بسم الله والصلاة والسلام على الرسل أجمعين
السلام على من اتبع الهدي
هذا هو الدرس الثاني فى سلسلة (( بساطة تحريف الكتاب المقدس )) وأعتذر أني لم أوفي بوعدي فى تخصيص هذا الدرس لدراسة عمل المسيح عليه السلام وفق المخطوطات لكني رأيت السير على درب إثبات قول علماء الترجمة يسوعية فى مدخلهم ص 53 :
((والجدير بالذكر أن بعض النسَّاخ الأتقياء أقدموا ، بإدخال تصحيحات لاهوتية ، على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدو لهم معرَّضة لتفسير عقائدى خطير ))
ففي هذا الدرس سنثبت أكثر الحرية التي كان النساخ وأباء الكنيسة الأوائل يتمتعون بها فى تحوير وتبديل كلام المسيح عليه السلام بما يوافق الأهواء اللاهوتيه التي يؤمنون بها
تبدا القصه
من حيث ذلك الأعمي الذي شفاه المسيح بإذن الله عزوجل والتي تفرد بذكر تفاصيلها يوحنا بداية من الإصحاح التاسع
والغرض منها هو عرض المسيح نفسه على الأعمي للإيمان به
فبماذا عرض المسيح عليه الصلاة والسلام ?!
تقول الترجمة التي يعتمد عليها الأغلبية الساحقة من المسيحيين :
9: 35 فسمع يسوع انهم اخرجوه خارجا فوجده و قال له اتؤمن بابن الله (( الفاندايك ))
وبتلك الترجمة تمسك الكثير من المفسرين بأن المسيح يعلن عن لاهوته مثل (( بنيامين بنكرتن )) فى تفسيره حيث قال :
(( فعرض يسوع نفسهُ عليهِ كابن الله وموضوع إيمانهِ. ))
http://www.baytallah.com/Bible_comme.../chapter_9.htm
وقبل السرد والنظر فى المخطوطات نطرح الترجمات العربية أولاً:
35 فسَمِعَ يَسوعُ أنَّهُم طَرَدوهُ، فقالَ لَه عِندَما لَقِـيَهُ: ((أتُؤمِنُ أنتَ باَبنِ الإنسانِ؟)) العربية المشتركة
35فسَمِعَ يسوع أَنَّهم طَردوه. فلَقِيَه وقالَ له: (( أَتُؤمِنُ أَنتَ بِابنِ الإِنسان ؟)) لترجمة الكاثوليكية والترجمة ******ية الحديثة
35وسَمعَ يَسوعُ أَنَّهم طَرَدوهُ، فَلَقِيَهُ وقالَ لَهُ: "أَتُؤْمِنُ بابْنِ البَشر!" الترجمة البوليسية
35وَعَرَفَ يَسُوعُ بِطَرْدِهِ خَارِجاً، فَقَصَدَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ؟ ترجمة الحياة
35فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: ((أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟)) ترجمة الفاندايك
ومن الترجمات الإنجليزية من إختار (( ابن الإنسان )) وهي :
NIV و NASB و NLT وغيرها
ومن الترجمات الإنجليزية التي إختارت (( إبن الله )) وهي :
KJV و ASV وNLV وغيرها
وضح جيداً إضطراب الترجمات بين اللفظين (( الله و الإنسان )) وبكل تأكيد المسيح عليه السلام - بصحه نسب القصه أصلا له بهذا الشكل - نطق بلفظ واحد وتظهر خطورة هذا الإضطراب مع معرفة الأهمية اللاهوتية لها فى أمرين مهمين جداً :
1- تعبيرات المسيح -عليه السلام - عن ذاته والحقيقة المطلوب من متبعيه أن يؤمنوا بها من لسانه هو
2- الطعن بشده فى نزاهه النساخ ومدي مصداقية نسبه لفظ (( ابن الله )) لأصلها الصحيح فى الأناجيل ورسائل التلاميذ فالذي يبدل مرة قادر على التبديل أكثر من مرة خصوصا إذا كان يتمتع بالحرية الكافية بحيث لن يعاقب إلا بعد وفاته بقرون !!!
والأمر الثاني فيه من الخطورة بحيث يفقد الكتاب مصداقيته بالكامل نظراً لأن القاعدة الصريحة تقول (( إذا ورد الإحتمال بطل الإستدلال ))
وإذا كنا إستطعنا إكتشاف تلاعب لاهوتي دخيل من جانب النساخ فى موضع فكيف يمكننا الثقة والجزم من عدم وجود تدخلات أخري فى مواضع لم يتم الإختلاف حولها ؟؟
لنلقي نظرة إذاً على القراءات المتوفرة لدينا :
الأولي : ανθρωπου (( الإنسان )) وتختصر فى بعض المخطوطات القديمة (( Ανου ))
وهي القراءة المفضلة عند (( نستل ألاند )) و (( وستكوت و هورت )) وغيرهم
http://www.bible-researcher.com/john9-21.html
ومن المخطوطات التي تشهد لتلك القراءة :
1- البرديتان 66 و75 والأولي يرجعها العلماء إلى القرن الثاني والأخري ا تعود لما بين القرن الثاني والثالث
2- مخطوطه Sinaiticusالسينائية وتعود للقرن الرابع وهي كما ذكرنا تعد من أجل المخطوطات عند علماء الكتاب المقدس
3- مخطوطه Vaticanus الفاتيكانية وتعود للقرن الرابع
4- مخطوطة Washington وتعود للقرن الخامس
5- مخطوطة Claromonantus وتعود للقرن السادس
6- بعض المخطوطات القبطية : psa pbo ach2 mf fay
7- السريانية : S والإيطالية : d
وغيرهم ..........
