كثيرا ما نسمع من النصارى، أن المسيح هو كلمة الله المتجسدة، كلما فكرت في هذا الموضوع لا أستطيع الوصول لمنطق معقول، فهناك الكثير من العوائق و السدود التي تحول دون الإقتناع بشيئ مثل التجسد، و تجعل فهمه و الإقتناع به مستحيلا هنا أتحدث بصفتي إنسانا يفكر و ليس من منطلق ديني الذي هو الإسلام، فالإسلام ينفي تجسد الإله جملة و تفصيلا و ينفي أن يكون المسيح عليه و على رسولنا الصلاة و السلام، إلها، و ينفي ما يزعم الزاعمون من بنوة المسيح لله سبحانه و تعالى.
كنتُ قديما أميل لتحليل ما اقرأ، و تفتيت كل جملة أو عبارة طويلة، إلى عواملها الأولية إن صح التعبير، ليتسنى لي أن أفهم ما بين السطور إن كان هناك ما هو بين السطور، و كنتُ مولعا بحل الألغاز و الأحاجي و خاصة التي يعتمد حلها على العمليات الرياضية و الحسابية أو العمليات المنطقية، إلا هذه الهواية تراجعت كثيرا مع ضغط العمل الذي هو أيضا يعد نوعا من حل الألغاز المنطقية، و جريا على العادة، و عندما قرأت في النصرانية و بعضا من الكتاب المقدس لدى النصارى، و عقائدهم في المسيح، -على إختلاف طوائفهم المثلثة مثل الكاثوليك و الأرثوذوكس - من أنه الإله المتجسد أو أنه ابن الله و الأقنوم الثاني أو أنه كلمة الله المتجسدة، فاشتعلت هوايتي القديمة و أحببتُ ممارسة بعضا منها مما تركته و هي تحليل تلك العقائد، و محاولة الوصول لصيغة تعمل على وضع كل هذه العقائد في جملة متناغمة لا يتضاد بعضها مع بعض، إلا أنني فشلتُ فشلا ذريعا في ذلك، بالرغم من موهبتي السابقة في حل المشكلات الرياضية و المنطقية، على كل حال سوف أخطُ ما كتبت و ما فكرتُ فيه و ما توصلتُ إليه من نتائج تباعا، فابقوا معنا و من كانت لديه هواية شبيهة بهوايتي فليتفضل مشكورا و ليجلس في الصف الأمامي ليساعدني في محاولة الحل، لأنني أشعر كأني أبني بيتا على سطح الماء.
نأتي الآن للتحليل، و الأسئلة و سوف ترون أن كل شيئ بسيط، و لكنه يتعقد باستمرار التفكير و التحليل و نبدأ على بركة الله:
1 – المسيحيون يؤمنون أن إلههم واحد، و لكنه مكون من ثلاثة أقانيم، و إذا ما جادلهم أحد قالوا هذه وحدانية جامعة، و لم أفهم ما يعنيه مصطلح الوحدانية الجامعة، فما هي هذه الوحدانية الجامعة ؟!!!
2 – يؤمن المسيحيون -حسب إدعائهم أن- الإله مكون من ثلاث أقانيم، الآب و الكلمة و الروح القدس، و يقولون أنه قائم بذاته و هو أقنوم الآب و ناطق بعقله أو بكلمته و هو أقنوم الابن وحي بروحه و هو أقنوم الروح القدس، و الذي أتعجب له لماذا لم يضف النصارى على هذه الأقانيم أقانيم أخرى مثل خالق بقدرته و هو أقنوم القدرة و غفور برحمته و هو أقنوم الرحمة، أتعجب لماذا لا تضاف أقانيم أخرى و أخرى، فهل من إجابة منطقية؟!!!
نتابع بعد قليل إن شاء الله
تعليق