهم أو حقدًا عليهم وإنما يفعلون ذلك حرصًا على سلامتهم، واجتهادًا في وقايتهم من استمرار التلقي من تلك المصادر الملوثة والاجتهادات الخاطئة، والأفكار الضالة الفاسدة.
                      إن الحفاظ على التصور السليم والفهم المستقيم والأخلاق الكريمة أهم من المحافظة على الصحة الجسدية.
                      إن إدارات الطب الوقائي في العالم أجمع تحرص على منع أسباب المرض قبل وقوعه وذلك بالقضاء على الأسباب المكونة له وكذلك أمراض القلب يجب منع أسبابها قبل وقوعها وقد فعل ذلك عبد الله بن طاهر (21 ) حيث أتلف في سنة (213هـ) كتبًا فارسية من مؤلفات المجوس (22 ).
                      فإذا ترجح لدينا منع الكتب والمجلات ووسائل التعليم المختلفة التي لا تعلم الناس الخير وإنما تنقلهم إلى الكفر وعلومه فمن باب أولى منع المدارس والمعاهد التي تقام لتدريس الكفر بكل أنواعه ولا يقصر ذلك على أبناء أهل الذمة والمستأمنين بل يجب منع كافة اليهود والنصارى والشيوعيين، وإرساليات التكفير من أن يدخلوا بكتاب أو كتب تنضح بالكفر والانحراف إلا إذا كان ذلك على جهة الاستعمال الخاص لأهل الذمة والمستأمنين خاصة إذا كانت هذه الكتب من كتبهم المقدسة لديهم، بعد أخذ الطرق الكفيلة والضمانات الواجبة في عدم تسرب تلك الكتب إلى أيدي البسطاء من المسلمين.
                      وإذا تقرر منع تداول الكتب المعتبرة عند أهل الكتاب بشكل علني وواضح، فمن باب أولى منع افتتاح المدارس التي تدرس تلك العقائد التافهة الهزيلة.
                      ولكن كيف حالنا وقد خرج فينا هذه الأيام جماعة من المنافقين الموالين للكفار حذو القذة بالقذة؟!!
                      فقد أمرت بعض الحكومات وزراء التعليم فيها بوضع مناهج تعليمية مشتركة بين المسلمين وغير المسلمين، وذلك بتأليف كتب تضم جزءًا من تعاليم الإسلام وجزءًا من تعاليم النصرانية أو غيرها، وقد سبق إلى هذه الخيانة العظمى (مصطفى كمال حلمي) وزير التعليم في مصر يتقدم على رئيسه السادات في موالاة اليهود والنصارى، وكسب ثقتهم ومودتهم ولا شك أن مثل هذا العمل مخالف للصواب من عدة وجوه:

                      أولاً: إن هذا العمل فيه مساواة بين العقيدة الإسلامية واعتقادات أهل الكفر التي لا يجوز النظر فيها لغير أهل العلم وأهل الدراية عند الحاجة إلى نقدها وكشف عورها، فكيف تُدرّس هذه العقائد الباطلة لأطفال لا يفقهون من العلم شيئًا؟
                      ثانيًا: أنه لو كان تعلم التوراة والإنجيل ونحوهما من معتقدات الكفار جائزًا أو أمرًا مرغوبًا فيه لما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى في يد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) صحيفة من التوراة فقال: «إنه والله لو كان موسى حيًا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني»(23 ) فإذا كان الرسول :صلى الله عليه وسلم قد نهى عمر مع مكانته في الإسلام فكيف تُقرر على من لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه.
                      ثالثًا: لو كان هذا العمل مباحًا في نظر علماء الإسلام وحكامهم السابقين لسبقونا إلى ذلك وطبقوه عمليا.
                      رابعًا: إن المدارس التي فتحت في البلاد الإسلامية بغير وجه شرعي لتعليم النصرانية، قد تعمدت في مناهجها الطعن في الإسلام وفي شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                      فقد نشرت جريدة القبس الكويتية أن كتابًا يدرس في المدرسة الفرنسية بالكويت: يحتوي على إساءة بالغة للإسلام، ويطعن في شخص رسول الله :صلى الله عليه وسلم( 24).
                      فهذه واحدة من تلك المؤسسات التنصيرية المنتشرة في معظم البلاد الإسلامية.
                      وقد عمدت بعض الدول المنتسبة إلى الإسلام في موالاتها لأعداء الله في مجال التعليم إلى استبعاد تدريس العلوم الشرعية استبعادًا كليًا والبعض الآخر من الدول جعلت دراسة العلوم الشرعية دراسة غير أساسية في مناهج تعليمها فلا يترتب على المواد الشرعية نجاح أو رسوب وهذا العمل كفر لأن حال الفاعل لذلك كحال من لم يلتفت إلى التوحيد ولا تعلمه ولا دخل فيه، فهو يريد أن لا يكون مع المسلمين ولا مع الكفار، فهذا الموقف بحد ذاته كفر لأن واجب المسلم أن يكون مع المسلمين قولاً وفعلاً واعتقادًا (25 )، ومن لم يكن كذلك يكون داخلاً تحت مفهوم قول الله تعالى: (سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا)( 26).
                      فإلغاء تدريس العلوم الشرعية كفر وردة عن الإسلام، لأن الدافع إلى ذلك هو استجلاب مودة اليهود والنصارى وأعداء الإسلام واستصغار شأن الإسلام والعلوم الإسلامية في نظر أولئك الأنذال.
                      والذين لا يوجد لديهم أقليات من غير المسلمين من اليهود والنصارى نجد أنهم أحلوا دراسة مبادئ الكفر محل دراسة علوم الإسلام، فأصبحت بعض الأقطار المسلمة يدرس أبناؤها مبادئ الشيوعية الماركسية التي وضع بعض ملامحها اليهودي الألماني ماركس وأتباعه من أهل الإجرام كما يدرس أولئك أبناء المسلمين الاشتراكية التي هي فرع من الشيوعية وكل من الاشتراكيات المتعددة والبرامج الشيوعية المختلفة كلها تقوم على إنكار وجود الله وإنكار التقيد بالنظام الإسلامي عقيدة ونظامًا اقتصاديًا للحياة.
                      وبناء على ذلك فإن الذين يسمحون بتدريس مبادئ الكفر وعقائد الضلال في دار الإسلام والمسلمين أو يلزمون المسلمين بدراستها في الخارج (27 ) هؤلاء ليسوا من المسلمين وأهل الإسلام لأنهم اختاروا موالاة الكفار على موالاة الله ورسوله والذين آمنوا ولأنهم فضلوا أو نزلوا تعليم الكفر إلى منزلة تعليم الإسلام وهذا مخالف لما يجب أن يكون عليه المسلم الحق بل إن من يفعل ذلك الفعل قد شابه اليهود الذين فضلوا دين المشركين على دين المسلمين. قال تعالى: (وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سبِيلًا)(28 ). فالذين يفضلون دراسة وتدريس مبادئ الكفر والضلال بأنواعها المختلفة على منهج الإسلام وعلومه القيمة داخلون تحت من تعنيهم هذه الآية.
                      ولم يقتصر الأمر على السماح بتدريس الكفر للكفار وأشباه الكفار في بلاد المسلمين بل لقد وصل الأمر إلى وضع المؤسسات التعليمية التي تحتضن أبناء المسلمين في أيدي الكفار لكي ينشؤهم على وفق أهوائهم ومخططاتهم الإجرامية في الوقت الذي يمكن جعل هذه المؤسسات التعليمية في أيد مسلمة. لقد أقام المكفرون المضللون – أي المبشرون حسب زعمهم – جامعات ومدارس تضلل المسلمين عن دينهم في بلاد الإسلام مثل الجامعة الأمريكية في بيروت، وكلية في بغداد، وجامعة بالسند، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وغيرها من الجامعات الأمريكية المنثورة هنا وهناك (29 ). والتي تستقبل كل عام عشرات الآلاف من أبناء المسلمين ليتخرجوا منها بعد بضع سنوات وقد محيت آثار الإسلام من أذهانهم، إلا ما شاء الله منهم. ولم يقتصر الأمر على السماح بإقامة مؤسسات تعليمية تعلم أبناء المسلمين الكفر بتمويل من الخارج بل لقد وصل الأمر إلى أن تقام مؤسسات تعليمية في بلاد المسلمين ولأبناء المسلمين وتمول من أموال المسلمين وتدار من قبل أُناس ليسوا بمسلمين ليحققوا من خلالها عزل أبناء المسلمين عن دينهم، فقد نشرت جريدة الجزيرة في عددها (3174) في 20 جمادى الآخرة (1401هـ) إعلانًا من كلية البحرين الجامعية تطلب فيه عددًا من الموظفين بتوقيع عميد كلية البحرين الجامعية د/ وليم – أ – ستيوارت فهل عجزت البحرين أن تجد من بين (1000) مليون مسلم شخصًا قديرًا على إدارة كليتها تلك غير هذا؟
                      إن الجواب على ذلك معروف، ولكن التبعية العمياء لأعداء الإسلام هي التي أوصلتنا إلى مثل هذه الحال، وإلى فقدان الثقة بأنفسنا وبإخواننا في الإسلام، الأمر الذي جعلنا نرتمي في أحضان أعدائنا بلا حدود.
                      إن أي شخص منصف لو نظر إلى آثار المؤسسات التعليمية التي يقيمها أعداء الإسلام في بلاد المسلمين وإلى ما قاله أعداء الإسلام أنفسهم عن تلك الآثار (30 )، لقال بوجوب إنهاء تلك المدارس وتصفيتها، فكيف يحصل ممن يُعَوَّل عليهم بإدانة تلك المؤسسات ومحاربتها القول بجواز ذلك أو إقراره.
                      وخلاصة القول في هذا الموضوع أنه لا يجوز للدولة المسلمة أن تسمح بإقامة المدارس لأصحاب الديانات المخالفة للإسلام لأن ذلك من الجهر بدينهم وهو الأمر الذي منعه جمهور الفقهاء (31 ). ولكن لا يعني ذلك أن تلزمهم الدولة الإسلامية بدراسة العلوم الإسلامية (32 ).
                      وقد ذهب الأستاذ/ سعيد حوى إلى القول بجواز إنشاء المدارس الخاصة بغير المسلمين بعد حصولهم على إذن مسبق من الدولة الإسلامية – الملتزمة بالإسلام قولاً وفعلاً – وتحت إشرافها الدائم (33 ).
                      وهذا القول موافق فيما يؤدي إليه إلى ما ذهب إليه جمهور العلماء حيث إن اشتراك إذن الدولة الإسلامية وإشرافها التام والدائم يعني أن لا تتضمن مناهج الدراسة أي إساءة إلى الإسلام والمسلمين.