وهذة صورة قراءة المخطوطة السينائية
وهذه صورة قراءة الفاتيكانية
وهذه صورة القراءة المختصرة فى المخطوطة واشنطن
الملاحظات :
1- تعدد المخطوطات والمصادر
2- صعوبة الإتفاق على وقوع الخطأ غير المقصود فى تغير القراءة (( الله )) إلى (( الإنسان ))
الثانية : θεου (( الله )) وتختصر فى المخطوطات القديمة على الصورة (( θυ̅ ))
وهي القراءة التي إختارها أباء الكنيسة الأوائل فى كتاباتهم أمثال :
1- يوحنا ذهبي الفم (1).
2- ترتليان (2).
3- القديس أوغسطين(3)
وهي قراءة القديس (( جيروم )) كذلك فى ترجمته (( الفولجتا ))
35audivit Iesus quia eiecerunt eum foras et cum invenisset eum dixit ei tu credis in Filium Dei
http://www.biblegateway.com/passage/...er=9&version=4
ويشهد لتلك القراءة مخطوطة متأخره عن مخطوطات القراءة الأولي منها:
1- مخطوطة Alexandrianus السكندرية وتعود للقرن الخامس
2- مخطوطة Augiensis وتعود للقرن التاسع (( إف ))
3- مخطوطة Angelicus وتعود للقرن التاسع
4- مخطوطة Boernerianus وتعود للقرن التاسع (( جي ))
5- المخطوطة (( Ψ )) وتعود لما بين القرن السابع والثامن
6- المخطوطتان (( Δ Θ )) وتعودان للقرن التاسع
7- والسريانية : p h pal والإيطالية : a b c e
وغيرهم ..........
وهذه صورة القراءة مختصره فى المخطوطة السكندرية
أهداف الموضوع :
1- اثبات الحرية المطلقة التي كان يتمتع بها النساخ فى تبديل وتحسين الألفاظ حسب أهوائهم
2- ضياع المعاني الأصلية التي طلب المسيح عليه السلام من أتباعه الإيمان به
3- الكتاب المقدس لا يقدم الصورة الحقيقة لكلام المسيح عليه السلام
وكما ذكرنا فى الجزء الأول قد يكون التعديل والتبديل راجع إلى ان نظره الناسخ للفظ (( الله )) تثبت معاني لاهوتيه يحتاج إليها المسيحي فى تدعيم عقيدته فقام بتعديل القراءة (( الإنسان )) إلى القراءة (( الله )) وهذا التعديل البسيط له من الخطورة والدلالة ما له فما بالنا بإضافات كامله من جانب النساخ مثل جملة التثليث الشهيرة بـ (( يوحنا1 7:5 ))
4- إثبات شبهة التواطء على التحريف بين النساخ وأباء الكنيسة إذ ان إجماع النساخ المتأخرين وأباء الكنيسة على تعديل القراءة إلى (( الإنسان )) لهو خير دليل على تحريف الكتاب المقدس
وهو كذلك إجابة بسيطة ومختصره على السؤال المُمل (( من الذى حرف ؟))
وطبعاً لا ننسي ان نقول انه من الصعوبة والإستحاله بالمكان ان يكون الخطأ راجع إلى نساخ قراءة (( الإنسان )) للأسباب التالية:
1- تعدد القراءات فى نسخ مختلفه ليس بينها رابط
2- صعوبة الإتفاق بينهم على ذلك التعديل او الخطأ
3- من الصعوبة والإستحاله تخيل توهم اوخطأ او تعمد الناسخ فى قراءة (( الإنسان )) بدلاً من (( الله )) حيث انه لأمر عظيم وغير معقول على حد تعبير علمائهم
النهاية :
1- الكتاب المقدس حرف نصاً سواء بالإضافة او بالتعديل حتي على كلام المسيح نفسه لأغراض لاهوتيه
2- مخطوطات الكتاب المقدس متضاربه بشدة فى إثباتها أقوال المسيح الحقيقية
3- خضوع الكتاب المقدس لميول النساخ وإيمانهم الشخصي فى عملية النقل والنسخ
ويحضرني هنا قول لموقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت :
(( ونقصد بها: النسخة السينائية، والنسخة الفاتيكانية، والنسخة الأفرامية، والنسخة السكندرية. وكل منها تحوي كل كتب العهد الجديد الذي في أيدينا، بنفس النص بلا تغيير. وهي مأخوذة طبعاً عن نسخ أقدم منها. ويستطيع أي إنسان أن يرى تلك النسخ القديمة في المتاحف وعلى الإنترنت، ويرى أنها نفس إنجيلنا الحالي. ))
http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS...ous-Bible.html
وقد أثبتنا ان هذا القول إنما هو تدليس محض وان الكنيسة تخدع شعوبها بعصمه الكتاب المقدس ووهم المخطوطات والحقيقة ان المخطوطات نفسها خير دليل على ان الكتاب المقدس نفسه غير معصوم على الإطلاق
الا هل بلغت اللهم إشهد ...
ولنا عودة مع الجزء الثالث إن شاء الله
شكراً
________________________
(1) من تفسير يوحنا ذهبي الفم لإنجيل يوحنا (9: 34 - 36) [العظة رقم 59] .
(2) وذلك فى كتابه : Against Praxeas ,CH XXII
(3) القديس أوغسطينأسقف هيبو فى عظته رقم [ 85 ]
تعليق