سيدنا موسي عليه السلام و مهارة تجاوز الشخصنة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

هاتوا برهانكم مُسلِم اكتشف المزيد حول هاتوا برهانكم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هاتوا برهانكم
    2- عضو مشارك
    • 27 سبت, 2008
    • 137
    • مُسلِم

    سيدنا موسي عليه السلام و مهارة تجاوز الشخصنة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    طغت على اللغة الإعلامية المنتشرة الآن لغة الاتهام والهجوم، وطبيعي أن تلك السهام وهذا الهجوم ستتجه إلى الطرف الأضعف في معادلة القوة، خصوصًا والإعلام بطبيعته تعبير عن الطرف الأقوى؛ فلذا وبرغم أن الأمة تنتشر فيها المصائب والمشكلات كطابور يبدأ من الفقر والمرض وانحطاط كرامة الفرد ويصل ذروته بالاحتلال وفقد السيادة، إلا أن اللغة الإعلامية إذا كان ثمة هجوم فهو على " الشيوخ المنغلقين " أو " المقاومة العبثية " أو على "جماعة" لا تملك إلا أن تعد عدد معتقليها

    ما ينبغي أن يلتفت إليه الدعاة والإصلاحيون والمجاهدون أمام هذا الهجوم المقصود، هو ألاَّ ينجروا للدفاع عن أنفسهم، والاضطرار إلى "شخصنة الموضوع".

    لقد سجَّل القرآن الكريم حوارًا بين سيدنا موسى عليه السلام وفرعون، وحاول فيه فرعون بكل وسيلة أن يخرج من حوار الفكرة إلى اتهام الشخص، ولكن موسى عليه السلام استطاع في كل مرة أن يعيد الحوار إلى الفكرة، وأن يتجاوز محاولات " الشخصنة " هذه حتى انتصر .

    لقد جاء موسى برسالة واضحة إلى فرعون " إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ " [الشعراء: 16-17].

    ورغم أن فرعون يضطهد بني إسرائيل ويعذبهم، ورغم أن موسى لا يطلب منه لا ملكًا ولا سيادة ولا إعطاء الناس حقوقهم، بل فقط أن يسمح لهم بالخروج من هذه الأرض .. إلا أن فرعون ترك مضمون الفكرة (الرسالة، وإخراج بني إسرائيل)، وقال مهاجمًا موسى عليه السلام : " قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ " [الشعراء: 18-19].

    فكانت أولى محاولات " شخصنة الموضوع "، لكن المشكلة الحقيقة أن سيدنا موسى فعلاً ارتكب هذه " الأخطاء " في حياته السابقة، وقد وضع الآن في مأزق " الفضل "، كما وضع في مأزق " البدعة "، فلقد لبث سنين من قبل دون أن تخطر له هذه " الأفكار الدخيلة ".

    فكان أن دافع موسى عن نفسه دفاعًا بليغًا وقصيرًا، ولم ينه جملته حتى عاد بالحوار إلى موضوع الرسالة: صحيح أني فعلت هذا حين كنت ضالاًّ ( ولست كافرًا أو جاحدًا كما تدَّعي )؛ ولهذا هربت خائفًا لعلمي بأنه لا عدل في الحكم؛ " قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ " [الشعراء: 20-21].

    وهنا انتهى دفاع موسى عن نفسه، ولكنه لم يتوقف هنا أبدًا بل عاد بالحوار إلى المضمون: وبعدها وهب لي ربي حكمًا وجعلني من المرسلين. لكن هل هذه نعمة تتفضل بها عليَّ، وما حدثت إلا لاضطهادك بني إسرائيل الذي جعل أمي تلقيني صغيرًا في النهر، ثم جعلني أهرب خائفًا من الظلم؟! " فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ * وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ " [الشعراء: 21-22].

    فاضطر فرعون أن يعود إلى الفكرة، ولكنه قفز على اضطهاده لبني إسرائيل وسأل عمَّا ظن أنه يمكن أن يجادل فيه " قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ" [الشعراء: 23].