                      ---------------------------------------------------
                      ( 1) انظر أهل الذمة في الإسلام د/ أ. س- ترتون. ترجمة د/ حسن حبشي ص161. وانظر الأحكام السلطانية للماوردي ص145.
                      وانظر مختصر تفسير ابن كثير ج2 ص136 وانظر تاريخ الطبري م2 ج4 ص158-160.
                      وانظر شرح الشروط العمرية/ تأليف ابن قيم الجوزية/ تحقيق دكتور/ صبحي الصالح ص33. وانظر أهل الذمة ج2 ص797.
                      (2 ) انظر أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام ص101.
                      (3 ) إمتاع الأسماع للمقريزي ص323. ج1.
                      (4 ) انظر المغني والشرح الكبير ج10 ص491.
                      ( 5) انظر مختصر تفسير ابن كثير م2 ص136 وانظر الأحكام السلطانية للماوردي ص145.
                      (6 ) انظر نظرية الإسلام وهديه/ أبو الأعلى المودودي ص362.
                      (7 ) انظر العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغير المسلمين. د/ بدران أبو العينين بدران ص160.
                      (8 ) انظر أهل الذمة في الإسلام د/ أ. س – ترتون ترجمة د/ حسن حبشي ص161.
                      (9 ) انظر حاشية المغني والشرح الكبير ج10 ص620.
                      (10 ) انظر موسوعة التاريخ الإسلامي ج4 ص97 تأليف/ أحمد شلبي.
                      (11 ) المصدر السابق ج4 ص45.
                      (12 ) انظر مقرر الفقه للصف الثاني ثانوي/ تأليف الشيخ مناع القطان ص87 الطبعة الثانية (1397هـ).
                      (13 ) انظر أحكام أهل الذمة/ ابن قيم الجوزية ج1 ص18 وانظر ما هي علاقة الأمة الإسلامية بالأمم الأخرى، د/ أحمد محمود الأحمد ص41-42.
                      (14 ) هو عبد اللطيف بن يوسف البغدادي الشافعي، ويعرف بابن اللباد، طبيب رياضي، أديب، نحوي، لغوي، متكلم، محدث، مؤرخ مشارك في غير ذلك من العلوم، ولد ببغداد سنة (557هـ) وحدث ببغداد ودمشق والقدس وحلب وحران، وبلاد الروم، وملطية، والحجاز. وتوفي ببغداد في 12/1/629هـ من تصانيفه الكثيرة: الجامع الكبير في المنطق والطبيعي، والإلهي في عشر مجلدات، الكتاب الجلي في الحساب الهندي. المجرد في غريب الحديث، الدرة المضيئة، المقالة في الدواء والغذاء ومعرفة طبقاتها. انظر معجم المؤلفين ج6 ص15.
                      (15 ) هو علي بن يوسف بن إبراهيم بن إسحاق الشيباني القفطي، عالم، أديب، ناثر، ناظم، مشارك في النحو واللغة والفقه وعلم القرآن والحديث والأصول والمنطق والرياضة والنجوم والهندسة والتاريخ والجرح والتعديل ولد سنة (568هـ) بمدينة قفط من الصعيد الأيمن بمديرية قنا بمصر ونشأ بالقاهرة ورحل إلى حلب، وولي الوزارة فيها وتوفي في رمضان سنة (646هـ) من تصانيفه الكثيرة: الإصلاح لما وقع من الخلل في كتاب الصحاح للجوهري، الكلام على الجامع الصحيح للبخاري، أخبار العلماء بأخبار الحكماء، نهزة الخاطر ونزهة الناظر في أحسن ما نقل من على ظهور الكتب، والدرر الثمين في أسماء المصنفين. انظر معجم المؤلفين ج7 ص263.
                      ( 16) هو غريغورس أبو الفرج بن أهرون المعروف بابن العبري، ولد سنة (1226م) في مدينة ملطية بأرمينية الصغرى. وتعلم في صغره اليونانية والسريانية والعبرية ثم اشغل بالفلسفة واللاهوت، وترقى في سلم المناصب النصرانية حتى وصل إلى (مغريانا) وهي كلمة فارسية معناها المثمر. وهذا المنصب من أكبر المناصب بعد منصب البطريرقية وهو أشبه بكبير (الأساقفة) على الجهات الواقعة بين النهرين والعراق العجمي، وألف أكثر من ثلاثين كتابًا بالعربية والسريانية في الفلسفة وعلم الهيئة والتاريخ والنحو والشعر وغيرها من بينها كتابة مختصر الدول.
                      انظر حاشية تاريخ الإسلام السياسي ج1 ص242.
                      (17 ) انظر تاريخ الإسلام السياسي د/ حسن إبراهيم ج1 ص242.
                      (18 ) هو مصطفى بن عبد الله القسطنطين الحنفي، الشهير بين علماء البلد بكتاب جلي، وبين أهل الديوان بحاجي خليفة. مؤرخ، عارف بالكتب ومؤلفيها، مشارك في بعض العلوم. ولد بالقسطنطينية في ذي القعدة سنة (1017هـ)، تولى أعمالاً كتابية في الجيش العثماني، وقام برحلات متعددة، واهتم بجمع الكتب واقتناء المؤلفات الثمينة – توفي بالقسطنطينية سنة 1067هـ. وله مصنفات كثيرة منها: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون في مجلدين، تحفة الكبار في أٍسفار البحار، ميزان الحق في التصوف، سلم الوصول إلى طبقات الفحول في التراجم، تحفة الأخيار في الحكم والأمثال والأشعار. انظر معجم المؤلفين ج12 ص262-263.
                      (19 ) انظر كشف الظنون حاجي خليفة م1 ص33 من المقدمة.
                      (20 ) انظر تاريخ الإسلام السياسي د/ حسن إبراهيم ج1 ص242-246.
                      (21 ) هو عبد الله بن طاهر بن الحسين، تولى نيابة مصر بعد العشرين ومائتين، ثم تولى أمر خراسان وما حولها من أعمال الري وطبرستان وما يتصل بها وكان خراج هذه البلدان حين مات ثمانية وأربعين مليون درهم وتوفي في شهر ربيع الأول سنة (230هـ) بنيسابور. انظر تاريخ الطبري ج11 ص13.
                      وانظر البداية والنهاية لابن كثير ج10 ص302-303.
                      (22 ) انظر تاريخ الإسلام السياسي د/ حسن إبراهيم ج1 ص242-246.
                      (23 ) رواه الحافظ أبو يعلى عن حماد عن الشعبي عن جابر. انظر معالم في الطريق/ سيد قطب ص16 (ط – 1).
                      (24)انظر مجلة المجتمع عدد (525) السنة الحادية عشرة في 16/6/1401 هـ ص6.
                      (25 ) انظر الدرر السنية ج1 ص66.
                      (26 ) سورة النساء آية (91).
                      (27 ) مثل ما يحصل في اليمن والصومال والعراق وسوريا وليبيا والمغرب وغيرها من بلاد المسلمين التي ترسل ألوفًا من الشباب إلى روسيا وغيرها من الدول الشيوعية بدعوى العلم وهم في الحقيقة يدرسون الشيوعية والاشتراكية ليعودوا دعاة لها في بلاد المسلمين. انظر – الابتعاث ومخاطره – تأليف محمد الصباغ ص4.
                      (28 ) سورة النساء آية (51).
                      (29 ) انظر المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام/ محمد محمود الصواف ص212-224.
                      وانظر التبشير والاستعمار، د/ مصطفى الخالدي، د/عمر فروخ ص65-112.
                      (30 ) انظر المصدرين السابقين المكان نفسه.
                      (31 ) انظر ص636 من هذه الرسالة.
                      (32 ) انظر نظرية الإسلام وهديه لأبي الأعلى المودوي ص362.
                      (33 ) انظر من أجل خطوة إلى الأمام على طريق الجهاد المبارك/ تأليف سعيد حوى ص23.

                      تعليق

                      • mosaab1975
                        3- عضو نشيط
                        • 9 يول, 2009
                        • 485
                        • باحث عن الحق
                        • مسلم

                        #12

                        منح الكفار حرية التنقل والإقامة بين المسلمين



                        لقد بلغ من تسامح الإسلام مع غير المسلمين المخالفين له في العقيدة، أن يقرهم على السكنى الدائمة كأهل الذمة أو المؤقتة كأهل العهد مع حرية التنقل والإقامة ما لم يخالفوا مقتضى العقد والعهد، إلا أن هناك استثناء من ذلك حيث قسم الفقهاء دار الإسلام إلى أربعة أقسام هي كما يلي:
                        أولاً: المسجد الحرام:
                        أجمع الفقهاء على أن المسجد الحرام لا يجوز أن تطأه قدم مشرك كافر بالأصالة أو بالردة كمعتنقي المذاهب الشيوعية أو البعثية ونحوها، لعموم قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا)(1 ). وقد بعث رسول الله :salla-y: عليًا بعد نزول هذه الآية يعلن للناس في الحج «أنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان»(2 ).
                        ثانيًا: منطقة الحرم وهي مكة وما طاف بها من نصب حرمها:
                        فليس لغير المسلم أيا كان نوع كفره أن يدخلها لا مقيمًا ولا مارًا بها وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة، وخالف أبو حنيفة في ذلك حيث يرى جواز المرور بمنطقة الحرم دون الإقامة فيها ما عدا المسجد الحرام فلا يجوز أن يقربه مشرك وحجته في ذلك أن الآية خصصت المسجد الحرام فلا يتعدى ذلك إلى غيره مما لم يشمله الدليل.
                        ورد القائلون بمنع دخول منطقة الحرم كلها، أن القرآن الكريم نهى غير المسلمين عن اقتراب المسجد الحرام والمقصود به الحرم كله، لا المسجد الحرام فقط، لأنه عبر عن الكل بذكر الجزء المهم فيه(3 ).
                        والراجح في هذه المسألة المنع من دخول منطقة الحرم بكاملها وذلك للأسباب الآتية:
                        1- إن الله ذكر تحريم دخول المسجد الحرام ونص عليه صراحة والمسجد الحرام جزء يسير من الحرم كله ولذلك ذهب عطاء إلى أنه يحرم تمكين المشرك من دخول الحرم أجمع( 4).
                        2- وردت أحاديث صحيحة بإخراج اليهود والنصارى من الجزيرة كلها فمن باب أولى أن تشمل منطقة الحرم، حيث ورد في صحيح مسلم ما يؤكد ذلك(5 ).