    فأعطاه موسى جوابًا واضحًا وعمليًّا، ولم يحاول تقديم " تعريف نظري " أو أن يصف الله بما يمكن أن يدعيه فرعون " قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ "[الشعراء: 24].

    وحاول فرعون -بلهجة ساخرة- ترك حوار الفكرة والرسالة والاستعانة بمن حوله " قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ " [الشعراء: 25]، فلم يمهل موسى أحدًا بل زاد في وصف الله بما لا يمكن أن يدعيه لا فرعون ولا أحدهم " قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ " [الشعراء: 26].

    فعاد فرعون إلى "شخصنة" الحوار واتهام المتحدث " قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ " [الشعراء: 27]، ولكن موسى لا يدافع عن نفسه الآن ولا يلتفت لهذه المحاولة بل يستمر " قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ " [الشعراء: 28].

    وهنا لم يعد أمام فرعون إلا أن ينهي الحوار، وينتقل من قوة المنطق إلى منطق القوة " قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ" [الشعراء: 29]، فتأخذ الرسالة مرحلة أخرى، وهي مرحلة التحدي بالمعجزات والدخول في المواجهة.

    إن معايشة هذا الحوار، وطريقة فرعون في إصراره على مهاجمة الشخص؛ لتؤكد بأنه منهج مستمر في تشويه المصلحين، تشويه يصل إلى استعمال كل الوسائل الدنيئة حتى التعيير بما لا سبب لهم فيه، كاستهزاء فرعون بثقل لسان موسى عليه السلام وقلة فصاحته حين نادى في قومه: " وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ " [الزخرف:51-52].


    وعلى أية حال، فإن كان أهل الباطل استفادوا من منهج فرعون مباشرة أو عبر ما توحيه إليهم شياطينهم، فعلى أهل الحق أن يستفيدوا من نبي الله موسى عليه السلام



    منقول من موقع قصة الاسلام
    في حالة وجود أي مخالفة شرعية أتمني ألا يبخل علي الاخوة الأكارم بالتصحيح

    الي الملاحدة
    : " فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ "

    الي النصاري : " مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ "

    الدكتور جمال بدوي يسحق القس أنيس شروش في مناظرة عن الاسلام العظيم
  • anew life with Islam
    0- عضو حديث
    • 10 ماي, 2010
    • 10
    • طالب
    • مسلم

    #2
    كان من اجمل ردود سيدنا إبراهيم عليه السلام, انه حينما قال للنمرود ان ربي يحيي ويميت, فردعه النمرود قائلا انا احيي واميت (حتى انه حينها جاء باثنين من بني اسرائيل فقتل احدهما وترك الآخر على قيد الحياة, وهو في الواقع لم يحيي الآخر لكن لم يسبب له الاذى..............تفكير ساذج!!!!)
    فرد عليه سيدنا إبراهيم عليه السلام : ان ربي ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب
    كان افحاما للنمرود, لكن شدة التمسك بالكفر والضلال اعماه عما قاله موسى فقال : ائتوني بالمدائن حاشرين
    كان في البداية يستخدم مع موسى عليه السلام اسلوب المعجزات , لكن بعدما بان للناس انه جحد بها واستيقنتها نفسه, استخدم اسلوب القوة حتى انه لم يكن الطرف المقاتل ضد موسى(اي انه استخدم اعوانه من الضالين الجاحدين امثاله)
    معك حق اخي العزيز, فالكفار ذات تفكير ساذج واحد, كلهم على الضلالة نفسها
    وبما اننا والمؤمنين على طريق واحد, فعلينا الاستفادة منهم ومن تجاربهم, لعل وعسى اثبتنا اننا خير امة اخرجت للناس

    بارك الله فيك اخي وبالمسلمين اجمعين

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
    ردود 0
    26 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة وداد رجائي
    بواسطة وداد رجائي
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
    ردود 0
    27 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
    ردود 0
    49 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة عاشق طيبة
    بواسطة عاشق طيبة
    ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
    ردود 0
    81 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة عطيه الدماطى
    ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
    رد 1
    83 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة د. نيو
    بواسطة د. نيو
    يعمل...