                        ثالثًا: سكنى الجزيرة والحجاز لغير المسلمين:
                        الأصل في ذلك ما روي من الأحاديث الدالة على منع سكنى الجزيرة والحجاز لغير المسلمين، حيث روي عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال اشتد برسول الله :salla-y: وجعه يوم الخميس وأوصى عند موته بثلاث: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة»(6 ) وعن ابن عمر (رضي الله عنه) أنه سمع رسول الله :salla-y: يقول: «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلمًا»(7 ) وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت آخر ما عهد رسول الله :salla-y: أنه قال: «لا يترك بجزيرة العرب دينان»(8 ) وعن أبي عبيدة بن الجراح (رضي الله عنه) قال: آخر ما تكلم به رسول الله :salla-y: «أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب»(9 ).
                        وعن ابن عمر () «أن عمر أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وذكر يهود خيبر إلى أن قال أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء»(10 ).
                        وظاهر ما تدل عليه هذه الأحاديث وفعل عمر (رضي الله عنه) أنه يجب إخراج المشركين من كل مكان داخل في مسمى جزيرة العرب وقد حدد الخليل (11 ) بن أحمد جزيرة العرب بأنها من بحر الحبشة غربًا إلى بحر فارس شرقًا ومن الفرات شمالاً إلى بحر الهند جنوبًا، وهذا يوافق مفهومنا الجغرافي المعاصر من البحر الأحمر غربًا إلى الخليج شرقًا، ومن أرض العراق شمالاً إلى حضرموت جنوبًا وهذا هو الموافق لنصوص الحديث (12 ).
                        وحدد الأصمعي جزيرة العرب بأنها ما بين أقصى عدن إلى ريف العراق طولاً ومن جدة وما والاها إلى أطراف الشام، وسميت بجزيرة العرب لإحاطة البحار بها، وهي بحر الهند وبحر القلزم وبحر فارس وبحر الحبشة وأضيفت إلى العرب لأنها كانت بأيديهم منذ القدم ( 13).
                        وقد اختلف العلماء في مسألة النهي عن سكنى الجزيرة والحجاز فمنهم من حمل أحاديث النهي كلها على الحجاز فقط دون بقية الجزيرة العربية ومنهم من حمل أحاديث النهي على مسمى الجزيرة كلها بما فيها الحجاز.
                        وخلاصة القولين كما يلي:
                        القول الأول:- هو قول جماعة من الفقهاء حيث قالوا: إن الذي يُمْنَع المشركون من سكناه من الأرض، هي أرض الحجاز خاصة وهي مكة والمدينة واليمامة وما والاها من قرى وأحياء وذلك لعدة أسباب هي:
                        1- إن أكثر الفقهاء قد اتفقوا على أن اليمن لا يمنع أهل الذمة من سكناها مع أنها من جملة جزيرة العرب، وهذا قول الجمهور من الشافعية والحنفية والحنابلة والشيعة الإمامية ( 14).
                        2- استدل القائلون بالنهي عن سكنى المشركون للحجاز فقط بحديث أبي عبيدة وفعل عمر المتقدمين(15 ). فقالوا: إن عمر (رضي الله عنه) أجلى أهل الذمة من الحجاز فلحق بعضهم بالشام وبعضهم بالكوفة وأجلى أبو بكر (رضي الله عنه) قومًا فلحقوا بخيبر، فاقتضى ذلك أن المراد بالنهي الحجاز لا غير.
                        القول الثاني: قول من يرى أنه يجوز أن يسكن في جزيرة العرب مشرك بعد دخولها في الإسلام وجزيرة العرب هي ما سبق أن أشرنا إلى تحديد الخليل بن أحمد والأصمعي لها، وتحديدهما لها لا يختلف عما هو معروف عند علماء هذا الفن في عصرنا الحاضر سوى الاختلاف في اللفظ من جزيرة العرب إلى شبه الجزيرة العربية وعلى هذا فجزيرة العرب أو شبه الجزيرة العربية لا يجوز أن يسكنها مشرك على هذا القول وحجة أهل هذا القول هي ما يلي:
                        1- تواتر الأحاديث الدالة على أنه لا يجوز أن يسكن الجزيرة مشرك ولا يجتمع فيها دينان بعد الإسلام وقد تقدمت هذه الأحاديث برواياتها المختلفة.
                        2- إن هذه الأحاديث كما تدل طرق الرواية لها من آخر ما عهد به الرسول :salla-y: لهذه الأمة فلم يأت بعدها أحاديث يمكن أن تنسخ العمل بها أو تخصص مفهومها.
                        3- إن تخصيص الحجاز من الجزيرة العربية إذا كان ذلك لرعاية مصلحة الأمة، فإن المصلحة في إخراجهم من الجزيرة العربية كلها أقوى وأوجب.
                        4- إن حمل الجزيرة على الحجاز إن صح مجازًا من إطلاق اسم الكل وإرادة الجزء فهو معارض بالقلب وهو أن يقال: إن المراد بالحجاز جزيرة العرب من إطلاق اسم الجزء وإرادة الكل، فترجيح أحد المجازين مفتقر إلى دليل، ولا دليل يرجح أحد المجازين.
                        5- إن في خبر النهي عن جزيرة العرب زيادة لم تغير حكم الخبر الخاص بالحجاز والزيادة في مثل ذلك مقبولة.
                        6- إن استنباط علة التقرير في غير الحجاز هي المصلحة، فرع لثبوت الحكم. والأحكام المستنبطة إنما تؤخذ من حكم الأصل بعد ثبوته والدليل لم يدل إلا على نفي وجود المشركين في الحجاز والجزيرة العربية معًا كما في حديث: «لا يترك بجزيرة العرب دينان» فاستثناء غير الحجاز واقع في مقابلة النص المصرح فيه بأن العلة كراهية اجتماعي دينين في مكان واحد، فكان مقتضى القياس أنه لو فرضنا أن النص لم يقع إلا على إخراجهم من الحجاز لكان المتعين قياسًا إلحاق بقية جزيرة العرب بذلك لهذه العلة، فكيف والنص الصحيح يصرح بوجوب إخراج كل مشرك من جزيرة العرب.
                        7- إن الحديث الذي استدل به من يرى الإخراج من الحجاز فقط حيث ذكر لفظ الحجاز فيه، فيه الأمر بإخراجهم من نجران كما ذكر ذلك في الحديث، وليس نجران من الحجاز، فلو كان لفظ الحجاز مخصصًا للفظ الجزيرة على انفراده، أو دالاً على أن المراد بجزيرة العرب الحجاز فقط لكان هذا إهمالاً لبعض الحديث وإعمالاً لبعضه الآخر وهذا باطل.
                        8- إن غاية ما في حديث أبي عبيدة الذي صرح فيه بلفظ أهل الحجاز هو أن مفهومه معارض لمنطوق ما في حديث ابن عباس المصرح فيه بلفظ جزيرة العرب والمفهوم لا يقوى على معارضة المنطوق فكيف يرجح عليه.

                        وفيما يتعلق بالحرم والحجاز والجزيرة العربية هو أن يعاملوا على النحو التالي:-
                        1- منطقة الحرم كلها لا يجوز أن يدخلها مشرك سواء كان مسافرًا أم مقيمًا لدلالة النصوص المتقدمة على ذلك، وأرى ضعف ما ذهب إليه الأحناف، من جواز دخول الحرم عدا المسجد الحرام دخولاً مؤقتًا، لأن قولهم هذا عن اجتهاد ولا اجتهاد مع النص.
                        2- منطقة الحجاز والجزيرة العربية كلها يجوز للذميين والمستأمنين دخول الحجاز والجزيرة العربية بصفة مؤقتة، حيث كان النصارى يتجرون في زمن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بالمدينة وكان يضرب لمن قدم منهم تاجرًا مدة معلومة يلزمه مغادرة المدينة بعد انقضائها وهذا ما صرح به الحنابلة والشافعية والزيدية ( 16). ولعل هذا لا يتعارض مع منطوق الأحاديث التي تنهى عن دخول الحجاز وجزيرة العرب بحمل دلالة هذه الأحاديث على أن المراد بذلك السكنى الدائمة، لا المرور العابر أو الإقامة المؤقتة لعمل ما.
                        ولذلك فإنني مع من يقول بعدم جواز التصريح بالإقامة المستمرة في الحجاز والجزيرة العربية لغير المسلمين عملاً بظاهر الأحاديث الدالة على ذلك وما حصل من تقرير في إقامة أهل الذمة في اليمن وسواد العراق والشام، فإنما كان عن اجتهاد من الصحابة (رضي الله عنهم) ولمصلحة رأوا العمل بها في حينها مؤقتًا، وهو لا يعني أن هذا هو قرارهم النهائي في هذه المسألة، وأن إقرارهم لذلك إقرارًا نهائيًا. فقد روى الإمام أحمد أن عمر بن عبد العزيز أمر نائبه في صنعاء أن يهدم جميع الكنائس في اليمن فهدمها في صنعاء وغيرها من المدن، وكذلك فعل هارون الرشيد حيث أمر بهدم ما كان موجودًا في سواد بغداد، وكذلك فعل المتوكل حيث استفتى العلماء لديه ثم بعث بفتواهم إلى الإمام أحمد بن حنبل لأخذ موافقته على ذلك فأجابه بالموافقة على هدم كنائس سواد العراق (17 ).
                        ولذلك فإن من أنواع الخطأ الفاحش الذي تقع فيه الدول المعاصرة هو منح المشركين على اختلاف أنواعهم التصريح بالإقامة المستمرة في دول الجزيرة العربية، وذلك بمنح جنسيات تلك الدول إلى حثالة اليهود والنصارى وأهل الأوثان بينما كثير من الدعاة إلى الله، لا يجدون ملجأ أو مغارة يأون إليها ويحتمون بها من جبروت المتجبرين واضطهاد الظالمين.
                        رابعًا: سكنى المشركين وإقامتهم الدائمة خارج الجزيرة العربية:
                        فيرى جمهور العلماء جواز إقامة أهل الذمة إقامة مستمرة خارج حدود الجزيرة العربية من دار الإسلام وذلك وفق شروط أهل الذمة التي بينها رسول الله :salla-y: وطبقها أصحابه، بحيث لا يصدر منهم ما يضر بصالح الإسلام والمسلمين، والمستأمنين يلزمهم ذلك بموجب عقد الأمان وإن كان البعض من علماء الإسلام يرى إخراج كل مشرك من كل بلد غلب عليها المسلمون عنوة، ولم يكن بالمسلمين حاجة وضرورة ملحة إلى بقائهم وقالوا إن ذلك لا يختص بجزيرة العرب، وإنما خصها الرسول :salla-y: بذلك لأنها هي التي كانت تخضع للمسلمين حين وفاة الرسول :salla-y: وهذا هو رأي الإمام الطبري (18).
                        والراجح أن ما عدا الجزيرة العربية والحرم يرجع ذلك إلى ما يراه الإمام وأهل الحل والعقد في الأمة، وما تقتضيه السياسة الشرعية ومصلحة الأمة في إبقاء أهل الذمة وأهل العهد أو إخراجهم من دار الإسلام عند ترجيح أصلح الأمرين في حق الإسلام والمسلمين.
                        ولكن شتان بين ما هو كائن وما يجب أن يكون فقد غزت جمعيات التنصير معظم البلاد الإسلامية بمسميات ظاهرة وخفية، جاعلة نصب عينيها إخراج المسلمين عن الإسلام، وإذا تجاوزنا البلاد الإسلامية التي يوجد بها كثافة سكانية من المسلمين وقلة من غير المسلمين كمصر وأندونيسيا وباكستان، إلى البلاد التي في الأصل سكانها مسلمون مائة في المائة ولا يسكنها إلا قلة من غير المسلمين كالإمارات العربية في الخليج فإننا نجد بها (54) أربعًا وخمسين بعثة تنصيرية بين إنكليزية وأمريكية، وفي الكويت مجلس اتحاد الكنائس لدول المنطقة رغم أن موقع الكويت وغيرها من دول الخليج داخل في مفهوم الجزيرة العربية ويشمله النهي الذي نهى فيه رسول الله :salla-y: عن إقامة المشركين في الجزيرة العربية، وقد بلغت نسبة غير المسلمين في دول الخليج 30% ثلاثين في المائة بالنسبة إلى المسلمين أي ما يقارب المليون من الكفرة المشركين حيث إن مجموع عدد سكان دول الخليج (3.146.078) ونسبة غير المسلمين منهم ما يعادل الثلث حسب إحصائية تفصيلية نشرتها مجلة المجتمع الكويتية (19 ).
                        فهل هذه النسبة العالية من غير المسلمين في صالح الإسلام والمسلمين؟ وهل يرضى مثل هذا العمل رب العالمين، في الوقت الذي يموت فيه ملايين المسلمين من الفقر والحاجة والحرمان؟
                        ومما تقدم يدرك المسلم خطورة ما نحن فيه في عصرنا الحاضر من استقدام مئات الآلاف من أهل الكفر والضلال وتوزيعهم في مختلف البلاد الإسلامية وهذا أمر له خطورته من وجهين.
                        الوجه الأول – إن ذلك التعاون المطلق مع الكفار معصية يحاسبنا الله عليها، وإن ملء البلاد الإسلامية بالكفار عمل بعكس ما أمر الله به من إخراج المشركين من جزيرة العرب، وأكثر الذين يسرحون ويمرحون في ديار المسلمين لا مبرر لوجودهم من وجهة النظر الإسلامية، لإمكان استبدالهم بملايين المسلمين العاطلين عن العمل في مشارق الأرض ومغاربها والذين يشكلون بمجموعهم اكتفاء ذاتيًا في معظم مجالات العمل ومتطلبات الحياة.
                        ولكن نظرًا لموالاة كثير من ولاة الأمر في البلاد الإسلامية للكفار فقد أصبحوا يتنافسون في استقدام الكفار واتخاذهم بطانة لهم من دون المؤمنين، بل إن ندماءهم وخلانهم وأهل ثقتهم وأمناء أسرارهم، هم من الكفار وأشباه الكفار.
                        وهذا دليل كاف على إدانة أولئك المسئولين وتوليهم لأعداء الله ومحبتهم لهم وقد ورد في الحديث الصحيح «المرء مع من أحب»(20 ).
                        الوجه الثاني: إن بلاد المسلمين وخاصة جزيرة العرب مستهدفة قبل غيرها من قبل أعداء الإسلام لسببين.
                        1- أنها منبع الإسلام ومطلع النور الذي بدد غياهب الجهل والظلم في العالم أجمع، ولذلك يخشى الأعداء من أن تشرق شمس الإسلام من جديد فتذهب ليلهم الحالك الذي يجدون في ظلمته كل مسوغات الاستعباد والتسلط على المسلمين.
                        ولذلك يسعون ليل نهار لمحاصرة التحرك الإسلامي في كل مكان وضربه قبل اشتدد عوده حتى لا تقوم للإسلام قائمة.
                        2- إن دول الجزيرة قد حباها الله من نعمة الظاهرة والباطنة مما لا يعلمه إلا الله ومكنها من أن يكون مفتاح إنارة العالم كله بيدها ولكنها لم تمارس دورها القيادي كما يجب في الربط بين قوة الطاقة وقوة وعظمة الرسالة وجعل أحدهما مكملاً للآخر، بل لقد سلبت الأمرين معًا بأبخس الأثمان.
                        وقد يسأل سائل فيقول: ما هو المخرج من واقعنا المؤلم الذي نعيش فيه؟
                        والجواب أنه يجب علينا سلوك الطرق التالية:
                        أولاً: التعاون الجاد الصادق مع المسلمين المخلصين الموحدين الذين يمثلون حقيقة الإسلام وجوهره، لا مع المسلمين المزيفين ولا مع الحكومات التي تعمل ضد الإسلام والمسلمين.
                        إن من الجهل المركب أن يعتقد شخص أو جماعة أو دولة أنه من الممكن شراء ولاء الناس ومودتهم بالمال والمنافع المادية، فهو وإن حصل ذلك في بعض الظواهر المؤقتة فإن نهاية ولاء من أحبك على مصلحة يكون بفقدها عدوًا، ولذلك نرى كثيرًا ما تنقلب الصداقة عداوة بين كثير من الأفراد والجماعات والدول وقد يحصل العكس نظرًا لعدم وجود ضابط من الدين والعقيدة السليمة يحكم تلك العلاقات مسبقًا فالمحبة في الله والمودة في سبيله أقوم وأبقى ولذلك قال تعالى: (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(21 ).
                        وقد أمر الله بالتعاون مع المسلمين وتفريج الكربات عنهم قال :salla-y:: «ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة»(22 ) أليس من الأفضل تهيئة العمل الشريف المبني على الأخوة في الله لإخواننا في مشارق الأرض ومغاربها؟ بدلاً من أن نتركهم يرتمون في أحضان دعاة الكفر وسماسرة الفاتيكان وجمعيات أهل الصليب، بينما بطون الكفار تصاب بالتخمة من خيرات المسلمين في داخل بلاد المسلمين وخارجها.
                        إن مما يجب على ولاة المسلمين الصادقين أن لا يستقدموا كافرًا وهم يجدون ما يسد مسده من أهل الإسلام إن استقدام الكفرة إلى ديار الإسلام وخاصة جزيرة العرب معصية لله ورسوله، ومخالفة لنهج الخلفاء الراشدين كما تقدم بيان ذلك (23 ).
                        ثانيًا: إن في المجتمع الإسلامي الكبير طاقات فنية وقدرات علمية تجعل المسلمين لديهم اكتفاء ذاتيًا في معظم المهن والعلوم بحيث تصبح الحاجة إلى الكفار في شبه النادر والقليل ولكن أين من يهتم بذلك ويسعى لتطبيقه في واقع المسلمين، لقد فتحت كثير من الدول الباب على مصراعيه لدخول الكفار بطرق مختلفة وأسباب متباينة، حتى امتلأت بلاد المسلمين بسيل جارف من هؤلاء الكفار رجالاً ونساءً، فأصبح المسلم لا يكاد يرى بينهم إلا نادرًا، وصار المسلم في بلده غريبًا، حتى أن الواحد منا إذا دخل بعض المحلات التجارية لدينا وجد كل شيء مصبوغًا بصبغة الكفار ووجد الباعة من الكفار والمشترين منهم كذلك وكأن المحل في لندن أو باريس أو نيويورك أو طوكيو أو بكين، كأنه ليس في بلدة من بلدان المسلمين. إن الكفار وخاصة النصارى منهم يركزون هذه الأيام على الهجرة إلى البلاد الإسلامية، لإفسادها ومحاولة تنصير المسلمين فيها.
                        فقد عقدوا مؤتمرًا كنيسيًا في أمريكا لتنصير المسلمين في ولاية كولورادو، تم فيه مناقشة أربعين بحثًا عن خطط التنصير وبرامج التكفير في البلاد الإسلامية، واتخذوا عدة قرارات وتوصيات، كان من أهمها في هذا الموضوع قولهم: «يجب بذل الاهتمام الكافي والتركيز بقوة على زرع جاليات مسيحية في قلب العالم الإسلامي»(24 ).
                        فهل نترك لهم تحقيق هذه الفرصة التي يطمحون إليها بكل شوق؟
                        إن الإسلام لا يخشى من تواجد غير المسلمين في دار الإسلام لو كان المسلمون متمسكين بإسلامهم، عاملين بحقيقة الإسلام.
                        أما تمكين الكفار في بلاد المسلمين، في الوقت الذي يعيش فيه المسلمون بلا هوية أو عقيدة تربطهم بالإسلام الصحيح فإن ذلك خيانة وموالاة لأعداء الله وأعداء رسوله، ومحاربة للإسلام والمسلمين. فهل يعي المجازفون بمصيرهم ومصير أمتهم إلى الهاوية هذا الخطر، بعد أن أثبت التاريخ أن قلب الجزيرة العربية هو أسلم البلاد الإسلامية بسبب ندرة تواجد الكفار فيه في سالف الأزمان.
                        ثالثًا: العمل على إقصاء المنافقين والمرتدين من شيوعيين وبعثيين ( 25) ونحوهم عن مراكز التوجيه ومقاليد السلطة في الأمة الإسلامية. فمن ظهرت منه علامات النفاق كبت نفاقه في قلبه ومن ظهرت منه علامات الردة باعتناق المذاهب الكافرة نفذ فيه حكم الله لأن هؤلاء جميعًا مدخل خبيث لأعداء الإسلام، وسلم لدخول الكفار إلى بلاد المسلمين واستباحة حماها.
                        رابعًا: العمل على إحياء الدعوة الإسلامية، وإطلاق يد الدعاة إلى الله في أن يدعوا بكل حرية ونشاط ليوجدوا البديل الصالح بدلاً من أنصاف المسلمين وركام المنافقين الذين هم عالة على أنفسهم وعلى أمتهم جميعًا.
                        وقد يقول قائل: ما هو الخطر الذي يهدد المسلمين من وجود الكفار بينهم وهل حصل شيء من ذلك فيما مضى يوجب الخوف منهم مستقبلاً؟
                        والجواب أن نقول: ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) حيث يقول: «لقد رأينا المسلمين الذين عاشروا اليهود والنصارى هم أقل إيمانًا من غيرهم، ممن عاشوا مع المسلمين الخالصين من الشرك»(26 ).
                        فإذا كان هذا ما رآه شيخ الإسلام قبل سبعة قرون فما بالك لو رأى ما وصلت إليه البلاد الإسلامية التي يوجد فيها أقليات غير إسلامية من فساد وردة وانحلال، لقد أثبت الواقع التاريخي أن البلاد التي بقيت فيها أقليات غير إسلامية كمصر والشام والعراق قد سبقت غيرها من بلاد الإسلام إلى الفساد وهو أمر مشاهد معلوم، ولا يعني هذا أن البلاد داخل حدود الجزيرة العربية سليمة نقية ولكنها ستكون في آخر القائمة بعد تلك الديار إن لم يتدارك الله الجميع برحمته، ودليل آخر أثبت أن كثرة الفساد تكثر حيث يكثر الكفار، ذلك أن البلاد التي دخلها الاستعمار العسكري بعد القضاء على الدولة الإسلامية أشد تأثرًا بالفساد من البلاد التي بقيت تحتفظ باستقلال محدود عن الكفار في الجزيرة العربية.
                        فكيف وهذه التجارب ماثلة أمامنا لم نتعظ ولم نعتبر بل لقد وصل الأمر إلى أن نصدر لهم أبناءنا كما يصدرون لنا الماشية من الأنعام ونستقدم الكفار كاستقدامنا لبقية السلع الاستهلاكية سواء بسواء، فضاع معظم أبنائنا في الخارج وقضى الوافدون من الكفار على معظم البقية الباقية منهم في داخل بلاد المسلمين فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

                        --------------------------------------------------------------
                        ( 1) سورة التوبة آية (28).
                        (2 ) انظر صور من حياة الرسول أمين دويدار ص582.
                        (3 ) انظر أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام د/ عبد الكريم زيدان ص92.
                        (4 ) انظر تفسير القرطبي ج8 ص104.
                        ( 5) انظر نيل الأوطار للشوكاني ج8 ص222.
                        وانظر الأحكام السلطانية للماوردي ص167.
                        ( 6) رواه البخاري. انظر فتح الباري ج6 ص170 (باب الجهاد) ح3053.
                        ( 7) رواه مسلم. انظر صحيح مسلم في كتاب الوصية ج3/1258 ح1637 ورواه أحمد والترمذي وصححه. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني م2، ص629، رقم الحديث (924) وانظر نيل الأوطار للشوكاني ج8 ص222 وانظر المغني والشرح الكبير ج10، ص613.
                        (8 ) نيل الأوطار للشوكاني ج8 ص222.
                        (9 ) رواه أحمد. انظر نيل الأوطار ج8ص222.
                        ( 10) رواه البخاري ومسلم. انظر فتح الباري ج6 ص252 وانظر صحيح مسلم ج3 ص1187-1188 (باب المساقات – 6).
                        (11 ) هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تمين الفراهيدي، الأزدي، اليحمدي، البصري، (أبو عبد الرحمن) ولد سنة (100هـ) وأصبح نحويًا لغويًا، وهو أول من استخرج علم العروض وحصن به أشعار العرب وتوفي سنة (170هـ) انظر معجم المؤلفين/ ج4 ص112.
                        (12 ) انظر فتح الباري ج6 ص171 وص270-272 من نفس الجزء ونفس الكتاب.
                        ( 13) انظر الأحكام السلطانية للقاضي أبي يعلى الحنبلي ص179-181.
                        ( 14) انظر أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام د/ عبد الكريم زيدان ص92.
                        (15 ) انظر نيل الأوطار للشوكاني ج8 ص222-225.
                        ( 16) انظر أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام د/ عبد الكريم زيدان ص93.
                        ( 17) انظر شرح الشروط العمرية/ تأليف ابن قيم الجوزية/ تحقيق صبحي الصالح ص29-30.
                        ( 18) انظر فتح الباري ج6 ص270-272.
                        ( 19) انظر مجلة المجتمع الكويتية عدد (553) الثلاثاء صفر 26/2/1402هـ. ص20-23.
                        ( 20) رواه مسلم: انظر صحيح مسلم ج4 ص2032 (باب البر والصلة) رقم الحديث (2641).
                        ( 21) سورة الأنفال آية (63).
                        ( 22) متفق عليه. انظر نزهة المتقين شرح رياض الصالحين ج1، ص257 رقم الحديث (246) (باب قضاء حوائج المسلمين).
                        ( 23) انظر ص660-666 من هذه الرسالة.
                        ( 24) انظر المجتمع الكويتية عدد 525 في 16/6/1401 هـ ص30.
                        (25)يقول ميشيل عفلق: (إن حزب البعث مدين للماركسية في جانبه الفلسفي وبرنامجه الاشتراكي) اهـ.
                        انظر التبشير والاستعمار ص257 وهذه شهادة لا يستهان بها على كفر من ينهج منهج الأحزاب البعثية أو ينضم إليها ويواليها، خاصة وأنها شهادة صادرة من مؤسس حزبي البعث في سوريا والعراق، فهل يعي المخدوعون بأنه لا تعارض بين حزب البعث ودين الإسلام؟ بعد صدور الشهادة على كفرهم من كبيرهم الذي علمهم الكفر قال تعالى: (شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ) سورة التوبة آية (17).
                        ( 26) انظر الجواب الفائض في الرد على أرباب القول الرائض/ تأليف الشيخ سليمان بن سحمان الدوسري ص43 الورقة (22). مخطوطة بقسم المخطوطات بجامعة الرياض برقم (3413).

                        تعليق

                        • mosaab1975
                          3- عضو نشيط
                          • 9 يول, 2009
                          • 485
                          • باحث عن الحق
                          • مسلم

                          #13
                          رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

                          عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: "أَجَلْ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ". أخرجه أحمد (1/452 ، رقم 4318) ، وابن أبى شيبة (6/40 ، رقم 29318) ، والطبراني (10/169 ، رقم 10352) ، والحاكم (1/690 ، رقم 1877) وقال: صحيح على شرط مسلم. وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1 / 337).

                          تعليق

                          • mosaab1975
                            3- عضو نشيط
                            • 9 يول, 2009
                            • 485
                            • باحث عن الحق
                            • مسلم

                            #14
                            أفكار في تربية الاسرة 1

                            أفكار في تربية الاسرة 1
                            إن من أوجب الواجبات وأعظم المسؤوليات , واكبر الأمانات , أمانة تربية المسلم لأهل بيته مبتدئا بنفسه ومثنيا بمن يعول, أدناه فأدناه.
                            وهذا معنى قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم : 6)
                            فهو مسئول عنهم ومحاسب عليهم ومعاقب على تفريطه في تربيتهم, فالتربية ليست أمرا عارضا أو قضية هامشية أو فكره عابره , بل ضرورة ملحة ومسألة لازمة, وقضية تضرب في جذر التاريخ لتعبر الحاضر وتمتد إلى المستقبل.
                            وكما أن لكل حرث زارع ولكل مال جامع , فهكذا الهداية لها أسباب و طرائق وموانع وعوائق.
                            والواجب على كل مسلم أن يبحث عن طرق الهداية ويغتنمها , وليعلم علم اليقين أن التربية تحتاج إلى جهد جهيد لا يعرف الكسل وبذل لا يتوافق مع البخل, وهمة لا تقنع,
                            وحسبك من محامدها أن العبد يؤجر عليها ويثاب على ما بذل فيها حتى بعد موته وانتهاء عمره وانقطاع أثره.
                            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا مات الإنسان انقطع عمله الا من ثلاثة: إلا من صدقة جاريه أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه البخاري ومسلم
                            وقال تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور : 21 )
                            وهذه بعض الأفكار لتربية الأسرة اسأل الله تعالى أن ينفع بها و أن يجعلها في ميزان حسناتي وان يفيد بها من يقرئها
                            أولا: مسلمات في التربية:
                            1- إن التربية عبادة يؤجر عليها العبد ويثاب على إحسانه فيها,ولا بد من الإخلاص بالنية وتجريدها لله تعالى , فلا يتعب المسلم في التربية ليقال عنه إنه أحسن فيها أو ليشار إليه بالبنان او ليقال عنه بأنه مربي بارع.
                            قال تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة : 5 )
                            ولابد من المتابعة والموافقة للرسول صلى الله عليه وسلم فخير الهدي هديه وأكمل الطرق طريقته. ولا بأس من الاستفادة من أساليب التربية الحديثة بما يتوافق مع ما كان عليه وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
                            2- احتساب الأجر على الله تعالى فيما يبذل في هذه التربية فهي شاقه لا راحة معها وطويلة لا انتهاء لها وليس للعامل من عمله إلا ما احتسب . فأكرم الهم ما كان على الأهل وأحب النفقة ما بذلت على القرابة, فعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله,,) رواه مسلم .
                            والتربية كل الناس يمارسونها وليس كل الناس يؤجرون عليها , فعن ابي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقه وهو يحتسبها كانت له صدقه)رواه مسلم : (2/577)(1002)

                            تعليق

                            • mosaab1975
                              3- عضو نشيط
                              • 9 يول, 2009
                              • 485
                              • باحث عن الحق
                              • مسلم

                              #15
                              أفكار في تربية الاسرة 2

                              [3- إن الهداية بمعنى خلق الإيمان والتوفيق له والثبات عليه , ليست في يدك وإنما بيد من يهدي من يشاء بفضله ورحمته ويضل من يشاء بعدله وحكمته وإنما عليك هداية الدلالة والإرشاد والنصح والتوجيه فلا تقصير فيها أو تغفل عنها.
                              قال تعالى : (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص : 56 )
                              وقال تعالى : (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ) (البقرة : 272 )
                              وعن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قال الله عز وجل :... يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني أهدكم) رواه مسلم ( 4/1583).
                              ومن بذل النصح لزوجته فما أرعوت أو اهتدت فليس عليه إلا أن يقلب دفتي كتاب ربه, فيقرأ قوله سبحانه: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (التحريم : 10 )
                              4- توكل دائما على الله ولا تركن إلى نفسك والى قدرتك , قال تعالى : (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود : 88 )
                              و لا تقل بذكائي ومعرفتي وجهودي ونباهتي , بل أنت في كل الأحوال فقير إليه تعالى . عن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ’ ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) صحيح الترغيب والترهيب (1/273).
                              5- القدوة الصالحة من الأهمية بمكان في كل ميدان, فنفسك ميدانك الأول فان قدرت عليها فأنت على غيرها أقدر فأبدأ بها فأصلحها ’ يصلح الله لك رعيتك ومن هم تبع لك , قال تعالى : (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود : 88 )
                              6- اللين كالسكين يقطع دون وجع والرفق نعمة عظيمة تؤثر في النفوس الكريمة ما لا تؤثر القسوة والغلظة.
                              قال تعالى : ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران : 159 )
                              وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما يكون الرفق في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم( 4/15902)

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
                              ردود 0
                              31 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة وداد رجائي
                              بواسطة وداد رجائي
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 ينا, 2021, 05:31 ص
                              ردود 2
                              173 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة د. نيو, 27 نوف, 2020, 06:25 م
                              ردود 4
                              106 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د. نيو
                              بواسطة د. نيو
                              ابتدأ بواسطة أحمد محمد أحمد السبر, 23 يول, 2020, 06:53 م
                              ردود 0
                              65 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد محمد أحمد السبر
                              ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 20 ديس, 2019, 11:46 م
                              ردود 3
                              93 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                              يعمل...